منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» المحاضرة الثالثة لمادة تاريخ الفكر السياسي
دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء أكتوبر 09, 2024 8:21 am

» المحاضرة الثانية لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:37 pm

» المحاضرة الأولى لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:29 pm

» برنامج محاضرات الفكر السياسي 1
دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:24 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:25 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي ماي 2024
دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:19 am

» امتحان مادة علم الاجتماع السياسي ماي 2024م
دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء مايو 15, 2024 9:33 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Empty
مُساهمةموضوع: دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي   دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Emptyالجمعة نوفمبر 16, 2012 6:23 pm

دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي
الأستاذة: زريـق نفيسـة
- جامعـة ﭭـالمة -

مقدمـــة: عرف مصطلح الإسلاموفوبيا انتشارا واسعا في العشرية الأخيرة، وهو مفهوم مركب من كلمتين: الإسلام وكلمة إغريقية الأصل "فوبيا" التي تستخدم عادة في ميداني التحليل النفسي والأمراض العقلية، وتعني حالة من الخوف المُبالغ فيه وغير المنطقي لظاهرة ما.
وإذا قبلنا أننا لا نتحكّم في المصطلحات وأن علينا استعمالها بالمعنى الذي يقرّه القاموس، فيجب أن نبحث في ظاهرة "وجود خوف شديد وغير منطقي ونوبات فزع من الإسلام والمسلمين".
ترتبط هذه الظاهرة - والتي تعني أيضا تفاقم العداء للإسلام والمسلمين- بتنامي المشاعر السلبية تجاه الإسلام والمسلمين ومقدساتهم في المجتمعات الغربية، ما شكل أساسا لانطلاق سلوكيات غربية مجحفة بحق الأطراف المسلمة.
أن هذا تنامي المطرد للظاهرة لم يكن ليعرف هذا الانتشار الواسع، لو لم يجد دعمه في الدور الذي لعبته وسائل الإعلام في الغرب، من خلال بث أو نشر كل ما قد يُحرض أو يسيء للإسلام والمسلمين من جهة، إلى جانب التدابير والإجراءات التي اتخذتها السلطات السياسية وتمس بالمسلمين وعقيدتهم من جهة أخرى .
لقد جاءت هذه المداخلة لتبحث عن الدور المزدوج، الذي لعبه الخطاب الإعلامي والسياسي الغربي في تأجيج ظاهرة الإسلاموفوبيا وتكريس العداء للإسلام والمسلمين، وهو ما يقود إلى طرح الإشكالية التالية:
إلى أي مدى ساهم الخطاب الإعلامي والسياسي الغربي في خلق وتأجيج مناخ إسلاموفوبي؟
وتحت هذا الإشكال يمكن إدراج العديد من التساؤلات:
- كيف ساهمت وسائل الإعلام في الغرب في تنامي الظاهرة ؟
- هل لعبت الإجراءات التي اتخذتها السلطات في الغرب دورا في تكريس العداء للمسلمين وعقيدتهم؟
- إذا سلمنا بحقيقة واقعة وهي أن الإسلام كدين يتعرض لهجمة شرسة ولا بد من الوقوف في وجهها، فما هو الدور الذي من المفروض أن يلعبه العالم الإسلامي في التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا؟

أولا: التعريف بالظاهرة.
تعرف ظاهرة الإسلاموفوبيا – أو الخوف من الإسلام الذي يؤدي إلى تكريس العداء- نموا مضطردا في كثير من المجتمعات الغربية بما فيها الأوروبية والأمريكية. وهي مجتمعات لم تكن معروفة بحساسيتها المفرطة اتجاه اختلاف لباس وسلوك المهاجرين عموما، وأصبحت الظاهرة من أبرز المسائل والقضايا التي تشغل مساحات واسعة من الاهتمام الغربي.
بل أكثر من ذلك تطورت ظاهرة العداء للإسلام منذ السنوات العشر الأخيرة، حيث تحولت من كتابات وتصريحات إعلامية يطلقها بعض خبراء الإرهاب المتشددين قبل تاريخ 11 سبتمبر، إلى قضية سياسية متداولة في الحملات الانتخابية، ثم إلى حركة سياسية جماهيرية.
إن تصاعد هذه الحركة اتجاه وجود المسلمين في الدول الغربية (أوروبا وأمريكا) يرجعه الكثير من المتتبعين إلى ربط المسألة بالموجة الإرهابية الكبيرة التي قادتها القاعدة وأخذت أبعادا تمييزية، دفعت الغرب للتصدي بالقوة للقادمين والمقيمين على حد السواء .
والإسلاموفوبيا هو مصطلح مكون من كلمتين: الإسلام وكلمة إغريقية الأصل تستخدم عادة في ميداني التحليل النفسي وطب الأمراض العقلية، وتعني بالضبط "حالة من الخوف المبالغ فيه وغير المنطقي أمام ظاهرة مّا تعتري شخصا معينا نتيجة خلل في شخصيته، تؤدي به إلى نوبات من الفزع الشديد، وقلق متواصل وتوجس من رجوعها ومحاولة لتفادي كل ما يؤدي إ ليها" ( ).
ولقد وضع مجلس أوربا قبل عامين، في تقرير أصدره عن "الإسلاموفوبيا وتأثيرها على الشبيبة" (2005) تعريفا أوليا للكلمة مفاده أن: "الإسلاموفوبيا، هي التخوف أو الأحكام المسبقة تجاه الإسلام والمسلمين وما يتعلق بهم، سواء تم التعبير عنه بالأشكال اليومية للعنصرية والتمييز أو في أشكاله الأكثر عنفا"( ).
ويعود لمنظمةThe Runnymede Trust غير الحكومية، الفضل في أول محاولة تعريف جدية للإسلاموفوبيا عام 1997، حيث حددت للتعريف المعايير الثمانية التالية( ):
1- اعتبار الإسلام جسما أحاديا جامدا قلما يتأثر بالتغيير،
2- اعتبار الإسلام متميز و "آخر" ليس له قيما مشتركة مع الثقافات الأخرى وهو لا يتأثر أو يؤثر بها.
3- اعتبار الإسلام دونيا بالنسبة للغرب. بربري وغير عقلاني، بدائي وجنسي النزعة.
4- اعتبار الإسلام عنيفا وعدوانيا ومصدر خطر، مفطور على الإرهاب والصدام بين الحضارات.
5- اعتبار الإسلام إيديولوجية سياسية لتحقيق مصالح سياسية وعسكرية.
6- الرفض التام لأي نقد يقدم من طرف إسلامي للغرب.
7- استعمال العداء تجاه الإسلام لتبرير ممارسات تمييزية تجاه المسلمين وإبعاد المسلمين عن المجتمع المهيمن.
8- اعتبار العداء تجاه المسلمين عادي وطبيعي.
وتتجلى هذه الظاهرة أي ظاهرة العداء للإسلام، في تلك التصرفات السلبية اتجاه المسلمين ومعتقداتهم ورموزهم الدينية. وتنعكس في الكثير من المسائل مثل منع ارتداء المسلمات الحجاب والنقاب في المدارس والمؤسسات الرسمية (فرنسا2004)، الرسومات المسيئة لنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم (الدانمارك، هولندا2006). وكذا موجة الاحتجاجات الواسعة التي عرفتها الكثير من الدول الغربية لمنع بناء المساجد (نيويورك والنمسا)، وتصل إلى حد الاعتداء الجسدي والاعتداء على أماكن العبادة والممتلكات والقبور.
وفي هذا الصدد رصدت منظمة التجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا « Collectif contre l’islamophobie en France” في تقرير لها أحصى حوالي 182 فعل إسلاموفوبي يغطي سنة كاملة (2003/2004)، تتراوح بين أفعال موجهة ضد الأفراد (شتائم، عنصرية، التهديد بالقتل، اعتداءات مسلحة) بنسبة 118 حالة، وأفعال أخرى حوالي 64 فعل استهدفت مؤسسات (اعتداء على مساجد ومقابر إسلامية، إلغاء مجموعة من الندوات حلو الإسلام لدواعي مختلفة، توقيف مجموعة من الأئمة) ( ).
وعلى الرغم من صعوبة إحصاء كل الحالات أو الأفعال خاصة تلك الموجهة ضد الأفراد إلا أنه يمكن الوقوف ـ حسب التقريرـ على استنتاجين اثنين حول الظاهرة:
الأول: يؤكد على أن نسبة 76 في المائة من حالات الاعتداء على الأشخاص كانت ضد النساء المحجبات (آخرها مقتل المصرية مروى الشربيني من طرف شخص ألماني الجذور ومعروف بمواقفه العنصرية) بما يعطي الانطباع أن الطرف المستهدف هو الحجاب كرمز ديني إسلامي.
والثاني: يُحمل الدولة الغربية ما يقارب نسبة60 في المائة من هذه الأفعال، ويضع مسؤوليها على رأس قائمة مصادر الاسلاموفوبيا.
ثانيا. في تداعيات الظاهرة:إن تصاعد الخوف من الإسلام في الغرب، ما نتج عنه تصاعد الحساسية اتجاه المسلمين وإصرار المجتمعات الغربية على رفض خصوصياتهم وتمايزاتهم بالتحديد، يمكن إرجاعه إلى العديد من الاعتبارات:

1/ الخلط بين مفهوم الإسلام والإرهاب:
لا تعد الانطباعات السلبية عن الدين الإسلامي شيئا جديدا داخل الغرب - كما أنها تعود إلى العصور الوسطى وليس إلى 11 سبتمبر 2001. وقد كشف عن ذلك بصورة واضحة في نهاية القرن العشرين من خلال أزمات مثل الثورة الإيرانية في1989 وقضية سلمان رشدي، التي أوحت بأن الإسلام يهدد المصالح الأمنية الغربية وقيما أساسية - مثل حرية التعبير( ).
إلا أنها ترسخت أكثر بعد الأحداث التي شهدتها الدول الغربية نفسها ابتداء من هجمات 11 سبتمبر 2001، وما تلتها من هجمات متكررة على دول أوروبية (فرنسا وبريطانيا). إلى جانب اختطاف الرعايا الغربيين واختطاف الطائرات. وموجة الطرود المشبوهة مؤخرا، التي كانت وجهتها العديد من الدول الغربية ومصدرها دولا إسلامية مثل اليمن.
هذه الأحداث كانت تنفذ باسم الإسلام ما أوحى للغرب الأوروبي والأمريكي بارتباط هذا الدين بالإرهاب والعنف، وتسرب وصف الجهاد -الذي تفاوتت استخداماته وكان موضع الأجندة الغربية- بالعنف والإرهاب( ).
2/ أن عداء الغرب للإسلام والمسلمين يجد ما يبرره في مقالات ودراسات أكاديميين غربيين أنفسهم سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية، ما ساهم في تعزيز فكرة الخوف من الإسلام:
شكلت عبارة الإسلام والغرب العنوان الرئيسي والقاسم المشترك للعديد من المؤلفات والندوات والنقاشات، التي تناولت العلاقة بين الإسلام والغرب وحركات الإسلام السياسي بالدراسة والتحليل. و لقد طرحت هذه الدراسات الكثير من النظريات الخاطئة عن تصادم الحضارات وعن تهديد الإسلام للهوية القومية الغربية، و إطلاق تكهنات تتحدث عن سيطرة المسلمين في العديد من المجالات و إمكانية لعبهم لدور مؤثر في صناعة القرار السياسي الغربي (بالتحديد في الولايات المتحدة الأمريكية مع بداية ق 21)، وتقديمهم لشخصية مسلمة للرئاسة الأمريكية، وهي كلها تكهنات تحريضية ضد التواجد الإسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية وتجدر الإشارة هنا إلى:
 مؤلف صامويل هنتجتون عن صدام الحضارات، الذي ورد فيه العديد من الأفكار تجعل من الإسلام أول الحضارات المرشحة للصدام مع الغرب. وحسبه أن يدور الصراع على طول حد الهوة الفاصلة بين الحضارتين الغربية والإسلامية. فالغرب في ذروة قوته يواجه غير الغرب) (، وعليه أن يتخذ كل الإجراءات الكفيلة بحماية الغرب (The west) ضد كل هؤلاء (The rest) ويقصد بهم الإسلام والمسلمين.
 كتاب جراهم فيلر وإيان لاسر الإحساس بالحضارة جيوبوليتكية الإسلام والغرب، وكتاب برنادرلويس جذور الغضب الإسلامي، الذي يقر فيه بأن الحرب بين الإسلام والغرب ستستمر لأن دوافعها التنافر الحضاري، وأن الإسلام في نظره لا يمكن أن يكون إلا ضد الحداثة الغربية بأعمدتها الثلاثة العلمانية الديمقراطية والرأسمالية الغربية.
 مقال لرناردلويس، لماذا يكرهوننا، كتاب Elie kedure الديمقراطية والثقافة السياسية العربية، والذي يرى صاحبه أن الإسلام يتعارض مع القيم السياسية الديمقراطية ( ).
 بالإضافة إلى الأدبيات التي تتحدث عن نظرية المؤامرة (مؤامرة إسلامية موجهة للغرب) وأن الغرب في حالة حرب مع الإسلام وعليه أن يدرس قانون الحرب عند هذا العدو، ومنها دراسة Troy.Sthomes عن أسرى الحرب في الإسلام. وتلك الصادرة في نوفمبر/ ديسمبر 1998 لرنارد لويس بعنوان التصريح بالقتل: إعلان أسامة بن لادن للجهاد، والتي يعلن من خلالها صاحبها أن الغرب له الحق في أن يدافع عن نفسه بكل الوسائل ضد تهديدات بن لادن( ).
وغيرها من الكتابات الغربية التي تتناول العلاقة بين الإسلام والغرب وغالبا ما تحمل شحنة مثيرة أو ذات طابع تحذيري من الخطر الإسلامي القادم نحو الغرب، وتؤكد جميعها أن العداء للإسلام والمسلمين يجد مبرره في مقالات ودراسات الأكاديميين أنفسهم.
3/ النمو الكبير للإسلام كدين داخل أوروبا وأمريكا:
حيث يمثل الإسلام كدين ثالث إن لم يكن ثاني أكبر الديانات، وتتزايد نسبة المسلمين في دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما صعد من المخاوف والهواجس لدى البعض، وأعاد التساؤل عن مدى ولاء مسلمو أوروبا وأمريكا كمواطنين، ومدى إمكانية نقلهم للعنف الأصولي إلى قلب أوروبا وأمريكا( ).
معنى ذلك أنه إذا كان الإسلام في نظر بعض الأدبيات والدراسات الغربية يشكل تهديدا حقيقيا للغرب وليبراليته وعلمانيته، فإنه بالضرورة سوف يُنظر إلى المسلمين الذين يعيشون هناك بقدر كبير من الريبة والخوف والشك، خاصة مع تصاعد الهجرة من شمال إفريقيا إلى الشاطئ الآخر الأوروبي.
ومن ثم ظهر اتجاه في أوروبا يثير الخوف من الإسلام والمسلمين، وعمل على تصعيد و توسيع هجومه ضد النمو الكبير للإسلام، وهو ما كان له تأثير كبير على الإدراك الغربي لنوع التهديد الذي يمثله الإسلام، وجعل الغرب يخشى الإسلام ومن ثم وصفه بالبديل الثقافي لفلسفته المادية، والخطر المهدد للهوية الغربية( ).
ذلك أنه وحسب صامويل هنتجتون فإن المصدر الأساسي للصراع في العالم الجديد، لن يكون ايديولوجيا أو اقتصاديا(...)، بل سيكون ثقافيا ما يعني أن الصراعات الأساسية ستقع بين دول وجماعات صاحبة حضارات مختلفة . ويرى بذلك في الإسلام أول المرشحين للصراع مع الحضارة الغربية.
وحسب جوديث ميلر فإن التهديد الذي يمثله الإسلام كدين للغرب هو تهديد ثلاثي الأبعاد سياسي وديمغرافي واجتماعي/ ديني، وهو يركز على البعدين السياسي والديمغرافي. بمعنى أن تزايد عدد المسلمين في الغرب من خلال تكاثرهم سوف يجعلهم يسيطرون سياسيا حتى على مراكز صنع القرار. ومن المقولات السائدة والتي تلخص هذا التخوف نجد، مقولة أن المسلمين احتلوا فرنسا، و اجتاحوا هولندا وهم يريدون في النهاية احتلال أوروبا( ).
ثالثا: قراءات في أسباب صعود ظاهرة الإسلاموفوبيا:
تعددت القراءات التي اهتمت بالبحث عن الأسباب التي كانت دافعا أمام تصاعد العداء غير المسبوق للإسلام والمسلمين ورموزهم ومعتقداتهم. وعموما سنركز على ثلاث دراسات أكد عليها الكثير من المتتبعون للظاهرة، وتناولها كل واحد من زاوية رؤيته الخاصة وهي:
قراءة ثقافية: مردها أن صعود الظاهرة أي ظاهرة العداء للإسلام، هي انعكاس لمشاعر سلبية عميقة مدفونة في وعي المواطن الغربي ضد الإسلام والمسلمين، وتعبر عن تحيز تاريخي وثقافي ضد الإسلام والمسلمين وحضارتهم، بدليل واجهات كاتدرائيات العصور الوسطى المرصعة بتماثيل جلها مخصص للدعاية الكنسية، وتحفل بتماثيل تذم الإسلام منها تمثال شبه قار لشيطان يصور في أفضع الصور واسمه Baphomet( )
وهذه المشاعر الدفينة، أحيتها تلك الكتابات المشار إليها سابقا، والتي تُؤثر بشكل كبير على الإدراك الغربي للإسلام والمسلمين.
قراءة ثانية: ترى أن الظاهرة هي نتاج لبعض الأحداث الدولية التي أثرت بقوة على العلاقات بين العالمين الإسلامي والغربي خلال السنوات الأخيرة( ). وهي أحداث ارتكبت باسم الإسلام وحمل مرتكبوها شعارات إسلامية على رأسها هجمات 11/09/2001، وما تبعها من هجمات إرهابية ضربت مجتمعات مثل أسبانيا وبريطانيا، ما أدى إلى ردود فعل سلبية كان ضحيتها المسلمون المتواجدون في الدول الغربية، مثل قرارات منع الحجاب، وإخضاع المسلمين لرقابات أمنية صارمة. وغيرها من الإجراءات التي تمس بحريات الأفراد وحقوقهم الأساسية، التي تتغنى بها معظم الدول العربية.


قراءة ثالثة: سيكون تركيز هذه المداخلة عليها، بمعنى أنه رغم أهمية القراءتين الأولى والثانية في تفسير ذلك العداء والمشاعر السلبية ضد المسلمين ودينهم ورموزهم، إلا أن هذه القراءة يمكن أن يكون لها التفسير القوي لتنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، لأنها تربط بين ما هو سياسي واقتصادي واجتماعي في تفسيرها للظاهرة.
تنطلق القراءة في تفسيرها لأسباب تصاعد ظاهرة الخوف والعداء للإسلام من أنها انعكاس لبعض التغيرات المجتمعية التي لحقت بالمجتمعات الغربية خلال العقود الأخيرة، ويمكن حصر أهم هذه التغيرات في:
- الأزمة الاقتصادية التي عرفتها معظم الدول الغربية/ الأوربية.
- صعود قوى اليمين الثقافي والديني في الغرب الأكثر تطرفا وتراجع قوى اليسار المعتدل.
- الهاجس لدى الغرب في البحث عن عدو جديد بعد سقوط الاتحاد السوفياتي سابقا، وفشله كنموذج اقتصادي وسياسي.
وسنحاول تحليل هذه المتغيرات كل على حدا، وإبراز العلاقة التي يمكن أن تربطها مع بعض، وتشكل خلفية قوية لتنامي مشاعر العداء للإسلام والمسلمين والتعدي على مقدساتهم والريبة منهم.
أولا: الأزمة الاقتصادية:
لقد شكلت المشكلة الاقتصادية التي مرت بها دول أوروبية كثيرة في الفترة الأخيرة، دافعا قويا نحو جعل المهاجرين عموما والمسلمين على وجه الخصوص محط أنظار الجماعات الأوروبية المتطرفة. حيث يركز الخطاب السياسي لليمين المتطرف على تحميل العمالة الأجنبية خصوصا الآسيوية والمسلمة الحمل كاملا، والسبب الرئيسي في الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد. وتعتبر وجودهم تهديدا للاعتبارات الاقتصادية للمواطن الغربي( ).
فوجود هذه النسبة العالية من اليد العاملة من المهاجرين – حسبهم- هي السبب الأول في مشكلة البطالة التي تعاني منها اليد العاملة الأوروبية، مع أن المسؤولية الكبيرة في ذلك تتحملها أثار العولمة وفتح الحدود والتقدم التكنولوجي. لكن تُفضل هاته الجماعات توجيه الاتهام إلى المهاجر– المسلم خاصة- الذي أخذ مناصب العمل التي هي أساسا من حق لأوروبيين، ومن ثم المناداة باتخاذ إجراءات بشأن القادمين الغرباء إلى بلادهم.


ثانيا: صعود قوي اليمين الثقافي والديني الأكثر تطرفا:
شهدت الساحة السياسية الغربية عموما (الأوروبية خصوصا) منذ ثمانينات القرن العشرين (20) صعودا قويا لأحزاب اليمين المتطرف، صعودا كان سببه النقاش الحاد حول موضوع الهجرة و الأقليات المهاجرة داخل أوروبا واحتدم النقاش أكثر حول مكانتها منذ أحداث 11/09/2001( ).
وحسب المتخصصة في الشؤون الأوروبية في مؤسسة روبرت شومان ماغالي بالنت "أن اليمن المتطرف أثبت منذ تحقيقه اختراقا في الثمانيات، أنه أصبح يُشكل قوة سياسية لافتة على الساحة الأوروبية"( ).
و هذا الصعود القوي لليمين المتطرف يمكن قراءته من زوايا عديدة:
أولها: أن النجاحات الكبيرة التي حققتها تيارات اليمين المتطرف في أوروبا خاصة خلال الانتخابات التي جرت في 2009 (مثل هولندا، بلجيكا، النمسا، فرنسا، السويد) تعكس إلى حد ما صعود الحركات المعادية للأجانب، وهو ما يعني ضمنيا تداعي مفهوم العيش المشترك.
وأن سبب هذه النجاحات حسب دراسة للباحث المتخصص في مجال اليمين المتطرف فورفقانغ كايوست، هي( ):
ـ أن قادة هذه التيارات يطرحون حلولا سهلة لمشاكل اقتصادية معقدة؛ فهؤلاء مثلا يرون أن حل مشكلة البطالة لا يتأتى إلا من خلال طرد المهاجرين الأجانب، الذين يستولون على عمالة أبناء البلد، وهي حلول ذات طبعة عنصرية موجهة لأولئك المهاجرين من العالميين العربي والإسلامي.
ـ ويتبنون قضية واحدة هي قضية الهجرة وما تثيره من مسائل عديدة (مثل قوانين الهجرة، الجنسية، المواطنة، الحقوق النقابية والاجتماعية). ويسمى هذا النمط من الأحزاب في الأدبيات السياسية بأحزاب ذات قضية واحدة، وهي الأحزاب التي تبني خطابها السياسي وبرنامجها الانتخابي و قوتها الجماهيرية على موضوع واحد.
ثانيها: أن هذه النجاحات التي حققتها قوى اليمين المتطرف امتدت لتشمل تغيير بنية النظام السياسي وتعامله مع الأقليات، خاصة الأقليات المسلمة. ويتجلى ذلك بوضوح من خلال طرح العديد من الدول الأوروبية لقوانين الهجرة والتجنس للنقاش في البرلمانات، وكذا تشريعات تمس الحقوق والحريات الدينية للمسلمين ( ).


ففي فرنسا مثلا طالب الرئيس ساركوزي نيكولا بوقف الهجرة الكثيفة إلى بلده وتقنينها. وفي بريطانيا ركز زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون –الذي استعار خطاب الحزب القومي البريطاني المتطرف- على كثافة الهجرة إلى بريطانيا، وعلى ضرورة إتباع سياسة الحصص للمهاجرين وإنشاء شرطة حدود لتطبيق هذه السياسة.
إن هذا الصعود القوي لليمين المتطرف في دول أوروبا الذي يعتمد خطابا أقرب إلى العنصرية وشديد اللهجة عندما يتعلق الأمر بالمهاجرين المسلمين خاصة، يجد مبرره حسب بعض المحللين في الإسلام الذي دخل بقوة إلى الساحة الأوروبية وأصبح –حسب ادعاءات اليمين المتطرف- خطرا يهدد الهوية الوطنية الغربية( ).
واستطاع بذلك هذا التيار أن يكرس حالة التهديد الإسلامي لأوروبا، خاصة بعد نجاحه في استمالة قطاعات اجتماعية جديدة تتميز بوجود حالة خوف لديها من الإسلام الغريب.
ثالثها: أن صعود قوى اليمين المتطرف يعني ضمنيا تراجع قوى اليسار الغربية، التي سادت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى، وبلغت ذروتها مع ستينيات القرن العشرين.
هذه القوى تبنت مواقف منفتحة في تعاملها مع الأقليات الدينية واللغوية الموجودة داخلها، ما أدى إلى بروز التنظير لفكر التعددية الثقافية في إطار الدولة القومية. معنى ذلك أنها فضلت الانفتاح الديني والثقافي على الأقليات بما فيها المسلمة، وتجسد ذلك الانفتاح من خلال أفكار وبرامج سياسية ترحب بالآخر في هذه المجتمعات الغربية، ترحيبا يتجلى في ضمان حقوق ومزايا مختلفة لها( ).
لكن وابتداء من سبعينيات القرن العشرين، بدأت قوة اليسار تضعف تدريجيا بسبب التحولات الاقتصادية التي شهدتها المجتمعات الغربية، وتحولها من الاقتصاد الصناعي إلى اقتصاد الخدمات، ما أفقده الثقل السياسي للعمال كشريحة انتخابية وفكرية. إلى جانب المشكلات الاقتصادية التي عرفتها تلك المجتمعات مثل مشكلة البطالة وتراجع الطبقة الوسطى.
وهو ما استغلته قوى اليمين المتطرف، فتحركت مركزة على مخاطبة القوى التي تأثرت بالتغييرات الاقتصادية، ومنتقدة اليسار على عدم ولاءه لمجتمعاته وتسامحه مع الأجانب، ومنادية بالعودة إلى التراث الثقافي التقليدي للغرب في إطار التمسك بالهوية، والانسحاب من إطار التعددية الثقافية الغربية لصالح الدولة القومية كما ظهر في القرن التاسع عشر( ).


ما يعني ضمنيا إعلان الحرب على تلك الأقليات الموجودة ذات الثقافة الغريبة عن ثقافة المجتمعات الغربية تحت شعار الخوف على الهوية والمحافظة على الثقافة الغربية من التلاشي أمام الثقافة الإسلامية.
وتقف على رأسها الأقليات المسلمة، التي تحمل عادات وتقاليد ومعتقدات دينية إسلامية وترغب في المحافظة عليها داخل هذه المجتمعات.
ثالثا: هاجس الغرب نحو البحث عن عدو جديد بعد سقوط الاتحاد السوفياتي سابقا:
تبرز واحدة من أهم الأسباب التي كانت وراء تنامي ظاهرة العداء للإسلام، في طرح الغرب لفكرة الإسلام كعدو بديل للشيوعية. وتجد هذه الفكرة جذورها الحديثة في المقولة التي ذكرها السناتور دان كويل، نائب الرئيس السابق جورج بوش، عقب انهيار الاتحاد السوفياتي، "بأن العدو الوحيد المتبقي في وجه الغرب هو الإسلام"( ) . وجاءت أحداث 11 سبتمبر 2001، لتوحي للغرب عموما واليمين المتطرف خصوصا للترويج لنظرية الإسلام كعدو جديد لا بد أن يتوحد ضده الغرب، وهو مرشح للعب هذا الدور باعتباره دينا أجنبيا، إلى جانب التنامي المضطرد للمسلمين في الغرب.
ولقد وجدت هذه المقولة تأييدا أكبر من قطاع هام في المجتمعات الغربية، يتكون في معظمه من مسؤولين أوربيين وأمريكيين وحتى إسرائيليين إلى جانب عدد من الأكاديميين ( ).
ورغم أن عددا كبيرا من الأكاديميين المحايدين()، يرون في عدم وجود أي تهديد للغرب من قبل العالم الإسلامي، ويؤكدون أن هذه الفكرة (الإسلام هو العدو الجديد للغرب) هي من اختراع الإستراتيجية الغربية، التي تحتاج دائما إلى عدو جديد، وأنها تشكل أحد مرتكزات السياسة الغربية في القرون الماضية( ) . إلا أنها ساهمت وتساهم بشكل كبير في زيادة الخوف من الإسلام والمسلمين لدى المجتمعات الغربية، وصعدت من حدة العداء الذي انعكس في الكثير من الإجراءات والأحداث مست المسلمين سواء كأفراد أو جماعات أو مؤسسات.
والجدير بالذكر في نهاية هذه القراءات القول أن كل واحد منها ساهم مساهمة جديرة بالاعتبار في تفسير تنامي ظاهرة الاسلاموفوبيا ـ الخوف الشديد من الإسلام المؤدي إلى تكريس العداء المطلق للمسلمين ـ الذي وجد(أي التنامي) سنده بشكل كبير في الدور الذي لعبته الآلة الإعلامية الغربية، والإجراءات السياسية التي اتخذها الحكومات الغربية.
وهو ما يؤكد بوضوح المسؤولية التي يتحملها المثقفين والسياسيين ووسائل الإعلام، من خلال تصاريحهم أو كتاباتهم أو مقالاتهم، التي تدور كلها وعلى اختلافها لتصب في قالب واحد وهو تكريس العداء للإسلام والمسلمين. وسوف تتم مناقشة كل ذلك في الفصل القادم.
المحور الثاني: دور الخطاب الإعلامي والسياسي في تنامي ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية:
أولا: دور وسائل الإعلام الغربية في خلق مناخ إسلاموفوبي.
تنطوي ظاهرة الاسلاموفوبيا على تنامي مشاعر الخوف والعداء للإسلام والمسلمين، ولقد لعبت وسائل الإعلام الغربية دورا بارزا في خلق مناخ اسلاموفوبي، وتعزيز الدعاية المعادية للإسلام، من خلال التنامي المضطرد للمصطلح في الخطاب الإعلامي.
فإذا حاولنا حصر بعض أشهر الجرائد الغربية خلال خمس سنوات الأخيرة سوف نجد أن تكرار المصطلح في جريدة مثل تايمز البريطانية قد ارتفع من 12 مرة في 2001، إلى 92 مرة في 2006، وفي جريدة نيويورك تايمز الأمريكية، من 02 مرة في 2001 إلى 5 مرات في 2006.
وهو دليل واضح على الدور الذي تلعبه الجماعة الإعلامية في تحريك صناعة الصورة في إطار من الافتعال الذي قد يحمل بعض الحقيقة، إلا أن التضخيم من شأنه أن يلعب دورا مهما في مد الصورة في كامل خريطتها. ولقد أكدت سوزان جوج ذلك عندما اعتبرت أن فهرس الأفكار الواردة التي تمارس هيمنتها، سوف تسيطر بفضل السياق ووسائل الإعلام على العقول (...) وبفضل الذكاء الاستراتيجي لأصحابها ومئات الملايين من الدولارات التي تمولها( ).
انطلاقا مما تتقدم، أجمع الكثير من المحللين على الدور البارز الذي لعبه الإعلام الغربي (في أوروبا وأمريكا) في تشكيل صورة الإسلام والمسلمين، وتصويره في صورة الخطر القادم الذي يتعين مواجهته.
وفي هذا الصدد أكد روبار سوان‮ (‬Robert Swan‮) ‬الأمين العام السابق للرابطة البرلمانية من أجل التعاون الأوروبي‮ ‬العربي،‮ ‬في‮ ‬محاضرة له حول‮ ''‬الإسلام كما‮ ‬يراه الغرب‮'' ‬كان قد ألقاها "‬أن الصورة التي‮ ‬يرى الغرب من خلالها الإسلام تتوقف أكثر فأكثر على وسائل الإعلام‮. ‬ويؤكد المؤلف شعوره بأن الصحافة والتلفزيون في‮ ‬الغرب لا تتحرى بالقدر الكافي‮ ‬ولا تتردد في‮ ‬نشر الأنباء الزائفة بهدف تشويه واقع العالم الإسلامي‮"( ). ‬‬
وهو ما أشار إليه تورستين جيرالد سنايدر في كتابه العداء للإسلام "أن مصدر هذا العداء هو الإعلام، مؤكدا أن الإعلام الغربي بعد انهيار الشيوعية، كان يبحث عن سبيل من أجل أن يبقى على قيد الحياة في دول (نقصد هنا دول أوروبا) ترعى حرية الرأي والتعبير، ولم يجد بُدا في ذلك إلا أن يتخذ من الإسلام عدوا له لتأجيج نار حرب ضروس تقع بين الإسلام والمسيحية( ).
ما يعكس بوضوح الدور المنحاز لوسائل الإعلام ضد الإسلام، الذي صعد أكثر في حملاته العدائية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث تفننت وسائل الإعلام الغربية في وصف الدين الإسلامي بالإرهاب والإقصاء والتعصب، والعداء للحرية والديمقراطية والتقدم والتطور العلمي وكل ما هو غربي( ).
إن هذا التناول الإعلامي للظاهرة، من طرف وسائل الإعلام الغربية، والذي يرتبط عادة بوقوع أحداث إرهابية تستهدف المجتمعات الغربية أو إحباطها، ساهم كثيرا في تكريس العداء للإسلام في اللاوعي عند الغربيين( ). ما أفضى إلى وجود توجهات معادية للأقليات خاصة المسلمة بهذه المجتمعات، وأصبح الهدف واحد رغم تعدد وسائل تحقيقيه، وهو محاصرة انتشار هذا الدين حفاظا على الهوية والثقافة الغربية.
هذه الدعاية المعادية للإسلام في الغرب ـ التي تملك سلطة إعلامية فائقة ساعدت على تجذير العقلية الجماعية المعادية للإسلام ـ وجدت مصادرها في وسائل الإعلام نفسها وفي هذا الصدد يؤكد الباحث الأكاديمي بمعهد الاتجاهات والدراسات حول العالم العربي والإسلامي الأستاذ Vincent Geisser، أن الفضاء الإعلامي الغربي شكل مجالا شاسعا لترسيخ الرؤية الضيقة للإسلام والمسلمين( ).
ويتجلى ذلك بوضوح من خلال عديد الأمثلة التي سوف نقدمها، والتي على تنوعها واختلافها من دولة إلى أخرى، إلا أنها تشترك جميعا في أنها واحدة من أهم مصادر الاسلاموفوبيا في الغرب.
فمثلا في فرنسا يُعتبر الخطاب الذي تقدمه مجموعة من الصحفيين الذين تقدمهم وسائل الإعلام في فرنسا على أنهم حماة الجمهورية (مثل: Pierre André/ Jacque Julliard/ Jean François Revel). واحدة من أهم مصادر الاسلاموفوبيا. وهو خطاب لا يتعامل مع الدين باعتباره دينا كباقي الأديان، بل يحاول ترسيخ إطار نمطي يضع الإسلام والمسلمين في موضع المهددين لروح الجمهورية الفرنسية( ).
وهو ما يساهم في نشر جو من الريبة والكراهية تجاه كل من له علاقة بالدين الإسلامي، لأن الصورة النمطية التي يقدمها الإعلام الغربي عن الإسلام والمسلم على حد سواء، تعمل على تغذية المخاوف من هذا الدين وتضعه في موضع العدو البديل.
ولقد نقلت الإنترنيت ما نشرت بعض الصحف الغربية،‮ ‬ومن ذلك صحيفة‮ ''‬الفيغارو‮'' ‬الفرنسية في‮ ‬عددها الصادر بتاريخ‮ ‬1‮ ‬أكتوبر‮ ‬2001،‮ ‬في‮ ‬مقال بإمضاء ابن وراق وغي‮ ‬هنبال،‮ ‬جاء فيه " أن الإسلام ليس دين اعتدال وأن أغلبية المسلمين الذين‮ ‬يبلغ‮ ‬عددهم مليار شخص ليسوا مواطنين مسالمين.
‬ثم جاءت الصحيفة الإيطالية‮ ''‬كورياري‮ ‬ديلاسيرا‮'' ‬فزادت في‮ ‬الطين بلة بنشر مقال لاذع لأوريانا فلاتشي‮، ‬تنكر فيه البعد الثقافي‮ ‬للحضارة العربية الإسلامية،‮ ‬وتتعرض بالثلب لكل المسلمين دون أدنى احترام لأدبيات الصحافة والإعلام‮( )‬.
وأكثر من ذلك ذهبت العديد من الصحف والمجلات الغربية إلى ترديد كلمة "القنبلة الإسلامية" ما ساهم في رسم صورة للإسلام الذي يهدد الغرب. فمثلا نشرت صحيفة Time على غلافها صورة تجمع بين المئذنة والبندقية تحت عنوان "الخطر الإسلامي، هل يجب أن نخاف الإسلام، المسلمون قادمون" وهي عدد من الصيحات التي ترددت في الفترة الأخيرة في وسائل الإعلام الغربية( ).
إلى جانب ذلك تساهم وسائل الإعلام الغربية في خلق هذا المناخ الاسلاموفوبي، من خلال تداولها الممزوج لصورة الاسلاموي والإرهابي، حتى مقالات بعض الصحف التي تكون في كثير من الأحيان موضوعية، ترفق بهذه الصور النمطية لتُحقق مبيعات عالية.
ولا يقتصر الأمر فقط على الصحف والمجلات بل يمتد ليشمل وسائل الإعلام المرئية، وفي هذا الإطار تتحرك الجماعة الإعلامية لصناعة الصورة في إطار من الافتعال الذي قد يحمل معه الكثير من التضخيم، وتقدم أفلاما تظهر من خلالها العربي المسلم مجرد شخص إرهابي متخلف( ). وهي الصورة السلبية التي انطبقت في ذهن ووجدان المواطن الغربي، وترسخت أكثر عقب أحداث 11 سبتمبر 2001.
كما يلعب التضخيم الإعلامي لحوادث أو تهديدات العنف الموجهة للغربيين، من خلال عرض مقابلات لأفراد مسلمين وجماعات صغيرة في الدول العربية وهم يهددون الغرب و مصالحه بالتركيز على أحداث معينة مثل اختطاف الرهائن الغربيين، أو تفجير الطائرات دون أدنى تميز بين التطرف والاعتدال، دورا مهما في تعزيز فكرة الخوف من الإسلام ومن ثم زيادة عدائية الغرب لكل ما يمت له بصلة.
هذا العداء العداء للإسلام ورموزه الذي بلغ ذروته عندما بادرت العديد من الصحف في الدول الغربية من نشر صور مسيئة للرسول الكريم -صلى الله عليه و سلم- وأعادت نشرها في كثير من الصحف والمجلات مثل صحيفة HEBDO CHARLIE ، التي أثارت موجة سخط واستنفار لدى المسلمين داخل و خارج تلك الدول الغربية لتقديم الاعتذار( ) .
وتكون بذلك وسائل الإعلام الغربية قد لعبت دورا مزدوجا في تكريس الخوف من الإسلام والمسلمين من جهة، وتكريس العداء ضد كل ما يرمز لهذا الدين من جهة أخرى. عداء يجد شرعيته في استقلالية القضاء وتعلقه بمبدأ أساسي تتغنى به الديمقراطيات الغربية، ألا وهو حرية الرأي والتعبير( ).




ثانيا: الاسلاموفوبيا في الخطاب السياسي الغربي:
تظهر استطلاعات الرأي أن قرابة نصف الأميركيين لديهم آراء سلبية في الدين الإسلامي، ولا يمكن لأحد أن ينكر الخوف من الإسلام داخل أميركا. بل أكثر من ذلك، يمكن أن تتحول المخاوف الطبيعية والمفهومة إلى رفض قوي وعنصرية صريحة، عندما يزكي الخطاب السياسي ومعه التغطية الإعلامية النار من أجل تحقيق مصالح اقتصادية أو دينية أو فكرية) ( وهو ما يحدث في أميركا حاليا والغرب بصفة عامة.
وفي هذا الصدد يُؤكد الكثير من المفكرين الغربيين من أمثال شنايدر زان، بأن السياسة تشارك الصحافة في تكريس العداء للإسلام ما يعني خلق وتأجيج مناخ اسلاموفوبي. ويتجلى ذلك بوضوح في تلك الإجراءات والسياسات التي اتخذتها الكثير من الدول الأوربية قبل أحداث 11 سبتمبر 2001، إلا أنها أصبحت أكثر وضوحا وإصرارا على تطبيقها بعد تلك الأحداث، وعلى رأس تلك الإجراءات نجد: - سياسة التحجيم والاستئصال؛ وهي سياسة عنيفة تتبناها وتروج لها حركات اليمين المتطرف، التي نجحت في تحقيق الاختراق السياسي بعد تراجع حركات اليسار المعتدل، وتعلن هذه الحركات عن درجة العداء الصريح لكافة الأجانب في أوربا وخاصة المسلمين بدون أي تمييز بينهم( ).
ولقد كان لهذه السياسة مردودها حيث بدأت الحكومات الغربية في مراجعة أنظمتها القانونية التي تتيح حق الهجرة والعمل للأجانب(*).
ورغم أن هذه السياسات تبناها اليمين المتطرف المعروف بمواقفه من المهاجرين وعدائه للمسلمين، إلا أننا نجد امتداد العدوى إلى الكثير من قادة اليمين المعتدل في بعض البلدان الأوروبية، الذين استعاروا في حملاتهم الانتخابية خطابات اليمين المتطرف، معلنين نيتهم في اتخاذ الإجراءات بشأن القادمين الغرباء إلى بلادهم( ).
- تقديم مشاريع قوانين تضيق على المسلمين؛ فمثلا أقدام الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك عام 2004 على تقديم مشروع إلى البرلمان الفرنسي لمنع الحجاب في المدارس ودوائر الدولة( ). ورغم أن شيراك معروف بحرصه على الإبقاء على العلاقات مع العرب والمسلمين، إلا أن التقاليد الديمقراطية حالت دون ذلك باعتبار أن القرار يتعلق برأي الجمهور الفرنسي الذي يمثله.



وبالفعل تم حضر الحجاب وصوت البرلمان الفرنسي بحضر وتحريم النقاب، بحجة أن هذا اللباس يتناقض والتقاليد العلمانية الفرنسية حسب التبرير الذي قدمه نيكولا ساركوزي، وأصدر البرلمان البلجيكي قانونا مشابها لذلك، وقضى الاستفتاء السويسري بمنع بناء المآذن( ).
وتحرك العديد من السياسيين الأمريكيين لتحويل قضية مسجد نيويورك إلى قضية سياسية، استغلها السياسيون كبار مثل نوت جينحريتش قائد ثورة الجمهوريين والطامع في رئاسيات 2012 ، في تأجيج الجدل حول بناء هذا المسجد رغم ما ينطوي عليه من إساءة للإسلام( ).
- التأسيس لمنظمات معادية لوجود الإسلام؛ حيث عرفت مثل هذه المنظمات تناميا متزايدا في أمريكا مثلا بشكل أساسي، ذات الصلة بسياسيين أوروبيين ينتمون إلى اليمين المتطرف الأوروبي مثل منظمتي: "أوقفوا أسلمة أمريكا" " وتحرك من أجل أمريكا". ما يبين بوضوح تمكن الإسلاموفوبيا من الدخول إلى الخطاب السياسي الغربي بما في ذلك الأوروبي والأمريكي، وأصبحنا أمام تراجع ظاهرة المقبول سياسيا.
ـ سياسات اليمين المتطرف؛ فعند استعراض نتائج انتخابات 2010 في العديد من الدول الغربية سوف نلحظ بكل وضوح صعود اليمين المتطرف بقوة في عديد من الدول الغربية.
فلقد فاز حزب الحرية اليميني المتطرف في هولندا بـ 25 مقعدا من أصل 150مقعدا، مُتجاوزا بذلك الحزب الديمقراطي المسيحي الذي حصل على 21 مقعدا، وفاز حزب الديمقراطيون اليميني المتطرف في السويد بـ 20 مقعدا من الأصوات وهي نسبة مرتفعة جدا( ).
وهي إحصاءات تعكس بوضوح صعود اليمين المتطرف وتحقيقه خرقا سياسيا، مكنه من احتلال مكانة على الصعيد السياسي، وهو المعروف بمواقفه العدائية ضد الأجانب، وخاصة الأقليات المسلمة وإثارته الجدل بين النخب السياسية اليسارية، التي فضلت التعددية والانفتاح الثقافي على المهاجرين والأقليات، واليمينية التي تنادي بالعودة إلى التراث التقليدي.
ـ مواقف النخب السياسية؛ فهي مواقف غير واضحة بل أكثر من ذلك تتميز بالتضارب في ردها حول ما يتعرض له الإسلام والمسلمين من تمييز وعدائية.
فمثلا لم تقدم غالبية أعضاء النخبة السياسية الأميركية حلولا واضحة للتعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا، أو مع ما يتعرض له المسلمون من تمييز في الولايات المتحدة، بل تسابقت غالبية تلك النخب على تسجيل أهداف سياسية مستغلين مشاعر العداء للإسلام والمسلمين بالمجتمع الأميركي. مثل ما حدث في مواقف عديدة خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان( ).

أما فيما يتعلق بموقف الإدارة الأميركية نفسها فقد حرصت في أكثر من مناسبة على الفصل بين الإسلام ومعتقدات الإرهابيين، ولكنها في نفس الوقت استخدمت مصطلحات مثل "الإسلام الراديكالي" والإسلام الفاشي" في وصف معتقدات الإرهابيين، وهي مصطلحات غير محددة التعريف تربط بين الإسلام والإرهاب خاصة لدى المواطن الأميركي العادي الذي يفتقر للمعرفة الكافية وللقدرة على فهم المغزى المحدد لتلك المصطلحات( ).
إذن ساهم الخطاب السياسي في تكريس ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين خاصة بعد صعود قوى وتيارات اليمين المتطرف في أوروبا، وتنازل أخرى عن وسطيتها وتحركها نحو مزيد من اليمينية و العداء للدولة (مثل الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية).
ما كرس شيئا فشيئا العنصرية في ايطاليا مثلا وفرنسا وألمانيا، وبدأت تأخذ شكلا أكثر صراحة بدرجة متزايدة، وأصبحت ردود الفعل السياسي والعنف ضد العرب أكثر حدة وانتشارا( ).
إلى جانب ظهور بعض الحركات ذات التوجهات العدائية والتي أثبتت تحول ظاهرة الإسلاموفوبيا إلى حركة جماهيٍرية لها وجود على الساحة السياسية، متخطية لحواجز ظاهرة المقبول سياسيا.
وتكرس العداء أكثر من خلال جملة الإجراءات اتخذت على المستوى السياسي، والتي أسست لظاهرة الخوف من الإسلام الداخلي (بمعنى الأقليات المسلمة الموجودة في أوروبا وأمريكا) أو ما يحلو للبعض أن يسميه بالطابور الخامس( ).
وتجلت هذه الإجراءات في جملة من القوانين والتشريعات المعادية للمسلمين في الدول الغربية (منع الحجاب والبرقع- منع بناء المساجد والمآذن قانونيا...الخ) وهي تدخل كلها في نطاق حملة العداء للإسلام والمسلمين بعد أن استطاعت التعبئة الإعلامية والسياسية إقناع الغرب عموما بأن المسلمين هناك يسعون لأسلمة هويتهم وأوطانهم أو غزوها ثقافيا.
وفي المقابل لا تكف تلك الشعوب عن طرح سؤال "لماذا تكرهوننا"، وهي ممارسة يفسرها الطب النفسي وفق السيرورة التالية: "طالما أنكم تكرهونني دون سبب، فسأعطيكم الأسباب التي تبرر كرهكم لي" ( ).




الخاتمة: في نهاية هذه الدراسة بات جليا أن نؤكد أن الإسلام يتعرض فعلا إلى هجمة شرسة من طرف الغرب الديمقراطي الذي لايتردد في التلويح بمبادئ الديمقراطية. ديمقراطية باسمها يحد من ممارسة الأقليات المسلمة الموجودة داخل هذه المجتمعات الغربية لحرياتها الدينية، وأكثر من ذلك يدنس معتقداتهم الدينية، ويدنس صورة نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم باسم حرية التعبير.
وهو ما يعني ضرورة التصدي لهذه الهجمة بمختلف الوسائل ولكن بغاية شريفة هدفها تحسين صورة الإسلام وتوضيح الرؤية حوله لدى الغرب. وإذا كانت الآلة الإعلامية في الغرب قد استطاعت أن تكرس العداء للإسلام والمسلمين، فإن على الآلة الإعلامية في الدول الإسلامية أن تعمل جاهدة على تحسين هذه الصورة.وعلى الجميع في الدول الإسلامية مثقفين وحكام ومحكومين ورجال دين وإعلاميين، أن يتحركوا في سبيل تحقيق هذا الهدف.وفي هذا الإطار لابد أن نشير إلى بعض المبادرات التي من شأنها أن تساهم في علاج ظاهرة الإسلاموفوبيا:
المبادرة التي قامت بها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – الإيسيسكو - وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية، بالتعاون والتنسيق مع معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية، والمتعلقة بالندوة الدولية حول موضوع الإسلام والإعلام في أوروبا وسبل مواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وذلك بمدينة ليل في الفترة من 07 إلى 09 يونيو 2010، حيث خرج المؤتمرون بفكرة أساسية تتعلق بكيفية توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال في خدمة تصحيح المعلومات الخاطئة عن الإسلام والحضارة الإسلامية استنادا إلى الإطار العام لبرنامج الرد على حملات التشويه الإعلامي للإسلام والحضارة الإسلامية.
ولقد خرج المؤتمرون بعدة توصيات تعتبر بمثابة حلول لمعالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا منها على سبيل المثال لا الحصر:
1. خلق قنوات للحوار مع القيادات الفكرية وقادة الرأي والقيادات الإعلامية والسياسية في الدول الغربية، عن طريق مؤسسات المجتمع المدني في العالم الإسلامي النشيطة في مجال الإعلام وحقوق الإنسان للحد من الآثار السلبية لظاهرة (الإسلاموفوبيا).
2. حث المثقفين والإعلاميين المقيمين بالبلدان الغربية على الانخراط في الحياة العامة والمشاركة في النقاشات العامة للدفاع عن صورة الإسلام ومحاربة الصورة النمطية حول المسلمين، وإصدار النداءات والعرائض ضد استفزاز مشاعر المسلمين في الدول الغربية.
3. تفعيل دور المستشارين الإعلاميين والثقافيين في سفارات الدول الإسلامية المعتمدة في الدول الغربية بما يمكنهم من المساهمة في تصحيح الصور النمطية حول الإسلام والمسلمين من خلال تعزيز علاقات التعاون مع الإعلاميين والصحافيين في وسائل الإعلام في إطار الزيارات السياحة الثقافية المتبادلة والدورات التدريبية والحلقات الدراسية المشتركة. تفعيل الأدوار السياسية والاجتماعبة للجاليات المسلمة
4. إشراك المثقفين والإعلاميين الغربيين في حملات الدفاع عن الإسلام وتصحيح المعلومات حوله و الحفاظ على مشاعر المسلمين وتعزيز علاقات التعاون معهم في إطار جمعيات أو رابطات الصداقة أو ما شابه ذلك ضمن هذا الإطار نذكر جهود وأعمال الفيلسوف الفرنسي الكبير جاك بيرك الذي تعمق في دراسة الثقافة الإسلامية، وقام بترجمة معاني القرآن الكريم: "انه من الضروري مكاملة الإسلام في النسق الفكري الغربي، مؤكدا أن الفكر الغربي سوف يغنم الكثير بانفتاحه الايجابي على هذا الدين العظيم وهذه الحضارة الاسلامية الرائعة بدلا من الأحكام المسبقة الموروثة حولها". وهذه المكاملة هي بد ذاتها مشروع فكري متكامل يتطلب مؤسسة فكرية لإنتاجه. بما يستتبع الدعوة لعدم الاستمرار في إهمال إنشاء هذا النوع من المؤسسات العلمية والفكرية. كما نذكر في المجال الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي وغيره من المتنورين ممن يجب التواصل وإقامة الروابط والصلات معهم.
5.تـرجمة التراث الإسـلامي رصدت الإحصائيات الغربية ،الأميركية خصوصاً، تنامي رغبة الجمهور للإطلاع على الدين الإسلامي وإقباله على الكتب المعنية به والمساعدة على فهم الإسلام. بدءاً من الكتب التي تبسط فهم الاسلام ولغاية امهات الكتب التراثية. وهو مشروع قابل للتنفيذ تدريجياً وفق الامكانيات المتوافرة. وكذلك توفير سبل مواجهة الإساءات للإسلام عبرالتجارب المتوافرة ومن الأمثلة على ذلك تجربة مركز الدراسات والأبحاث لتصحيح صورة الاسلام بمدينة فاس المغربية الذي تم بدعم واسناد من جامعة القرويين العريقة بفاس، حيث تأسس هذا المركز في عام 2007 ويهتم برصد الحملات المعادية للإسلام والمضامين التي تنشرها وسائل الإعلام الغربية لتشويه صورة المسلمين ويعمل على الرد عليها في مخاطبات مباشرة لتلك الصحف والوسائل الإعلامية أو عبر إصدار منشورات ومطبوعات خاصة ترد على تلك المزاعم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي   دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Emptyالجمعة نوفمبر 16, 2012 6:31 pm

دور الإعلام العربي في مواجهة التحديات الراهنة
بقلم/
سالم شيخ باوزير
نشر منذ: 5 سنوات و شهرين و 16 يوماً
السبت 01 سبتمبر-أيلول 2007
من المعطيات الماثلة للعيان أن الإعلام العربي لم يرتقِ بعد إلى مستوى التحديات الراهنة والمتغيرات ومايتردد من أحداث وتطورات خطيرة تنصب في معمعات الإصلاحات الديمقراطية المنطلقة من مشروع الولايات المتحدة الأمريكية « الشرق الأوسط الجديد» وهذا مايؤكد تنامي الدور الريادي لإعلامنا العربي في مواجهة المخطط الصهيوني ومحاولات الإملاءات من الخارج والهيمنة والاستحواذ وطمس الهوية القومية العربية والاستهداف الأحادي الجانب ضد الأنظمة العربية والإسلامية بهدف محاولة تخليها عن جوانب مشرقة ومضيئة في تاريخها الحضاري والإنساني وقيم الدين الإسلامي الحنيف.
إن وسائل إعلامنا العربي لم تصل بعد إلى درجة التأثير الإعلامي الفاعل والحشد الجماهيري والسياسي وإذكاء روح الحماس الوطني واستيعاب المهام والواجبات المناطة بأمتنا العربية ونفض غبار الترهل الإعلامي والإداري والسطحية والعمل على رفع درجة الفاعلية والارتقاء بمستوى التأهيل الإعلامي والقدرات الإعلامية المؤثرة في نشاط وبرامج الاذاعات العربية والقنوات الفضائية والصحافة والتعامل بإيجابية مع مصفوفة التحديات الصحافية المعاكسة لكافة التطورات الساخنة ومايجري في أروقة الإعلام العربي من تحدٍ ودرجة من التصدي والتعمق والخطاب الإعلامي الخشن والتقليل من قدرة العمل العربي والإعلامي.
القليل من الفضائيات العربية تمكنت من الوقوف الند للند وبمستوى الطموح وكشف الأمور الملتوية والتصريحات المتشنجة في استجابة واعية وحتمية لمرحلة الصراع الفكري والسياسي الساخن ومنها قناة الجزيرة بقطر والعربية واللبنانية وقناة أبوظبي هذه القنوات وغيرها استطاعت أن تقوم بتغطية إعلامية جادة وعطاء إعلامي متميز في أحداث الحادي عشر من سبتمبر وحرب افغانستان وحرب العراق.. هذا النشاط قوبل بالعداء الصارخ والاستهداف الشخصي لعدد من الرموز الصحافية المتمرسة بينما البعض من الفضائيات العربية تسرف بسخاء في التسالي والتماهي والملاهى والموسيقى لإلهاء المشاهدين عن المهمة الرئيسة والخطر الداهم الذي يهدد مصير ومستقبل الأمة العربية.
ومن هنا فإعلامنا العربي في حاجة ماسة إلى التنوع في الأداء الإعلامي والاختيار الدقيق للمواد الإعلامية ذات الطابع المؤثر والحساس والداحضة لأراجيف القوى المعادية وتخرصاتها الفارغة حول تسويق الأفكار الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى منطقة الشرق الأوسط والعمل على خلق جبهة اعلامية قادرة على التخاطب بأكثر من لغة وأكثر من خطاب والتراشق بالكلمات وتوضيح الأدلة الدامغة لصواب منهجنا الوطني وإعلامنا والاصلاحات الديمقراطية الداخلية واستنفار كافة الامكانات الإعلامية وتوظيفها للعمل العربي لإزالة غبار الزيف والتضليل السياسي المغلف وتجاوز السلبيات والقصور الذي يعاني منه إعلامنا العربي وخلق رؤية إعلامية عربية موحدة تنطلق من مسؤولية تاريخية ومكونات وطنية تعبر عن تطلعات الجماهير العربية في الحياة لبناء حياتها الجديدة والمستقرة نحو التضامن العربي والوحدة العربية الشاملة وعكس مايعانيه شعبنا العربي الفلسطيني من عدوان همجي بربري وإبادة حقيقية عبر القتل والتنكيل والبطش والاغتيالات والدمار والحصار عبر الجدار العنصري الفاصل إضافة إلى مايعانيه الشعب العراقي من عدم استقرار سياسي وأمني واجتماعي وتجويع وفقر وبطالة ووضع حكومي مثير للقلق أوجد خلافات جوهرية ونزعة طائفية عرقية.
إن أمام إعلامنا العربي والعاملين في هذه الجبهة الإعلامية المهمة مهاماًَ وواجبات معقدة أكثر من أي وقت مضى تتطلب الاستيعاب الأمثل والممارسة المستمرة والتفنن في الطرق والأساليب الإعلامية المختلفة والتطوير لكل خطواتها وأساليبها في تعاملها مع الابداع الصحفي والإعلامي والتحليلات الإعلامية والتناول الجريء والصراحة والوضوح والانطلاق من مناخ ديمقراطي وجعل الكلمة الصادقة معدن هذا العطاء وزاده الإعلامي وسلاحاً في وجوه الضاربين على دفوف الزيف وقلب الحقائق والتذرع بالمبررات الواهية والعقيمة من أجل خلق اعلام عربي مؤثر يواكب تقنيات العصر والعولمة والحداثة وثورة المعلومات وايجاد صحافة حرة بكل المقاييس ترتقي إلى مصفوفة الصحافة المتقدمة نحو خطوة تجديدية توفر للقارئ والمشاهد والمستمع العربي أفضل مايقرأ وبفهم بعيداً عن الدهاليز اللغوية المعقدة وبمضمون اعلامي متطور وفلسفة اعلامية مقبولة وموقف اعلامي ملتزم لقضايا الوطن والجماهير، اعلام يمثل الامتداد الطبيعي لقرارات وزراء الاعلام العرب ويعكس النتائج المستخلصة من القمم العربية لردم بؤر الترهل والعبث الإعلامي وهي دعوة أخرى لنقابات الصحافيين في الدول العربية والصحافيين العرب أن يمثلوا في مناقشاتهم واجتماعاتهم الجانب المهم في تطوير الدور الإعلامي والصحفي لمئات بل آلاف الصحافيين لانتشال الكلمة الصحافية من سباتها وإطلاق العنان للكلمة المقاتلة الجريئة..والعيش مع آلالاف المؤلفة من الصحافيين الذين آمنوا أن النضال من أجل القضاء على الفساد الحلقة الأولى نحو حياة معيشية فضلى وتنمية اقتصادية واستثمارية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Empty
مُساهمةموضوع: الفيس بوك.. العامل الافتراضي لمواجهة صناعة الكراهية   دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Emptyالجمعة نوفمبر 16, 2012 6:34 pm

الفيس بوك.. العامل الافتراضي لمواجهة صناعة الكراهية
بقلم/
سالم شيخ باوزير
نشر منذ: 10 أشهر و 28 يوماً
الثلاثاء 20 ديسمبر-كانون الأول 2011 12:03 ص
صفية الراعي
أصبح «الفيس بوك» اليوم ظاهرة بفضل فكر مبتكر هذه الشبكة الاجتماعية (مارك زوكر بيرج) الذي أصبح أصغر المليارديرات في التاريخ بفضل الشبكة التي أصبح عدد مستخدميها في العالم يزيد عن خمسمائة مليون شخص، وهو ما منحها لقب دولة الفيس بوك في الكثير من الأدبيات التي تتناول ظواهر الشبكات الاجتماعية على اعتبار أنها تقرب بين البشر من أكثر من ثقافة في أرجاء العالم لتبادل الأخبار والتعليقات والحوار وبث فقرات صحفية من مصادر متنوعة والتعليق على الكثير من أحداث العالم السياسية والثقافية والفنية والاجتماعية.
ويصف الكاتب إبراهيم فرغلي نجاح الفيس بوك هو طبيعة تأثيرها الذي امتد إلى هوليود في إنتاجها فيلماً بعنوان الشبكة الاجتماعية، يتناول القصة الحقيقية لمخترع الفيس بوك وأصدقائه عبر سرد وقائع حياته وطبيعة علاقاته بأصدقائه وصولاً لتحقيق هذا الابتكار العالمي الذي أصبح ظاهرة غير مسبوقة في عالم الانترنت.
وأضاف: وتدور أحداث الفيلم حول مارك الشاب المنطوي الذي يهوى التكنولوجيا بمختلف أنواعها واستطاع أن يصمم موقعاً للتواصل مع أصدقائه في الجامعة وتنقلب حياته رأساً على عقب بعد أن تحول الموقع لشبكة عالمية ويصبح من أثرياء العالم.
وحول ما يتعلق بموضوع الهوية والعنف يقول في مقالة في مجلة العربي الكويتية ديسمبر 2010م: نجد دائماً لوناً من انعكاس الواقع الطائفي على صفحات الفيس بوك عبر إنشاء مجموعات تندد بظاهرة فتنة في بقعة من بقاع العالم وما تم تناوله سابقاً سواء في الدعوات المناهضة للإسلام على سبيل المثال من قبل بعض العنصريين والرد عليها أو عبر مباريات كرة القدم التي أثارت ضغائن بين بعض الشعوب العربية والمجموعات المناهضة لتلك المشاعر العدائية المحاولة تحجيم تلك الظاهرة والتي تبدو ذات توجه طائفي لنشر الكراهية.. بينما نجد أن مستخدمي الفيس بوك يجدون في هذه الشبكة منفذاً للتعبير عن هويات متعددة التكوين.
وخلص الكاتب إلى القول إن ما يمكن قوله أن أبرز ما يفرزه الفيس بوك هو فكرة المواطنة الافتراضية التي تقوم على لون من الفردية من جهة وتعبر عن انتماء افتراضي ذي طابع كوكبي يرغب في الذوبان في أفق عالم أكبر من حدود الهوية الواحدة المغلقة بهدف التخلص من وهم الهوية التي تفرق العالم في أتون صناعة الكراهية والفتنة والقتال وغير ذلك من أشكال العنف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 45
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5285
نقاط : 100012179
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Empty
مُساهمةموضوع: من المسؤول عن نمطية الخطاب الإعلامي العربي؟   دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي Emptyالجمعة نوفمبر 16, 2012 6:36 pm

من المسؤول عن نمطية الخطاب الإعلامي العربي؟
ناهد با شطح


ذكر الدكتور "حسين أمين" في ورقة عمل طرحها في الندوة الإعلامية الدولية "الخطاب الإعلامي العربي.. رؤى مستقبلية" التي نظمها الاتحاد الأوروبي والجمعية العربية الإعلامية في القاهرة يونيو 2003م.

(ان مستوى التفاعل بين الإعلام وغيره من القوى الاجتماعية العاملة وصل إلى مستوى منخفض يسيء إلى السياسة والدبلوماسية الدولية استنادا الى المفاهيم الخاطئة والصور المغلوطة التي يقدمها الإعلام مما أدى إلى ظهور مشاكل إقليمية ومحلية تؤثر سلبيا على مستوى إدراك الفرد ومواقفه الاجتماعية بفعل حجب المعلومات أو طرحها طرحا ناقصا.

ولذلك أصبح موضوع الخطاب الإعلامي العربي ضرورة ملحة مما يدعو - وأكثر من ذي قبل - إلى كسر القوالب والأحكام والأكواد الإعلامية القديمة التي سيطرت على الإعلام العربي لزمن بعيد واعداد الخطاب العربي لمواكبة التحولات العالمية الجارية).

وإذا كنا سنتحدث عن الخطاب الإعلامي العربي فلابد لنا من تشريح واقعه واستشراف مستقبله،

وهذا ما تميزت به الندوة الدولية التي جمعت مثقفين ومثقفات من الشرق والغرب لحوار شفاف قدم فيه العرب رؤيتهم حول إعلامهم كما استمعوا الى وجهة نظر الغرب.

والسؤال المطروح.. ما هي اشكالية خطابنا الإعلامي العربي؟

وهل نحن نتبرأ منه أم ننتمي إليه؟ هل نثق به أم نشعر انه جزء غير شرعي من ارثنا الثقافي؟

والآخر الذي بحكم هذا العصر تحول من هناك إلى هنا كيف نستقبله منفصلا عن ثقافته ونقصيه دون اعتبار لكيانه اختلفنا ام اتفقنا معه؟

وهل ايجاد لغة حوار مشتركة يمكن أن تؤسس ثقافة تنويرية لذواتنا تمنحنا فهماً أعمق لذلك الآخر؟

مدخل:

يقول الأستاذ "خالد الفرم" الرئيس التنفيذي للجمعية العربية عن هذه الندوة (انها تجربة جماعية جديدة في الحوار من اجل تنمية فهم مشترك أفضل، وبلورة قواسم مشتركة، نحو صياغة خطاب إعلامي جديد، بعد التداعيات الأخيرة التي شهدها العالم، بعد أحداث 11سبتمبر التي تعتبر لحظة فاصلة في التاريخ السياسي والإعلامي، والعلاقة بين الحضارات والثقافات، فقد بدا عالم جديد يتمظهر ويتكون بعد تلك الأحداث،

والندوة تعبير عن حاجة موضوعية متنامية لدى الانتلجنسيا العربية والغربية لادماج الاعلاميين والمؤسسات الاعلامية الدولية في جهد مشترك لنشر ثقافة الحوار والمصالحة وثقافة الانفتاح.. ضد ثقافة الانغلاق أو الغطرسة.. مع أهمية تقديم الإعلام العالمي للإسلام والعرب بصورة حيادية وموضوعية تعكس مبدأ التسامح والسلم مع كافة شعوب الأرض).

ان مشاركتي في الندوة تدفعني الى شكر الجمعية العربية الإعلامية والاتحاد الأوروبي على الدعوة الكريمة فقد كانت جلسات الندوة الفكرية مؤسسة لحوار فكري راق بين أطراف متعطشة الى تقديم ذاتها بموضوعية إلى الآخر عندما يجتمع الصحفيون والصحفيات من العالم العربي والأوروبي ليبحثوا اهمية تطوير الخطاب الاعلامي العربي الغربي فهذا يعني مرحلة جديدة من الانفتاح والوعي لتدارس مشكلات الإعلام ودوره بشفافية.

وهي خطوة جادة لدمج جهد الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية الدولية في نشر ثقافة الحوار الحضاري على اساس الاحترام المتبادل، وايجاد صيغة جديدة من العلاقات تؤمن بتنوع الثقافات والحضارات.

واقع الإعلام العربي:

لخص "الدكتور تركي الحمد" في ورقة عمل بعنوان "نحو خطاب إعلامي عربي جديد" طرحها في هذه الندوة (وضع الإعلام في المنطقة العربية وعلاقته بالمجتمع والعالم من حوله، من خلال النقاط التالية: اولاً: توجيه احادي يؤدي في الغالب الى التوتر في العلاقة بين المجتمع والدولة.

ثانياً: ادلجة للتقاليد والقيم التقليدية لأغراض سياسية.

ثالثاً: افتقاد الشفافية يؤدي الى عدم الثقة في السلطة.

رابعاً: انفصام المؤسسة الإعلامية عن حركة المجتمع غالباً ما يسهم في حالة من اللاتوازن الاجتماعي، وفقدان الانسجام الثقافي.

خامساً: لكل تلك الأسباب، يستقي افراد المجتمع معلوماتهم من مصادر إعلامية خارجية، مما يفاقم من حدة المشكلات الثقافية والاجتماعية، لكون المعلومة المستقاة معادة التشكيل بما لا يتفق مع المجتمعات الصادرة إليها وقيمها، والتي هي في حالة ضبابية نتيجة عملية التحول الاجتماعي).

لقد قدم الدكتور تركي في ورقته تحليلا موضوعيا لواقع الإعلام العربي وكان كعادته شاملا في تنظيف الجرح ووصف الدواء.

طرح "الحمد" الحرية الإعلامية كخروج من مأزق إشكالية واقع الإعلام العربي، حرية ممارسة حق الاطلاع وحرية التعبير عن الرأي لكنه كان مدركا بأن الحل لا يأتي إلا من قبل المتحكمين في الإعلام هندسة وتمويلا وصياغة فهم الذين دفعوا وسائل الإعلام الى خلق الصورة النمطية في اذهان العالم العربي عن الغرب وفي اذهان العالم الغربي عن العرب.

إن الإعلام العربي في أزمته الحالية سوف لن ينتج إلا مزيدا من التقوقع حيث ان هذا العصر بإيقاعه السريع لن يسمح للدور الإعلامي المغلوط والمشوه ان يقتل في وجدان العربي حقه في ممارسة البحث عن الحقيقة في مناخ من الوضوح والشفافية.

الطرح الفكري

قدمت في الندوة الفكرية اربعة اوراق عمل هامة عبارة عن رؤية وتحليل لواقع الإعلام العربي من قبل الدكتور تركي الحمد والدكتور حسين امين رئيس قسم الإعلام بالجامعة الامريكية بالقاهرة.

بينما تعرضت الورقتان الأخريتان الى معاناة الصحفي الاجنبي في البلاد العربية واثر الإعلام في بناء المجتمع العربي وسد الفجوة الثقافية فيه.

وقد قدمها صحفيون من فرنسا ومن المانيا.

واستعرض المشاركون في اعمال الندوة الواقع الحالي لتصورات وسائل الإعلام العربية تجاه العالم الغربي، إلى جانب بحث سبل تحسين الأداء الصحفي وتشجيع الحوار والتفاعل مع "الآخر".

وقد شملت موضوعات الندوة التعرف على طبيعة ومدى تأثير وسائل الإعلام العربية على الساحتين المحلية والعالمية، وماهية العقبات التي تواجه وسائل الإعلام العربية وسمات الخطاب الإعلامي العربي الجديد.

وكان من البارز المداخلات التي تقدم بها المشاركون حول أوراق العمل المطروحة.

ليس المهم ما قيل وما نوقش لكن المهم هو كسر الحاجز النفسي في التعامل مع الحضارات المختلفة والتجاذب مع وجهات النظر وان اختلفت فإنها تؤطر لاتساع الافق في محاولة التعرف على الآخر والتحاور معه دون احكام مسبقة مبنية على موروثات ثقافية تقصي الآخر المختلف، بينما كان العرب ، والمسلمون تحديدا من الامم التي نشرت صورتها الحقيقية الى العالم عبر انفتاحها إليه إذ لم يكن في ذلك الزمان قد تولد لدى العربي احساس بالاضطهاد الكاذب أن الآخر متربص به وبثقافته وبحضارته في الوقت الذي ينشغل الغرب عنا بتطوير ثقافته والسعي الدؤوب للانفتاح إلى الحضارات المختلفة.

توفير المعلومة:

في الورقة التي قدمها الصحفي "الكسندر بوشيانتي" كمراسل لجريدة "لو موند" الفرنسية لأكثر من 20عاماً والذي اختار أن يعيش في منطقة الشرق الأوسط حدد المشكلات التي تواجه الصحفي الأوروبي بالآتي:

1- غياب مراكز الدراسات والأبحاث العربية التي توفر المعلومة وتشجع اعداد استطلاع الرأي.

2- صورة الصحفي الغربي المشوهة و التشكيك في موضوعيته ويقابله تشكيك في حيادية الصحف الغربية.

3- غياب المتحدث الرسمي في البلدان العربية الذي يقدم المعلومة الصحيحة.. تجربة هذا الصحفي الفرنسي قدمت الاشكالية في الخطاب الاعلامي من منحنى آخر.

فالإعلام العربي لا يكتفي بسطحية أدواته ووسائله وإنما هو أيضاً يحاول أن يقفل الباب دون الآخر في اتكائه على تسطيح المعلومة أو اهماله لدورها في هذه الحقبة التي تعتبر ثورة معلوماتية.

ومعاناة الصحفيين الغربيين في العالم العربي تجعلهم أكثر ادراكاً للخلل وهذا يذكرني في ابحاث الانثربولوجيا كيف يهتم الباحث بالغرباء إذ ان لديه قدرة أكبر على الاستبصار بمجتمع البحث.

المثير بالفعل ان شح المعلومات في عالمنا العربي يطال كل شيء وما زلنا نردد دوماً حيثيات هذه المعاناة دون البدء في العمل وهناك ايضاً جزئية أخرى تتمثل في انعدام ثقة المجتمع في الصحافي ولذلك لا تتورع مراكز الدراسات العربية على ندرتها من سد الأبواب في وجه الصحافيين وقصر المعلومة على الباحثين.

الثقافة السائدة والآخر:

تشكل المفاهيم الخاطئة والأفكار المغلوطة عن الغرب وشعوبه مشكلة، هذا ما ذكره رئيس قسم الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة د. حسين أمين حيث قال في ورقة العمل التي قدمها في الندوة: (على الإعلام العربي أن يسعى إلى حل هذه المشكلة بأن يتوقف عن إلقاء لائمة مشاكله على الغرب وعليه أن يتبنى نمطاً حديثاً من الأداء يقوم على منظور تاريخي عميق، في أطر برجماتية متطورة وآليات عمل مستحدثة ومشتركة ذات مواصفات عالمية، كما أن على الإعلام العربي أن يرفض نظرية التآمر كمنهج فكري مؤداه أن الإعلام الغربي هدفه الأساسي هو شن حملات منظمة ضد العرب والمسلمين.. يجب أن يتعامل الإعلام العربي مع هذه المسألة من منظور أنها مشكلة تفاهم وليست مشكلة تآمر.. بالإضافة إلى ذلك فهناك مشاكل أخرى كثيرة بحاجة إلى مخاطبتها في محتوى الاعلام العربي وكلها تؤثر على موضوعيته مثل التعريفات والمصطلحات المضللة والتقارير غير المتوازنة وتشويه ومواربة الحقائق وفقر وتحيز السياق..).

في الحقيقة ان ورقة الدكتور اثارت بعض الصحفيين الذين يتحملون جزءاً من المسؤولية لتقديمهم طرحاً يسوق إلى ثقافة الانغلاق والتحجر.

ونظرية التآمر في رأيي قد انتجت جيلاً ركن إلى السلبية وليس كما في نظرية السبب والنتيجة والتي مؤداها أن الإنسان لا يعدو كونه في الحياة أما في جانب السبب أو النتيجة.. وهو خياره أن يكون في جانب النتيجة فيندب حظه ويتحدث عن الظلم الذي يمارسه الآخر عليه وأن المتآمرين متربصون به وهكذا يظل في جانب النتيجة مستقبلاً لما هو آت في خياله وتوهماته.. واما أن يكون الإنسان في جانب السبب فهو يقدم ذاته بشكل ايجابي إذ يتحمل مسؤولية الواقع الذي يعيشه ويسعى إلى تغييره حيث هو مؤمن بأنه بشكل أو بآخر قد تسبب في هذا الواقع ولذلك هو مسؤول عن التغيير..

وهي نقطة خطيرة إذ ليس من السهل دوماً أن نعترف بأننا السبب... نعترف بوعي للتغيير وليس بانهزامية ورغبة في جلد الذات..

المستقبل:

كيف نرى مستقبل الإعلام العربي؟

وأين تكمن الحلول؟

قدمت الندوة توصيات هامة أسوقها باختصار:

(1) ضرورة نبذ التفاضل الحضاري وتحرير الخطاب الإعلامي من الانغلاق الفكري.

(2) أهمية تبني خطاب إعلامي عربي جديد تجاه الجمهور الداخلي والخارجي على حد سواء.

(3) ضرورة بناء الخطاب الإعلامي العربي، على مرجعية تعتمد على العقلانية والواقعية والصدق.

(4) ضرورة احترام خصوصيات الحضارات والثقافات، وقبول كل ثقافة في الدخول إلى حوار حضاري مع ذاتها، ومع الحضارات الأخرى.

(5) أهمية اثراء برامج الحوار الثقافي والحضاري في وسائل الإعلام، وعقد الندوات والمنتديات التي تهدف إلى ذلك.

(6) أهمية الاهتمام إعلامياً بالبعد الثقافي بجانب البعد السياسي وذلك بهدف تحقيق التقارب بين الحضارات.

(7) أهمية احترام الأديان والعادات والأعراف الاجتماعية لكافة الأمم والشعوب والأفراد في الخطاب الإعلامي العربي.

(Cool ضرورة النأي عن الربط بين الأديان أو الثقافات المختلفة والإرهاب وأهمية تقديم صورة موضوعية ومحايدة عن جميع الأديان والثقافات إعلامياً.

(9) الرغبة في تحديث وتطوير الخطاب الإعلامي العربي حتى لا يتعرض الرأي العام إلى أي عمليات تشويه أو تضليل.

(10) أهمية العمل على استقلالية الإعلام.

(11) الحاجة إلى الاستثمار في تكنولوجيا المعلومات وافساح المجال أمام المواهب الإعلامية.

(12) ارساء مبدأ تكافؤ الفرص أمام المرأة في الإعلام.

(13) اهمية اصدار وتفعيل التشريعات والقوانين التي تكفل حقوق وواجبات الإعلامي.

(14) الرغبة في دفع التعاون الإعلامي بين الإعلاميين العرب من جهة والأوروبيين من جهة أخرى.

(15) رغبة الوسائل الإعلامية العربية في تقديم المساندة الممكنة لإعادة بناء منظومة جديدة للإعلام العراقي على أسس من الحرية والديمقراطية.

برأيي ان كل واحدة من هذه التوصيات تحمل مدلولاً خطيراً على الصحفي ان يعيه فهو بلاشك جزء من العملية الاعلامية اذ ان فكره واطروحاته أداة خطيرة في ايصال الرسالة الاعلامية وعليه أن يفطن إلى أن الزمن القادم هو للحقيقة..

الحقيقة فقط دون مواربة أو تشويه أو تزييف فهذا هو زمن حرية المعلومة المنطلقة عبر الفضاء الحر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقالات في تحليل الخطاب السياسي
» الفكر السياسي لـــــــــــ مالك بنبي
» العلاقات الدولية في الفكر السياسي الغربي: دراسة تحليلية
»  الفكر السياسي الغربي و حركة الإصلاح الديني اللوثري
» اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1