مكانة الموظف الدولى ودوره فى حل المنازعات الدولية

مكانة الموظف الدولى ودوره فى حل المنازعات الدولية
د.الهادى محمد الوحيشى
الناشر: المنظمة العربية للتنمية الإدارية
المؤلف: د.الهادى محمد الوحيشى
تاريخ النشر : 2006
عدد الصفحات: 300
رقم الاصدار : الأولي
مكان الاصدار : القاهرة

مقدمة

تنهض الفكرة الرئيسية للكتاب الذي بين أيدينا على أن الموظف الدولي، على خلاف نظيره المحلي، يؤدي عمله في بيئة معقدة للغاية تعج بالمفارقات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتتكاثر فيها المنازعات بصورة لافته للنظر، ومع ذلك فإن بإمكانه إن أتيحت له الفرصة وتوفرت له الوسائل المناسبة وحرية الحركة أن يلعب دورًا فعالاً في تسوية هذه المنازعات، أو على أقل تقدير تهدئتها كخطوة على طريق تسويتها، بصورة سلمية. وقد اقتضت مناقشة هذه الفكرة في سياقها الموضوعي الأوسع الإجابة عن عدد من التساؤلات كان أهمها: 1 - ماذا يقصد بالموظف الدولي وما أوجه التشابه والاختلاف بينه وبين نظيره المحلي؟. 2 - ما المعايير المعمول بها في إطار المنظمات الدولية والإقليمية، تحديدًا في إطار منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، لاختيار الموظفين الدوليين؟ 3 - ما الواجبات والالتزامات التي يحملها الموظف الدولي على عاتقه، وفي المقابل ما الحقوق والامتيازات التي تتاح له بحكم عمله في منظمة دولية أو إقليمية بعينها؟. 4 - ما العقبات التي تحول دون أن يؤدي الموظف الدولي عمله بفعالية وكفاءة؟ وما السبل والوسائل الكفيلة بتذليل هذه العقبات؟ 5 - كيف يتأتى للموظفين الدوليين، حاليًا وفي المستقبل، الإفادة من النماذج السلوكية لموظفين دوليين سابقين أثبتوا من خلالها مقدرة فائقة في التعاطي مع الأزمات والمنازعات الدولية بصورة دفعت أطرافها إما إلى تغليب الحلول التفاوضية في فضها، أو إلى الإقلاع عن استخدام الآلية العسكرية في حسمها؟ ومن خلال استقراء مضامين التساؤلات السابقة يبدو جليًا أن الهدف الرئيسي للكتاب يتمثل ليس في تكشف مساحات التعقيد الكائنة في بيئة عمل الموظف الدولي أو خصوصية مركزه القانوني فحسب، وإنما أيضًا، وهو الأهم، تشخيص القيود التي تغل يد الموظف الدولي عن التصرف بديناميكية واقتدار حيال الأزمات والمنازعات الدولية من ناحية، ومن ناحية أخرى ارتسام الوسائل الكفيلة بتكسير هذه القيود وبالكيف الذي يتيح لهذا الموظف أن يلعب دورًا فعالاً في حل الأزمات والمنازعات الدولية سلميًا، وبما يقود في النهاية إلى إشاعة الاستقرار والسلام بين الوحدات المشكلة للنسق الدولي. وينطلق الكتاب من فرضية أساسية مفادها أن المركز القانوني للموظف الدولي بوضعيته الراهنة لا يمثل دالة إيجابية معينة له على تضييق الفجوة القائمة بين دوره المدرك ودوره المؤدي.. أو بعبارة أخرى، فإنه ليس بإمكان الموظف الدولي انطلاقًا من مركزه القانوني تحقيق التناغم المنشود ما بين إدراكه لدوره وأدائه لهذا الدور. وسعيًا لتحقيق هذه الفرضية والإجابة عن التساؤلات التي سيقت في مستهل الحديث لم نعتمد في تحليلنا على منهج واحد، وبدلاً من ذلك اعتمدنا على منهج مركب حررنا من الكثير من الثغرات التي كان من الممكن أن تعتري التحليل حال الاعتماد على أحادية المنهج من جهة، ومن جهة أخرى ساعدنا على سلاسة الربط بين ما أسسنا عليه من مقدمات وما خلصنا إليه من نتائج، وذلك عبر استناده على العناصر التالية. 1 - التسلسل التاريخي .. من خلال بيان أن الوظيفة الدولية بمفهومها النظامي ليست وليدة اليوم، وإنما اقترنت في تطورها بالتطورات الحادثة في العلاقات الدولية، تحديدًا في شقها المنظمي، وللتوضيح فإن وضعية الموظف الدولي مثلاً قد اختلفت كثيرًا في ظل منظمة الأمم المتحدة عن مثيلتها في ظل عصبة الأمم. 2 - المقارنة .. من خلال استعراض أوجه الاختلاف والتشابه بين نماذج لموظفين دوليين استطاع بعضهم استثمار ما أتيح لهم من فرص لأداء أدوارهم على أكمل وجه، تحديدًا في مجال حفظ السلم والأمن الدوليين، بينما افتقر البعض الآخر حتى لروح المبادرة في التعاطي مع الأحداث الدولية الساخنة. 3 - الربط الوظيفي .. وذلك من خلال توضيح العلاقة بين الأطر القانونية الحاكمة لتحركات الموظف الدولي في حل الأزمات والمنازعات الدولية سلميًا ومدى تمسكه بهذه الأطر أو تجاوزه لها عندما يتحرك لإنجاز هذا الهدف على أرض الواقع. 4 - التقييم واستخلاص النتائج .. وذلك عبر تحديد ما إذا كانت الآليات التي توفرها المنظمات والهيئات الدولية لموظفيها كافية لأدائهم وظائفهم على أكمل وجه أم غير كافية لذلك.. وإذا كانت الأخيرة، فكيف يتأتى معالجة ذلك؟ واتساقًا مع ذلك، فقد تم تقسيم الكتاب إلى بابين وتقسيم كل باب منهما إلى عدة فصول ثم تقسيم كل فصل منها إلى عدة مباحث ثم تقسيم كل مبحث فيها إلى عدة مطالب.. وهكذا حسب مقتضيات الحال، فضلاً على استهلالها بفصل تمهيدي وتذييلها بخاتمة تضمنت أهم ما تم التوصل إليه من نتائج وما تم تقديمه بناء على هذه النتائج من توصيات. وفي الفصل التمهيدي، والذي حمل عنوان "التطور التاريخي لنظام الموظف الدولي وسماته الأساسية" تم تسليط الضوء على المراحل الأساسية التي شهدها تطور نظام الموظف الدولي والخصائص الأساسية المميزة لهذا النظام،
نبذة عن المحتوى

الفصل التمهيدي: التطور التاريخي لنظام الموظف الدولي وسماته الأساسية المبحث الأول: مراحل تطور نظام الموظف الدولي المطلب الأول: الموظف الدولي قبل التنظيم الدولي (1850-1919) المطلب الثاني: الموظف الدولي في مرحلة التنظيم الدولي المبحث الثاني: الخصائص الأساسية لنظام الموظف الدولي المبحث الثالث: مفهوم المركز القانوني للموظف الدولي وأساس دوره في حل المنازعات الدولية المطلب الأول: مفهوم المركز القانوني للموظف الدولي المطلب الثاني: أساس دور الموظف الدولي في حل المنازعات الدولية الباب الأول: الأحكام العامة لنظام الموظف الدولي الفصل الأول: التنظيم القانوني للموظفين الدوليين المبحث الأول: تعيين الموظفين الدوليين وترقيتهم وواجباتهم العامة المطلب الأول: تعيين الموظفين الدوليين وترقيتهم المطلب الثاني: واجبات الموظف الدولي المبحث الثاني: حصانات الموظف الدولي وامتيازاته المطلب الأول: مفهوم المركز القانوني للموظف الدولي المطلب الثاني: نطاق سريان حصانات الموظف الدولي وامتيازاته المطلب الثالث: أهم صور الحصانات والامتيازات التي يتمتع بها الموظف الدولي الفصل الثاني: المسئولية القانونية للموظف الدولي المبحث الأول: المسئولية القانونية للموظف الدولي المطلب الأول: التعريف بالمسئولية الدولية وعناصرها المطلب الثاني: أحكام مسئولية الموظف الدولي المبحث الثاني: تأديب الموظف الدولي المطلب الأول: أحكام تأديب الموظف الدولي في اللوائح الوظيفية المختلفة المطلب الثاني: الجزاءات التأديبية التي تقع على الموظف الدولي المخالف الباب الثاني: دور الموظف الدولي في حل المنازعات الدولية بالوسائل السلمية الفصل الأول: لجوء الموظف الدولي إلى استخدام الوسائل السلمية في حل المنازعات الدولية المبحث الأول: الوسائل الدبلوماسية أو السياسية في حل المنازعات الدولية المطلب الأول: المفاوضات Les négociations المطلب الثاني: المساعي الحميدة والوساطة المطلب الثالث: إنشاء أجهزة فنية خاصة لتسوية المنازعات المبحث الثاني: الوسائل القضائية في حل المنازعات الدولية المطلب الأول: التحكيم L’arbitrage المطلب الثاني: القضاء الدولي المبحث الثالث: دور المنظمات الإقليمية والدولية في تسوية المنازعات المطلب الأول: عرض النزاع على المنظمات الإقليمية المطلب الثاني: دور الأمم المتحدة في تسوية المنازعات الدولية (مجلس الأمن) الفصل الثاني: بعض نماذج المنازعات الدولية التي لعب الموظف الدولي دورًا في حلها بالوسائل السلمية5 المبحث الأول: أداء الموظف الدولي في النزاع العراقي – الكويتي المطلب الأول: نظرة شاملة على النزاع العراقي – الكويتي المطلب الثاني: دور الأمم المتحدة في تسوية "حالة الكويت العراق" المطلب الثالث: دور الأمم المتحدة في عراق ما بعد الاحتلال الأمريكي المبحث الثاني: النزاع اليمني- الإريتري واللجوء إلى التحكيم المطلب الأول: نشوء إشكالية الحدود واحتلال جزيرة حنيش الكبرى المطلب الثاني: التطورات السابقة لاتخاذ قرار اتفاق المبادئ الخاص بالتحكيم ومضمونه المطلب الثالث: اتفاق التحكيم بشأن النزاع اليمني- الإريتري وتنفيذه خاتمة واستنتاجات الملاحق الملحق الأول: النظام الأساسي لموظفي الأمم المتحدة 3 يونيو 1999 ف1 الملحق الثاني: النظام الأساسي لموظفي جامعة الدول العربية 24 يوليو 1973 ف3 الملحق الثالث: خطة السلام، الدبلوماسية الوقائية، صنع السلم وحفظ السلم المراجع