من الدكتاتورية إلى الديمقراطية ... جين شارب
الأربعاء, يناير 18, 2012 | إعداد : حمدى عبد الحميد أحمد مصطفى
-يعتبر النضال اللاعنيف أكثر تعقيدا ويستخدم أساليب أكثر تنويعا مقارنة بالعنف، حيث انه يستخدم الاسلحة النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمواطنين ولمؤسسات المجتمع، وقد اطلق على هذه الاساليب عدة اسماء مثل الاحتجاجات والإضرابات واللاتعاون والمقاطعات وسحب الولاء وسلطة الشعب.
هناك حوالي مائتي اسلوب محدد للعمل اللاعنيف التي من المؤكد ان تحقق نتائج افضل، وقد تم تبويب الاساليب تحت ثلاث فئات شاملة وهي: الاحتجاج والاقناع، اللاتعاون، والتدخل.
-تتكون اساليب الاحتجاج والاقناع اللاعنفي بشكل كبير من مظاهرات رمزية تشتمل على الاستعراضات والمسيرات والاعتكاف (حيث يبلغ مجموعها 54 اسلوبا) وينقسم اللاتعاون الى ثلاث فئات صغرى وهي 1 . اللاتعاون الاجتماعي (16 اسلوب) 2 . اللاتعاون الاقتصادي مثل المقاطعة (26 اسلوب) 3 . اللاتعاون السياسي (38 اسلوب). اما اساليب التدخل اللاعنيف من خلال الاساليب النفسية والجسدية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية مثل الصيام والاحتلال اللاعنيف والحكومة الموازية فيبلغ عددها (41 اسلوب) وهي المجموعة الأخيرة.
-نستطيع ان نركز اساليب النضال اللاعنفي، بعكس الاساليب العسكرية، بشكل مباشر على القضايا التي على المحك. فعلى سبيل المثال وحيث ان قضية الانظمة الديكتاتورية هي في الاساس سياسية تصبح اشكال اللاعنف السياسية للنضال اكثر حيوية. حيث تشمل هذه الاشكال على انكار شرعية الحكام الديكتاتوريين وعدم التعاون مع أنظمتهم . ويمكن تطبيق اللاتعاون في مواجهة سياسات محددة حيث يمكن تطبيق الاعاقة والمماطلة بهدوء وسرية وممارسة العصيان والمظاهرات الجماهيرية المتحدية والاضرابات التي تكون ظاهرة امام الجميع. بالمقابل اذا كان نظام الحكم الدكتاتوري عرضة للضغوط الاقتصادية، او اذا كانت غالبية الضغوط الشعبية ضد النظام اقتصادية، تصبح الاساليب الاقتصادية مثل المقاطعات والاضرابات هي الاساليب الملائمة للمقاومة.
-أن النضال اللاعنيف والعنف يعملان بطرق مختلفة كليا فان استخدام المقاومة العنيفة حتى ولو بشكل محدد اثناء حملة التحدي السياسي سيعود بالضرر على الحملة لان المقاومة العنيفة تعطي فرصة للحكام الدكتاتوريين لاستخدام سبل يتمتعون بالتفوق الكبي فيها (وهي الحرب العسكرية) من هنا نستنتج ان الانضباط اللاعنيف هو مفتاح النجاح ويجب المحافظة عليه بالرغم من الاستفزازات والممارسات الهمجية التي يقوم بها الحاكم الديكتاتوريين وعملاؤهم.
-...يجب الفصل بين اعمال العنف واللاعنف الى اقصى درجة ممكنة عن طريق الفصل الجغرافي ومجموعات السكان والتوقيت والقضايا. اذا لم نفعل ذلك فان نتائج العنف ستكون وخيمة على استخدام التحدي السياسي الذي هو اكثر قوة ونجاح. تشير السجلات التاريخية الى انه بالرغم من وجود امكانية وقوع ضحايا من القتلى والجرحى اثناء التحدي السياسي الا ان عدد الضحايا يكون اقل بكثير من استخدام الحرب العكسرية، اضف الى ذلك ان هذا النوع من النضال لا يساهم في تأجبج دورة القتل والممارسات الوحشية التي لا تنتهي.
لتحميل الكتاب أضغط هنـــا