إدارة المنظمة (الواقع والأهداف والطموحات)
طالب دكتوراة - رقم أكاديمي 010022 | عصام محمد حسين إسماعيل
− الفصل الأول: ملامح تطورات الفكر التنظيمي
− الفصل الثاني: مفاهيم عامة (القوة , السياسة , والصراع التنظيمي)
− الفصل الثالث: رسالة المنظمة (أهداف، استراتيجيات، قياس الأداء)
− الفصل الرابع: إدارة البيئة الخارجية للمنظمة
− الفصل الخامس: إدارة البيئة الداخلية للمنظمة:
ملامح ونماذج الهيكل التنظيمي.
حجم المنظمة , وعمرها , ودورة حياتها.
إدارة التقنية والمعلومات في المنظمات.
ادارة ثقافة المنظمة.
− الفصل السادس: ملامح مستقبل المنظمات.
1- الفصل الأول: ملامح تطورات الفكر التنظيمي
1-1 المفاهيم الأساسية
1-1-1 ماهية المنظمة Organization
هي مجموعة من الأفراد يتفاعلون معاً مكونين كيان اجتماعي مفتوح ومنسق بوعي له حدود واضحة المعالم ومتغير مع الزمن، ويعمل على أساس دائم لتحقيق هدف معين أو مجموعة أهداف محددة مسبقاً للمنظمة أو للأفراد. وتتميز المنظمة بــأنها:
- وحدة اجتماعية هادفة.
- وجود إطار محدد المعالم يحدد هوية أعضاء المنظمة.
- وجود رابطة استمرارية في العلاقة بين العاملين والمنظمة.
- وجود أهداف تسعى المنظمة لتحقيقها.
إن الذي يتوجب تأكيده أن للمنظمات ثلاثة أهداف أساسية مقبولة على نطاق واسع وهي:
1. الكفاية في مجالات تحقيق أهداف وحاجات المجتمع.
2. تحقيق سعادة للأعضاء العاملين فيها.
3. الاهتمام والعناية بالمجتمع وصيانته.
ومن الأسباب التي تدعونا إلى الاهتمام بدراسة المنظمات هو الحصول على المعرفة الخاصة بكيفية عملها وأسرار هذه الأعمال. ومن الواضح أن افتقار أو جهل بعض المديرين لهذه الناحية يقودهم إلى التخطيط وزيادة احتمالات الفشل. إن معرفة المديرين لهذه النقطة تساعدهم في قيادة وعلاج الكثير من المشاكل التنظيمية أو الإدارية بحكمة عالية واحتمالات نجاح طيبة. وأخيراً، ربما كان أكثر الأسباب شيوعاً بالنسبة لك بخصوص دراسة المنظمة، هو أنك ترغب أن يكون لك وظيفة معينة في الإدارة. ومبرر دراسة أي نظام فرعي في إطار الكل، يمثل ضرورة لازمة لفهم وظيفة هذا النظام وعلاقته وبنيانه.
أطر ومداخل دراسة المنظمات: المنظمات ظاهرة معقدة تناولها العديد من الكتاب والباحثين في مجال الإدارة بطرق عديدة. ويصنف الكاتبان Bolman و Deal أطر دراسة المنظمات إلى أربعة أطر هي:
1. الإطار الهيكلي: ويهتم بجوانب تحليل وتصميم الأعمال وتحديد الأدوار وتكوين الوحدات التنظيمية وتحديد السلطات وتنظيم جماعات العمل والتنسيق بينها. وهو اطار محدد المهام والمسئوليات، يتم من خلاله تنظيم المهام، وتحديد الأدوار الرئيسية للعاملين، وتبين نظام تبادل المعلومات، وتحديد آليات التنسيق، وأنماط التفاعل اللازمة بين الأقسام المختلفة والعاملين فيها، ويتكون الهيكل التنظيمي لأي منظمة من عناصر ثلاث وبدرجات تتفاوت بالشكل والمضمون، والهيكل التنظيمي للمنظمة يمتلك ثلاثة أجزاء أساسية هي :
أ. التعقيد: ويشير أن عدد الأنشطة والوظائف الأقسام داخل المنظمة ودرجة التخصص وتقسيم العمل والمستويات الإدارية والمواقع الجغرافية ، وكلما ازدادت هذه العناصر ازداد التعقيد في الهيكل التنظيمي.
ب. المعيارية: وتعني مدى اعتماد المنظمة على القواعد والإجراءات من اجل توجيه سلوك العاملين في انجاز أو وظيفة معينة ، فكلما كانت هناك خطوات موحدة لأداء وانجاز مجموعة أنشطة متشابهة وان هذه الخطوات لا يجوز الخروج عنها او تجاوزها اذا كانت المعيارية عالية.
ت. المركزية: تشير المركزية الى المستوى التنظيمي الذي له حق اتخاذ القرا ، فبعض المنظمات لديها مركزية عالية فتكون معظم القرارات من الإدارة العلىا، والبعض الآخر يكون هناك تفويض في اتخاذ القرار للمستويات الدنيا والمركزية واللامركزية لها دور كبير في تحديد نوع الهيكل التنظيمي.
2- إطار الموارد البشرية: ويركز على سلوك الأفراد ودوافعهم وحاجاتهم وميولهم وكيفية حفزهم.
3- الإطار السياسي: ينظر للمنظمة على أنها مسرح للسياسة وصراع القوى والتحالفات والتفاوض والمساومة ويرى أن أهداف المنظمة وهيكلها يتطور نتيجة عملية الصراع المستمرة وما ينتج عنها من آثار.
4- الإطار الثقافي: ويركز على القيم والمعتقدات المشتركة للعاملية وكيفية تأثرها على سلوك العاملين بالمنظمة.
ويمكن تصنيفها إلي أربعة مدارس رئيسية:
1. المدرسة التقليدية / الكلاسيكية
2. المدرسة السلوكية
3. مدرسة النظم
4. المدرسة الشرطية / الظرفية
طرق ومداخل دراسة المنظمات
1. المدرسة التقليدية / الكلاسيكية: كان محور تفكير هذه المدرسة يدور حول تقسيم العمل ووصف الجهاز الإداري للتنظيمات وتحقيق الكفاءة الإنتاجية.
2- المدرسة السلوكية: وهذه المدرسة تقوم على وضع فرضيات حول السلوك الإنساني وكيفية تأثيره على الإنتاجية (الأداء)، وتفترض هذه المدرسة أن حاجات الإنسان المختلفة تحدد وتوجه سلوكه.
3 ـ مدرسة النظم: تؤكد هذه المدرسة أن المنظمة تتكون من مجموعة من الأجزاء المترابطة والمتفاعلة، وأن كل جزء منها يؤثر في الأجزاء الأخرى، كما أن المنظمة نفسها هي جزء من نظام أكبر وهو البيئة المحيطة بها.
4 ـ المدرسة الشرطية الظرفية (أو الموقفية): نرى أنه ليست هناك نظرية يمكن تطبيقها في مختلف الظروف وفي جميع أنواع المنظمات، وإنما يجب إستخدام النظرية بشكل إنتقائي بحيث تتلائم مع الظروف والمتغيرات التي تعيشها المنظمة.
وجوهر هذه النظرية: إن علاقات المنظمة ككل وأنظمتها الفرعية تتفاعل في علاقاتها بالمنظمات الأخرى وتعتمد على البيئة العامة للموقف. ومن ضمن النظريات التي تبحث العلاقة بين المنظمة والبيئة ما يلي: مدرسة الميزة التنافسية، ونظرية التكاليف التبادلية، النظرية المؤسسية، ونظرية إعتمادية الموارد ونظرية التنبؤ البيئي.
وهذه النظريات تؤكد على أهمية تكيف المنظمة مع بيئتها الخارجية حتى تستطيع أن تعمل بكفاءة عالية.
لماذا ندرس المنظمات؟
من أهم الأسباب التي تدعونا لدراسة المنظمات وتحليلها ما يلي:
1ـ إن المنظمات تؤثر إلى حد كبير على حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فالمنظمات هي الشكل المؤسسي لمجتمعاتنا المعاصرة، وهي تلازم الإنسان منذ ولادته وحتى وفاته.
2ـ تعتبر المنظمات هي الوسيلة الرئيسية لإشباع مختلف الحاجـات الإنسانية في المجتمعات الإنسانية.
3ـ تستوعب المنظمات عدداً كبيراً من الناس للعمل فيها.
4ـ على الرغم من الإيجابيات الواضحة الملموسة للمنظمات، إلا أنها جلبت بعض السلبيات مثل (فقدان الشخصية، الإضرار بالبيئة وغيرها من السلبيات) ودراسة المنظمات يساعد على تقليل هذه الآثار والنتائج السلبية.
5ـ إن دراسة المنظمات يساعد المديرين على التعامل بفاعلىة مع المشكلات وتطوير الحلول المناسبة.
6ـ تساعد الشخص الذي يتعامل مع المنظمات على فهم عمل المنظمات بطريقة علمية بدلاً من الإعتماد على الحدس والتخمين.
7ـ دراسة المنظمات تساعد الأشخاص على ممارسة الأعمال الإدارية بطريقة منهجية ومهنية.
8ـ تعتبر دراسة المنظمات أحدى متطلبات الحصول على درجة أو شهادة علمية.
2- الفصل الثاني: مفاهيم عامة (القوة , السياسة , والصراع التنظيمي)
2-1 مقدمة
ينظر إلى المنظمة على أنها تكتلات أو تحالفات بين مجموعة من الأفراد والجماعات من مستويات تنظيمية مختلفة، ووحدات ومهن مختلفة، وأعراق وديانات مختلفة، وهؤلاء الأفراد لديهم قيم ومعتقدات وأهداف ومصالح مختلفة، ونظراً لندرة الموارد المتاحة في المنظمة يصبح النزاع أمراً محتوماً، وتصبح القوة أمراً حيوياً وحاسماً في هذا النزاع ويحاول كل طرف استخدام قوته ونفوذه.
ولتوضيح ذلك لا بد من إلقاء الضوء على كل من: مفهوم القوة، مفهوم السياسة Politics
2-2 مفهوم القوة
تعرف القوة بأنها القدرة (الممكنة أو الفعلية) لفرض إرادة الفرد على غيره، إنها قدرة شخص على التأثير في سلوك شخص آخر. أما جيبسون (Gibson) وزملاؤه فينظرون إلى القوة على أنها (المقدرة على جعل الآخرين يقومون بما يرغب شخص آخر أن يقوموا به).
أما السلطة فهي "الحق المشروع أو القانوني في توجيه أداء المرؤوسين والتأثير علىهم، الحق في القيام بتصرف معين، أو توجيه سلوك الآخرين بقصد تحقيق أهداف المنظمة، الحق المشروع في اتخاذ القرارات وإصدار الأوامر والتعلىمات والتوجيهات للمرؤوسين للقيام بواجباتهم".
إن مقدرة الفرد أو الجماعة على الحصول على القوة والنفوذ يتأثر أيضاً بمركزيتها. فاحتلال موقع مركزي حيوي في المنظمة يمنح صاحبه قوة ونفوذاً أكبر. إذ أن هذا الموقع يسـمح لصاحبه بتحقيق التنسيق والتكامل بين الجهات المختلفة أو تقليص اعتمادية المنظمة.
ويتضح من ذلك أن هنالك أفرادا وجماعات تتمتع بقوة ونفوذ اكبر من غيرها. وجدير بالذكر أن هذه الأطراف غالباً ما تتحالف لضمان مصالحها.
ويبرز في المنظمة تحالف يسيطر على مجريات الأمور، وهذا التحالف يتكون من الأفراد والجماعات التي تمتلك السيطرة على الموارد والمعلومات الحيوية الحساسة للمنظمة، وتمتلك تلك الخبرة والمعرفة المتخصصة النادرة والتي تعتبر حيوية لاستمرار المنظمة.
ويعتقد كثير من الكتاب أن التحالف المهيمن في أي منظمة يلعب دوراً هاماً في تحديد نوع الهيكل التنظيمي للمنظمة.
2-3 مفهوم السياسة:
السياسة بأنها جهود أفراد المنظمة لاستقطاب الدعم لصالح أمر ضد السياسات والأهداف والأنظمة أو القرارات (Robbins 1991) لقد عرف الكاتب روبنز الأخرى التي يمكن أن يكون لها تأثير علىهم... فالسياسة إذاً تعني ممارسة القوة، ومن بين التعريفات الأكثر قبولاً أن السياسة تتضمن الأنشطة التي يتم ممارستها في المنظمة للحصول على القوة وتطويرها واستخدامها لتحقيق رغبات مفضلة في موقف يتصف بعدم التأكد. والسياسة تتم ممارستها في الغالب من خلال العلاقات غير الرسمية.
2-3-1 مسببات السلوك السياسي في المنظمات
يمكن تصنيف العوامل التي تساعد وتشجع على ممارسة اللعبة السياسية والسلوك السياسي في المنظمات إلى: عوامل تنظيمية وعوامل شخصية يمكن توضيحها كما يلي:
أولاً: العوامل التنظيمية:
− عدم التأكد الناشيء عن الغموض والتغيير والبيئة المضطربة وتدني الرسمية.
− الموارد المحدودة في المنظمة.
− حجم المنظمة الكبير، وزيادة تعقدها، وتزايد المنافسة بين الأفراد والجماعات تشجع على السلوك السياسي دور حياة المنظمة ففي مرحلة الإنحدار تتزايد اللعبة السياسية.
− المستوى التنظيمي، فالسلوك السياسي ينشتر في المستويات العلىا والوسطى لتمتعها بقوة أكبر القرارات الهامة، والقرارات غير المبرمجة تشجع على السلوك السياسي أكثر من القرارات غير الهامة، والقرارات الروتينية.
ثانياً: العوامل الشخصية
− الشخصية التي لديها حاجة كبيرة للقوة الشخصية الميكيافيللية والتي تسعى للتأثير على الآخرين وبواسطة المراوغة والإنتهازية، والتي تطبق مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
− الأساليب والفنون السياسية التي إذا توافرت الظروف المواتية التي تشجع السلوك السياسي، فقد يلجأ الأفراد أو الجماعات إلى أساليب مختلفة للسعي لمزيد من القوة والنفوذ ومحاولة إستخدامها لتحقيق مصالح ذاتية.
− تشكيل التحالفات بين الأفراد والجماعات: لتحقيق مزيد من القوة السياسية بما يضمن تحقيق المصالح المشتركة لهؤلاء الأفراد والجماعات.
− الإستمالة / تحويل الأعداء السابقين إلى حلفاء بإشراكهم في عمليات التخطيط وإتخاذ القرارات وإعطاء المشورة والنصح.
− المديح/ الثناء: إستخدام الثناء والتقدير من أجل الحصول على موافقة الآخرين أو قيامهم يعمل معين يخدم الفرد.
− إيجاد صورة ذهنية إيجابية / تصرف الفرد بطريقة تساعد على بناء صورة ذهنية إيجابية عنه لدى الجمهور.
− الحصول على قوة هيكلية: وذلك من خلال السيطرة على الموارد الحساسة وكذلك الأنشطة الحيوية في المنظمة.
− معالجة السياسة الهدامة / السلبية حيث إنه من الممكن أن يخفق الأفراد / الجماعات في محاولتهم الحصول على مزيد من القوة أمام الآخرين، وبالتالي عدم النجاح في تحقيق مصالحهم. فيلجأ هؤلاء الأفراد / الجماعات إلى السلوك السياسي السلبي المتمثل في إلقاء اللوم على الآخرين والبحث عن "كبش فداء" والتقليل من دور الآخرين وإنجازاتهم وتوجيه النقد إليهم وغير ذلك، مما يولد الشك في مصداقية هؤلاء ومشروعيتهم وقدرتهم على الإثابة والعقاب، وجاذبيتهم، هذا من شأنه أن يؤدي إلى تدهور معنويات العاملين، والصراع بين الأطراف المتنافسة وبذلك توجه الجهود إلى تخطيط الهجمات والهجمات المضادة بدل أنه توجه إلى أنشطة منتجة. ولذا يصبح من الضروري ضبط السلوك السياسي وإدارته بفعالية.
2-3-2 الوسائل المقترحة لتقليص السلوك السلبي
− تقليص درجة عدم التأكد في المنظمة
− تقليص درجة المنافسة، ولا سيما فيما يتعلق بالموارد
− حل أي تحالفات ( تكتلات) سياسية -الشلل السياسية
− منع تطور أي تحالفات / تكتلات سياسية
− أن يكون كل مدير / رئيس مثالاً لمرؤوسيه في عدم المراوغة والمناورة والتحايل وغيرها من أنماط السلوك السياسي السلبي.
- الاتصالات المفتوحة الصريحة التي تتيح للجميع الإطلاع على ما يجري في المنظمة .
- مواجهة من يقومون باللعبة السياسية، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم .
- توقع ظهور السلوك السياسي السلبي ورصد أي عوامل أو ظروف تشجع وتساعد على اللعبة السياسية، لأن من شأن ذلك أن يوجه الإدارة للتدخل قبل تصاعد اللعبة السياسية الهدامة.
2-4 النزاع ( الصراع ) التنظيمي
لا تستطيع أي منظمة أن تعمل بنجاح وأن تحقق أهدافها بكفاءة وفعالية بدون التفاعل المتواصل بين الأفراد والجماعات المختلفة عبر المستويات والوحدات التنظيمية المختلفة. فالأفراد والجماعات المختلفة تعتمد كل منها على الأخرى لأغراض شتى، مثل تبادل المعلومات، والتعاون، والتشاور، والتنسيق وغيرها. وهذه الاعتمادية والترابط يمكن أن يؤدي إلى التعاون أو النزاع والتعارض. فالنزاع بين الأفراد والجماعات في المنظمات أمر شائع ومألوف مثل شيوع التعاون والتماسك بل وأكثر.
2-4-1 تعريف النزاع التنظيمي
هنالك تعريفات عديدة للصراع / النزاع، وسنكتفي بالإشارة إلى بعضها بغرض توضيح ماهية الصراع في المنظمات. فالصراع هو ذلك السؤال الذي يوجه الأفراد في المنظمة نحو معارضة أفراد آخرين.
فالصراع التنظيمي يشمل جميع أشكال وأنواع وصور التعارض وعدم الاتفاق والتفاعل ألعدائي بين الأفراد والجماعات المختلفة
2-4-2 أسباب مصادر الصراع
ينشأ الصراع في المنظمات بين الأفراد والجماعات المختلفة لأسباب ومن مصادر عديدة ومتنوعة ومن أهمها: الإعتمادية بين الوحدات، الأعمال الاختلاف في الأهداف والقيم والمدركات التمايز، التقسيم العالي الاعتماد على موارد محدودة مشتركة عدم تكافؤ السلطة والمسؤولية الرسمية المتدنية الاختلاف في معايير التقييم ونظم العوائد اتخاذ القرارات بالمشاركة عدم تجانس الأعضاء، تشويه الاتصالات، ومن بين الأسباب الأخرى للصراع التنظيمي: الإحباط تعارض الأدوار، وغموض الأدوار، تداخل الاختصاصات، النزاع على الموارد المحدودة والمكانة والسلطة، الصراع بين المستويات الإدارية المختلفة، والصراع بين الأجهزة التنفيذية والأجهزة الاستشارية.
2-4-2 إدارة الصراع
تتوقف نتائج وآثار الصراع التنظيمي إلى حد كبير على كيفية إدارة الصراع. وهنالك إستراتيجيات/ أساليب عديدة لمواجهة الصراع وتسويته، وتوجد ثمانية طرق لحل وتسوية الصراعات وهي:
− التنافس الطرف الآخر يتخذ موقفاً محدوداً ويتمسك به
− التجنب/ الهروب الطرف الآخر يحاول تجنب التفاوض
− التنازل للطرف الآخر.
− التسوية الآخر يقترح حلاً وسطاً أو تسوية الطرف.
− التآزر أحد الطرفين يكشف ما لديه من معلومات ويشجع الطرف الآخر على عمل الشيء ذاته.
− المواجهة يبقى الطرفان يواجهان بعضهما البعض حتى يتوصلا إلى أفضل حل.
− التهدئة يحاول الطرف الآخر أن يقلل من أهمية المشكلة على أمل أنها ستزول.
− الإكراه أحد الطرفين يفرض وجهة نظره على الطرف الآخر، وإلا يحال الأمر إلى سلطة أعلى.
3- الفصل الثالث رسالة المنظمة ( الأهداف، الإستراتيجية، قياس الأداء)
3-1 رسالة المنظمة
رسالة المنظمة هي بيان رسمي صريح يوضح سبب وجود المنظمة وطبيعة النشاط الذي تمارسه، والسبب الذي وجدت لأجله وهذه الرسالة قد تتغير من حين لآخر، ولكن لا بد أن يعي ويفهم جميع الأطراف والجماعات ذات العلاقة بالمنظمة سبب وجودها، أي رسالتها.
3-2 فوائد رسالة المنظمة
1 ـ تحديد السلع والخدمات أو الأعمال المناطة بها.
2 ـ تحديد الاتجاهات التي يمكن استغلال الموارد فيها.
3 ـ تشكيل الثقافة التي توجه سلوك العاملين بالمنظمة
4 ـ تشكيل الرؤية المستقبلية.
5 ـ تحديد مجالات العمل.
3-3 أهداف رسالة المنظمة:
1 ـ الإجماع إلى الغرض
2 ـ إستغلال الموارد
3 ـ مناخ المنظمة وفلسفتها
4 ـ رؤية بعيدة المدى
5 ـ تحديد مجال العمل
6 ـ التوجه نحو السوق.
7 ـ إيجاد دافعية لدى العاملين.
3-4 تصنيف أهداف المنظمة:
1 ـ أهداف رئيسة مقابل أهداف ثانوية
2 ـ أهداف قصيرة الأمد وأهداف طويلة الأمد
3 ـ أهداف صريحة وأهداف ضمنية
4 ـ أهداف التوازن مقابل أهداف التحديث
5 ـ أهداف على مستوى المنظمة وأهداف القطاعات أو الوحدات
3-5 إستراتيجية المنظمة
من بين التعريفـات الأكثر قبولا وانتشـاراً ذلك التعريف الـذي اقترحة شاندلر (Shandler) حيث عرف الاستراتيجية: بأنها تحديد الأهداف والأغراض الرئيسية بعيدة المدى للمنظمة، وتبني الأنشطة وتوزيع الموارد اللازمة لتحقيق هذه الأهداف. ويـرى (Scott) أن هذا التعريف يتضمن خصائص عديدة ومميزة للإستراتيجية بينها: التركيز الرئيسي على القضايا الخارجية، أي الربط بين المنظمة وبيئتها.
فالهيكل التنظيمي هو وسيلة لتحقيق أهداف المنظمة وعلىه فان أي تحليل أو تحديد لهيكل المنظمة لا بد أن ينطلق من أهداف وإستراتيجية المنظمة (الأهداف طويلة المدى للمنظمة)، فالتغيير في إستراتيجية المنظمة يلازمها تغير في الهيكل التنظيمي للمنظمة.
3-6 الإدارة الاستراتيجية
فتعرف بأنها عملية تكييف المنظمة لتتلاءم مع بيئتها بما يضمن تحقيق أغراضها واستمراريتها على المدى البعيد بصورة أفضل، ومن خلال العمل على رفع وتتضمن الإدارة الإستراتيجية اتخاذ القرارات الأساسية والجوهرية بشأن:
أ ـ تقييم ورصد وتشخيص البيئة الخارجية.
ب ـ صياغة أغراض ورسالة المنظمة وفلسفتها وأهدافها
ج ـ المفاضلة بين الخيارات وإتخاذ القرارات الرئيسية بشأن مجموعة معينة من الأهداف بعيدة المدى والاستراتيجيات الرئيسية اللازمة لتحقيقها.
د ـ إعداد أهداف قصيرة المدى وتخصيص الموارد اللازمة لتحقيقها
هـ ـ تصميم الهيكل التنظيمي والأنظمة لتحقيق الأهداف المرجوة
3-7أنواع الاستراتيجيات
هناك أنواع مختلفة من الاستراتيجيات من أهمها:
أ. استراتيجية القيادة التكاليفية: وتعتمد على تخفيض التكاليف وزيادة الكفاءة الداخلية للتفوق على المنظمات المنافسة.
ب. استراتيجية التمايز: وتعتمد على تفرد المنظمة في إنتاج وتسويق منتجات متميزة عما تقدمه المنظمات الأخرى المنافسة في نفس النشاط.
ت. استراتيجية التركيز: تعتمد هذه الاستراتيجية على اختيار سوق معين، فئة معينة من المنتفعين، أو منطقة جغرافية معينة أو منتج معين.
ث. الاستراتيجية الدفاعية: تهتم هـذه الاستراتيجية بالمحافظة على نصيب المنظمة من السـوق الـذي تعمل فيه.
ج. استراتيجية ريادية / تطلعية: تعتمد هذه الاستراتيجية على التفاعل الايجابي مع البيئة الخارجية، وتفترض أن البيئة متغيرة، وأن على المنظمة أن تخاطر في التعرف على الفرص المتاحة في البيئة الخارجية وأن تعمل على الاستفادة منها.
ح. استراتيجية التحليل / المحلل: تعتمد على افتراض أن البيئة يمكن فهمها والتنبؤ بالمتغيرات المحتملة فيها، يجب أن تعمل المنظمات على الاستفادة من تلك المتغيرات لجعل منتجاتها أكثر جاذبية للمستهلكين.
3-8 قياس أداء المنظمة
إن جميع المنظمات على اختلاف أنواعها وأهدافها وأنشطتها تحتاج إلى استخدام معايير معينة للحكم على نجاح أنشطتها، وقد أصبح من المسلم به أنه لا يمكن تحديد معيار واحد فقط للحكم على ذلك النجاح، ويمكن تصنيف المعايير المختلفة التي يمكن استخدامها للحكم على نجاح المنظمة إلى ثلاث مجموعات هي:
1 ـ الفعالية: تعرف الفعالية على أنها مدى تحقيق المنظمة لأهدافها، أما إتزوني (Etzioni ) فقد عرف الفعالية بأنها قدرة المنظمة على تأمين الموارد المتاحة واستخدامها بكفاءة لتحقيق أهداف محددة.
2 ـ الكفــاءة: ترتبط الكفاءة بالعلاقة بين الموارد والنتائج وتعني تحقيق أعلى منفعة مقابل التكاليف، يعتبر مفهوم الكفاءة ملازماً لمفهوم الفعالية، ولكن لا يجب أن يستخدما بالتبادل. فقد تكون المنظمة فعالة لكنها ليست كفؤة أي أنها تحقق أهدافها ولكن بخسارة، وعدم كفاءة المنظمة يؤثر سلباً على فعاليتها، فكلما ارتفعت تكاليف تحقيق هدف معين، قلت احتمالات قدرة المنظمة على البقاء، ويمكن استخدام الفعالية كمقياس بعيد المدى، بينما يمكن استخدام الكفاءة كمقياس قصير المدى، ويجب أن يأخذ كلاهما الفعالية والكفاءة في الاعتبار ضمن معايير نجاح أي منظمة، وينظر إلى الكفاءة على أنها إنجاز العمل بشكل صحيح وأما الفعالية فهي إنجاز العمل الصحيح أو فعل الشيء الصحيح.
3 ـ الإنسانية: بالإضافة إلى الفعالية والكفاءة، يعد مدى اهتمام المنظمة بالأفراد العاملين فيها أحد أهم المعايير للحكم على نجاحها، نظراً للضغوط العديدة، من ثقافية وقانونية واجتماعية تمارس على المنظمة للإرتقاء بالنواحي الإنسانية فيها، ولا تستطيع أي منظمة أن تتجاهل أهمية البعد الإنساني لأن مدى التزام العاملين وانتمائهم وتعاونهم يمكنها من النجاح.
4- الفصل الرابع: إدارة البيئة الخارجية للمنظمة
4-1 مقدمة:
المنظمة في تفاعل مستمر مع البيئة المحيطة بها، والبيئة مهمة للمديرين لسببين رئيسيين هما:
1 ـ أن للبيئة مخاطر يمكن أن تعيق عمل المنظمات وتحقيقها لأهدافها.
2 ـ أن البيئة يمكن أن توفر فرصاً لمساندة المنظمات وتدعمها للقيام بأعمالها وإنجاز أهدافها. ولكي تستطيع فهم هذا الموضوع لا بد من التعرض للنقاط التالية: مفهوم البيئة، تصنيف البيئة، الخصائص العامة للبيئة المعاصرة، حدود المنظمات والروابط المنظمة والبيئة، تأثير البيئة على الهيكل التنظيمي، إدارة البيئة الخارجية.
4-2 بيئــة المنظمـات
تتعامل المنظمات، سواء في المجتمعات التي تسيطر وتتحكم الدولة في اقتصاديتها أو المجتمعات التي تسير على نظام الاقتصاد الحر، مع عوامل البيئة المختلفة التي يتكون منها هذا المجتمع أو ذاك، وفي بداية التسعينات بدأت الكثير من الدول ومنها الكويت ودول مجلس التعاون وبعض الدول العربية الأخرى بما يسمى بعملية الخصخصة، أو سياسة تحويل الكثير من المؤسسات الحكومية إلى القطاع الخاص، وتحديد دور الحكومة بعملية مراقبة القطاع الخاص وامداده بالتوجيهات والسياسات المختلفة مثل السياسات النقدية وتنظيم أمور التجارة المختلفة وأمور السيادة للدولة. وترك للقطاع الخاص دور التعامل في ظل المنافسة مع المنظمات الأخرى في المجتمع أو خارجه. وكذلك حرية التعاقد بأشكالها المختلفة والتعامل مع القوى العاملة التي تلتحق بالمنظمات. وفي جميع الأحوال فالمنظمات تتعامل مع بيئتها المكونة من عدة عناصر أو عوامل أطلق علىها عناصر أو عوامل البيئة. وقد حصر علماء التنظيم عدة عناصر او عوامل بيئية تتفاعل معها المنظمات بدرجات مختلفة. كما تعددت التسميات لتلك العناصر بتعدد العلماء الذين عالجوا أثرها على المنظمات. وتكمن أهمية تلك العناصر في تأثيرها المباشر وغير المباشر على المنظمات سواء من خلال تأثيرها على قرارات المنظمات أو في تأثيرها على الفرص المتاحة، أو لها في تمكينها من النجاح ومن ثم تحقيق نسبة من الأرباح، أو أن تكون عاملاً من عوامل فشلها وتحقيقها للخسارة والإندثار.
وقد بينت الدراسات المختلفة أن هناك مجموعيتن من العناصر تتكون منها بيئة المنظمات. يطلق على المجموعة الأولى العناصر العامة أو عناصر البيئة العامة، ويطلق على المجموعة الثانية عناصر المهام أو عناصر بيئة المهام. ويأتي التفريق بينهما في الطريقة التي تؤثر بها تلك العوامل على المنظمة. فالمجموعة الأولى تؤثر في المنظمة بطريق غير مباشر أما المجموعة الثانية فتؤثر في المنظمة بطريق مباشر.
4-3 البيئة العامة للمنظمات
تتكون البيئة العامة للمنظمات من عوامل بيئية عديدة تؤثر تأثيراً غير مباشر على كل أو أغلبية المنظمات في أي مجتمع. ويأخذ هذا التأثير أشكالاً مختلفة سواء في الكيفية التي تؤسس المنظمة بنيانها التنظيمي، أو في الكيفية التي تتخذ فيها قراراتها، أو في الطريقة التي تتبعها في أسلوب محاسبتها، أو في التقنية التي تستخدمها في توزيع الأعمال ومراجعة الحسابات. وتتكون هذه العوامل البيئية من:
أولا: النظام الاقتصادي الذي يتبعه المجتمع وفيما إذا كان نظام اقتصادي خاضع لعوامل السوق الحرة أو نظام اقتصادي تسيطر علىه الدولة او خليط منهما.
ثانيا: الحالة الاقتصادية للمجتمع وفيما إذا كان نظام اقتصادي خاضع لعوت حالة الاقتصاد يسودها كساد أو انتعاش أو كانت الحالة الاقتصادية في توسع أو انكماش أو في مرحلة انتقال بين هذه الحالات.
ثالثاً: النظام السياسي للمجتمع وأثره على عملية اتخاذ القرارات المرتبطة بالتجارة وغيرها.
رابعاً: التركيبة السكانية للمجتمع. وتتكون تلك التركيبة من عدة أمور مثل نسبة العمالة الوافدة إلى إجمالي السكان، والتوزيع العمري والمهني للسكان وغيرها من خصائص مرتبطة بالقوى البشرية في المجتمع. خامساً: العوامل الحضارية للمجتمع والتي تكون مجموعة القيم والمعتقدات السائدة، واللغة والدين لها تأثيرها وتبرز في مجتمع ما وتميزه عن مجتمعات أخرى.
4-4 عناصر البيئة العامة للمنظمات:
وتبرز من هذه العوامل تسعة عناصر بيئية يتوجب على كل أو أغلبية المنظمات ملاحظاتها والتعامل معها. وهذه العناصر هي: الصناعة أو السوق التي تتخصص فيه المنظمة، والمواد الخام التي تحتاجه المنظمة في عملياتها، والموارد البشرية التي تستورد منها المنظمة وتوظفها لديها، والموارد المالية المتاحة لها السوق العام أو الحالة الاقتصادية له، والتقنية المرتبطة بأعمال المنظمة سواء الإنتاجية منها أو غيره الانتاجية، الحالة الاقتصادية بشكل عام، والقرارات الحكومية بشكل عام أو المرتبطة بأعمال المنظمة، والعوامل الحضارية والثقافية والاجتماعية لمجتمع المنظمة.
1. الصناعة: وتحتوي الصناعة أو السوق التي تتخصص فيه المنظمة على منافسين في نفس نوعية الأعمال التي تتعامل معها المنظمة، ويكمن تأثير هذا العامل على حجم المنظمة، والأموال التي تخصصها لحملاتها الاعلانية، وتنوع عملائها، والحدود القصوى للعوائد والأرباح التي تهدف المنظمة لتحقيقها. ويمثل عدد الشركات المنافسه وكبر حجمها سواء من ناحية العمالة التي تستخدمها أو التقنية التي تتعامل معها عاملاً من عوامل التعقيد لبيئة المنظمة.
2. المواد الخام: تحتاج المنظمات الى مواد خام متعددة سواء لعمليات الانتاج التي تقوم بها أو لأعمالها المساندة. ويمثل التقلب في كمية المعروض من المواد الخام والتقلب في تكلفته عاملاً من عوامل التعقيد لبيئة المنظمات.
3. الموارد البشرية: التي لمنظمة لديها ومدى توفرها في المجتمع الذي تعمل به. فالمنظمات تحتاج الى قوى بشرية مدربة ومؤهلة تأهيلاً مناسباً حتى يمكن لها أن تقوم بمهامها على أحسن وجه. وبدون ذلك يكون من الصعوبة بمكان أن تقوم المنظمة بمهامها. وتمثل درجة توفر القوى البشرية المناسبة عاملاً من عوامل التعقيد لبيئة المنظمة.
4. الموارد المالية: وهي تعني وفرة المال وتكلفته من خلال مصادر الأموال وأسواق الأوراق المالية، البنوك، وشركات التأمين وغيرها. وتمثل درجة وفرة المال وتكلفته عملاً يشجع المنظمة أو يحد من تطورها. وتمثل تلك الوفرة والتكلفة عامل من عوامل بيئة المنظمة.
5. السوق: وتمثل درجة حاجة المستهلك للمنتجات والخدمات المختلفة ومستوى طلبه لها. ويؤثر عنصر السوق في المنظمة من خلال درجة الحاجة الى منتجاتها أو خدماتهال. وتمثل درجة تقلب السوق وحجم الطلب عامل من عوامل بيئة المنظمة. فقد تجد المنظمة أن علىها أن التحول إلى أسواق أخرى إذا كان السوق متقلباً. كما قد تجد المنظمة أن علىها أن تتوسع لمقابلة زيادة حجم الطلب على منتجاتها وإلا فقدت مركزها التنافسي.
6. التقنية: ويقصد بها مدى استخدام المعرفة والتقنيات المتاحة لإنتاج البضائع وتقديم الخدمات. ويؤثر التعقيد التقني على مستوى المهارة وحجم المنظمة المطلوبان لاستخدام التقنية. وكذلك تؤثر التطورات التقنية ومدى متابعتها على المنظمة. وتمثل درجة تعقد التقنية ودرجة تطورها عامل من عوامل بيئة المنظمة.
7. الظروف الاقتصادية: وتعكس المستوى الاقتصادي العام للمجتمع التي تعمل فيه المنظمة، فهي تتضمن عوامل مثل نسبة البطالة، ودرجة القوة الشرائية، ونسبة التضخم ودرجة الرخاء الاقتصادي ونسبة الاستثمار التجاري ودرجة تطوره. وتمثل جميع هذه العوامل أحد عوامل عوامل بيئة المنظمة.
8. القرارات الحكومية: وتعتبر القرارات التي تصدرها الحكومة والتي تعكس النظم القانونية والشرعية والسياسية التي تحيط بالمنظمة عاملاً من عوامل بيئة المنظمة. وتحدد القرارات الحكومية مقدار الحرية الممنوحة للمنظمة للسعي نحو تحقيق أهدافها.
9. القيم الحضارية والثقافية للمجتمع: وتشمل كل من الخصائص السكانية ونظام القيم داخل المجتمع. كما تتضمن متوسط عمر السكان، توزيع الدخل، تركيب القوى العاملة، مدى تواجد مناطق سكانية متنوعة من منطقة إلى أخرى ومدى حدوث الجرائم، والحالة التعلىمية، وأثر الدين والمعتقدات الأخرى في المجتمع عنصراً هاماً يؤثر على المنظمات بأشكال مختلفة. وتمثل درجة الإلتزام والتغيير في القيم الحضارية والثقافية للمجتمع عامل من عوامل بيئة المنظمة.
وتلك العناصر تعمل مجتمعه في التأثير غير المباشر على المنظمات وتتفاعل فيما بينها في عملية التأثير. وقد يكون التغير في عامل منها سببا في إحداث التغير في عامل أو أكثر من تلك العوامل.
4-5 عناصر بيئة المهام للمنظمات:
تتكون بيئة المهام للمنظمات من عوامل بيئية عديدة تؤثر تأثيراً مباشراً على كل المنظمات في أي مجتمع. وتؤثر تلك العوامل على نمو ونجاح واستمرار المنظمات في التواجد. وتتمثل تلك العوامل في عدة عناصر تشمل عملاء المنظمة والمنافسين لها والموردين لها وحملة الأسهم واللوائح الحكومية المنظمة لأعمالها والجماعات السياسية المرتبطة بها وموظفيها والنقابات المرتبطة بها. وبعض هذه العوامل قد ينظر إليها كجزء من البيئة العامة، كما قد ينظر إليها كجزء من بيئة المهام.
4-6 تحليل أثر كل من عناصر البيئة العامة وبيئة المهام للمنظمات:
تمثل عناصر البيئة والعمل على تحديدها من قبل المنظمة الخطوة الأولى في تعاملها مع بيئتها وتفهمها لها. ويتم تحليل التأثير البيئي على المنظمة من خلال بعدين، الأول ينظر إلى درجة التعقد في عناصر البيئة وهل هي بسيطة أو معقدة، والثاني ينظر الى درجة التغير في تلك العناصر وهل هي بطيئة أو سريعة التغير. ويتميز هذان البعدان بالأهمية نظراً لأنهما يحددان مقدار ودرجة التأكد لدى المنظمة عن طبيعة هذه العناصر من خلال ما يتوفر لديها من معلومات تساعد في اتخاذ القرارت، وكذلك الوقت المتاح لديها للتنبوء بتلك التغيرات. وتزيد درجة التأكد من مخاطر الفشل أو إمكانيات النجاح للمنظمة، كما تجعل من الصعوبة أو من السهولة إحصاء التكاليف والاحتمالات للخيارات المتاحة لديها. ويتم تحليل البيئة وعناصرها المختلفة من خلال تقسيم تلك العناصر إلى مجموعات على أساس الأبعاد الآتية:
البعد الأول درجة تعقد البيئة: يقصد بدرجة تعقد البيئة أو التعقيد البيئي عدد العناصر البيئية التي تتعامل معها المنظمة. ففي البيئة المعقدة يتفاعل عدد كبير ومتنوع من العناصر البيئية مع المنظمة والذي قد يتكون من أكثر من خمسة وقد يصل الى تسعة عناصر. أما في البيئة البسيطة، فيتفاعل عدد قليل من العناصر البيئية مع المنظمة والذي قد يتراوح ما بين ثلاث أو أقل.
البعد الثاني درجة سكون البيئة: يقصد بدرجة سكون البيئة الدرجة والسرعة التي تتغير فيها عناصر البيئة سواء كانت معقدة أو بسيطة. فتكون البيئة ساكنة إذا ما لم تتغير تلك العناصر خلال فترة تتراوح ما بين شهور أو سنوات. وتكون البيئة غير ساكنة إذا تغيرت العناصر البيئية بطريقة غير متوقعة ومفاجئة.
وينظر إلى البيئة من زاويتين، الزاوية الأولى: مرتبطة بدرجة السكون حيث تكون درجة السكون منخفضة جداً وتوصف ببيئة غير ساكنة ثم تتدرج بدرجات إلى أن تصل إلى درجة سكون عالية جداً وتوصف ببيئة ساكنة. أما الزاوية الثانية: فهي مرتبطة بدرجة التعقيد حيث تكون درجة التعقيد منخفضة جداً وتوصف ببيئة بسيطة ثم تتدرج بدرجات إلى أن تصل إلى درجة تعقد عالية وتوصف ببيئة معقدة. وتتكون من خلال هذه النظرة أربعة أنواع من البيئات الرئيسية التي تتعامل معها المنظمات وهي:
1. بيئة عالية الغموض: وتحتوي تلك البيئة على عناصر بيئية كثيرة ومتنوعة، كما تتصف تلك العناصر بكونها عناصر متغيرة بصفة مستمرة. وتواجه المنظمات التي تتعامل مع هذا النوع من البيئات الحاجة الشديدة إلى المعلومات والبيانات المرتبطة بعناصر البيئة. فدرجة التأكد من سلوك تلك العناصر والقدرة على التنبوء بتغيراتها تكون منخفضة جداً. وإذا فشلت المنظمة في متابعة تلك المتغيرات فإن فرص نجاحها في تحقيق اهدافها واستمرارها سوف تكون ضئيلة.
2. بيئة متوسطة الغموض: وتحتوي تلك البيئة على عناصر بيئية قليلة، كما تتصف تلك العناصر بكونها عناصر متغيرة بصفة مستمرة. وتواجه المنظمات التي تتعامل مع هذا النوع من البيئات الحاجة الى المعلومات والبيانات المرتبطة بعناصر البيئة. فدرجة التأكد من سلوك تلك العناصر والقدرة على التنبوء بتغيراتها تكون منخفضة. وإذا فشلت المنظمة في متابعة تلك المتغيرات فإن فرص نجاحها في تحقيق أهدافها واستمرارها سوف تكون ضئيبلة. والفرق بين هذا النوع من البيئة والنوع السابق يكمن في عدد عناصر البيئة. فهي قليلة في هذا التنوع وكثيرة ومتنوعة في البيئة السابقة. وتتشابهان في كون درجات الثبات والتغير في البيئة عالية.
3. بيئة عالية الثبات: وتحتوي تلك البيئة على عناصر بيئية قليلة، كما تتصف تلك العناصر بكونها عناصر ثابتة بصفة شبه مستمرة أو أنها تتغير ببطء شديد. ولا تواجه المنظمات التي تتعامل مع هذا النوع من البيئات الحاجة الشديدة إلى المعلومات والبيانات المرتبطة بعناصر البيئة. فدرجة التأكد من سلوك تلك العناصر والقدرة على التنبوء بتغيراتها تكون عالية جداً.
4. بيئة متوسطة الثبات: وتحتوي تلك البيئة على عناصر بيئية كثيرة ومتنوعه، كما تتصف تلك العناصر بكونها عناصر ثابتة بصفة شبه مستمرة أو أنها تتغير ببطء شديد.
وتواجه المنظمات التي تتعامل مع هذا النوع من البيئات الحاجة إلى المعلومات والبيانات المرتبطة بعناصر البيئة، فدرجة التأكد من سلوك تلك العناصر والقدرة على التنبوء بتغيراتها تكون عالية جداً، ويمثل كثرة العوامل البيئية عامل صعوبة بالنسبة لدرجة التأكد لسلوكها، أن العامل الأساسي في تعامل المنظمة مع البيئة يكمن في عامل التغيير في عنصر أو عناصر البيئة وطبيعته، وفيما إذا كان مقتصراً على عنصراً واحداً فقط من عناصر البيئة أو أكثر. وتستجيب المنظمات للتغيير في تلك العناصر استجابات متعددة حصرتها الدراسات المختلفة في أربعة أنواع من الاستجابات العامة:
النوع الأول: يتمثل في الاستجابة لبيئة يكون التغيير فيها منحصر في عنصر واحد من عناصر البيئة، ويتصف هذا التغيير بحدوثه على فترات زمنية متقطعة، كما يتصف بندرة حدوثه. وتكون استجابة المنظمة منحصرة في التركيز على عملياتها وأنشطتها اليومية، كما أنها قد تقوم بالبعض القليل من التخطيط.
النوع الثاني: يتمثل في الإستجابة لبيئة يكون التغيير فيها منحصر في مجموعة مترابطة من عناصر البيئة، ويتصف هذا التغيير بحدوثه على فترات زمنية متقطعة، كما يتصف بندرة حدوثه. وتكون استجابة المنظمة منحصرة في التركيز على التخطيط والتنبوء لتحاشي نتائج التغيير في تلك العناصر المترابطة.
النوع الثالث: يتمثل في الاستجابة لبيئة يكون التغيير فيها منحصر في مجموعة من العناصر الخارجية للبيئة، ويتصف هذا التغيير بحدوثه كرد فعل للتغيير الذي يحدث في داخل المنظمة. كما يحدث التغيير في داخل المنظمة كرد فعل للتغيير في تلك العناصر الخارجية. فالتغيير متبادل بين المنظمة والعناصر الخارجية لها. وتتصف معظم المنظمات التي من هذا النوع بأنها منظمات كبيرة الحجم وبارزة الظهور. وتكون استجابة المنظمة منحصرة في التركيز على التخطيط والتنبوء لتحاشي نتائج التغيير في تلك العناصر الخارجية، كما تركز على التخطيط والتنبوء للإستعداد لأي تغيير متوقع.
النوع الرابع: يتمثل في الإستجابة لبيئة يكون التغيير فيها شاملاً جميع عناصر البيئة. ويشمل التغيير فيها عدة مجموعات مترابطة من عناصر البيئة. ويتصف هذا التغيير بحدوثه على فترات زمنية متقاربة، كما يتصف بتكرار حدوثه. وتكون استجابة المنظمة منحصرة في التركيز على ترجمة ما يحدث في البيئة والتأقلم مع التغيير الذي يحدث فيها بهدف البقاء والإستمرار.
4-7 مفهوم البيئة:
• عرف روبنز ( Robbins ) البيئة: "بأنها جميع العوامل والمتغيرات الواقعة خارج حدود المنظمة".
• كما عرفها هاولي ( Hawley ) بأنها: "جميع الظواهر خارج المنظمة وتؤثر أو لديها إمكانيات التأثير على المنظمة"
4-7-1 تصنيف البيئة
ولكي يتم التعرف على مدى تأثير البيئة على المنظمة فقد صنف ( Anthony , Hodge) بيئة المنظمة إلى (ثلاثة) مستويات هي:
1 ـ البيئة الجزئية: وهي تمثل المنظمة نفسها (البيئة الداخلية) وتضم رسالة المنظمة وأهدافها وثقافتها والعاملين بها والموارد والسياسات والتقنيات وعمليات الإنتاج والمنتجات والخدمات.
2ـ البيئة الوسيطة: وهي البيئة التي تربط المنظمة بالبيئة الكلية، مثل الموردين والموزعين ومكاتب التوظيف...... الخ.
3 ـ البيئة الكلية: وتضم ثمانية نظم هي:النظام الثقافي، والسياسي، والاقتصادي، والتنافسي، والتقني، والقوى العاملة، والمستهلكين، ونظام البيئة المادية.
ومن التصنيفات الأكثر شيوعاً تصنيف البيئة الخارجية للمنظمة إلى نوعين أو مستويين هما:
أـ البيئة العامة: وهي تشـمل نفـس العـوامل والمتغيرات البيئية التي تتكون منها البيـئة الكليه.
بـ بيئة النشاط: وتسمى أحياناً بيئة المهمة، تشمل تلك المتغيرات والعوامل والقوى البيئية ذات الصلة المباشرة بتحديد أهداف المنظمة.
الخصائص العامة للبيئة المعاصرة
1 ـ ظاهرة العولمة (Globalization): وهذه الظاهرة تفرض على المنظمات تحديات كثيرة من أهمها:
• العمل باستمرار على تحقيق الجودة الشاملة في منتجاتها وخدماتها.
• المنافسة العالمية في مجال الإنتاج والخدمات.
2 ـ ديناميكية البيئة واضطرابها وتغيراتها المتسارعة في شتى المجالات الإقتصادية والتقنية وغيرها.
3 ـ التنوع البيئي وعدم تجانس احتياجات الأطراف الخارجية التي تتعامل معها المنظمة من موردين ومنافسين وغيرهم.
4 ـ عدم التأكد البيئي نتيجة التغيرات والتقلبات التي لا يمكن توقعها والتنبؤ بها.
5 ـ التعقد الفني.
6 ـ تنوع القوى العاملة.
7 ـ الثورة المعلوماتية. 8 ـ أخلاقيات العمل والمسؤولية الإجتماعية.
9 ـ ترشيد استخدام الموارد لصالح الأجيال القادمة.
10ـ القيود البيئية.