الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التعليم العالي و البحث العلمي
جامعة 08ماي1945-قالمة-
كلية الحقوق والعلوم السياسية
قسم العلوم السياسية
السنة: الثانية الفوج:03
مقياس:نظرية التنظيم و التسيير
إعداد الطالبين: تحت إشراف الأستاذة:
ـ تواتي عبد المالك
ـ مرابطي ياسين ــ بلخير أسيا
السنة الدراسية:2012/2011
مقدمة.
من الممكن أن نرسم مسارا للتطور الإداري في العصر الحديث ومراحله الأساسية هي الفترة التي سبقت ظهور الإدارة العلمية التي فيها كانت الإدارة نشاطا تجريبيا متفرقا و منعزلا في بيئته وتجاربه المختلفة ولعل السمة الأساسية في هذه المرحلة هي الازدواجية و التكرار في التجارب دون تبادل حقيقي لهذه التجارب وخبراتها. لتأتي مرحلة الإدارة العلمية في بداية القرن العشرين تقريبا والقائمة على الملاحظة و القياس ومحاولة التوصل إلى المفهوم الأفضل في تفسير الظواهر الإدارية و الطريقة الأفضل في أداء الوظائف و الأعمال المختلفة ومع مقدرة متزايدة من أجل تبادل الخبرات .والمرحلة الأخرى هي مرحلة الإدارة الإلكترونية .ولعل المرحلة الأخيرة هي التي لازالت تتطور .وفي هذه الإدارة فإن الانترنت تلعب دورا أساسيا وتمثل ذروتها و نموذجها الأرقى وتكنولوجيتها الأحدث في فضاء مفتوح وعلاقات شبكية تفاعلية أنية و عالمية وسرعة فائقة هي سرعة الضوء في الاتصال و عقد الصفقات .
إن لهذا الموضوع أهمية كبيرة حيث تفتح هذه الدارسة أمام الادارين و المهتمين بتطوير العمل الإداري و نشر الوعي بمفهوم الإدارة الالكترونية و مدي تأثيراتها على إدارة الموارد البشرية , وتساهم هذه الدراسة أيضا في التعرف على أهم الآليات و الاستراتيجيات التي تساعد في تذليل تلك المعيقات كما نتطلع إن تكون الدراسة إضافة علمية جديدة في حقل المعرفة العلمية و يفتح لها أفاق جديدة للباحثين في مجال العمل الالكتروني.
وتتمثل أهداف هذه الدراسة في إبراز الأسلوب الذي يتعامل به المدير الالكتروني في إعداد الإحصائيات و التقارير و المهام الإدارية, و تجميع موارد المؤسسات ووضعها في قالب التحديث الإداري الذي يضمن بقاء المؤسسة و تحقيقها للإبداع و التميز.
كما يسعي إلي إبراز العلاقة بين الإدارة الالكترونية و مختلف التحديات الراهنة و الخروج من هذه الدراسة باقتراحات تخدم الدراسات البعدية للموضوعية و منه يمكن طرح الإشكالية التالية:كيف يمكن للإدارة الالكترونية إن تحقق مبادئ و مواصفات الجودة الإدارية؟
ومنه نطرح الأسئلة الفرعية التالية:
ـ ما المقصود بالإدارة الالكترونية؟ و ما هية دواعي التحول نحو الإدارة الالكترونية؟
ـ ماهو واقع الإدارة الالكترونية في الجزائر؟
و الفرضيات المقترحة هي:
ـ استخدام تقنيات الإدارة الالكترونية يحقق لنا مستوي معين من الابتكار والتميز.
ـ تقنيات الإدارة الالكترونية بإمكانها أن تقضي على معالم البيروقراطية.
واستخدمنا في هذه الدراسة المنهج التحليلي من خلال تحليل تركيبة الجهاز الإداري و منهج دراسة حالة من خلال دراسة نماذج الإدارة الالكترونية في بعض الدول.
خطة البحث
مقدمة:
الفصل الأول: مدخل مفاهيمي إلى الإدارة الالكترونية
المبحث الأول:ماهية الإدارة الالكترونية
المطلب الأول: نشأة الإدارة الالكترونية
المطلب الثاني: مفهوم الإدارة الالكترونية
المطلب الثالث: أهداف الإدارة الالكترونية
المطلب الرابع: خصائص الإدارة الالكترونية
المطلب الخامس: أهمية الإدارة الالكترونية
المبحث الثاني: الانتقال من الإدارة التقليدية إلى الإدارة الالكترونية
المطلب الأول: مراحل الانتقال من الإدارة التقليدية إلى الإدارة الالكترونية
المطلب الثاني: متطلبات التحول إلى الإدارة الالكترونية
المطلب الثالث: دوافع التحول إلى الإدارة الالكترونية
المطلب الرابع: مراحل تطبيق الإدارة الالكترونية
المطلب الخامس: عناصر ووظائف الإدارة الالكترونية
الفصل الثاني:الإدارة الالكترونية في بعض الدول(نماذج تطبيقية)
المبحث الأول:تجارب الإدارة الالكترونية في بعض الدول المتقدمة وبعض الدول العربية
المطلب الأول:تجارب الإدارة الالكترونية في الدول المتقدمة
المطلب الثاني:تجارب الإدارة الالكترونية في الدول المغاربية
المطلب الثالث: تجارب الإدارة الالكترونية في الدول الخليجية
المبحث الثاني: واقع الإدارة الالكترونية في الجزائر
المطلب الأول: التحول نحو الإدارة الالكترونية في الجزائر
المطلب الثاني: البنية التحتية لتكنولوجيا الاتصال و المعلومات في الجزائر
المطلب الثالث:العوائق التي واجهة تطبيق الإدارة الالكترونية في الجزائر
المبحث الثالث:تقيم الإدارة الالكترونية
المطلب الأول:معيقات الإدارة الالكترونية
المطلب الثاني:إسهامات الإدارة الالكترونية
المطلب الثالث: عيوب الإدارة الالكترونية
خاتمة:
مدخل مفاهيمي للإدارة الالكتروني
المبحث الثاني:ماهية الإدارة الالكترونية
المطلب الأول:نشأة الإدارة الالكترونية
أدي التطور السريع لتقنية المعلومات و الاتصالات إلي بروز نموذج و نمط جديد من الإدارة في ظل التنافس و التحدي المتزايد امام الإدارات البيروقراطية ’كي تحسن من مستوي إعمالها ’ وجودة خدماتها’ و ما اصطلح تسميته بالادارة الرقمية او ادارة الحكومة ’ او الشبكة العنكبوتية.
في حين تري بعض الدراسات ان الاهتمام بالادارة الالكترونية, ظهر مع بداية الاهتمام الحكومات و توجيهها نحو تحقيق شفافية , وتعميق استخدام التكنولوجيا وبالتالي فالادارة الالكترونية هى احد مفاهيم الثورة الرقمية التي تقودنا الي عصر المعرفة كما ان الطبيعة التحولية القوية لهذه التكنولوجيا,اصبح لها تاثير عميق علي طريقة التعامل في علاقتهم الاجتماعية, ويتواصلون في شتي بقاع العالم بين افراد المجتمع,و مما سبق يمكن القول ان نشاة الادارة الالكترونية كمفهوم حديث هي نتائج تطور نوعي افرزته تقنيات الاتصال, الحديثة في ظل ثورة المعلومات,و بالتالي التحول الجذري في مفاهيم الادارة التقليدية و تطويرها.
ان نشاة الادارة العامة الالكترونية تعود الي التوصل للعمل اشكال و اساليب مختلفة, اذ كانت تقتصر علي استخدام بعض برامج الحسوب ويستخدم بعضه الاخر للمساعدة في اظهاربعض النتائج المختلفة, وقد ظهر اول استخدام للتقنية في انشطة الحكومة
المطلب الثاني:مفهوم الادارة الالكترونية
شهدة الادارة تحديا واضحا بواسطة التطورات الجديدة في تقنية المعلومات, اذ ان التحولات السريعة التي شهدها العصر انما هي نتائج التراكمات الحاصلة في الماضي,وتعد الادارة علي هذا النحو هدفا متحركا يصعب التنبا بمستقره و حركته, وفي الوقت الذي كانت فيه الادارة تسير علي مدي التفكير القيادي تستنير بها تتجه التجارب و الممارسة اليومية القائمة علي مراقبة الفرد وادائه, الا ان الادارة اليوم اصبحت تسير علي مدي معطيات التقنيات و تطورها
ان الادارة الالكترونية هي ادارة موارد معلوماتية تعتمد علي الانترنيت و شبكات الاعمال تمثل اكثر من اي وقت مضي الى تجريد واخفاء الاشياء و ما يرتبط الى الحد الذي اصبح راس المال المعلوماتية ( المعرفي)الفكري هو العامل الاكثر فعالية فى تحقيق اهدافها و الاكثر كفاية في استخدام مواردها
تعرف الادارة الالكترونية بانها وسيلة لرفع اداء و كفاءة الحكومة وليس بديلا عنها ولا تصرف الى انهاء دورها ,وهي ادارة بلا ورق الا انها تستخدم الارشيف الالكتروني و المفكرات الالكترونية والرسائل الصوتية ,وهي ادارة بلا مكان و تعتمد اساسا علي الهاتف المحمول وهي ادارة بلا زمان365x07x24 اي العالم يعمل في الزمن الحقيقي 24 ساعة
و يعرفها مراد بو عنان بانها
مجموعة من الانضمة الرقمية التي تغير الانضمة التقليدية) و كتعريف اشمل للادارة الالكترونية , ان الادارة الالكترونية هي استراتيجية ادارية لعصر المعلومات , تعمل علي تحقيق خدمات افضل للمواطنين و المؤسسات ولزبائنها(الادارة الخاصة منهم) مع استغلال امثل لمصادر المعلومات المتاحة من خلال توظيف الموارد المادية و البشرية والمعنوية المتاحة في اطار الكتروني حديث من اجل استغلال امثل للوقت و المال والجهد وتحقيق المطالب المستهدفة و بالجودة المطلوبة 1
المطلب الثالث:اهداف الادارة الالكترونية
اذا كان تحقيق عوامل النجاح لاي مؤسسة يتم في بداية المشروع فان الاهداف هي الثمرة التي يجنيها المسؤولون في هذه المؤسسة في نهاية المشروع ويمكن تلخيصها في مايلي:
ـ تقديمالخدمات لدى المستفيدين بصورة مرضية وفي خلال 24ساعة في اليوم وطيلة ايام الاسبوع بما في ذلك الاجازة الاسبوعية
ـ الحفاض على حقوق الموظفين من حيث البداع والابتكار
ـالتخلص من حدة البيروقراطية واختصار الخطوات الكثيرة التي تظطر المؤسسات الحكومية الى العمل بها,وتبسيط الاجراءات داخل المؤسسات,وتقليل الجهد المبذول
ـ ترشيد الوقت المصدر فى ادارة المعاملات الادارية, و استثمار الوقت في تطوير خدمات الادارة, وتنفيذ مشروعات ادارية من شانها تقديم المزيد من الخدمات و تجويد الخدمات المقدمة.
ـ ربط دوائر المؤسسة بوسائل اتصالية الكترونية تضمن سهولة التواصل فيما بينها و سرعته بالدرجة التي تجعل اجواء العمل اكثر اجابية.
ـ الحد من الاعتماد علي الورق و استخدامه, و ما يتبعه من اعباء ادارية علي المؤسسات والاجهزة الادرية سواء في الحفض و التوثيق بمعني الغاء نظام الارشيف الوطني الورقي واستبداله بنظام ارشيف الكتروني2
ـ تهدف الادارة الالكترونية الي تقليل معوقات اتحاذ القرار التي كانت في الادارات التقليدية تتسبب في بقاء المعاملات عالقة بالاشهر وربما بالسنوات,نظرا لوجود معوقات نشات بفعل البيروقراطية و اصبح من الممكن تجاوزها في ظل توافر البيانات بالادارة الالكترونية
ـ الحفاظ على سرية المعلومات و تقليل مخاطر فقدانها
ـ اجاد مجتمع قادر على التعامل مع معطيات العصر والتقني
ـ زيادة الترابط بين العاملين والادارة العليا و متابعة وادارة كافة الموارد3
المطلب الرابع:خصائص الادارة الالكترونية
تقدم الادارة الالكترونية وجهااخر مغاير لوجه الادارة التقليدية ,نظرا لسلامة ادائها وايقاعها السريع ,ويمكن استعراض بعض خصائص الادارة الالكترونية في النقاط التالية:
ـ السرعةوالوضوح:ان كثيرا من المعوقات الادارية والعقبات التي ترسخت وبقيت لسنوات على حواجز البيروقراطية يمكن ان تتلاشا وتصبح ماضي بفعل التحول الى اسلوب الادارة الالكترونية ,حيث تضمن سرعة انجاز المعاملات القائمة وارسالها واستقبالها
ـ اعدم التقيد بالزمان والمكان:من خصائصها ادا ماتم تعميمها وانتشارها في مختلف الادارات انه بالامكان مراجعتها طوال ساعات اليوم ,فهي لا تتقيدفي عملها بزمن معين ,كما ان وصلات شبكاتها الداخلية او وصلات شبكة الانترنيت ليست في حاجة الى مباني ضخمة لاستيعاب موظفيها ومكاتبها الكثيرة , وانما مكان صغير محدود لاستعاب بعض اجهزة الحاسوب.
ـ ادارة المعلومات لا الاحتفاظ بها:لاتقوم الادارة الالكترونية على ممارسات الافراد من موظفيها وجهدهم اليدوي ,بقدر ما تقوم على ادارة المعلومات التي تحتفظ بها دوائرها حسب برامج معينة
ـ المرونة:الادارة الالكترونية ادارة تقوم مرنة يمكنها بفعل التقنية بفعل امكاناتها الاستجابة السريعة للاحداث و التجاوب عها , متعدية بذالك حدود الزمان و المكان وصعوبة الاتصال, مما يعين الادارة علي تقديم كثير من الخدمات التي لم تكن متاحة ابدا بفعل تلك العوائق في ظل الادارة التقليدية1
الرقابة المباشرة و الصادقة:من خصائص الادارة الالكترونية انه اصبح بامكانها تتابع مواقع عمله المختلفة عبر الشاشات والكاميرات الرقمية التي في وسعها ان تسلطها على كل بقعة من مواقعها الادارية.
السرية و الخصوصية:السرية والخصوصية للمعلومات المهمة بما تملكه تلك الادارة من برامج تمكنها من حجب المعلومات والبينات المهمة ,و عدم اتاحتها الى لذوي الصلاحية الذين يملكون كلمة المرور لنفاذ الى المعلومات
مما سبق يمكن صياغة بعض الخصائص الجوهرية لادارة الالكترونية وفق الاتي:
ـزيادة الاتقان:ان الادارة الالكترونية كالية عصرية في عملية التطور,تنطوي علي مزايا اهمها المعالجة الفورية للطلبات, و الدقة و الوضوح التام.
تخفيض التكاليف:لم تعد الحاجة في تلك المراحل لليد العاملة او قيمة مالية ضخمة ذات القيمة او العدد الكبير
تبسيط الاجراءات:امام الحاجة للتحديث و العصرنة الادارية,عملت جل الادارات على ادخال المعلومات الى مصالحها,و حرصت على استخدامها الاستخدام الامثل, خاصة في ظل تنوع الفءات التي تستهدفها انشطة المنظمات العامة .
تحقيق الشفافية:الشفافية الكاملة داخل المنظمات الالكترونية هي محصلة ل وجود الرقابة الالكترونية,التي تظمن المحاسبة علي كل ما يقدم من خدمات .2
المطلب الخامس:اهمية الادارة الالكترونية
تعد الادارة الالكترونية عصبة حياة المجتمعات المدنية الحديثةالتي كانت مسيرة حياتها اليومية تواجه ازمات خانقة في ظل ادارتها التقليدية حتي استطاعت ان تخطو خطوات لافتة على سبيل تجاوز هذه الازمات بفعل التقنية, و بالنظر الى الالكترونية على انها بديل عصري يواكب التطور الذي اعترى حياة الانسان على السطح و يمكن استعراض اهم النقاط التي تؤكد حاجة القطاع الحكومي لتطبيق اسلوب الادارة الالكترونية من خلال الاتي :
ـ تردي مستوى خدمات الكثير من الادارات وتعقيدها الى الدرجة التي تستدعي الحاجة الى تبسيط اجراءاتها وجعلها اكثر سلامة ومرونة .
ـ حاجة الادارة الحكومية الى المزيد من الثقة المتبادلة بينها وبين المراجعين لها ,ورغبتها في تهيئة اجراء من الشفافية في دوائر العمل الحكومي,مما يدعو تلك الادارات الى التوجه الى الادرة الالكترونية بوصفها نمطا جديدا .
ـ حرص الجهات الحكومية على تنمية كوادرها تالوطنية,و تاهيلها ب علوم التقنية الحديثة للاعتماد عليها في ادراج برامج التنمية و خططها المستقبلية ل الدولة التي ينبغي ان تقف على قدم المسوات مع خطط التنمية و برامجها في دول العالم 1
ـ حاجة الاقتصاد الوطني الى الدعم و مد يد العون الية, وليس شئ اقدر من التقنية و تعميم تطبيقاتها على دوائر القطاع العام و الاسهام بفاعلية في حل الكثير من الصعوبات التي تعترض حركة الكثير من الصادرات في الدولة,بما يتاح لها من تواصل مع الاسواق العالمية و معرفة احتياجاتهم.
ـ تخفيف عبئ ايجاد فرص جديدة للعمل عن كاهل الدولة,يفتح الباب امام فرص العمل الحر في الخارج, بتشجيع المشروعات الصغيرة و تسويق منتجاتها, و مدها باستمرار بالنصائح و المواصفات التي من شانها تطوير منتجاتها,بفعل الامكانات التي توفرها الادارة
الالكترونية.2
المبحث الثاني:الانتقال من الادارة التقليديةالى الادارة الالكترونية
المطلب الاول :مراحل الانتقال من الادارة التقليدية الى الادارة الالكترونية .
لقد ادت التقنيات الحديثة للمعلومات والاتصال الىاحداث تطورات هائلة في الحياة العامة سواء على مستوى تطلعات الافراد ورغبتهم في الحصول على خدمات أكثر تطورا , وقد اصبح ادخال تكنولوجيا المعلومات في كافة الاعمال الحكومية هو هدف العديد من الدول التي تسعى للتقدم التقدم و الرقي , والتحول من الادارة التقليدية الى الادارة الالكترونية ليس فقط اساسها الحسابات و شبكة الانترنت وشبكات الاتصال و غيرها من الجوانب الفنية رغم كونها عناصر اساسية و مهمة للادارة الالكترونية , ولكنها بالدرجة الاولى قضية ادارية تعتمد على فكر اداري متطور وقيادات ادارية واعية تستهدف التطور و تسانده وتدعمخ بكل قوة لغرض تحقيق مسؤولياتها الرئيسية وهي خدمة المستهلكين و تحقيق رغباتهم مع الالتزام باعلى مستويات الجودة و الاتقان في العمل.1
التحول الى الادارة الالكترونية يحتاج الى عدة مراحل كي تتم العملية بشكل يحقق الاهداف المرجوة,ومن تلك المراحل مايلي:2
قناعة و دعم الادارة العليا بالمنشـآت:ينبغي على المسؤلين بالمنشاة ان يكون لديهم القناعة التامة والرؤية الواضحة ,ان افضل سناريو للوصول الى تطبيق سليم لاسترتيجية الادارة الالكترونية مع استغلال امثل للوقت والمال والجهد ويكون ذلك بعد القيام باصلاح اداري شامل وتام للنظام الاداري التقليدي وهذه المراحل هي:
1/ مرحلة الادارة التقليدية الفاعلة:في هذه المرحلة يتم تفعيل الادارة التقليدية و العمل على تنميتها وتطويرها ,بتنفيذ مشروع الادارة الالكترونية بحيث يستطيع المواطن العادي في هذه المرحلة تخليص معاملاته بشكل سهل وبدون اي روتين .
2/ مرحلة الفاكس و التلفون الفاعل : تعتبر هذه المرحلة الوسيط بين المرحلة الاولى والمرحلة التي ستاتي فيما بعد و في هذه المرحلة يتم تفعيل تكنولوجيا الهاتف و الفاكس بحيث يستطيع المواطن لعادي في هذه المرحلة الاستفادة من الهاتف المتوفر في كافة الاماكن وفي المرحلة يكون اكبر قسم من الناس قد سمع او جرب تحويل معاملاته الورقية الى الكترونية .
3/ تدريب و تاهيل الموظفين : الموظف هو العنصر الاساسي للتحول الى الادارة الالكترونية لذا لابد من تدريب الموظفين كي ينجزوا العمال عبر الوسائل الالكترونية المتوفرة .
4/ توثيق و تطوير اجراءات العمل:من المعروف ان لكل منشاة مجموعة من العمليات الادارية او ما يسمى باجرءات العمل , فبعض تلك الاجراءات غير مدونة على ورق أو ان بعضها مدون منذ سنوات طويلة لذا لابد من توثيق جميع الإجراءات وتطوير القديم منها كي تتوافق مع كثافة العمل ويتم ذلك من خلال تمديد الهدف لكل عملية ادارية تؤثر في سير العمل وتنفيذه بالطرق النظامية .
5/ توفير البنية التحتية الادارة الالكترونية : يقصد بالبنية التحتية اي الجانب المحسوس في الادارة الالكترونية من تامين اجهزة الحاسب الالي ,وربط الشبكات الحاسوبية السريعة والاجهزة المرفقة معها , وتامين وسائل الاتصال الحديثة .
6/البدء بتوثيق المعاملات الورقية القديمةالكترونيا: المعاملات الورقية القديمة والمحفوظة في الملفات الورقية ينبغي حفظها الكترونيا بواسطة الماسحات الضوئية وتصنيفها ليسهل الرجوع اليها .
7/البدء ببرمجة المعاملات الأكثر انتشارا: البدء بالمعاملات الورقية الاكثر انتشارا في جميع القسام وبرمجتها الى معاملات الكترونية للتقليل الهدر في استخدام الورق.3
8/مرحلة الإدارة الالكترونية : في هذه المرحلة يتم التخلي عن الشكل التقليدي للإدارة بعد لهان عدد المستخدمين للشبكة الالكترونية قد وصل إلى مستوى حوالي (25-30%)من عدد الشعب وتوفرت الحواسيب سواء بشكل شخصي أو بواسطة الأكشاك,تسمح لفئات الشعب أي معاملات إدارية بواسطة الشبكة الالكترونية.
المطلب الثاني : دوافع التحول للإدارة الالكترونية.
ـ إن التحول إلى الإدارة الالكترونية ليس دربا من دروب الرفاهية و إنما حتمية ترفضها التغيرات العالمية ,ففكرة التكامل المشاركة وتوظيف المعلومات أصبحت احد محددات النجاح لأي مؤسسة ,وقد فرض التقدم العلمي والتقني والمطالبة المستمرة برفع جودة المخرجات ,وضمان سلامة العمليات ,كلها من الأمور التي دعت إلى التطور الإداري نحو الإدارة الالكترونية ,ويمكن تلخيص الأسباب الداعية إلى التحول الالكتروني في النقاط التالية :
1/ دافع الزمن : كثيرا ما كان الزمن عقبة كبرى أمام الشركات والمؤسسات التي تخوض مضمار المنافسة عالميا ومحليا بصدد تقديم منتجاتها ,وجودة المنتوج ليشكل شيء فثمة عنصر أخر غالبا ما حسر المنافسة لصالح احدي الشركات إلا و هذه التقنية.
2/ تطور الحاسوب و تطبيقاتها:لقد انتشرت الحواسيب بشكل واسع في العقدين فشمل معظم مجالات الحياة,فمن مجالات استخدامه المجال الاقتصادي ـ التجاري العملية و الإدارية, المجالات الطبية و العملية و الإدارة الالكترونية.
3/تطور الاتصالات:مرت الاتصالات الالكترونية بفترة جعلت كل ما تحتاج إليه الإدارة سواء الحكومة منها أو الخاصة في متناول اليد ,بازهد التكلفة و اقل جهد عبر دول العالم. 4/القدرة الكونية:كان من يسمع هذا التعبير في الماضي جملة غير مكتملة , في حين انه أصبح من البديهيات, و احد بدائل اصطلاح العولمة وهي في مجملها تشير إلي حالة من اختزال المسافة و الزمن والسرعة لتبادل المعلومات والآراء و سهولة تبادلها عبر العالم.
5/ أزمات القطاع العام: إن اجتهاد القطاع الخاص في الاعتماد علي أساليب الإدارة الحديثة ليعمق من الهوة الكبيرة و الطارق الشاسع في الأداء بينه وبين القطاع العام فقد بدي أداؤه تقليديا ليس علي مستوي طموح المواطن بل حتى طموح إدارة القطاع العام,فكانت الخصخصة خطوة أولي علي سبيل سعي القطاع العام إلي التخفيف من الأعباء الإدارية علي الحكومات, لم يبقي من الإدارة الحكومية من خوض التجربة التقنية.1
5/الاجتماع علي التقنية:تتجه أعين الأجيال اليوم علي أجيال دول العالم المتطور, ولم تعد ترضى بأقل من أن تكون علي قدر المساواة معها,و إن تعمم تطبيقات التنقية علي كل تفاصيل الحياة حولها,وخاصة ما يتعلق بجانب المعلومات.
6/ الدوافع السياسية:كانت التحولات الديمقراطية وما تبعها من متغيرات اجتماعية و تطلعات شعبية احد العوامل الدافعة لكثير من الجهات الإدارية إلى تعميم تطبيقات التقنية على دوائرها فقد ساهمت حركات التحرر العالمية التي تطالب بمزيد من الانفتاح و الحرية و المشاركة و احترام حقوق الإنسان .
7/ الحوار و التواصل: إن الرغبة لدى المجتمعات المعاصرة في الالتقاء بالأخر وأقامت
حوار الحضارات علي نحو اجتماعي ,و إنشاء أواصر للصداقة مع شعوب العالم لدى كثير من فئات المجتمع,شكلت عنصر دفع بالجهات الإدارية في تلك المجتمعات إلى تعميم تطبيقات التقنية,بوصفها بالنافذة التي ستمكن مجتمعها من إن يطل على العالم . 1
المطلب الثالث:متطلبات التحول إلى الإدارة الالكترونية .
يقتضي التحول نحو تطبيق الإدارة الالكترونية متطلبات عديدة نذكر منها:
1 / المتطلبات الإدارية الأمنية : تنحصر المتطلبات الإدارية و الأمنية الواجب مراعاتها عند تطبيق الإدارة الالكترونية في العناصر التالية :
ـ وضع استراتيجيات و خطط التأسيس التي يمكن إن تشمل إدارة أو هيأة على المستوى الوطني لها وظائف التخطيط و التنفيذ لمشاريع الحكومة الالكترونية.
ـ توفير البنية التحتية للإدارة الالكترونية إذ لا بد من العمل على مختلف شبكات الاتصال بما يتوافق مع بيئة التحول.
ـ تطوير التنظيم الإداري والخدمات و المعاملات الحكومية وفق تحول تدريجي بإعادة تنظيم الجوانب و المحددات الهيكلية .
ـ متطلبات الكفاءات والمهارات المتخصصة و هو ضرورة وجود يد عاملة مؤهلة.
ـ متطلبات الإصلاح الإداري في إطار الوصول إلى تحقيق تحول ناجح في تطبيق الإدارة الالكترونية .
2/ المتطلبات السياسية: و تتمثل في وجود إرادة سياسية داعمة لإستراتجية التحول الالكتروني , عن طريق تقديم العون المادي و المعنوي المساعد على اجتياح العقبات و تطوير برامج التحول الالكتروني .
3/ المتطلبات الاقتصادية و الاجتماعية:العمل على خلق تعبئة اجتماعية مساعدة و مستوعبة لضرورة التحول الالكتروني , و على دراية كافية لمزايا تطبيق الوسائل الرقمية دون اهمال الاستثمار في مجال المعلومات و الاتصال.
4/ متطلبات البنية التحتية للاتصال: ترتبط بإيجاد حواسب الكترونية و نظم بيانات متكاملة و أكشاك الكترونية في الأماكن العمومية و الهواتف و الفاكسات و تعمل بنية الاتصال على زيادة الترابط بين مختلف الأجهزة الإدارية داخل الدولة .
وتختلف متطلبات الإدارة الالكترونية بين مبادرة الكترونية و أخرى , وهذا حسب برامج التحول الالكتروني. 2
المطلب الرابع:مراحل تطبيق الإدارة الالكترونية.
أكد المختصون في علم تقنية المعلومات إن تطبيق الإدارة الالكترونية يمر بعدة مراحل ومن ذلك وضح الحمادي إن تطبيق الإدارة الالكترونية يكون في ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى:مرحلة التوثيق الإداري :وتشمل هده المرحلة توثيق الهيكل التنظيمي ومسارات الأعمال ,والإجراءات الإدارية ,والمهام الوظيفية والصلاحيات والخدمات التي تقدمها المنظمة ,وحصر عملاء المنظمة ,وتجري عملية التوثيق الإداري للوضع الراهن للمنظمة لاستفادة منها في عمليات التطور القادمة .
المرحلة الثانية : مرحلة التطور الإداري :أو ما يعرف بهندسة الأعمال وفي هذه المرحلة يتم التطوير الإداري بمنضور تقني يراعي متطلبات الإدارة الالكترونية .
المرحلة الثالثة : مرحلة التطوير التقني:وتشمل تطوير جميع الجوانب التقنية ,مثل:برمجيات ,العتاد والتقنيين,وتتضمن عملية تطوير البرمجيات وتحليل جميع الأعمال الإدارية المطورة وتحولها إلى برامج وتطبيقات في الحاسوب الآلي,ويترتب على ذلك توفير كافة الأجهزة اللازمة .1
بينما حدد ألعبود مراحل تطبيق الإدارة الالكترونية في أربعة مراحل :
المرحلة الأولى:التحول : وتتطلب من المنظمة جعل البيانات العامة و الأساليب الأساسية متاحة فورا على الشبكة بما في ذلك المعلومات القانونية الإدارية و الثقافية و البيئية و هي تبدي تحديا فنيا بسيطا حيث تقاسم المعلومات المهمة يتطلب توفر مستوي معين من الثقة.
المرحلة الثانية: التفاعل :الشبكة المترابطة بين المنضمات يجب أن تكون أكثر فعالية و سرعة بحيث يمكن تحليل المعلومات بالسرعة نفسها التي يمكنك تنزيلها بها , و البدء في إنشاء شبكات تكوين أكثر تطورا و استخدام احدث التقنيات .
المرحلة الثالثة: التعامل : إن العمل الحقيقي للإدارة الالكترونية يعتمد على السرعة و الدقة في انجاز العمل , و توفير كثير من الوقت , و الجهد و المال و الاقتصاد في تكاليف الأعمال الالكترونية , و تقديم الخدمات الفورية عبر الشبكة .
المرحلة الرابعة:التكامل :و تمثل مرحلة الذروة لتطبيق الإدارة الالكترونية ويتم فيها إتاحة المعلومات فورا عبر الشبكة , و تفاعل الناس مع الإدارة الالكترونية و استجابتهم اله , ويعني ذلك إمكان المستفيد إن يحصل على جميع المعلومات التي يحتاجها .2
المطلب الخامس: عناصر و وظائف الإدارة الالكترونية.
1ـ عناصر الإدارة الالكترونية :
ـ إدارة بلا ورق :حيث تتكون من الأرشيف الالكتروني و المفكرات الالكترونية و الرسائل الصوتية ونظم تطبيقاتها المتابعة الآلية.
ـ إدارة بلا مكان : و تتمثل في الهاتف المحمول و المؤتمرات الالكترونية و العمل عن بعد من خلال المؤسسات التخيلية .
ـ إدارة بلا زمان : تستمر 24 ساعة متواصلة فنحن ننام و شعوب أخرى تصحو لذلك لبد من العمل المتواصل لمدة 24 ساعة حتى نتمكن من الاتصال بهم و قضاء مصالحنا .
ـ إدارة بلا تنظيمات جامدة :فهي تعمل من خلال المؤسسات الشبكية و المؤسسات الذكية التي تعتمد على صناعة المعرفة و تنفيذ ذلك يحتاج إلى :
1ـ الأجهزة و المعدات 2ـ البرمجيات بمختلف أنواعها
3ـ الاتصالات 4ـ نظم المعلومات
5ـ الكوادر البشرية 6ـ النوعية الحاسوبية1
وظائف الإدارة الالكترونية :
تؤدي الإدارة الالكترونية عددا من الوظائف الأساسية مثلت مرتكزات هامة في الإصلاح الجذري و تشمل :
1/ التخطيط الالكتروني: و قد لا يختلف التخطيط الالكتروني من حيث التجديد العام عن التخطيط التقليدي وذلك لان كلاهما ينصب على وضع الأهداف و تحديد وسائل تحقيق هذه الأهداف.
إلا أن الاختلافات الأساسية يمكن إن ترد في ثلاثة مجالات :
ـ إن التخطيط الالكتروني هو عملية ديناميكية في اتجاه الأهداف الواسعة قابلة للتجديد و التطور المستمر
ـ المعلومات الرقمية دائمة التدفق تضفي استمرارية علي كل شيء في الشركة بما فيها التخطيط مما يحوله من التخطيط الزمني إلي التخطيط المستمر
ـ إن فكرة تقسيم العمل الإداري التقليدي بين إدارة تخطط و عمال الخط الأمامي ينفذون ,يتم تجوزها تماما في ظل الإدارة الالكترونية .
2/ التنظيم الالكتروني : التنظيم هو ترتيب الأنشطة بطريقة تساهم في تحقيق أهداف المنظمة , وان هذا التنظيم هو الذي يعطي المنظمة شخصيتها و مميزاتها الإدارية و يتكون التنظيم من :
ـ الهيكل التنظيمي : هو الإطار الرسمي الذي يحدد كيفية تقسيم المهام و الموارد .
ـ التقسيم الإداري : هو قاعدة تجميع المراكز و الأنشطة والوظائف في إدارات و أقسام .
ـ سلسلة الأوامر : و هي ما يتمثل في خط السلطة المستمر الذي يمتد من مستويات التنظيم الأعلى إلى مستويات التنظيم الأدنى .
ـ الرسمية: و هي تتمثل في مجموعة اللوائح و السياسات و القواعد
المكتوبة التي توجه العاملين.2
ـ المركزية و اللامركزية : المركزية هي تركيز سلسلة اتخاذ القرار في المستوى التنظيمي في حين اللامركزية بمثابة إعادة توزيع السلطة بشكل يجعلها أكثر اقترابا من المستويات التنظيمية الدنيا .
3/ القيادة الالكترونية : لقد واجهت القيادة في السابق تحديين أساسيين هما المهام و العاملون وكان هذان التحديان يتقاسمان اهتمام الإدارة و دقتها و كذلك عقلها و قلبها وقد أدى هذان التحديان إلى ظهور مدخلين :
_مدخل المرتكز على المهام : هذا المدخل هو الصلب للقيادة القائمة على قوة التنظيم .
_المدخل المتكرر على العاملين هو المدخل الناعم المزيد القائم على القوة الشخصية.
4/الرقابة الالكترونية :تعرف الرقابة بأنها :المقارنة بين و التنفيذ ,ومن ثم تحديد الانحراف وأسبابه واتحاد إجراءات تصحيح .
ومما يزيد من قدرة الرقابة و قدرة خدمات أدوات التعقب ,ولعل هذا يفسرا لاتجاه المتزايد نحو التأكيد على الثقة الالكترونية و الولاء الالكتروني سواء بين العاملين والإدارة.3
الإدارة الالكترونية في بعض الدول (نماذج تطبيقية )
المبحث الأول:تجارب الإدارة الالكترونية في الدول المتقدمة والدول العربية
المطلب الأول:تجربة الإدارة الالكترونية في الدول المتقدمة.
1/ تجربة الإدارة الالكترونية في الو. م.أ
إن تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في المجال الالكتروني قديمة جدا
منذ اختراع الحاسوب في هذا البلد ,حيث بدأت بحوسبة النشاطات البسيطة إلى إن وصلت إلى ما وصلت إليه في إقامة إدارات الكترونية موحدة متكاملة لإدارة الدولة الأمريكية وتسعى إلى تحقيق ما يلي:
ـ تقديم الخدمات مباشرة للمواطنين.
ـ الابتعاد عن الإجراءات المعقدة.
ـ اعتماد اللامركزية في انجاز المعاملات .
ـ تقليل كلفة العمل التقليدي باستخدام الإدارة الالكترونية .
لكن تراجع أمريكا حسب تصنيف الأمم المتحدة من المرتبة الأولى إلى المرتبة الرابعة في عام 2008 ,ولعل ما يميز التجربة الأمريكية في هذا المجال هو تأثير فهم ودعم القيادة لمشروع الحكومة الالكترونية .
2/ تجربة الإدارة الالكترونية في بريطانيا:
تراجع ترتيب بريطانيا حسب تصنيف الأمم المتحدة من المرتبة الرابعة عالميا ,في 2005ـ2008 إلى المرتبة العاشرة ,ومن أهم ما واجهته الحكومة البريطانية في هذا الصدد هو عدم إقبال مواطنيها على استخدام خدمات الحكومة الالكترونية بالرغم من إقبالها الشديد على خدمات التجارة الالكترونية في البلاد ,ويرجع أهم أسباب ذلك لتذبذب ثقة المستخدمين بحكومتهم وشعورهم الكبير إن معلوماتهم الشخصية قد تكون عرضة للانتهاك من قبل رجال الحكومة ,ومن ضمن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البريطانية لزيادة ثقة المواطنين و مجارات النجاح الكبير للتطبيقات التجارة الالكترونية ,هو تطوير بوابة الكترونية تدور حول رغبات واهتمامات المستخدمين.1
المطلب الثاني:التجربة الالكترونية المغاربية.
1/ التجربة الالكترونية المصرية.
يعتبر موقع الحكومة الالكترونية على الانترنيت الخطوة الأولى نحوا نشاء حكومة الكترونية مصرية تواكب النظم العالمية الحديثة ,مدعمة بأحدث ما توصلت له تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ,ويقوم هذا الموقع بعرض الخدمات التي تمت ميكنتها بشكل مجمع بغض النظر عن الجهات الحكومية المختلفة المسؤولية عن أداء تلك الخدمات ,ويتضمن هذا الموقع عدة أهداف منها:
1ـ خدمة المواطنين والشركات والمستثمرين:
ـ توصيل الخدمة إلى طالبها.
ـ سرعة الانجاز.
ـ التميز ورفع كفاءة الأداء .
2ـ تحديث نظم العمل بالوزارات والهيئات:
ـ تهيئة النظام الحكومي للاندماج في النظام العالمي .
ـ ضغط الإنفاق الحكومي و توفير النفقات باستحداث آليات جديدة للمشتريات الحكومية و إدارة المخزون.
ـ توفير المعلومات الدقيقة والمحدثة لدعم اتخاذ القرار والمعاونة في التخطيط للمستقبل و متابعة تنفيذ مشروعات التنمية.
3ـ السياسات:
ـ التعاون بين جميع الوزارات والهيئات الحكومية المصرية .
ـ المشاركة والتنفيد بواسطة الغير ,شركات القطاع الخاص.
ـ عمل نموذج يعتمد على صياغة تنفيد المشروعات بالتمويل الذاتي .
ويتضمن موقع الحكومة المصرية على الانترنيت بيانات تفصيلية اهمها :
ـ عدد مستخدمي الانترنيت 4.5 مليون من اصل 72 مليون ( اي ما يقارب 6% من عدد السكان ).2
و وجه مشروع الحكومة الالكترونية المصرية ل:
ـالتحقق من الهوية عبر الانترنيت
ـ مسالة الدفع الالكتروني الذي يعتمد على بطاقات الائتمان بشكل رئيسي
ـ انظمة الغمل في الوزارات والدوائر والجهات الرئيسية الغير مؤتمنة .
بعض الحلول:
ـ تعدد طرق الدفع و نشر استخدام البطاقة بشكل اوسع .
ـ بناء شبكة امنية ومتينة وزيادة النوعية باهمية استخدام الحاسوب .
2/التجربة الالكترونية المغربية :
المغرب تسعى بشكل متسارع في استخدام تكنولوجيا المعلومات في اغلب اداراتها المهمة وهناك العديد من نظم المعلومات الادارية التى تقدم المعلومات للادارات المختلفة في انجاز الاعمال ,وهناك خطط في حوسبة العديد من النشاطات و الخدمات التي تقدم للمواطنين .
ـ واقع تطبيق الادارة الالكترونية في المغرب :
ان توظيف التكنولوجيا الحديثة للاعلام والتواصل في الادارات المغربية لا زال يتسم بالضعف على مستوى الشبكة و المعدات وكذا على مستوى العنصر البشري الذي يعد المحرك الاساسي ,فالاستخدام الامثل للتكنولوجيا الحديثة المتطورة يتوقف بالدرجة الاولى على توفير القوى البشرية والمؤهلة والمدربة في هذا المجال .1
لكن التاخر المسجل للمغرب في مجال استعمال الاعلاميات وتقنياتها لتكييف انماط العمل على خلاف بعض الدول التي قطعت اشواطا هامة من اجل الدخول في مجتمع اعلامي قوي,والواقع يبين جلاء وافتقار الادارة المغربية وبشدة لهذا النوع من القوى .
المطلب الثالث:التجربة الالكترونية الخليجية
1/ التجربة الالكترونية في السعودية :
ان ما يميز الحكومة الالكترونية في المملكة العربية السعودية وجود بعض الانظمة الحديثة منها نظام التصديق والتوثيق الالكتروني ,الذي يعتبر مهما لامن معلومات الحكومية ,والتي تعتبر الحجرالاساس للحكومة الالكترونية ,هناك عقد وقع في 2003 بين الحكومة وبين مجلس الغرفة التجارية الصناعية ,والذي يقدم خدمة التصديق والتوثيق للمنتسبين عن بعد دون الحاجة للذهاب لمكاتب الغرف ,وقد تم تجهيز النظام وجميع ما يلزم لاطلاق النظام ل 20 غرفة تجارية والذي سيستخدم اكثر من 8 ملايين مواطن ومقيم وعن تسجيله لحقوق الملكية الفردية الفكرية للتقنيات المستخدمة في هذا النظام في ابداعات الملكية الفكرية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم التكنولوجيا في المملكة العربية السعودية معلومات عن الخدمات ثم تصنيفها حسب المجال ,ويحتوي موقع البوابة الالكترونية للمملكة العربية السعودية على دليل الخدمات الحكومية :
ـ اسم الخدمة
ـ وصف الخدمة
ـالبريدالالكتروني للجهة
ـ الموقع الالكترني للجهة .2
2/التجربة الالكترونية في الامارات المتحدة :
ـ يتبر مشروع الحكومة الالكترونية في دولة الامارات المتحدة مشوعا رائدا و متقدم وخاصة في امارة دبي حيت تسى هده الدولة جعل مهام اداراتها المختلفة محوسبة وصولا الى تطبيق شامل للادارة الالكترونية والحكومية ,ان حكومة دبي تعمل على التعاون مع الحكومات المحلية لنقل الخبرات التي اكتسبتها دبي في هذا المجال و تجاوز السلبيات والمشاكل ,ولاشك ان التواصل مهم جدا وهناك اتصلات مع رأس الخيمة ابو ظبي وعمان والعين ليكونهناك تكامل في تقديم الخدمات 1.
وتعتبر تجربة حكومة دبي الالكترونية من التجارب الرائد على مستوى العالم العربي ولقد ثم الحصول على الخدمات الالكترونية التي تقدمها حكومة دبي كنمودج للخدمة الالكترنية في دولة الامارات العربية المتحدة .2
المبحث الثاني :واقع الادارة الالكترونية في الجزائر
المطلب الاول : التحول نحو الادارة الالكترونية في الجزائر
يمثل توجه الجزائر نحو تطبيق تكنولوجيا المعلومات و الاتصال مدخلا يعبرعن تغير رئيسي في تقافة وممارسة الاعمال الحكمية ,كوسيلة لتمكين الحكومة من تأمين ادارة اكثر كفاءة لمواردها ,و بالتالي تمكينها من تنفيد سياساتها و خططها بكفاءة مرتفعة ,حيث يمثل انتشار الانترنات كتقنية محورية في استراتيجية التحول الالكتروني مرحلة هامة في ارهاصات الانتقال نحو تكنولوجيا المعلومات و التحول للخدمة الالكترونية قي المؤسسات الحكومية بالجزائر,وعتماد مفهوم الادارة الالكترونية كأداة لتطوير واصلاح منظمات الخدمة العمومية .
حيث عملت الجزائرعلى الاستفادة من خدمات شبكة الانترنات ,ومختلف التقنيات المرتبطة بها من خلال ارتباطها بشبكة الانترنات في مارس 1994,عن طريق مركز البحث العلمي و التقني ,والذي ثم إنشائه من طرف وزارة التعليم العالي في مارس 1986,ومع انطلاق الربط بالانترنات وربطها بشبكات اقليمية و دولية. 3
وبعد مرور خمسة سنوات اي سنة 1999 بالتحديد بلغ عدد المشتركين في الانترنات 800 هيئة منها 100 هيئة في القطاع الجامعي ,50 في القطاع الطبي ,500 في القطاع الاقتصادي ,150 في القطاعات الاخرى حيث عرفة الجزائر في هذه الفترة نمو ضعيفا في نسبة استعمال الانترنات وهذا راجع إلي ارتفاع تكاليف الربط بالشبكة ,و يرجع الدور الأساسي لانتشار شبكة الانترانت في البداية الي مركزالبحث العلمي و التقني و الذي تكفل بتطبيق مشاريع مغاربية في اطار شراكة مع دول شمال افريقيا ,و اعتمد الجزائر في سياستها الرامية الى تأهيل الشبكة الوطنية علي محورين :
ـ عصرنة الشبكة الوطنية للاتصالات التي تضمنت مليوني مشترك في الهاتف .
ـ رفع طاقة الشبكة الوطنية للاتصالات.
كما ان هناك محور يتعلق بالتعجيل في استخدام تكنولوجيا المعلومات و الاتصال في الادارة العامة ,من خلال ادخال هذه التكنولوجيا الجديدة وانفقت الحكومة الجزائرية مبالغ مالية ضخمة لتطوير الحكومة الالكترونية منذ عام 2003 1.
المطلب الثاني:البنية التحثية لتكنولوجيا المعلومات والاتصال في الجزائر .
يساعد تحديد البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات و الاتصال علي تقييم جهوزية البيئة الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية ,تمهيدا لاجراءات المعاملة عن طريق الانترنات ,وضمن هذا السياق عملت الجزائر نحو ايجاد بنية تحتية وكمرحلة تمهيدية لتأسيس و استكمال المسارات الضرورية للتحول الالكتروني ,و يمكن التطرق الي اهم البرامج لمعرفة مدى الاهتمام بالبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات بالجزائر فيمايلي :
1/ الوكالة الفضائية و القمر الصناعي الجزائري : يرجع انشاء هده الوكالة الفضائية الي جانفي 2008.
2/ جهود شركة سونالغاز :وتماشيا مع ضرورة التطور التكنولوجي وتوفير الفرص الكاملة للاتصالات السريعة والمتاحة لشريحة كبرى من المجتمع,قامت الشركة الوطنية سونالغاز بربط مركزها كاحدى التجارب الاولى بولايتي (عنابة , وهران) اذ عن طريق هذا الربط ثم تحويل كابل الكهرباء من مجرد ناقل كهربائي الي ناقل لتدفق الانترنات ,حيث ثم الاستغناء عن الهاتف ضمن هذا التوجه .
3/ اتفاقيات اوراكل مع سوناطراك والبريد :والتي ثتمتل في اتفاقياتهم مع مجموعة اوراكل الامريكية والتي تعد من الرواد العالميين في مجال برمجيات المؤسسات ,وشملت الاتفاقية علي ضبط وتنظيم مختلف البرامج الحكومية .2
المطلب الثالث :العوائق التي تواجه تطبيق الادارة الالكترونية في الجزائر
ان مجرد وجود استراتيجية متكاملة للتحول الى نمط الادارة الالكترونية لايعني ان الطريق ممهدة لتطبيق وتنفيد هذه الاستراتيجية بسهولة وسلاسة وبشكل سليم و ذلك لان العديد من العوائق و المشاكل ستواجه تطبيق الخطة ولذلك يجب علي المسؤولين علي وضع وتنفيذ مشروع الادارة الالكترونية و التمتع بفكر شامل و محيط بكافة العناصر و المتغيرات التي يمكن ان تطرا وتعيق خطة عمل وتنفيذ استراتيجية الادارة الالكترونية ودلك اما لتفاديها او ايجاد الحلول المناسبة لها ومن هذه العوائق التي يمكن ان تعيق عملية تطبيق الادارة الالكترونية في الجزائر :
1/ التجطيط السياسي والدي يمكن ان يادي الي مقاطعة مبادرة الادارة الالكترونية وفي بعض الاحيان تبديل وجهتها .
2/ عدم توفر الموارد اللازمة لتمويل مبادرة الادارة الالكترونية .
3/ تاخير متعمد او غير متعمد في وضع الاطار القانوني و التنضيمي المطلوب والذي يشكل اساسا لاي عملية تنفيدية للادارة الالكترونية .
4/ مقاومة هائلة للتغيير من قبل الموظفين الحكوميين الذين يخشون علي عملهم المستقبلي بعد تبسيط الاجراءات وتنظيم العملية الحكومية .
5/ عدم استعداد المجتمع لتقبل فكرة الادارة الالكترونية .
6/ نقص في القدرات علي صعيد القطاع التكنولوجي للمعلومات والاتصالات .
7/ البرقراطية الشديدة في الجزائر ليست ناجمة عن الالتزام بالقانون بل هي نتيجة لغيلب القانون في كثير من الاحيان.1
المبحث الثالث: تقييم الادارة الالكترونية
المطلب الاول: معيقات الادارة الالكترونية
ـ الرؤية الضبابية للادارة الالكترونية وعدم استعاب اهدافها .
ـ عدم وضوح انظمة وتشريعات امنية او التساهل في تطبيقها .
ـ قلة الموارد المالية وصعوبة توفر السيولة النقدية .
ـ النظرة السلبية لمفهوم الادارة الالكترونية من حيث تقليلها للعنصر البشري
ـ وجود الفجوة الرقمية بين الناس متخصصين في مجال التقنية و اخرون لا يفقهون شيئ من ايجابياتها.
ـ التمسك بالمركزية وعدم الرضى بالتغيير الاداري.
ـ امن المعلومات هو تامين الحماية من المخاطر التي تهدد المعلومات والاجهزة وتشريع الانظمة تبيين قوانين السلامة ووصول المعلومات للمستفيدين .
المطلب الثاني: اسهامات الادارة الاكترونية
ـ التقليل من استخدام الورق بشكل ملحوض مما يؤثر ايجابا على عمل المؤسسة.
ـ الارتقاء بالادارة الى الفعالية و الانتاجية العالمية و جعلها متواصلة فيما بينها و بين المتعاملين معها.
ـ الرفع من جودة الخدمات الادارية المقدمة للادارة نفسها وللمواطن.
ـ تقليص المدة الزمنية و السرعة في الانجاز و التنفيذ.
ـ السهولة في البحث عن الخدمة او المعلومة الادارية.
ـ تقليص مسببات الرشوة.
المطلب الثالث: عيوب الادارة الالكترونية
ـ عدم توفر امكانية استعمالها من طرف الجمهور الم يكن متاحا للمواطن الدخول الي المعلوماتية بسهولة و تكلفة معقولة.
ـ الاومية الابجدية التي تجعل من المستحيل الحديث عن مجتمع الاعلام و عن استعمال المعلومات الالكترونية في بعض الدول.
ـ التزوير المعلوماتي
ـ ضعف الصيانة البرمجية
خاتمة:
نستنتج مما سبق ان الادارة الالكترونية قد وفرت مطلبا هاما تفرضه التحولات الالكترونية وتنتهجه برامج الاصلاح الاداري كمرحلة ضرورية في ظل العصر الرقمي و الانفتاح على المجتمعات العالمية و التفاعل الانساني , وهو ما يقتضيه التطور الحقيقي للمؤسسات الرامية الى القضاء على التحديات البروقراطية وتسهيل مهمة طالبي الخدمات الالكترونية التي تتعتبر نسق خدماتي بديل يكرس الشفافية و الرقابة و يمنع الرشوة و المحسوبية و المحابات وهو ما يجعل الادارة الالكترونية تمثل الخيار التنضيمي الاول لجميع المؤسسات.
قائمة المراجع:
ـ كتب:
ـ احمد سمير محمد, الادارة الالكترونية,الاردن,دار المسيرة,2009.
ـ القدوة محمود,الحكومة الالكترونية و الادارة المعاصرة,الاردن,دار اسامة,2010.
ـ محمود الخالدي محمد,التكنولوجيا الالكترونية,الاردن,دار كنوز,2007.
ـ نجم عبود نجم,الادارة الالكترونية(الاستراتيجية ,الوظائف و المشكلات),السعودية,دار المريخ,2004 .
ـ فرج الطاهر علاء,الحكومة الالكترونية بين النظرية والتطبيق,الاردن,دار الراية,2010.
ـ مذكرات
ـ عشوري عبد الكريم,دور الادارة الالكترونية في ترشيد الخدمة العمومية في الو م ا ,و الجزائر,مذكرة ماجيستار في العلوم السياسة و العلاقات الدولية,جامعة منتوري.قسنطينة,كلية الحقوق و العلوم السياسية و العلاقات الدولية,2009,2010.
ـ غربي سارة,رواقات فرح,الادارة الالكترونية و دورها في الابداع الاداري,مذكرة ت