الشيخة موزة... شخصية البيئة للعام 2008
وقد حدد الدكتور مجدي علام رئيس الاتحاد العربي للشباب والبيئة الأسس التي تم بناء عليها هذا الاختيار بقوله: «اطلعنا على أنشطة قطر في مجال البيئة، خاصة برنامج لكل ربيع زهرة والمشاريع التي تهتم بها سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند، كما أننا لمسنا اهتمام سموها بالتربية وعلوم البيئة والأبحاث ذات الصلة، ومن أجل كل هذا قرر مجلس إدارة الاتحاد في دورته رقم-19- اختيار صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند شخصية العام البيئية لعام 2008 نظراً لتأثيرها الكبير في قطاعات المجتمع القطري، خاصة بالنسبة للأطفال والفتيات الذين نعتبرهم نواة قادة المجتمع في المستقبل».
حماية البيئة... حماية للمستقبل
المطلع، ولو قليلاً، على المشكلات والمخاطر التي تهدد البيئة في العالم كله يدرك أن الرهان على «بيئة نظيفة» هو رهان على المستقبل.. ولذلك كان مفهوم «التربية البيئية» من خلال التعليم النوعي على مستوى التعليم العام والجامعي، الذي تدعمه الشيخة موزة، كما تدعم البرامج التنموية والتوعوية للحفاظ على الحياة القطرية، من أهم المفردات التي تقوم عليها ثقافة الفرد باعتبارها جسر عبور نحو تحقيق هذه الأهداف البعيدة والتي تحتاج إلى قناعات تقوم على الإيمان بأن الحصاد الحقيقي يلزمه عمل وجهد طويل ودؤوب، لاسيما وأن مثل هذه القضايا ما زالت في حالة اغتراب عن ثقافة المنطقة إلى حد بعيد...
لماذا البيئة؟
كل ما سبق يضعنا أمام تساؤل حول الأسس والثوابت التي شكلت رؤية الشيخة موزة لأهمية القضايا البيئة وضروراتها..؟
في الواقع تقوم هذه الرؤية على الشعور بواجب ديني إذ أن الإنسان استخلف في الأرض لتحمل المسؤولية والبناء وحماية وحفظ نعم الله، كما تنطلق من مسؤولية أخلاقية ترى في حماية البيئة مسؤولية خاصة بكل فرد بدءاً من الطفل وانتهاء بأصحاب القرار. يضاف إلى ذلك البعد التنموي الذي يفرض على الإنسان أن يهتم بالبيئة ويحافظ عليها لكي تخدمه باعتبار أن البيئة المستدامة هي الوسيلة الأمثل من المنظور البيئي.
ولا يقتصر اهتمام صاحبة السمو الشيخة موزة على البيئة القطرية بل إن اهتمامها هذا يتعدى قطر باتجاهات إقليمية ودولية نظراً لأهمية هذه القضية على المستويين الإقليمي والعالمي.
المجلس الأعلى للبيئة في قطر
يعدّ المجلس الأعلى للبيئة والمحميات الطبيعية، من خلال أسلوب عمله وأهدافه التي يسعى لتحقيقها، المنطلق الأساسي لحماية البيئة في قطر وتنمية الموارد الطبيعية للإنسان، ذلك أن أهدافه الإستراتيجية تتمثل في:
«بناء القدرات البشرية، بناء القدرات التقنية، بناء نظام إداري فاعل، بناء قاعدة معلومات بيئية، نشر الوعي البيئي، إعادة تأهيل النظم البيئية».
وبالنظر إلى هذه الأهداف نلمح الرؤية المتكاملة، في مستويات مختلفة، من أجل حماية البيئة بشكل فعلي، وبجهود مشتركة من أبناء المجتمع القطري كله...
ومن هنا أيضاً ندرك الأسباب النبيلة التي تقف وراء دعم الشيخة موزة لعدد من المشاريع البيئية للنهوض بهذه العملية التي تحمل أبعاداً اجتماعية وثقافية واقتصادية ودينية أيضاً، فالعقيدة الإسلامية تتحدث عن الطبيعة كهدية إلهية ينبغي على البشر حمايتها... والأشخاص الذين يحبون ويحترمون بيئتهم فقط قادرون على محبة واحترام بعضهم. ومن دون بيئة محمية لن يكون الناس أصحاء.
وتبذل الشيخة موزة جهوداً كبيرة ودؤوبة لضمان نجاح المشاريع البيئية، التي جاءت متفردة في فكرتها وأسلوب عملها وبتخطيط علمي مدروس. ومن هذه المشاريع نشير إلى الأبرز فيها «لكل ربيع زهرة» وبرنامج «الحشرات في قطر» وبرنامج «البيئة النباتية في قطر» ونتوقف عند بعضها لإلقاء مزيد من الضوء عليها.
لكل ربيع زهرة
أطلقت الشيخة موزة هذا البرنامج في إطار رؤية متكاملة من أجل تعليم الصغار على الاستمتاع واكتشاف أزهار قطر المحلية.. وتنظم الرحلات إلى الحقول لاختبار الطبيعة بشكل مباشر وإعطاء المعرفة التي يستطيعون تناقلها لعدة أجيال.
إن أهمية هذا البرنامج تكمن في التعرف على نباتات البيئة القطرية والطيور والحشرات التي تعيش في محيط النباتات وحث الطلاب على اكتساب السلوك الحميد والمهارات التي تعينهم للاعتماد على النفس وحماية بيئة وطنهم.
كما يهدف البرنامج إلى زيادة وعي المجتمع بأهمية الغطاء النباتي في الحفاظ على البيئة من التدهور والتصحر وإضفاء مزيد من البهجة والجمال. والتعريف بالفوائد الاقتصادية والطبية للنباتات والحث على حسن استغلالها في هذا الإطار.
ويهدف البرنامج أيضاً إلى تنمية القدرات الإبداعية والابتكار في مجالات التنمية البيئية وخصوصاً لدى الأطفال. وتشجيع الأنشطة الصناعية على استغلال مظاهر الجمال التي يتمتع بها النبات في تزيين المنتجات الصناعية من قبيل المجوهرات والأواني والأثاث والملابس والجدران والعبوات ومواد التغليف بكل أنواعها المعدنية والخشبية والبلاستيكية تكريساً للاهتمام بالبيئة النباتية.
ويشير الدكتور مجدي علام رئيس الاتحاد العربي للشباب والبيئة إلى أهمية برنامج «لكل ربيع زهرة» والعمل البيئي الذي ترعاه صاحبة السمو الشيخة موزة بشكل عام بقوله: «بصفتي مهتماً بالمجال البيئي فقد اطلعت على برنامج لكل ربيع زهرة، ووجدت أنه برنامج تفاعلي يركز على صقل مهارات الطلبة والشباب والمجتمع نحو مشاركة مجتمعية فاعلة... وساهمت سموها في تطوير وإنتاج مواد تعليمية بيئية تثري العمل البيئي العربي، وفي تطوير برامج تشجع الشباب العربي على تفعيل دورهم في حماية البيئة، ولها دور عالمي في رسم السياسات البيئية العالمية ووضع الدول العربية وقطر على خريطة العمل البيئي».
وقد أوصى الاتحاد العربي للشباب والبيئة في مؤتمره البيئي السابع الذي عقد في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة برعاية السيد عمرو موسى الأمين العام بتنفيذ برنامج لكل ربيع زهرة السنوي الذي ترعاه الشيخة موزة بحيث يشمل كل الدول العربية من أجل تعزيز الثقافة النباتية وربطها بالبيئة.
مشاريع أخرى
العديد من المشاريع التي تدعمها الشيخة موزة ويشرف عليها مركز أصدقاء البيئة مثل «الخيمة الخضراء» و»جائزة الدرع البيئي» و»تصنيف النفايات» إنما تسعى لبناء سلوك سليم وصديق للبيئة.
وقد أطلق المركز منذ عام 2004 مشروع حصر وتصنيف حشرات البيئة القطرية بهدف نشر الوعي البيئي وخاصة داخل الطاقم التربوي في المدارس، وقد نفذ في هذا الإطار العديد من الدورات التدريبية، كما قام المركز منذ عام 2006 بإعداد مختبر داخل مقره الرئيسي في الدوحة يهتم بتصنيف وحصر حشرات البيئة القطرية والتعريف بخصائصها وأنواعها وأشكالها. وقد نجح المختبر، بشكل فعلي، في التعريف بأنواع كثيرة من الحشرات وأشكالها، وتصنيف عدد من الحشرات المنزلية وإيصال معلومات عن بيئتها الخاصة.
كما يسهم المشروع في تشجيع البحث العلمي في المدارس من خلال عمله على تكوين مجموعات بيئية داخل عدد من المدارس في قطر، حيث تتولى هذه المجموعات البحث والتنقيب ودراسة دورة الحياة لدى الحشرات ومراقبة طريقة نموها مع تسجيل النتائج والتعريف بالأساليب العامة للاستفادة من هذه الحشرات على المستوى البيئي بوجه عام..
وقد تم تصنيف حوالى 700 حشرة، منها 11 نوعاً تم تصنيفها لأول مرة في العالم على اعتبار أنها غير موجودة في أي مكان وتكتشف لأول مرة في قطر.
رحلات بيئية – رحلة العاقول
في إطار برنامج «لكل ربيع زهرة» الذي ترعاه سمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند تقام رحلات إلى مناطق مختلفة في قطر للاطلاع على البيئة النباتية والتعرف على أهميتها الطبيعية والاقتصادية، وتنمية الوعي بضرورة الحفاظ عليها.
وتمثل رحلة «العاقول» إلى بر قطر «منطقة الشحانية» نموذجاً للرحلة الناجحة في تحقيق أهدافها المختلفة. فقد شارك فيها 300 طالب وطالبة من عدة مدارس إضافة إلى بعض الأسر والمهتمين وأعضاء البرنامج والمتطوعين.
وقد تحدث في الرحلة الدكتور سيف الحجري رئيس برنامج «لكل ربيع زهرة» عن أهمية البرنامج في التعرف على البيئة القطرية بوجه عام، وخلق علاقة تعليمية ثقافية تكون حماية البيئة في صلبها نظراً لأهميتها في مجال التنمية عموماً.
وأشار الدكتور الحجري إلى أنه تم اختيار نبات «العاقول» لأنه من النباتات النادرة في قطر، وهو نبات يعالج التليف في الكبد، مؤكداً أن البرنامج يحاول أن يكثف التوعية بالنبات وضرورة زرعه قبل فوات الأوان ولذلك تم رفع شعار «ازرعوا العاقول».
وبسبب أهمية هذا النبات في قطر، وفي البيئة الخليجية عموماً، فإنه سيتم تعزيز ثقافة التعرف بهذا النبات من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومن خلال عدد من المهرجانات والمسابقات الموجهة للشباب بين «12-18» عاماً. وكذلك تقديم بحوث مختلفة وبإحدى اللغتين العربية أو الإنكليزية.
وقد قام الأطفال بزراعة شتلات العاقول في المحمية الخاصة به، ثم تم نقله فيما بعد إلى أماكن مختلفة في قطر.
هذه الرحلة الناجحة أقيمت العام الماضي 2007 في إطار البرنامج الهام « لكل ربيع زهرة» بهدف إنقاذ إحدى النباتات الهامة من الانقراض، والعمل على حمايتها بأسلوب علمي مدروس، وبتكاتف مختلف الجهود داخل المجتمع «أفراداً ومؤسسات».
تجدر الإشارة إلى أن برنامج لكل ربيع زهرة قد انطلق عام 1999 بزهرة الشفلح تلتها عام 2000 زهرة عين القط ثم 2001 زهرة العوسج وفي عام 2002 زهرة السدرة.
واحتفل البرنامج عام 2003 بزهرة القرم وعام 2004 بزهرة السمر، وفي عام 2005 اتخذ من نبتة الغاف شعاراً له، بينما احتفل عام 2006 بزهرة القطف وعام 2007 بزهرة العاقول.
تشريعات لحماية البيئة
أصدر سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر قانوناً خاصاً يتعلق بوزارة الشؤون البلدية والزراعة يتطرق في بعض مواده إلى البيئة النباتية التي تم تعريفها بـ «الأراضي التي تكسوها مجموعة من النباتات سواء كانت نابتة طبيعياً أو مزروعة أو مغروسة، وتتكون من الأشجار والشجيرات والحشائش والأعشاب والكائنات الحية المختلفة، وليست مخصصة لأغراض الزراعة، وتكون الأشجار هي العنصر السائد فيها، وتمتلكها الدولة وليست عليها حقوق انتفاع لأحد».
وجاء في المادة الثالثة: «تحدد الوزارة مواسم الرعي والقطع بحسب ما تراه مناسباً لحماية البيئة النباتية، والمحافظة على استمرارها..».
وأكدت المادة الرابعة على أنه يحظر الرعي في «مناطق البيئة التي تحتاج إلى حماية أو صيانة، والأراضي التي لم يمض على تشجيرها عشر سنوات، ومناطق البيئة التي تجري فيها أبحاث ودراسات على الغطاء النباتي».
كما حظر في المادة السابعة، إشعال النار أو استعمالها لأي غرض، وحرق بقايا المحاصيل الزراعية أو الأعشاب في مناطق البيئة النباتية أو المناطق القريبة منها، وحظر إلقاء المخلفات الصناعية أو الزراعية، كذلك العبث بالإنشاءات الخاصة بمحميات البيئة النباتية.
مركز أصدقاء البيئة
تأسس في عام 1992م بهدف تعميق الوعي البيئي بين الشباب وتعريفهم بخصائص البيئة القطرية ومدى ارتباطها بالمجتمع وأثرها في تطوره ونمائه والمساهمة في حماية البيئة من التلوث ومن عوامل الفقد والتدهور. ومن أهم اختصاصاته تكوين جماعات أصدقاء البيئة والخدمة العامة بمختلف الأندية والمراكز الشبابية والهيئات العامة والخاصة، ويعمل على إقامة معسكرات للعمل البيئي والخدمة العامة والمشاركة في الندوات والمؤتمرات وغيرها.
Shiekha Moza …Environmental Character of 2008
Protecting Environment ... Protection for Future and Development of Society and Individuals
Arab Union for Youth & Environment – a subordinate entity of Arab League – has given Her Highness Sheikha Moza Bent Naser Al Masnad the Environmental Character of 2008 Award.
Dr. Majdi Allam – president of the union – confirmed that Sheikha Moza has been given the award due to the environmental activities she supervises in Qatar, especially (For Each Spring a Flower) program, taking into consideration her attention to education, environmental sciences and the related researches.
As a matter of fact, it could be said that Sheikha Moza vision of environmental issues is based on religious duty, moral responsibility and developmental insight.
By establishing the Higher Council for Environment and Natural Reserves, Sheikha Moza supports many environmental projects including (Insects in Qatar) project and (Botanical Environment).
In addition, she supports (Green Tent), (Environmental Shield Award) and (Waste Classification) projects – under the supervision of Environment Friends’ Center – in order to build a friendly environmental behavior.
And to make a legislative background for protecting environment and natural reserves, His Excellency the Prince of Qatar Sheikh Hamad Ben Khalifa Al Thani issued a special law that protects botanical environment from all kinds of harms and damages, a law that demonstrates his care and attention for these vital issues.
In (For Each Spring a Flower) program, Sheikha Moza gave a complete vision that enables children to enjoy exploring domestic Qatari flowers.
Children can go in trips that let them examine nature directly, an a way that gives them a perfect knowledge of the plants in Qatar,
In 2004, Environment Friends’ Center presented (Insects in Qatar) project to develop environmental awareness, especially among teachers.
In its headquarters, the center presented a laboratory interested in classifying the insects of Qatari environment and defining its characteristics and shapes.
The project encourages scientific research among schools by forming environmental groups that examining and supervising insects’ growth.
As a result, about 700 insects was classified, 11 of them were classified for the first time globally.