منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» المحاضرة الثالثة لمادة تاريخ الفكر السياسي
الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء أكتوبر 09, 2024 8:21 am

» المحاضرة الثانية لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:37 pm

» المحاضرة الأولى لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:29 pm

» برنامج محاضرات الفكر السياسي 1
الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:24 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:25 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي ماي 2024
الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:19 am

» امتحان مادة علم الاجتماع السياسي ماي 2024م
الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء مايو 15, 2024 9:33 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Empty
مُساهمةموضوع: الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه   الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 4:05 pm

الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه
مقالة (مذهب المستشرقين) لمرجليوث(1) نموذجاً
* مكتبة الاسكوريال- مثال لتكالب الغرب على المخطوطات العربية والإسلامية
 
بقلم : الأستاذ صلاح عبد الستار محمد الشهاوي (*)
 
 
http://www.darululoom-deoband.com/arabic/magazine/tmp/1327223425fix4sub6file.htm

     في عام 1910م زار الأستاذ وديع البستاني(2) مترجم رباعيات الخيام عن الانجليزية - المستشرق مرجليوث في بيته بانجلترا وطلب منه رسمه «صورته» ومقالة بأسلوبه العربي، فكان له ما أراد. ونشر الأستاذ البستاني مقال مرجليوث (مذهب المستشرقين) بمجلة الزهور عام 1911م . 
نص مقالة مرجليوث:
     (ذكر صاحب الفخري في أخبار أمير المؤمنين عبد الملك أن مذهب المستعربين اخترع في عصره وهو يريد بهم رجالاً من الأجانب اتخذوا اللغة العربية لغةً وتزيوا بآداب العرب. وقياساً علي تلك الكلمة وضع في أيامنا اسم المستشرقين تسميةً لمن ينتمي إلى علوم الشرق من أهل الغرب لا كالذين يشير إليهم المتنبي بقوله:
وقد يتـزيا بالهوى غير أهلـه
ويستصحب الإنسان من لا يلائمه
     فان فيهم أناساً لا يطعن في أهليتهم ، وإنما تركوا جادة طريقة أصحابهم لأسباب نريد أن نبينها لمن ذهبت عنه أو خفيت عليه .فأول داعية دعت قوماً من علماء الإفرنج إلى اكتساب العلوم الشرقية هي الديانة؛ فإن التوراة أساس  أسس عليه الدين المسيحي ولغتها الأصلية عبرانية تختص باليهود الذين مع حفظهم لكتابهم المقدس وتعبدهم بفروضه لم يهتدوا إلى تبويب وتدوين قواعدها وقوانينها إلا بعد توطئة نوابغ نحويى الإسلام للطريق. وبعد ما ألف «سيبوية» كتابه وجمع «أبوعبيد» غريبةً ورتب «الراغب» مفرداته، حملت بعض أساتذة اليهود الغيرة على الاقتداء بهم. وقد سهل ذلك عليهم ما بين اللغتين من التقارب والتشابه فلما استهل عند الإفرنج قمر المعارف سار لاهوتيوهم يأخذون من علماء اليهود تفسير التوراة.. وبتفقيه الآثار تدرجوا إلى الموارد العربية فأصبح كل من يرغب في الوقوف علي حقائق معاني التوراة طالباً للعربية لا يستغني عن طرف منها.فالسبب الأصلي في تأسيس أستاذيات اللغة العربية عند الإفرنج هو ديني صرف أضيف إليه ما كان اشتهر من حذق أطباء العرب وحكمائهم ومنجميهم وأنه لم يزل عندهم متون أئمة اليونان القدماء وشروحها وكان طلبة الطب عندنا قبل 250 سنة يضطرون إلى حضور دروس مدرس العربية. ثم عندما بلغت حرية الأفكار ما بلغت وأنتجت علوم جديدة تنقّر عن الإنسان من حيث هو إنسان وتبحث عن مصادر السياسات والأديان وتاريخ الممالك والبلدان واختلاف الأنواع باختلاف الزمان والمكان لم يخفف على المتبحرين في هذه العلوم اتساع الممالك الإسلامية وعظم ما تشمل عليه من المواد اللازمة لأشغالهم من آثار متواترة وعوائد غير مخل بها ومذاهب متشعبة وطرائق متفاوتة فازدادوا رغبةً في الحصول على الآلات التي تمكنهم من الاكتشاف عن خفايا التاريخ وهؤلاء لابد لهم من الاستشراق.)
     وقبل الخوض في مضمون المقالة يجب الإشارة إلى أن المقالة تظهر لنا مدي بلاغة مرجليوث وسلاسة عبارته العربية، وإن أخذنا عليه ركاكة عبارته الأخيرة، «... التي تمكنهم من الاكتشاف عن خفايا التاريخ» وكان الأصوب أن يقول «...التي تمكنهم من الكشف عن خفايا التاريخ».
     وإذا نظرنا إلى محتوي المقالة نجد أن مرجليوث يدعي فيها أن الباعث علي الاستشراق ديني أو خدمة التوراة والإنجيل والإفادة مما جاءت به الكتب العربية والإسلامية؛ ولكن هناك رأي مناهض قوامه أن الاستشراق هدفه تشويه الإسلام والطعن فيه حتى لا تعتنقه أوروبا وثمة حجج قوية تسند هذا الرأي، ولا ننكر أن الاستشراق له أسباب كثيرة وأهداف عديدة، سنأتي علي ذكرها في هذا المقال نقضاً لمقالة مرجليوث.
 * أسباب الخصومة الغربية مع الشرق:
     الحقيقة أن جَهْلُ الغرب بحقيقة الإسلام وبسيرة النبي صلي الله عليه وسلم في مقدمة ما يدعو إلى هذه الخصومة. والجهل- لا ريب- من أعقد أسباب الجمود والتعصب وأشدها استعصاءً. ولقد تراكم هذا الجهل علي مر القرون ، وقامت له في نفوس الأجيال تماثيل وأوثان يحتاج تحطيمها إلى قوة روحية كبرى كقوة الإسلام أول ظهوره. ومما زاد هذه الخصومة عدم ملاءمة المسيحية ديناً لأبنائها ممن يدَّعون أنهم مسيحيون.فالمسيحية تدعو إلي الزهد في الحياة واعتزال العالم،وإلى الكبير من العفو والمغفرة ومن المعاني النفسية السامية، مما لايلائم طبيعة الغرب الذي عاش ألوف السنين علي طريق تعدد الآلهة، والذي يدعوه مركزه الجغرافي إلي حياة الكفاح لمغالبة ظروف الطبيعة القاسية، فإذا قضت ظروفه التاريخية أن يدين بالمسيحية فلا مفر له من أن يسبغ عليها ثوب القسوة، وأن يخرجها بذلك عن طبيعتها السمحة الجميلة، وأن يفسد فيها هذا التناسق الروحي الذي يجعل منها حلقة في سلسلة الوحدة التي أتمها الإسلام. هذا هو سبب تعصب الغرب في موقفه من الإسلام موقفاً تجافت الحبشة المسيحية عنه حين احتمى المسلمون بها أول ما دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلي دين الله.
* تاريخ الاستشراق
     لا يعرف بالضبط من هو أول غربيّ عُنِيَ بالدراسات الشرقية ولا في أي وقت كان ذلك؟ ولكن من المؤكد أن بعض الرهبان الغربيين قصدوا «الأندلس» في إبان عظمتها ومجدها، وتثقفوا في مدارسها وجامعاتها، وترجموا معاني القرآن والكتب العربية إلى لغاتهم، وتلمذوا لعلماء المسلمين في مختلف العلوم، ولا سيما الفلسفة والطب و والرياضيات. ومن أوائل هؤلاء الرهبان الراهب الفرنسي «جربرت» الذي انتخب بابا لكنيسة روما عام 999م بعد تعلمه في معاهد الأندلس، وعودته إلي بلاده. و«بطرس المحترم» (1092م-1156م) و«جيراردي كريمون» ( 1114م -1187م) الذي أدخل حساب الأرقام إلي أوروبا عن طريق الأندلس. بعد أن عاد هؤلاء الرهبان إلي بلادهم ونشروا ثقافة العرب ومؤلفات أشهر علمائهم، أسست  المعاهد للدراسات العربية أمثال مدرسة «بارودي» العربية. وأخذت الأديرة والمدارس الغربية تدرس مؤلفات العرب المترجمة إلى اللاتينية، وهي لغة العلم في جميع بلاد أوروبا يومئذ، واستمرت الجامعات الغربية تعتمد علي كتب العرب، وتراها المراجع الأصلية للدراسة قرابة ستة قرون، ولم ينقطع منذ ذلك الحين وجود أفراد درسوا الإسلام واللغة العربية، وترجموا معاني القرآن الكريم، وبعض الكتب العربية العلمية والأدبية، حتى جاء القرن الثامن عشر وهو العصر الذي بدأ فيه الغرب في استغلال العالم الإسلامي، والاستيلاء علي أراضيه-، فإذا بعدد من علماء الغرب ينبغون في الاستشراق، ويصدرون مجلات متخصصةً، ويُغيرون علي المخطوطات العربية في البلاد العربية والإسلامية، فيشترونها من أصحابها أو يسرقونها من المكتبات العامة التي كانت في غاية الفوضى والإهمال، وإذا بأعداد هائلة من نوادر المخطوطات العربية تنتقل إلى مكتبات أوروبا، وقد بلغت في أوائل القرن التاسع عشر مئتين وخمسين ألف مجلد، وما زال هذا العدد يتزايد حتى اليوم.
     وفي الربع الأخير من القرن التاسع عشر عقد أول مؤتمر للمستشرقين في باريس عام 1873م وتوالى عقد المؤتمرات التي تعني بالدراسات عن الشرق وأديانه وحضارته، وما زالت تعقد حتى اليوم.
*  مكتبة الاسكوريال- مثال لتكالب الغرب
     على المخطوطات العربية والإسلامية:
     بعد حدوث نكبة الخروج من الأندلس  وما حصل من تنكيل بالعرب الأندلسيين ثم تهجير ما تبقى من العرب من أمكنتهم ومدنهم وأبيحت حرمة ممتلكاتهم وثقافتهم وخزائن مكتباتهم نهب ما نهب وأحترق قسم كبير من المخطوطات والكتب وبيع بالمزاد بعض المكتبات ونقل ما توفر من الكتب النفيسة إلى بعض المكتبات ومن هذه المكتبات مكتبة دير الأسكوريال في العاصمة «مدريد» وهذه المكتبة كان يمكنها أن تمتلك أكبر كمية من المخطوطات العربية والإسلامية في العالم لو لم يَعَمْد الكاردينال- سيسنيروس- وآخرون إلى إحراق آلاف المخطوطات في ساحة باب الرمله الغرناطية بعد خروج العرب من «أسبانيا» عام 1492 م.
كيف وصلت المخطوطات العربية إلى الاسكوريال؟:
     كانت المكتبة الزيدانية المغربية تحتوي أندر وأهم المخطوطات التي حملها المسلمين الموريسكيين أثناء هجرتهم من الأندلس إلى المغرب، وحينما اضطر مولاي «زيدان» تحت ضغط الفتن واشتداد ساعد خصومه أن يغادر عاصمته «مراكش» وأن يحمل معه أمواله وذخائره ومكتبته الثمينة وكانت تحتوي على نحو ثلاثة أو أربعة آلاف من نفائس الكتب المغربية والأندلسية المشرقية في عدة من السفن استأجرها لكي تحمله مع ذخائره شمالاً في اتجاه ثغر أغادير وقد فاجأها الأسطول الأسباني بقيادة - بيدردي لاارا- في عرض البحر واستولى عليها كان ذلك في سنة 1021 هـ - 1612م وحملت هذه المكتبة الثمينة غنيمةً لتودع في المكتبة الملكية بقصر الاسكوريال وارتفع بذلك عدد المخطوطات العربية في المكتبة الملكية إلى نحو عشرة الآلف مخطوط وكانت أعظم وأثمن مجموعة من نوعها إذ تتألف من نخبة قيمة من الكتب المختارة سواء ما جمع منها من قواعد الأندلس المفتوحة والأخص غرناطة أو ما كانت تحويه المكتبة الزيدانيه التي جمع معظمها باختيار السلطان الأديب العالم مولاي «زيدان الحسني» وكان من عشاق نفائس الكتب.
     واستمرت مطاردة السياسة الأسبانية للكتب العربية، فجمعت منها خلال النصف الأول من القرن السادس عشر، مقادير عظيمة أخري حيث كانت لدى الموريسكيين والعرب المتنصرين منها مجموعات كبيرة؛ ولكنها لم تعدم ولم تحرق هذه المرة بل لقيت سبيلها إلى المكتبة الملكية في الاسكوريال أيام الملك «فليب الثاني» وفي عام 1656م سجل أعلى رقم للمخطوطات العربية والإسلامية في هذه المكتبة قبل أن يأتي نيران حريق عليها عام 1671م وتلتهم عدد كبير منها وتروى الحكايات أن عدد المخطوطات المتحرقة بأربعة آلاف مخطوط، بينما استمرت المحاولات المغربية حتى أمس القريب باسترجاع ما تبقى من مكتبة «مولاي زيدان»؛ لكن كل المحاولات باءت بالفشل حيث أن الأسبان يعتبرون أن هذه المخطوطات الثمينة النادرة هي جزء من تراثهم.
     ومن محاولات ملوك المغرب استعادة الكتب الأندلسية وبالأخص كتب المكتبة الزيدانية أن أرسل «مولاي إسماعيل» عاهل المغرب الكبير سفيره الوزير - محمد بن عبد الوهاب الغساني- إلى - كرلوس الثاني- ملك «أسبانيا» عام 1102هـ - 1690م ليقوم بمهمة مزدوجة هي الاتفاق على تبادل الأسرى والعمل على استرداد الكتب العربية فزعم الأسبان للوزير إن الحريق قد أتى على سائر الكتب العربية وأخفوا عنه حقيقة ما تبقى منها ولما قام الوزير بزيارة «الاسكوريال» وشاهد آثار الحريق في المكتبة اقتنع بما ذكره الأسبان واكتفى بالاتفاق على تحرير الأسرى وبعد ذلك بنحو ثمانين عام بعث «مولاي محمد بن عبد الله» ملك المغرب في سنه 1179هـ - 1766م كاتبه- أحمد المهدي الغزال- بسفارة مماثلة إلى- كرلوس الثالث- ملك أسبانيا تدور حول تحرير الأسرى واسترداد الكتب العربية وقد استطاع السفير المغربي أن يصل إلى اتفاق مع الحكومة الأسبانية لتحرير الأسرى وأن يحصل أيضاً على قليل من الكتب العربية جمعت له من «مدريد» و«غرناطة»؛ ولكن الأسبان أخفوا عنه كما أخفوا عن سلفه الوزير الغساني حقيقة الأمر فيما يتعلق بمجموعة الاسكوريال.
*  دوافع الاستشراق:
الدافع الديني:
     الاستشراق بدأ بالرهبان، وهؤلاء كان هَمُّهم أن يطعنوا في الإسلام، ويشوهوا محاسنه، ويحرفوا حقائقه ليثبتوا لجماهيرهم التي تخضع لزعامتهم الدينية أن الإسلام وهو الخصم الوحيد للمسيحية في نظرهم- دين لا يستحق الانتشار.
     وهناك الهدف التبشيري الذي لم يتناسوه في دراستهم العلمية، وهم قبل كل شيء رجال دين.
*  الهدف الاستعماري:
     لما انتهت الحروب الصليبية بهزيمة الصليبيين وهي في ظاهرها حروب دينية، وفي حقيقتها حروب استعمارية لم ييأس الغربيون من العودة إلى احتلال بلاد العرب، وبلاد الإسلام،فاتجهوا إلى دراسة هذه البلاد في كل شؤونها من عقيدة وعادات وأخلاق وثروات ليتعرفوا مواطن القوة فيها فيضعفوها، وإلى مواطن الضعف فيغذوها ليزيدوها ضعفاً.
*  الدافع التجاري:
     هذا الدافع ناتج عن رغبة الغربيين في التعامل معنا لترويج بضائعهم، وشراء مواردنا الطبيعية الخام بأبخس الأثمان، ولقتل صناعتنا المحلية التى كانت لها مصانع قائمة مزدهرة في مختلف بلاد العرب والمسلمين.
*  الدافع السياسي:
     نري الآن في كل سفارة من سفارات الدول الغربية في بلادنا ملحقاً ثقافياً يحسن اللغة العربية ليتمكن من الاتصال برجال الفكر والصحافة والسياسة، فيتعرف أفكارهم، ويبث فيهم من الاتجاهات السياسية ما تريده دولته.
*  الدافع العلمي:
     من المستشرقين نفر قليل جداً أقبلوا علي الاستشراق بدافع حب الاضطلاع علي حضارات الأمم وأديانها وثقافتها ولغاتها وهؤلاء يمثلون القلة ولم يكونوا يعتمدون الدس والتحريف، فجاءت أبحاثهم أقرب إلى الحق، وإلى المنهج العلمي السليم من أبحاث الجمهرة الغالبة من المستشرقين بل أن منهم من اهتدى إلى الإسلام وآمن برسالته على أن هؤلاء لا يجدون إلا حين يكون لهم من الموارد المالية الخاصة مما يمكنهم من الانصراف إلى الاستشراق بأمانة وإخلاص؛ لأن أبحاثهم المجردة عن الهوي لا تلقي رواجاً عند رجال الدين ولا عند رجال السياسة، ولا عند عامة الباحثين، ومن ثم فهي لا تدر عليهم ربحاً ولا مالاً ولهذا ندر وجود هذه الفئة في أوساط المستشرقين.
*  *  *
الهوامـــش:
(1)     داود صمويل مرجليوث. ( 1274- 1359هـ/ 1858- 1940م) مستشرق إنكليزي. ولد بلندن، وتلقى العلم في ونشستر، ثم التحق بكلية نيوكوليج بجامعة أكسفورد، وحصل علي الدكتوراه في الآداب، وعين أستاذاً لتدريس اللغة العربية في جامعة أكسفورد، وعين مدرساً للغات الشرقية في جامعة لندن. انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، وعضواً في جمعية المستشرقين الألمان، وتقلد أخيراً رئاسة الجمعية الآسيوية الملكية ببريطانيا، وتوفي بلندن 1940م ارتبط مرجليوث بحركة الاستشراق. واشتهر بقضية انتحال الشعر الجاهلي التي قيل أن طه حسين تأثر بأقواله واتجاهاته فيها. وله جهود كثيرة في مجال الدراسات والتحقيقات العربية والإسلامية فقد حقق كتاب - معجم الأدباء- لياقوت الحموي، وفهرس عددا من البرديات العربية، وشرح رسائل المعري وعقب عليها، وترجم أجزاء من «تجارب الأمم» لمسكوية وكتب سير بعض المتصوفة مثل «عبد القادر الجيلانى»...
          وقد أرق الإسلام مرجليوث وهاله المد الإسلامي شرقا وغرباً فوضع رسالة عن – مستقبل الإسلام-  ناقش فيها بعض أقوال المستشرقين عن مستقبل الإسلام واختلف معهم لأنهم رأوا أن الإسلام يضمحل ويضعف إذا اتصل بالتمدن الحديث، أما هو فقد ذهب إلى أن الإسلام يطول بقاؤه لالتئامه بالعلم والمدنية الجديدة، وهو رأي صحيح ولكنه خطير في الوقت نفسه لأنه يأتي بمنزلة التوجيه العام لحرمان المسلمين من التقدم العلمي والتحضر الحديث.
          وقد عرضت الرسالة ونقدتها مجلة الهلال عدد نوفمبر 1904م 
          وله كتاب آخر خطير عنوانه "محمد وظهور الإسلام" عرّض فيه بعرب الجاهلية ورماهم بعدم الغيرة على العرض وعدم عفة النفس..أما حديثه عن النبي فيخلو من التهذيب والدقة العلمية، فقد ذكر أن لفظ «حنيف» معناه في السريانية «الوثني» وفي العبرية «المنافق»، وأن المسلم معناه في الأصل الخائن وأن المسلمين حولوه إلى معني التسليم المشهور اليوم، والكثير من الأخطاء التاريخية التي تدل علي سوء نية، مما اضطرت معه الهلال عرض الكتاب وتفنيده والرد عليه وتصحيح الأغلاط التي وقع فيها في عدد مارس1906م...........
(2)     وديع البستاني: (1886-1954م)
شاعر وأديب ومترجم، ولد في  الدبية  عام 1886م  وعاش في فلسطين تعلم في الجامعة الأميركية في بيروت و درس الحقوق في القدس و مارس المحاماة لفترة من الوقت، ثم عمل مترجما في إحدى القنصليات، ترجم (رباعيات عمر الخيام) و الملحمة الهندية (المهبرات). دواوينه: (الفلسطينيات) 1946م، و (مجاني الشعر)....
والله ولي التوفيق.
http://www.darululoom-deoband.com/arabic/magazine/tmp/1327223425fix4sub6file.htm
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Empty
مُساهمةموضوع: 35 عاما على الاستشراق    الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 4:07 pm

أحمد بن راشد بن سعيّد
الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه 6222af77-66ba-4c1f-94ce-dfe57e94c844

عرفتُ إدوارد سعيد عندما كنت طالبا في الولايات المتحدة في أواخر الثمانينيات، وكنت أشاهده ضيفا على برامج تلفزيونية عدة. شدتني لغة الأستاذ الأميركي من أصل فلسطيني، وقدرته على المحاجة بتهذيب واقتدار في آن.
في إحدى حلقات برنامج "نايت لاين" الذي يستضيفه الصحافي تِد كابِل، ظهر إدوارد سعيد ووزير "الدفاع" الإسرائيلي آنذاك إسحاق رابين. تحدث سعيد عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال، ورفض التحاور مع رابين قائلا لكابل إنه مسؤول عن طرد الشعب الفلسطيني من أرضه، وإنه يعد سياساته "غير إنسانية وغير عقلانية" (inhumane and senseless).
في إطار إعدادي رسالة الماجستير حول "تناول صحافة النخبة الأميركية للانتفاضة الفلسطينية"، كان لا بد أن أقرأ شيئا من إنتاج سعيد حول القضية الفلسطينية وتناول الميديا الأميركية لها.

من أعماله التي ألهمتني الكثير "تناول الإسلام"، و "لوم الضحايا" (الذي اشترك في تحريره مع كريستوفر هيتشنز)، وصدر له في ما بعد كتاب "الثقافة والإمبريالية" (1993)، ولكن الكتاب الأشهر على الإطلاق كان "الاستشراق" الذي يوافق هذا العام ذكرى مرور 35 عاما على ظهوره لأول مرة عام 1978.

تُرجم الكتاب إلى عشرات اللغات، وحظي باهتمام منقطع النظير، وانتشرت قراءاته ومراجعاته في الدوريات العلمية وفي الصحافة، وما تزال أطروحاته تسهم في شرح العلاقة بين الشرق والغرب مضيفة الكثير إلى حقول الدراسات الثقافية والإعلامية، ومؤسسة لدراسات ما بعد الكولونيالية، وما بعد الحداثة، وملهمة البحث الاستقصائي في مجالات الثقافة الإمبريالية، وإنتاج المعرفة.الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Top-page
"
لم تكن المعرفة الغربية بالشرق مبنية على حقائق، بل على أمثولات متخيلة مسبقا تنظر إلى المجتمعات الشرقية بوصفها شديدة الشبه ببعضها، وشديدة الاختلاف عن المجتمعات الغربية
"
أمد عمل سعيد الباحثين والأكاديميين الغربيين بآلية تمكنهم من تحدي الأطروحات النمطية والتبسيطية للثقافات الأخرى، بما في ذلك مفهوم "صدام الحضارات"، بل إن "الاستشراق" بوصفه عملا تأسيسيا في مجاله، غيّر إلى حد كبير مقاربة الجامعات الغربية لدراسات الثقافات الأخرى غير الغربية.
لم تكن المعرفة الغربية بالشرق مبنية على حقائق، بل على أمثولات متخيلة مسبقا تنظر إلى المجتمعات الشرقية بوصفها شديدة الشبه ببعضها، وشديدة الاختلاف عن المجتمعات الغربية.
هذا الخطاب، الذي يؤسس لشرق متناقض مع الغرب، تجلى في نصوص أدبية ومدونات تاريخية، وفّرت غالبا فهما محدودا لحقائق الحياة في الشرق.
تمحورت أطروحة سعيد حول تقسيم "الاستشراق" للكون إلى قسمين: الشرق والغرب، أو القسم المتحضر، وغير المتحضر، تقسيم مصطنع تماما، أُسس بنيانه على مفهوم: نحن، وهم، ويعمل بوصفه عازلا جمعيا يشل التفكير الذاتي.
استخدم الأوروبيون الاستشراق ليعرّفوا أنفسهم، ويكتسبوا فرادة أو اختلافا. عرّفوا أنفسهم بوصفهم عنصراً متفوقا على الشرقيين، وأرسوا "كولنياليتهم" على هذا المفهوم. قالوا إن واجبهم يحتم عليهم "تمدين" العالم الباهت المفتقر إلى إكسير الحياة، ناسبين صفات محددة إلى الشرقيين، نقيضها تماما هو نمط الحياة عند الغربيين.
إذا كان العرب والمسلمون مثلا كسالى وقساة وأوغادا، فإن الغربيين تلقائياً يصبحون العكس. لا يمكن أن يحتل الأوروبي مكانا عاليا إلا إذا هبط الشرقي إلى الحضيض. يتشكل التفكير بالمشرق من خلال استدعاء الرؤية الكونية الغربية، فيوصف الإسلام مثلا بـ"المحمدية"، نسبة إلى محمد صلى الله عليه وسلم، تماما كما يُنسب الدين المسيحي إلى المسيح.
المحمدية مصطلح أوروبي قديم لا علاقة له بالإسلام، ولا يوجد مسلم يصف نفسه بأنه "محمدي"، وبهذا فإن الغرب صنع صورا مصطنعة لا حقيقية عن الشرق (artificially created)، معبرا من خلالها عن تجربته وموروثه، أو هو قام بـ"شرقنة" الشرق الذي بدا كيانا أخرس غير قادر على تمثيل نفسه، فجاء المستشرق ليمثله بحسب رؤيته.
مفهوم "الأصولية" الشائع اليوم، وإسقاطه على الظاهرة الإسلامية من دون اعتبار للسياقات التاريخية والثقافية، يبدو أيضا من تجليات الاستشراق.
الأصولية في الأدبيات المسيحية هي حركة لاهوتية بروتستانتية ظهرت في الولايات المتحدة أواخر القرن التاسع عشر، وكانت تشدد على التمسك بحرفية الإنجيل، وعلى رفض أي تأويل لنصوصه.
ثم تطور استخدام المصطلح ليتناول الجماعات الإسلامية. وصارت "الميديا" الغربية السائدة تروجه مستصحبة الصورة النمطية للأصوليين البروتستانت المتسمة بالتعصب والانغلاق. وهكذا تعيد "الميديا" إنتاج "الكليشيهات" الاستشراقية القديمة. والخلاصة، كما يقول سعيد، أن الغرب أراد توثيق الشرق، فانتهى إلى توثيق نفسه.الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Top-page
"
إذا كان العرب والمسلمون مثلا كسالى وقساة وأوغادا، فإن الغربيين تلقائيا يصبحون العكس. لا يمكن أن يحتل الأوروبي مكانا عاليا إلا إذا هبط الشرقي إلى الحضيض
"
لعل أبرز ما جادل به سعيد هو أن الاستشراق بوصفه حركة علمية وسياسية لم ينطلق من منطلقات السعي الموضوعي لفهم الشرق، بل كانت أهدافه محددة مسبقا، وهي في مجملها أيديولوجية وعنصرية وإمبريالية.
منذ نهاية القرن الثامن عشر، عمل الاستشراق على اختزال الحضارة العربية الإسلامية في قوالب سهلة وثابتة (stereotypes) الأمر الذي خدم أهداف القوى الإمبريالية في السيطرة على الشرق.
أنتج الرحالة والكُتّاب سلسلة من الصور تدور في مجملها حول انهماك الشرق في الفسوق، نزوعه إلى الاستبداد، عقليته الشاذة، سذاجته، تخلفه.
كانت صورة العالم العربي في اللوحات الفنية الفرنسية، والروايات الإنجليزية، وحتى في بعض الأعمال الأكاديمية خلال القرن التاسع عشر؛ صورة حافلة بالغرابة والخيال واللامنطق.
كان هناك أيضا تصوير للشرق بوصفه مكانا شهوانيا يوفر -كما يقول سعيد- "تجربة جنسية يتعذر الحصول عليها في أوروبا".
لاحظ سعيد في هذا السياق أن الأوروبيين نظروا إلى الشرق بوصفه ساحة للمتعة الجنسية ورموزها: الحريم، الحجاب، العبيد، الأميرات، والراقصات.
ولا يوجد كاتب أوروبي كتب عن الشرق، أو سافر إليه في الفترة بعد عام 1800 إلا بحث عن هذه التجربة: فولبير، ونرفال، وبيرتن، ولين، هم فقط أبرز الأسماء.
ظهر الشرق بوصفه عالما مليئا بالرغبة، لكنه مكبّل بالصمت، وعاجز عن التعبير، وبدا الجنس الذي يعد به هذا العالم، في نظر هؤلاء الرحالة والكُتّاب، مشوباً بالعنف والغموض. 
النساء ثمرة "للخيال الجامح لدى الذكور، إنهن يبدين شهوانية مطلقة، وهن تقريبا حمقاوات، وقبل كل شيء جاهزات" (Orientalism, p.207, 197).
هذه الصورة ليست بعيدة عن أهواء الإمبريالي: نساء عربيات/مسلمات يختفين وراء النقاب، ويعانين من الاضطهاد والكبت، ولذا يتطلعن بشغف إلى ذلك الأوروبي الأبيض القادم من وراء البحار ليمنحهن الدفء والأمان (مقارنة هذه الصورة الكلاسيكية بأساطير الصحافة الغربية السائدة اليوم عن المرأة المسلمة في أفغانستان أو السعودية، قد تُظهر أوجه شبه).
اللوحات الفنية أسهمت أيضا في تدعيم ثنائية الشرق/الجنس، فالمرأة المسلمة المتوارية عن الأنظار تظهر عارية في هذه اللوحات، تحيط بها الوسائد والأرائك والعطور، وربما اشتملت على سيوف وخناجر ونصال قديمة مزخرفة بآيات قرآنية، وحلي نسائية، ودماء، تُستخدم في ربط الشرق بالجنس، وربط الجنس بعنف الرجل وتوحشه واستبداده.الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Top-page
"
أنتج الرحالة والكُتّاب سلسلة من الصور تدور في مجملها حول انهماك الشرق في الفسوق، ونزوعه إلى الاستبداد، وعقليته الشاذة، وسذاجته، وتخلفه
"
حاول الاستشراق في مرحلة من المراحل أن يصور الشرق بوصفه مكانا رومانسيا ذا طبيعة بكر، وبحار نقية، وشواطئ فضية، وشمس ساطعة، ولذا فهو واعد بالطمأنينة وراحة البال.
الشرقيون يستمتعون بالطبيعة الهادئة، ولا يوجد ما يعكر صفوهم، أو بتفسير المستشرق: لا توجد تحديات تصقلهم، وتحفزهم على الإبداع، الأمر الذي يلقي مسؤولية أكبر على الرجل الأبيض ذي النظرة البعيدة ليضطلع بواجبه (The White Man Burden)، ويقوم بتمدين الشرقي الذي لم تنضجه الحياة بعد.
 
صور نمطية شتى وُظفت في خدمة مصالح الحكومات الغربية وسياساتها، فظهر الشرق "فاقدا للحيوية والروح"، وفي أمسِّ الحاجة إلى إنقاذه بالحداثة، أو "الأوربة".
قبل عشر سنوات، كتب سعيد مقالا بمناسبة مرور 25 عاما على صدور كتابه "الاستشراق" (موقع كاونتر بنش، 4 أغسطس/آب 2003)، انتقد فيه النظرة العنصرية التي يصبح فيها الشرق "شرقنا" نحن نمتلكه ونديره، مؤكدا أنه لو كان الغرب مقتنعا أن الشعوب الأخرى ليست مثله، لما كانت هناك حاجة إلى الحرب على العراق أصلا.
العقيدة الاستشراقية القديمة ما تزال تحرك الخطط والإستراتيجيات الغربية من مدرسة الخبراء المحترفين الذين جندتهم هولندا إبان سيطرتها على ماليزيا وإندونيسيا، وجندتهم بريطانيا إبان استعمارها الهند ومصر وغرب أفريقيا، إلى المستشارين الحاليين للبيت الأبيض والبنتاغون الذين يستخدمون "الكليشيهات" ذاتها، النمطيات المهينة ذاتها، وتبريرات العنف ذاتها (القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمون).
يطرح سعيد سؤالا عما إذا كانت الحقبة الاستعمارية قد انتهت، أم أن الشرق ما يزال يرزح تحت وطأة الإمبريالية منذ حملة نابليون على مصر قبل قرنين من الزمان، مشددا على فكرة المقاومة، أو حق الشعوب في أن تكون "مختلفة"، ومنسجمة مع ذاتها.
تتعرض المجتمعات العربية والإسلامية المعاصرة إلى هجمة عدوانية ومحسوبة، بسبب ما يقال عن تخلفها، وافتقارها إلى الديمقراطية، وانتقاصها حقوق المرأة؛ ولكن مفاهيم الحداثة والتنوير والديمقراطية -بحسب سعيد- ليست مفاهيم بسيطة وقطعية ومتفقا عليها.
الحرب على العراق تمثل في جوهرها واحدة من أكبر الكوارث في التاريخ، حيث هندست مجموعة من المسؤولين الأميركيين "غير المنتخبين" حربا إمبريالية على دكتاتورية "عالمثالثية" بناء على قواعد أيديولوجية، وسعيا إلى الهيمنة على الموارد الشحيحة، في الوقت الذي جرى فيه التكتم على الأهداف الحقيقية للحرب، وتبريرها من قبل حفنة من المستشرقين خانوا أمانتهم العلمية.
الحرب تذكر بحقيقة لم تغب يوما، وهي أن الاستشراق هو الذراع الثقافية للإمبريالية الغربية.
تأثرت إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش إلى حد بعيد بأطروحات "خبراء" مثل برنارد لويس، وفؤاد عجمي، تحذر من عقل عربي أهوج، وقرون من الانحدار الإسلامي، تملك أميركا وحدها تغيير مساره.
فجأة، واستجابة لإيقاع ما بعد الحادي عشر من سبتمبر نُفض الغبار عن كتب قديمة، وتدفق سيل من كتب جديدة تحمل عناوين صارخة حول "الإسلام والإرهاب"، و"الخطر العربي"، كتبها من يزعمون المعرفة، ويؤكدون أنهم سبروا أغوار الشرق، وتعرفوا عن كثب على طرائق تفكير شعوبه.
وأعادت جوقة الميديا السائدة والتي تشمل "فوكس نيوز" و "سي إن إن"، وعددا لا يحصى من الإذاعات اليمينية، إنتاج تلك التعميمات الهادفة إلى إثارة أميركا ضد "الشيطان الأجنبي".
ثمة فرق في رأي سعيد بين دراسة الشعوب من أجل فهمها والتعايش معها، وبين دراستها من أجل إخضاعها والهيمنة عليها.
لا يمكن تشكيل صورة عن العالمين العربي والإسلامي لا يظهر فيها سوى الإرهاب، والحرب الاستباقية، وتغيير النظام من طرف واحد، مدعومة بأكبر موازنة عسكرية في التاريخ، ومصحوبة بضخ دعائي واسع النطاق.الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Top-page
"
يدمر الاستشراق، من خلال قصف المواطن الغربي بسيل من الصور الجامدة "للآخر" الفاسد والقبيح، كل فرص التفاهم و"التقمص" الوجداني. الاستشراق، في جوهره إذن عمل عنصري ولا إنساني
"
كل ما ينبغي أن يحدث من نقاش عقلاني، واعتراف بحق البشر في صناعة تاريخهم بأنفسهم، يتوارى أمام أفكار هلامية تحتفل بالتفوق الاستثنائي الغربي، وتنظر إلى الثقافات الأخرى بازدراء.
يدمر الاستشراق، من خلال قصف المواطن الغربي بسيل من الصور الجامدة "للآخر" الفاسد والقبيح، كل فرص التفاهم و"التقمص" الوجداني. الاستشراق، في جوهره إذن عمل عنصري ولا إنساني.
الحل -في نظر سعيد- هو تفكيك الطابع الإمبريالي للثقافة، وتوظيف النقد المستمد من التوجه الإنساني لفتح مجالات الصراع، وتقديم سياق متواصل من التفكير والتحليل يحل محل ردود الفعل الآنية الغاضبة التي تعوق التفكير.
الكلمة التي تصف هذا السلوك الرشيد هي "الإنسانية"، وتعني الفهم التأملي المتحرر من "الأغلال المكبلة للذهن"، كما يشير الشاعر الإنجليزي وليم بليك.
الخيار الإنساني هو خط المقاومة الأخير ضد الممارسات الوحشية، والمظالم التي تشوه التاريخ، وربما أسهمت ديمقراطية الإنترنت، ووسائط الميديا الاجتماعية، في تعبئة المجتمعات الإنسانية للدفاع عن قضايا تهم سكان الأرض كافة مثل الحريات، وحقوق الإنسان، وسلامة البيئة.
ما تزال أطروحات إدوارد سعيد في كتابه "الاستشراق" وتعليقاته عليه تثير النقاش بعد مرور 35 عاماً على صدوره. وما تزال المقارنة بين العقيدة الاستشراقية القديمة، وبين التفكير السياسي الغربي تجاه المجتمعات العربية والإسلامية، تتجدد كلما حدث احتكاك أو اتصال بين الشرق والغرب.
يمكن لنا اليوم ببساطة أن نستدعي كثيراً من هذه الأطروحات ونحن نرى المخاض العسير للربيع العربي، وهو يصارع للبقاء في "مجتمع دولي" يعتقد كثير من أربابه أن الديمقراطية عنصرية الطابع، وأنها لا يمكن أن تنشأ وتزدهر في أرض غير أوروبية، وغربية تحديداً، أو تعيش على ثراها سلالات أوروبية، وهو بالضبط ما يقوله برنارد لويس. لهذا السبب لم يفقد كتاب "الاستشراق" وهجه الأكاديمي والمعرفي، ولا يبدو أنه سيفقده أبداً.الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Top-page
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Empty
مُساهمةموضوع: تعريف الاستشراق    الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 4:08 pm

تعريف الاستشراق

التعريف اللغوي


لو أرجعنا هـذه الكلمة إلى أصلها لوجدناها مأخوذة من كلمة إشراق ثم أضيف إليها ثلاثة حروف هي الألف والسين والتاء، ومعناها طلب النور والهداية والضياء، والإشراق من الشرق حيث نزلت الديانات الثلاث اليهودية والنصرانية والإسلام. ولما كان الإسلام هو الدين الغالب فأصبح معنى الاستشراق البحث عن معرفة الإسلام والمسلمين وبلاد المسلمين عقيدة وشريعة وتاريخاً ومجتمعاً وتراثاً...الخ.

التعريف عند الغربيين


ومع أن مصطلح الاستشراق ظهر في الغرب منذ قرنين من الزمان على تفاوت بسيط بالنسبة للمعاجم الأوروبية المختلفة، لكن الأمر المتيقن أن البحث في لغات الشرق وأديانه وبخاصة الإسلام قد ظهر قبل ذلك بكثير، ولعل كلمة مستشرق قد ظهرت قبل مصطلح استشراق، فهذا آربري Arberry في بحث له في هذا الموضوع يقول "والمدلول الأصلي لاصطلاح (مستشرق) كان في سنة 1638 أحد أعضاء الكنيسة الشرقية أو اليونانية" وفي سنة 1691 وصف آنتوني وود Anthony Wood صمويل كلارك Samuel Clarke بأنه (استشراقي نابه) يعنى ذلك أنه عرف بعض اللغات الشرقية. وبيرون في تعليقاته على Childe Harold's Pilgrimage يتحدث عن المستر ثورنتون وإلماعاته الكثيرة الدالة على استشراق عميق"([1]).

ويرى رودي بارت أن الاستشراق هو " علم يختص بفقه اللغة خاصة، وأقرب شي إليه إذن أن نفكر في الاسم الذي أطلق عليه كلمة استشراق مشتقة من كـلمة ’شرق’ وكلمة شرق تعني مشرق الشمس ، وعلى هذا يكون الاستشراق هو علم الشرق أو عـلم العالم الشرقي"([2]). ويعتمد المستشرق الإنجليزي آربري تعريف قاموس أكسفورد الذي يعرف المستشرق بأنه "من تبحّر في لغات الشرق وآدابه"([3]).

ومن الغربيين الذين تناولوا ظهور الاستشراق وتعريفه المستشرق الفرنسي مكسيم رودنـسون Maxime Rodinson الذي أشار إلى أن مصطلح الاستشراق ظهر في اللغة الفرنسية عام 1799بينما ظهر في اللغة الإنجليزية عام 1838، وأن الاستشراق إنما ظهر للحاجة إلى "إيجاد فرع متخصص من فروع المعرفة لدراسة الشرق" ويضيف بأن الحاجة كانت ماسة لوجود متخصصين للقيام على إنشاء المجلات والجمعيات والأقسام العلمية([4]).

ولو انتقلنا إلى العرب والمسلمين الذين تناولوا هذا المصطلح نجد أن إدوارد سعيد عدة تعريفات للاستشراق منها أنه "أسلوب في التفكير مبني على تميّز متعلق بوجود المعرفة بين ’الشرق’ (معظم الوقت) وبين الغرب"([5]). ويضيف سعيد بأن الاستشراق ليس مجرد موضوع سياسي أو حقل بحثي ينعكس سلباً باختلاف الثقافات والدراسـات أو المؤسسات وليس تكديساً لمجموعة كبيرة من النصوص حول المشرق … إنه بالتالي توزيع للوعي الجغرافي إلى نصوص جمالية وعلمية واقتصادية واجتماعية وفي فقه اللغة ([6]). وفي موضع آخر يعرف سعيد الاستشراق بأنه المجال المعرفي أو العلم الذي يُتوصل به إلى الشرق بصورة منظمّة كموضوع للتعلم والاكتشاف والتطبيق.([7]) .ويقول في موضع آخر إنّ الاستشراق: نوع من الإسقاط الغربي على الشرق وإرادة حكم الغرب للشرق"([8]).

لقد اختار الدكتور أحمد عبد الحميد غراب هـذا التعريف "دراسات ’أكاديمية’ يقوم بها غربيون كافرون –من أهل الكتاب بوجه خاص- للإسلام والمسلمين، من شـتى الجوانب عقيدة، وشريعة، وثقافة، وحضارة، وتاريخاً، ونظمـاً، وثروات وإمكانات .. .بهدف تشويه الإسلام ومحاولة تشكيك المسلمين فيه، وتضليلهم عنه، وفرض التبعية للغرب عليهم، ومحاولـة تبرير هذه التبعية بدراسات ونظريات تدعي العلمية والموضوعية، وتزعم التفوق العنصري والثقافي للغرب المسيحي على الشرق الإسلامي"([9]).
تعريفنا للاستشراق

هو كل ما يصدر عن الغربيين وأمريكيين من إنتاج فكري وإعلامي وتقارير سياسية واستخباراتية حول قضايا الإسلام والمسلمين في العقيدة، وفي الشريعة، وفي الاجتماع، وفي السياسة أو الفكر أو الفن، ويمكننا أن نلحق بالاستشراق ما يكتبه النصارى العرب من أقباط ومارونيين وغيرهم ممن ينظر إلى الإسلام من خلال المنظار الغربي، ويلحق به أيضاً ما ينشره الباحثون المسلمون الذين تتلمذوا على أيدي المستشرقين وتبنوا كثيراً من أفكار المستشرقين([10]).

وكان الاستشراق ومازال يهتم بالشعوب الشرقية عموماً التي تضم الهند وجنوب شرق آسيا والصين واليابان وكوريا. وعند مراجعة النشاطات الاستشراقية نجد أن هذه المناطق بدأت تخصص بدراسات خاصة بها مثل الدراسات الصينية أو الدراسات الهندية أو الدراسات اليابانية، أما الأصل فكانت كلها تضم تحت مصطلح واحد هو (الاستشراق).

ولا بد من الوقوف عند تعريف آخر للاستشراق لا يرى أن كلمة استشراق ترتبط فقط بالمشرق الجغرافي وإنما تعني أن الشرق هو مشرق الشمس ولهذا دلالة معنوية بمعنى الشروق والضياء والنور والهداية بعكس الغروب بمعنى الأفول والانتهاء، وقد رجع أحد الباحثين المسلمين وهو السيد محمد الشاهد إلى المعاجم اللغوية الأوروبية (الألمانية والفرنسية والإنجليزية) ليبحث في كلمة شرقORIENT فوجد أنه يشار إلى منطقة الشرق المقصودة بالدراسات الشرقية بكلمة "تتميز بطابع معنوي وهو Morgenland وتعني بلاد الصباح، ومعروف أن الصباح تشرق فيه الشمس، وتدل هذه الكلمة على تحول من المدلول الجغرافي الفلكي إلى التركيز على معنى الصباح الذي يتضمن معنى النور واليقظة، وفي مقابل ذلك نستخدم في اللغة كلمة Abendlandوتعني بلاد المساء لتدل على الظلام والراحة"([11]).

وفي اللاتينية تعني كلمة Orient: يتعلم أو يبحث عن شيء ما، وبالفرنسية تعنى كلمة Orienter وجّه أو هدى أو أرشد، وبالإنجليزيةOrientation , و orientate تعني "توجيه الحواس نحو اتجاه أو علاقة ما في مجال الأخلاق أو الاجتماع أو الفكر أو الأدب نحو اهتمامات شخصية في المجال الفكري أو الروحي"، ومن ذلك أن السنة الأولى في بعض الجامعات تسمّى السنة الإعدادية Orientation . وفي الألمانية تعني كلمة Sich Orientiern " يجمع معلومات (معرفة) عن شيء ما ([12]).



إلغاء مصطلح الاستشراق

يجب أن نتوقف عند القرار الغربي بالتوقف عن استخدام مصطلح استشراق أو كما قال لويس إن هذا المصطلح قد ألقي به في مزابل التاريخ، فقد رأى الغرب أن هذا المصطلح ينطوي على حمولات تاريخية ودلالات سلبية وأن هذا المصطلح لم يعد يفي بوصف الباحثين المتخصصين في العالم الإسلامي، فكان من قرارات منظمة المؤتمرات العالمية في مؤتمرها الذي عقد في باريس عام 1973 بأن يتم الاستغناء عن هذا المصطلح، وأن يطلق على هذه المنظمة (المؤتمــرات العالمية للدراسات الإنسانية حـول آسيا وشمال أفريقياICHSANA) [13]. وعقدت المنظمة مؤتمرين تحت هذا العنوان إلى أن تم تغييره مرة ثانية إلى (المؤتمرات العالمية للدراسات الآسيوية والشمال أفريقية ICANAS). وقد عارض هذا القرار دول الكتلة الشرقية (روسيا والدول التي كانت تدور في فلكها)([14])، ومع ذلك ففي المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للدراسات الآسيوية والشمال أفريقية الذي عقد في بودابست بالمجر كان مصطلح استشراق ومستشرقين يستخدم دون أي تحفظات، مما يعني أن الأوروبيين الغربيين والأمريكيين هم الأكثر اعتراضـاً على هذا المصطلح ولعل هذا ليفيد المغايرة بحيث يتحدثون عن المستشرقين ليثبتوا أنهم غير ذلك بل هم مستعربون Arabists أو إسلاميون Islamists أو باحثون في العلوم الإنسانية Humanistsأو متخصصون في الدراسات الإقليمية أو الاجتماعية أو الاقتصادية التي تختص ببلد معين أو منطقة جغرافية معينة، أما موقفنا نحن من هذا التخصص أو التخصصات فإنه يسعنا ما وسع الغربيين فإن هم اختاروا أن يتركوا التسمية فلا بأس من ذلك شريطة أن لا نغفل عن استمرار اهتمامهم بدراستنا والكتابة حول قضايانا وعقد المؤتمرات والندوات ونشر الكتب والدوريات حول العالم الإسلامي واستمرار أهداف الاستشراق، وأن لا يصرفنا تغيير الاسم عن الوعي والانتباه لما يكتبونه وينشرونه.


الحواشي :

[1]- ا. ج آربري. المستشرقون البريطانيون .تعريب محمد الدسوقي النويهي. ( لندن: وليم كولينز، 1946.)ص8.

[2]- رودي بارت.الدراسات العربية والإسلامبة في الجامعات الألمانية( المستشرقون الألمان منذ تيودور نولدكه). ترجمة مصطفى ماهر( القاهرة: دار الكتاب العربي) (بدون تاريخ) ص 11.

[3] -ا. ج. آربري. المستشرقون البريطانيون . تعريب محمد الدسوقي النويهي. (لندن: وليم كولينز ، 1946) ص8.

[4] -مكسيم رودنسون ." الصورة الغربية والدراسات الغربية الإسلامية." في تراث الإسلام (القسم الأول) تصنيف شاخت وبوزورث. ترجمة محمد زهير السمهوري ، ( الكويت: سلسلة عالم المعرفة ، شعبان /رمضان1398هـ- أغسطس 1978م.)ص27-101.

[5] -Edward Said. Orientalism. ( New York: Vintage Books, 1979) p.2.

[6] -Ibid. p 12.

[7] -Ibid. p73..

[8] -المرجع نفسه ص 92.

[9] -أحمد عبد الحميد غراب . رؤية إسلامية للاستشراق.ط2 (بيرمنجهام: المنتدى الإسلامي ، 1411) ص 7.

[10] - من أمثال ذلك ما نشر لمحمد عبد الحي شعبان وعزيز العظمة ، ونوال السعداوي ، وفاطمة مرنيسي وفضل الرحمن ، وغيرهم كثير حيث قامت دور النشر الجامعية لكبريات الجامعات الغربية وبخاصة الأمريكية بنشر إنتاج هؤلاء وترويجه.

[11] -السيد محمد الشاهد. "الاستشراق ومنهجية النقد عند المسلمين المعاصرين" في الاجتهاد. عدد 22، السنة السادسة ، شتاء عام 1414هـ/1994م. ص191-211.

[12] - المرجع نفسه ، ص 197.

[13] -Bernard Lewis.” The Question of Orientalism. In New York Times Review of Books. June 24,1982. Pp. 49-56.

[14] -Bernard Lewis. “ The Question of Orientalism.” Op., Cit
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه   الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 4:09 pm

نشأة الاستشراق


اختلف الباحثون في نشأة الاستشراق في تحديد سنة معنية أو فترة معينة لنشأة الاستشراق فيرى البعض أن الاستشراق ظهر مع ظهور الإسلام وأول لقاء بين الرسول صلى الله عليه وسلم ونصـارى نجران، أو قبل ذلك عندما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم رسله إلى الملوك والأمراء خـارج الجزيرة العربية أو حتى في اللقاء الذي تم بين المسلمين والنجاشي في الحبشة. بينما هنـاك رأي بأن غزوة مؤتة التي كانت أول احتكاك عسكري تعد من البدايات للاستشراق ويرى آخرون أن أول اهتمام بالإسلام والرد عليه بدأ مع يوحنا الدمشقي وكتـابه الذي حاول فيه أن يوضح للنصارى كيف يجادلون المسلمين. ويرى آخرون أن الحروب الصليبية هي بداية الاحتكـاك الفعلي بين المسلمين والنصارى الأمر الذي دفع النصارى إلى محاولة التعرف على المسلمين.

ومن الآراء في بداية الاستشراق أنه بدأ بقرار من مجمع فيينا الكنسي الذي دعا إلى إنشاء كراسي لدراسة اللغات العربية والعبرية والسريانية في عدد من المدن الأوروبية مثل باريس وأكسفورد وغيرهما، ويرى الباحث الإنجليزي ب.إم هولت P.M. Holt أن القرارات الرسمية لا يتم تنفيذها بالطريقة التي أرادها صاحب القرار لذلك فإن القرار البابوي هنا لا يعد البداية الحقيقية للاستشراق.([1])

وثمة رأي له عدد من المؤيدين أن احتكاك النصارى بالمسلمين في الأندلس هو الانطلاقة الحقيقية لمعرفة النصارى بالمسلمين والاهتمام بالعلوم الإسلامية ويميل إلى هذا الرأي بعض رواد البحث في الاستشراق من المسلمين ومنهم الشيخ الدكتور مصطفى السباعي ([2]).

ولاشك أن هذه البدايات لا تعد البداية الحقيقية للاستشراق الذي أصبح ينتج ألوف الكتب سنوياً ومئات الدوريات ويعقد المؤتمرات، وإنما تعد هذه جميعا كما يقول الدكتور النملة "من قبيل الإرهاص لها وما أتى بعدها يعد من قبيل تعميق الفكرة، والتوسع فيها وشد الانتباه إليها"([3]) فالبداية الحقيقية للاستشراق الذي يوجد في العالم الغربي اليوم ولا سيما بعد أن بنت أوروبا نهضتها الصناعية والعلمية وأصبح فيها العديد من الجامعات ومراكز البحوث وأنفقت ولا تزال تنفق بسخاء على هذه البحوث قد انطلقت منذ القرن السادس عشر حيث "بدأت الطباعة العربية فيه بنشاط فتحركت الدوائر العلمية وأخذت تصدر كتاباً بعد الآخر .."([4])، ثم ازداد النشاط الاستشراقي بعد تأسيس كراس للغة العربية في عدد من الجامعات الأوروبية مثل كرسي أكسفورد عام 1638 وكامبريدج عام 1632، ويضيف سمايلوفيتش بأن تأسيس الجمعيات العلمية مثل الجمعية الأسيوية البنغالية والجمعية الاستشراقية الأمريكية والجمعية الملكية الآسيوية البريطانية وغيرها بمنزلة "الانطلاقة الكبرى للاستشراق حيث تجمعت فيها العناصر العلمية والإدارية والمالية فأسهمت جميعها إسهاماً فعّالاً في البحث والاكتشاف والتعرف على عالم الشرق وحضارته فضلاً عما كان لها من أهداف استغلالية واستعمارية"([5]) وكان من المشروعات الاستشراقية المهمة إنشاء مدرسة اللغات الشرقية الحية في فرنسا برئاسة المستشرق الفرنسي سلفستر دي ساسي Silvester de Sacy التي كانت تعد قبلة المستشرقين الأوروبيين وساهمت في صبغ الاستشراق بالصبغة الفرنسية مدة من الزمن([6])، نشاء الجمعيات الاسشتراقية وأيضاً بداية منظمة المؤتمرات العالمية للمستشرقين عام 1873 في عقد مؤتمراته السنوية.




- الحواشي :


[1] -P. M. Holt. “ The Origin of Islam Studies.” In AL- Kulliya. (Khartoum) No.1, 1952,pp.20-27.

[2] علي النملة . الاستشراق في الأدبيات العربية :عرض للنظرات وحصر وراقي للمكتوب.( الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث الدراسات الإسلامية، 1414هـ/1993م.) الصفحات 23-31.وقد أورد الدكتور النملة معظم الآراء التي تتعلق بنشأة الاستشراق.

[3] - المرجع نفسه ص 30.

[4] -أحمد سمايلوفيتش. فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر."( القاهرة :بدون ناشر ، بدون تاريخ) ص 77.

[5] -المرجع نفسه ص 81.

[6] -نجيب العقيقي . المستشرقون. ج1(القاهرة: دار المعارف، بدون تاريخ9 ص 140
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه   الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 4:17 pm

وسائل الاستشراق


لقد سعى المستشرقون إلى تحقيق أهدافهم من خلال العديد من الوسائل والأساليب. وحيث أن المستشرقين جزء من مجتمعاتهم فإنهم سوف يستخدمون بلا شك الوسائل والأساليب الشائعة في مجتمعاتهم وإن كان مجال عملهم في الاستشراق سيتطلب في بعض الأحيان استخدام وسائل وأساليب تناسب مجال عملهم وتناسب أهدافهم ودوافعهم، وقد كتبت د. فاطمة أبو النجا عن وسائل المستشرقين تقول "لم يترك المستشرقون مجالا من مجالات الأنشطة المعرفية والتوجيهية العليا إلاً تخصصوا فيها، ومنها التعليم الجامعي، وإنشاء المؤسسات العالمية لتوجيه التعليم والتثقيف، وعقد المؤتمرات والندوات ولقاءات التحاور، وإصدار المجلات ونشر المقالات وجمع المخطوطات العربية، والتحقيق والنشر وتأليف الكتب ودس السموم الفكرية فيها بصورة خفية ومتدرجة، وإنشاء الموسوعات العلمية الإسلامية، والعناية العظمى لإفساد المرأة المسلمة وتزيين الكتابة باللغة العامية ..."([1])

هذه بصفة عامة الوسائل التي اتخذها المستشرقون لتحقيق أهدافهم وفيما يأتي توضيح هذه الوسائل والأساليب:

التعليم الجامعي والبحث العلمي

منذ أن استقر الاستشراق كفرع معرفي له أقسامه العلمية ومراكز البحوث الخاصة به، أخذت هذه الأقسام تستقبل الطلاب من جميع أنحاء العالم فالأوروبيون الذين يدرسون هذه المجالات يتخصصون فيها لأهداف تخصهم فقد جاء في تقرير سكاربورScarbrough وتقرير هايتر Hayter البريطانيين الجهات التي تحتاج هذه التخصصات ابتداءً من وزارة المستعمرات(حين كانت موجودة) ووزارة الخارجية والاستخبارات والتجارة والاقتصاد والإذاعة البريطانية وغيرها من الجهات، أما الطلاب العرب والمسلمون فقد جاءوا في بعثات دراسية إما على حساب دولهم أو على حسابهم الخاص أو بمنح من الجامعات الغربية التي استهوتهم لأسباب منها السمعة العلمية العالية التي تتمتع بها هذه الجامعات في دول العالم الثالث( حتى وإن كان بعضها متواضع المستوى) وثانياً لرغبة الجامعات الغربية الإفادة من هؤلاء الطلاب في مجال البحث العلمي، بالإضافة إلى الهدف الاستشراقي القديم من التأثير في طبقة من أبناء الأمة المسلمة من المتوقع أن تتسم منابر التوجيه وقيادة الرأي في بلادها. وقد يكون أحد هذه الأسباب المرونة التي تتمتع بها هذه الجامعات في مجال الدراسات العليا وبعدها عن التعقيدات والمشكلات والقيود التي يواجهها الطلاب في الجامعات العربية والإسلامية.

وقد أصبحت هذه الأقسام العلمية تعد بالآلاف في أنحاء أوروبا وأمريكا، ولما تخلص الأوروبيون والأمريكيون من مصطلح الاستشراق أصبحت أقسام الدراسات الشرق أوسطية أقسام دراسات المناطق هي التي يدرس فيها هؤلاء الطلاب ولكن هذه الأقسام لم تعد كافية لدراسة كل ما يخص العالم الإسلامي والعربي فأضيف إليها الدراسة في أقسام الجامعة الأخرى مثل : علم الاجتماع، وعلم الإنسان، وعلم النفس، وقسم الاقتصاد والعلوم السياسية ومختلف العلوم التي يتم التنسيق بينها جميعاً من خلال معهد الشرق الأوسط كما في جامعة كولمبيا في نيويورك أو مركز دراسات الشرق الأوسط كما في جامعة كاليفورنيا بمدينة بيركلي.

وتسهم هذه الأقسام من خلال المواد الدراسية في تكوين عقلية الطالب وفهمه وإدراكه للقضايا التي تخص الإسلام والمسلمين حيث إن طريقة التدريس والمراجع المقررة وتوجهات الأساتذة لها دور كبير في الدراسة الجامعية أو الدراسات العليا( وبخاصة في أمريكا حيث إن طالب الماجستير أوالدكتوراه يكلف بدراسة عدد محدد من الساعات)([2])

ولا شك أن بعض أبناء العرب والمسلمين يتأثرون بأساتذتهم فكرياً وأخلاقياً وسلوكياً ، ولذلك نجد التركيز في التراجم الإسلامية السؤال عن الشيوخ، ولذلك من المهم معرفة شيوخ العلماء المعاصرين من أبناء الأمة الإسلامية الذين تتلمذوا على المستشرقين. ومهما كانت قوة العقيدة والإيمان لدى معظم الطلاب العرب والمسلمين فإن بعضهم يتأثر بشيوخه من المستشرقين وبخاصة أن بعض هؤلاء قد بلغوا درجة عالية من العلم والخبرة ومعرفة نفسية الطلاب العرب والمسلمين. كما أن بعض الأساتذة في الجامعات الغربية يكونون من القساوسة والرهبان وبعضهم من اليهود فيحرصون على التأثير في طلابهم بأسلوب غير مباشر، ولو أن يدخلوا أدنى درجة من الشك في قلوب هؤلاء التلاميذ.

وبالإضافة إلى أقسام دراسات الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية في الجامعات الغربية ( أوروبا وأمريكا) فإن الغرب حرص على فتح جامعات أوروبية وأمريكية في البلاد العربية الإسلامية ومن أبرز هذه الجامعات الجامعة الأمريكية التي أصبح لها العديد من الفروع في القاهرة وفي بيروت وفي دبي وفي الشارقة وفي إسطنبول وغيرها، وقد قامت الجامعات الفرنسية بافتتاح معاهد لها في عدد من الدول العربية كما أن لهولندا معهداً في مصر وكذلك تقوم الحكومة الألمانية بافتتاح جامعة في مصر بعد أن كانت نواة هذه الجامعة قد أسست منذ سنوات. وقد ذكر خبر نشر في إحدى الصحف أن حجر الأساس لأول جامعة ألمانية سيوضع بتمويل من عدة جهات منها السفارة الألمانية في القاهرة ( يعني الخارجية الألمانية) وجامعتين ألمانيتين بالتعاون مع الغرفة التجارية العربية الألمانية للتجارة والصناعة([3])

وقد أعلنت وزارة الخارجية السويدية قبل عدة أعوام عن إنشاء مركز بحوث سويدي في الإسكندرية. وسيعقد هذا المعهد مؤتمراً عن الشباب العربي المسلم في مدينة الإسكندرية بمصر في شهر فبراير 2003م.

أما كيف تكون الجامعات والتعليم العالي وسيلة من وسائل الاستشراق فنحن لا نتحدث عن أقسام الهندسة والكيمياء والطب والرياضيات( وإن كان يحدث فيها تأثير استشراقي) ولكن الحديث عن أقسام الدراسات الإسلامية والعربية والتاريخ والجغرافيا وعلم النفس وعلم الاجتماع والتربية وغيرها من الدراسات الأدبية والنظرية) فمن التأثر أولاً بالمجتمع الغربي( وهي قضية بدأت مع البعثات قبل أكثر من قرنين ) إلى التأثر بالأستاذ في طباعة وأخلاقه وسلوكه، ثم في اختيار موضوع البحث وبخاصة في مجال الدراسات العليا، فإن الأمة قد أوفدت أنبه أبنائها (بخاصة المبتعثين، الذين حصلوا على البعثات بجدارة) للدراسة في الخارج فحين يكون اختيار الموضوع سيئاً أو موجهاً فقد يجد الطالب نفسه أسير ذلك الموضوع حتى نهاية حياته العلمية وقل أن يتخلص من هذا الأسر، فيسهم الأستاذ المشرف في اختيار الموضوع وتوجيه الطالب للاهتمام بقضايا بعينها، ومن الأمثلة توجيه الطالب لاختيار كتاب الأغاني مثلاً ليكون مصدراً لدراسة التاريخ الإسلامي أو المجتمع الإسلامي. وهو أمر خطير فكيف يكون كتاب مجون وخلاعة مصدر لدراسة تاريخ أمة هي أعظم الأمم على وجه الأرض.

كما يوجه الأساتذة طلابهم للبحث في موضوعات يريد الغربيون معرفة تفاصيلها الدقيقة وهو لا يستطيعون الوصول إلى هذه المعلومات فيكلفون طلابهم الذين يريدون الحصول على الدرجات العليا، كما أن مثل هذه الدراسة تتيح لهم الفرصة للعودة إلى بلادهم في رحلات علمية لجمع المادة العلمية وتقديم الاستمارات والاستبيانات وغيرها من وسائل جمع المادة العلمية التي يصعب على الأستاذ أو الجهات الخارجية الوصول إليها.

وتسعى الجامعات ومراكز البحوث أن تستقطب بعض أبناء الأمة الإسلامية لقضاء سنوات التفرغ بالنسبة للأساتذة الجامعيين أو العمل باحثين في هذه المراكز، وإن كان الغالب أن الجامعات الغربية ومراكز البحوث هناك تستقطب نماذج معينة من الباحثين العرب والمسلمين المتأثرين بالفكر الغربي، لكن هذا لا يمنع أن يشارك في العمل في بعض الجامعات الغربية بعض الباحثين المعتزين بدينهم وبأمتهم وبتراثهم الحضاري وينافحون عن الإسلام بكل ما أوتوا من قوة ولكنهم يبقون الاستثناء الذي يثبت صحة القاعدة كما يقولون.


الكتب والمجلات والنشرات

حرص الاستشراق منذ بدايته على نشر الكتب التي تتناول الإسلام من جميع جوانبه عقيدة وشريعة وتاريخاً وسيرة، وتناولت هذه الكتب الأحوال الاجتماعية في العالم الإسلامي في مختلف العصور.

ففي مجال العقيدة كتبوا كثيراً ومن ذلك ما نشره المستشرق اليهودي المجري بعنوان دراسات إسلامية كما ألف في مذاهب التفسير الإسلامية، ونشر المستشرق دنكان بلاك ماكدونالد كتاباً بعنوان تطور العقيدة الإسلامية وقد انطلى على بعض المسلمين أنه كتاب علمي فقُرر تدريسه في أقسام الدراسات الإسلامية. وألف كولسون في التشريع الإسلامي ، وصدر لهم تآليف كثيرة في مجال التاريخ الإسلامي حتى عد بعضهم كتاب كارل بروكلمان تاريخ الشعوب الإسلامية من المراجع الأساسية في دراسة التاريخ الإسلامي. وهناك على سبيل المثال لا الحصر كتاب برنارد لويس تاريخ العرب عدّه بعض الأساتذة المتأثرين بالاستشراق من أهم الكتب في بابه.

وقد تميزت كتابات المستشرقين في العصور الوسطى أو بدايات الاستشراق بالتعصب والحقد الشديد والكراهية للإسلام وإظهار هذه العواطف والاتجاهات بصراحة متناهية حتى ظهر منهم من كتب منتقداً هذا الأسلوب ومن هؤلاء ما كتبه نورمان دانيال في كتابه ( الإسلام والغرب) وما كتبه ريشتارد سوذرن في كتابه (صورة الإسلام والمسلمين في كتابات العصور الوسطى).

وظهرت في القرن العشرين كتابات عن الإسلام تظاهرت بأنها تجاوزت التعصب والحقد القديم ومنها ما كتبه توماس آرنولد في كتابه (الدعوة إلى الإسلام) وقد يكون هذا الكتاب قدم بعض العبارات والجمل المادحة للإسلام والمسلمين ولكنه في حقيقته بعيد عن الموضوعية والمنهج العلمي(توجد رسالة ماجستير انتقدت هذا الكتاب في كلية الدعوة بالمدينة المنورة)([4]) كما ظهرت كتابات مونتجمري وات حول الرسول صلى الله عليه وسلم ( محمد في مكة) و( محمد في المدينة ) و( محمد رجل الدولة والسياسة) وغيرها من الكتب.

أما أبرز الجهات الاستشراقية التي تنشر الكتب فأود في البداية أن أشير إلى أن الجامعات الغربية لها دور نشر خاصة بها ، ولعل من أشهر دور النشر هذه على سبيل المثال جامعة أكسفورد التي تطبع مئات الكتب كل عام حول العالم الإسلامي وقضاياه المختلفة، كما أن الجامعات الأوروبية والأمريكية لها دور نشر نشطة، تقوم بجهد يوازي إن لم يتفوق على نشاط دور النشر التجارية البحتة( قارن بينها وبين دور النشر في الجامعات العربية والإسلامية- دور نشر للمجاملة وللتوزيع المحدود ولا تطبع دار النشر الجامعية أكثر من عشرة عناوين سنوياً)

ففي موقع دار جامعة أكسفورد للنشر مئات الكتب التي تهتم بالإسلام والعالم الإسلامي ومنها هذه الكتب- على سبيل المثال-:

- موسوعة أكسفورد للعالم الإسلامي الحديث ، وتتكون من أربعة مجلدات تتألف من 1840 صفحة وتهتم بموضوعات لم تكن لتهتم بها الكتب حول الإسلام ومن هذه الموضوعات: الإرهاب والتطرف وحقوق الإنسان ومكانة المرأة في العالم الإسلامي وفي الإسلام. وتزعم الموسوعة لنفسها أنها متخصصة وتقدم معلومات دقيقة وموثقة حول القضايا التي تتناولها .

ويمكن التعرف إلى مدى انتشار الكتب حول الإسلام والعالم العربي والشرق الأوسط من خلال شركة أمازون لتوزيع الكتب فيكفي أن تضع كلمة الإسلام أو العرب أو الشرق الأوسط لتمدك الشركة بسيل من الكتب فتحت عنوان إسلام وجدت أنه ثمة ثمانية آلاف وثمانمائة وإحدى عشر كتاباً([5])

أما المجلات والدوريات فتعد بالمئات من مختلف أنحاء أوروبا وأمريكا فلا يكاد قسم من أقسام دراسات الشرق الأوسط الكبيرة في الجامعات الغربية إلاّ وله مجلة أو دورية كما أن الجمعيات الاستشراقية لها أيضاً إصداراتها من الدوريات والمجلات ونذكر على سبيل المثال الجامعات الآتية التي لها دوريات مشهورة.

- دورية مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن

- دورية جسور تصدر عن مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس.

- مجلة العالم الإسلامي ( بالألمانية ) من ألمانيا

- مجلة العالم الإسلامي من معهد هارتفورد اللاهوتي بالولايات المتحدة الأمريكية.

- مجلة العلاقات النصرانية الإسلامية عن معهد العلاقات النصرانية الإسلامية بجامعة بيرمنجهام ببريطانيا.

وهناك الكثير غيرها التي يبلغ تعدادها بالمئات في شتى مجالات المعرفة.



الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والدورات العلمية وحلقات البحث المتخصصة
دأب المستشرقون منذ بداية عهدهم بالدراسات العربية والإسلامية على الاتصال بعضهم ببعض عن طريق المراسلات والرحلة، ففي وقت من الأوقات قيل إن باريس كانت كعبة الاستشراق حينا كان سيلفيستر دو ساسي يترأس معهد اللغات الشرقية الحية في باريس (1795م وما بعدها). وكان الحال كذلك مع العواصم الأخرى حين يذيع صيت أحد المستشرقين فيسعون إليه للتلقي عنه أو يسعون إلى استضافته أستاذاً زائراً. ولكن كان لا بد من طريقة أخرى يتوصلون إلى التبادل العلمي والثقافي فكانت الندوات المحلية والإقليمية ثم الدولية وسيلة من وسائل الصلة بين المستشرقين.

وكانت مؤتمرات المستشرقين في غالبيتها عبارة عن لقاء مجموعة من الباحثين والعلماء لتقديم بحوث وأوراق عمل ونقاشات ومناسبات اجتماعية على هامش المؤتمرات ؟ولم تكن في يوم من الأيام للتسلية والوجاهة والحصول على الامتيازات المادية من انتدابات وبدلات وغيرها كما يحدث في دول العالم النامي، فهي بالتالي وسيلة عمل وتخطيط ودراسة؟

بدأ الأوروبيون بمبادرة فرنسية – مازال الفرنسيون يفخرون بها- منذ أكثر من قرن وربع في عقد مؤتمر دولي كل عدة سنوات – لا تتجاوز خمساً- للبحث في مجال الدراسات الاستشراقية التي تضم الهند والصين وجنوب شرق آسيا وكذلك تركيا ودول وسط آسيا (الجمهوريات التي كانت تتبع الاتحاد السوفيتي سابقاً ) وشمال أفريقيا، ولكن الدراسات الإسلامية كانت وما تزال المحور الأساس لهذه المؤتمرات. وقد عقد المؤتمر الأول عام 1873 في باريس وبلغت حتى الآن ستاً وثلاثين مؤتمراً ، وكان المؤتمر قبل الأخير قد عقد في بودابست بالمجر في الفترة من 3-8ربيع الأول الموافق 7-12يوليو 1997م. وقد قدم فيه ما يزيد على ألف بحث.

وقد أصبحت المؤتمرات والندوات من الكثرة بحيث يصعب على الباحث أن يحصرها أو يتناولها جميعاً بالبحث والدراسة ولذلك سوف تقتصر هذه الدراسة على نماذج من هذه المؤتمرات والندوات التي أتيح لي الاطلاع على بعض المعلومات عنها، بحيث نقدم معلومات عن الموضوعات التي يتناولها المؤتمر أو الندوة ، وكذلك معلومات عن المشاركين وأهمية توجهات المشاركين في هذه المؤتمرات ونتائج وتوصيات المؤتمرات.([6])

أما المحاضرات العامة والدورات فهي أكثر من أن تحصى ويكفي لمعرفة مدى سعة وعمق هذه النشاطات الاطلاع على مواقع الإنترنت لمراكز البحوث وأقسام دراسات الشرق الأوسط( قبل الإنترنت مثلا كانت جامعة هارفرد تنشر نشرة نصف شهرية تزدحم فيها النشاطات) ومن الأمثلة على هذه النشاطات أن معظم أقسام دراسات الشرق الأوسط لها لقاء أسبوعي مع محاضرة موجزة بالإضافة إلى محاضرات الأساتذة الزائرين ومن يتابع ما يدور في هذه الجامعات ويقارن بينها وبين ما يدور في الجامعات العربية الإسلامية يصاب بالذهول فكأن هذه مدراس ابتدائية مقارنة مع تلك.


التقارير السياسية والأحاديث الإذاعية والتلفزيونية والمقالات الصحفية

لما كانت الحكومات الغربية تدرك أهمية العلم والمتعلمين فقد سعت إلى الباحثين المتخصصين في دراسات الشرق الأوسط فطلبت إليهم تقديم نتائج بحوثهم ودراساتهم واستشارتهم في اتخاذ القرارات السياسية وهو ما يعرف في الفكر السياسي من تقارب بين العلماء والساسة. فلا تكاد قاعات وزارات الخارجية الغربية ومجالس النواب فيها واللجان المتخصصة تخلو من الباحثين المستشرقين يقدمون عصارة فكرهم لمصلحة بلادهم وأمتهم.

ومن الأمثلة على ذلك ما نشره مجلس النواب الأمريكي( الكونجرس) عام 1985 من تقرير وصل عدد صفحاته إلى اثنتين وأربعين وأربعمائة ضمت العديد من الدراسات والمعلومات القيمة حول ما أطلق عليه في الغرب ظاهرة الأصولية الإسلامية.

وقد كان من المشهور سابقاً أن لا يكون للحكومات تأثير في النشاط العلمي للجامعات حتى إن جامعة هارفرد قامت بإلغاء مؤتمر كان من المقرر عقده حول الحركات الإسلامية في العالم العربي عندما علمت بأن وكالة الاستخبارات المركزية ساهمت في تمويل المؤتمر، ثم أصبح من المعتاد أن تهتم الوكالة نفسها بهذه القضايا وتجند لها أساتذة الجامعات والمتخصصين في الدراسات الإسلامية والعربية والدراسات الشرق أوسطية.

وأدرك الإعلام أيضاً أهمية استضافة أساتذة الجامعات المتخصصين في العالم العربي والإسلامي فأتاح لهم المجال لتقديم آرائهم في القضايا السياسية المعاصرة ولا تكاد تخلو نشرة أخبار من استضافة أحد هؤلاء للحديث في مجال تخصصه. ولم تكتف وسائل الإعلام بهذا الأمر فقد طلبت إليهم أن يجيبوا عن أسئلة الجمهور أو استضافتهم في برامج حوارية طويلة ، ومن وسائل الإعلام التي تهتم بهذا الجانب،الإذاعات الموجهة مثل إذاعة لندن وصوت أمريكا وإذاعة مونت كارلو وغيرها.



- الحواشي :


[1] - فاطمة أبو النجا.نور الإسلام وأباطيل خصومه. ص 160

[2] - مازن مطبقاني . الاستشراق المعاصر في منظور الإٍسلام. ص 58 وما بعدها

[3] - الشرق الأوسط، العدد 8340، 11رجب 1422هـ28 سبتمبر 2001م)

[4] - محمود حمزة عزوني. دراسة نقدية لكتاب الدعوة إلى الإسلام تأليف توماس ولكر آرنولد. .رسالة ماجستير من قسم الدعوة بالمعهد العالي للدعوة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1404/1405هـ تحت إشراف الدكتور إبراهيم عكاشة.

[5] - كان هذا الأمر في شهر رجب عام 1422هـ ولا بد أن هذا العدد يزداد باستمرار

[6] - مطبقاني . الاستشراق المعاصر، مرجع سابق ص 172وما بعدها. وانظر رسالة الدكتوراه التي أعدها الدكتور محسن السويسي بعنوان مؤتمرات المستشرقين العالمية: نشأتها –تكوينها –أهدافها. قسم الاستشراق بكلية الدعوة بالمدينة المنورة عام 1419/ 1998م تحت إشراف الدكتور حامد غنيم أبو سعيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه   الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 4:17 pm

أهداف الاستشراق
الهدف الديني

إن كنّا أخذنا بالقول إن الاستشراق بدأ بتشجيع من الكنيسة ورجال الدين فإن الاهتمام الديني يعد أول أهداف الاستشراق وأهمها على الإطلاق. فعندما رأى النصارى وبخاصة رجال الدين فيهم أن الإسلام اكتسح المناطق التي كانت للنصرانية وأقبل كثير من النصارى على الدين الإسلامي ليس لسماحته فحسب ولكن لأنه بعيد عن التعقيدات وطلاسم العقيدة النصرانية ، ولأنه نظـام كامل للحياة . كما أن رجال الدين النصارى خافوا على مكانتهم الاجتماعية والسياسية في العـالم النصراني فكان لابد أن يقفوا في وجه الإسلام حيث إنه ليس في الإسلام طبقة رجال دين أو أكليروس كما في النصرانية.[1]

فغاية الهدف الديني هي معرفة الإسلام لمحاربته وتشويهه وإبعاد النصارى عنه، وقد اتخذ النصارى المعرفة بالإسلام وسيلة لحملات التنصير التي انطلقت إلى البلاد الإسلامية،وكان هدفها الأول تنفير النصارى من الإسلام. ولذلك فإن الكتابات النصرانية المبكرة كانت من النوع المتعصب والحاقد جداً حتى إن بعض الباحثين الغربيين في العصر الحاضر كتب نقداً عنيفاً لاستشراق العصور (الأوروبية ) الوسطى من أمثال نورمان دانيال Norman Daniel في كتابه الإسلام والغرب.[2] فقد كتب دانيال أن أسباب حقد النصارى وسوء فهمهم للإسلام مـازال بعضه يؤثر في موقف الأوروبيين من الإسلام بالرغم من التحسن العظيم الحديث في الفهم والذي أشاد به بعض المسلمـين.[3] وكتاب ريتشارد سوذرن صورة الإسلام في العصور الوسطى [4]


الهدف العلمي

ما كان لأوروبا أن تنهض نهضتها دون أن تأخذ بأسباب ذلك وهو دراسة منجزات الحضارة الإسلامية في جميع المجالات العلمية .فقد رأى زعماء أوروبا " أنه إذا كانت أوروبا تريد النهوض الحضاري والعلمي فعليها بالتوجه إلى بواطن العلم تدرس لغاته وآدابه وحضارته"([5]) وبـالرجوع إلى قوائم الكتب التي ترجمت إلى اللغات الأوروبية لعرفنا حقيقة أهمية هذا الهـدف من أهداف الاستشراق فالغربيين لم يتركوا مجالاً كتب فيه العلماء المسلمون حتى درسـوا هذه الكتابات وترجموا عنها، وأخذوا منها.وقد أشار رودي بارت Rudi Paret -في كتابه عن الدراسات العربية الإسلامية -إلى إمكانية أن تقوم الأمة الإسلامية في العصر الحاضر بدراسة الغرب فيما يمكن أن يطلق عليه علم الاستغراب ([6])، فإن المسلمين في نهضتهم الحاضرة بحاجة إلى معرفة الإنجازات العلمية التي توصل إليها الغرب عبر قرون من البحث والدراسة والاكتشافات العلمية والاستقرار السياسي والاقتصادي.

الهدف الاقتصادي التجاري

عندما بدأت أوروبا نهضتها العلمية والصناعية والحضارية وكانت في حاجة إلى المواد الأوليـة الخام لتغذية مصانعها ، كما أنهم أصبحوا بحاجة إلى أسواق تجارية لتصريف بضائعهم كان لا بد لهم أن يتعرفوا إلى البلاد التي تمتلك الثروات الطبيعية ويمكن أن تكون أسواقاً مفتوحة لمنتجاتهم . فكان الشرق الإسلامي والدول الأفريقية والآسيوية هي هذه البلاد فنشطوا في استكشافاتهم الجغرافية ودراساتهم الاجتماعية واللغوية والثقافية وغيرها.

ولم يتوقف الهدف الاقتصادي عند بدايات الاستشراق فإن هذا الهدف ما زال أحد أهم الأهداف لاستمرار الدراسات الاستشراقية . فمصانعهم ما تزال تنتج أكثر من حاجة أسواقهم المحـلية كما أنهم ما زالوا بحاجة إلى المواد الخام المتوفرة في العالم الإسلامي. ولذلك فإن بعض أشهر البنوك الغربية(لويد وبنك سويسرا) تصدر تقارير شهرية هي في ظاهرها تقارير اقتصادية ولكنها في حقيقتها دراسات استشراقية متكاملة حيث يقدم التقرير دراسة عن الأحوال الدينية والاجتماعية والسياسية والثقافية للبلاد العربية الإسلامية ليتعرف أرباب الاقتصاد والسياسة على الكيفية التي يتعاملون بها مع العـالم الإسلامي.



الهدف السياسي الاستعماري

لقد خدم الاستشراق الأهداف السياسية الاستعمارية للدول الغربية فقد سار المستشرقون في ركاب الاستعمار وهم كما أطلق عليهم الأستاذ محمود شاكر -رحمه الله- " حملة هموم الشمال المسيحي- فقدموا معلومات موسعة ومفصلة عن الدول التي رغبت الدول الغربية في استعمـارها والاستيلاء على ثرواتها وخيراتها. وقد اختلط الأمر في وقت من الأوقات بين المستعمر والمستشرق فقد كان كثير من الموظفين الاستعماريين على دراية بالشرق لغة وتاريخاً وسياسة واقتصـاداً . وقد أصدر - على سبيل المثال- مستشرق بريطاني كتاباً من أربعة عشر مجلداً بعنوان: (دليل الخليج: الجغرافي والتاريخي) وكان الموظف الاستعماري لا يحصل على الوظيفة في الإدارة الاستعمارية ما لم يكن على دراية بالمنطقة التي سيعمل بها.

واستمر الارتباط بين الدراسات العربية الإسلامية وبين الحكومات الغربية حتى يومنا هذا بالرغـم من أنه قد يوجد عدد محدد جداً من الباحثين الغربيين دفعهم حب العلم لدراسة الشرق أو العالم الإسلامي. ومن الأدلة على هذا الارتباط أن تأسيس مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية بجـامعة لندن قد أُسّسَت بناء على اقتراح من أحد النواب في البرلمان البريطاني.([7]) وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية رأت الحكومة البريطانية أن نفوذها في العالم الإسلامي بدأ ينحسر فكان لا بد من الاهتمام بالدراسات العربية الإسلامية فكلفت الحكومة البريطانية لجنة حكومية برئاسة الإيرل سكاربورو Scarbrough لدراسة أوضاع الدراسات العربية الإسلامية في الجامعات البريطانية. ووضعت اللجنة تقريرها حول هذه الدراسات وقدمت فيه مقترحاتها لتطوير هذه الدراسات واستمرارها([8]).

وفي عام 1961 كونت الحكومة البريطانية لجنة أخرى برئاسة السير وليام هايترSir William Hayter لدراسة هذا المجال المعرفي ، وقامت اللجنة باستجواب عدد كبير من المتخصصين في هذا المجال ، كما زارت أقسام الدراسات العربية والإسلامية في الجامعات البريطانية وفي عشر جامعات أمـريكية وجامعتين كنديتين . وكانت زيارتها للولايات المتحدة بقصد التعرف على التطورات التي أحدثها الأمريكيون في هذا المجال ، وكان ذلك بتموين من مؤسستي روكفللر و فورد .([9])

ومما يؤكد ارتباط الدراسات العربية الإسلامية بالأهداف السياسية الاستعمارية (رغم انحسار الاستعمار العسكري) أن الحكومة الأمريكية موّلت عدداً من المراكز للدراسات العربية الإسلامية في العديد من الجامعات الأمريكية ، وما زالت تمول بعضها إما تمويلاً كاملاً أو تمويلاً جزئياً وفقا لمدى ارتباط الدراسة بأهداف الحكومة الأمريكية وسياستها.([10])

كما يستضيف الكونجرس وبخاصة لجنة الشؤون الخارجية أساتذة الجامعات والباحثين المتخصصين في الدراسات العربية الإسلامية لتقديم نتائج بحوثهم وإلقاء محاضرات على أعضاء اللجنة ، كما ينشر الكونجرس هذه المحاضرات والاستجوابات نشراً محدوداً لفائدة رجال السياسة الأمريكيين.([11])


الهدف الثقافي


من أبرز أهداف الاستشراق نشر الثقافة الغربية انطلاقاً من النظرة الاستعلائية التي ينظر بها إلى الشعوب الأخرى . ومن أبرز المجالات الثقافية نشر اللغات الأوروبية ومحاربة اللغة العربية. وصبغ البلاد العربية والإسلامية بالطابع الثقافي الغربي. وقد نشط الاستشراق في هذا المجال أيما نشاط. فأسس المعاهد العلمية والتنصيرية في أنحاء العالم الإسلامي وسعى إلى نشر ثقافته وفكره من خلال هؤلاء التلاميذ. وقد فكّر نابليون في ذلك حينما طلب من خليفته على مصر أن يبعث إليه بخمسمائة من المشايخ ورؤساء القبائل ليعيشوا فترة من الزمن في فرنسا "يشاهدون في أثنائها عظمة الأمة (الفرنسية) ويعتادون على تقاليدنا ولغتنا، ولمّا يعودون إلى مصر، يكون لنا منهم حزب يضم إليه غيرهم" ([12]) ولم يتم لنابليون ذلك ولكن لمّا جاء محمد علي أرسل بعثة من أبناء مصر النابهين يقودهم رفاعة رفعت الطهطاوي، وقد قال محمود شاكر إن هؤلاء " يكونون أشد استجابة على اعتياد لغة فرنسا وتقاليدها فإذا عادوا إلى مصر كانوا حزباً لفرنسا وعلى مر الأيام يكبرون ويتولون المناصب صغيرها وكبيرها، ويكون أثرهم أشد تأثيراً في بناء جماهير كثيرة تبث الأفكار التي يتلقونها في صميم شعب دار الإسلام في مصر.." ([13])

وقد حرص الغرب على الغزو الثقافي من خلال التغريب الفكري بعدة طرق ذكرها السيد محمد الشاهد فيما يأتي:1-

1- التعليم من حيث المنهج ومن حيث المادة العلمية

2- وفي مجال الإعلام تُسْتَغل كل وسائل الإعلام المتاحة وخاصة أفلام السينما والتلفاز تأثير غير مباشر."([14])

وظهر الهدف الثقافي من خلال الدعوة إلى العامية وإلى محاربة الفصحى والحداثة في الأدب والفكر حيث نادى البعض بتحطيم السائد والموروث وتفجير اللغة وغير ذلك من الدعوات. وقد بلغ من ثقتهم بأنفسهم في هذا المجال أن كتب أحدهم يتوقع أن لا يمر وقت طويل حتى تستبدل مصر باللغة العربية اللغة الفرنسية كما فعلت دول شمال أفريقيا.([15])



- الحواشي :

[1] - آصف حسين." المسار الفكري للاستشراق " ترجمة مازن مطبقاني ، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية . العدد السابع ربيع الثاني 1413، ص 566-592.

[2] -Norman Daniel. Islam and The West: The Making of An Image. Revised edition (Oxford: Oneworld,1993)

[3] - المرجع نفسه ، صفحة 9 ( المقدمة)

[4] -ريتشارد سوذرن . صورة الإسلام في أوروبا في العصور الوسطى. ترجمة وتقديم رضوان السيد.( بيروت: معهد الإنماء العربي، 1984)

[5] - المرجع نفسه ص 36.

[6] -رودي بارت ، مرجع سابق.ص 15.

[7] -غراب ، مرجع سابق. ص48

[8] -Report of The Interdepartmental Commission of Inquiry of Oriental , Slavonic , European and African Studies (London, 1947)

[9] -Report of the Sub-Committee on Oriental, Slavonic, East European and African Studies (London,1961)

[10] - Moroe Berger. “ Middle Eastern And North African Studies : Development and Needs.” In Middle East Studies Association Bulletin, Vol.1. No.2, November 15,1967.

وانظر الدراسات العربية الإسلامية في جامعات أمريكيا الشمالية ، إعداد اللجنة المنبثقة عن مؤتمر الشباب المسلم المنعقد في طرابلس عام 1973وتم تحديثها عام 1975 ونشرت في مدينة سيدر رابدزCedar Rapids بولاية أيوا الأمريكية ، وقام بترجمتها مازن مطبقاني ، وراجع الترجمة الدكتور علي النملة ( تحت الطبع)

[11] -من الأمثلة على ذلك محاضر جلسات الكونجرس في صيف عام 1985 الذي بلغت صفحاتها اثنتين وأربعين وأربعمائة صفحة. وقد قام الدكتور أحمد خضر إبراهيم بترجمة أجزاء منها ونشرها في مجلة المجتمع الكويتية قبيل احتلال العراق الكويت.

[12] - محمود شاكر ، رسالة في الطريق إلى ثقافتنا.(جدة: دار المدني، 1407هـ، 1987م)ص108.

[13] -المرجع نفسه ،ص 141.

[14] -السيد محمد الشاهد. رحلة الفكر الإسلامي : من التأثر إلى التأزم. (بيروت: دار المنتخب العرب، 1414هـ/1994م)ص 181.

[15] -Saleh J. Altoma. “ The reception of Najib Mahfouz in American Publication.” In Comperatine and General Literature .( Bloomington: Indiana University Press. 1993) p160-179 quoting George Young .Egypt. London: E. Benn, 1927. P284-85.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه   الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 4:22 pm

اقتباس :
مناهج المستشرقين

من الصعب أن نجمع المستشرقين كلهم في بوتقة واحدة ونزعم أن منهجهم كان واحداً في كل الأزمان والأوقات وفي كل الموضوعات التي تناولوها، ولكن تسهيلاً لهذا الأمر فيمكن إجمال هذه المناهج التي يشترك فيها عدد كبير من المستشرقين قديماً وحديثاً في تناول العلوم الإسلامية عموماً.

1- محاولة رد معطيات الدين الإسلامي إلى أصول يهودية ونصرانية

وهذا الأمر يتمثل في كثير من الكتابات حول الوحي وحول القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ويقول في ذلك عماد الدين خليل نقلاً عن جواد علي "إن معظم المستشرقين النصارى هم من طبقة رجال الدين أو من الخريجين من كليات اللاهوت، وهم عندما يتطرقون إلى الموضوعات الحساسة من الإسلام يحاولون جهد إمكانهم ردها إلى أصل نصراني..."([1]) وقد ذكر طيباوي في دراسة أن عدداً من المستشرقين الناطقين باللغة الإنجليزية يعتقدون بذلك ومنهم على سبيل المثال مونتجمري وات وبرنارد لويس وغيرهم.([2]) وانظر أيضاً البحث الذي كتبه التهامي نقرة بعنوان ’القرآن والمستشرقون‘([3])

2- التشكيك في صحة الحديث النبوي الشريف

دأب المستشرقون عموماً على التشكيك في صحة الحديث النبوي الشريف من خلال الزعم بأن "الحديث لم يدون وقد نقل شفاهاً مما يستوجب في نظرهم عدم صحة الأحاديث"([4]) والأمر الثاني في نظرهم كثرة الوضع في الحديث، والأمر الثالث اتهام المستشرقين للفقهاء بوضع الأحاديث وتلفيقها "لترويج آرائهم واختلاق الأدلة التي تسند تلك الآراء.."([5])

3- البحث على الضعيف والشاذ من الروايات:

يقول جواد علي "لقد أخذ المستشرقون بالخبر الضعيف في بعض الأحيان وحكموا بموجبه، واستعانوا بالشاذ ولو كان متأخراً، أو كان من النوع الذي استغربه النقدة وأشاروا إلى نشوزه، تعمدوا ذلك لأن هذا الشاذ هو الأداة الوحيدة في إثارة الشك".([6])

وهذا الأمر مشهور إلى حد كبير فهم يذهبون إلى الكتب التي تجمع الأحاديث وبخاصة مثل كنز العمال وغيرها من الكتب التي لا يرد فيها تصحيح أو تخريج للأحاديث، وقد كتب باحث بريطاني عن فتح المسلمين قسطنطينية بأنه وردت أحاديث عن أن الذي سيفتحها سيكون اسمه اسم نبي ثم لما لم تفتح ادعى أن الأحاديث لا تصح لأن تكون مصدراً، أما أنه لم يعرف صحة الحديث من عدمه فأمر لا يهمه وهو الذي يدعي العلمية والنزاهة.


4-الاهتمام بالفرق والأقليات وأخبار الصراعات والبحث عن الوثنيات والتاريخ السابق لبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.

كثرت كتابات المستشرقين عن الفرق كالشيعة والإسماعيلية والزنج وغيرهم من الفرق التي ظهرت في التاريخ الإسلامي وأعطوها من المكانة والاهتمام أكثر مما تستحق، بل إن هناك من كتب عن المنافقين في عهد الرسول e وأطلق عليهم لقب المعارضة لإعطاء ما قاموا به من عداوة لله ولرسوله شرعية. وحصل بعضهم على درجة الدكتوراه في بحوث حول هذه الفرق.

5- الخضوع للهوى والبعد عن التجرد العلمي:

يقول الدكتور عبد العظيم الديب "فالمستشرق يبدأ بحثه وأمامه غاية حددها، ونتيجة وصل إليها مقدماً، ثم يحاول أن يثبتها بعد ذلك، ومن هناك يكون دأبه واستقصاؤه الذي يأخذ بأبصار بعضهم..."([7]).

6- التفسير بالإسقاط

يشرح الدكتور الديب هذا الخطأ المنهجي بأنه "إسقاط الواقع المعاصر المعاش، على الوقائع التاريخية الضاربة في أعماق التاريخ فيفسرونها في ضوء خبراتهم ومشاعرهم الخاصة وما يعرفونه من واقع حياتهم ومجتمعاتهم"([8]) فمثلاً واقع الغربيين يدل على تنازعهم على السلطة وإن كان الأمر يبدو في الحاضر انتخابات وحرية اختيار ولكن الحقيقة أن من يملك المال يستطيع أن يصل إلى الأصوات حتى صدر في أمريكا كتاباً بعنوان ’بيع الرئيس‘ وكتاباً آخر عن ’صناعة الرئيس‘ فجاء المستشرقون إلى بيعة الصديق رضي الله عنه فصوروها على أنها اغتصاب للسلطة أو تآمر بين ثلاثة من كبار الصحابة هم والله أنقى البشر بعد الأنبياء والرسل وهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنهم أجمعين فزعموا أن هؤلاء الثلاثة تآمروا على أن يتولوا الخلافة الواحد تلو الآخر.

وذكرت كذلك أنهم سموا المنافقين بالمعارضة وغير ذلك من الإسقاطات التي تدل على سوء طوية وخبث وبعد عن المنهج العلمي.([9])


7- المنهج الانتقائي وإثارة الشكوك في معطيات السنة والتاريخ

عرف عن كثير من المستشرقين في كتاباتهم حول السيرة النبوية الشريفة وحول التاريخ الإسلامي أنهم ينتقون بعض الأحداث والقضايا ويكتبون عنها ويهملون غيرها كما أنهم يشككون في أمور من المسلمات لدينا في التاريخ الإسلامي فمن ذلك أنهم كما قال د. محمد فتحي عثمان "لقد غالوا في كتاباتهم في السيرة النبوية وأجهدوا أنفسهم في إثارة الشكوك وقد أثاروا الشك حتى في اسم الرسول e ولو تمكنوا لأثاروا الشك حتى في وجوده..."([10])

8- التحريف والتزييف والادعاء

قام بعض المستشرقين بتحريف كثير من الحقائق التي تخص الإسلام ورسالته وتاريخه فمن ذلك مثلاً أن بعضهم أنكر عالمية الإسلام وبخاصة فيما يتعلق برسائل الرسول e إلى الملوك والأمراء خارج جزيرة العرب كرسائله إلى هرقل والمقوقس وكسرى ، وإنكار عالمية الرسالة الإسلامية يظهر فيما كتبه جوستاف لوبون في كتابه ’تاريخ العرب‘ حيث زعم أن الرسول r رأى أنه كان لليهود أنبياء وكذلك للنصارى فأراد أن يكون للعرب كتاب ونبي، وكأن الرسالة والنبوة أمر يقرره الإنسان بنفسه.

أما التزييف فأنقل ما أورده الدكتور الديب عن رواية عن أموال الزبير بن العوام رضي الله عنه فقد أورد ديورانت هذا الخبر "وكان للزبير بيوت في عدة مدن، وكان يمتلك ألف جواد وعشرة آلاف عبد..." والخبر كما أوردته المصادر الإسلامية الموثقة هو كالآتي "كان للزبير ألف مملوك يؤدون إليه خراجهم كل يوم، فما يُدخل إلى بيته منها درهماً واحداً، يتصدق بذلك جميعه" وفي مناقشة الخبر أوضح الديب أن المستشرق أضاف ألف جواد أقحمها في الخبر وليس لها أساس ثم إن في الخبر أن الزبير رضي الله عنه يتصدق بكل دخلهم لا يدخل بيته منها شيء فلم يورده فهل هذا من الأمانة العلمية ؟([11])


9- اعتماد مصادر غير موثوقة لدى المسلمين

من العيوب المنهجية في الدراسات الاستشراقية أنهم يعمدون إلى المصادر غير الموثقة عند المسلمين فيجعلونها هي المصدر الأساس لدراساتهم وبحوثهم ومن ذلك أنهم يرجعون إلى كتاب مثل كتاب ’الأغاني‘ للأصفهاني فيجعلونه مرجعاً أساسياً في دراساتهم للتاريخ الإسلامي وللمجتمع الإسلامي، كما يعمدون إلى المراجع التي ضعفها العلماء المسلمون أو طعنوا في أمانة أصحابها فيجعلونها أساساً لبحوثهم أو كان أصحاب تلك المراجع منحازين إلى فئة معينة أو متعصبين.



- الحواشي :



[1] - عماد الدين خليل. دراسات تاريخية ص159

[2] -عبد اللطيف طيباوي. المستشرقون الناطقون باللغة الإنجليزية . ترجمة قاسم السامرائي. ص 10-13.

3-مناهج المستشرقين في الدراسات العربية والإسلامية، ج1 ، ص 21-57.



[4] - عبد القهار دواد العاني، الاستشراق والدراسات الإسلامية عمّان:دار الفرقان، 1421هـ ص 121

[5] -المرجع نفسه ص 122.

[6] -جواد علي، تاريخ العرب في الإسلام، ص 8

[7] -عبد العظيم الديب. المنهج في كتابات الغربيين عن التاريخ الإسلامي قطر :كتاب الأمة، عدد 27 ص 71

[8] - المرجع نفسه ص 99-100

[9] - عماد الدين خليل، مرجع سابق ص 167

[10] - محمد فتحي عثمان، أضواء على التاريخ الإسلامي ص 69

[11]- الديب ، مرجع سابق ص 115-116.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه   الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 4:23 pm

أساليب المستشرقين


حرص المستشرقون على استخدام أفضل الأساليب التي تحقق أهدافهم ويمكننا أن نلخصها فيما يأتي:


الدأب والإخلاص والعمل الجاد

من أبرز ما يلاحظه المرء في دراسة نشاطات المستشرقين أنهم يتميزون بالدأب والإصرار والعمل الجاد المخلص، ويتمثل هذا الأمر في مختلف نشاطاتهم كالتأليف وعقد الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والرحلة في طلب العلم.

v حب الاستطلاع والرغبة القوية في المعرفة

سعى المستشرقون من خلال ما تمتعوا به من هذه الخصال إلى معرفة ما لدى الشعوب الأخرى من مصادر علمية كالمخطوطات والآثار وتعرفوا إلى بلادنا في أدق تفاصيل حياتنا.

v الإنفاق السخي على البحث العلمي من قبل الحكومات الغربية وكذلك المؤسسات الخاصة ’الخيرية‘ حيث إن المستشرق لا يعاني من قلة الإمكانات في البحث العلمي فهو يجد المراجع وتوفر له الإمكانات للقيام بالرحلات العلمية، كما يتم توفير الفرص للباحثين لنشر إنتاجهم ومكافأتهم عليه بعكس ما يحدث في العالم العربي والإسلامي من التقتير في مجال البحث العلمي وهو ما ميّز هذه الأمة حين كانت الدولة الإسلامية صاحبة السيادة في العالم.

v التعاون فيما بينهم، يتمثل هذا التعاون في عدة أمور أولها استعانة بعضهم ببعض في مجال التدريس وإلقاء المحاضرات فنظام الأساتذة الزائرين من أبرز ما توفره الجامعات الغربية لتوفير الخبرات والمعرفة لطلابها وأساتذتها، كما أن التعاون يتمثل في المؤتمرات والندوات والمحاضرات العامة، ومن صور التعاون بينهم ما يتم في مجال النشر فكم أوروبي نشر في أمريكا وكم أمريكي استطاع نشر مؤلفاته في أوروبا، كما يتمثل التعاون في المنح الدراسية المتبادلة بينهم، ومن أوجه التعاون كذلك المنح التي تقدمها المؤسسات ’الخيرية‘ مثل فورد وكارينجي وروكوفللر، وكونراد إديناور الألمانية وغيرها لمختلف الجامعات الغربية أينما كانت.

v المرونة والتسامح فيما بينهم.

v المرونة والتسامح مع من يخالفهم الرأي إن وجدوا ذلك في مصلحتهم على المدى القصير أو البعيد.

v الخداع والكذب، في بعض الأحيان إذا احتاج المستشرق إلى استخدام مثل هذه الأساليب لتحقيق أهدافه فهو لا يتورع عن ذلك وبخاصة إذا كان في مقام المستشار لبعض المسؤولين العرب والمسلمين ،وكذلك في حالة الإشراف على الطلبة العرب والمسلمين في الجامعات الأوروبية والأمريكية
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Empty
مُساهمةموضوع: رد: الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه   الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه Emptyالأحد نوفمبر 17, 2013 4:24 pm

http://quran.maktoob.com/vb/quran11683/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإستشراق تاريخه وأسبابه ودوافعه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أبوالهول: تاريخه فى ظل الكشوف الحديثة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** ماســـــتر (Master) ******* :: السنة الأولى ماستار ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: علاقات دولية ودراسات أمنية-
انتقل الى:  
1