منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين                                        صنع وبناء السلام Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين                                        صنع وبناء السلام Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين                                        صنع وبناء السلام Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين                                        صنع وبناء السلام Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين                                        صنع وبناء السلام Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين                                        صنع وبناء السلام Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين                                        صنع وبناء السلام Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين                                        صنع وبناء السلام Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين                                        صنع وبناء السلام Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين                                        صنع وبناء السلام Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين صنع وبناء السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين                                        صنع وبناء السلام Empty
مُساهمةموضوع: الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين صنع وبناء السلام   الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين                                        صنع وبناء السلام Emptyالجمعة نوفمبر 16, 2012 4:26 pm

جامعـة 08 ماي1945 – قالمة-
كلية الحقوق و الآداب والعلوم الاجتماعية
قسم العلوم السياسية

دور الأمم المتحدة في حفظ السلم والأمن الدوليين
في فترة ما بعد الحرب الباردة



مداخلة الملتقى الوطني حول الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين
صنع وبناء السلام

يومي:01،02 ديسمبر 2009

الأستاذ: دريس نبيل
أستاذ مساعد - أ
تبسة



عـنـوان المداخلة : صنع وبناء السلام
ملخص المداخلة:
طرح الموضوع
تسعى هذه الورقة البحثية إلى رصد الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم والأمن الدوليين، و أهمها صنع و بناء السلام باعتباره هدف رئيسي من أهداف الأمم المتحدة. و بموجب الميثاق، تتفق الدول الأعضاء على تسوية منازعاتها بالوسائل السلمية والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد الدول الأخرى.
و من هذا المنطلق تحاول هذه الورقة البحثية معالجة إشكالية الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين، وأهمها على الخصوص صنع وبناء السلام، وكيف قلصت هذه الآليات من حدة الصراعات و النزاعات الدولية.
هيكل الورقة البحثية :
أولا – تعريف مفهوم الآلية الجديدة، صنع و بناء السلام.
ثانيا- دور الأمم المتحدة في صنع و بناء السلام.
ثالثا- رؤية مستقبلية لمفهوم صنع و بناء السلام.
الخاتــمة :
تقديم مقترحات و توصيات، محاولات لتفعيل وتطوير الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم والأمن الدوليين.

ABSTRACT

Founding of the United Nations form a crucial and important stage in the history of international relations that has brought this body nominated by international conditions distinct disorder and chaos, and out on the eve of the world's most dangerous war experienced by humanity, but, there have been a genuine desire and hopes of widespread popularity in the organization to play an important role in order to save humanity from the scourge of war, which had a devastating human and environmentally and economically dangerous, while stated in the UN Charter as a whole as a translator for the international balance of power at the time, reflecting the strength and control of the victors of this war, through the granting of permanent membership of the Security Council primary responsibility for making and peace-building have proved merits of this body in the realization of preventive ways to maintain peace and security through their interest in economic affairs, social and technical, humanitarian and cultural affairs, while there was shortened considerably to the point of failure at the level of the outcome of treatment means associated with the peaceful settlement of international disputes and interference injunction under Chapter VII of the Charter for Peace-keeping and security in the context of collective security, and the mechanisms involved in making peace and develop a system of collective security, and this reality has grown to international voices demand to amend the UN Charter, particularly with regard to him to open the way for international forces to occupy the status of emerging and potential fit in the international system, and he started the features of a UN mechanisms new peacemaking and peace building.

مقدمـة
شكل تأسيس الأمم المتحدة مرحلة حاسمة ومهمة في تاريخ العلاقات الدولية، فقد جاءت هذه الهيئة في ظروف دولية متميزة سمتها الاضطراب والفوضى، وعشية خروج العالم من أخطر حرب مرت بها الإنسانية، ولذلك فقد كانت هناك رغبة أكيدة وآمال شعبية واسعة في أن تلعب هذه المنظمة دورا مهما في سبيل إنقاذ البشرية من ويلات الحروب التي خلفت دمارا بشريا وبيئيا واقتصاديا خطيرا، ولئن جاء الميثاق الأممي في مجمله مترجما لموازين القوى الدولية آنذاك وعاكسا لقوة وسيطرة الدول المنتصرة في هذه الحرب، من خلال منح العضوية الدائمة بمجلس الأمن المسؤول الرئيسي عن صنع و بناء السلام أثبتت هذه الهيئة جدارتها في إعمال السبل الوقائية لحفظ السلم والأمن الدوليين من خلال اهتمامها بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية والتقنية والإنسانية والثقافية الدولية، في حين كان هناك تقصير كبير إلى حد الإخفاق على مستوى حصيلة السبل العلاجية والمرتبطة بالتسوية السلمية للمنازعات الدولية والتدخل الزجري بموجب الفصل السابع من الميثاق لحفظ السلم والأمن الدوليين في سياق الأمن الجماعي، والآليات المرتبطة بصنع السلام و بتطوير نظام الأمن الجماعي، وأمام هذا الواقع تنامت الأصوات الدولية المطالبة بتعديل الميثاق الأممي وخاصة فيما يتعلق منه بفتح المجال أمام القوى الدولية الصاعدة لتحتل مكانة تتلائم وإمكانياتها في النظام الدولي، وعليه بدأت ملامح آليات أممية جديدة لصنع وبناء السلام.
مشكلة و أهمية البحث:
تثير المتغيرات الراهنة الحاصلة في المجتمع الدولي، و في ظل الظروف الدولية العديد من التساؤلات تتمحور حول صنع وبناء السلام بين الدول و كيف تتعامل الأمم المتحدة مع السلام في العالم، وما هي الآليات الجديدة التي تعتمدها الأمم المتحدة في سبيل صنع و بناء السلام في العالم.
منهج البحث:
المنهج التحليلي و ذلك لمعرفة الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين من خلال صنع و بناء السلام، و لمحاولة استشراف الرؤية المستقبلية لتفعيل و تطوير الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين.
أهداف البحث:
يتمثل هدف البحث في معرفة الآليات الجديدة لحفظ السلم والأمن الدوليين، و البحث من خلال هذا الموضوع في احد الآليات الأساسية التي تعتمدها الأمم المتحدة ضمن استراتيجيتها كصنع و بناء السلام، و مدى تأثيرها في التخفيف من حدة النزاعات و الصراعات بين الدول. فهدفنا يتحدد هنا في مدى ملائمة الآليات الجديدة التي تعتمدها الأمم المتحدة و الظروف الدولية القائمة.

المبحث الأول: تعريف مفهوم الآلية الجديدة، صنع و بناء السلام
تستهدف عمليات صنع السلام التي تضطلع بها الأمم المتحدة توصّل الأطراف المتنازعة إلى اتفاق عن طريق الوسائل الدبلوماسية، ولمجلس الأمن فيما يبذله من جهود لصون السلم والأمن الدوليين، أن يوصي بسبل تفادي الصراع أو استعادة السلام أو إقراره، وذلك عن طريق التفاوض مثلاً، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.
يضطلع الأمين العام بدور هام في صنع السلام، و له أن يوجه اهتمام مجلس الأمن إلى أية مسألة يبدو أنها تهدد السلم والأمن الدوليين، وله أن يبذل مساعيه الحميدة على سبيل الوساطة أو أن يمارس الدبلوماسية، سواء بشخصه أو من خلال مبعوثيه الخاصين، ويمارس الأمين العام أيضاً “الدبلوماسية الوقائية” الرامية إلى حل المنازعات قبل تفاقمها، وتكفل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يوجد مقرها في فيينا، عن طريق مجموعة من اتفاقات الضمانات، عدم تحويل المواد والمعدات النووية الموجهة للاستخدامات السلمية إلى أغراض عسكرية، وفي لاهاي تقوم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بجمع المعلومات عن المرافق الكيميائية في شتى أنحاء العالم وتجري عمليات تفتيش روتينية لضمان التـقيد باتفاقية الأسلحة الكيميائية.
إنّ صنع السلام عملية تفاوض دبلوماسية طويلة الأمد تتوّج بتوقيع اتفاق سلام، نظراً لتدّني عدد النساء القائدات ضمن الأحزاب المشاركة في محادثات السلام، غالباً ما يتم تجاهل توقّعات النساء وتجاربهن، توفّر عملية التفاوض ركيزة للقوانين والسياسات والبرامج المستقبلية، عندما تغيب النساء عن العملية في مراحلها الأولى، يصعب إدماجهن في العمليات اللاحقة، ومتى تجاوزت العقبات العديدة التي يواجهها المجتمع الدولي، تمكّن من خدمة عملية السلام سواء من خلال المفاوضات غير الرسمية مع المجموعات المسلّحة أو من خلال الحملات الشاملة الهادفة إلى جلب الأطراف إلى طاولة السلام أو عبر الضمانات التي يؤمّنها.
الفرع الأول: صنع و بناء السلام
السؤال الذي يطرح، ما هو السلام ؟ ابسط معنى يرد إلى الذهن عن تعريف السلام بأنه حالة عدم الحرب والنزاعات المسلحة لكن هذا لا يكفي لأن هناك مجتمعات تعيش في حالة سلام لكنه سلام مفروض بالقوة والقمع وهيمنة أحد كيانات المجتمع على المجموعات الأخرى، لكن المعنى الشامل للسلام هو عدم وجود جميع أشكال العنف أي عدم ممارسة العنف وعدم انتهاك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وتوفير العدالة وسيادة القانون في المجتمع المعني ولا يمكن الفصل بين مفهوم السلام وحقوق الإنسان إذ لا يمكن أن يتحقق السلام في أي منطقة و أي مجتمع في غياب العدالة الاجتماعية وانتهاك حقوق الإنسان.
نهج بناء السلام: النهج الذي يتبعه المعنيين بتحقيق عملية بناء السلام في أي مجتمع يرجع الى طبيعة النزاع وطبيعة المجتمع والثقافة السائدة في ذلك المجتمع, والأهم من ذلك كله الأسباب الحقيقية التي ادت الى حدوث نزاعات مسلحة وحروب في المنطقة وتعرف عملية بناء السلام بانها عبارة عن انشطة تهدف لإصلاحات في منطقة النزاع عقب النزاع او في حالة التوتر لمنع حدوث نزاعات مسلحة في المنطقة وتعرف بأنها عمليات " actions" لدعم السلام ومنع الوقوع في الصراع مرة أخرى وتقوم بهذا الدور مؤسسات خاصة لهذا الغرض.
بناء السلام هو العملية التي تتبع وقف الحرب او عملية فض النزاع بالطرق السلمية التي يتم من خلالها الاتفاق على إنهاء ووقف النزاع المسلح والمصالحة" Réconciliation" بين الأطراف المتنازعة وهي المرحلة الأولى في عملية بناء السلام(1).
أما المصالحة فهي خطوة هامة وأساسية في عملية بناء السلام وتقتضي الرغبة الأكيدة للاعتراف بالخطر الواقع على الطرف الآخر والعزم على عدم التكرار ودفع التعويض المناسب للطرف المتضرر وتهيئة الأطراف المتنازعة وبناء علاقات جديدة حسنة مع بعضهم البعض وقد نجحت هذه التجربة في جنوب أفريقيا حيث أقيمت محاكم خاصة بهذا الشأن حيث يذهب الأشخاص للاعتراف بالأخطار والدمار الذي أوقعوه بالطرف الآخر وتتم عملية المصالحة ودفع التعويض للطرف المتضرر، وقد ساعدت المنظمات في تمويل عملية المصالحة بدفع التعويضات، وهناك محاولات لتطبيق هذه التجربة في السودان في إطار عملية بناء السلام الشامل ويرى البعض أن عملية المصالحة بهذه الكيفية قد تستغرق فترة طويلة جدا ويفضلون عملية التعايش السلمي التي تحتاج لترتيبات اقل وزمن وجيز.
إن معرفة الأسباب الجذرية للنزاع ومعالجتها من اهم العناصر في عملية بناء السلام إذ أن معرفة الأسباب الحقيقية للصراعات المسلحة تعتبر حجر الزاوية في عملية بناء السلام في أي مجتمع، فلابد من فهم الأسباب الجوهرية التي دفعت بالأطراف المتنازعة للدخول في صراعات تؤدي في أغلب الأحيان إلى نشوب حروب بين الطرفين ومن اهم هذه الأسباب توزيع الثروة والسلطة بين الأفراد فى منطقة النزاع. أيضا العدالة الاجتماعية لأن غياب العدالة الاجتماعية في اي مجتمع يؤدي إلى الشعور بالظلم والغبن بين أفراد ذلك المجتمع ويقود في نهاية الأمر الى حدوث اشتباكات و صراعات مسلحة في المنطقة.



ـــــــــــــــــــــــــــــ
1) مور تمرسيلرز، النظام العالمي الجديد، ترجمة صادق ابراهيم عودة، دار النهضة، ص 67.
هناك أيضا صراعات ترجع إلى أسباب دينية و عرقية أي محاولة إحدى المجموعات العرقية أو الدينية للهيمنة و احتكار السلطة على النظام و الثروات في المنطقة مما يؤدي إلى ردة فعل المجموعات و المذاهب الدينية الأخرى و مقاومتها ومن ثم الوقوع في نزاعات بين المجموعات السكانية للمنطقة المعينة، بيد أن الأسباب الدينية و المعرفية هي في معظم الأحيان أسباب تابعة و غير مباشرة إذ ترجع جميع أسباب النزاعات و الحروب إلى أسباب اقتصادية و سياسية و يندر أن ترجع أسباب النزاعات إلى أسباب دينية أو عرقية(1).
من الأسباب الجوهرية للنزاعات و الحروب ترجع للسياسات و البرامج التنموية للدولة التي قد تنتج عن إيجاد تنمية غير متوازنة تعمل على تنمية مناطق معينة و توفر الخدمات و الرفاهية لفئات محددة و تسمح لقطاعات محددة من المجتمع من العمل و بناء الثروات على حسب المجموعات و الشرائح الأخرى في المجتمع مما يؤدي إلى إتساع الفجوة بين فئات ذلك المجتمع و يعمل على زيادة نسبة الفقر الذي يعتبر أكبر مهدد للسلام في أي مجتمع إذ يؤدي إلى سخط و تذمر المجموعات المهمشة على الأوضاع في النظام و من ثم إلى التمرد و نشوب الحرب في المنطقة. لذلك فالتنمية المتوازنة التي تأخذ في الاعتبار المناطق الجغرافيا و المجموعات السكانية المختلفة هي أعظم عناصر لبناء سلام دائم في أي مكان، هذا بالإضافة إلى انتهاك حقوق الإنسان في مناطق النزاعات الذي يعتبر من الأسباب الجوهرية في حدوث النزاعات و نشوب الحروب، إذ لابد من وجود نظام يكفل الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و كذلك القانونية التي يدونها لا يمكن أن يتحقق سلام في أي مجتمع و في أي مكان.

الفرع الثاني: لجنة بناء السلام و اختصاصاتها
أولا: لجنة بناء السلام
هي هيئة استشارية حكومية دولية جديدة في الأمم المتحدة تدعم جهود السلام في بلدان خرجت من الصراع وهي إضافة أساسية لقدرات المجتمع الدولي في جدول أعمال السلام الواسع.







ـــــــــــــــــــــــ
1) بابكر محمود، نهج بناء السلام في السودان، ورقة بحثية قدمت لمنظمة مبادرة الأمن الإنساني.
و تلعب لجنة بناء السلام دورا فريدا في :
1- جمع كل الأطراف ذات الصلة معا بما في ذلك المانحين الدوليين والمؤسسات المالية الدولية والحكومات والبلدان المساهمة بقوات؛
2- تعبئة الموارد
3- إسداء النصح واقتراح استراتيجيات متكاملة لبناء السلام بعد الصراع والانتعاش حيثما كان ملائما وإبراز أية ثغرات تهدد بتقويض السلام.
و نصت قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن المتزامنة التي أنشأت لجنة بناء السلام أيضا على إقامة صندوق لبناء السلام ومكتب لدعم بناء السلام وكلاهما يشكل هيكل بناء السلام في الأمم المتحدة.

ثانيا: اختصاصات لجنة بناء السلام
في قراري إنشاء لجنة بناء السلام، القرار 60/180
و 1645(2005) الصادرين في 20 كانون الأول/ديسمبر، أولت الجمعية العامة ومجلس الأمن، ضمن جملة أمور لجنة بناء السلام(1).
• جمع كل الأطراف ذات الصلة لتعبئة الموارد ولإسداء النصح واقتراح استراتيجيات متكاملة لبناء السلام بعد الصراع والانتعاش؛
• المساعدة على ضمان تمويل يمكن الاعتماد عليه لأنشطة الانتعاش المبكرة واستثمارات مالية مستدامة على المدى المتوسط والطويل؛
• تطوير أفضل الممارسات في الموضوعات المختلفة بالتعاون مع الأطراف السياسية والأمنية والإنسانية والتنموية.
و تحدد القرارات أيضا حاجة اللجنة بأن تمد فترة الاهتمام الدولي إلى بلدان ما بعد الصراع وحيثما تدعو الضرورة لإبراز أية ثغرات تهدد بتقويض بناء السلام




ــــــــــــــــــــــــــــــ
1) إدارة الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، مكتب التخطيط و الدعم، 1994.
المبحث الثاني: دور الأمم المتحدة في صنع وبناء السلام
حفظ السلام العالمي هدف رئيسي من أهداف الأمم المتحدة. وبموجب الميثاق، تتفق الدول الأعضاء على تسوية منازعاتها بالوسائل السلمية والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها ضد الدول الأخرى.
قامت الأمم المتحدة على مر السنين بدور رئيسي في المساعدة على نزع فتيل الأزمات الدولية وحل الصراعات التي طال أمدها. واضطلعت بعمليات معقدة شملت صنع السلام وحفظ السلام وتقديم المساعدة الإنسانية. وعملت على منع نشوب الصراعات. واضطلعت بصورة متزايدة في حالات ما بعد الصراع باتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجة الأسباب الجذرية للحرب ووضع الأساس اللازم لإقرار السلام الدائم.
تمخضت جهود الأمم المتحدة عن نتائج مذهلة. فقد ساعدت الأمم المتحدة على نزع فتيل أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962 وأزمة الشرق الأوسط في عام 1973. وفي عام 1988، رعت الأمم المتحدة تسوية سلمية أنهت الحرب الإيرانية - العراقية، كما رعت الأمم المتحدة في السنة التي أعقبتها المفاوضات التي أدت إلى انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان. وفي التسعينات، كان للأمم المتحدة دور فعَّال في استعادة سيادة الكويت، وأدت دوراً هاماً في إنهاء الحروب الأهلية في السلفادور وغواتيمالا وكمبوديا و موزامبيق، وحل أو احتواء الصراع في عدد من البلدان الأخرى في أيلول/سبتمبر 1999، عندما أجبرت حملة العنف 000 200 من سكان تيمور الشرقية على مغادرة ديارهم إثر التصويت على الحكم الذاتي، أذنت الأمم المتحدة بإيفاد قوة أمن دولية ساعدت على عودة الاستقرار إلى المنطقة. وفيما بعد، قامت إدارة انتقالية تابعة للأمم المتحدة بالإشراف على حصول الإقليم على استقلاله في 20 أيار/مايو 2002 باسم تيمور - ليشتي. و عندما هاجم إرهابيون الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر 2001، تحرك مجلس الأمن بسرعة - فاتخذ قراراً واسع النطاق يلزم الدول الأعضاء بمحاكمة كل من يشارك في تمويل أعمال إرهابية أو التخطيط لها أو إعدادها أو تنفيذها أو دعمها.

الفرع الأول: دورها في عمليات حفظ السلام
توفر إدارة عمليات حفظ السلام التوجيه السياسي والتنفيذي لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وتتصل بمجلس الأمن والبلدان المساهمة بالقوات والمال وأطراف الصراع في تنفيذ ولايات مجلس الأمن. و تحاول الإدارة أن توفر أفضل دعم ممكن من ناحية التكلفة الإدارية والكفاءة والفعالية والسوقيات للبعثات في الميدان عبر وزع موات لعتاد وخدمات جيدة، وموارد مالية كافية وأفراد دربوا بشكل جيد.
تعمل الإدارة على إدماج جهود الأمم المتحدة والهيئات الحكومية وغير الحكومية في سياق عمليات حفظ السلام، وتوفر الإدارة أيضا الإرشاد والدعم للمسائل العسكرية والشرطية و إزالة الألغام والمسائل السوقية والإدارية لبعثات الأمم المتحدة الأخرى السياسية والتي تعمل على بناء السلام (1).
و لكل عملية حفظ سلام مهامها المحددة وولاياتها، ولكنها جميعها تتشاطر في أهداف مشتركة - وهي تخفيف المعاناة البشرية وخلق الظروف وبناء المؤسسات لسلم مستدام ذاتي. ويسهم الوجود المضموني لعملية حفظ سلام على الأرض في تحقيق هذا الهدف بتقديم الأمم المتحدة كطرف ثالث ذو أثر مباشر على العملية السياسية. و في ممارستها لمهامها تستهدف الإدارة التقليل إلى الحد الأدنى من المخاطر الكثيرة التي يتعرض لها جنود حفظ السلام في الميدان.

الفرع الثاني: دورها في صنع السلام
منذ التسعينات من القرن الماضي، أمكن وضع حد لكثير من النزاعات، إما من خلال وساطة الأمم المتحدة، أو من خلال جهود أطراف أخرى تعمل بدعم من الأمم المتحدة. وتشمل القائمة السلفادور، وغواتي مالا، وناميبيا، وكمبوديا، و موزامبيق، وأفغانستان، وسيراليون، وبوروندي، والنزاع بين الشمال والجنوب في السودان. وتعود الأبحاث بالفضل لأنشطة صنع السلام وحفظ السلام ومنع النزاعات التي تضطلع بها الأمم المتحدة باعتبارها من العوامل الرئيسية في انخفاض النزاعات بنسبة 40 في المائة في أنحاء العالم منذ التسعينات من القرن الماضي. فقد أدت الدبلوماسية الوقائية وغيرها من أشكال الإجراءات الوقائية التي تقوم بها الأمم المتحدة إلى نزع فتيل العديد من النزاعات المحتملة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن بعثات الأمم المتحدة للسلام في الميدان تعالج حالات ما بعد انتهاء النزاع وتنهض بتدابير بناء السلام(2).








ــــــــــــــــــــــــــــــ
1) إدريس لكريني، الأمم المتحدة إما تغيير او انهيار، العرب الأسبوعي، 14 افريل 2007، ص 40.
2) علي سالم، دار الكتاب العرب في صنع السلام و حمايته، الشرق الأوسط، العدد 11238، سبتمبر 2009، ص 110.
المبحث الثالث: رؤية مستقبلية لمفهوم صنع و بناء السلام
شهدت عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، خلال أكثر من ستين عاما من وجودها، تطورات هامة باعتبارها وسيلة للتصدي للأزمات الدولية، وعمل أفراد الأمم المتحدة لحفظ السلام في جميع أنحاء العالم لمنع نشوب الصراعات، وإدارة العنف واحتوائه، ودعم الجهات الفاعلة الوطنية في صون السلام وبنائه بعد انتهاء الصراع.
اليوم تتحمل عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام ما يفوق طاقتها أكثر من أي وقت مضى، وهي مدعوة على نحو متزايد إلى الانتشار في مناطق نائية وفي بيئات غير مستقرة من الناحية العملية وفي ظروف سياسية متقلبة. وهي عمليات لجأت إليها الدول الأعضاء مراراً وتكراراً للتصدي لمجموعة متنوعة من الحالات المتزايدة الاتساع. لكنها أيضا وسيلةٌ تواجه تحديات من بينها: تحديات في القيام بالمهمة في أكبر وأغلى بعثاتها، وتحدياتٌ في رسم استراتيجيات انتقالية ناجعة للبعثات التي تحقق فيها قدر من الاستقرار، وتحدياتٌ في الاستعداد لمستقبل مجهول. وهذه التحديات لا يمكن معالجتها إلا من خلال إقامة شراكة عالمية لحفظ السلام (1).‏
إزاء هذه الخلفية، أطلقت إدارة عمليات حفظ السلام وإدارة الدعم الميداني مبادرة الأفق الجديد لإدامة وتكثيف الحوار بين أصحاب المصلحة في مجال حفظ السلام بشأن الخيارات الممكنة لتحسين عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في الحاضر والمستقبل. وتأمل إدارة عمليات حفظ السلام وإدارة الدعم الميداني أن تساعد هذه المبادرة على تيسير التوصل إلى برنامج تطلعي متفق عليه بين الشركاء من شأنه أن يصوغ مجموعة من الأهداف المشتركة والممكن تحقيقها يكون بوسع شراكات عمليات حفظ السلام المضي قدماً نحو تحقيقها على مر الزمن.
و كجزء من هذه المبادرة، وفي أوائل عام 2009، كلفت إدارة عمليات حفظ السلام وإدارة الدعم الميداني مركز التعاون الدولي بإعداد وثيقة تحليلية خارجية عنوانها "استنادا إلى منجزات الإبراهيمي، بناء تحالف من أجل حفظ السلام في عصر الغموض الاستراتيجي للمساعدة في تنشيط النقاش بشأن التحديات والفرص المتاحة أمام عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام. وهذه الوثيقة التي أعدها مركز التعاون الدولي هي مساهمة خارجية مستقلة في هذه العملية. و هي لا تعبر عن آراء إدارة عمليات حفظ السلام وإدارة الدعم الميداني أو تصدر حكماً مسبقاً عليها(2).


ـــــــــــــــــــــــــــ
1) اتفاقية الأمم المتحدة، مكافحة الفساد، الأمم المتحدة، 2004، ص 104.
2) اتفاقية الأمم المتحدة، مكافحة الفساد، نفس المرجع، ص106.

خاتمة
حقيقة ان المجتمع الدولي استفاد في الماضي من المحطات و الأزمات الدولية دروسا جعلته يبتدع و يطوع وسائل جديدة لحفظ السلم، كتأسيس عصبة الأمم عقب نهاية الحرب العالمية الأولى، و تأسيس الأمم المتحدة عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، غير أنه لم يستفد قط من المحطات الدولية الحاسمة التي مر بها في السنوات الأخيرة، انهيار الاتحاد السوفياتي، حرب الخليج الثانية، احتلال العراق، بالشكل الذي جعل الأمم المتحدة بعيدة كل البعد عن التفاعل مع محيطها و الاستجابة للتحديات و المخاطر التي تفرضها المرحلة.
إن تشكيلة المجلس ( العضوية الدائمة و حق الفيتو ) لا زالت تعكس موازين القوى عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، أكثر منها توازنات اليوم و بخاصة بعد ظهور أقطاب دولية جديدة كاليابان و ألمانيا و الهند...و تزيد أعضاء المنظمة بشكل لا فت.
لا زالت هذه المنظمة تفتقد لإرادة مستقلة عن إرادة القوى الدولية الكبرى بالشكل الذي يشكك في صفتها الدولية و في مصداقيتها.
إن الأمم المتحدة و بالنظر إلى التحديات الدولية المشتركة و الوضعية المزرية التي وصلت إليها، تظل بحاجة إلى إصلاح فعال يترجم مصلحة العالم بشماله و جنوبه بالشكل الذي يجعل منها منظمة لحفظ السلم و الأمن الدوليين بالفعل.
















المراجع:

 إدارة الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، مكتب التخطيط و الدعم، 1994.
 *اتفاقية الأمم المتحدة، مكافحة الفساد، الأمم المتحدة، 2004.
 إدريس لكريني، الأمم المتحدة إما تغيير أو انهيار، العرب الأسبوعي، 14 افريل 2007.
 بابكر محمود، نهج بناء السلام في السودان، ورقة بحثية قدمت لمنظمة مبادرة الأمن الإنساني.
 تمرسيلرز، النظام العالمي الجديد، ترجمة صادق ابراهيم عودة، دار النهضة.
 علي سالم، دار الكتاب العرب في صنع السلام و حمايته، الشرق الأوسط، العدد 11238، سبتمبر 2009.
 محمد الكرباسي، الأمن و السلام، دار المعارف، المملكة المتحدة، 2009.
 عبد الفتاح رزيق لمخادمي، النظام الدولي الجديد، ديوان المطبوعات الجامعية، 1999.
 يحياوي نورة، حماية حقوق الإنسان، دار هومة، 2004.
 عبد الفتاح مراد، الاتفاقيات الدولية الكبرى، دار الكتاب، مصر، 1997.
 يحياوي بن علي نورة، حماية حقوق الإنسان في القانون الدولي، دار هومة، الجزائر، 2004.
 هنداوي حسام، التدخل الدولي الإنساني، دار النهضة العربية، 1997.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الآليات الأممية الجديدة لحفظ السلم و الأمن الدوليين صنع وبناء السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  كيف نشأت وتطورت عمليات الامم المتحدة لحفظ السلام؟
» الآليات السياسية لاسترجاع الأمن في الجزائر خلال فترة حكم بوتفليقة
» التغطية الاعلامية للنزاعات - التوجهات الجديدة لاعلام السلام -
» مفهوم الأمن البشري في ظل التهديدات العالمية الجديدة
» إعادة صياغة مفهوم الأمن : الأمن المجتمعي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** ماســـــتر (Master) ******* :: السنة الأولى ماستار ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1