منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة  Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة  Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة  Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة  Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة  Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد الحليم بيقع
عضو فعال
عضو فعال



عدد المساهمات : 102
نقاط : 300
تاريخ التسجيل : 11/11/2012

أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة  Empty
مُساهمةموضوع: أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة    أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة  Emptyالأحد ديسمبر 02, 2012 4:26 pm

أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة
د. عبدالخالق حسين


لا شك أن الحركات الأصولية الإسلامية المتطرفة صارت تهددنا جميعاً وليس هناك أحد أو مكان بمأمن من مخاطرها المدمرة كما وضح ذلك من كوارث 11 سبتمبر في أمريكا و11 مارس في مدريد والأعمال الإرهابية المستمرة في العراق وما نال الشعبين الأفغاني والجزائري من دمار. لذلك لم تعد هذه المشكلة تخص المتفقهين في الدين فحسب أو المتخصصين في مجال معين من المعرفة، وإنما صارت تخصنا جميعاً لأنها باتت تهددنا جميعاً أيضاً. وعليه فقد حان الوقت، ولو متأخراً، أن يساهم كل فرد وحسب إمكانياته في معالجة هذه المحنة الخطيرة. ولأجل معالجة أي مرض، لا بد أن نعرف أسبابه. فيا ترى، ما هي الأسباب الرئيسية التي أفضت إلى انتشار وباء التطرف الإسلامي إلى حد إلقاء الشباب المسلم بأنفسهم في التهلكة وإلحاق أشد الأضرار بالآخرين وإظهار الإسلام وكأنه يدعو إلى الإرهاب وجعلوه في موقف الدفاع ليبعد عن نفسه هذه التهمة الشنيعة وصار عرضة للخطر ومواجهة دموية مع غير المسلمين ناهيك عن المواجهة مع حكومات البلدان الإسلامية ذاتها.
لقد نشأت معظم هذه الحركات في بداية الأمر معتدلة، كأية حركة سياسية فكرية أخرى، وربما لعوامل محلية ودوافع دينية بحتة ولكن لظروف سياسية خاصة، داخلية وخارجية، تحولت تدريجياً إلى حركات أصولية متطرفة تبنت الإرهاب (سنأتي على هذا الموضوع في مقال مستقل). فالعوامل الداخلية تشمل الثقافة الموروثة والتعليم والأزمة المعيشية والحكومات المستبدة. أما العوامل الخارجية فلها علاقة بالحرب الباردة وسنأتي على هذه العوامل بشيء من التفصيل لاحقاً.

1-الثقافة الاجتماعية الموروثة (culture): هناك علاقة بين التطرف وثقافة الشعوب الإسلامية المتوارثة وأنظمة الحكم المستبدة التي وفرت التربة الخصبة لنمو التطرف الديني. والمعروف أن الثقافة الاجتماعية وخاصة في البلاد العربية، هي ثقافة بدوية متوارثة من العصور الجاهلية ومتخلفة في مضمونها، عصية على التغيير والتطور، فتواجه الحداثة بالنفور وتقدس العنف الدموي وتربطه بالأصالة والرجولة والشجاعة والشرف...الخ.
2-التعاليم الإسلامية ذاتها، تعادي الأفكار غير الإسلامية وتعاملها كأفكار دخيلة معادية للإسلام، ولهذا الموقف جذور تاريخية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما تم الفتح الإسلامي لمصر، وجد قائد الحملة عمرو بن العاص مكتبة الإسكندرية الغنية بالكتب، فاستفسر من الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب عما يجب عمله بهذه المكتبة، فأمره الخليفة بحرقها. وهكذا تم حرق أغنى مكتبة في العالم آنذاك، الغنية بكنوز الفكر في ذلك الزمان. واتخذ نفس الإجراء مع الكتب الفارسية عند فتح العراق. وبقيت عادة حرق الكتب في الإسلام تقليداً متبعاً إلى يومنا هذا. والغرض من العداء المستفحل ضد الفكر غير الإسلامي هو القضاء على كل فكر ينافس الثقافة الإسلامية الأحادية الجانب.
3-معاداة الثقافات الأجنبية: المجتمع العربي المسلم عصي على التحضر والإطلاع على الثقافات الأجنبية، ويشعر بالخوف و العداء نحو الأجنبي xenophobia إذ يفيد تقرير الأمم المتحدة للتنمية العربية، أن عدد الكتب الأجنبية المترجمة إلى اللغة العربية منذ عهد الخليفة المأمون إلى الآن أقل من عدد الكتب المترجمة إلى اللغة الأسبانية لسنة واحدة. وفي الوقت الذي "يمثل العالم العربي 5 % من سكان العالم لكنه ينتج 1,1 % من الكتب بينما ينتج ثلاث أضعاف الكتب الدينية التي ينتجها العالم كأنما العرب كائنات أخروية مهمومة حصراً بمستقبلها بعد الموت!. هذه الأرقام شاهد على عجز جل النخب عن تحقيق الإصلاحات السياسية والاجتماعية والدينية والتربوية المطروحة عليها منذ قرون." (العفيف الأخضر، إبلاف، 15/4/2004).
وهذا يعني أن أغلب الكتب العربية هي دينية وتراثية وليس هناك اهتمام بالحاضر والمستقبل بل جل اهتمام المسلمين منصب على الماضي وبعد الموت. وهذا ليس من قبل الأحزاب الدينية المتطرفة بل وحتى الإسلام غير المسيس أوالمسيس المعتدل. لذا فلا غرابة أن يتسابق الشباب على العمليات الانتحارية إذ يخاطب أحد زعماء الإرهاب الإسلامي الغربيين قائلاً: ( أنتم تحبون الحياة ونحن نحب الموت). وهذا ناتج عن نشر ثقافة الموت بين المسلمين.
4- التعاليم الإسلامية سيف ذو حدين، فرغم وجود آيات تدعو إلى الرفق والرحمة والعدل والإحسان والعلم وعدم فرض الدين بالقوة (لا إكراه بالدين..) ومجادلة المختلف بالتي هي أحسن «ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين»، ولكن في نفس الوقت، هناك آيات تدعو إلى العنف في سبيل نشر الإسلام مثل «أيها النبي حرّض المؤمنين على القتال».( الانفال: 65).: « قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين - التوبة : 13». كما يقر الإسلام معاملة غير المسلمين بصورة مذلة ومهينة لكرامة الإنسان مثل قوله تعالى: «قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون- التوبة: 28». كذلك يعتبر الإسلام غير المسلمين كفاراً (الدين عند الله الإسلام فمن جاء بغير الإسلام ديناً لن يقبل منه).
نعم، نزلت هذه الآيات الكريمات وفق سياقها التاريخي، ولها علاقة بأسباب نزولها وظروفها الزمنية والمكانية، وأن لكل مقام مقال ولكل زمان رجال والأمور مقرونة بأوقاتها..الخ، إلا إن الإسلامي المسيَّس لا يعترف بكل هذا بل هو انتقائي فيما يتبناه من الدين، يأخذ منه فقط ما يخدم أغراضه السياسية مبرراً موقفه هذا قائلاً بأن تعاليم الإسلام صالحة لكل زمان ومكان، و(حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة)، لأن الغرض الأساسي من الإسلام السياسي ليس نشر التعاليم الدينية والإخلاقية والفكرية، والتمييز بين الحق والباطل أو بين الصحيح والخطأ أو بين الفضيلة والرذيلة...الخ، بل هناك هدف واحد فقط وهو استلام السلطة السياسية في البلاد وما دعوتهم للإسلام إلا وسيلة لتحقيق هذا الغرض. ولهذا فالإسلامي السياسي لن يتورع عن تبني الماكيافيلية (الغاية تبرر الوسيلة) ومهما كانت الوسيلة قذرة، لذلك استخدم الإرهاب للوثوب إلى السلطة.
5-دور الحكومات في تفشي الإسلام السياسي: ساعدت الحكومات المستبدة في البلدان العربية والإسلامية على نمو الحركات الإسلامية "المعتدلة" بقصد الاستمرار على استحواذها على السلطة نتيجة لأنانيتها وقصر نظرها واتخذت من هذه الحركات أداة قامعة لمواجهة الحركات الديمقراطية العلمانية من أجل البقاء في السلطة دون منافس. واتخذت من التعليم وسيلة لإفساد عقول النشء الجديد في نشر التعصب الديني والعداء للآخر وبذلك هيأت ذهنية الناس منذ نعومة أظفارهم على تقبل التطرف الديني وكراهية غير المسلم. كذلك فسحت هذه الحكومات المجال للإسلاميين على نشر أفكارهم والعمل بحرية فكانت لهم المساجد ودور العبادة، مع الحرية الكاملة لهم في مخاطبة الجماهير ونشر أفكارهم وحتى توسيع تنظيماتهم السياسية إضافة إلى استخدام التكنولوجية الحديثة في وسائل الإعلام المختلفة لصالحهم في نشر خطاباتهم على الأشرطة الصوتية والفيديو وغيرها. بينما كان نصيب المثقفين العلمانيين والديمقراطيين، السجن والتعذيب والتنكيل والإعدام والنفي واتهامهم بالكفر والإلحاد. وهكذا بقيت المجتمعات العربية والإسلامية محرومة من الثقافة التنويرية ولا تتلقى إلا لوناً واحداً من الثقافة وهي الثقافة الدينية السلفية ضد الحداثة والديمقراطية، والتحريضية ضد الأجانب وشحن الناس بالتعصب للفكر الأحادي الجانب نشر الكراهية ضد غير المسلمين حتى ولو كانوا من مواطني تلك البلدان الإسلامية.
أنقلب السحر على الساحر: وبالتالي أنقلب السحر على الساحر، كما يقولون. ولتوضيح ذلك يشبِّه الكاتب السعودي التنويري تركي الحمد عملية بعث الحياة في السلفية من قبل هذه الحكومات بقصة فرانكشتاين فيقول: ".. ظهرت قصة فرانكشتاين لأول مرة، كانت تحكي قصة طالب سويسري مهتم بالأمور السحرية، قام بصنع مخلوق من أجزاء من الأجداث المختلفة بُعثت فيه الروح، ولم يلبث هذا المخلوق أن قام بقتل الطالب الذي جمعه من الجثث المختلفة." هذا ما حصل بالضبط للحكومات الديكتاتورية التي عملت على إحياء السلفية والإعتماد عليها في محاربة الحركات الديمقراطية، فانقلبت عليها هذه الحركات وأوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن.
أفضل مثال يمكن أن نضربه بهذا الخصوص هو ما قام به الراحل أنور السادات في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات. فقد زج السادات بالمثقفين والسياسيين التقدميين الديمقراطيين في السجون بتهمة محاربة الإسلام والعمالة للأجنبي. وفسح المجال أمام الأصوليين السلفيين لهذا الغرض ومنح نفسه لقب "الرئيس المؤمن"، تماما كما فعل صدام حسين فيما بعد على أثر هزيمته المنكرة في حرب الخليج الثانية، فأعلن "الحملة الإيمانية" ملقباً نفسه بالرئيس المؤمن. فكانت النتيجة في مصر أن أصيبت الحركات الديمقراطية بالشلل ونشطت الحركات الأصولية وبالتالي أدت إلى قتل السادات نفسه. وما زال الشعب المصري يدفع الثمن ويعاني من الأعمال الإرهابية من قبل المتطرفين الأصوليين الذين راحوا يقتلون المثقفين والسياح الأجانب كما هو معروف.
كذلك في الجزائر تم اضطهاد القوى التقدمية وفسح المجال أمام الإسلاميين الذين بدأوا معتدلين ثم تحولوا إلى قتلة متطرفين وحصل ما حصل. وعمل الشيء ذاته الدكتاتور السوداني الأسبق جعفر النميري المعروف بانتهازيته المفضوحة وهو الذي سهل نقل الألوف من اليهود الفلاشا الأثيوبيين إلى إسرائيل مقابل رشوة تقدر بمئات الملايين من الدولارات وقد أمعن في محاربة المثقفين الديمقراطيين السودانيين وأعلن أسلمة الحكم ومهد الطريق إلى ظهور حركة حسن الترابي والبشير فيما بعد. وقد أختزل هؤلاء الإسلام بمجرد تبني سياسة بتر أطراف المتهمين بالسرقة ومنع الخمور وفرض الحجاب على المرأة وعزلها عن النشاط الإجتماعي ومحاربة الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان واعتبارها من الأفكار المستوردة والغريبة عن مجتمعاتنا الإسلامية المحافظة..الخ
6- فشل الحكومات العربية في حل الأزمات المتفاقمة: السبب الآخر في ظهور التطرف الإسلامي هو فشل الحكومات العربية في حل الأزمات المتفاقمة المختلفة، الإقتصادية والإجتماعية والسياسية الخانقة والتي اشتدت وطأتها بسبب الإنفجار السكاني وتفشي البطالة وفساد الحكم وانتشار الرشوة بين الموظفين الحكوميين وتبذير ثروات البلاد في التسلح وعسكرة البلاد. فكيف تستطيع هذه الحكومات حل مشاكل شعب يتضاعف تعداده كل عشرين عاماً وحوالي سبعين بالمائة منه دون الثلاثين من العمر؟.
7- فشل الآيديولوجيات الإشتراكية والقومية: عامل آخر أدى إلى لجوء الشباب إلى السلفية المتطرفة وهو فشل الآيديولوجيات الإشتراكية والقومية التي اعتمدت الإفراط في الشمولية والمركزية ومعاداة الديمقراطية في حكم البلاد، بهزيمة منكرة. وقد وفرت هزائم الأنظمة العربية الفاشلة الظروف المناسبة لتحول الأحزاب الإسلامية المعتدلة إلى حركات متطرفة تسعى لاستلام السلطة بالعنف و بعد أن اشتد ساعدهم بسبب دعم ذات الحكومات لها، مدعين أنهم يملكون الحل لكل هذه الأزمات المستفحلة وأن السبب الأساسي لهذه الأزمات هو ابتعاد عن الدين والسلف الصالح ورفعوا شعارهم (الحل في الإسلام). علماً بأنهم لا يملكون أي برنامج واضح لحل المشاكل المستعصية الراهنة كما وضح ذلك في السودان وإيران وأفغانستان.
8- أما العامل الخارجي للتطرف الإسلامي فيتمثل في الحرب الباردة بين المعسكرين، الغربي الرأسمالي بقيادة أمريكا والشرقي الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفيتي. ففي تلك المرحلة كانت الشيوعية تمثل الخطر الأكبر على مصالح الغرب. لذلك ساعدت الدول الغربية وخاصة أمريكا على دعم الأحزاب السلفية لمواجهة "الأفكار الهدامة" الشيوعية في العالم الإسلامي وخاصة البلدان العربية. لا شك أن أمريكا ارتكبت أخطاءً فضيعة بحق شعوب العالم الثالث خلال هذا العهد. وبعد الغزو السوفيتي لأفغانستان صرفت أمريكا عشرات المليارات من الدولارات على تشكيل حركات المجاهدين الإسلاميين ومنها حركة القاعدة بقيادة بن لادن وطالبان الأفغان ضد الجيش السوفيتي. ولما انتهت الحرب الباردة لصالح الغرب وسقط الإتحاد السوفيتي، كما سقط الحكم الشيوعي في أفغانستان، تخلت أمريكا عن تلك الحركات الإرهابية لاستنفاد دورها. ومن ثم غرقت منظمات "المجاهدين" في حروب طاحنة ضد بعضها البعض وتحولت من منظمات إسلامية "معتدلة" غايتها تحرير أفغانستان إلى منظمات إرهابية بلا عمل تبحث عن عدو. ولذلك لما عاد عرب الأفغان إلى بلادهم راحوا يمارسون مهنتهم ضد حكوماتهم وشعوبهم في نشر الإرهاب. وقد تجاوز هذا الإرهاب إلى ضرب المصالح الأمريكية التي بلغت الذروة يوم 11 سبتمبر 2001، الحدث الكبير الذي أدى إلى تبني أمريكا سياسة جديدة لمحاربة الإرهاب في العالم.
لذلك فهذه المنظمات الإرهابية هي من نتاج الحكومات العربية المستبدة وإفرازات مرحلة الحرب الباردة لا بد أن تستمر الحرب عليها إلى أن يتم القضاء عليها وتجفيف جميع مستنقعات الإرهاب.
إعادة النشر ممنوع إلا بإذن خاص بإيلاف




اسم الكتاب: الإسلام والسياسة (تقييم الحركات السياسية الاسلامية)
اسم المؤلف: عبد الإله بلقزيز
اسم الناشر: المركز الثقافي العربي الرباط طبعة أولى 2001م
** في هذا الكتاب يقدم المفكر الإسلامي الكبير عبد الإله بلقزيز وجهة نظره عن الحركات الإسلامية، وما وصلت اليه وتأثيراتها السلبية والإيجابية، في دراسة موسعة ودقيقة في التوثيق والمرجعية.

نظرة محايدة:
يسعى المؤلف في كتابه هذا إلى أن يكون محايدا في دفاعه أو انتقاده للحركات الإسلامية، والتي نشطت كثيرا في النصف الثاني من القرن الماضي، حيث إنها أصبحت المنافس والواجهة السياسية القوية لمراكز الحكم في كثير من الدول الإسلامية، وكان يمكنها النجاح، ولكنها تلاقي معارضات، وتصل هذه المعارضات إلى حد الصدام المسلح مع القوى الحاكمة.
وهو هنا يسعى لدراسة أسباب ظهور هذه الجماعات لمعرفة حقيقة اتجاهاتها والمصير الذي تنتظره لأفكارها.

الإسلام قوة محركة:
يرى المؤلف أن في العمل الإسلامي قوة محركة كبيرة جدا في العالم العربي، فمنذ ظهور الإسلام، كان هناك ارتباط بين الدين والسياسة، قراءة التاريخ الإسلامي لا تنكر ذلك بل تؤيده وتقطع به.
كما أن واقع التكوين الثقافي للمجتمع العربي يجعل من الدين إحدى قواعده الأساسية المحركة له، حيث تحتل الفكرة الدينية موقعا متميزا في منظومة الأفكار العامة والمتداولة بين العامة والخاصة، ومن المعروف أن الثقافة الدينية هي ثقافة الأغلبية في قائمة النخبة وثقافة الجمهور العريض أيضا.
ويرى المؤلف أن الدين استخدم وسيلة للوصول إلى الأهداف، حيث إن للدين وقعا خاصا في العقل العربي، فمرة يستخدم الدين للقضاء على الخصوم، ومرة يستخدم كغطاء للحصول على الحقوق، بل إنه الوسيلة التي يحتج بها البعض في المطالبة بالديمقراطية والحرية، بأنها مطلب إسلامي، وهي من القواعد الأساسية في الإسلام.

عيوب هذه الحركات السياسية:
أولا: أنها غير موحدة الاتجاه أو الفكرة، فالاسم إسلامي والنواة إسلامية، ولكن كلا منها له اتجاه مخالف، وأحيانا معاد للآخرين، ويقول المؤلف: "لم يفلح التيار الإسلامي في بناء رأي واحد يدين به سائر الإسلاميين … ونحن نعرف أن الإسلاميين فرق ومذاهب وشيع متعددة، ولا نحسب ذينك التنوع والاختلاف دليل ضعف وتفكك، إلا أننا نحتج بهما على غياب الوحدة الفكرية التي لا يستقيم أمر التماهي بين الإسلاميين والإسلام بدونها". 99
والعيب الثاني الذي يطرحه على التيار الإسلامي ليس معاداته للفرق الأخرى فحسب، بل ترى هذه الحركات أن كل منتقد لها صاحب موقف عدائي أو سلبي من الإسلام ذاته وليس منها، وكأنها الناطقة الوحيدة عن الإسلام وبالإسلام . ويقول المؤلف ان هذا العداء لمن ينتقدهم يخلق لهم عداء وبسببهم لا مبرر له ويقول" في مجتمعاتنا العربية أغلبية مسلمة ومؤمنة، تصدق بالرسالة وتعتنق تعاليمها، ولا تشاطر التيارات الإسلامية آراءها ومواقفها."
والعيب الثالث أن هذه الحركات حمّلت الإسلام كعقيدة أوزار أفعال غير راشدة، قد تأتيها الحركات الإسلامية في غمرة انغماسها في معارك السلطة والسياسة، ويقول المؤلف "ولا نخال أحدا يجهل أن ثمة كثيرون جاهزون لتصيد أخطاء هذه الحركات للنيل من الإسلام وتأليب الرأي العام ضده، وليس تقديمه من قبل بعض الأوساط الغربية بوصفه عقيدة معادية للتسامح والحرية، وداعية للعنف والشمولية، إلا واحدة من علامات ما يبيت له باستغلال هفوات الإسلاميين.

المساهمات الإيجابية:
هذه الحركات والتيارات الإسلامية ليست كل أعمالها ونتائجها شرور أو سلبيات فقط، فالمؤلف يرى أنها قدمت نقطا مضيئة للمجتمع الإسلامي والعربي، ومن هذه النقاط:
أولا: المساهمة الفعلية في تجديد الوعي الذاتي أو الوعي بالذات العربية والإسلامية، وإن كانت فكرة القومية العربية ليست جديدة على الساحة الفكرية العربية إلا ان هذه الحركات ألبستها لباسا جديدا أعاد النظر إليها من خلال اللباس الديني. وكما يقول المؤلف "كان ذلك سببا لتزويد الشعور الجمعي بهذه المسألة بطاقة حية جديدة أنتجت تعبئة أكبر وفاعلية أقوى في مواجهة ما تهدد هوية المجتمع والأمة من أخطار"
ثانيا : يرى ان هذه التيارات كانت ولا تزال واجهة دفاع قوية ضد الاستعمار وضد محاولاته الإغارة من جهات الضعف في الجبهة العربية. فالجماعات الإسلامية في فلسطين ولبنان كانت هي خط الدفاع الأول عن محاولات التوسعات الاستعمارية المتكررة في توسيع رقعة الاحتلال الصهيوني لمزيد من الأرض العربية.
ثالثا : لاقت التيارات الإسلامية مقاومة شرسة وقدمت تضحيات كبيرة، ولو أنها لم تكن في سبيل تحقيق الديمقراطية، إلا إنها جعلت الدعوة إلى الديمقراطية والحرية جزءا من الثقافة الجماهيرية، أي أنها كانت السبب وستكون السبب الرئيسي في نشر الديمقراطية فيما لو انتشرت في البلدان العربية.
رابعا: إن هذه الحركات وإن كانت لها صبغة سياسية إلا أنها جعلت الدين جزءا من المكون السياسي في كل العالم العربي، وإعادة صوغ العلاقة السياسية بالدين في مجتمعاتنا، وهي علاقة لم تنقطع تاريخيا ولكن ظهرت بصورة أكثر لمعانا، أو كما يقول المؤلف عن الاهتمام الديني المعاصر: " حيث احتيج إلى الدين أكثر، وتزايد الطلب عليه في معركة السياسة والسلطة بما لا نظير له في سوابق الماضي."




.
الحركات الإسلامية
وأثرها في الاستقرار السياسي في العالم العربي
عرض : أنور بن علي العسيري 15/6/1424
13/08/2003

المؤلف:مجموعة من الباحثين .
الناشر:مركز الإمارات للدراسات والبحوث والاستراتيجية .
الطبعة الأولى: 2002.
عدد فصول الكتاب:ستة فصول .
عدد الصفحات: 235 صفحة.
في خضم الحرب العالمية الكبرى على الإسلام أصبح من الواجب أن في خضم الحرب العالمية الكبرى على الإسلام أصبح من الواجب أن نتنفس وعيا بعقولنا ، وأن نلتزم بأيدينا مفاتيح عجزنا ، ولذا فقد بات ملحاً أمر التوقف عند كل محاولة تقفز في تفاصيل هذه المراجعة الذاتية النقدية لترى المستقبل الحقيقي الذي نأمله يطل علينا من خلال تصحيح الأخطاء ومعاودة بذل الجهد ، ومن هنا تم اختيار هذا الكتاب والذي وأن تنوعت رؤاه بتنوع رؤى كتّابه إلا إنه شكّل في تظافر أفكاره وسيلة حقيقية لفهم الذات ، نعبر بها ومنها إلى نقطة ضوء أخرى في واقع حركات تجذرت أفكارها في دمائنا ، وباتت هي الأمل الوحيد - بعد الله - في الحفاظ على إنساننا المسلم بعد سقوط كل التنظيرات غير دينية على أرض الواقع ، وانحسار مدها في نفوس الناس وعقولهم.
الكتاب - الذي يرسم حروفه جمْعٌ من الأكاديميين المهتمين - يتناول بلغة نقدية وصفية مقارنة أبرز مراحل نمو هذه الحركات والعقبات التي واجهتها ، ومستقبل هذا النمو في واقع عالمي متغير يتحكم في أطراف قراره قطب غربي واحد

الفصل الأول :
الحركات الإسلامية : النشأة وملابسات الواقع.
عبد الوهاب الافندي*.
الحركات الإسلامية .. النشأة:
أبرز السمات المميزة لهذه الحركات هي حداثتها ، فهي حركات نشأت في كنف الحداثة واستجابة لتحدياتها ، وهي أيضا إسلامية بمعنى أنها اختارت استجابة لتحديات الحداثة المرجعية الإسلامية ، ولا تنطلق مثل غيرها من منطلق الفعالية المجردة ولاستند إلى قيم وأيديولوجيات أخرى تتعارض مع هذه المرجعية .
لقد توسعت الحركتان اللتان أنشأهما (البنّا والمودودي) وانتشرتا وأصبح لهما شأن في بلاد المنشأ وخارجها ، فأصبحت حركة الأخوان المسلمين من أقوى الحركات السياسية ، أما الجماعة الإسلامية في الهند فقد كسبت أيضا سندا شعبيا ، وإن كانت اتخذت نهجا صفويا (نخبويا) يخالف إلى حد ما النهج الجماهيري لحركة الإخوان المسلمين ، وقد وصل تأثير فكر " المودودي " إلى قلب الإخوان المسلمين ، وعبرها إلى العالم العربي عن طريق كتابات سيد قطب ، والذي استقى جزءا مهما من أفكاره من المودودي ، وبخاصة مفهوم جاهلية المجتمع ، ودورة الصفوة في إرساء أسس المجتمع الإسلامي .
الأفكار والبرامج والأهداف :
لقد كانت ظروف نشأة الحركات الإسلامية وملابساتها العامل الحاسم في تحديد أهدافها وتشكيل زادها الفكري ، وتتلخص مطالب الحركات الأصولية وفكرها في الآتي:
1-الدعوة إلى استعادة نفوذ الإسلام وسلطته في العالم.
2-أن هذا لن يتحقق إلا بالعودة إلى الإسلام الصحيح الذي تخلى عنه مسلمو هذا الزمان.
3-أن استعادة سلطة الشريعة غير ممكنة دون إقامة دولة إسلامية حقيقية ، الحاكمية فيها لله وحده .
4-مهمة استعادة سلطة الإسلام هي مهمة مقدسة يجوز في سبيلها انتهاج كل وسيلة.
الفصل الثاني :
الإسلام السياسي بين الفكر والممارسة :
حسن حنفي **
الجذور القديمة للإسلام السياسي :
ليس الدين مجرد تغير نظري في رؤية العالم فقط وأن هذا العالم أتى من العدم وينتهي كما أتى ، كما أن الدين ليس مجموعة من المؤسسات السلطوية لرجال الدين يقومون عليه ويحددون شرائعه وطقوسه .
لقد كان الدين باستمرار وسيلة للتغيير الاجتماعي والسياسي والثقافي ، وحركة اجتماعية تعبر عن قوى اجتماعية مضطهدة أو مهمشة في المجتمع ضد قوى التسلط والطغيان ، أمثال نمرود وأبى جهل وأبى لهب وأشراف مكة الذين اتهموا الرسول - صلى الله عليه وسلم - بتأليب العبيد عليهم.
وكان الدين أداة لتحرير شعوب بأكملها ، مثل تحرير اليهود من قبضة فرعون بقيادة النبي موسى - عليه السلام - وخروج إبراهيم - عليه السلام - وأهله من شمال العراق إلى العراق هربا من عبدة الأصنام وتأسيس قواعد لبيت جديد من بيوت الله ليذكر فيها اسمه بدلا من عبادة الأصنام .
فكل ادعاء بأن لا دين في السياسة ولاسياسة في الدين يقصد به عزل الدين عن السياسة حتى يأمن المتسلط أي حركة معارضة باسم الدين تقضي عليه .
الجذور الحديثة للإسلام السياسي :
خرجت معظم الحركات الوطنية من عباءة الإصلاح الديني ، فالأفغاني هو واضع شعار(مصر للمصريين) وعلى الرغم من تنصل محمد عبده من الثورة العربية فإنه هو الذي كتب برنامج الحزب الوطني ، وفي المغرب العربي ارتبطت الحركة الوطنية بالإصلاح الديني ، وأسس علال الفاسي في المغرب حزب الاستقلال ، وفي الجزائر خرجت الحركة الوطنية من جمعية علماء الجزائر.
الفصل الثالث:
التطرف والاعتدال لدى الحركات الإسلامية:
الأسباب والدوافع والانعكاسات :
عماد الدين شاهين.***
مقدمة منهجية :
التطرف في اللغة ، هو البعد عن الوسط والوقوف في الطرف. واقترن التطرف في الشريعة بالغلو والتنطع والتشدد أي مجاوزة الحد.
-التطرف لايعني التدين: إن التدين والالتزام بتعاليم الإسلام تختلف عن التطرف.
-التطرف ليس مقصورا على الحركة الإسلامية وحدها.
-ضرورة التمييز بين التطرف والعنف.
جذور التطرف لدى الحركات الإسلامية المعاصرة:
الفكر القطبي ودولة مابعد الاستقلال
يرجح العديد من المحللين جذور التطرف الديني إلى فكر سيد قطب وحكمه بارتداد المجتمع عن الإسلام ، وما يعنينا هنا هو محاولة ربط هذا الفكر القطبي بالتحولات الكبيرة التي كانت تجري في العالم العربي ... وما يقصد بدولة مابعد الاستقلال أي النموذج الكمالي( نسبة إلى كمال أتاتورك ) الذي اتخذه العديد من الدول الإسلامية نموذجا له مع تفاوت درجات تطبيقه بين بلد وآخر.
وأهم سمات هذا النموذج :
1- الفصل بين الدين والدولة.
2- مركزية الدولة وسيطرتها على المجتمع.
3- سيطرة الحزب الواحد ومنع التعددية الحقيقية وعدم السماح بالاختلاف.
4-القومية القائمة على العرق والتعصب للأرض وتمجيد تاريخ ما قبل الإسلام.
ويتناقض هذا النموذج مع النظام الإسلامي ، لقد اقتربت دولة مابعد الاستقلال في مصر وغيرها من الدول الإسلامية من هذا النموذج بشكل أو بآخر ، وأدرك سيد قطب هذا بوضوح وقال : ( إن الإسلام لا يقبل أنصاف الحلول مع الجاهلية لا من ناحية التصور ولا من ناحية الأوضاع المنبثقة من هذا التصور ، فإما إسلام وإما جاهلية).
وبذلك وضح رغبته في أن تكون هناك ( درجة من القوة لمواجهة المجتمع الجاهلي).
الفصل الرابع:
رؤية الحركات الإسلامية
لمفاهيم الديمقراطية والتعددية السياسية في العالم العربي
أحمد الموصللي.*
العالم والتعددية والديمقراطية:
يبحث المنظرون والنشطاء الإسلاميون مسائل الاستيعاب والاستبعاد تحت موضوع ( الديمقراطية والتعددية). إن الإسلام يسير إلى اصطدام مع العالم الغربي ، بينما يقوم الغرب على المادية والعلمانية والعقل العلمي للحداثة وغياب الفلسفة الأخلاقية ، ويقوم الإسلام على الإيمان والصبر والتوازن ، ويرى أنه لا مكان للتناغم بين الحضارتين فهو صراع متناقضين ، وتأتي مثل هذه المقولة كذلك من صموئيل هنتنجتون في مقالته ( الرابط الكنفوشي –الإسلامي ) ، ومقالته الأكثر شهرة (صدام الحضارات)...
عموما لقد تم استبعاد كل ما هو إسلامي أو استيعابه بصورة سلبية ، وتدعو " جوديث ميللر " إلى توظيف توجه غير ديمقراطي واستبعادي تجاه العالم الإسلامي ، إذ إن الإسلام لا يتناسب مع قيام التعدية والديمقراطية وحقوق الإنسان !!!
الخطابات الإسلامية حول التعددية والديمقراطية:
أولا: الخطاب المعتدل: يشكل الخطاب الأيديولوجي والسياسي لمؤسس حركة الإخوان المسلمين " حسن البنا " أساس النظرة الاستيعابية المعتدلة لمفهوم حاكمية الله عز وجل
إذ يؤسس " البنّا: وعبر قبوله النظري للتأويلات والتفسيرات الاستيعابية والديمقراطية والتعددية السياسية لميل مستقبلي عند الإخوان للتعددية السياسية والديمقراطية.
ثانيا : الخطابات الاستبعادية المتشددة : يمكن اعتبار خطاب سيد قطب في العالم العربي المؤسس للاستبعادية المتشددة عند الإسلاميين المعاصرين ، ويجد القارئ في كتابه الأول العدالة الاجتماعية في الإسلام بعدا كبيرا عن التشدد ، خلافا لما أسسه من فكر متشدد داخل جدران السجن ، مثل في " ظلال القرآن " و" معالم في الطريق " و" هذا الدين " و" المستقبل لهذا الدين " .!!؟
الفصل الخامس :
الحركات الإسلامية ودورها في الاستقرار السياسي
في العالم العربي:
فواز جرجس.**
• ليس هناك خصوصية معينة تتميز بها المنطقة العربية من حيث الصعود التدريجي لحركات الإسلامي السياسي في العقود الثلاثة الأخيرة ، ولا يمكن فهم أسباب الصراع المسلح إلا من خلال فهم حالة الرعب التي أصابت النخب النافذة من جراء المد الأصولي الديني الشعبي السريع وعدم ثقة النخب بمواقعها وكوادرها !!
• تتعلق بشعور القوة والغطرسة والتمكن لدى بعض قيادات الحركات الإسلامي في الثمانينات واوائل التسعينات زاد من خوف النخب الحاكمة ، وأدى لقناعة مفادها أن الاستقرار السياسي لنظمهم مرهون بقدرتهم على مواجهة الظاهرة الإسلامية المتنامية.
• أن حركات الإسلام السياسي لم تكتف بمناهضة النظم السياسية القائمة وتهديدها بل شنت هجوما على ما أسمته سادة الطواغيت المحليين وهم القوى الغربية.
• هوس السلطة ليس لدى حركات الإسلام السياسي فقط بل عند معظم التيارات السياسية في المنطقة العربية أيضا . لقد أعمى هدف الوصول إلى السلطة بصيرة العديد من القيادات الإسلامية بدلا من أن يستثمروا أموالهم وقدراتهم الإنسانية والفكرية الضخمة في بناء قاعدة شعبية تركز على قضايا تهم المواطن.
ولا يبدو أن النظم القائمة تملك الرؤية الاستراتيجية التي تسمح لها بمحاولة فض الاشتباك مع حركات الإسلام السياسي ، في المقابل لا يعني تنوع تعدد وتنوع حركات الإسلام السياسي واختلاف برامجها وتعاملها مع أنظمتها مابين طموحة هجومية على السلطة ، وأخرى متريثة تسعى للتعاون والتغيير التدريجي ، لايعني ذلك أن هناك تبدلا جذريا في خطاب الحركات الإسلامية السياسي الذي مايزال يتسم بالغوغائية والتشديد إلى الشكليات على حساب المضمون.
الفصل السادس :
مستقبل الحركات الإسلامية في ظل المتغيرات
الإقليمية والدولية
رضوان السيد.***
الأصول الفكرية والثقافية:
ظهرت المؤشرات والبوادر الأولى للفكر الإسلامي المعاصر في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين ، وهي فترة حكمتها السياقات السياسية والثقافية لفترة مابين الحربين العالميتين .
وفي حين انصرف العاملون في الشأن السياسي والوطني إلى انتزاع الاستقلال مجزأ من المستعمرات ، فإن النخب الإسلامية ظهرت لديها أزمة وعي - إذا صح التعبير - فتمزقت بين متابعة اطروحات الإصلاحيين التي تركز على أولوية التقدم وبين حرص متجدد على الهوية الخاصة ، ولاشك أن ظروف وبيئات مابين الحربين العالميتين الأولى والثانية تبلورت صحوة أو عودة إلى الإسلام باعتباره مناط الهوية وصائنها.
الحركات الإسلامية والمستقبل:
يطرح الكاتب مستقبل الحركات الاسلامية من خلال طرحه لحالة التصارع بين تيارين : أحدهما يترك كثيراً من علامات التحفظ على الديمقراطية باعتبارها مقترنة بفكرة القومية وأن سلطة الأمة فيها مطلقة ، والآخر يرى أنه ليس من حق أحد ادعاء تمثيل الوطن أو الأمة بمفرده سواء أكان فردا أم حزبا ، ولذلك فهي تدعو للحوار الوطني وتؤمن بأن الإسلام يتوزع بين الانتماء الذاتي والهوية الحضارية ، وهو في كلا الحالتين لن يكون داع للتفرقة والانتماء الإسلامي لا يناقض الانتماء العربي.
ثم يتابع ملامح تصوره لشكل ذلك المستقبل بقوله : إنهما نصان : يشترط أحدهما على الأمة والعالم ، بينما يتجه الآخر إلى التواصل وإسقاط الحواجز أو الاشتراط بها ولها.
وبين هذين النصين يقع مستقبلنا جميعا وليس مستقبل الحركات الاسلامية وحسب.
بعيد المدى، بدلا من التكيف المؤقت مع واقع مجحف.





الحركات الاسلامية بعد 11سبتمبر


مواقف الحركات الإسلامية من هجمات 11 سبتمبر
منذ اللحظات الأولي بعد هجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن، بادرت أغلب الحركات الإسلامية عبر العالم إلى إدانة الهجمات. وينبع هذا الموقف - فيما يبدو لنا - من اعتبارين:
أولهما اعتبار أخلاقي يجد جذوره في فلسفة الجهاد في الإسلام، التي ترفض استهداف غير المقاتلين، وتمنع من قتل النساء والأطفال، وإتلاف الأموال بغير حق.
والثاني اعتبار سياسي وهو أن الطريقة التي تم بها الهجوم يعسر تبريرها والدفاع عنها من وجهة نظر سياسية، مهما يكن الموقف الأخلاقي منها، نظرا لإطباق العالم كله على رفضها.
اختلاف الخلفيات
لكن هذا الموقف شبه الإجماعي لم يستمر على حاله، بل تكشف بعض التباين فيما بعد، تبعا لاختلاف الخلفية الفكرية والتنظيمية. فالمعروف أن مسمى الحركات الإسلامية يشمل في الوقت الحالي ثلاثة أصناف:
أولا: الحركات الإسلامية السياسية، والمقصود بها هنا ذات الخلفية الإخوانية. وهذه حركات سلمية، تميل إلى العمل من داخل النظام السياسي والاجتماعي السائد، وتسعى إلى دفعه إلى التغيير بروح إصلاحية لا ثورية. ويمكن القول إن هذه الحركات اتخذت قرارا استراتيجيا منذ السبعينات بتفادي الصدام المباشر مع خصومها، واعتماد منهج التدرج والنضال المدني، بالتعاون مع القوى القومية والوطنية المعارضة. لذلك لا عجب أن أطبقت هذه الحركات على إدانة الهجمات يوم 11 سبتمبر، لأن هذا الأسلوب من المنازلة لا ينسجم مع رؤيتها ومنهجها في العمل.
ثانيا: الحركات الاسلامية السلفية، وهي تقليديا ذات منحى تعليمي إرشادي، ولم تكن تهتم بالسياسة كثيرا ولا تحسن ألاعيبها.. لكن التطورات الاجتماعية والسياسية في الجزيرة العربية خلال العقد الأخير تكشفت عن مخاض جديد في الحركات السلفية، جعلها أكثر تسيسا وأعمق وعيا بالحدث اليومي. وقد تبنت هذه الحركات - بعد تجاوز أيام الصدمة الأولى - موقفا أكثر "تفهما" لما حدث ضد أمريكا، دون أن تؤيده بشكل صريح. وربما كان من أسباب ذلك أيضا موقف تلك الحركات السلفية من الوجود العسكري الأمريكي في الخليج.
ثالثا: الحركات الجهادية الثورية، وهي سلفية الفكر في الغالب الأعم، لكنها تختلف عن السلفيين التقليديين في موقفهم من الحكام، وميلهم إلى الخضوع للأمر الواقع، وعزوفهم عن السياسة. كما تعتبر أن الحركات الإخوانية تغالي في التحوط والمحاذرة، مما حولها إلى جزء من الواقع، لا بديلاً عنه كما هو المفترَض. وتتبنى الحركات الجهادية طريق "ذات الشوكة" في تعاملها مع الحكام ومع القوى الأجنبية الموجودة في المنطقة. وهي في العادة قليلة العدد، لا تجد تعاطفا كبيرا بين جماهير الشعب العريضة، نظرا لأن خروجها على الدولة تحول في بعض البلدان إلى خروج على المجتمع، فأضر برسالتها وجاذبيتها. كما أن جهدها الحربي لا تصاحبه مظلة سياسية مناسبة، تسدده وتجني ثمرته.
وقد لزمت هذه الحركات الصمت في الأيام الأولى التي تلت الهجمات- ربما لصعوبة الدفاع السياسي عنها - لكنها عادت فتحمست للهجمات وبررتها، خصوصا بعد بدء الحرب ضد أفغانستان.
"أمريكا ليست بريئة"
ونحن هنا نتحدث عن المواقف الرسمية المعلنة، لا عن ما تهمس به الألسنة في المجالس. ولو أردنا أن نتحدث عن ذلك، لقلنا إن مواقف الحركات الإسلامية - وربما الجماهير المسلمة في مجملها - لا تختلف كثيرا عن الموقف الذي عبر عنه أحد الكتاب الفرنسيين في صحيفة "لموند" حين قال: "إن ضحايا الهجمات يوم 11 سبتمبر أبرياء، لكن أمريكا ليست بريئة". بمعنى أن الحركات الإسلامية ترفض العملية من الناحية الأخلاقية، لكنها مترددة في الحكم عليها من الناحية السياسية، نظرا لاقتناعها بضرورة الضغط على أمريكا بأي وسيلة ترفع الظلم الأمريكي الواقع على الفلسطينيين والعراقيين، وغيرهم من الشعوب المسلمة.
وقد أجمعت الحركات الإسلامية في تصريحاتها وبياناتهاعلى تحميل أمريكا المسؤولية - كليا أو جزئيا - عن هجمات 11 سبتمبر، واعتبرت السياسات الأمريكية تجاه الشعوب الإسلامية سببا رئيسيا في بذر الحقد والكراهية، وتعميق الجفاء بين العالم الإسلامي والغرب. وتواترت الإشارة في تلك البيانات إلى السياسة الأمريكية في فلسطين والعراق، ومساندة أمريكا لبعض الحكام الذين تكرههم شعوبهم.
كما أجمعت الحركات الإسلامية على رفض الحرب ضد أفغانستان، والدعوة إلى نصرة الشعب الأفغاني في محنته، رغم أن جل تلك الحركات لا تربطها علاقة ودية بطالبان أو بأسامة بن لادن وجماعته.
منطق الدولة يسود
لكن مما يثير الانتباه تعامل إيران والسودان مع أحداث 11 سبتمبر وما تلاها، وكل من الدولتين تحكمه سلطة تقف وراءها "حركة" إسلامية بمعنى ما، وتشترك السلطتان مع الحركات الإسلامية الأخرى في مجمل رؤيتها الفكرية والسياسية. فقد أنتجت الظروف التي أعقبت حوادث 11 سبتمبر تقاربا وتفاهما بين الدولتين وبين أمريكا لم يسبق له مثيل من قبل. ويدل ذلك على أن منطق الدولة هو الذي يسود في النهاية، حتى ولو كان الحاكم إسلاميا. كما يدل على أن ظاهرة "طالبان" - التي ظلت تتعامل بمنطق الحركة وهي دولة - ظاهرة استثنائية.
وربما يدل ذلك أيضا على مزيد من وعي الحركات الإسلامية بالمكان، واعترافها بالخصوصيات فيما بينها، وضرورة مراعاة تلك الخصوصيات في التعاطي السياسي. وهو درس لأمريكا قد تدرك من خلاله أن الإسلاميين ليسوا بالضرورة أعداء أبديين لها في كل الظروف والأحوال، خصوصا إذا أصبحوا حكاما يقيدهم منطق الدولة ومصلحتها.
على أن كلا من إيران والسودان ظهر فيه المنطقان بشكل متواز، ففي حين أبدى الرئيس "خاتمي" تفهما للمواقف الأمريكية، أظهر الإمام "خامنئي" موقفا صلبا ضدها، وفي حين تعاطفت وزارة الخارجية السودانية مع أمريكا، أصدر "مجلس علماء السودان" بيانا يناهض أمريكا، ويدعو إلى نصرة الأفغان
آثار الأحداث الأخيرة على الحركات الإسلامية
من المؤكد للمطلع على مسار الحركات الإسلامية أن أحداث 11 سبتمبر وما تلاها تشكل محطة مفصلية هامة، سيكون لها ما بعدها في التأثير على الحركات الإسلامية، سواء في علاقاتها فيما بينها، أو في علاقاتها بالحكام في الدول الإسلامية، أو في علاقاتها بالغرب.
اتصال أم انفصال ؟
فمن حيث العلاقات الداخلية بين هذه الحركات، يمكن أن تسير الأمور في اتجاه الاتصال أو الانفصال، بحسب التطورات القادمة في الدول الإسلامية: فإذا زادت الضغوط الأمنية والسياسية على الحركات الإسلامية، نتيجة لما يسمى حاليا "الحرب ضد الإرهاب"، وظلت محرومة من التعبير السلمي عن نشاطها وطموحها السياسي - كما هو متوقع في المستقبل القريب - فسيؤدي ذلك إلى التقارب بين مدارسها المختلفة أكثر فأكثر، ولن يكون للتقسيم الثلاثي الذي أشرنا إليه دلالة كبيرة مستقبلا. بل الراجح أن الحركات الإخوانية ستصبح أكثر راديكالية في ظروف المواجهة، وستصبح الحركات السلفية أكثر تسيسا من ذي قبل، وستعي الحركات الجهادية أهمية المظلة السياسية والإعلامية، وتنسيق الجهد مع الآخرين. وربما أنتج ذلك تركيبا جديدا يحمل مشروعا سياسيا جديدا وسبلا للمواجهة مختلفة عما كان عليه الحال في الماضي.
أما إذا استطاع الحكام - والغرب من ورائهم - إدراك التنوع داخل الصف الإسلامي، والتمييز بين النضال السياسي السلمي وغيره، فسمحوا للحركات الإسلامية بمزيد من حرية العمل والمشاركة السياسية، فسيؤدي ذلك - على الأرجح - إلى إقبال كل من الحركات الإسلامية على شأنها، وترجيح همها المحلي على المناصرة العالمية، حرصا على مكاسبها الخاصة في مجتمعها الخاص، ومراعاة لموازنات التعامل السياسي الداخلي التي تفرض نفسها.
ثمن البلادة الأمريكية
أما العلاقة بين الحركات الإسلامية والغرب، فهي ستتوقف - إلى حد بعيد - على طبيعة المنظور الاستراتيجي الجديد التي سيتبناه صانع القرار الأمريكي، في الظروف الجديدة الناتجة عن أحداث 11 سبتمبر وحرب أفغانستان.
إن من المفارقات الكبرى التي تكشفت عنها أحداث 11 سبتمبر أن الأمن لم يعد مسألة فنية، بل قضية سياسية بالدرجة الأولى. فبينما كانت الفرقاطات والمدمرات وحاملات الطائرات الأمريكية تجوب المحيطات عبر العالم، وهي تطوق أعداء أمريكا وتحمي أصدقاءها .. أصيبت أمريكا بضربة قاتلة في القلب. وقد تحدث العديد من الاستراتيجيين الأمريكيين عن مستوى "الكفاءة العالية" التي تم بها التخطيط لهجمات 11 سبتمبر وتنفيذها، وأبدوا تشاؤما كبيرا من أن ذلك مؤذن بمرحلة جديدة ستميل فيها كفة القوة لصالح المنظمات على حساب الدول. وصرحوا بأن أي إجراءات حربية أو احتياطات أمنية لن تمنع من مخاطر المستقبل التي قد تحملها منظمات معادية إلى أرض الولايات المتحدة، أو إلى مصالحها عبر العالم. والسبب في ذلك هو أن خبرة التنظيم والاتصال التي توفرها تكنلوجيا القرن الواحد والعشرين للجميع: فقراء وأغنياء، حكاما ومحكومين.. تجعل المواجهة أصعب وأعقد من المواجهات التقليدية بين جيشين متوازيين.
ويقتضي هذا التحول من الناحية العملية ترجيح الحلول السياسية على الحلول الفنية، والاستماع إلى الشعوب - لا إلى الحكام فقط - وعدم التمادي في تجاهل أسباب العداء وجذور الشر.
وفي حالة العلاقة بين الحركات الإسلامية والغرب - خصوصا أمريكا - فإن ذلك يقتضي من الولايات المتحدة التخلي عن تجاهل هذه القوى الاجتماعية الصاعدة، وإعادة التفكير في العلاقة بها على المدى البعيد، بشكل يخدم السلم والتعايش - إن لم تكن الصداقة الخالصة ممكنة - ورفع الظلم الذي يثير حفيظة الحركات الإسلامية في فلسطين والعراق وغيرهما.
فإن نجح هذا التوجه الجديد في لمس شغاف القلب الأمريكي الجريح - وهو أمر غير مؤكد في المدى القريب - فإن العلاقة بين الحركات الإسلامية وبين الغرب ستتطور نحو الأحسن. وإن استمر التفكير الأمريكي التقليدي مسيطرا، تغذيه اللوبيات اليهودية واليمينية التي تكره رؤية الأمور سائرة في هذا الاتجاه .. فإن توتر العلاقة هو الذي سيسود، وسيحمل معه نتائج كبيرة وخطيرة.
وليس لنا أن نتفاءل كثيرا في المدى المنظور بتحول إيجابي في نظرة أمريكا للحركات الإسلامية، لأن روح المواجهة وصوت الحرب هو السائد حاليا. وقد كتب أحد الصحفيين الإسرائيليين منذ أيام يقول مخاطبا الأمريكيين: "هنالك طريقان: أن تفهموا الإرهاب أو أن تحاربوه، وليس هناك طريق ثالث" وجهد الإسرائيليون واليهود الأمريكيون إلى دفع أمريكا إلى خيار الحرب على حساب خيار الفهم، ونجحوا الآن في ذلك، وربما سينجحون في ذلك مرات أخرى في المدى القريب.
إن من الواضح أن الشعوب الإسلامية والشعب الأمريكي سيدفعان مرة أخرى ثمن البلادة الأمريكية. لكن خيار الفهم لن يغيب من الخارطة على أية حال، وستفرضه الوقائع في النهاية.
من يزرع "الشاه" يحصد "الخميني"
إن ما نتج عن أحداث 11 سبتمبر من تحول مفهوم الأمن من مسألة فنية إجرائية إلى أمر سياسي، سيؤثر على تفكير الحكام في البلاد الإسلامية، بنفس الدرجة التي أثر بها على التفكير الأمريكي، ولربما بشكل أكبر. ولا بد أن مَنظر البنتاغون متحطما، ومركز التجارة العالمي محترقا، قد أثر في نظرة الحكام في البلاد الإسلامية إلى أمنهم وبقائهم. وليس مما يُستغرَب أن "المساعدات الفنية" الأمريكية في مجال الأمن، لم تعد بنفس الدرجة من الأهمية والمصداقية في نفوس أصدقاء أمريكا من حكام الدول الإسلامية، بعد يوم 11 سبتمبر. فإذا كان المتكفل بالأمن لم يعد آمنا، فإن المعتمدين عليه لن يرتاحوا إلى تلك الطريقة في التأمين.
وقد بدأت ملامح ذلك تظهر للعيان منذ اليوم الأول للهجمات، وأبدى أصدقاء الولايات المتحدة في العالم العربي "شجاعة سياسية" غير مسبوقة في نقدهم لأمريكا وسياساتها، والنأي بأنفسهم عنها.
وربما كان هذا على الأرجح أمرا ظرفيا يقتضيه فن العلاقات العامة أيام الأزمات، كما تدل عليه ازدواجية الخطاب السائدة، التي جعلت وزير دفاع إحدى الدول العربية يصرح - بالعربية - أن بلاده لن تسمح لأمريكا باستخدام قاعدة جوية على أرضها في ضرب أفغانستان، ثم يصرح سفير نفس الدولة لدى أمريكا في نفس اليوم - لكن بالإنكليزية هذه المرة - أن القاعدة رهن الإشارة الأمريكية.
ومع ذلك فإن هذا الخطاب السياسي يدل على أن عالم ما بعد 11 سبتمبر عالم مختلف، وأن موازين القوى داخل الدول الإسلامية بدأت تهتز. ومن آثار ذلك على المدى البعيد أن بعض الحكام المسلمين سيجدون من الأجدى لهم في النهاية التفاهم مع القوى السياسية المحلية - وأهمها الحركات الإسلامية - بدلا من الاتكاء على حماية من وراء البحار. وربما لن يقتنع بعضهم بهذا المنطق، وسيزيد من الاعتماد على الخارج، لكن ذلك سيزيد الوضع السياسي احتقانا، ويقربه من حافة الانفجار.
وربما تفهم أمريكا أن من يزرع "الشاه" يحصد "الخميني"، وتخاف على مصالحها بعيدة المدى، فتدفع الحكام في الدول العربية إلى التكيف مع الحركات الإسلامية، والعمل على احتوائها، بدلا من قمعها بشكل مباشر، فيكون ذلك بداية انفراج، وعلاقة طيبة بين أمريكا والحركات الإسلامية.
كل هذه الاحتمالات واردة، وسيترجح بعضها على بعض بناء على حالة الوضع الداخلي في أمريكا وفي الدول الإسلامية.
المنظمات الإسلامية الأمريكية والبحث عن دور
لاحظ اثنان من الباحثين الاستراتيجيين الأمريكيين المهتمين بالعلاقات بين العالم الإسلامي والغرب هما "غراهام فولر" و"يان لسَر" أن تركيا تحاول أن تكون "جسرا" بين العالم الإسلامي والغرب، لكن الغرب يريدها "سدا" بينه وبين العالم الإسلامي.
ويبدو أن هذه الإشكالية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أسباب نشوء الحركات الإسلامية المتطرفة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نشوء الحركة الصهيونية والقضية الفلسطينية
» الحركة الصهيونية و أثرها في نشوء دولة إسرائيل
» فرص التغيير بعد فشل الليبرالية المتطرفة وسقوط الأحادية القطبية
» فرص التغيير بعد فشل الليبرالية المتطرفة وسقوط الأحادية القطبية
»  فرص التغيير بعد فشل الليبرالية المتطرفة وسقوط الأحادية القطبية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثانية علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1