منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» المحاضرة الثالثة لمادة تاريخ الفكر السياسي
السياسة عند ابن رشد Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء أكتوبر 09, 2024 8:21 am

» المحاضرة الثانية لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
السياسة عند ابن رشد Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:37 pm

» المحاضرة الأولى لمادة تاريخ الفكر السياسي 2024/2025
السياسة عند ابن رشد Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:29 pm

» برنامج محاضرات الفكر السياسي 1
السياسة عند ابن رشد Emptyمن طرف salim 1979 الخميس أكتوبر 03, 2024 4:24 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
السياسة عند ابن رشد Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:25 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي ماي 2024
السياسة عند ابن رشد Emptyمن طرف salim 1979 الإثنين مايو 27, 2024 10:19 am

» امتحان مادة علم الاجتماع السياسي ماي 2024م
السياسة عند ابن رشد Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء مايو 15, 2024 9:33 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
السياسة عند ابن رشد Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
السياسة عند ابن رشد Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
السياسة عند ابن رشد Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 السياسة عند ابن رشد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
bls_raouf
التميز الذهبي
التميز الذهبي
bls_raouf


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1612
نقاط : 3922
تاريخ التسجيل : 20/11/2012

السياسة عند ابن رشد Empty
مُساهمةموضوع: السياسة عند ابن رشد   السياسة عند ابن رشد Emptyالسبت مارس 23, 2013 1:13 pm

قيل عنه:


·
يقول لويج رينالدي في بحث
عنوانه "المدينة الاسلامية في الغرب":‏


"ومن فضل المسلمين علينا أنهم هم الذين عرّفونا بكثير من فلاسفة اليونان.
وكانت لهم الأيدي البيضاء على النهضة الفلسفية عند المسيحيين. وكان الفيلسوف ابن
رشد أكبر مترجم وشارح لنظريات أرسطو. ولذلك كان له مقام جليل عند المسلمين
والمسيحيين على السواء. وقد قرأ الفيلسوف ورجل الدين النصراني المشهور توماس الأكويني،
نظريات أرسطو بشرح العلامة ابن رشد. ولا ننسى أن ابن رشد هذا مبتدع مذهب
"الفكر الحر". وهو الذي كان يتعشق الفلسفة، ويهيم بالعلم، ويدين بهما.
وكان يعلمهما لتلاميذه بشغف وولع شديدين، وهو الذي قال عند موته كلمته المأثورة:
تموت روحي بموتِ الفلسفة".‏


·
وفي كتابه "تاريخ
موجز للفكر الحر" كتب المفكر الإنكليزي جون روبرتسون :
"إن ابن رشد أشهر مفكر مسلم، لأنه كان أعظم المفكرين المسلمين أثراً وأبعدهم
نفوذاً في الفكر الأوروبي، فكانت طريقته في شرح أرسطو هي المثلى".‏


·
وكتب المستشرق
الإسباني البروفيسور ميغيل هرنانديز :
"إن الفيلسوف الأندلسي ابن رشد سبق عصره، بل سبق العصور اللاحقة كافة، وقدم
للعلم مجموعة من الأفكار التي قامت عليها النهضة الحديثة".‏


ورأى هرنانديز أن ابن رشد قدم رؤية أكثر شمولاً وإنسانية للمدينة
الفاضلة. وكان يرى أن في الإمكان قيام كثير من المدن الفاضلة، تقوم بينها
علاقات سلمية فاضلة -والمدينة هنا تكاد تعني الدولة تماماً- واعتقد أن قيام الحروب
بين الدول هو نهاية العالم.


ابن رشد بين فكّي التاريخ :


هذا
العالم والمفكر الذي حظي بشهرة عالمية، نفي وعزل عن الحياة السياسية بعد أن كان
وزيراً وقاضياً، وأحرقت معظم كتبه.


وقد
ألّف ابن رشد أكثر من سبعين كتاباً ورسالة. وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدلّ على
سعة إطلاعه ومعرفته والمقام العظيم الذي استحقه.


أما
المتاعب والمصاعب التي لاقاها في حياته فقد كانت بحجم قيمته وأهميته وفكره. فقد
كثر حسّاده والساعون إلى عزله، لأنهم كانوا يعرفون انه أفضل منهم.





أهم كتبه :


-
تهافت التهافت ـ رد على الغزالي.


-
جوامع سياسة أفلاطون.


-
أرسطو


-
شرح أرجوزة ابن سينا.


-
بداية المجتهد ونهاية المقتصد.


- الكشف عن مناهج الأدلّة في عقائد الملّة.
عناصر البحث:



الفصل
الأول: -ابن رشد-



المبحث الأول: -ابن رشد



المبحث الثاني: -قيل عنه



المبحث الثالث: -ابن رشد بين
فكي التاريخ



المبحث الرابع: -أهم كتبه

ابن
رشد









ابن رشد هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد
الأندلسي القرطبي، ولد سنة 1126م،
وقد اشتهر بالطب والفلسفة والرياضيات والفلك، وتوفي سنة 1198م ميلادية، وكان فيلسوفا، طبيباً، وقاضي قضاة،
ونحويا، لغوياً، محدثاً بارعاً يحفظ شعر، وكان متواضعاً، لطيفاً، دافئ اللسان، جم
الأدب، قوي الحجة، راسخ العقيدة، يحضر مجالس حلفاء “الموحدين” وعلى جبينه أثار ماء
الوضوء.وهو حفيد ابن رشد المتوفى سنة 1126م. ويسميه الأثينيون Averroès. وقد ولد في قرطبة سنة
وفاة جده. وكان أبوه قاضيا وكان جده من قبله قاضي القضاة، وهو من أسرة كبيرة
مشهورة بالفضل والرياسة. درس ابن رشد الفقه والأصول ودرس من علوم الأوائل الطب
والرياضيات والفلسفة وتولى القضاء سنوات في اشبيلية ثم في قرطبة، وعاش ابن رشد في
بيئة كان فيها لكل العلوم, عند أهل الأندلس, حظ واعتناء إلا الفلسفة والتنجيم, ما
عدا بعض الخاصة, فكانوا لا يتظاهرون بها خوف العامة, فكانت العامة تطلق اسم زنديق
على كل من يشتغل بهما .
وقد نشأ ابن رشد في ظل دولة الموحدين, وملكهم يومئذ أبو يوسف يعقوب المنصور بن عبد
المؤمن الذي أمر بإبعاده إلى (أليسانة) قرب غرناطة، ثم نفي إلى بلاد المغرب، وتوفي
في مراكش عن عمر ناهز 75 عاما، ونقلت جثته إلى قرطبة، وبموته تفرق تلاميذه ومؤيدوه،
وقد خلف ابن رشد كتبا بالفقه والأصول واللغة والطب والفلسفة والفلك, ولما كان شديد
الإعجاب بأرسطو فقد عني بفلسفته وتولى إيضاحها، وشرح آراء أرسطو في الكون وفسر
غامضها. وفي الطب كان ابن رشد أعظم أطباء زمانه فقد كان أول من شرح في كتابه
(الكليات) وظائف أعضاء الجسم ومنافعها شرحا مفصلا ودقيقا.

وصنف ابن رشد نحو خمسين كتابا في مختلف العلوم منها
(التحصيل) في اختلاف مذاهب العلماء, و (الحيوان) و (فصل المقال فيما بين الحكمة
والشريعة من الاتصال) و (منهاج الأدلة) في الأصول. و (بداية المجتهد ونهاية
المقتصد) في الفقه و (جوامع كتب أرسطوطاليس) في الطبيعيات والإلهيات و (تلخيص كتب
أرسطو) و (الكليات) في الطب, و (شرح أرجوزة ابن سينا) في الطب ورسالة في حركة
الفلك. و (الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة) وقد رد عليه الإمام تقي الدين
ابن تيمية وناقش أقواله فيها، وترجمت أكثر كتبه, وخاصة الفلسفية, إلى اللاتينية
والعبرية والإسبانية, وترجمها المستشرقون إلى الألمانية والإنكليزية والفرنسية.
بن رشد
ومشروع التغيير


د. محمد
عابد الجابري - الاتحاد




الحديث
عن ابن رشد (520-595 هـ/1198م) وإنجازاته في العقيدة والشريعة والفلسفة والطب··
الخ، لا يمكن أن يستوعبه مقال، ولذلك سنركز هنا على جانب لم يتم إبرازه من قبل في
سيرة هذا الرجل الفكرية، وهو أن فيلسوف قرطبة كان صاحب مشروع للتغيير، مشروع يهدف
إعادة تأصيل الأصول في كل مجال من مجالات الثقافة العربية الإسلامية: في العقيدة،
والشريعة، والفلسفة، والطب، والعلم، واللغة، والسياسة·
- ففي مجال العقيدة أكد بعبارات صريحة أن هدفه من التأليف فيها (خصوصا كتبه
الثلاثة: ''الكشف عن مناهج الأدلة في عقائد الملة''، و''فصل المقال فيما بين
الحكمة والشريعة من الاتصال''، و''تهافت التهافت'') كان، كما عبر هو نفسه: ''تصحيح
عقائد شريعتنا مما داخلها من التغيير'' والرجوع بهـا إلى ''الظاهر من العقائد التي
قصد الشرع حمل الجمهور عليها''·
أما في مجال الفقه فقد دشن عمله فيه بكتابه ''الضروري في أصول الفقه'' الذي افتتحه
بتوجيه نقد قوي لفقهاء عصره الذين قال عنهم: ''وظاهر من أمرهم أن مرتبتهم مرتبة
العوام وأنهم مقلدون''· من أجل ذلك قرر تصحيح الوضع بفتح باب الاجتهاد وبيان أسباب
الخلاف بين أئمة الفقه، فكان ذلك موضوع كتابه ''بداية المجتهد ونهاية المقتصد''،
''الذي لم يعمل مثله'' حسب عبارة القدماء· وقد عرض فيه الفقه الإسلامي عرضا نقدياً
يقوم على مقارنة المذاهب الفقهية الأربعة وبيان وجوه الاختلاف بينها ودواعيه،
وترجيح ما اعتبره أقرب إلى مقاصد الشرع·
- وأما في المجال الفلسفي فقد أعلن فيلسوف قرطبة بكل صراحة في أول كتاب له في
الفلسفة، أن غرضه هو استخلاص الآراء العلمية التي يقتضيها مذهب أرسطو وحذف
الأقاويل الجدلية منها، مبيناً أنه إنما اعتمد مؤلفات أرسطو دون غيرها من كتب
القدماء (اليونان) لكونها ''أشدها إقناعا وأثبتها حجة''· وهكذا جاءت شروحه على
أرسطو غنية تتجاوز مجرد الشرح إلى طرح آراء اجتهادية لم تنقل عن أرسطو وإنما
استخلصها من خط تفكيره، حجته في ذلك أن مذهب أرسطو يقتضي تلك الأفكار· ومن هنا يصح
أن يقال عنه إنه لم يكن مجرد شارح لـ''المعلم الأول'' (أرسطو) بل كان مكملا له،
بذل كل جهده لسد ثغرات مذهبه!
- أما في مجال الطب، الذي ألف فيه ''كتاب الكليات في الطب''، فقد كان هدفه الأساسي
منه بناء الطب على العلم، والعلم الطبيعي خاصة، لتكون الممارسة الطبية في الجزئيات
منتظمة تحت ''كليات'' علمية وليس على مجرد التخمين والتقليد والتجارب العفوية التي
كان يعتمدها أصحاب الوصفات الجاهزة من مؤلفي ''الكنانيش'' (التي تصف الدواء لكل
داء) الذين قال عنهم إنهم ''أبعد خلق الله عن هذه الصناعة'' (يستثني بني زهر الذين
كانوا يمارسون الطب التطبيقي عن دراية ومعرفة)·

أما في مجال العلوم الطبيعية، فقد رافقه منذ بداية
مسيرته العلمية مشروع من أعظم المشاريع العلمية، مشروع إصلاح علم الفلك الذي كان
يعتمد في عصره على بطليموس ونظامه الكوني· وكان الذي حرك هذه الرغبة في نفسه كون
نظريات بطليموس لم تكن على وفاق مع ما تقرره العلوم الطبيعية الأخرى· إن العلم، في
نظر ابن رشد واحد، لأن الحقيقة واحدة، فإذا عارضت العلوم بعضها بعضاً ضاعت
الحقيقة· كان ابن رشد مهتما بهذا المشروع طوال مسيرته العلمية التي بدأت وهو في
السابعة والعشرين من عمره عندما قصد جبال الأطلس بناحية مراكش بالمغرب بهدف إجراء
قياسات علمية حول حركة بعض الكواكب· ولكن كثرة أشغاله وتعدد مشاريعه العلمية جعلاه
يؤجل الانكباب على إصلاح الفلك مرة بعد مرة إلى أن تقدمت به السن فوجد نفسه عاجزاً
عن القيام بالمهمة معبراً عن أمله في أن يأتي من بعده من يتولى ذلك· وتشاء الأقدار
أن يتصدى لهذه المهمة من بعده مباشرة تلميذه نور الدين أبو إسحق البطروجي المعروف
عند الأوروبيين باسم Petagius (المتوفى سنة 601 هـ)· فقد ألف في
الموضوع كتابا صار هو المرجع المعتمد في موضوعه -بأوروبا- إلى أن ظهر ''كوبرنيك''
بنظريته التي أعلنت ميلاد علم الفك الحديث·
وأما في مجال إصلاح النحو العربي فقد مكننا العثور في موريتانيا قبل بضع سنين، على
كتابه ''الضروري في النحو''، من اكتشاف مشروع مهم غير مسبوق، هو مشروع إعادة بناء
النحو العربي بحيث يصبح كما قال: ''أقرب إلى الأمر الصناعي (=الطريقة العلمية)
وأسهل تعليما وأشد تحصيلا للمعاني''· والغالب على الظن أن ابن رشد قد سبق ابن مضاء
القرطبي (وهما متعاصران) إلى طرح هذا الموضوع، هذا فضلا عن أن كتابه يتجاوز كتاب
''الرد على النحاة'' لابن مضاء الذي اقتصر على الدعوة إلى إلغاء نظرية العامل في
النحو، بينما نشر فيلسوف قرطبة صياغة جديدة تماما لبنية النحو العربي اعتمدت
الترتيب المنطقي، بحيث يكون منهج التأليف في النحو العربي مساوقا للترتيب الذي هو
''مشترك لجميع الألسنة''، منطلقا من تقسيم الكلام إلى مفرد ومركب، وليس إلى اسم
وفعل وحرف، كما كان عليه الحال منذ سيبويه·
وأما في مجال السياسة فقد تمكنّا من خلال الاطلاع على كتابه ''الضروري في
السياسة''، المعروف في كتب التراجم بـ''تلخيص السياسة لأفلاطون''، والذي فقد نصه
العربي وبقيت منه ترجمة إلى العبرية، (عملنا على إعادتها إلى اللغة العربية وبلغة
ابن رشد بالتعاون مع زميل مختص في العبرية)، أقول تمكنا بفضل هذا الكتاب من إبراز
أن مشروع ابن رشد للإصلاح السياسي تجاوز نظرية أفلاطون، مبرهناً على إمكانية قيام
مدينة ''فاضلة'' من خلال تتابع ''حكومات الأخيار'' في بلد من البلدان، تقيم العدل
وتحافظ على الاستقرار وتواصل الإصلاح والتجديد·
تلك إذن جوانب تقدم لنا صورة أخرى عن ابن رشد، صورة رجل وعى أعمق الوعي ما آلت
إليه الثقافة العربية الإسلامية من جمود وتراجع فقام يعمل ليل نهار من أجل تحقيق
انبعاث جديد لهذه الثقافة· لكن واقع الفكر والثقافة في العالم العربي والإسلامي في
عهده، كان أبعد ما يكون من تحمل مشروع مثل هذا· لقد كان كتابه ''الضروري في
السياسة'' جزءا من هذا المشروع الشامل، الجزء الذي يخص جانب الحكم والسياسة· لقد
تعرض فيه بالنقد الشديد لنظام الحكم الاستبدادي مطبقا كلام أفلاطون في هذا الموضوع
على نظم الحكم في الإسلام عامة ونظام الحكم في الأندلس، في عصره خاصة، وكان ذاك هو
السبب الحقيقي في نكبته: محاكمته وسجنه ومصادرة كتبه وإحراقها·
لقد تواطأت السياسة مع التاريخ (السياسة في العالم العربي والتطور التاريخي الذي
عرفته أوروبا في ذلك الوقت) على إسكات صوت ابن رشد في العالم العربي والإسلامي
لمدة لا تقل عن سبعة قرون، ولم يستأنف الحديث عنه إلا بعد أن بلغت الحضارة
الأوروبية الحديثة المرحلة التي صارت فيها حضارة للعالم بأسره· وعندما بدأت هذه
الحضارة تقرأ تاريخها اكتشفت ابن رشد كواحد من الأعمدة المركزية التي قامت عليها،
لقد وجد المشروع ''الرشدي'' متنفساً له في أوروبا عندما ترجمت كتبه إلى
اللاتينية··· ومع أنه ظهر في الحضارة العربية الإسلامية عالمان بعد ابن رشد،
كامتداد لروحه النقدية التجديدية، أعني الشاطبي في أصول الفقه، وابن خلدون في
النقد التاريخي، فقد كانت الحضارة العربية تتحرك في عصرهما بسرعة نحو الجمود
والانحطاط· لقد وعى ابن خلدون بعمق أن الحضارة العربية قد دخلت مرحلة الأفول، وأن
العالم بصدد ''خلق جديد ونشأة مستأنفة وعالم محدث''· ولم يكن يجهل موقع الفضاء
الجديد الذي سيكون مسرحاً لهذا الخلق الجديد والنشأة المستأنفة والعالم المحدث، بل
كان يراه، كان يشاهد رياح التجديد أين تتجه! وبما أنه مؤرخ ينظر إلى التطور كسلسلة
متصلة الحلقات فقد فضل أن يتتبع مسار الرياح في الفضاء الحضاري للثقافة العربية
منذ هبوبها الأول فكتب يؤرخ لتموجات هذا المسار من خلال تتبع رحلة العلوم العقلية
منذ ازدهارها مع اليونان: فذكَّر بانتقالها إلى العالم المسيحي أولاً ثم إلى
الإسلام ثانيا ليضيف: ''كذلك بلغنا لهذا العهد أن هذه العلوم الفلسفية ببلاد
الإفرنجة من أرض روما، وما إليها من العدوة الشمالية نافقة الأسواق، وأن رسومها
هناك متجددة، ومجالس تعليمها متعددة، ودواوينها جامعة متوفرة، وطلبتها متكثرة،
والله أعلم بما هنالك وهو يخلق ما شاء ويختار''·
ظلت إشكالية السياسة لدى ابن رشد مجهولة من طرف القارئ العربي على مدى
عهود طويلة فقد نظر إلى كتب ابن رشد المتداولة على أنها أبعد ما تكون عن السياسة
وقضاياها، لكن المتمعن في كتاب ابن رشد العائد لتوّه إلى اللغة العربية بعد غربة
طويلة، ونعني بذلك مختصر كتاب السياسة لأفلاطون لا يمكنه إلا أن يعود إلى تلك
الكتب دارساً إياها بعين جديدة، فالخطاب الرشدي المبثوث في مؤلفات أبي الوليد
العديدة، يشي بمجموعة من الأفكار السياسية التي لا تتطلب فقط الإحاطة بمفاصلها
وتفكيك آلياتها وإنما كذلك فهم ما قاله ابن رشد في مواضع أخرى على ضوئها، وفهمها
هي ذاتها على ضوء ما قيل في تلك المواضع، فإشكالية السياسة إنما تمثل ضمن المتن
الرشدي جزءاً من كل، ويستدعي الأمر تناولها على هذا الأساس بالذات، وبالتالي
إخضاعها للمساءلة الفلسفية وتبيّن طبيعة المساهمة الرشدية في حقل الفلسفة
السياسية».


»إن دراسة مثل هذه تضعنا مباشرة أمام سيل من الأسئلة التي تتطلب
الفحص وتلمس الأجوبة الممكنة بخصوصها، فقد تناول ابن رشد قضايا عديدة لا تزال
تحتفظ من حيث طرحها براهنيتها بالنسبة إلى العرب على وجه الخصوص، ومن بينها تعقل
السياسة وتعدد أنظمة الحكم وأي منها ينبغي تفضيله على غيره، والدور الذي يتوجب على
المرأة أن تضطلع به في المدينة وقضايا العدل والحرية والحرب والسلام».



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السياسة عند ابن رشد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الأولى علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1