أكثر دول أوروبا تعرضا لليمين المتطرف
الأحد, 13 مايو 2012 17:00
أثارت النتيجة غير المسبوقة لأقصى اليمين في الدور الأول من انتخابات الرئاسة الفرنسية، بحصول مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان على ما يقرب من خمس الأصوات، مخاوف من تنامي المدّ اليميني المتطرف في أوروبا, وهي المخاوف التي عبر عنها ساسة أوروبيون بارزون بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وكانت تلك المخاوف قد تعاظمت بعد المذبحة التي اقترفها في يوليو/تموز الماضي الشاب النرويجي أندريس بيرينغ بريفيك في العاصمة أوسلو وفي جزيرة قريبة منها, وقتل فيها 77 من مواطنيه.
واتضح لاحقا بما لم يدع مجالا للشك أن لبريفيك صلة وطيدة باليمين المتطرف, ويتبنى أفكارا متطرفة تشمل معاداة الإسلام.
وفي ما يلي استعراض لدول أوروبية من بين الأكثر تعرضا لظاهرة التطرف اليميني في القارة العجوز, ويشمل ذلك مستوى التمثيل في المؤسسات السياسية من برلمانات وحكومات.
النمسا
يسيطر اليمين المتطرف على أكثر من خمسين من مقاعد البرلمان النمساوي موزعة بين حزبي الحرية (34 مقعدا من أصل 183 مقعدا) والتحالف من أجل مستقبل النمسا (21 مقعدا), وهو ما نسبته 28.2% من الأصوات. ويشكل هذا التيار ثاني أكبر قوة سياسية في البلاد.
سويسرا
في سويسرا, تعاظمت أيضا شعبية أقصى اليمين ممثلة في اتحاد الوسط الديمقراطي بقيادة توني برونر الذي فاز في انتخابات العام الماضي بنسبة 26.6% من الأصوات، ليحصل على 54 من مقاعد المجلس الوطني (البرلمان) المائتين.
ويتبنى هذا الحزب أفكارا عنصرية تستهدف الأجانب عامة بمن فيهم المسلمين.
النرويج
يحتل حزب المؤتمر اليميني المتطرف 41 مقعدا من مجموع 169 مقعدا في البرلمان, أي ما نسبته 23% من أصوات الناخبين.
وكان من بين أعضائه أندريس بريفيك منفذ مذبحة صيف العام الماضي التي كان معظم ضحاياها يشاركون في مخيم شبابي لحزب العمال المشارك في الائتلاف الحاكم.
وبعد المذبحة التي أثارت قلقا كبيرا في أوروبا, مُني حزب المؤتمر بخسارة في الانتخابات المحلية.
فنلندا
حقق حزب "الفنلنديون الحقيقيون" اليميني المتطرف في انتخابات أبريل/نيسان من العام الماضي تقدما مهما على الساحة السياسية في هذا البلد الإسكندنافي، بحصوله على 39 مقعدا من مجموع مائتي مقعد, أي ما يعادل 19.1% من الأصوات.
المجر
دخل حزب "تحالف شباب اليمين-حركة من أجل مجر أفضل" (جوبيك) البرلمان على أثر الانتخابات التشريعية التي جرت في أبريل/نيسان 2010، حيث حصل على 46 مقعدا من مجموع 386 مقعدا, وهو ما نسبته 16.7% من أصوات الناخبين.
ويدعو الحزب إلى المحافظة على الهوية القومية, ويُتّهم باستخدام شعارات نازية في بعض الأحيان.
الدنمارك
بات اليمين المتطرف طرفا في الساحة السياسية في الدنمارك بعد حصول حزب الشعب في الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي على 22 مقعدا من مجموع 179 مقعدا, وهو ما نسبته 13.9% من الأصوات.
ويتبنى هذا الحزب أفكارا مناهضة للمهاجرين وللإسلام. وفي نهاية مارس/آذار الماضي تظاهر مئات من مناصري اليمين المتطرف في مدينة "أرهوس" -ثاني أكبر مدينة في الدنمارك- ضد ما يطلقون عليه أسلمة أوروبا.
هولندا
تضم الساحة السياسية الهولندية بدورها حزبا يمينيا متطرفا يعادي الإسلام ويناوئ الاتحاد الأوروبي وهو حزب "من أجل الحرية" بقيادة خيرت فيلدرز.
ولم يخف فيلدرز أبدا عداءه الشديد للإسلام والمسلمين خاصة في هولندا، حتى أنه طلب منهم تمزيق نصف القرآن الكريم إذا أرادوا البقاء هناك, وهو يمجد إسرائيل لأنها تقاتل المسلمين حسب تعبيره.
وكانت الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في يونيو/حزيران 2010 فرصة لهذا الحزب لتعزيز موقعه، حيث رفع عدد مقاعده في البرلمان من تسعة إلى 24 من مجموع 150 مقعدا, أي ما يعادل 15.5% من أصوات الناخبين.
ومنذ ذلك الوقت ظل حزب فيلدرز يدعم حكومة الأقلية التي شكلها الحزب الليبرالي بقيادة مارك روتي, والتي قدمت استقالتها أمس بعد رفض حزب الحرية الاتفاق معها على حزمة من الإجراءات التقشفية.
بلجيكا
يمثل اليمين المتطرف في هذا البلد حزب المصلحة الفلامندية -نسبة إلى إقليم الفلامند أو الفلاندرن الذي تقطنه أغلبية ناطقة بالهولندية- ويتبنى أفكارا قومية وانفصالية, كما أنه مناهض للمهاجرين.
وفي الانتخابات البرلمانية والفدرالية التي جرت في يونيو/حزيران 2010, نال الحزب 12 مقعدا من مجموع 150 مقعدا, أي ما يعادل 8.2% من الأصوات, مسجلا بذلك تراجعا في النتائج مقارنة بانتخابات سابقة.
السويد
دخل اليمين المتطرف البرلمان السويدي لأول مرة بعدما خاض انتخابات سبتمبر/أيلول 2010 تحت لواء حزب "ديمقراطيو السويد" الذي حصل على عشرين مقعدا من مجموع 348 مقعدا, أي ما يعادل 5.7% من الأصوات.
فرنسا
ينشط اليمين المتطرف الفرنسي سياسيا تحت مظلة الجبهة الوطنية التي تقودها حاليا مارين لوبان.
وقد حلت مارين ثالثة في الدور الأول من انتخابات الرئاسة بعد زعيم الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند والرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي بحصولها على نحو 18% من الأصوات.
وتأمل الجبهة الوطنية بالفوز بمقاعد في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في يونيو/حزيران المقبل, وهي تطالب بتعديل القانون الانتخابي كي تتمكن من تمثيل ناخبيها في البرلمان بغرفتيه.
إيطاليا
يتمتع اليمين المتطرف في إيطاليا بتمثيل في البرلمان, بل إن رابطة الشمال التي تعتبر المظلة الرئيسة لهذا التيار كانت شريكا في الحكومة السابقة برئاسة سيلفيو برلسكوني.
وعلى غرار أحزاب يمينية متطرفة أخرى في أوروبا, تجاهر رابطة الشمال بعدائها للمهاجرين, ولا تخفي رغبتها في انفصال إقليم بادانيا شمالي إيطاليا.
وحصل هذا الحزب في انتخابات عام 2008 على ستين مقعدا في مجلس النواب و25 مقعدا في مجلس الشيوخ، بعد نيله أكثر من 8% من الأصوات.
ألمانيا
ينشط اليمين المتطرف أو النازيون الجدد في ألمانيا تحت مظلة الحزب القومي الديمقراطي.
ويتبنى هذا الحزب، الذي نجح في دخول بعض برلمانات الولايات الألمانية، أفكارا تقوم على معاداة الأجانب وتمجيد العرق الأبيض والحطّ مما سواه.
دول أوروبية أخرى
ينشط اليمين المتطرف أيضا بمستويات مختلفة, وحقق نجاحات متفاوتة في دول أوروبية أخرى بينها البرتغال واليونان وسلوفاكيا وليتوانيا وبلغاريا ورومانيا وسلوفينيا وبريطانيا.
المصدر:الجزيرة + وكالات
http://www.erbilgazetesi.com/arapca/index.php?option=com_content&view=article&id=2508:2012-05-13-15-01-34&catid=136:avrupa&Itemid=663