النفوذ الأمريكي في العالم
التقديم: خلفت عظمة القوة الإقتصادية الأمريكية التي تأكدت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية نفوذا فعالا في العالم يتجسم في دور الشركات العبر قطرية في مختلف القطاعات وفي النفوذ النقدي العالمي وفي التأثير الجغراسياسي والعسكري. ولكن مؤشراتها بدأت في التراجع منذ الثمتنينات.
I – دور الشركات متعددة الجنسيات:
هذه الشركات هي من بين الوسائل التي وظفتها الو.م.أ لبسط نفوذها, وتملك الو.م.أ أكثر من 2000 شركة عبر قطرية, منها 35 شركة ضمن الـ 100 الأولى في العالم, نذكر من بينها: جينيرال موتورز , آي بي آم ...
- وظفت هذه الشركات استثمارات هامة في الخارج مثلت في 1997 حوالي 29% من المجموع العالمي (121840 مليون دولار).
- شهدت الإستثمارات تحولا جغرافيا وقطاعيا: بعد الحرب العالمية الثانية إلى الستينات ركزت الشركات العبر قطرية استثماراتها في البلدان النامية وخاصة في قطاع المناجم والطاقة لكن منذ الستينات ركزت الشركات الأمريكية استثماراتها بأوروبا وبالأقطار الصناعية الجديدة (وذلك للإستفادة من اليد العاملة ومن الحوافز المتعددة) واتجهت الإستثمارات حاليا نحو قطاع الخدمات والصناعة لكن رغم ذلك لا تزال الإستثمارات هامة في المجال الفلاحي.
II – النفوذ النقدي:
1) أولية الدولار:
للو.م.أ قوة مالية بفضل أولية عملتها (الدولار) الدولار تحول إلى عملة عالمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حوالي ½ قيمة التجارة تتم بالدولار / أسعار المنتوجات تحدد بالدولار / أكثر من ½ مدخرات البنوك المركزية في العالم تتمثل في الدولار.
وبذلك فإن تقلبات قيمة الدولار تؤثر في الموازين التجارية للبلدان وتساهم تقلباته في حدوث مشاكل اقتصادية.
2) دور البورصات الأمريكية:
تساهم بنسبة 42% من القيمة الجملية للبورصات في العالم, ومن أهم البورصات نذكر: "بورصة وول ستريت" وهي أضخم بورصة للقيم في العالم, إلى جانب عدد هام من البورصات التجارية مثل بورصة شيكاغو لتحديد أسعار المنتوجات الفلاحية والذهب والفضة.
III – النفوذ الثقافي والجغراستراتيجي :
1) النفوذ الثقافي:
يتمثل في تصدير الو.م.أ لنموذجها الثقافي ونمط عيشها في عدة مناطق من العالم بفضل الشركات المتعددة الجنسيات وامتلاك نظام اتصال يقوم على استعمال الأقمار الصناعية ومختلف الوسائل السمعية البصرية (وكالات الأنباء, الشبكات التلفزية, هليود للإنتاج السمعي البصري ...) والتي تقوم عبرها بتمرير ثقافات العيش والإستهلاك لمختلف أنحاء العالم.
2) القوة العسكرية:
منذ التسعينات أصبحت الو.م.أ أول قوة عسكرية في العالم لانتشار قواعدها العسكرية في أكثر من 120 دولة ولأهمية حجم الأسلحة التي تملكها.
IV – حدود نفوذ القوة الأمريكية:
1) تراجع القدرة على المنافسة:
يتمثل ذلك في تراجع الوزن الإقتصادي والمالي: فنصيب الو.م.أ من الإنتاج الصناعي العالمي تراجع من 45% سنة 1945 إلى 22% سنة 1980, كما تراجع نصيب الو.م.أ من الأسواق العالمية بما في ذلك الصناعات المتطورة.
يعود سبب هذا التراجع إلى بروز القطبين الأوروبي والياباني هيمنة مطلقة وسيطرة وتفوق وتنافس كبير.
2) تفاقم العجز والتداين:
سجلت مختلف الموازين (ميزان الدفوعات / الميزان التجاري ..) عجزا متواصلا وذلك بسبب:
* تزايد انفتاح السوق الأمريكية أمام السلع المصنعة في الخارج نمت نسبة النفاذية من 8% سنة 1970 إلى 20% سنة 1990.
* تدويل الإقتصاد الأمريكي: يتمثل في انتشار الصناعة وتوطن جزء هام منها في الخارج.
3) التفاوت الإجتماعي:
يعيش قرابة 12% من مجموع السكان تحت عتبة الفقر, وهم خاصة من السود والمنحدرين من أصل إسباني. ترتفع نسبة الفقر خاصة في الولايات الجنوبية من الو.م.أ.
الخاتمة:
رغم مؤشرات تراجع القوة الأمريكية, إلا أنها مازالت قوة عظمى في العالم, وذلك بفضل نفوذها الإقتصادي والسياسي والعسكري.