العنصرية ضد المسلمين

التمييز والعنصرية يترعرعان في أحضان الجهل والتحيّز والصور النمطية ،كما أن العنصرية وعدم التسامح يمكنهما أخذ أشكال مختلفة تتراوح بين حرمان الناس من تطبيق المبادئ الأساسية للعدالة، وإثارة الكراهية التي ربما تؤدي إلى الإبادة والتي بدورها تتسبب في القضاء على الكثير من الأرواح وتفكيك المجتمعات.

وحيث تنامي العداء للإسلام، أصبح توسيع الحملات المناهضة للعنصرية وضد "الإسلاموفوبيا" ضرورة ملحة،ولذلك لابد من التصدي بقوة لظاهرة العنف والعنصرية باعتبار ذلك أصبح أمرا ضروريا نظرا للتنامي الملحوظ للكراهية وتصاعد العداء للإسلام، عن طريق الحوار ونبذ العنف ومضاعفة جهود التصدي للفكر العنصري المنحرف.

وفي ما يلي نستعرض بعض المنظمات التي روجت للعنصرية وبعض الحوادث التي مثلت وعكست لها في أعنف صورة

حركة رابطة الدفاع الإنجليزية

حركة رابطة الدفاع الإنجليزية المعادية للإسلام، معظم أعضاءها من مشاغبي كرة القدم "الهوليغانس"،احتلت أخبارها العناوين البارزة العام 2009 بسبب احتجاجاتها العنيفة من حين إلى آخر.

هذه الحركة المتطرفة نشأت كرد فعل وترياق مضاد لخطر «القاعدة» الذي طالت أعماله العنيفة العديد من المدن والبلدان الأوروبية من تفجير لمحطات القطار والمتاجر والذي بلغ أوجه في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 لينال من مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر البنتاغون في واشنطن،لكن نشاط الحركة المتطرفة لم يقتصر على تدابير بعينها لمواجهة تنظيم القاعدة أو الجماعات الاسلاموية المتطرفة، بل امتد لينال من جميع المسلمين المهاجرين المسالمين الذين دفعت بهم الظروف الطاردة -سياسياً او اقتصادياً- في بلدانهم لييموا وجوههم شطر الجُزر البريطانية وبلدان القارة الأوروبية بحثاً عن ملاذ آمن أو كسباً للعيش ونشداناً للكرامة.

تقول الرابطة التي تأسست عام ،2009 إنها تعارض الإسلام الجهادي وتسعى للمحافظة على الثقافة الإنجليزية الخالصة، و قد قامت بتصعيد حملاتها في المدن البريطانية التي يعيش فيها عدد كبير من المسلمين .

وتقوم الرابطة العنصرية مع أعضاء سابقين في الحزب الوطني السابق بالترويج لحزب الحرية البريطاني، وهو حزب سياسي جديد سيعمل على استغلال هذا المناخ العنصري.

منظمة «أوقفوا أسلمة أوروبا»

تحالف أوروبي يضم عددا من المنظمات والأحزاب اليمينية المتشددة، التي تعارض «أسلمة أوروبا»، تأسس مطلع 2009 في مدينة انتويرب البلجيكية،وجاء الإعلان عنه خلال مؤتمر استضافه حزب «فلامز بلانج» البلجيكي اليميني، وبحضور عدد من قيادات اليمين المتشدد في أوروبا، للمطالبة بمنع بناء المساجد في المدن الأوروبية وبدء حملة جديدة لمكافحة ما يسمونه «انتشار الإسلام المتطرف في أوروبا».

والمنظمة تتحرك في وضح النهار في عدة دول أوروبية ومنها بلجيكا، وألمانيا، وبريطانيا، والنمسا، وفرنسا.. وعدد من الدول الشرقية. وتدعو هذه المنظمة إلى ما يعتبره المحللون حربا أهلية فعلية في أوروبا بين الأوروبيين والرعايا المتحدرين من أصل غير أوروبي.

مروة الشربيني

مصرية قتلت طعنا في الأول من يوليو (تموز) 2009 على يد (أليكس فينز ) شاب ألماني من أصول روسية في قلب محكمة دريسدن (شرق ألمانيا) التي كانت حضرت إليها لتقديم شهادتها ضده بتهمة توجيه شتائم عنصرية إليها بعد ان تهجم عليها في حديقة للأطفال واتهمها بأنها «إرهابية».

وقد حظيت هذه القضية بتغطية واسعة من جانب الإعلام المصري، وأطلقت بعض الصحف على الضحية لقب "شهيدة الحجاب"،كما أثارت القضية موجة غضب عارمة في العالم الإسلامي ومظاهرات حاشدة في مصر وإيران بسبب تأخر السلطات الألمانية في شجب الجريمة.

مذبحة أوسلو

ارتكبها نرويجي أصولي مسيحي يميني متطرف يدعى (اندرس بهرينغ برايفيك) ، راح ضحيتها 91 شابا نرويجيا عندما هاجم المربع الحكومي في أوسلو والمنتجع السياحي لشباب الحزب النرويجي الاشتراكي الديمقراطي في جزيرة يوتويا.

وفقا للبيان الذي نشره القاتل فأن اليمين المتطرف أو بالأحرى بعضه أجرى مراجعة لفكره وأهدافه. فبعد ما كان يعادي اليهود والعرب معا وعلنا أصبح يستلهم الصهيونية وممارسات إسرائيل خصوصا الائتلاف الحكومي الحالي فيها. وبالتالي بات يركز نقده للسياسات المتبعة حيال الهجرة والمهاجرين والتعددية الثقافية على العداء للإسلام والمسلمين تحت شعار إنقاذ أوروبا وهويتها.

ووفقاً لصحيفة (صندي اكسبريس ) أن برايفيك كان مستشاراً لرابطة الدفاع الانكليزية اليمينية المتطرفة بشأن الكراهية ضد المسلمين قدم نصائح لرابطة الدفاع الانجليزية بشـأن طرق إثارة الكراهية ضد المسلمين ،وانه كان محط إعجاب الجماعة اليمينية المتطرفة في بريطانيا، وخطط لإنشاء جماعة مشابهة لها في النرويج لمكافحة تنامي عدد السكان المسلمين فيها.

هجمات تولوز ومونتوبان

محمد مراح، ثلاثة وعشرون عاما،شاب فرنسي -جزائري قُتل برصاص قوات مكافحة الإرهاب الفرنسية التي حاولت اعتقاله بعد قيامه بحوادث قتل ثلاثة وقعت في شهر مارس 2012 في تولوز وضاحية مونتوبان وراح ضحيتها ثلاثة عسكريين من أصول مغاربية وثلاثة أطفال ومدرس في مدرسة يهودية جنوبي غرب فرنسا.

وقد قال مراح للشرطة انه أراد الانتقام للأطفال الفلسطينيين ومهاجمة الجيش الفرنسي بسبب تدخلاته الخارجية.

حوادث حرق القرآن

كان آخرها حادثة حرق مصاحف ومواد إسلامية أخرى في قاعدة "باغرام" الجوية الأمريكية شمال كابل في فبراير 2012 تواصلت على أثرها الاحتجاجات في أنحاء أفغانستان وصعدت طالبان من استهدافها للجنود الأجانب في حين وجّه الرئيس الأميركي باراك أوباما رسالة اعتذار لنظيره الأفغاني حامد كرزاي عن الحادثة. والحادثة أقر بها الجنرال جون ألان، قائد قوات المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان (إيساف).

ولاننسى (تيري جونز) قس أمريكي،راعي كنيسة دوف التبشيرية في ولاية فلوريدا الأمريكية ، أعلن عن نيته إحراق المصحف في الولايات المتحدة عام 2010، في يوم سمّاه بالعالمي لحرق نسخ من القرآن في الذكرى السنوية لهجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر)، إلا أنه أعاد التفكير في قراره بسحب تلك الدعوة بعدما أثارت جدلاً عالمياً واسعاً.

يبقى أن نقول أن الطرفان يرميان باللوم كلا على الآخر ، في حين يعلل الغربي أفعاله بردة الفعل للهجمات الإرهابية الإسلامية التي تنامت وتصاعدت في السنوات الأخيرة حتى طالت دولاً غربية كثيرة، نرى أن المسلم يبرر مايقوم به ضد الغرب بأنه ثأراً للعراق ودفاعاً عن الإسلام وجهاداً لأفغانستان ، فلا يُعرف من الضحية ومن الجلاد، أين الفعل وأين ردة الفعل !

*****************

المصادر

-صحيفة الشرق الأوسط 26 يوليو 2011- 24 يوليو 2011- 8 يوليو 2009 – 2 يوليو 2010-

-مذبحة أوسلو وأزمة مروجي الإسلاموفوبيا بأوروبا (زابينا شيفر-الجزيرة نت 4/8/2011)

-العنصرية والعداء للإسلام في مؤتمر بلندن (الجزيرة نت 26/2/2012)

-دروس مذبحة أوسلو -إعداد عبد الوهاب بدرخان (فرانس 24 –29/7/2011)

-رابطة الدفاع الإنجليزية تحشد الجماعات االمعادية للإسلام في أوروبا (دار الخليج )

-بعض ثمار «القاعدة».. رابطة الدفاع الانجليزي مثالاً! (طه النعمان –صحيفة آخر لحظة السودانية 5 يونيو 2011)

-منفّذ مذبحة أوسلو كان مستشاراً لرابطة الدفاع الانجليزية بشأن طرق اثارة الكراهية ضد المسلمين (مودرن نيوز 24/7/2011).

-"العربية" في معقل القس الذي يدعو لحرق مصاحف في فلوريدا (8العربية نت سبتمبر 2010 ).

رابط الموضوع : http://www.assakina.com/politics/news-muslims/17584.html#ixzz2TD10lU00