داخل مصر Inside Egypt
إعداد : حمدى عبد الحميد أحمد مصطفى
داخل مصر: أرض الفراعنة على شفا ثورة ... هو كتاب صدر في الولايات المتحدة عام 2008 من دار نشر بالجريف ماكميلن ومن تأليف الكاتب الإنجليزي جون برادلي ، يتنبأ بثورة جديدة في مصر تخسر فيه أمريكا هيمنتها على أكبر دولة عربية وعلى الشرق الأوسط
فكرة الكتاب
يصف الكاتب فيه المجتمع المصري بأنه بدء في "التحلل والذوبان ببطء" تحت عاملين "توأمين هما ديكتاتورية عسكرية قاسية و سياسة أمريكية فاشلة في الشرق الأوسط". ويقول برادلي أيضا أن مصر اصبحت في انتظار "ثورة مضادة" لثورة الضباط الأحرار.
ويصف الكتاب مصر بأنها "أكثر دولة عربية بها قسوة يشيع فيها التعذيب والفساد. وتحاول فيها عائلة الرئيس المصري محمد حسنى مبارك الكفاح من اجل حل ازمة الخلافة.
بينما الإسلاميون، الذين تم تأديبهم، ينتظرون في الكواليس بفارغ الصبر من اجل فرصة للحصول على السلطة".
فصول الكتاب
ويقع الكتاب في ثمانية فصول يتحدث فيها عن الإخوان المسلمين وفصل عن المسيحيين ومعهم الصوفيين في مصر وفصل عن البدو وسيناء وفصل كامل عن التعذيب وفصل آخر عن الفساد وفصل اطلق عليه عنوان "ضياع الكرامة في مصر" واخير فصل اطلق عليه اسم "مصر بعد مبارك".
ويكتب المؤلف عن لقاءات له في مقهى يسمى "الندوة الثقافية" بالقرب من مبنى الجامعة الأمريكية في القاهرة يجمع الليبرالين المفكرين المصريين. ويذهب الكاتب في كتابه الى وصف المعارضة المصرية بانها "متواطئة" مع النظام الحاكم في"تخبطه بلا هدف".
وعن مستقبل مصر يقول الكاتب برادلي انه على رغم من بعض النجاحات الاقتصادية إلا أن توزيعها تم على من ارتبطوا بالنظام فقط دون ان يصل ذلك لباقي الشعب مما ادى "زيادة الحنق" بين المصريين.
ويشير الكاتب الى رؤيته في زياراته المتكررة لمصر كيف مثلا ان عدة ملايين من الثروة المصرية تنفق لانشاء المصارف وتقديم المياه للقرى السياحية والفنادق الفاخرة التي يستخدمها السياح الاجانب والاغنياء المصريون فقط "في حين يموت الالاف المصريين كل عام نتيجة تلوث المياه التي تصل لهم".
ويقول الكاتب عن الجانب السياسي:" الحزب الاساسي لنظام الحاكم (الحزب الديمقراطي) ليست له صلات حقيقية بالناس وليس له حتى وجود حقيقي خارج المدن الكبرى."
ويضيف :"وباختصار فان نظام مبارك ليس له الخصائص التي أبقت السوفيت او الحزب الاشتراكي الصيني في الحكم. فالحزب ليس له سبب في الوجود غير ان يتعلق بالحكم, وبناء عليه فانه مع غياب أي نوع من الشرعية فان ما يبقيه في الحكم هو التخويف...والترهيب...حيث يتم بث الجبن في المجتمع من أعلاه لاسفله".
ويبدي الكاتب اعجابه بتحمل المصريين لكنه يرى ان كثير من العوامل تؤثر فيهم الان منها، على حد وصف الكاتب، العولمة. ومن العوامل التي ذكرها الكاتب "الغضب الشعبي لرؤيته العناصر التي تقلد الغرب في المجتمع وهي تسرقه تحت مسمى تحرير الاقتصاد وفتح البلاد للاستثمار الأجنبي".
وقال :"كل هذا يذكرنا بإيران خلال الايام الاخيرة للشاه".
وقال الكاتب ان الولايات المتحدة تلعب دورا أساسيا في رسم السياسات الداخلية المصرية الحالية "تماما كما تحكم الانجليز في الخزانة المصرية وتدخلوا في قرارات الحكومة...وكان لهم وجود عسكري".
نقد
هذا وقد قام روبرت بير ، وهو عميل سابق للمخابرات المركزية الأمريكية بمدح الكتاب وقال عنه :"مصر هي قطعة الدومينو التالية في الوقوع. وكما يجري القول، فانه حيث تذهب مصر سيذهب باقي الشرق الأوسط".
وقال عميل الاستخبارات الامريكية روبرت بير ان الكتاب يصيب قلب الحقيقة ويشرح "لماذا كيف ان احد الاعمدة التي تستند عليها الهيمنة الامريكية للمنطقة (وهي مصر) على وشك الانهيار".
هذا ويتصدر الكتاب عبارات قليلة للمؤلف المصري علاء الأسواني صاحب رواية عمارة يعقوبيان بالانجليزية يقول فيها ان جون برادلي هو كاتب يبحث عن الحقيقة في بلاد عربية يحكمها ديكتاتوريين وان "كتاباته جريئة وضرورية من اجل فهمنا للحقيقة خلف الصورة المزيفة الحكومية لمجتمعاتنا".
لتحميل الكتاب أضغط هنــــا