منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي  Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي  Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي  Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي  Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي  Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد امين بويوسف
عضو فعال
عضو فعال
محمد امين بويوسف


تاريخ الميلاد : 05/09/1991
العمر : 32
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 153
نقاط : 469
تاريخ التسجيل : 15/11/2012
الموقع : mamino.1991@hotmail.fr
العمل/الترفيه : طالب + لاعب كرة قدم + عاشق للفيس بوك

إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي  Empty
مُساهمةموضوع: إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي    إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي  Emptyالجمعة نوفمبر 30, 2012 2:27 pm


أ-الفلسفة القديمة:

أ-1-التصور السفسطائي:

لقد نشأت السفسطة داخل مجتمع يسوده النظام الديمقراطي ابتداء من القرن6.ق.م. وتعتبر نظرية بروتاغوراس السياسية أهم مساهمة في بناء النظرية الفلسفية في السياسة. لكن هذا الموقف لا تعرّف عليه إلا من خلال محاورة "بروتاغوراس" لأفلاطون.

السجال الذي يدور بين بروتاغوراس وسقراط - الناطق بلسان أفلاطون - في هذه المحاورة، يندرج ضمن السجال السياسي الإغريقي. مما يعني أن الفلسفة السفسطائية اكتشفت بشكل مبكّر التجربة السياسية كإشكال فكري تجلّى في تعدّد أشكال ممارسة السلطة. لقد أدركت هذه الفلسفة أن الفضاء السياسي هو فضاء الصراع من أجل السلطة، وذلك بحكم نزوع كل فرد داخل المدينة إلى إشباع رغباته المتنوعة والمتجدّدة. وهذا ما يجعل تلك الرغبات هي رهان الصراع السياسي: إذ كل فرد يرغب في ذات الإمتيازات التي يرغب فيها الآخرون مثل:الثروة، الحظوة، المكانة…وهذه مصدر الصراعات المختلفة داخل المدينة.

الإشكال الفلسفي السياسي الذي كان مدار السجال بين بروتاغوراس وسقراط يمكن صياغته على النحو التالي: هل الولوج إلى السلطة السياسية يجب أن يكون حقا مشاعا بين مختلف أعضاء المدينة وبدون استثناء، أم أن هذا الحق هو خاص، وأن السلطة يجب أن تكون من اختصاص النخبة التي لها دراية بالمجال السياسي؟

لقد كان موقف بروتاغوراس يقوم على التأكيد على ضرورة المساواة بين المواطنين في الحقوق السياسية، بحيث يكون من حق كل فرد مواطن أن يشارك في اتخاذ القرار السياسي داخل المدينة. لهذا وجدناه يعارض موقف سقراط الذي يحصر السلطة في النخبة. وهذا الموقف هو الذي سيدافع عليه أفلاطون في الجمهورية. وهو موقف يقوم على تقريظ الفيلسوف باعتباره المؤهّل الشرعي لحكم المدينة، لأنه يجسّد في نظره، الأساس العقلاني الذي تقوم عليه المدينة. رهان السجال السياسي إذن، يتعلق بمدى كفاءة المواطنين السياسية. مما يعني أن السجال يضع موضع تساؤل الأساس الذي تتأسس عليه الديمقراطية الأثينية: هل من حق جميع المواطنين أن يتلقوا تربية وتنشئة تمكّنهم من المشاركة في تدبير الشأن العام للمدينة، أم أن هذا الحق أرستقراطي يجب أن يظل محصورا في ذوي الكفاءة؟ بتعبير آخر: ما هو النموذج الفكري والمعياري الذي يجب استلهامه في تدبير الشأن السياسي: هل هو النموذج التقني، الذي يقوم فيه التدبير والفكري في إيجاد الحلول لمشكل المدينة بالاحتكام إلى آراء ذوي الاختصاص والخبرة، أم أنه يجب أن نعتبر بأن كل فرد عاقل مسؤول وبالتالي فمسألة التدبير هي مسؤولية الجميع؟

في الجزء الثاني من المحاورة، يقدّم لنا بروتاغوراس موقفه النهائي من هذه المسألة. فكل المواطنين-في نظره- يجب أن يساهموا بطريقة كفأة ومسؤولة في تدبير شؤون المدينة، لأن الشأن العام مسألة تهم الجميع، إذ فيها يتم تقرير مصير الإنسان. ولأنه بدون مشاركة الجميع لن تكون هناك "المدينة" بما هي الفضاء الذي تسوده الروح المشتركة. فالمدينة في منظور بروتاغوراس السفسطائي، ليست مثالا لا يمكن بلوغه، وإنما هي نموذج في متناول الجميع، يمكن تعليمه وتلقينه وتنشئة الناس عليه. فالفضيلة السياسية ليست فطرية تولد لدى البعض دون الآخرين، إذ الإنسان لا يولد وهو حيوان سياسي، بل هو يكتسب الفضيلة السياسية وبالتالي فن التدبير المشترك للحياة العامة.

ب- 2-التصور السقراطي:

يعارض سقراط هذا التصور السفسطائي بالسؤال التالي: ما هي الغاية من الفعل السياسي؟ وهل السياسة يجب أن تتأسس على الرغبة؟ وإذا افترضنا بأن ذلك ممكنا، فهل تستطيع السياسة أن تؤدي إلى إشباع الرغبة الإنسانية؟

حسب سقراط فإن الموقف السفسطائي ينتهي إلى إقامة تماهي بين الإنسان والحيوان، وذلك حين يجعل من الرغبة غاية الفعل السياسي. فمن المعروف أن الحيوان يتحدد باعتباره الكائن الذي تحرّكه الرغبة. ثم إن السلطة السياسية كيف ما كان نوعها لا تستطيع أن تشبع الرغبة الإنسانية لأنها متناقضة من حيث طبيعتها، وبالتالي فهي مجال للاختلاف والفرقة والصراع، ولا يمكن أن تكون أساسا للوحدة والتضامن الذي هو شرط قيام المدينة. تناقضات الرغبة إذن لا يمكن أن تؤدي سوى إلى تقويض وحدة المدينة، وإلى صراع الرغبات والثورات. بينما خير المدينة واستقرارها يتمثّل في وحدتها، وهذه الوحدة لا يمكن أن تحققها الرغبة، بل تحتاج إلى مبدأ آخر يقوم على مراعاة المصلحة العامة. وشرط قيام هذا المبدأ هو أن يتولى العقلاء إدارة شؤون المدينة، وأن تمنح السلطة السياسية للفلاسفة.

إن إخضاع الرغبة لحكم العقل شرط ضروري لقيام المدينة ولوحدتها. والوسيلة الرئيسية للوصول إلى ذلك هي المناظرة والنقاش المفتوح بين المواطنين الأحرار، إذ هذه المناظرة هي التي تنتهي إلى الكشف عن المضمرات الدغمائية المؤسسة للخطابات والمواقف، فتميط اللثام عن الأوهام التي تنطوي عليها، وبذلك يتم التمييز بين الرأي السديد والرأي الزائف، وبين المخادع المحتال والحكيم العاقل. وهذا ما جعل مجهود سقراط الفلسفي موجّه كله نحو تحديد المفاهيم، وبلورة تعاريف دقيقة تسمح باستعمال اللغة بشكل سليم ودقيق تمكّن في آخر المطاف من كشف المعارف الزائفة، وإقامة معرفة عقلانية صحيحة تصلح أن تكون أساسا صلبا لتدبير الشأن السياسي العمومي. في حين سيتجه اهتمام كل من أفلاطون وأرسطو من بعد، إلى الاهتمام أساسا بمسألة إيجاد الدولة الخيّرة، أي دولة الحق.

المطلب السياسي الأساسي الذي يكتسي أهمية استعجالية قصوى، هو في نظر سقراط، تحقيق وحدة الجسد السياسي وتحصينه ضد الاختلاف، والتناقض، والصراع. فليست المدينة الخيّرة سوى تلك التي تغيب فيها الصراعات والتناقضات التي تؤدي إلى استعمال العنف.

ج-3- التصور الأفلاطوني:

قلنا بأن السؤال الذي طرحه أفلاطون وأرسطو من بعده يتجاوز بكثير مسألة الجدل التي اعتبرها سقراط أساس قيام المدينة، حتى وإن كانا يعتبران الجدل بمثابة منهج ضروري لاكتشاف السلطة الحقة وتمييزها عن الزائفة. السؤال الذي طرحاه يتعلق بإيجاد التشريع والدستور الجيّد الذي يمكن أن يكون أساس الحكم داخل المدينة. ومن المعروف أن الدستور بالنسبة لهما ليس مجرّد قوانين منظمة لممارسة السلطة فحسب، بل هو يتعلق بمجمل حياة الناس داخل المدينة، لهذا فهو يشمل الأخلاق والدين والفن والزواج والتربية وأسلوب الحياة. فالمواطن عندهما لا وجود له خارج المدينة. لنتذكر تفضيل سقراط الموت بقاء داخل المدينة امتنانا وتقديسا لقوانينها، على الهروب من السجن والعيش في المنفى. فبواسطة الدستور تصبح الدولة فضاء لتربية المواطنين، ويصبح هؤلاء في الوقت ذاته مبرّرا تستمدّ منه الدولة وجودها المشروع.

الموقف السياسي بالنسبة لأفلاطون، يقوم على الكشف عن نمط من الحياة يصلح أن يكون إطارا مشتركا، يؤدي إلى تحقيق الخير العام، ويشكّل أساسا ثابتا للسلم داخل المدينة. هذا النمط من الحياة يجب أن يكون أساسه فلسفة تربوية متجذرة في كيان كل فرد، تمكّنه من أن يضع المصلحة العامة للمدينة فوق مصلحته الخاصة وفوق كل اعتبار. لكن هذا المطلب له شروط يجب مراعاتها، إذ يتعذر تحقيقه في جميع الحالات وبالنسبة لجميع الأفراد. فالناس بطبيعتهم أنانيون ومتمركزون على ذواتهم. الشيء الذي يجعلهم يبحثون عن الملذات الحسية ويسعون إلى إشباع الأهواء والنزعات الذاتية. فطبيعة الإنسان إذن، تشكّل –في نظر أفلاطون- عائقا حقيقيا في وجه قيام المدينة كفضاء تسوده الوحدة والمصلحة العامة والسلم والاستقرار. وفي الحقيقة فإن هذا الإشكال الذي أثاره أفلاطون، سيظل ثابتا في الفلسفة السياسية وملازما لها عبر تطوّرها التاريخي، إذ سيطرح هذا الإشكال من جديد مع الفلسفة الحديثة ابتداء من هوبز ومكيافيل.

كحل لهذا الإشكال، يقترح أفلاطون ضرورة إخضاع الأنانية الإنسانية لنظام يستطيع استيعابها وترويضها فيتمكّن بالتالي من تحقيق الخير بالنسبة للجميع. ومثل هذا النظام أو الحكم العادل، يحتاج لكي يعرف النور، إلى تربية المواطنين تربية ممنهجة تعمل على استئصال الأنانية أو على الأقل محاصرتها عبر تأصيل قيمة الإيثار في النفس الفردية. وهذا بدوره يحتاج إلى أن يصير العقل هو المبدأ المنظّم للمدينة والمتحكّم في الإنسان. إن هذا ما يبرّر حاكمية الفيلسوف، بما هو الكائن الذي بإمكانه أن يحتكم إلى العقل في خطابه وأفعاله ومواقفه، كما في استطاعته أن يحدّد لكل فرد المكانة التي يستحقها داخل المدينة، بل داخل الكون بأسره. وحدهم الفلاسفة إذن قادرون على تحقيق إمكانيات الإنسان، وذلك عبر الوصول إلى معرفة الحقائق الثابتة الأبدية التي تمكّن من فهم الظواهر المتغيّرة، وطبيعة الأشياء، وماهية الكائنات.

هكذا فشرط قيام المدينة وتحقيق وحدتها واستقرارها، هو حكم الفيلسوف والامتثال إلى قرارات الفلسفة، ومحكمة العقل. وأوّل ما يجب فعله هو إبعاد كل الفئات التي تحرّكها الأهواء والمصالح الذاتية، عن الحكم: مثل أهل التجارة والصناعة والفلاحة والمال…إن كان وجود هؤلاء داخل المدينة يعتبر وجودا ضروريا لا يمكن الاستغناء عنه، لكنه يجب حرمانهم من الحق السياسي، لأن طبيعتهم لا تؤهّلهم للفضيلة السياسية. كذلك فئة الجند يجب أن تهتم بحراسة المدينة والدفاع عن أمنها واستقرارها وحدودها، لكن دون أن يعطى لها الحق في المشاركة في الحكم.

إن المدينة الخيّرة، والسلطة العادلة، تقوم وتوجد، حينما يعمل العمال والمنتجون، ويحرس الجنود المدينة، ويحكم الفلاسفة. وحسب أفلاطون وحدها السياسة المعقولة هي التي تؤدي إلى إشباع رغبات الجميع بدون تهوّر وبشكل متّزن يراعي طبائع الناس وقدراتهم وإمكانياتهم، أي يراعي المكانة التي تحدّدها الطبيعة لكل فرد، ونوع التربية التي يتلقّاها. أما خارج هذا الشكل السياسي في تدبير حياة المواطنين، فإن كل نظام سياسي إلا وسيكون معرّضا بالضرورة للفشل، لأنه غير قادر على تدبير الرغبة الإنسانية بشكل متّزن.

د-4-التصور الأرسطي:

إذا كان أفلاطون قد راهن على حكمة الفلاسفة، وعلى التربية والتنشئة الأخلاقية باعتبارها عناصر أساسية لقيام الدولة الخيّرة أو الحقة. فنجد بأن أرسطو سيمنح للاجتماعي والاقتصادي مكانة هامة في تصوره السياسي. ففي نظره لا يكفي معرفة ما هي الدولة المثالية لقيامها. بل يجب التساؤل عن كيف يمكن تحقيق دولة مقبولة في ظل شروط تاريخية محدّدة. فالواقعة التاريخية يجب فهمها قبل إصدار الحكم عليها. والواقعة التاريخية لحياة الناس تكشف عن وجود صراع ونزاع عنيف داخل المجتمع يتمحور حول السلطة السياسية. وعلّة ذلك الصراع كما يخبرنا الواقع الفعلي للسياسة، مصدره سوء توزيع الثروة الاقتصادية والخدمات الاجتماعية، مما يترتب عنه ظهور تفاوتات اجتماعية بين الناس، وعلاقات طبقية استغلالية.

هكذا إذن فالشروط التاريخية الاقتصادية والاجتماعية هي التي تحدّد إطار الفعل السياسي. بحيث يمكن اتخاذ من الكيفية التي تمتلك بها الثروة والكيفية التي توزّع بها معيارا للتمييز بين أشكال الأنظمة السياسية. فالمدينة التي تتمركز فيها الثروة بين أيدي فئة صغيرة سيكون حكمها "أرستقراطيا" إذا كان الحكام يخدمون المصلحة العامة. وسيكون الحكم "أولغارشيا" إذا كان يسعى لتحقيق مصلحة الأقلية. وسنكون أمام حكم "مستبد"، إذا ثارت الجماهير الفقيرة المحرومة، واستبد بها المستبدّ الداهية. هكذا وعلى قاعدة الملكية وكيفية توزيع الثروة، توجد أشكال سياسية مختلفة من السلطة.

لكن ما هي شروط الدولة الخيّرة؟ أو السلطة المشروعة؟ وأين سنعثر عن الذين يحققون الطبيعة الحقة للدولة؟

حسب أرسطو، تكون الدولة خيّرة إذا كان المواطن إنسانا خيّرا حيث يحقق داخله كل إمكانات إنسانيته، بما في ذلك الولوج إلى الحقائق الثابتة. لكن مثل هذه الدولة، ومثل هذا الإنسان لا يوجد إلا حيث يتمتّع الناس بالحرية السياسية. أي حيث كل مواطن بالتناوب، يصبح هو الآمر والمأمور، الحاكم والمحكوم. وحيث كل الوظائف الأساسية للدولة، مثل السلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية، والسلطة القضائية تكون فضاءا مفتوحا أمام "الجميع".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إشكاليات فلسفية: نماذج من تصورات الفلسفة للمجال السياسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الأولى علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1