أنت زائر للمنتدى رقم |
.: 12465387 :.
|
|
| اليمن .. ظلمات عهد الإمامة بعيون أجنبية | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
salim 1979 التميز الذهبي
تاريخ الميلاد : 27/05/1979 العمر : 45 الدولة : الجزائر عدد المساهمات : 5285 نقاط : 100012179 تاريخ التسجيل : 06/11/2012
| موضوع: اليمن .. ظلمات عهد الإمامة بعيون أجنبية الأحد أغسطس 04, 2013 5:47 pm | |
| اليمن .. ظلمات عهد الإمامة بعيون أجنبية الطبيبة كلودي فايان: الأسر اليمنية كانت تقف عاجزة عن إنقاذ مريضها وتجبر على التخلي عن المريض حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة الطبيب البريطاني باتريك بيتراي : نظام الرهينة هو أحد أساليب الإمام. . عشرات الصبية يحشرون في غرف ضيقة مليئة بالقذارة والحشرات
رابط المقال
صنعاء/ سبأ:
جاءت الثورة اليمنية الـ26من سبتمبرالمجيدة كضرورة وطنية وإنسانية حتمية وملحة لانتشال الشعب اليمني من واقع الجهل والتخلف المرير الذي عاشه في العهد الإمامي البغيض ،لتشكل بذلك محطة تحول بارزة في التاريخ اليمني المعاصر ونقطة انطلاق إلى رحاب عصر الحرية والتقدم والتطور.
ومثلت هذه الثورة الخالدة سياج حماية لشعب اتبع حكامه معه سياسة الفناء والإبادة والتسلط من خلال أساليب جد متخلفة في الحكم أفرزت واقعاً أساسه أمية شاملة وكاملة تطبق على البلاد من أقصاها إلى أقصاها وفقر مدقع تخلف مرير متعدد الاتجاهات والأبعاد وأمراض وأوبئة متعددة أبادت أسر كاملة وفتكت بعشرات الألاف وجعلت معظم أبناء الشعب عرضة للفناء دون أن يحرك ذلك ساكنا لدى ثلة الطغيان الإمامي الذين لاهم لهم سوى الإبقاء على حكمهم الكهنوتي، ولا يتعدى اهتمامهم في الجانب الصحي توفير الرعاية لأفراد الأسرة المالكة والمقربين منها ،وأبناء الشعب لاخيار لهم سوى التوجه إلى الدجالين والمشعوذين والسحرة الذين تواجدوا بكثرة في ذلك العهد ليكونوا عونا للإمام الطاغية في إيصال آلاف اليمنيين إلى المقابر.
ذلك الواقع عاش مآساته آباؤنا وأجدادنا, وكشفه المناضلون والمؤرخون والكتاب والسياسيون والمفكرون الذي تحدثوا في العديد من إصداراتهم التي تناولت تلك الحقبة ورصدت ظلمات الأئمة الذين جثموا على صدر أبناء الشعب اليمني وأذاقوهم بظلمهم وطغيانهم وتسلطهم مختلف الوان العذاب.. ليس ذلك فحسب, وإنما حتى القادمين من العرب والأجانب الذين حرصوا على تدوين بعض مشاهداتهم لظلمات ذلك العهد والانطباعات التي غرست في أذهانهم عندما وطأت أقدامهم أرض اليمن في تلك الفترة وشعروا أنهم انتقلوا فجأة من القرن العشرين إلى القرون الغابرة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
ومع أن اليمن في عهد الأئمة كانت معزولة تماما عن الخارج ومن الصعوبة الخروج منها أو الدخول إليها وسيما من غير اليمنيين, فقد تمكن عدد يسير من الأجانب من الوصول إليها وخاصة من الأطباء أو أصحاب المهن التي ترتبط مهنهم بإحتياجات ومصالح أسرة الإمام, ومنهم الطبيبة الفرنسية “كلودي فايان” التي عملت في اليمن في الفترة من 1950-1951م، و الطبيب البريطاني باتريك بيتراي، الذي عمل طبيبا في اليمن بين الأعوام 1937م و 1943م وكذا الصحفي الكندي ديفيد لانكا شاير الذي جاء بعد أيام من قيام الثورة السبتمبرية الأم 26 سبتمبر 1962 م، وحرص كل منهم على تدوين بعض مشاهداتهما في اليمن إبان تلك الحقبه.
ونظرا للحقائق المذهلة التي تضمنتها مشاهداتهم تلك والتي تكشف بعض ظلمات ذلك العهد، حرصنا على رصد وإيراد مقتطفات منها, لتسليط الضوء على تلك الحقبة المظلمة التي كانت تعيشها اليمن.
آلاف اليمانيين تفتك بهم الأوبئة يوميا
ونبدأ ببعض مادونته الطبيبة الفرنسية “كلودي فايان” في كتاب أصدرته بعنوان”كنت طبيبة في اليمن”، حيث تشير إلى أن الأمراض الفتاكة كانت تفتك بآلاف اليمنيين وحتى الأمراض البسيطة التي كان يصاب بها المواطنون تتفاقم إلى أن تؤدي إلى الوفاة نظرا لعدم وجود خدمات أو رعاية طبية ولاحتى أدوية يمكن أن تقدم لهم ،في حين أن الفقر الشديد للأسر اليمنية كان يجعل معظم الأسر تقف عاجزة عن إنقاذ مريضها وتجبر على التخلي عن المريض حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة.
50 بالمائة من الأطفال المواليد يموتون وتكشف الطبيبة الفرنسية أن حوالي نصف الأطفال المواليد كانوا عرضة للموت في اليمن في تلك الفترة، لانعدام الخدمات الصحية والتحصين ضد الأمراض وسوء التغذية وغياب الرعاية للأم والطفل .
مستوصفات تشبه زرائب الحيوانات
وعن الخدمات الطبية، تشير إلى أن المنشآت الطبية التي كانت توجد في اليمن والتي لاتتجاوز ثلاث موزعة في صنعاء وتعز والحديدة، تفتقر لأبسط المواصفات والمستلزمات الطبية وتندر فيها معظم أصناف الأدوية عدى بعض الأصناف وبكميات محدودة وأن وجدت فإنها تخصص لتقديم الرعاية الطبية لأفراد الأسرة الحاكمة والمقربين منها وما ندر منها يمكن أن يصل إلى يد بعض المرضى من المواطنين المحظوظين.
وتشبه الطبيبة الفرنسية في كتابها الوضع الذي كان عليه مستوصف تعز بزرائب الحيوانات.
وترصد الطبيبة كلودي فايان جملة من المشاهد المذهلة عن واقع التخلف والتردي الكبير والفقر المدقع والجهل والمعاناة الشديدة التي كان يعيشها اليمنيون أنذاك ولايمكن أن تقارن بما كانتوصلت إليه البشرية في وقتها بل تشبه حياة القرون الغابرة. المجاعة الشديدة والأوبئة الفتاكة.
اليمنيون في حياة القرون الغابرة
أما الطبيب البريطاني باتريك بيتراي فيقول في ملاحظات دونها عن الأوضاع الصحية في مدينة صنعاء واليمن عموما بين الأعوام 1937م و 1943م،” تفشت حمى التيفوس في اليمن ووصلت إلى مستوى الوباء وتفاقمت المجاعة الشديدة (...) ولجأ الآلاف من أبناء تهامة إلى المرتفعات ، وتفشي الإسهال والدوسنتاريا بسبب الاكتظاظ والجوع وانعدام النظافة وارتفع عدد الموتى”.
تخبط وعشوائية في الإدارة
ويضيف:” وكان هناك تخبطاً وعشوائية في إدارة الأمور وغياب سلطة اتخاذ القرار لضمان الحفاظ على أبسط الضوابط الصحية “.
خادم الإمام مشرف على الأطباء !!؟؟
ويرصد هذا الطبيب واحدة من المفارقات العجيبة والتي تعكس العقلية المتخلفة لأولئك الأئمة وهي أن “المراقب العام للمستشفى كان أحد عبيد الإمام ويقع تحت مسئوليته رؤساء مختلف الإدارات مثل الصيدلي وأمين المخزن والطباخ، و كل منسقي المستشفى هم من الجنود وكان هناك ضابط واثنان من الرقباء مهمتهم الإشراف على هؤلاء المنسقين”!!!؟
أطفال بعمر الزهور رهائن لدى الإمام !
ولم يغفل هذا الطبيب البريطاني الذي كان من بين مجموعة قليلة من الأجانب تمكنوا من دخول اليمن في تلك الحقبة المظلمة، في أن يرصد واحدة من أساليب القمع والتنكيل التي كان يتفنن بها الحكم الأمامي لإذلال الشعب اليمني وممارسته الضغوط على شيوخ ووجهاء القبائل اليمنية لإبقائها خاضعة لطغيانه من خلال أخذ الرهائن , حيث قال :”نظام الرهينة هو أحد أساليب الإمام ، والرهائن يقيمون في السجن، ومن بينهم نحو مائة وخمسين من الصبية الذين تتراوح أعمارهم بين ست سنوات وإحدى عشرة سنة!!! “ عشرات الرهائن في غرفه ضيقة مليئة بالقذارة والحشرات .
ويتابع قائلا :”يحشر كل عشرين من الرهائن أو أكثر من ذلك في غرفة واحدة !!؟و يتركون لتدبير أمورهم بأنفسهم وعاجلاً ما يصبحوا قذرين وملابسهم غاصة بالهوام والحشرات”.
اليمن بين عهدين في مذكرات صحفي كندي
أما الصحفي الكندي ديفيد لانكاشاير الذي دون ملاحظاته فيبدأ مقال صحفي نشره بعنوان “هكذا كانت اليمن عام 1962 !! “ في ضوء زيارته لليمن عقب الثورة مباشرة .. بالقول: “ تلقينا نصيحة بعدم السفر إلى اليمن وحذرنا بأن المكان خطر كون البلد يعيش في فوضى عارمة ولا أحد يعلم ما يحدث هناك, وإننا قد نتعرض للسلب والنهب وأن وصل الأجانب إلى هذا البلد سيلقون بهم في الزنزانات ويضربون أعناقهم “.
دخول أي أجنبي مقترن بموافقة الإمام
ويتابع قائلا:” لقد غامرنا وصادف أن تمكنا من زيارة اليمن بعد الثورة مباشرة كون الأعداد الضئيلة من الأجانب الذين كانوا يرغبون زيارتها في السابق، عليهم الاستئذان أولا من الأمام شخصياً ليتسنى لهم دخول هذا البلد”.
غياب كامل للتنمية، ولا طريق إلى العاصمة صنعاء ويردف الصحفي الكندي قائلا :” هكذا كان واقع اليمن أنذاك .. غياب كامل لأي مشاريع خدمية أو تنموية وتخلف شديد ولا وجود للسياح ولا للفنادق ولا حتى طريق تؤدي للعاصمة، وإنما طريق صخري ملتو للشاحنات والجمال, حتى المراحيض لم تكن معروفة ولا العملات الورقية .. وهو بعكس ما يمكن أن نجده اليوم في هذا البلد بعد سنوات من الثورة من فنادق خمسة نجوم في المدن وملاعب التنس ومراكز للرياضة ومتاجر ضخمة ورحلات سياحية جماعية “.
مشاهد الجهل والتخلف سمة رئيسية
ويستعرض الصحفي الكندي مشاهد عديدة للبؤس والحرمان والجهل والتخلف رصدها منذ أن وطأت قدماه أرض اليمن التي تمكن من دخولها عقب بزوغ فجر الثورة السبتمبرية الخالدة ونجاح الثوار الأحرار في الإطاحة بالحكم الكهنوتي المتسلط.
الثوار يعلقون قيود الإمامة على الجدران
ويروي تفاصيل المشاهد التي رصدها عقب وصوله إلى مدينة تعز بقوله :” وصلنا إلى قمة جبل وتأملنا مدينة تعز الحجرية حيث يقع قصر الإمام الذي أطيح به، حيث كان الجنود يحملون صناديق بنادق روسية كانت تقبع في قبو القصر( ...) تجولنا في المدينة وتأملنا فرس الإمام الأبيض يرابط ببوابة القصر، صهيله عبرعن حيرته ممّا يدور حوله وعلقت القيود على الجدران والتاج كان على وشك السقوط من فوق عرش الإمام الخشبي وقام عدد من الجنود بالتناوب على الجلوس فوق عرش الإمام حاملين بنادقهم وهم يهتفون “عاشت الثورة .. عاشت الجمهورية”.
ألعاب الأطفال ودمنة من ألعاب الإمام الطاغية
وعن مشاهداته لمحتويات قصر الإمام يقول :” كان للإمام قطار كهربائي يدور حول البانيو في حمامه، ولم يكن هنالك حوض والحمام كان أشبه بالسجن الخراساني بصنابير للمياه الباردة ودلو خشبي والمطبخ احتوى على صحن صيني عتيق رسمت عليه صورة الملكة اليزابيت والأمير فيليب في غرفة أخرى، وشاهدنا بعض الممتلكات الشخصية للإمام في دولابه الشخصي :” نص حبيبات الدمنة، فرشاة أسنان مكسورة، علبة علكة (شيكليتس)، مجفف للشعر”.
ويستطرد قائلا :” هنا عاش الإمام السابق احمد بن يحيى الذي كان يلقب نفسه بـ “أمير المؤمنين”، وتوفي أثناء نومه بعد أن نجا في الماضي من عشرات محاولات الاغتيالات ماجعل اليمنيون يعتقدون أنه محمي ضد الرصاص”.
الإمام حكم بالسيف وأعدم معارضيه علنا وذبح اثنين من أشقائه
ويردف الصحفي الكندي قائلا :”وخلال 14 عاما حكم الإمام بالسيف, حيث أعدم معارضيه علناً وذبح اثنين من أشقائه واتبع سياسة أبيه للسيطرة على القبائل من خلال أخذ الرهائن (أبناء المشايخ) ولقبه اليمنيون “احمد يا جناه”وآخرون لقبوا الإمام بالعمامة الكبرى، وخلافا لذلك وجدت أن عمامة الإمام في غرفة نومه كانت صغيرة للغاية ولم أتمكن من لبسها”.
الرحلة بين صنعاء وتعز كانت تستغرق ثلاثة أيام برا !!؟؟ ويقول:” التقينا بأعضاء الحكومة المستحدثة حيث تم استضافتنا في دار ملكي للضيافة عششت الحشرات في دهاليزه, عرضوا علينا السفر إلى صنعاء بطائرة قديمة من طراز دي سي 3 وكان طاقمها مصريون كون الرحلة بين صنعاء وتعز براً تستغرق ثلاثة أيام نتيجة لوعورة الطرق,مقارنة بقرابة 45 دقيقة جواً, إلا أننا وبعد ساعتين من التحليق اتضح لنا أن الطاقم المصري ضلوا الطريق و أخيراً تمكنوا من رصد مطار صنعاء وهبطت الطائرة على الطريق الخطأ عكس الرياح مما قذف الطائرة 200 متر خارج المدرج واندفعت تجاه حفريات زراعية وتدحرجت حتى توقفت نهائياً في الحقل”.
حمير مصبوغة بالحناء تتجول في صنعاء !
ويضيف:” توجهنا إلى بوابة العاصمة المحاطة بسور طيني كان منظراً خلاباً - مدينة ناطحات سحاب مصغرة (خمسة إلى ست طوابق) مبنية من الطين وزينت نوافذها بنقوش بيضاء مدهشة وتتجول في المدينة الحمير المصبوغة بالحناء واكتظت أزقة المدينة بالمحلات التجارية (بازار) وتتزاحم النساء حول مضخة المياه وهن منقبات بالستارة ذات الألوان الزاهية” .
رجال حفاة !
ويمضي الصحفي الكندي قائلا :” وشاهدنا في المدينة جنودا يتجولون ببنادقهم الرشاشة الروسية الصنع، كما شاهدنا مجموعة رجال قبائل وهم حفاة، وشاحنات وعربات متوقفة أمام أحد المباني الحجرية في المدينة( أحد القصور التاريخية) والذي كان يعج بالجنود والضباط المصريين مقر القيادة المركزية للثورة”.
البدر يفرمن فتحة مرحاض قصر هدمه الثوار
ويتابع قائلا :” أمام مدرجات المبنى استقبلنا رجل في بدلة رسمية قدم نفسه بصفته نائب رئيس الوزراء واستضافنا لتناول الغداء في الطابق الأعلى، طاولة منتصبة طويلة مغطاة بكيس بلاستيك والأكل (مكرونة) باردة، وبعد عدة دقائق دخل الغرفة ضابط ملتحي وجلس بجوارنا وكان شعر صدره بارزاً وحينما سألنا الوزير متى يمكننا مقابلة الرئيس السلال؟ أجاب هذا هو الرئيس السلال مشيراً بإصبعه للضابط الملتحي، تركنا الطعام واندفعنا لمذكراتنا وأقلامنا”.
وينقل الصحفي الكندي عن المناضل الكبير الراحل المشير عبدالله يحيى السلال الذي كان أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية في الفترة 1962 – 1967.. تصريحاً أكد فيه أن “الثورة نجحت”، وأتبع ذلك بالقول :”على بعد حوالي 200 متر يقع قصر البشائر (مقر إقامة الإمام الجديد محمد البدر) أو ما تبقى منه, ويبدو أنه تمكن من الفرار بالرغم من أن الدبابات دكت القصر وأنهار الطابق الأعلى للقصر كليا لكننا اكتشفنا لاحقا أن الإمام انزلق وفر من فتحة المرحاض وتوجه لجمع بقايا فلول الملكيين من بعض المناطق الشمالية “.
اليمن وقت الثورة مازالت في القرن الـ10 والعالم في القرن ال20 !!
ويلفت الصحفي الكندي في مذكراته إلى أن الرئيس السلال عندما سمع وزير التجارة في حكومة الثورة يقول أن القيادة الجمهورية تنوي إخراج اليمن من القرن ال13, صوب ذلك بقوله:” الوزيرأخطأ، فنحن في ظل هذا الواقع مازلنا نعيش في القرن العاشر بينما العالم يعيش اليوم في القرن العشرين !!”.
بتلك المشاهد يدرك المرء حجم المأساة الحقيقية التي عاشها شعب صنع أولى الحضارات في فجر التاريخ الإنساني وكاد أن ينفصل عن ماضيه العريق ويفقد مستقبله الواعد لو ظل مستسلما
لذلك الطغيان والحكم الكهنوتي لطغاة أتخذوا من الدين ستارا لتحقيق نزعتهم الشيطانية في الحكم والهيمنة وأن كان على حساب كل أبناء الشعب وحتى وأقرب المقربين إليهم بمن فيهم أفراد أسرتهم, ولكن اليمن وشعبه الأبي معروف على مدى التاريخ بأنه شعب الأحرار وبلد الثوار قضى على تلك الفئة من طغاة الأئمة الأشرار, ليكونوا عبرة لكل أعداء الحرية وهواة الجبروت والتسلط والطغيان.
| |
| | | salim 1979 التميز الذهبي
تاريخ الميلاد : 27/05/1979 العمر : 45 الدولة : الجزائر عدد المساهمات : 5285 نقاط : 100012179 تاريخ التسجيل : 06/11/2012
| موضوع: رد: اليمن .. ظلمات عهد الإمامة بعيون أجنبية الأحد أغسطس 04, 2013 5:52 pm | |
| حياة النساء فـي اليمن أسـرار رصدتها كلودي فايان الأحد 09 يونيو 2013 07:57 مساءً شبكة الرافد
ريـّـا أحمد
كانت وما تزال حياة المرأة العربية في شبه الجزيرة العربية تحديدا مثيرة للإعلام الغربي على وجه الخصوص، بحيث يتلهف الآخرون هناك لمعرفة ما سيكشفه الإعلام عن هذه المرأة الغامضة وعن حياتها وتفاصيل أخرى تتعلق بخصوصياتها.
(حياة النساء في اليمن، حكايا صديقتي فرانس هوس لـكلودي فايان) هو كتاب الأسرار التي تخص المرأة اليمنية في فترة زمنية محددة تبدأ من قبل الثورة اليمنية السبتمبرية وتنتهي في فترة السبعينيات.
كلودي فايان صاحبة الكتاب هي ذاتها صاحبة الكتاب الشهير «كنت طبيبة في اليمن»، والذي ترجمه إلى العربية الأستاذ محسن العيني، وتحدثت فيه كلودي فايان عن تجربتها كطبيبة في اليمن في الحقبة الزمنية التي سبقت ثورة 26 سبتمبر 1962.
وكتابها الجديد الذي قام بترجمته من الفرنسية إلى العربية بشير علي زندال هو عبارة عن حوارات أجرتها فايان مع فرانس هوس وهي فرنسية من مواليد 1914 في شمال فرنسا وبعد أن تعرفت في شبابها على مهاجر يمني اعتنقت الاسلام وغيرت اسمها إلى (نجيبة).
واستقرت في اليمن منذ 1948 كمترجمة وممرضة. وكانت مساعدة للطبيبة كلودي فايان في المستشفى.
اعتمدت المؤلفة في تأليف الكتاب على ثلاث مراحل هي:
المرحلة الأولى: هي الفترة من 1965 إلى 1969 خلال زيارة كلودي فايان الثانية لليمن، التقت فيها فرانس هوس التي دعت النساء إلى بيتها وقامت هي وكلودي فايان بإجراء حوارات غير مباشرة مع هذه النسوة وقد ترجمت فرانس هوس كل الحوارات وأضافت الكثير من الحكايات التي عاشتها مع مريضات في المستشفى أو نساء تعرفت عليهن عن قرب. المرحلة الثانية: عام 1979، أوردت كلودي فايان حوارا مع فرانس هوس حول وضع المرأة لأنها تعيش في اليمن منذ 1948، وقد عاشت التغيرات التي شهدها وضع المرأة.
المرحلة الثالثة: عام 1989 أوردت كلوي فايان ملخصا لنتيجة كل جهود الحكومة اليمنية منذ نهاية الحرب الاهلية في اليمن عام 1979 لتحسين وضع المرأة فيما كان يعرف حينذاك باليمن الشمالي.
ويمكن إمعان النظر في فصول الكتاب كالتالي: فصل فتيات قاصرات: في هذا الفصل أوردت الكاتبة نتائج إحصاءات لحالات الزواج المبكر في صنعاء (قبيلة حاشد) في عامي 1970 - 1969، ثم تورد المؤلفة حكايات روتها لها فرانس هوس لنساء عرفتهن تزوجن زواجا مبكرا، وجاءت العناوين بأسماء الشخصيات و قد تحتوي العناوين أكثر من اسم.
سعيدة: عمرها ثلاثون، شابة جميلة كانت قد تزوجت في سن العاشرة من بنَّاء عمره ثلاثون لم تصل سن البلوغ إلا بعد عامين من زواجهما ورغم ذلك انتظمت علاقتهما الزوجية قبل بلوغها بعام وقد أنجبوا ثلاثة اطفال صحتهم جيدة الآن. مات زوجها وعمرها عشرون، ولكن سعيدة التي كانت تحبه جدّاً، لم ترغب أبدا أن تتزوج بعده وهي لا تعمل، فعائلة زوجها الميسورة تعطيها ما يكفل لها تربية أطفالها والحياة بشكل متواضع.
فصل الضُّرر والمطلقات: ثمانية عناوين لعشر شخصيات نسائية عشن تجربة الضرائر، تجارب مختلفة لشخصيات مختلفة، أدرجت المؤلفة حكايتهن لكشف سر من أسرار المرأة في اليمن.
ميمونة ومريم: أحيانا تتفق «الضُّرر» بشكل رائع. هذه حالة ميمونة ومريم المتزوجتين من نفس الرجل واللتين جاءتا معا لتحكيا لنا قصتهما.
لقد كانت ميمونة هي الزوجة الأولى وعمرها حوالي خمسة وعشرين عاماً ووالدها (سيد) من نسل الرسول صلى الله عليه وسلم. رجل متعلم يصلي في الجامع ويكتب للناس أوراقهم لكنه فقير جدا وقد زوجها لتاجر بسيط (وهذا يعتبر انحطاطاً بالنسبة لسيد، وقد تضاءل هذا الشعور كثيرا في أيامنا هذه)، لكنها ترملت بعد سنتين. وزوجها والدها لتاجر آخر أنجبت منه طفلا ثم تزوج بأخرى (مريم) بنفس عمرها ولديها طفلان و يعيش الجميع معا ويتوافقون جيدا.
فصل الغيرة: في هذا الفصل حكايتان فقط الاولى بعنوان (تقية) والثانية بعنوان (مريم) وكما هو مبين من عنوان الفصل الثالث فالحكايتان تتحدثان عن الغيرة.
تقيــــــــــــــة: «كانت تقية هي الطفلة الوحيدة، وكانت مدللة إلى أبعد الحدود، وبشوشة جدا، أما زوجها فقد كان غيورا جدا، فما كان يقبل بأن تبقى تقية كثيرا لتضحك مع صديقاتها أثناء إحضار الماء، وملت تقية منه وعادت للعيش مع والديها. لم يرد زوجها الطلاق، وكان يتوسل إليها بأن تعود، وفي أحد الايام انتظرها على طريق النبع، وقال لها: «لا تخافي، أريد فقط أن أقول لك بعض الكلام» فرفضت أن تكلمه، فأخذه فجأة غضب شديد امام رفضها، فضمها بين ذراعيه وعضها في طرف أنفها حتى اقتلعه بين أسنانه، وهرب قائلاً: «هكذا اصبحتِ قبيحة ولن تضحكي أبداً مع الآخرين، لقد انتهيت».
وكانت تقية تصرخ وتبكي، ووجهها مغطى بالدم، فسمعتها امرأة كانت تعمل في حقل قريب واصطحبتها إلى بيتها. أخذت صحتها تسوء، وبدأت تضعف، وبعد مضي عدة أشهر ماتت في المستشفى. بالنسبة للزوج فإنه ظل يغار عليها حتى بعد وفاتها، وبدوره تشاجر مع احدهم وقتل بطلقة من بندقية»
فصل الانتحار: في هذا الفصل قصة واحدة فقط هي قصة نجيبة (فرانس هوس) نفسها مع زوجها مهيوب، حيث روت نجيبة لكلودي فايان كيف تزوج زوجها مهيوب بغية الأولاد، حيث إنها - أي نجيبة - لم تنجب، وكانت تشعر بأن ذلك مؤلم ويشكل حزناً على الرجل الذي لا شك أن سعادته ستكون غائبة بغياب الأبناء، ورغم علمها بأن زوجها مهيوب يحبها: «ولكني كنت أعلم أن الرجل لم يكن سعيدا بدون أطفال، وهكذا بعد أربع سنوات من الانتظار قلت له بأن يتخذ زوجة أخرى، لم نكن أغنياء، فتزوج من امرأة كانت قد تزوجت ثلاث مرات فلم تطلب مهراً كبيراً»
ومع أنها-نجيبة-هي من طلب من زوجها بأن يتخذ امرأة اخرى، بيد أنها لم تستطع تحمل امرأة اخرى تشاركها زوجها، ففضلت مغادرة البيت للعمل في المستشفى، حينذاك طلق زوجها زوجته الجديدة ولم يكن يعلم بأنها حامل في الشهر الثاني، وأنجبت طفلة توفيت بين يدي نجيبة حيث لم تكن والدتها تهتم بنظافتها وتغذيتها.
وتزوج زوجها امرأة أخرى إلا انها كانت سارقة: «أما الزوجة الثانية لمهيوب فقد كانت نهايتها مأساوية، لقد كانت سارقة، ولعدة مرات كنت أرى مفاتيحي تخرج من جيبها، وكان ينقص شيء من حقيبتي (كل امرأة في صنعاء تضع في حقيبتها كل أشيائها الشخصية وكنوزها الصغيرة)، لكني لم أقل شيئاً وذلك من أجل الطفل، وطلقها مهيوب، وفيما بعد حينما كانت حاملا من زوجها السابع اتهمت بسرقة إحدى الجارات وتم وضعها في السجن، وبعد مرور بعض الوقت اعترفت وطلبت اصطحابها إلى منرلها لتريهم المكان الذي أخفت فيه المجوهرات، وعندما وصلت إلى البيت توجهت إلى البئر، وقالت: إنها هنا، وجذبت بسرعة خمارها على وجهها وقذفت بنفسها إلى البئر وعندما أخرجوها كانت قد ماتت، ولم يجدوا شيئا في البئر».
فصل حب ورحمـــة: خمس حكايات لخمس نساء مختلفات، عرف الحب والرحمة الطريق إلى حياتهن ليخفف عنهن قسوة الايام وجبروت الناس المحيطين بهن.
أمة الرحمن: «لقد كانت أمة الرحمن منذ ولادتها مشلولة القدمين، كان والداها قد ماتا، وكانت تعيش في المستشفى، ولكن رغم عاهتها فقد كان لديها من الإرادة ما جعلها تبقى دائما مرحة، فكان الجميع يحبها ويحاولون مساعدتها.
وأدخلنا في نفس الغرفة امرأة مريضة جدا، كان زوجها يأتي غالبا لرؤيتها، وكان يشتري أيضا بعض الأشياء لأمة الرحمن، وحين ماتت زوجته استمر بالمجيء لرؤيتها. وقال لها في أحد الأيام: «كما ترين أنا وحيد الآن فلا زوجة ولا ولد، وأنت أيضا وحيدة، أنا أكن لك المحبة، فلماذا لا نتزوج، سآخذك، لدي بيت صغير، وستعملين كل ما تستطيعين به، وسأقوم أنا بعمل الباقي» وافقت أمة الرحمن، فأخذها بين ذراعيه من المستشفى وتزوجها.
وبعد بضعة أشهر عادت لزيارتنتا في المستشفى يحملها زوجها بين ذراعيه، لقد حولها زوجها إلى امرأة مغناج وأنيقة، وكان يريد أن يرينا كم هم سعداء، وهو مستمر في هذا منذ عدة سنوات، حتى وإن بدأت الحياة تكشر عن أنيابها فلا بد أن لا نفقد الأمل.
فصل رفض الرجال: في هذا الفصل حكايات لأربع نساء رفضن الزواج مفضلات الاستمرار في حياتهن بدون رجال، بطبيعة الحال غير نادمات على هذا القرار.
حمــــودة: «لقد طرد الجفاف حمودة من قريتها في بني حشيش قالت لنا: «لقد أغلقنا منزلنا هناك ولم يعد هناك أحد، لا بشر ولا بق ولا شيء وإلى أن ينزل الغيث سيظل المنزل خاويا الصحراء» وهي ترفض الزواج رغم إلحاح شقيقها عليها، كما كان قدرها أن تصبح يتيمة وهي تكسب قوتها كما ترغب، إما بجني محصول البرسيم في الحقول المحيطة بصنعاء أو بحمل الماء إلى المنازل في المدينة، قالت لنا: «ما الذي تمتاز به النساء المتزوجات أكثر مني؟ إنهن يعملن حتى الموت من أجل أزواجهن وأطفالهن، أما بالنسبة لي فأنا لن أعمل إلا من أجل نفسي وهذا يكفيني». فصل عندما يقترب الموت: تتناول الكاتبة في هذا الفصل نقلا عن الراوية (فرانس هوس) قصصاً لثلاث نساء توفين إما بالسل الذي كان منتشراً في حينه، وإما بقذائف الحرب بين الجمهوريين والملكيين.
عتيقة التي كانت ترقد في المستشفى لأنها مصابة بالسل فضلت ترك المستشفى لتذهب للبقاء مع أبنائها خوفا عليهم من تداعيت الحرب. «كنت أريد أن تبقى عتيقة أيضا بضعة أيام، لكن لا فائدة من إلحاحنا عليها. فأعطيناها إذنا لفترة محددة جدا للخروج، فتركت كل أغراضها في المستشفى وغادرت.
مر يومان وثلاثة ولم تعد ثم أتى زوجها حزينا جدّاً، وأوضح لنا بأنه لم تكن عتيقة بعيدة عن مسكنها حين سقطت قذيفة مدفعية على الطريق وماتت في نفس اللحظة.
لقد كانت تقول لي: «أنا حقا لا أفهم، يوجد شيء يدفعني، أنا متأكدة أن أطفالي بخير لدى أمي ولكن يجب أن أخرج مهما يكن». بالنسبة لي أعتقد أن ساعتها قد حانت ولو أني قد منعتها من الخروج فمن يعرف؟ لربما قد يحدث لها شيء ما! إنه القدر!!!»
الفصل العين الخبيثة: في هذا الفصل تتحدث نجيبة لكلوديا فايان عن اعتقاد شعبي وهو ما يعرف بالعين في الثقافة الشعبية، وهذا الاعتقاد انتقل إلى الفرنسية نجيبة (فرانس هوس) حيث تحكي عن تجربة مرت بها، كما تحدثت عن وردة وقصص أخرى كانت شاهده على حدوثها: «وقد شاهدت العديد من الحالات المتشابهة، إحدى هذه الحالات امرأة فقدت كل أطفالها فنذرت أن الطفل الذي سيأتي لن يكون ابنها وأن المرأة التي ستأخذه ستصبح أمه، وقد أوفت المرأة بالنذر ولكنها لم تنس طفلها وكانت تهتم به وترسل له بعض الهدايا. وهكذا عاش الطفل قد يساعد التطير على الحياة وفي الحقيقة ليس هذا سيئاً».
فصل مرض الشيطان: تتحدث نجيبة في هذا الفصل عن (نورا) و (فاطمة) التي كان بها مس شيطاني؛ «في أصيل أحد الأيام، كنت امرُّ على الغرف لأتفقد كل مريضة قبل هبوط الليل، فطلبت مني الفتاة الصغيرة أن أضع (الموقد) بالقرب منها لأن الجو بارد. فوضعت فاطمة العجوز موقدها بالقرب من فاطمة الصغيرة. فجأة سمعت صرخة قوية فأسرعت إلى باب الغرفة وتسمرت من الخوف!
كان وجه الفتاة قد تغير، كانت قاطبة الجبين وجاحظة العينيين والفم ملتو وقد اتسع حتى الاذنين. كانت كأنها عجوز بشعة وكانت تضحك وكأن الشيطان فعلا قد تلبسها. ثم انكبت على الجمر وأخذته بيدها وأكلته. وسمعت قطقطة وقزقزة الجمر في فمها، ثم سقطت إلى الخلف وبقيت بدون حراك. أسرعت نحوها وفتحت فمها لأرى أن كان الجمر لا زال بداخله، لكن لا شيء!
كانت قد ابتلعت كل شيء. لا يوجد أي أثر لي حروق، لا على يدها ولا فمها، وقد حدث كل ذلك أمامي.
يا له من أمر لا يصدق! وقد بقينا حولها كالأصنام، وفي صباح اليوم التالي أتى الطبيب لرؤيتها. ولم يجد فيها أي أثر للحروق ولكن حالتها ساءت شيئا فشيئا إلى أن ماتت بعد شهر».
فصل العصر الجديد: هذا الفصل عبارة عن حوار مباشر مع فرانس هوس قامت بإجرائه كلودي فايان عام 1979 ومن خلال هذا الحوار تحدثت هوس عن الحياة والنساء تحديدا في ما بعد ثورة 26 سبتمبر 1962 تحدثت هوس بإسهاب عن التغيرات التي حدثت والتي كانت هي شاهدة عليها على مستوى الناس والدولة في يمن ما بعد الثورة: «قديما كانت المرأة لا تأكل أبدا مع الرجل فهي تأكل في المطبخ أو في نفس الغرفة التي أكل فيها الرجال و لكن بعد أن يغادروا، أما اليوم فعلى الأقل أنه عندما يدعى أحدهم في إحدى العائلات فإنه من الملاحظ أن العائلة تكون مكتملة حول المائدة؛ الرجال مع النساء، وهذا يعتبر تطوراً كبيراً و عميقاً جداً».
وفي موضع آخر من المقابلة تتحدث هوس بحماس عن اجتهاد الفتاة وحرصها على التحصيل العلمي بل وتفوقها: «إن أحد الأسباب التي دفعت الفتيات الصغيرات للاجتهاد في الدراسة هو رؤية أمهاتهن يعشن بالطريقة التقليدية. غالبا ما تأتي الفتيات الصغيرات (جاراتي) عندي في المساء ليستفهمن مني كيف كانت الأوضاع مسبقاً ويحكين لي يومهن في المدرسة، فأشرح لهن ما لم يفهمنه في المدرسة». في نهاية الكتاب أدرجت المؤلفة قصيدة (على التلفون) للشاعر محمد الشرفي مع بعض القصائد الاخرى بالفرنسية، وذلك كي توضح للقارئ الفرنسي رأي الشعراء من قضية المرأة ومحاولاتهم الوقوف في صفها وقد أدرجتها على سبيل المثال.
اقرأ المزيد من عدن الغد | حياة النساء فـي اليمن أسـرار رصدتها كلودي فايان http://adenalghad.net/news/53120/#.Uf5obaAYPIU#ixzz2b0ot4rNe
| |
| | | salim 1979 التميز الذهبي
تاريخ الميلاد : 27/05/1979 العمر : 45 الدولة : الجزائر عدد المساهمات : 5285 نقاط : 100012179 تاريخ التسجيل : 06/11/2012
| موضوع: حرب اليمن (1962 - 1970م) الثلاثاء أغسطس 06, 2013 6:07 pm | |
| حرب اليمن (1962 - 1970م) (الجزء الأول) الأربعاء, 30 ديسمبر 2009 12:56 مساءً حرب دارت في شمال اليمن بين الموالين للمملكة المتوكلية اليمنية والفصائل الموالية للجمهوريّة العربية اليمنية من 1962 إلى 1970. وقد سيطرت الفصائل الجمهورية على الحكم في نهاية الحرب.
كان الجانب الملكي يتلقى الدعم من المملكة العربية السعودية، بينما تلقى الجانب الجمهوري الدعم من مصر والاتحاد السوفيتي. وقد جرت معارك الحرب الضارية في المدن والأماكن الريفية، وشارك فيها أفراد أجانب غير نظاميين فضلاً عن الجيوش التقليدية النظامية.
دارت رحى هذه الحرب في وضع عربي لا يمكن وصفه إلا بالتشرذم؛ فكانت الدول العربية مستقطبة بين المعسكرين الشرقي والغربي، وعاش العالم العربي العديد من الأزمات والحروب العربية-العربية (بالإضافة إلى الحرب في اليمن) مثل حرب الرمال بين الجزائر والمغرب، وأزمة انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة. وقد غرقت مصر بهذه الحرب؛ مما أدى إلى الحاق الضرر بسمعتها وأدائها خلال حرب 1967 واحتلال شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية بما فيها القدس من قبل إسرائيل.
وكان من نتائج هذه الحرب اعتراف المملكة العربية السعودية بالجمهورية اليمنية عام 1970 وصاحبها أيضًا انسحاب بريطانيا من اتحاد الجنوب العربي الذي كان يضم محميتها في عدن عام 1967.
مقدمة حكمت سلالة الزيديين اليمن لمدة تزيد عن 1100 سنة. وقد بدأ هذا الحكم عندما ذهب اليمنيون إلى المدينة سنة 284 هـ لمبايعة الهادي يحيى بن الحسين إمامًا لليمن بعد أن انتشرت فيه دعوة القرامطة والإسماعيلية. وقد تعهد الإمام بتحكيم شرع الله وسنة رسوله، والمساواة بين جميع اليمنيين على اختلاف مذاهبهم وأصولهم.
ولكن خلفاء الإمام لم يلتزموا بذلك، وميزوا أنفسهم عن بقية الشعب على أنهم السلالة الهاشمية الحاكمة. وضمن الأئمة حكم اليمن بإثارة الخلافات والمشاحنات بين القبائل، وكان ذلك من أسباب الانقلابات التي تتابعت على اليمن في منتصف القرن العشرين، وكان من بين هذه الأسباب أيضًا أن اليمن كان معزولاً عن التطور والتحديث؛ فقد قال الدكتور عبد الرحمن البيضاني أنه: "كان يوجد في اليمن عام 1950 ثلاثة صحف تصل من عدن التي كانت تحت الإدارة البريطانية، ولا توجد كهرباء في صنعاء، ويوجد عدد ثلاثة أجهزة راديو بحوزة الإمام أحمد البدر ولي العهد والقاضي أحمد الحضراني". وقد وقع أول هذه الانقلابات عام 1948 الذي قام به عبد الله الوزير وانتهى بفشله.
وفي 31 مارس عام 1955 حدث انقلاب قام به المقدم أحمد يحيى الثلايا. وقد قام المقدم أحمد بقيادة فرقة من الجنود لمحاصرة الإمام في قصره في مدينة تعز، وطالبوا الإمام تسليم نفسه وهو ما حدث. وقد اختلف قادة الانقلاب فيما بينهم على مصير الإمام؛ فبعضهم اقترح قتله، والبعض الأخر اقترح أن يستبدل بأخيه الأمير سيف الله عبد الله. وفي أثناء ذلك قام الإمام بفتح خزائن قصره، واشترى جنود الثلايا. كما قامت سيدات الأسرة المالكة بقص شعورهن ووضعوها في أظرف وأرسلوها إلى القبائل وكتبوا لهم: "يا غارة الله بنات النبي" أي أنهن بنات الرسول من الأسرة الهاشمية، فهجمت القبائل على تعز وفشل الانقلاب.
وفي صيف عام 1959 سافر الإمام أحمد إلى روما للعلاج من الروماتيزم، فاعتقد البدر أنها نهاية أبوه، فقام بإنشاء مجلس نيابي برئاسة أحد أبناء الشعب وهو القاضي أحمد الصياغي. كما قام بإلقاء خطاب ناري ضد الإمام في احتفال للجيش اليمني الوليد؛ فثار الهاشميون ضد البدر، مما دفعه للاستعانة بالقبائل لإخماد ثورتهم.
ورغم أن عيون البدر في روما تخبره أن أبوه يحتضر، إلا أن الإمام أحمد أفاق من مرضه، ورجع إلى اليمن، وقام بإلغاء كل ما قام به البدر من إصلاحات. كما أمر باسترجاع الأموال والسلاح التي أعطاها البدر للقبائل التي أيدته في الإصلاحات، وهرب شيوخ القبائل إلى السعودية، ولكن الملك سعود ضمنهم عند الإمام أحمد. ولما رجعوا، أعطاهم الإمام لابنه البدر فقام بذبحهم ترضية لأبيه، وكانت هذه الحادثة دليلاً للذين عقدوا الآمال على البدر أنه لا يختلف كثيرًا عمن سبقوه.
وعنما مات الإمام أحمد في 19 سبتمبر عام 1962 خلفه ابنه الإمام البدر، وكان قرار تعيين عبد الله السلال قائدًا للحرس الملكي من أولى القرارات التي اتخذها الإمام.
انقلاب 1962 أدرك اليمنيون منذ البداية أنه يجب الاعتماد على ضباط عسكريين للقيام بالإطاحة بحكم الإمام، ثم يُدعمون بالقبائل بعد ذلك. وعلى الرغم من ذلك فإن العقل المدبر للانقلاب كان مدنيًا وهو الدكتور عبد الرحمن البيضاني الذي كان يعتقد بضرورة وجود خمسة ركائز أساسية للقيام بثورة في اليمن وهي:
أولاً: الجيش الذي سيقوم بالانقلاب.
ثانيًا: بناء ميناء الحديدة لاستيراد الأسلحة الثقيلة التي تختلف عن الأسلحة الموجودة في أيدي القبائل.
ثالثًا: إنشاء طريق بين الحديدة وصنعاء لضمان الوصول للعاصمة سريعًا لحمايتها.
رابعًا: دولة تساند الثورة.
خامسًا: إعلام قادر على التبشير بمبادئ الثورة.
وفي سنة 1962 كانت هناك نواة للجيش، كما بُنِى ميناء الحديدة، وشُق الطريق بين الميناء وصنعاء، وبنيت الإذاعة في صنعاء، وبقي فقط الدعم الدولي.
وضعت خطة الانقلاب في مدينة جرمش بألمانيا عندما اجتمع البيضاني بمحمد عبد الغني مطهر، ثم بعد ذلك سافر البيضاني إلى القاهرة لعرض الخطة على المسؤولين المصريين هناك، وكان من ضمنهم أنور السادات وصلاح نصر مدير المخابرات العامة ونائبه على سليمان والرئيس المصري جمال عبد الناصر. وكان يصاحب البيضاني في بعض هذه اللقاءات محمد قائد سيف الذي شارك في انقلاب 1948 الذي قاده عبد الله الوزير، ورغم تردد عبد الناصر في بداية الأمر، إلا أنه وافق على دعم الأحرار اليمنيين.
وكانت خطة الثورة مقسمة على ثلاثة خلايا:
الأولى في تعز حيث يقيم الإمام أحمد.
الثانية في العاصمة صنعاء.
الثالثة في الحديدة حيث يوجد الميناء.
وكانت بداية الخطة من تعز حيث يوجد 800 جندي منهم 530 مجندين لصالح الأحرار، وكان من ضمن قادة أفرع الجيش المجندين أيضًا قائد المدرعات وقائد المدفعية. وكانت تنقص خلية تعز بعض الأسلحة، فقام محمد عبد الغني مطهر بنقلها لهم من صنعاء. وكانت على خلية تعز القيام باغتيال الإمام أحمد داخل قصره، وهو ما حدث على يد محمد العلفي وعبد الله اللقية.
وبعد أن تنتهي مهمة تعز تبدأ مهمة صنعاء، وكانت الخطة تقتضي بأن يعلن قادة الخلية هناك إدانتهم للانقلاب في تعز ثم يستدركون البدر ولي العهد والشخصيات الهامة خارج مقارهم للتخلص منهم أو التحفظ عليهم بدون مشقة القتال مع حرسهم الخاص مستغلين صفاتهم الرسمية؛ فعلى سبيل المثال كان عبد الله السلال قائد الحرس الإمامي، وكانت حادثة اغتيال يحيى محمد عباس رئيس الاستئناف خير مثال.
وكان من ضمن مهام خلية صنعاء أيضًا احتلال الإذاعة، وكانت هذه المهمة بقيادة العقيد حسن العمري نائب وزير المواصلات ومدير اللاسلكي. وكان يجب عليهم إما احتلالها أو تدميرها؛ لأنه كان يوجد هناك إذاعة أخرى في أسوان، فإذا بقت إذاعة صنعاء تحت سيطرة الملكيين أصبح هناك محطتين للإذاعة.
ثم تبدأ بعد ذلك مهمة الحديدة التي يقودها العميد حمود الجيفي، وكان عليهم تأمين الميناء لوصول القوات المصرية.
التنفيذ عندما توفي الإمام أحمد في 19 سبتمبر عام 1962 خلفه ابنه الإمام بدر. وفي هذه الأثناء تناقش ضباط الجيش إذا كان هذا هو الوقت المناسب للقيام بالانقلاب أو الانتظار حتى عودة الأمير الحسن من الخارج للقبض عليهما معًا في وقت واحد.
ولكن العقيد عبد الله السلال قرر التحرك، وأمر بإعلان حالة التأهب القصوى في الكلية الحربية في صنعاء، وفتح جميع مستودعات الأسلحة وتوزيعها على كل الضباط الصغار والجنود.
وفي مساء 25 سبتمبر جمع عبد الله السلال القادة المعروفين في الحركة القومية اليمنية والضباط الذين تعاطفوا معها أو شاركوا في محاولة انقلاب الثلايا عام 1955وكان كل ضابط وكل خلية سيتلقى الأوامر وبدء التحرك بمجرد بدء قصف قصر الإمام بدر. وتضمنت الأماكن المهمة التي يجب تأمينها قصر البشائر (قصر الإمام) وقصر الوصول (قصر استقبال الشخصيات المهمة) والإذاعة والاتصالات التليفونية وقصر السلاح (مخزن السلاح الرئيسي) ومقرات الأمن الداخلي والمخابرات. ونفذت الثورة بواسطة 13 دبابة من اللواء بدر ،و 6 عربات مصفحة، ومدفعين متحركين، ومدفعين مضادين للطائرات. وكانت الكلية الحربية هي مقر القيادة والسيطرة على القوات التي تقوم بالانقلاب.
توجهت وحدة من الضباط الثوريين مصحوبة بالدبابات إلى قصر البشائر، وقاموا باستخدام مكبرات الصوت لدعوة الحرس الملكي للتضامن القبلي، وتسليم الإمام بدر الذي تقرر إرساله للمنفى بسلام، ولكن الحرس الملكي رفض الاستسلام، وفتح النار على وحدة الضباط؛ مما دفع الثوريين إلى الرد بقذائف المدافع والدبابات، فقد قرر الثوار استخدام الدبابات والمدفعية منذ البدابة.
وقد استمرت معركة القصر حتى استسلم الحرس الملكي في صباح اليوم التالي. وكانت الإذاعة قد سقطت منذ البداية بعد مقتل ضابط ملكي واحد وانهيار المقاومة. أما مخزن السلاح فكان أسهلها، فكان يكفي أمر مكتوب من العقيد السلال لفتح المنشأة، ثم تنحية الملكيين منها وتأمين البنادق والمدفعية والذخيرة. وقد سقطت الاتصالات التليفونية أبضًا دون أي مقاومة. وفي قصر الوصول؛ فقد ظلت الوحدات الثورية آمنه تحت ستار حماية وتأمين الدبلوماسيين والشخصيات الهامة التي جاءت لتبارك لولي العهد الجديد.
وفي صباح 26 سبتمبر أمنت كل المناطق في صنعاء، وأعلنت الإذاعة أنه قد تمت الإطاحة بالإمام بدر، وحلت محله حكومة ثورية جديدة. ثم بدأت الوحدات الثورية في مدن تعز حجة وميناء الحديدة تأمين ترسانات السفن والمطارات ومنشآت الميناء. وكان عهد الإمام أحمد عهد معارضة وثورات، وقد تعرض الإمام إلى 12 محاولة اغتيال، منها محاولة فاشلة لاغتياله وهو على فراش الموت. وما كانت الثورة التي قام بها الضباط عبد الله السلال وعبد الرحمن البيضاني والدكتور محسن العيني إلا تركيز النشاطات الثورية في جهد منظم واحد للإطاحة بحكم الإمام. وقد كان قائد المجموعة -السلال- متأثراً بقراءاته عن الثورة الفرنسية وكتاب عبد الناصر فلسفة الثورة.
توابع الانقلاب لم يشارك البيضاني - وهو مثقف يحمل درجة الدكتوراه - رؤية عبد الناصر على الرغم من أنه كان يريد خلق جمهورية على أرض اليمن ولكن بدون انتهاج الخط الناصري، وهو الخط الذي اختاره عبد الله السلال. وقد حدثت منافسه بين الاثنين انتهت لصالح السلال.
وفي 28 سبتمبر أعلنت الإذاعة موت الإمام بدر على الرغم من أنه كان لا يزال على قيد الحياة. وفي هذه الأثناء غادر الإمام العاصمة صنعاء، وهرب إلى مدينة حجة في الشمال، وكان ينوي أن يفعل ما فعله أجداده من قبل: الاستنجاد بالقبائل في الشمال وفي جبال حضرموت، وشن حرب لاستعادة العاصمة. وفي 30 سبتمبر وصل العميد المصري على عبد الخبير على متن الطائرة لتقييم الموقف وتقدير احتياجات مجلس قيادة الثورة اليمني. وعلى الفور تقرر إرسال كتيبة قوات خاصة مصرية (صاعقة) وكانت مهمتها العمل على حراسة العقيد عبد الله السلال، ووصلت هذه الكتيبة إلى الحديدة في 5 أكتوبر.
وكان أنور السادات يعتقد أن لواء مدعوم بالطائرات يمكنه تأمين السلال ومجموعة الضباط الأحرار اليمنيين، ولكن تسارعت الأحداث وقامت السعودية - التي كانت تخشى المد الناصري - بإرسال قوات إلى الحدود اليمنية، وأرسل ملك الأردن رئيس أركان جيشه إلى الأمير حسن لإجراء مباحثات، وخلال 2-8 أكتوبر غادرت أربع طائرات شحن سعودية محملة بالسلاح لإرساله إلى القبائل اليمنية الموالية للإمام. ولكن الطيارون اتجهوا إلى مدينة أسوان المصرية. وقد أعلن سفراء ألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والأردن دعمهم لنظام الإمام، بينما أعلنت مصر وإيطاليا وتشكوسلوفاكيا دعمها للثورة الجمهورية.
الدوافع الاستراتيجية المصرية حاول المفكرون العسكريون المصريون تبرير سبب إرسال القوات المصرية إلى اليمن، وقد ذكر أنتوني نتنغ في كتاباته عن سيرة حياة عبد الناصر عوامل عديدة دفعت الرئيس المصري لإرسال قوات مصرية إلى اليمن، ومن بين هذه الأسباب كان انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة عام 1961؛ مما يعني أن هذه الجمهورية التي قامت عام 1958 لم تدم سوى 18 شهرًا فقط، وكان عبد الناصر يريد استرجاع هيبته بعد انفصال سوريا. وكان انتصار عسكري سريع وحاسم يمكن أن يرجع له قيادته للعالم العربي، وكانت لعبد الناصر سمعته المعروفة كمعادي للاستعمار، وكان يريد طرد البريطانيين من جنوب اليمن ومن ميناء عدن الاستراتيجي المطل على مضيق باب المندب.
ويظهر كتاب دانا شميدت "اليمن: الحرب المجهولة" أن عبد الناصر كان ينوي في البداية انتظار سقوط الإمام أحمد والعمل مع الإمام بدر، ولكن كانت العلاقات العدائية بين عبد الناصر والإمام العجوز واضحة في شعر كتب بواسطة الإمام هجا فيه الاشتراكية عام 1961. ورد عبد الناصر عليه بواسطة إذاعة صوت العرب، ولكن الكتاب الذي يمكن أن يكون قد وضح الأسباب والدوافع التي جعلت عبد الناصر يرسل القوات المصرية إلى اليمن هو كتاب اللواء محمود عادل أحمد الذي نُشر عام 1992 واسمه ذكريات حرب اليمن 1962-1967. ويوضح الكاتب أنه في 29 سبتمبر تم مناقشة القرار في مجلس قيادة الثورة، وقد اعتقد المجلس أنه من الضروري إرسال قوات مصرية لردع الممالك العربية التي تحاول إجهاض الانقلاب اليمني، وخصوصًا المملكة العربية السعودية.
وكتب المؤرخ السياسي والصديق المقرب من عبد الناصر - محمد حسنين هيكل - في كتاب"لمصر لا لعبد الناصر"، أنه قد تناقش مع عبد الناصر في موضوع دعم الانقلاب في اليمن، وكانت وجهة نظره أن وضع ثورة السلال لا يمكنها من احتواء العدد الكبير من القوات المصرية التي سترسل إلى اليمن لدعم نظامه. وإنه من الأفضل التفكير في إرسال متطوعين عرب من جميع أنحاء العالم العربي للقتال بجانب القوات الجمهورية اليمنية. وقد ضرب هيكل مثال الحرب الأهلية الأسبانية للتطبيق في اليمن، ولكن عبد الناصر رفض وجهة نظره، وكان مصرًا على ضرورة حماية الحركة القومية العربية.
وكان عبد عبد الناصر يعتقد أن لواءً من القوات الخاصة المصرية مصحوبًا بسرب من القاذفات المقاتلة يمكنه أن يحمي الجمهوريين في اليمن، وكان جمال عبد الناصر يتطلع إلى تغيير النظام اليمني منذ 1957 وفي يناير 1962 وجد الفرصة سانحة لتحقيق تطلعاته وذلك بدعم حركة الضباط الأحرار اليمنيين بالإيواء والمال وعلى موجات إذاعة صوت العرب.
ومن بين الأسباب التي أدت بعبد الناصر إلى إرسال القوات المصرية إلى اليمن:
أولاً: تأثير دعمه لحرب تحرير الجزائر من 1954 إلى 1962.
ثانيًا: انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة عام 1961.
ثالثًا: تدهور علاقاته من بريطانيا وفرنسا بسبب دعمه للجزائريين، وكذلك على الأخص بسبب جهوده لتقويض حلف بغداد الذي أدى سقوطه إلى سقوط الملكية في العراق عام 1958.
رابعًا: كان عبد الناصر يعتقد أن قدر مصر هو مواجهة الاستعمار.
خامسًا: نُسب إلى وزير الدفاع المصري حينها - المشير عبد الحكيم عامر - قوله إن وجود جمهورية على أرض اليمن هو أمر حيوي بالنسبة لمصر لضمان السيطرة على البحر الأحمر من قناة السويس إلى مضيق باب المندب، إلا أن هذا الكلام يحتاج إلى دليل.
سادسًا: كان ينظر للحرب في اليمن على أنها وسيلة لكسب النقاط في صراعه مع النظام الملكي السعودي الذي اعتقد عبد الناصر أنه سعى إلى فك الوحدة بين مصر وسوريا.
في ميدان القتال أدرك عبد الناصر خلال ثلاثة أشهر من إرساله القوات إلى اليمن أن الأمر يتطلب أكثر مما توقع. وفي بدايات عام 1963 وجد نفسه مضطرًا لإرسال المزيد من القوات، وأن ليس هناك بد إلا من مواصلة دعم الثوار، مع يقينه بالخلافات التى بدأت بالنشوب بين معسكر السلال الموالى لناصر وشيوخ القبائل المؤيدون للثورة لا سيما الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر شيخ مشايخ قبائل حاشد صاحبة الدور الكبير في المعارك. وكان عدد القوات أقل من 5,000 جندي في أكتوبر 1963. وبعد شهرين ارتفع عدد القوات النظامية هناك إلى 15,000. وفي نهاية عام 1963 ، بلغ عدد القوات 36,000 ؛ وفي نهاية عام 1964، بلغ 50,000 جندي مصري في اليمن، وبلغ العدد ذروته في نهاية عام 1965 ليبلغ عدد القوات المرابطة هناك 55,000 جندي مصري، قسموا إلى 13لواء مشاة ملحقين بفرقة مدفعية وفرقة دبابات، والعديد من قوات الصاعقة، وألوية المظلات. وقد أرسل السفير أحمد أبو زيد - الذي كان سفير مصر إلى المملكة اليمنية من 1957 إلى 1961 - العديد من التقارير المهمة عن اليمن التي لم تصل إلى وزارة الدفاع المصرية، ويبدو أنها ظلت مدفونة في أدراج وزارة الخارجية؛ فقد حذر السفير المسئولين في مصر - بمن فيهم المشير عبد الحكيم عامر - أن القبائل اليمنية صعبة المراس، ولا تملك أي إحساس بالولاء أو الانتماء للوطن، وعارض السفير إرسال القوات المصرية، واقترح دعم الضباط الأحرار اليمنيين بالمال والسلاح، وحذرهم بأن السعوديين سيغرقون اليمن بالمال لتأليب القبائل ضد الثورة.
لم يتفهم عبد الناصر وأعضاء مجلس قيادة الثورة المصريون أن تمركز قوات مصرية في اليمن - على أبواب المملكة العربية السعودية - سينظر إليه على أنه مسألة حياة أوموت لعائلة آل سعود، وكذلك فإنه سيعتبر زيادة التهديد على القوات البريطانية الموجودة في محمية عدن، ولم تُأخذ هذه العوامل في الاعتبار عندما تم اتخاذ القرار النهائي بإرسال القوات المصرية إلى اليمن. وكان هناك بعد آخر خفي في هذا الصراع إلا وهو رغبة السعودية في أن تصبح القوة المؤثرة في شبه الجزيرة العربية، وقد شكلت القوات المصرية تهديدًا لهذا النفوذ التقليدي التي كانت تمارسه السعودية على اليمن وعلى دول الخليج الأخرى.
الخرائط كان القادة الميدانيون المصريون يعانون من انعدام الخرائط الطوبوغرافية؛ مما سبب لهم مشكلة حقيقية في الأشهر الأولى من الحرب؛ فلم يستطع القادة وضع الخطط للعمليات العسكرية، أو إرسال التقارير الدورية، أو الإبلاغ عن الخسائر بدون الإحداثيات الدقيقة للمواقع. وكانت لدى وحدات القتال خرائط تستخدم فقط للملاحة الجوية. وقد أقر مدير المخابرات العامة المصرية صلاح نصر أن المعلومات عن اليمن كانت شحيحة؛ ولأن مصر لم يكن لديها سفارة في اليمن منذ 1961 ، فقد طلبت معلومات من السفير الأمريكي في اليمن، ولكن كل ما أرسله في تقريره كانت معلومات عن الاقتصاد اليمني.
وكان نقص الخرائط الكافية، وعدم معرفة المصريون بأرض المعركة يؤدي إلى استمرار بقاء القوات المصرية في مستنقع اليمن. وكان من بين القواد الذين تم إرسالهم لتنفيذ العملية 9000 - وهو الاسم الذي أطلقه قادة الجيش المصري على حرب اليمن - لواء مصري واحد من أصل يمني من قبيلة بني سند اسمه طلعت حسن علي. وكان هذا اللواء هو الوحيد الذي يمكن أن يكون له معرفة باليمن.
ولم يعاني السعوديون والملكيون من هذه المشكلة بسبب الارتباط والتزاوج بين القبائل السعودية واليمنية على جانبي الحدود. وبالإضافة إلى ذلك فقد قامت السعودية بإرسال آلاف العمال اليمنيين العاملين في المملكة العربية السعودية لمساعدة الإمام بدر. وكانت الزيادة في أعداد القوات المصرية نتيجة مباشرة للتصعيد السعودي البريطاني، ولم يكن نتيجة الواقع على أرض المعركة أو حاجات عسكرية صرفة. وقد أرسل العراق أيضًا العديد من البعثيين اليمنيين على متن الطائرات لزعزعة استقرار نظام الضباط الأحرار اليمني الموالي للمصريين.
دور القوات الجوية ومنذ عام 1962 إلى نهاية الحرب، أدرك قادة الأركان العامة المصرية أهمية الجسر الجوي. ولم يدرك المصريون تأثيره جيدًا في اليمن حتى أكتوبر 1963.
في هذا الوقت كان الزعيم الجزائري أحمد بن بلة متورطًا في حرب الرمال مع المملكة المغربية الموالية للولايات المتحدة على قطعة أرض في الصحراء أعطيت للجزائر بعد طرد الاحتلال الفرنسي. وكان الجزائريون يمتلكون جيش يعتمد تكتيكات حرب العصابات في مواجهة قوات مسلحة تقليدية. وطلب بن بلة المساعدة من عبد الناصر التي جاءت في صورة كميات ضخمة من الدبابات والعتاد الذي جاء عن طريق البحر والجسر الجوي، والتي جاءت على حسب كلام نتنغ بسرعة وكفاءة عالية من الجيش المصري، ومكنت هذه المساعدات الجزائريين من الاحتفاظ بقطعة الأرض المتنازع عليها.
في يناير 1964 قام الملكيون بحصار العاصمة اليمنية صنعاء، فقامت ناقلات الأنتونوف إيه إن - 12 المصرية بعمل جسر جوي لنقل أطنان من الطعام والوقود إلى العاصمة المحاصرة، وقدر المصريون تكاليف تجهيز القوات المصرية والجمهورية اليمنية بملايين الدولارات، وبالإضافة إلى ذلك فقد قامت موسكو بتجديد مطار الروضة الحربي خارج صنعاء؛ فقد رأى القادة السياسيون السوفييت أنها فرصة لكسب موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية، ولذلك قاموا بتدريب المئات من الطيارين الحربيين المصريين للخدمة في حرب اليمن.
موقف قائد سلاح الجو الأردني في أثناء الحرب قامت المملكة العربية السعودية والأردن بعقد اتفاقية للدفاع المشترك والتعاون العسكري عُرفت باتفاقية الطائف. وبسبب حوادث لجوء بعض الطيارين السعوديين إلى مصر بسبب رفضهم قصف المواقع المصرية في اليمن، التجأ السعوديون إلى الأردن للقيام بالغارات الجوية.
وبالفعل ذهب وفد عسكري أردني إلى السعودية يرأسه قائد الجيش حابس المجالي ومعه قائد سلاح الجو سهل حمزة للاتفاق على تفاصيل الضربة الجوية التي سيقوم بها طيارون أردنيون. وكانت الأهداف التي يجب ضربها مطارات صنعاء، الحديدة وتعز وتدمير الطائرات والمعدات الموجودة، السفن المصرية في البحر الأحمر المتجهة والعائدة من اليمن ،إذاعة صنعاء، محطة الاتصالات اللاسلكية، قلعة حجة، إذاعة تعز وميناء الصليف شمال مدينة الحديدة.
وبسبب طول المسافة، وصغر سعة خزان وقود الطائرات، فقد تم الاتفاق على ضرب الأهداف ثم الاتجاه إلى القاعدة العسكرية البريطانية في عدن لإعادة التزود بالوقود، وإكمال تسليح الطائرات، وفي طريق العودة يتم ضرب أهداف أخرى.
وفي أثناء زيارة الوفد العسكري غادر قائد سلاح الجو الأردني - سهل حمزة - السعودية إلى عمان بدون إبداء الأسباب، وكان في نيته مقابلة العاهل الأردني لمناقشته في جدوى الأمر. وعندما لم يستطع مقابلته، قرر التوجه بطائرته إلى القاهرة لمقابلة عبد الناصر. وقد ذكر سهل حمزة في إحدى الأحاديث الصحفية أنه فكر في الأمر، وتوصل إلى أنه إذا رفض القيام به فسيقوم غيره بالمهمة، وإذا امتثل فهو "عار له ولبلده".
مصلحة إسرائيل في الحرب من الناحية الاستراتيجية كانت حرب اليمن فرصة لإسرائيل؛ لأنها أجلت خطط المصريين العسكرية لتقوية وضعهم في سيناء، وذلك بتحويل انتباه الجيش المصري إلى نقطة أخرى. وقد كتب المؤرخ المصري حسنين هيكل أن إسرائيل قامت بإعطاء شحنات من الأسلحة، كما أقامت اتصالات مع المئات من المرتزقة الأوروبيين الذين يقاتلون بجانب الملكيين في اليمن. وقامت إسرائيل بإنشاء جسر جوي سري بين جيبوتي وشمال اليمن، وأعطت الحرب الفرصة للإسرائيليين لمراقبة وتقييم التكتيكات الحربية المصرية وقدرتها على التكييف مع ظروف المعارك.
القوات الملكية اليمنية وحلفاؤها وفي عام 1963 وحده أنفق السعوديون 15 مليون دولار لتجهيز القبائل اليمنية الموالية للملكيين بالسلاح، وتأجير المئات من المرتزقة الأوروبيين، وإنشاء محطة إذاعية خاصة بهم. وقامت باكستان ببيع بنادق للملكيين، وكانت قد رأت فيها فرصة للتكسب من الحرب. وكان يوجد بعض عناصر الحرس الوطني السعودي تقاتل في جيش الإمام. وقامت إيران بدعم الملكيين بالمال؛ فقد وجد الشاه أنه يجب عليه دعم الإمام الشيعي الزيدي. وسمح البريطانيون بمرور قوافل السلاح عبر أراضي أحد حلفائهم في شمال اليمن وهو شريف بيحان الذي كان تحت حماية الإدارة البريطانية في عدن. وقامت الطائرات الحربية البريطانية بعمليات نقل جوية لإعادة إمداد قوات الإمام. ========== http://www.hadielislam.com/arabic/index.php?pg=articles/print&id=9339&print=1 | |
| | | salim 1979 التميز الذهبي
تاريخ الميلاد : 27/05/1979 العمر : 45 الدولة : الجزائر عدد المساهمات : 5285 نقاط : 100012179 تاريخ التسجيل : 06/11/2012
| موضوع: رد: اليمن .. ظلمات عهد الإمامة بعيون أجنبية الثلاثاء أغسطس 06, 2013 6:12 pm | |
| حين غضبت كنانة العرب اشتعلت ثورات العالم .. وهتف الناس (ناصر .. ياحرية) الجمعة, 28-سبتمبر-2012 إعداد/ افتكار القاضي - ❊ (٠٠٠٥١) مرتزق من أنحاء العالم وأحدث أنواع الأسلحة لدعم الملكية ضد جيش أعزل جهزه عبدالناصر انفصال سوريا وتقويض حلف بغداد وفتور العلاقة مع بريطانيا وفرنسا..دوافع استراتيجية لمصر لدعم الثورة اليمنية تردد ناصر في إرسال جنوده لمنع التدخل في شؤون اليمن .. وحين تضخم التكالب الدولي هب لتصرتها قرابة (٠٠٠٥) جندي عام ٣٦م إلى ٥٥ ألفا يدافعون عن الثورة بالسلاح والمال والأرواح تفوق الملكيون عددا وعتادا ومالا .. وتفوق الثوار إرادة وقيادة قائد سلاح الجو الأردني يرفض ضرب صنعاء .. ويسلم طائرته لناصر انعدام الخرائط الطوبوغرافية سبب إرباكاً كبيراً للمصريين في الأشهر الأولى من المواجهات أكثر من 15 ألف جندي مصري سقطوا في خندق الدفاع عن الثورة اليمنيةمن (55000 ) جندي كانوا في اليمن قمة الإسكندرية بين مصر والسعودية ومؤتمر أركويت مهدت لانسحاب القوات المصرية من اليمن فشل مؤتمري خمر وحرض عجل بهزيمة الملكيين واعتراف السعودية بالنظام الجمهوري اعتقال الارياني والعمري ونعمان في مصر أكثر من عام لمحاولاتهم التفاوض مع الملكيين
حين اختلف السلال مع (الارياني والعمري ونعمان) احتجزته القاهرة .. وحين مال الثلاثة للمصالحةاعتقلهم ناصر طول أمد الحرب ونكسة حزيران واتضاح المؤامرة الإسرائيلية على العرب عجل بتصالح ناصر والسعودية ومهد للانسحاب استغل الملكيون انسحاب المصريين لحسم المعركة - رغم بوادر المصالحة- فكتبوا نهايتهم استغلت إسرائيل انشغال ناصر باليمن فقدمت أسلحة ومرتزقة وجسرا جويا لإنهاكه
.. هذه الصفحات الشيقة هي (حكاية حرب وثأر بيننا وبين الاستعمار) كما تَغنَّى ذائع الصيت عبدالحليم حافظ قبل نصف قرن!! في تفاصيلها قصة مارد اسطوري هب من مصر الكنانة ليتجاوز حدود الدعم إلى التحام الدم بطل هذا الدعم زعيم خالد ووجهته شعب يمني بائس أراد إسماع أنينه للدنيا بأسرها انتفض على قرون البؤس واليأس، الظلم والظلام ، الجهل والفقر والمرض والعزلة التامة شعب خرج ليدافع عن حقه في حياة حرة كريمة وإطلالة على وهج العصر كباقي شعوب الأرض!! شعب تمسك بأهداب المستحيل ليخرج من ظلمة قبر .. ظن أن العالم سيصغي لجلجلته وعدالة مطلبه .. تلفت يمنة ويسرة - شرقا وغربا - كي يرى حجم التعاطف البشري معه .. لكنه في لحظة خذلان تاريخية وجد نفسه إزاء مؤامرة ضخمة استهدفت (عبدالناصر) وثورة يتيمة تكالب عليها العالم، وحرية مغدورة لم يدعمها غير (عبدالناصر) في محور مصري - سوري - صيني - سوفيتي - قاوم حتى النصر. وحده قائد سلاح الجو الأردني أدرك مرارة الخذلان وخطيئة التآمر فألقى بطائرته بين يدي عبدالناصر متجها إلى القاهرة بعد أن كانت وجهته صنعاء لضرب ثوارها. ووحدها إسرائيل أيضا اهتبلت الفرصة حين وجدت حرب اليمن قد أدخلت عدوها القومي اللدود في مستنقع منهك .. وللإمعان في إنهاكه هيأت العدة والعتاد وجسرا جويا سريا في جيبوتي ومرتزقة أوروبيين بلا حصر، لنصرة الملكيين .. لتلتهم على غفلة من العرب كعكة سيناء على وقع نكسة حزيرانية مشؤومة أخرجت عبدالناصر نازفا من اليمن. ليتنفس الملكيون الصعداء فقاتل الثوار وحدهم.. ولسان حالهم يقول (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة) وهاكم التفاصيل: هيئة التحرير
❊ .. كان للدور المصري في مساندة وإنجاح ثورة 26 سبتمبر الأثر األفاعل، الذي بفضله صمدت الجمهورية وانتصرت على المحاولات الملكية المستميتة التي كانت تتفوق على الجمهوريين لوجستيا وماديا وعددا وعتادا.. وتنوع الحضور المصري فكان لمصر دور رائد في إعداد المناضلين اليمنيين عسكرياً وسياسياً وتنظيمياً وروحياً. كما لعبت دوراً محورياً في دعم وتوجيه الحركة الوطنية للثورة اليمنية.. وقدمت مصر قوافل كبيرة من الشهداء الذين سقطوا في حرب الدفاع عن الثورة والجمهورية طيلة سبع سنوات خسرت فيها أكثر من 15 ألف جندي. قبل بداية المد المصري لدعم الثورة في اليمن تردد الرئيس عبدالناصر حينها كثيرا في إرسال قوات مصرية إلى صنعاء لمساندة الجمهورية رغم محاولات عبدالرحمن البيضاني المتكررة من خلال خطة قدمها للمسؤولين المصريين للإطاحة بالنظام الملكي.. لكن وبعد نجاح ثورة 26 سبتمبر وإعلان قيام الجمهورية وفرار البدر من العاصمة صنعاء إلى مدينة حجة وافق عبدالناصر على إسناد الثورة والجمهورية. ففي 30 سبتمبر1962مم وصل العميد المصري علي عبدالخبير على متن طائرة لتقييم الموقف وتقدير احتياجات مجلس قيادة الثورة اليمني. وعلى الفور تقرر إرسال كتيبة قوات الصاعقة المصرية، وكانت مهمتها العمل على حراسة عبدالله السلال، ووصلت هذه الكتيبة إلى مدينة الحديدة في 5 أكتوبر.
دوافع استراتيجية ❊ برزت عوامل عديدة لمصر لدعم الثورة اليمنية كما يقول السير أنتوني نتنغ) في كتاباته عن سيرة حياة عبدالناصر دفعت الرئيس جمال لإرسال قوات مصرية إلى اليمن. ومن بين هذه الأسباب انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة عام 1961م. وكان عبدالناصر يريد استرجاع هيبته بعد انفصال سوريا. ويرى أن انتصارا عسكرياً سريعاً وحاسماً يمكن أن يعيد له قيادته للعالم العربي. وكانت لعبدالناصر سمعته المعروفة كمعاد للاستعمار كما كان يريد طرد البريطانيين من جنوب اليمن ومن ميناء عدن الاستراتيجي المطل على مضيق باب المندب. فيما قال مؤلف كتاب «اليمن، الحرب المجهولة» دانا آدمز شميدت - أن عبدالناصر كان ينوي في البداية انتظار سقوط الإمام أحمد والعمل مع الإمام بدر. ولكن كانت العلاقات العدائية بين عبدالناصر والإمام واضحة في قصيدة كتبها الإمام هاجم فيها الاشتراكية عام 1961م. فرد عليه عبدالناصر عبر إذاعة صوت العرب.
عبدالناصر والفرصة السانحة ❊ ويسرد اللواء محمود عادل أحمد في كتابه الذي نُشر عام 1992م بعنوان «ذكريات حرب اليمن 1962م-1967م». أن مجلس قيادة الثورة في مصر ناقش في 29 سبتمبر 1962م قرار إرسال قوات مصرية لردع الممالك العربية التي تحاول إجهاض الثورة اليمنية والموافقة عليه واتخاذ الاجراءات الكفيلة بالتسريع في تقديم الدعم للثورة اليمنية. وكتب المؤرخ السياسي والاعلامي الكبير والصديق المقرب من عبدالناصر - محمد حسنين هيكل - في كتاب «لمصر لا لعبدالناصر»، أنه تناقش مع عبدالناصر في موضوع دعم الثورة في اليمن وكانت وجهة نظره أن وضع ثورة السلال لا يمكنها من احتواء العدد الكبير من القوات المصرية التي سترسل إلى اليمن لدعم نظامه. وإنه من الأفضل التفكير في إرسال متطوعين عرب من جميع أنحاء العالم العربي للقتال بجانب القوات الجمهورية اليمنية. وقد ضرب هيكل مثال الحرب الأهلية الإسبانية للتطبيق في اليمن. ولكن عبدالناصر رفض وجهة نظره وكان مصراً على ضرورة حماية الحركة القومية العربية وكان عبدالناصر يعتقد أن لواء من القوات الخاصة المصرية مصحوباً بسرب من القاذفات المقاتلة يمكنه أن يحمي الجمهوريين في اليمن. حيث كان جمال عبدالناصر يتطلع إلى تغيير النظام اليمني منذ عام 1957م، وفي يناير من عام 1962م وجد ألفرصة سانحة لتحقيق تطلعاته وذلك بدعم حركة الضباط الأحرار اليمنيين بالإيواء والمال وعلى موجات إذاعة صوت العرب. ومن بين الأسباب التي أدت بعبدالناصر إلى إرسال القوات المصرية إلى اليمن ايضا تأثير دعمه لحرب تحرير الجزائر من سنة 1954 إلى سنة 1962م. وفتور علاقاته من بريطانيا وفرنسا بسبب دعمه للجزائريين وجهوده لتقويض حلف بغداد الذي أدى سقوطه إلى سقوط الملكية في العراق عام 1958م. وحينها نُسب إلى وزير الدفاع المصري - المشير عبدالحكيم عامر - قوله أن وجود جمهورية على أرض اليمن هو أمر حيوي بالنسبة لمصر لضمان السيطرة على البحر الأحمر من قناة السويس إلى مضيق باب المندب. أدرك عبدالناصر خلال ثلاثة أشهر من إرساله القوات إلى اليمن أن الأمر يتطلب أكثر مما توقع. وفي بدايات عام 1963م وجد نفسه مضطراً لإرسال المزيد من القوات. لدعم الثوار مع يقينه بالخلافات التي بدأت بالنشوب بين معسكر السلال وشيوخ ألفبائل المؤيدين للثورة لا سيما الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر شيخ مشايخ قبائل حاشد صاحبة الدور الكبير في المعارك، وكان عدد القوات أقل من 5,000 جندي في أكتوبر عام 1963م وبعد شهرين ارتفع عدد القوات النظامية هناك إلى 15,000وفي نهاية عام 1963م، بلغ عدد القوات 36,000 جندي ليصل في نهاية 1964، إلى 50,000 جندي مصري في اليمن وبلغ العدد ذروته في نهاية عام 1965 حيث تجاوز عدد القوات المصرية الــس55,000 جندي مصري تم تقسيمهم إلى 13 لواء مشاة ملحقين بفرقة مدفعية، فرقة دبابات والعديد من قوات الصاعقة وألوية المظلات. وقد أرسل السفير أحمد أبو زيد - الذي كان سفير مصر إلى المملكة المتوكلية اليمنية من سنة 1957م إلى سنة 1961م - العديد من التقارير الهامة عن اليمن التي لم تصل إلى وزارة الدفاع المصرية ويبدو إنها ظلت مدفونة في أدراج وزارة الخارجية. فقد حذر السفير المسؤولين في مصر - بمن فيهم المشير عبدالحكيم عامر - أن القبائل اليمنية صعبة المراس ولا تملك أي إحساس بالولاء أوالانتماء للوطن. وعارض السفير إرسال القوات المصرية واقترح دعم الضباط الأحرار اليمنيين بالمال والسلاح. وحذرهم بأن السعوديين سيغرقون اليمن بالمال لتأليب القبائل ضد الثورة.
انعدام الخرائط ❊ كان القادة الميدانيون المصريون يعانون من انعدام الخرائط الطوبوغرافية مما سبب لهم مشكلة حقيقية في الأشهر الأولى من الحرب. فلم يستطع القادة وضع الخطط للعمليات العسكرية أو إرسال التقارير الدورية أو الإبلاغ عن الخسائر بدون الإحداثيات الدقيقة للمواقع. وكانت لدى وحدات القتال خرائط تستخدم فقط للملاحة الجوية. وقد أقر مدير المخابرات العامة المصرية صلاح نصر أن المعلومات عن اليمن كانت شحيحة. ولأن مصر لم يكن لديها سفارة في اليمن منذ سنة 1961م، فقد طلبت معلومات من السفير الأمريكي في اليمن ولكن كل ما أرسله في تقريره كانت معلومات عن الاقتصاد اليمني. وكان نقص الخرائط الكافية وعدم معرفة المصريين بأرض المعركة يؤدي إلى استمرار بقاء القوات المصرية في مستنقع اليمن. وكان من بين القادة الذين تم إرسالهم لتنفيذ «العملية 9000» - وهو الاسم الذي أطلقه قادة الجيش المصري على حرب اليمن - لواء مصري واحد من أصل يمني من قبيلة بني سند اسمه طلعت حسن علي. وكان هذا اللواء هو الوحيد الذي يمكن أن يكون له معرفة باليمن.
دور القوات الجوية ❊ ومنذ عام 1962م إلى نهاية الحرب، أدرك قادة الأركان العامة المصرية أهمية الجسر الجوي. ولم يدرك المصريون تأثيره جيداً في اليمن حتى أكتوبر من عام 1963م. في هذا الوقت، كان الزعيم الجزائري أحمد بن بلة متورطاً في حرب الرمال مع المملكة المغربية الموالية للولايات المتحدة على قطعة أرض في الصحراء الكبرى أعطيت للجزائر بعد طرد الاحتلال الفرنسي. وكان الجزائريون يمتلكون جيشا يعتمد تكتيكات حرب العصابات في مواجهة قوات مسلحة تقليدية. وطلب بن بلة المساعدة من عبدالناصر التي جاءت في صورة كميات ضخمة من الدبابات والعتاد الذي جاء عن طريق البحر والجسر الجوي، والتي جاءت على حسب كلام نتنغ بسرعة وكفاءة عالية من الجيش المصري ومكنت هذه المساعدات الجزائريين من الاحتفاظ بقطعة الأرض المتنازع عليها. في يناير 1964م، قام الملكيون بحصار العاصمة اليمنية صنعاء. فقامت ناقلات الأنتونوف إيه إن - 12 المصرية بعمل جسر جوي لنقل أطنان من الطعام والوقود إلى العاصمة المحاصرة. وقدر المصريون تكاليف تجهيز القوات المصرية (الجمهورية) بملايين الدولارات وبالإضافة إلى ذلك فقد قامت موسكو بتجديد مطار الروضة الحربي خارج صنعاء. فقد رأى القادة السياسيون السوفييت أنها فرصة لكسب موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية ولذلك قاموا بتدريب المئات من الطيارين الحربيين المصريين للخدمة في حرب اليمن.
موقف قائد سلاح الجو الأردني ❊ في أثناء الحرب، قامت المملكة العربية السعودية والأردن بعقد اتفاقية للدفاع المشترك والتعاون العسكري عُرفت باتفاقية الطائف. وبسبب حوادث لجوء بعض الطيارين السعوديين إلى مصر لرفضهم قصف المواقع المصرية في اليمن،لجأ السعوديون إلى الأردن للقيام بالغارات الجوية. وبالفعل ذهب وفد عسكري أردني إلى السعودية يرأسه قائد الجيش حابس المجالي ومعه قائد سلاح الجو سهل حمزة للاتفاق على تفاصيل الضربة الجوية التي سيقوم بها طيارون أردنيون. وكانت الأهداف التي يجب ضربها مطارات صنعاء، الحديدة، وتعز، وتدمير الطائرات والمعدات الموجودة، السفن المصرية في البحر الأحمر المتجهة والعائدة من اليمن، إذاعة صنعاء، محطة الاتصالات اللاسلكية، قلعة حجة، إذاعة تعز، وميناء الصليف شمال مدينة الحديدة. وبسبب طول المسافة وصغر سعة خزان وقود الطائرات، فقد تم الاتفاق على ضرب الأهداف ثم الاتجاه إلى القاعدة العسكرية البريطانية في عدن لإعادة التزود بالوقود وإكمال تسليح الطائرات وفي طريق العودة يتم ضرب أهداف أخرى. وفي أثناء زيارة الوفد العسكري غادر قائد سلاح الجو الأردني - سهل حمزة - الرياض إلى عمان بدون إبداء الأسباب وكان في نيته مقابلة العاهل الأردني لمناقشته في جدوى الأمر. وعندما لم يستطع مقابلته. قرر التوجه بطائرته إلى القاهرة لمقابلة عبدالناصر. وقد ذكر سهل حمزة في أحد الأحاديث الصحفية أنه فكر في الأمر وتوصل إلى أنه إذا رفض القيام به فسيقوم غيره بالمهمة، وإذا امتثل فهو «عار له ولبلده»
مصلحة إسرائيل في الحرب ❊ كانت حرب اليمن فرصة لإسرائيل لأنها أجلت خطط المصريين العسكرية لتقوية وضعهم في سيناء، وحولت انتباه جيشهم إلى نقطة أخرى. وقد كتب هيكل أن إسرائيل قامت بإعطاء شحنات من الأسلحة كما أقامت اتصالات مع المئات من المرتزقة الأوروبيين الذين يقاتلون بجانب الملكيين في اليمن وقامت إسرائيل بإنشاء جسر جوي سري بين جيبوتي وشمال اليمن. وأعطت الحرب الفرصة للإسرائيليين لمراقبة وتقييم التكتيكات الحربية المصرية وقدرتها على التكيف مع ظروف المعارك.
القوات الملكية اليمنية وحلفاؤها الدعم السعودي الايراني ❊ في عام 1963م دعمت السعودية القبائل اليمنية الموالية للملكيين بالسلاح، عبر تأجير المئات من المرتزقة الأوروبيين وإنشاء محطة إذاعية خاصة بهم. وقامت باكستان ببيع بنادق للملكيين وكانت قد رأت فيها فرصة للتكسب من الحرب. وقامت إيران بدعم الملكيين بالمال فقد وجد الشاه محمد رضا بهلوي أنه يجب عليه دعم الإمام محمد البدر حميد الدين الشيعي الزيدي. وسمح البريطانيون بمرور قوافل السلاح عبر أراضي أحد حلفائهم في ما كان يسمى الجنوب العربي وهو شريف بيحان الذي كان تحت حماية الإدارة البريطانية في عدن. وقامت الطائرات الحربية البريطانية بعمليات نقل جوية لإعادة إمداد قوات الإمام. وقام البدر بتشكيل جيشيين - واحد تحت قيادة الأمير حسن في الشرق والثاني تحت قيادته في الغرب. وسيطر الجيشان على معظم شمال وشرق اليمن، بما فيه حريب ومارب. ولكن عاصمة الشمال، صعدة - التي كانت تعطي للإمام طريقا استراتيجيا هاما للعاصمة صنعاء - كانت تحت سيطرة الجمهوريين. وكانت هناك مناطق مثل مدينة حجة، حيث كان الملكيون يسيطرون على الجبال بينما سيطر المصريون والجمهوريون على المدينة وقلعتها. وقد تم إرسال مرتزقة من فرنسا، بلجيكا، وإنجلترا، ، لمساعدة الإمام في التخطيط للحرب، التدريب وإعطاء القوات غير النظامية التابعة للإمام القدرة على الاتصال بالسعوديين وفي ما بينهم. كما قام أولئك المرتزقة بتدريب رجال القبائل على استخدام الأسلحة المضادة للدبابات مثل المدفع عيار 106 مليمتر، وكيفية زرع الألغام. وقدرت المصادر المصرية عدد المرتزقة بخمسة عشر ألف مرتزق. وكانت تكتيكات الملكيين محصورة في أساليب حرب العصابات لعزل القوات التقليدية المصرية عن الجمهورية العربيه اليمنية، والقيام بهجمات على خطوط الإمداد.
ثلاثة محاور ❊ قسمت قيادة الأركان العامة المصرية حرب اليمن إلى ثلاثة أهداف عملياتية. الأول كان الشق الجوي، وبدأ هذا الشق بطائرات تدريب قامت بعمليات تمشيط كما قامت أيضاً بحمل القذائف وانتهى بثلاثة أسراب من القاذفات المقاتلة، تمركزت بالقرب من الحدود اليمنية السعودية. وقام المصريون بطلعات جوية على طول ساحل تهامة وفي مدن نجران وجازان . وكان هدف هذه الطلعات قصف تشكيلات الملكيين الأرضية وتعويض قلة التشكيلات المصرية على الأرض بالقوة الجوية. وبجانب الغارات الجوية المصرية، كان الشق العملياتي الثاني هو السيطرة على الطرق الرئيسية المؤدية للعاصمة صنعاء والطرق التي تربطها بالمدن والقرى الرئيسية. وكانت حملة «رمضان» هي أكبر هجوم نُفذ من أجل هذا الشق العملياتي الذي بدأ في مارس 1963م حتى فبراير 1964، وركز على فتح وتأمين الطرق من صنعاء إلى صعدة في الشمال، وطريق صنعاء-مارب في الشرق. وكانت نتيجة نجاح المصريين أن الملكيين سيتخذون الهضاب والجبال ملجأ لإعادة التجمع والقيام بالكر والفر. فيما كان الشق العملياتي الثالث هوإخضاع القبائل وإغراؤهم لتأييد الجمهوريين. وتطلب ذلك إنفاق أموال كثيرة لإمداد القبائل بالمساعدات بل ورشوة زعماء القبائل. ومع حلول العام 1967م، تمركزت القوات المصرية في مثلث الحديدة - تعز - صنعاء للدفاع عنه. وقامت بعمل طلعات جوية لقصف جنوب المملكة العربية السعودية وشمال اليمن. وقد أراد عبدالناصر انسحاباً متزامناً للقوات المصرية والسعودية من اليمن لحفظ ماء الوجه. ولكن هذا الانسحاب جاء عند اندلاع حرب يونيو 1967م، عندما قامت إسرائيل بهجوم جريء على ثلاث دول عربية هي مصر، سوريا، والأردن. وبعد نكسة 67، بدأ العرب في الاتحاد ضد إسرائيل. وقد أعطى ذلك عبدالناصر ألفرصة للخروج من اليمن في قمة الخرطوم. ومن سنة 1968م إلى سنة 1971م، انسحبت مصر والسعودية والمرتزقة من اليمن.
حملة رمضان ❊ بدأت حملة رمضان في فبراير 1963م عندما وصل المشير عبدالحكيم عامر وأنور السادات إلى صنعاء. وقد طلب عبدالحكيم عامر من القاهرة مضاعفة عدد القوات الموجودة إلى 40,000 جندي ووصل منهم 5,000 كدفعة أولى. وفي 18 فبراير تحركت فرقة من 15 دبابة، عشرين عربة مدرعة، 18 شاحنة، والعديد من سيارات الجيب من صنعاء متجهة إلى صعدة في الشمال. وتبعتها العديد من القوات. وبعد بضعة أيام، توجهت فرقة أخرى يتقدمها 350 جنديا في دباباتهم وعرباتهم المدرعة من صعدة إلى مارب في الجنوب الغربي. ولم تتجه ألفرقة الأخيرة إلى مارب مباشرة. بل قاموا بالعبور إلى صحراء الربع الخالي داخل الأراضي السعودية حيث تم تجهيزهم بواسطة جسر جوي ثم توجهوا إلى الغرب. وفي 25 فبراير احتلوا مارب ثم حريب في 7 فبراير. وقد فشلت قوة ملكية من 1,500 رجل تم جمعهم في نجران في وقف الهجوم عند خروجه من صعدة. وقد هرب قائد الملكيين في حريب إلى بيحان.
معركة العرقوب ❊ وفي معركة العرقوب، التي تقع على بعد 25 ميل جنوب شرق العاصمة صنعاء، قام 500 ملكي يقودهم الأمير عبدالله بالهجوم على موقع مصري على قمة أحد الهضاب، وكان الموقع يحرسه ست دبابات سوفيتية من نوع تي-54، دستة من العربات المصفحة، ومدافع آلية. فقام المصريون بالرد على الهجوم بالمدفعية وقذائف المورتر وطائرات التمشيط. بينما قام الملكيون بالرد بالبنادق، وقاذف مورتر واحد معه عشرين قذيفة ومدفع بازوكا معه أربعة قذائف. واستمرت المعركة أسبوعاً كلفت المصريين ثلاث دبابات، سبع عربات مدرعة و160 قتيلاً. ولكن المصريين كانوا في مواقع تمكنهم من منع الملكيين من الإمدادات في الجبال شمال وشرق صنعاء. وفي أبريل قرر الملكيون تطبيق تكتيكات جديدة، ومنها الحصول على الإمدادات بالدوران حول المواقع التي يحتلها المصريون باستخدام الجمال بدلاً من الشاحنات لعبور الجبال والوصول لمواقعهم شرق صنعاء. ويمكن لقوافل الجمال أن تدخل الربع الخالي من بيحان إلى اليمن شمال مارب. وقد تقرر أيضاً تكثيف عمليات الملكيين شرق الجبال بواسطة ثلاثة «جيوش». وفي نهاية أبريل، بدأ الملكيون في استعادة قوتهم واسترجعوا بعض المواقع التي أخذها منهم المصريون في الجوف
حملة حرض ❊ في 12 يونيو، قام 4,000 جندي من قوات المشاة المصرية مدعمون بالجيش الجمهوري والمتطوعين من محمية عدن بمهاجمة مدينة بيت عذاقة التي تقع على بعد 30 ميلاً غرب صنعاء حيث تمتد جبهة يقودها الأمير عبدالله من طريق الحديدة عبر مدينة كوكبان إلى جنوب حجة. وخلال يومين، تقدم الهجوم حوالي 12 ميلاً، قبل أن يتم صدهم بهجوم ملكي مضاد. وقد اعترف الملكيون بمقتل 250 من جانبهم. ثم هاجم الجمهوريون مدينة السودة، 100 ميل شمال غرب صنعاء. وقد استغلوا قلة شعبية الأمير عبدالله بين القبائل لشراء شيوخها ودخلوا المدينة بلا مقاومة. ولكن بعد مرور شهر، بعثت القبائل بمندوبين للبدر يطلبون العفو ويطلبون منه المال والسلاح لقتال المصريين. وارسل البدر قوات جديدة واستطاع استعادة المناطق المحيطة بالمدينة ولكن ليس المدينة نفسها. وفي 15 أغسطس، قام المصريون بهجوم من قاعدتهم الشمالية الغربية الرئيسية في حرض. وكان عدد القوات يصل إلى 1,000 جندي مصري يصاحبهم 2,000 جندي جمهوري. وكانت الخطة - على حسب رواية المخابرات البريطانية - هي قطع الطريق الجبلي الذي يبلغ طوله 35 ميلاً ويربط بين الخوبة على الحدود السعودية ومقر قيادة البدر في جبال القارة، ثم بعد ذلك قسم القوات إلى قسمين، تتحرك واحدة إلى الشرق إلى مقر قيادة البدر والأخرى تتجه إلى الشمال الشرقي عبر الطريق الجبلي إلى الحدود السعودية تحت جبال رازح. وبداً المصريون تحركهم عبر وديان حرض وتعشر. وفي عصر يومي السبت والأحد هطلت الأمطار بغزارة وغرزت آلياتهم المكونة من 20 دبابة وحوالي 40 عربة مدرعة في الوحل. ولم يهاجمهم الملكيون حتى فجر الإثنين. وغادر البدر مقر قيادته في الثالثة فجراً مع 1,000 من رجاله للقيام بهجوم مضاد في مضيق تعشر، بينما هاجم الأمير عبدالله وادي حرض.
تنسيق التحركات ❊ وفي هذه الأثناء، خطط المصريون لتحرك منسق من صعدة إلى الجنوب الغربي، تحت جبال رازح، للانضمام مع القوة القادمة من حرض. وقد اعتمدوا على احد مشأخ القبائل الذي كان من المفروض أن تنضم قواته إلى 250 من قوات المظلات المصرية. ولكنه لم يحضر لاستقبال المظليين. فاضطروا إلى العودة إلى صعدة وسقط بعضهم بنيران قناصة الملكيين. وبعث البدر بمبعوثين ورسائل لاسلكية في جميع أنحاء البلاد يطلب فيها الدعم. وطلب حضور قوات الاحتياط التي تتدرب في الجوف. وقد وصلت هذه القوات على شاحنات تحمل مدافع عيار 55 و 57 مليمتر ومدافع مورتر عيار 81 مليمتر بالإضافة إلى مدافع آلية ثقيلة بعد 48 ساعة. وقاموا بضرب الصفوف المصرية الغارقة في الوحل داخل الوادي بالمدافع. وقد أعلن الملكيون فيما بعد أنهم دمروا 10 دبابات مصرية و نصف عرباتهم المدرعة. كما نفذوا هجومين آخرين أحدهما على جهينة وقتلوا العديد من ضباط الأركان. والثاني كان محاولة لقصف صنعاء من قمم أحد الجبال القريبة. وقد شارك في هذه العملية خبراء بريطانيون ومرتزقة فرنسيون وبلجيكيون من كاتانغا. قاموا بهجمات خاطفة أخرى من ضمنها غارات على الطائرات والدبابات المصرية في مطار صنعاء الجنوبي وهجوم بقذائف المورتر على أماكن معسكرات المصريين والجمهوريين في تعز. كما قام الملكيون بإجهاض أربع محاولات مصرية لفتح طريق مباشر إلى جبال رازح بين ديسمبر 1964 وفبراير 1965. وقد خفت حدة هذه المحاولات المصرية تدريجياً، وفقد المصريون 1,000 جندي ما بين قتيل وجريح وأسير.
طرق شاقة ❊ وكان خط المواصلات المصري من صنعاء إلى مارب يتخذ طريقاً غير مباشر حيث يمر بعمران ثم وادي الخيران حيث يتفرع إلى الشمال الشرقي إلى حرف سفيان. ومن حرف سفيان يتحول جنوباً إلى فرح ثم إلى الجنوب الشرقي إلى وادي الحميدات، المطمة، والحزم. ومن الحزم إلى الجنوب الشرقي إلى مارب وحريب. وتمر القوافل العسكرية المصرية من هذا الطريق مرتين في الشهر. لأن الملكيين أغلقوا الطريق المباشر عبر الجبال بين صنعاء ومارب. وكان هدف الملكيين تحت قيادة الأمير محمد هو قطع هذا الخط لإجبارهم على الانسحاب. وخططوا للتغلب على الحاميات العسكرية المنتشرة على الطريق وإنشاء مواقع لقطع الطريق على المصريين. وقد نسقوا مع قبيلة نهم التي كانت تتظاهر بالتحألف مع المصريين لمساعدتهم على عبور طريق الجبال عبر وادي الحميدات. ووعد الملكيون قبيلة نهم بإعطائهم الغنائم. وقد شعر المصريون بأنه يوجد لهم مخطط لأنهم قاموا بإرسال طائرة استطلاع إلى المنطقة قبل الهجوم بيوم. وقد قام الملكيون ينصب رشاشات عيار 75 مليمتر ومدافع مورتر على الجبل الأسود والجبل الأحمر المشرفين على الوادي. وفي 15 أبريل، بعد أن عبرت آخر قافلة مصرية، قام الملكيون بهجوم مفاجئ.. وقامت الرشاشات على الجبلين الأسود والأحمر بفتح النار، وخرج رجال قبيلة نهم من وراء الصخور. ثم خرجت جنود الأمير محمد. وكانت هذه العملية الملكية منسقة باللاسلكي لأول مرة. وقد استسلم بعض الجنود المصريين بلا مقاومة، وهرب آخرون إلى الشمال. ولكن قام الجانبان بإعادة التعبئة والتسليح وتحولت المعركة ما بين حرف سفيان والحزم. وفي هذه الأثناء، قام الأمير عبدالله بن حسين بغارة على المواقع المصرية في الأعروش شمال شرق صنعاء، وهاجم الأمير محمد بن محسن المصريين بخمسمائة رجل غرب الحميدات، وضرب الأمير الحسن بالقرب من صعدة وتحرك الأمير حسن بن الحسين من جماعة غرب صعدة، إلى موقع يمكنه من ضرب المطارات المصرية بمدافع المورتر. واستسلم خمسون مصرياً في المطمة بالقرب من الحميدات. واضطر المصريون بعد ذلك إلى إمداد الحاميات في الطرق الجبلية التي كان عددها يتراوح بين 3,000 و 5,000 جندي مصري عن طريق الجو.
قمة الإسكندرية ومؤتمر الكويت ❊ في سبتمبر 1964، تقابل عبدالناصر والملك فيصل في مؤتمر القمة العربية بالإسكندرية. وكان لايزال في اليمن 40,000 جندي مصري فيما قُتل 10,000 جندي آخر. وفي البيان الختامي للقمة تقرر المساهمة في حل الخلافات بين مختلف ألفصائل اليمنية.والعمل سوياً لوقف القتال المسلح في اليمن.والوصول إلى حل بالطرق السلمية. وفي 2 نوفمبر من نفس العام عُقد مؤتمر سري في أركويت بالسودان. وأعلن المتحاربون وقفاً لإطلاق النار يسري مفعوله الساعة الواحدة من ظهر يوم الإثنين 8 نوفمبر. وفي 2 و 3 نوفمبر، تناقش 9 مندوبون من الطرفين ومعهم ملاحظان مصري وسعودي حول شروط الاتفاق. وتم الاتفاق على عقد مؤتمر موسع يحضره شيوخ القبائل في 23 نوفمبر. وكان المؤتمر بالنسبة للملكيين نواة مجلس نواب سيقوم بتعيين لجنة تنفيذية مؤقتة تتكون من اثنيين من كل طرف بالإضافة إلى شخص محايد، لحكم البلاد مؤقتاً تمهيداً لأجراء استفتاء عام لتحديد طبيعة نظام الحكم ملكي أم جمهوري. وتقرر تنحية السلال والبدر من أي مناصب رسمية. ولكن المصريين قاموا بقصف بعض المواقع الملكية يوم 4 نوفمبر، فتأجل المؤتمر الموسع إلى يوم 30 نوفمبر ثم إلى أجل غير مسمى. وتبادل الجمهوريون والملكيون الاتهامات لعدم الحضور.
دور الاذاعة الملكية ❊ حاولت الإذاعة الملكية إثارة الشقاق بين الجمهوريين عن طريق وعدهم بالأمان بعد انسحاب القوات المصرية من اليمن. وقد وعد البدر أيضاً بتشكيل «نظام دستوري ديموقراطي» محكوم «بمجلس شعب ينتخبه شعب اليمن». وقد لبى عبدالناصر طلب عبدالله السلال عندما طلب منه الدعم العسكري فبعث له الجنود والسلاح على طائرة شحن من القاهرة. وبحلول شهر أغسطس، كان لدى الجمهوريين سبعة «جيوش»، يتراوح عدد مقاتلي كل جيش ما بين 3,000 و 10,000 مقاتل، ويصل مجموعهم ما بين 40,000 إلى 70,000 مقاتل. وكان يوجد حوالي خمسة أو ستة أضعافهم من رجال القبائل والقوات النظامية تحت قيادة الأمير محمد. وطبقاً للإحصاءات المصرية، وصلت خسائر مصر من القتلى إلى 15,194 مصرياً. وكانت الحرب تكلف مصر 500,000 دولار يومياً. فيما قتل من جانب الملكيين ٠٠٠،٠٤.
مؤتمر خمر ❊ قام رئيس الوزراء احمد محمد نعمان بدعوة القبائل من جميع ألفصائل إلى المصالحة الوطنية. وقال في دعوته التي بثت على إذاعة صنعاء أنه سيقابلهم في خمر لتحقيق «السلام من أجل شعب اليمن». وقال أنه سيرأس وفد الجمهوريين في المؤتمر وأن السلال سيبقى في صنعاء لإقناع البدر بحضور المؤتمرولكن لم يحضر البدر أو أي من قادته الكبار، بل حضر بعض من مشايخ القبائل الكبار المؤيدين للملكيين. وعين المؤتمر خمسة شيوخ قبائل وأربعة قيادات دينية في لجنة مكلفة بالمساعدة على الوصول لحل سلمي. وبارك عبدالناصر هذا المؤتمر الذي وعد فيه نعمان الملكيين بانسحاب القوات المصرية. وقالت إذاعة القاهرة أن المؤتمر هو «فجر عهد جديد» وقال السلال أن المحادثات كانت «ناجحة»، ومن جانب الملكيين قال البدر «أنه من الضروري إنهاء الحرب التي دمرت وطننا الحبيب بالمفاوضات السلمية بين اليمنيين».ولكن في أوائل يونيو عندما قال نعمان أن القوات المصرية ستغادر اليمن وسيحل محلها قوات جمهورية ملكية مشتركة. عارض الناصريون الاتفاق. وبعد أن سافر نعمان للقاهرة للاحتجاج لدى عبدالناصر، قام السلال بسجن سبعة وزراء مدنيين في إدارة نعمان. واستقال نعمان وكان تعليقه على الأمر أن «من الواضح أن السلال ورفاقه يريدون الحرب لا السلام». وعين السلال حكومة جديدة من 13 عسكريا ومدنيين.
قمة جدة ❊ كانت رحلة عبدالناصر إلى جدة في 22 أغسطس عام 1965 على متن مركبه الحرية هي أول رحلة له للملكة العربية السعودية منذ عام 1956 عندما قام بزيارتها للحج ومقابلة الملك سعود بن عبدالعزيز. وقد قام الملك فيصل بالترحيب به ترحيباً كبيراً. وخلال 48 ساعة توصل الإثنان إلى اتفاق كامل على انسحاب القوات المصرية من اليمن تدريجياً خلال عشرة أشهر ووقف كل المساعدات السعودية للملكيين.وتكوين مجلس يمني من 50 عضواً يمثلون جميع الفصائل اليمنية ويكون مكلفاً بتكوين حكومة انتقالية تمهيداً لاستفتاء عام لتحديد مستقبل اليمن.
مؤتمر حرض ❊ وفي 23 نوفمبر، التقى الجانبان في حرض. وكانت أول نقطة موضع النقاش هي اسم الدولة المؤقتة التي من المفروض أن تقوم حتى موعد الاستفتاء العام. وأراد كل من الجانبين فرض الدولة التي يريد، فالملكيون أرادوها مملكة اليمن والجمهوريون جمهورية اليمن. وقد تم تأجيل المؤتمر إلى ما بعد رمضان الذي كان سيبدأ بعد أسبوع.
اعتقال الارياني والعمري ونعمان ❊ وفي ذات الوقت كان هناك الكثير من الخلافات والمشاحنات بين عبدالله السلال وبين عبدالرحمن الإرياني، وحسن العمري، وأحمد محمد نعمان. فقرر عبدالناصر احتجاز السلال في القاهرة لمدة تصل إلى عشرة أشهر أو أكثر. ولكن عبدالناصر سمح له بالعودة في شهر أغسطس من عام 1966م ووصل السلال إلى مطار صنعاء في 13 أغسطس. وكان حسن العمري ينوي استقباله في المطار بالمدرعات ولكن اللواء طلعت حسن قائد القوات المصرية منعه من ذلك. فسافر قادة الجمهوريين إلى تعز وهم مصممون على إيجاد طريقة لإبعاد السلال واقترح بعضهم الذهاب إلى بيروت وإعلان الأمر في مؤتمر صحفي ووصل التفكير ببعضهم إلى اقتراح تصعيد الأمر للأمم المتحدة. ولكن الإرياني اقترح عليهم الذهاب إلى القاهرة لمقابلة الرئيس جمال عبدالناصر لعرض المشكلة عليه. ووصلوا إلى القاهرة يوم 18 سبتمبر. وقابلوا شمس بدران بدلاً من المشير عبدالحكيم عامر. وحدثهم شمس بدران بأنه توجد معلومات عن التخطيط لانفصال على غرار الانفصال السوري. وحدثت مشادة وانصرف الجميع إلى بيوتهم أو إلى السفارة اليمنية. ثم جاءت سيارات إلى أماكن إقامتهم لتقلهم لمقابلة عبدالحكيم عامر - ولكن في الحقيقة جاءت هذه السيارات لاعتقالهم. وقد بقوا معتقلين في مصر إلى ما بعد حرب سنة 1967م.
الانسحاب المصري من اليمن ❊ بحلول عام 1967م، تركزت القوات المصرية في مثلث الحديدة، تعز، وصنعاء للدفاع عنه. بينما قامت القوات الجوية بقصف مواقع في جنوب السعودية وشمال اليمن. وفي أغسطس، قام عبدالناصر باستدعاء 15,000 جندي لتعويض الجنود الذين فُقدوا في الحرب مع إسرائيل. وفي مؤتمر القمة العربية بالخرطوم الذي عُقد بعد الحرب، أعلنت مصر بأنها مستعدة لسحب قواتها من اليمن. واقترح وزير الخارجية المصري محمود رياض إعادة إحياء اتفاق جدة 1965م وقبل الملك فيصل الاقتراح، ووعد البدر بإرسال قواته للقتال مع مصر ضد إسرائيل. ووقع عبدالناصر والملك فيصل اتفاقية تنص على سحب القوات المصرية من اليمن ووقف المساعدات السعودية للملكيين وإرسال مراقبين من ثلاث دول عربية محايدة هي العراق، السودان، والمغرب. ورفض السلال الاتفاق واتهم عبدالناصر بخيانته. وقامت مصر بإعادة ممتلكات سعودية بقيمة 100 مليون دولار كانت قد جمدتها سابقاً، وتراجعت السعودية عن تأميم ثلاثة مصارف مملوكة لمصريين
انحسار شعبية السلال ❊ كانت شعبية السلال بين جنوده في انحسار، فبعد أن تعرض لمحاولة اغتيال بواسطة اثنين من جنوده، اتخذ حراسًا مصريين. كما أمر بالقبض على مدير الأمن العام عبدالقادر الخطري ووزير الداخلية الأهنومي بعد أن قامت الشرطة بإطلاق النار على محتجين تظاهروا أمام مقر القيادة المصرية يوم 3 أكتوبر عام 1967م لرفضهم حضور اللجنة العربية المكلفة بتحقيق السلام في اليمن التي رفض السلال الاعتراف بها. كما قام بحل الحكومة وقام بتعيين واحدة جديدة يتولى ثلاثة عسكريون الوزارات المهمة فيها. وتولى بنفسه منصبي وزير الدفاع والخارجية. وفي مصر قام عبدالناصر بإطلاق سراح ثلاثة قادة جمهوريين احتجزهم لأكثر من سنة لأنهم كانوا يريدون التفاوض مع الملكيين وهم القاضي عبدالرحمن الإرياني، أحمد محمد نعمان، وحسن العمري. وعندما قام السلال بزيارة القاهرة أوائل نوفمبر، نصحه عبدالناصر بالاستقالة والذهاب إلى المنفى. ورفض السلال نصيحة عبدالناصر وذهب إلى بغداد طالبًا الدعم من البعثيين. وبعد أن غادر القاهرة أرسل عبدالناصر إلى قواته تعليمات بعدم الوقوف أمام محاولة انقلاب كانت تجري ضد السلال. وهي المحاولة التي كللت بالنجاح في 5 نوفمبر.
حصار السبعين ❊ مثّل انسحاب القوات المصرية من اليمن بعد حرب سنة 1967م نقطة ضعف كبيرة في دفاعات وتماسك الجمهوريين. فقد أخذ المصريون معهم أسلحتهم الثقيلة. وانعكس اتجاه الجسر الجوي عائداً إلى القاهرة بدلاً من أن يمد صنعاء بالمؤن والسلاح. كما أن حركة 5 نوفمبر والانقلاب على السلال أثناء زيارته لبغداد أضعفت من موقف الجمهوريين وأثارت شكوك الدول الداعمة للجمهوريين في قدرتهم على الصمود. وقد تشكلت بعد الإطاحة بالسلال حكومة كان بعض أفرادها خارج اليمن أو خرجوا منها بعد تعيينهم. وعلى الجانب الآخر، كان الملكيون متفوقين عسكرياً من حيث العدة والعدد ويصاحبهم العديد من المرتزقة الأجانب. فقرروا محاصرة العاصمة صنعاء لحسم الموقف والقضاء على الجمهورية. ولكن الجمهوريين استعادوا تماسكهم وعينوا ألفريق حسن العمري رئيساً للحكومة كما حافظ على موقعه كقائد للجيش. وقد دام الحصار سبعين يوماً شهد معارك عديدة داخل المدينة وعلى أطرافها. وقد أحدث الطيران العسكري والمدني الجمهوري فارقاً كبيراً في المعركة. وقد ساندت الصين ومصر الجمهوريين عسكرياً واقتصادياً وبعثت سوريا بطيارين لقيادة الطائرات اليمنية المقاتلة التي كانت مكونة بالأساس من طائرات ميج-17. وأفادت بعض التقارير الغربية أن الاتحاد السوفيتي بعث بطيارين حربيين لمساندة الجمهوريين. وقد أدى انتصار الجمهوريين في معركة الحصار إلى نتائج عديدة منها اعتراف المملكة العربية السعودية في ما بعد بالجمهورية اليمنية. واكتمال انسحاب القوات المصرية من اليمن عام 1971م وصاحب الانتصار أيضاً خروج بريطانيا من الجنوب في ٠٣ نوفمبر عام 1967م. http://www.althawranews.net/portal/news-24218.htm | |
| | | | اليمن .. ظلمات عهد الإمامة بعيون أجنبية | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| Like/Tweet/+1 | زوار المنتدى بالأعلام
|
|