الإعجاز النفسي في الصلاة
أما فائدة الصلاة للإنسان من الناحية النفسية فأنها أكثر من أن تحصى وأهم من أن تذكر... ففي الصلاة يتذكر الإنسان ربه وأن بيده سبحانه وتعالى الأمر كله وأن الإنسان في هذه الحياة لا يكافح وحده.. وأن للعالم خالقا بصيراً حاكماً عادلاً... فإذا ما ظلمه ظالم.. أو جار على حقه جائر... فوض أمره إلى من تقوم السماوات والأرض بأمره.
وإذا حز به أمرٌ.. أو ضاقت به زحمتها... لجأ إلى الله الذي وسعت رحمته كل شئ... فمن يملك الأمر سواه... ومن يقدر على كل شيء غيره.
إن هذا الإحساس يحيط الإنسان في حياته بجو من الهدوء والاطمئنان النفسي الذي يعينه على الاستمرار في حياته بصحة جسيمة وراحة عقلية واطمئنان حسي. أما اختزالها في الذهن واستئثار المرء بها فإنه كفيل بخلق التوتر العصبي.
وتقول الدكتورة "روز هفلردنج" المستشارة الطبية لمستشفى بوسطن: إن من الأدوية الشافية للقلق إفضاء الشاكي بمتاعبه إلى شخص يثق به.
وحين يتحدث المرضى عن متاعبهم بإسهاب وتفصيل ينتهي القلق من أذهانهم، فإن مجرد إفضاء الشكوى فيه شفاء.
ولا يشترط أن يكون الشخص المفضي إليه طبيبا، ومن رجال القانون، أو الدين وإنما المهم الإحساس بأن هذا الشخص يسمع ويحس ويعين... فكيف إذا لجأ الإنسان إلى الله ويرى ويملك الأمر وبيده الخير كل الخير؟ أوليس الإنسان إذا ما أقام الصلاة يكون منجاة من كل هذه الأمراض؟ ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].
يقول الدكتور "ألكسيس كاريل" (Alexis Carrel) الحاصل على جائزة نوبل في كتابه (الإنسان ذلك المجهول):
لعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط عرفت إلى يومنا هذا وقد رأيت بوصفي طبيباً كثيراً من المرضى فشلت العقاقير في علاجهم فلما رفع الطب يديه عجزاً وتسليماً دخلت الصلاة فبرأتهم من عللهم.
"إن الصلاة كمعدن الراديوم مصدر للإشاعات ومولد للنشاط، وبالصلاة يسعى الناس إلى زيادة نشاطهم المحدود حين يخاطبون القوة التي يغنى نشاطها".
"إننا نربط أنفسنا حين نصلى بالقوة العظمى التي تهيمن على الكون ونسألها ضارعين أن تمنحنا قبسا منها نستعين به على معاناة الحياة بل أن القراءة وحدها كفيلة بأن تزيد قوتنا ونشاطنا ولن نجد أحدا يضرع إلى الله إلا عادت عليه الضراعة بأحسن النتائج".
المصدر:
• موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Culture/0/60151/#ixzz2fbjuX730