منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Empty
مُساهمةموضوع: الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق    الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Emptyالأحد يناير 05, 2014 9:24 am

الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق
http://strategy.ahlamontada.com/t2-topic

رغم ما كتب ونشر حول التبشير بحدوث ثورة في الشؤون العسكرية، والتي ستؤدي إلى إحداث انقلاب حاد في نظريات القتال وأساليب إدارة الحرب، فإن السؤال الذي يجب أن يثار هو: ما هي حقيقة وأبعاد هذه الثورة؟ ومدى جدية حدوثها؟
هذه الثورة تعتمد على ما تقدمه التقنيات العسكرية المتقدمة من إمكانيات وقدرات لم تتوفر من قبل، وهو أمر يلزم تقويمه من خلال الإبحار في أغوار التاريخ، لإثبات العلاقة الطردية بين التقدم التقاني العسكري من جهة، وبين فكر الأداء العملياتي من جهة ثانية، فكلما زاد التقدم التقاني العسكري ظهر فكر عسكري جديد، حيث كانت الحاجة تدعو دائماً لتطوير الأسلحة والعتاد الحربي لتلبية متطلبات العمليات، فيجد العسكريون أنفسهم أمام إمكانات جديدة في مسرح الحرب، فينعكس ذلك على تطوير العقائد القتالية، سعياً لتحقيق الهدف من الصراع المسلح بأقل خسائر مادية وبشرية ممكنة.
وفي كل عصر على مدى التاريخ تستغل القوات العسكرية التقدم العلمي والتقاني فيه من أجل تطوير أسلوبها وتحقيق تقدم عسكري على أعدائها. فإذا كانت الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر، قد حققت انتصارها معتمدة على أفكار مثل الحرية والإخاء والمساواة، فإن حروب بروسيا في أوروبا والحرب الأهلية الأمريكية في منتصف القرن التاسع عشر، قد اعتمدت على التلغراف والسكك الحديدية والبنادق للانتصار. وفي الثلاثينيات من القرن العشرين وضعت ألمانيا التكتيك والإدارة العالية في خدمة الدبابات وموجات الراديو والقنابل التي انتشرت في هذا العصر، لكي تحقق ما عرف باسم "بليتزكريج"، أي قصف خاطف ومفاجئ.
الثورة العسكرية الأولى


منذ ظهور الحروب البدائية تنقسم أسلحة القتال إلي فئتين هما:
أسلحة الصدمة، مثل: السيف والرمح والسونكي، وهي تستخدم للقتال القريب.
القذائف، والتي تعمل على تدمير العدو من بعد، مثل: السهم، والطلقة، والقنبلة شديدة الانفجار التي تطلق من مختلف الوسائل.
ولذلك كانت الثورة التقانية العسكرية الأولى تكمن في ظهور القوس، الذي يطلق من (8 12) سهماً، وبمدى يصل ما بين (200-400) ياردة، ليظهر قتال العمق ومرونة الأداء. وزادت كثافة التشكيلات، ومعدات القتال، مع المرونة في توزيعها على مسرح العمليات، وجرت المساعي لتوفير الحماية للقوة البشرية، من خلال الدروع الفردية في القرن الثالث عشر، والبدلة الحديدية الكاملة في القرن الرابع عشر، في ظل اتساع نطاق عتاد الاقتراب والالتحام.
الثورة العسكرية الثانية


ثم جاءت الثورة التقانية العسكرية الثانية، بظهور البارود على يد الإنجليزي "روجر بيكون" عام 1260م، ليبدأ عصر جديد تسود فيه الأسلحة النارية بمختلف أنواعها، وتعم المدفعية مختلف جيوش العالم، ويظل استخدامها مستمراً حتى الآن، وتغير الفكر العسكري في البداية بتبني نظرية الاستنزاف والمناورة، ثم الانقضاض على القلب والمؤخرة.
ومع تزايد حجم الحروب واتساع نطاقها واتجاهها نحو العالمية، وظهور المستعمرات الغربية والصراع على الأسواق ومصادر الثروة، صار على كل دولة تود القوة، وتتوق إلى المنعة، أن تسعى إلى السيطرة على طرق ومحاور المواصلات البحرية العالمية، فغدت السيطرة على البحار والأجواء من العوامل الاستراتيجية بالغة الأهمية، فتزايدت قوة الأسلحة وسهولة استخدامها، ولذا تفوقت المدفعية على الخيالة، وأخذت مكانها كمطرقة للمعركة، تدمر قوات العدو في العمق، وتقطع طرق انسحاب قواته الأمامية، وتهيئ أفضل السبل لقوات المشاة الصديقة المهاجمة من الأمام، للقضاء على العدو، وفرض الإرادة عليه.
ثم كان لتأثير التطور التكنولوجي الذي أحدثته الثورة الصناعية في أوروبا أن أجبرت العسكريين المتمسكين بالقديم إلى البحث عن أساليب جديدة لإدارة الحروب والمعارك، فقد توفرت وسائل لنقل المدفعية والقوات، وسرعة أعمال الإمداد، والسهولة النسبية في المناورة على أجناب ومؤخرة الخصم، وظهرت الدبابة عام (1910م). ورغم هذا ظلت المدفعية على احتكارها لقوة النيران في الميدان.
أما الطيران الحربي الذي ظهر عام (1911م)، فقد أدى إلى إحياء حرب الحركة من جديد، وصار بوسع الجيوش زيادة سرعة إيقاع المعارك. وكان لوقع ظهور الغواصة الألمانية عام (1914م) أثره الكبير في المسرح البحري.
ولذلك عكف المفكرون العسكريون في كل أنحاء العالم على دراسة خبرات الحرب العالمية الأولى، والأسلحة الرئيسة المستخدمة خلالها، لتحديد اتجاهات تطوير القوات المسلحة، وطبيعة أي حرب مقبلة، فسرعان ما ظهرت نظريات وآراء جديدة، مثل: نظرية "الجيش الصغير القوي"، التي نادى بها الجنرال "فولر" و "ليدل هارت" في بريطانيا، و "سيكت" في ألمانيا. و "ديجول" في فرنسا. ثم نظرية الحرب الجوية التي نادى بها "ديوي" في إيطاليا، و "زوكوف" في روسيا، و "ميتشيل" في الولايات المتحدة. وكان هذا يخالف النظريات المسيطرة في ذلك الوقت، وهي القوة البحرية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وحرب المواقع، أو الحرب الثابتة في فرنسا، والحرب الشاملة والضربة الخاطفة في ألمانيا.
فلقد ظهرت نظرية الجيش الصغير نتيجة لتقويم دور المعدات والأسلحة الجديدة ذات التطور التكنولوجي في حينها، وخاصة الدبابات. ففي عام (1922م) نادى الجنرال "فولر" رئيس أركان قوات التاج البريطاني في كتابه "دور الدبابات في الحرب العظمى (1914 1918م)" أن نجاح الحلفاء في الحرب العالمية الأولى يعود إلى الدبابة. وأنه يجب على الغرب أن يبني جيوشاً مدرعة وميكانيكية، تتميز بصغر حجم القوات البشرية، ولكنها كبيرة الحجم من حيث التأثير النوعي للمدرعات، كما رأى "فولر" أن (99%) من النجاح في الحرب سيتوقف على السلاح، بينما باقي العناصر الأخرى من استخدام وقيادة وشجاعة وانضباط وإمداد بالاحتياجات لا تمثل سوى (1%) فقط من النجاح.
ولقد أيّد ديجول في مذكراته حول الحرب أفكار "فولر"، بل إنه اعتبر أن سر انهيار فرنسا في بداية الحرب العالمية الثانية يرجع إلى سوء تقديرها لنظرية الجيش الصغير المدرع. ومن ثم اعتمدت نظرية الجيش الصغير القوي على المعدّة. وترى هذه النظرية أن الدبابة بإمكاناتها، كقوة نيران، وقدرة على إحداث الصدمة، سوف تلعب الدور الحاسم في الحرب الحديثة للقتال في العمق، وتحقيق الاختراق السريع في دفاعات الخصم.
أما نظرية "الحرب الجوية"، فلقد ابتدعها الجنرال الإيطالي "ديوي"، ونادى بها في عام (1920م)، وأيدها "زوكوف" وزير الدفاع الروسي وقتها بشدة. وتتلخص هذه النظرية في إنشاء جيش جوي يتألف من ألف قاذفة قنابل، يتم استخدامها في موجات، كل منها (500) طائرة لتدمير (100) هدف استراتيجي في العمق التعبوي والاستراتيجي بما يؤدي إلى استسلامه. كما ترى هذه النظرية أن دور القوات البرية يأتي بعد ذلك، كدور ثانوي وهو مجرد احتلال أراضي الدولة المستسلمة.
ولكن هذه النظريات قد أساءت فهم دور الفرد، وجعلته ثانوياً، وأكّدت على أن الآلة ستحل محله، ولكن الواقع الذي ظهر في الحرب العالمية الثانية (1939 1945م) أكّد على الدور الرئيس للفرد في أي حرب، لأنه القادر على استخدام المعدّة.
ومن أهم التطورات التي حدثت في الفكر العسكري فيما بين الحربين العالميتين، هو ظهور القوات المنقولة جواً كنتيجة لتطور تقانة الطائرات، وإنتاج المظلات، مما أدى إلى زيادة خفة الحركة الاستراتيجية للقوات البرية. ورغم أن الروس كانوا أول من بدأ التجارب لاستخدام هذه القوات إلا أن الألمان هم أول من استخدموها في حربهم الخاطفة محققين نتائج حاسمة.
ونظراً لأن القاذفة الاستراتيجية قد ظهرت في هذه الآونة فكان يتم استخدامها كأحد وسائل إيصال الذخائر لمدى بعيد، فلم تكن هناك ثمة غرابة في أن المبدعين والمفكرين العسكريين قد سعوا لاستبدالها بحاملة ذخائر لا يقودها بشر، وقادرة على إحداث القدر نفسه من الدمار، فظهرت القنبلة الطائرة، لأول مرة في سماء بريطانيا، في فجر الثالث عشر من يونيو (1994م)، وكانت تعمل بمحرك نفاث بسيط، وبسرعة (350 ميل- ساعة)، وتطلق من على مسافة (320 كم)، وليصبح ذلك إعلاناً بظهور عصر الصواريخ أرض-أرض.
الثورة العسكرية الثالثة


ثم جاءت الثورة العسكرية الثالثة، بظهور السلاح النووي يوم (6 أغسطس 1945م)، عندما ألقى الحلفاء أول قنبلة ذرية تعادل قوتها (20 ألف طن) من المتفجرات على مدينة هيروشيما اليابانية، ليتم قتل وجرح أكثر من (150) ألف شخص، ولتدخل الأسلحة النووية التاريخ.


الثورة العسكرية الرابعة


وكانت الثورة التكنولوجية العسكرية الرابعة بظهور الترانزيستور عام (1947م)، ليبدأ السباق المذهل في مجال الإلكترونيات، وتصبح بعداً رئيساً ثابتاً في تطوير كل سلاح أو معدّة، وتسمح ببناء الأقمار الصناعية. ويبدأ سباق الفضاء بإطلاق السوفييت لأول قمر صناعي، وهو "سبوتنيك" يوم (4 نوفمبر عام 1957م)، ويعقبهم الأمريكيون بإطلاق القمر "إكسبلورر 1" في (31 ينابر عام 1958م). و رغم البداية المتواضعة في استخدام هذه الأقمار بغرض الإنذار، إلا أنه سرعان ما اتسع استخدامها في مجال الاستخبارات والتجسس والاتصالات والتصوير، بل وفي حمل الأسلحة الموجهة، والتي ظهرت في بداية الستينيات، وتم استخدامها في فيتنام، وبعضها يعتمد على المستشعرات الكهروضوئية أو التليفزيونية، بينما البعض الآخر يستخدم مستشعرات الليزر.
ومن ثم انتشرت المساعي الرامية إلى تطوير وسائل نقل المواد المتفجرة أو النووية، سواء من على سطح الأرض، بواسطة المدفعية بأنواعها، وقواعد الصواريخ، أو من الجو، بواسطة الطائرات المختلفة، أو من الفضاء، من خلال الأقمار الصناعية، أو من الجو من فوق السفن أو الغواصات؛ أي أن إمكانات ووسائل التدمير ظلت كما هي، بينما تركز التطوير التقاني وسائل الحمل والنقل، ولذا جرى الاهتمام بتقانة التوجيه لزيادة المدى.
الثورة العسكرية الخامسة


ولم يشأ القرن العشرون أن ينتهي ليسلم زمام البشرية إلي القرن الحادي والعشرين، قبل أن يحسم بشكل نهائي الصراع بين الرأسمالية والماركسية، لتسقط الأخيرة. وتصعد الأولى، ويبدأ التحوّل في الأيدلوجية الكونية المقبلة، ويقوم النظام العالمي الأحادي القطبية، والذي تسعى خلاله الدولة الكبرى المهيمنة إلى فرض نظريات عسكرية جديدة في العرض، ولكنها قديمة في الجوهر، اعتماداً على الثورة التقانية الخامسة بالتطور الحاسم في مجال الحواسب الآلية، والتي تتميز بقدرات عالية لمعالجات البيانات، فظهرت منظومات التسليح الآلية المتكاملة، الفائقة الدقة، والقوية التأثير، خاصة في ظل توفير تقانة الطاقة الموجهة.
ويتوقع الخبراء أن هذه الثورة ستغير من أدوات وأسلوب شن الحرب في المستقبل، فهذه التقانة ستؤدي إلى توفير مستشعرات متنوعة تضمن الدقة العالية في تحديد أهداف العدو، والعمل على تدميرها من خلال التقدم الهائل في تصنيع مختلف الذخائر، مما سيجعل الصراع العسكري في المستقبل يعتمد على استراتيجية الشلل والصدمة، كبديل لحروب الاستنزاف المتعارف عليها. ويقصد بالاستنزاف هذا التدمير المتتالي للعدو، ثم في النهاية يكون زيادة العقاب العسكري هو الضمان لهزيمة واستسلام العدو، بينما نجد أن حرب الصدمة تطيح مبكراً بأي أمل للخصم في الاستمرار في القتال، ولذلك نجد أن التكامل بين عمليات حرب المعلومات، وضربات العمق المركزة من خارج المدى سوف تؤدي إلى حدوث مثل هذه الصدمة.
ومن ثم أصبح الهدف الأساسي من المرحلة الافتتاحية للحرب، هو السعي لإحراز الشلل في منظومة الإنذار والدفاع الجوي واتخاذ القرار للخصم، مما يجعله يتشكك في قدرته على إدارة الصراع العسكري، ومما يزيد من حجم المفاجأة.
وقد حاولت قوات التحالف الدولي اختبار بعض عناصر هذه النظرية خلال حرب تحرير الكويت، بشن حملة جوية لمدة (39) يوماً، وإن كانت تطبيقاً واقعياً لنظرية الحرب الجوية لديوي وزوكوف، إلا أنها تميزت بالتوسّع في استخدام الطائرات الموجهة بدون طيار، والتي أنجزت (530) مهمة متنوعة، وقضت (1700) ساعة في الأجواء، فضلاً عن ارتفاع دقة الإصابة للطائرات ضد الأهداف الأرضية، بنسبة (85%) فكانت الحملة البرية لمدة (100) ساعة، بدون خسائر بشرية تذكر في قوات التحالف، وقد دارت هذه الحملة بتغير واضح في ديناميكية إدارة العمليات، حيث تم القتال متزامناً في ثلاثة أبعاد رئيسة هي: البعد القريب، والعميق، والمؤخرة، مما جعل كل قوات الخصم في مسرح العمليات،سواء في الأمام أو العمق، معرضة لقتال مستمر، الأمر الذي أحدث الصدمة المطلوبة.
ثم تم تعديل الفكر العسكري الأمريكي لاختبار نظرية القتال عن بعد ضد بعض الأهداف الاستراتيجية العراقية في سبتمير (1996م)، والتي حققت أهدافها بفرض الإرادة على القوات العراقية، دون مواجهات دامية في مسرح الحرب.
ولذلك تم الإسراع في تطوير تقانة التوجيه المتقدمة، لضمان إنتاج صواريخ وطائرات تعمل بدون طيار، يتم توجيهها آلياً، من خلال النظام الكوني لتحديد المواقع Global Positioning System GPS على سطح الكرة الأرضية، وبما يضمن توجيه ضربات نيرانية قوية للأهداف المعادية، وبدقة عالية، ومن مسافات كبيرة للغاية.
وتم إنتاج الصواريخ المبرمجة على أهداف بعينها، تقوم بالتعرف عليها، وتمييزها، والكشف والتتبع لها، ثم تدميرها دون غيرها، ويضاف إلى ذلك نظام مستشعرات تجميع ومعالجة البيانات في آن واحد، في الزمن الحقيقي Real Time ليؤكد على إمكانية إنتاج أسلحة بالغة الدقة، ويؤدي إلي زيادة فعالية دائرة العمل المتكاملة (المعلومات القرار الفعل) لتتيح للقوات الصديقة سرعة الأداء العالي عن الخصم، ومن ثم فرض الإرادة عليه، لمحافظتها على المبادأة والحسم في إدارة أعمال القتال، لأنه كلما زادت سرعة استكمال هذه الدائرة لأي من القوات المتضادة، تم توفير الوقت اللازم للتأثير في الجانب الآخر، والعكس صحيح.
والآن يقف العالم على أعتاب عصر عسكري جديد، أو ثورة عسكرية، حيث التقانة المستخدمة تضم:
الاتصالات الرقمية، التي تسمح بضغط المعلومات وحفظها.
نظام أقمار صناعية يسمح بتوجيه الصواريخ بدقة.
طائرات خفية لا يلتقطها الرادار.
وأخيراً، والأهم، المعالجة بالحاسب الآلي.
هذه الثورة الجديدة بدأت تظهر بوادرها منذ الثمانينيات، وكانت أولى الحروب التي شنت في ظل الثورة الجديدة، حرب الخليج، عام (1991م)، حيث استخدمت قاذفات طراز F-117، والقنابل الموجهة بالليزر، وصواريخ كروز، التي تحددت أهدافها بدقة، والتي دمرت عديد من القواعد العراقية.
وفي البوسنة، استخدم الأمريكيون نظام JSTARS وهو نظام لمراقبة الأرض من الجو، ويمكن من خلاله التقاط على شاشة واحدة وفي أي نوع مناخ مكان وطراز أي نوع من أنواع الآلات، التي تسير على الأرض، على مساحة مائتي كيلومتر مربع.
وهذه الثورة الوليدة لم تبرز من أجل التصدي لأي نوع من التهديد ضد الولايات المتحدة، أو حلفائها، كما حدث مع الأسلحة النووية، بل ظهرت لمجرد أنها أمر واقع، أي أن هناك مسؤولين عسكريين يرون ضرورة الاستفادة من التقانة الحديثة، ليكونوا مستعدين في حالة تعرضهم في المستقبل إلى التهديد. وهو نفسه ما حدث في ألمانيا في العشرينيات، حيث قامت الدولة بتطوير ما عرف ب "القصف الخاطف"، الذي اعتمد على تقانة هذا العصر، دون أن يكون هناك تهديد لألمانيا أو احتمالات تفجر حرب عالمية جديدة، كما كانت أوروبا تتجه إلى خفض ميزانياتها العسكرية.
إن الثورة في الشؤون العسكرية تدور حول تحقيق التفوق في ثلاثة عناصر:
1 تجميع المعلومات: إن مراكز الاستشعار في الأقمار الصناعية والطائرات الموجهة بدون طيار، يمكنها التقاط كل شيء يتحرك في منطقة محددة.
2 معالجة المعلومات: وهو ما تم من خلال نظم متقدمة للقيادة والسيطرة والاتصال ونظم المعلومات عرفت باسم C41، والتي تفسر المعلومات التي تتلقاها من مراكز الاستشعار، وتعرضها على الشاشة، ثم تقوم تلك النظم بتكليف الصواريخ والدبابات بالقيام بمهام محددة.
3 استخدام كل تلك المعلومات، في القيام بقصف الأهداف بعيدة المدى، ولكن بدرجة عالية من الدقة. فالصواريخ من طراز كروز، التي توجهها الأقمار الصناعية، يمكنها إصابة مبنى واحد على بعد مئات الأميال.
والقوات المسلحة الأمريكية تملك عناصر من تلك النظم الجديدة التي تعمل حالياً، ففي البحرية الأمريكية هناك نظام يسمى "القدرة في التعاون على التلاحم"، والذي يسمح لعديد من السفن الحربية على ضم راداراتها معاً في رادار واحد أكثر قوة، يكون متاحاً لكل سفينة، ولكن أمريكا لم تصل بعد إلى دمج كل العناصر التقدمية في نظام النظم، هذا النظام الجديد سيسمح للقائد أن يتابع على الشاشة كل ما يجري على أرض المعركة، وأن يختار هدفاً، ويدمره بضغطة زر.
سيناريو لحروب المستقبل


ومن هنا سنجد أن القائد الاستراتيجي في القرن الحادي والعشرين، سيدير الحرب بالأزرار، أي (بالريموت كنترول)، ولكن هذه العملية مرهونة بالعديد من المحاذير، لأن الحرب عندما تقع تكون دموية، كما أن هذه الحرب يصعب عليها مواجهة حروب العصابات، والحروب غير النظامية، كما يصعب تنفيذها في مناطق الغابات والمدن والأدغال.
ولنتأمل معاً هذا السيناريو: جلس قائد القوات الاستراتيجية أمام الشاشة العملاقة في مركز إدارة العمليات، والتي توضح أحدث موقف لأوضاع القوات المعادية وأهدافها الاستراتيجية والتعبوية، وكانت الإضاءة الخضراء المتقطعة توضح مواقع منظومة القيادة والسيطرة والاتصالات للعدو وأماكن عناصر إطلاق النيران المعادية، بينما الإضاءة (الفلاش) توضح حجم الاتصالات الجارية على وسائل الاتصال للخصم، لقد بدأت الحرب منذ ثلاثة أسابيع عندما وافق الرئيس على التسلل إلى أنظمة الحواسب للعدو.
وعلى بعد آلاف الأميال، بدأت الضربة الأولى في منتصف الليل، وأُضيئت سماء العدو بموجات متتالية من الصواريخ البالستية، المطلقة من السفن والغواصات والقواعد الصاروخية بعيدة المدى، وقامت الطائرات القاذفة بدون طيار بإلقاء آلاف الأطنان من القنابل والذخائر الذكية والموجهة، وتم إطلاق الصواريخ الجوالة المصممة لتعطيل الأنظمة الإلكترونية لدى العدو.
وفي مجال الفضاء بدأت بعض الأقمار الصناعية الصغيرة في إطلاق أشعتها الليزرية، الموجهة ضد أقوى الأهداف المعادية لتدمرها، وسرعان ما نقلت الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار فوق مسرح العمليات نتائج الخسائر لمركز القيادة الاستراتيجي، للتأكد من تحقيق هدف الضربة، والذي يتركز في تعمية العدو، من خلال شل فعالية نظام القيادة والسيطرة والإنذار والدفاع الجوي، ولذلك عندما ظهرت الإضاءة الحمراء فوق الأهداف المعادية، كان ذلك يعني نجاح الضربة في تحقيق أهدافها، والإعلان عن حرب جديدة بلا دماء أو أشلاء.
كان هذا السيناريو المحتمل الحدوث في حرب المستقبل، والذي يجري التجهيز له الآن في ولاية فرجينيا الشمالية في الولايات المتحدة الأمريكية، بهدف إدارة حرب تحقق التحكم في سلوك الخصم، وتجعله يعمل وفق ما نريد، من خلال تحييد استخدام العدو لقواته المسلحة، أو تقويض قدراته العسكرية دون أي مواجهة بشرية، وفي مراحل تالية يتم القضاء على الخصم دون مواجهة في ميدان القتال، وهو ما أطلق عليه الثورة في الشؤون العسكرية للقرن القادم.
النتائج المترتبة على ذلك


إن قوة الصواريخ الحديثة والقنابل أصبحت عالية إلى حد أن كل جانب يسعى إلى أن تكون له الضربة الأولى لمنع العدو من القيام بالرد، وفي الوقت نفسه، ستتسع العمليات العسكرية جغرافيا أيضاً، بينما يقل عدد القوات والآلات المستخدمة فيها، فعلى مدى التاريخ، يلاحظ أن حجم القوات المستخدمة في منطقة المعارك تقل مع الوقت، وعلى سبيل المثال، في عام (1815م) كانت الفرقة العسكرية، التي تضم ما بين (15 و 20) ألف شخص تحتل مساحة تبلغ (25) ميلاً مربعاً، ومع حلول عام (2015م) قد تحتاج الفرقة نفسها مساحة لا تقل عن مائة ميل مربع. حيث تتحرك القوات بسرعة على أرض المعركة، في وحدات صغيرة، ولن يكن هناك ما عرف ب "خط مواجهة"، كما كان في الماضي.
وبما أن الدفاعات ضد الصواريخ لن تكون سهلة تماماً، فإن الموانئ والقواعد الجوية، وأي مواقع ثابتة، ستكون معرضة للضرب، ولذلك فسيكون من الصعب الاحتفاظ بالتسلسل في نقل الإمدادات، مما يعني أن قوات الاستكشاف ستضطر إلى حمل كميات أكبر من المؤن معها، بينما سيجد المقاتلون ومعداتهم أن المناورة وسهولة الحركة أهم من الدروع الواقية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق    الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Emptyالأحد يناير 05, 2014 9:38 am

التأثير الاجتماعي والعسكري للثورة القائمة في الشؤون العسكرية
الأربعاء 11 تموز (يوليو) 2012
دأب المفكرون العسكريون الصينيون على مراقبة التقدم التكنولوجي الغربي، ودرسوا التأثير الاجتماعي والعسكري للثورة القائمة في الشؤون العسكرية المعاصرة Revolution in Military Affairs. لقد درسوا بتأن وصبر اعمال وملاحظات المارشال الروسي نيكولاي اوجاكوف على تلك الثورة في الثمانينات، كما درسوا ايضا التقنيات الحديثة التي استخدمت في حربي الخليج الثانية والثالثة وتأثيراتها الشاملة على الفن العسكري. ولقد كان لهذه الدراسات اثر ملحوظ في الاقتراب السريع للعسكرية الصينية من تكنولوجيا العصر، والسباحة المتأنية في الامواج العاتية للثورة الحالية في الشؤون العسكرية، والوصول السليم الى شطآنها المتمثلة في تلك الظاهرة المثيرة المسماة “حرب المعلومات”. وتوصل الفكر العسكري الصيني في نهاية العقد الاخير من القرن الماضي الى نوع فريد من الاستراتيجية العسكرية، هو مزيج من الفلسفة العسكرية، والتاريخ العسكري، والتكنولوجيا المتطورة، والخبرات العسكرية للقوى العظمى في النصف الثاني من القرن الماضي.
مزج الصينيون كل هذه العناصر وصهروها في بوتقة من الخزف الصيني النفيس، وقدمها احد المفكرين العسكريين الصينيين واسمه شان وي جوانج عام ١٩٨٥ في دراسة شاملة، تعد اول اوراق عسكرية صينية تظهر الى الوجود، وبرز في هذه الدراسة اصطلاح علمي جديد وغريب وهو حرب الغرف المغلقة او حرب المنازل Take home battle، حيث اظهرت الدراسة امكانية استخدام الشعب بأكمله كشريك في الحرب مع العسكريين.
ويفسر جوانج مفهوم ادارة الحرب الشعبية من خلال استخدام المدنيين للكمبيوتر الشخصي، بأن هؤلاء الذين يديرون الحرب ليسوا كلهم بالضرورة من العسكريين، وان اي شخص مدني لديه اساسيات معرفة الكمبيوتر يمكن ان يصبح محاربا من خلال شبكات الانترنت، كما اضاف اصطلاحا جديدا اسمه “دبابات الفكر” Think tanks المكونة من خبراء غير حكوميين مختارين من الصفوة العلمية، يعملون على اجهزة الكمبيوتر الشخصي، ويشتركون في عملية صنع القرار على المستوى الاعلى. ولن تكون التعبئة العسكرية كما يرى “جوانج مقصورة على العسكريين الشباب، ولكن سوف يكون اول من يتم تعبئتهم هم هؤلاء المدنيين الذين يجلسون على مقاعدهم خلف ذلك الجهاز السحري العجيب” الكمبيوتر. وفي كل مناسبة.
يركز القادة وصنّاع القرار الصينيون على الحاجة الى تطوير الفكر النمطي في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتجاه الى الفكر المتنوع والمبدع، او كما يسمونه “الفكر غير المقيد”، كما يبدو هذا في المقتطف التالي للمحلل العسكري الصيني لي يانيان: “يجب ان نركز جهودنا على نقاط ضعف العدو وزواياه الميتة، كما يجب ان نحاول جديا وبكل طاقاتنا ان نذهب الى حيث لم يطأ الآخرون، ونبني ونطور تكنولوجيا صينية غير عادية، ويجب ان نشكل مفارز حرب الانترنت الخاصة، كما يجب ان نشكل الوية الصدمة من خبراء كمبيوتر متخصصين يعملون في البحث عن نقاط الضعف، والنقاط الحيوية في البنيان الدفاعي للعدو، ويسيطرون على الشبكات الكمبيوترية المعادية ومن ثم يقومون بتخريبها. وبضرب النقاط الحيوية ومنابت الساق لجهاز المعلومات المعادي ومنظوماته المساندة، فان العدو المهاجم سوف يفقد بصره ويصاب بالشلل، وفي النهاية سيتم تدمير معنوياته ورغبته في القتال”. ان هذه المقولة توضح المفهوم الصيني للثورة الحالية في الشؤون العسكرية، وتأثير ذلك على التفهم الصيني لحرب المستقبل.
التعريف الصيني للتغيير الثوري في الشؤون العسكرية يرى المحللون العسكريون الصينيون ان ثورة كبيرة في التكنولوجيا العسكرية قد بدأت بالفعل منذ حرب الخليج الثانية عام ١٩٩١، ويرى معظم هؤلاء ان الثورة في الشؤون العسكرية تشمل ثورة التكنولوجيا العسكرية التي لم تكتمل بعد، وانها سوف تصل ذروتها عام ٢٠٥٠، ويرى هؤلاء ان هذا التغيير هو نتيجة طبيعية للتقدم الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والتكنولوجي الذي يتحرك على التوازي مع عصر المعلومات.
ويركز العسكريون الصينيون على انه يجب استغلال هذه الثورة في احداث تغييرات جوهرية في البنيان العسكري الصيني، وكذلك في الاسلحة والمعدات الصينية، بالاضافة الى اجراء تغيير شامل ونوعي في التدريب القتالي والفني للقوات المسلحة الصينية.
يصف المفكرون العسكريون الصينيون ثورة الشؤون العسكرية بأنها اساسية وشاملةوممتدة وبالغة الطول. ويفسرون بأنها اساسية لانها نقلت المؤسسة العسكرية من عصر الصناعة الى عصر المعلومات، وبأنها شاملة لانها تمس كل شيء يتصل بالتطور العسكري، وبأنها ممتدة لانها تحتوي على كل شبر في الكرة الارضية، وبأنها بالغة الطول لان لها نقطة بداية وغير معروف على التحديد نقطة نهايتها.
وقد شرح قاموس الشؤون العسكرية الصينية مفهوما صينيا متفردا لتعريف التغيير الثوري في الشؤون العسكرية على انه انعكاس لتغييرات نوعية في التكنولوجيا العسكرية، والاسلحة والمعدات، والبنية الاساسية للقوات المسلحة، والاساليب القتالية، والفكر العسكري والنظريات العسكرية. ولقد انتهى الفكر العسكري الصيني الى حقيقة مهمة من خلال تفسيره لمفهوم التغيير الثوري في الشؤون العسكرية، وهي: يجب على الصين ان تحدد لنفسها تكنولوجيا فريدة ومهارات تكنولوجية بالغة الرقي، ويجب على الصين الا تتبع المنهج الغربي في التعامل مع هذه القضية، ولكن يمكن الاستفادة من الخبرات الغربية في مجال التطور التكنولوجي ومزجها بالتصور الصيني لهذا المفهوم.
تأثير ثورة الشؤون العسكرية على النظريات العسكرية الصينية كان تأثير الثورة الحالية في الشؤون العسكرية واضحا على التقويم الصيني للنظريات العسكرية، وعلى ميدان المعركة المعاصر. لقد خرج الصينيون بنظرية عسكرية جديدة مفادها ان احتلال الارض لم يصبح هدفا اساسيا في الحروب المعاصرة، وان السيطرة على المجال المعلوماتي اصبح اشد خطورة وحسما من احتلال الارض. لقد اصبح ميدان المعركة اكثر وضوحا وشفافية، وتكشفت جميع ابعاده نتيجة للتطور التكنولوجي المذهل في اكتشاف وتصوير المواقع الدفاعية ومناطق الحشد ومواقع الاسلحة. ان مفهوم الحرب قد تغيّر تماما، وتغير وجه الحرب من الحرب الآلية التي ميّزت العمليات القتالية خلال النصف الثاني من القرن الماضي الى الحرب المعلوماتية وحرب الاسلحة المحكمة، ويرى الصينيون ان زمن الحرب لم يعد يصل الى سنوات ولا حتى الى شهور، بل اصبح يستغرق عدة اسابيع فقط، كما ان الزمن اللازم لاتخاذ القرار قد انكمش ايضا نتيجة للكفاءة العالية لشبكة المعلومات التي تخدم القيادات الاستراتيجية والتكتيكية.
يرى الصينيون ان تكنولوجيا المعلومات يجب ان تستغل لتفعيل القدرات القتالية في ميادين القتال، والتي تتلخص في: المجسامية، والاستطلاع، والمسح الشامل للكرة الارضية، وشبكة انترنت انذارية مبكرة ومكثفة، وشبكة انترنت قادرة على السيطرة على العمليات القتالية وغير قابلة للاختراق المعادي. وتسعى الصين من خلال هذا المفهوم الى خلق كيان عصبي كمبيوتري فذ لشبكات القيادة والسيطرة على القوات، قادر على منع الاختراق والتدخل المعادي. ويرى العسكريون الصينيون انه يجب على الصين ان تتحكم في مصادر المعلومات الصديقة والمعادية، وان تملك القدرة على تحطيم رغبة العدو في الاستمرار في القتال عن طريق مهاجمة مراكز الفكر وصنع القرار المعادي، كما يرى الصينيون ان تكنولوجيا المعلومات قد وصلت الى الحد الذي يصعب فيه فصل زمن الحرب عن زمن السلم، وان الحرب قد تكون ممتدة بطول الزمن دون الدخول في عمليات قتالية على الارض، وذلك لان العمليات الكمبيوترية والاختراق المتبادل للمعلومات مع الخصوم يمكن ان يتم من خلال اشخاص جالسين على مقاعدهم امام اجهزة الكمبيوتر دون الحاجة الى الدخول في عمليات قتالية او ارسال قوات الى الميدان. لقد تسبت تكنولوجيا المعلومات في احداث تغييرات جوهرية في مجال التسليح، في الماضي كانت المادة والطاقة هما المكونان الاساسيان للاسلحة، وتجسّمت نتائجها في قابلية الحركة وقوة التدمير، ولكن نتيجة لتكنولوجيا المعلومات فقد تم دمج الطاقة والمادة وعنصر المعلومات، فنتج عن هذا اسلحة ذكية وذخيرة ذكية واسلحة محكمة.
لقد كانت نسبة الاسلحة المحكمة في حرب الخليج الثانية ٧ من مجموع الاسلحة المشتركة في الحرب، ولكنها تمكنت من تدمير ٨٠ من مجموع الاهداف المعادية. ومن المعروف ان الصينيين يملكون القدرة على تجهيز جيش يقرب من العشرة ملايين، ولكن الفكر العسكري الصيني الجديد لا يرشّح هذا الاتجاه، ويقول جوانج ان الامر الآن لا يحتاج احجاما ضخمة من القوات، وان تكنولوجيا المعلومات قد اكدت اهمية القدرة النوعية للجيوش وليست القدرة الكمية، وانه يجب الوضع في الاعتبار حساب القوات المخفية Invisibles Forces، ويعني هنا المدنيين الذين يعملون ضمن القوات الكمبيوترية ومنظومات الانترنت، وذلك عند تقدير الموقف وحساب مقارنة القوات الصديقة والقوات المعادية، ولهذا فان النوعية سوف تحل محل الكمية في حروب المستقبل.
ويقول جوانج: “ان النظام الشجري لهيئات القيادة سوف يختفي من الوجود، وسيتم استبداله بنظام شبكي او نظام الانترنت، وسوف تكون الاسبقية الاولى لمنظومات الاستطلاع ومعدات الكشف الالكتروني للحصول على المعلومات الفورية عن الخصم بمجرد بدء الصراع”.
يرى الصينيون ان نظام التدريب يجب ان يتغير من جذوره، وان الاسبقية الاولى سوف تكون لمعامل المشبهات ومختبراتها المصممة للبحوث والتنبؤ الاستراتيجي والتكتيكي من خلال دمج التكنولوجيا مع التكتيك. لقد تبنى الصينيون مفهوما متطورا لحرب المعلومات، بانها عمليات حربية تدور في ميدان تكنولوجي رفيع المستوى، حيث يستخدم الطرفان وسائل تكنولوجيا المعلومات للحصول على المبادأة في ميدان المعركة بوحدات كمبيوترية كوحدات اساسية في القوات المسلحة، وذلك بالاستخدام الصحيح والمتقن لجميع الاسلحة المعلوماتية والاسلحة المحكمة. ان حرب المعلومات هي صراع معلوماتي بين القيادات الصديقة والقيادات المعادية، وهي صراع لتحييد القدرات التكنولوجية للخصم واختراق كيانه المعلوماتي.
المفكر العسكري جوانج الذي كتب اكثر من مائة مقالة عن حرب المعلومات وثورة التكنولوجيا كتب في بحث للجريدة العسكرية الصينية “جيفانج شان باو” افكاره عن حرب المعلومات، والتي وضع لها تعريفا يتماشى مع الفكر العسكري الصيني الجديد بانها: “حرب صناعة القرار”، وذلك باستخدام المعلومات كسلاح رئيسي وحاسم لمهاجمة جهاز المعلومات المعادي وافشال القرارات المعادية. ويقترب هذا التفكير كما يذكر جوانج في مقالته من التفكير الاميركي الذي يوصي بان تقوم المؤسسة العسكرية “بقطع الرقاب الالكتروني” عند بداية الصراع في حرب المعلومات.
لقد غيّر جوانج المفهوم الاميركي عموما عندما اوصى بان الحرب سوف تشن من ىخلال الجيش والمجتمع المدني، وتعدّ هذه نقطة خطرة ونوعية في الاسلوب العسكري النمطي لادارة الصراعات المسلحة من خلال اشراك منظمات غير حكومية وافراد مدنيين، باستخدام شبكة كمبيوترية على مستوى العالم باكمله. ان هذا سوف يجعل من الصعب تحديد مواقع المتحاربين في ميدان الحرب، حيث ان القطاع المدني المشترك في الحرب واسع وضخم ومن المستحيل تحديد حجمه وابعاده. يقول جوانج: “ان المبرمجين سوف يعودون الى منازلهم بعد انتهاء العمل للاشتراك في الحرب، وسوف يكون شعار”وحدة الامة" هو الحافز الذي يدفع الجميع لبذل اقصى جهودهم لتحقيق النصر والدفاع عن الوطن، كما ان الجنود كما يرى جوانج يجب ان يكونوا ليس فقط مؤهلين للقتال واستخدام اسلحتهم في الميدان، ولكن ايضا يجب ان يكونوا مؤهلين علميا وتكنولوجيا لاستخدام اسلحة متطورة تكنولوجيا“علم عسكري جديد استنبط الصينيون علما عسكريا جديدا اسموه”العلم العسكري اللين" Military Soft Science، وهو فرع جديد من العلوم العسكرية مكرس لدراسة النظريات العسكرية والاستراتيجية والتخطيط والادارة، كما يبحث في حرب المعلومات والحرب النفسية وحرب الاعاقة، وهم بذلك قسّموا العلم العسكري الاساسي الى قسمين:
الاول هو العلم العسكري الخشن Hard Military Science ، والذي يبحث في مجال استخدام الاسلحة بانواعها المختلفة وقوة النار من خلال تشكيلات ووحدات القوات المسلحة، بينما يبحث الثاني وهو العلم العسكري اللين في مجال التكنولوجيا وحرب المعلومات. ويرى جوانج انه يجب على الصين الا تجلس وتنتظر، بل يجب عليها ان تستغل هذا العلم الجديد فورا من خلال استغلال العناصر المؤهلة في مختلف القطاعات العلمية لبناء القوة التكنولوجية الصينية الجديدة. ومن خلال هذا العلم، يرى جوانح انه يجب انشاء “القوات المعلوماتية”، التي يمكن ان تستخدم التقنيات التالية في حال بدء اي صراع للدفاع عن الصين:
١ - ادخال المعلومات في شبكة المعلومات الصديقة. ٢ - تدمير منابت وجذور الشبكات المعلوماتية المعادية. ٣ - تدمير البنيان المعلوماتي للخصم افقيا ورأسيا من خلال وقف تدفق المعلومات المعادية من قيادات الخصوم الى اجهزتها وقواتها المرؤوسة. ويخطط الصينيون لبناء “عصر المعلومات الصيني” من خلال الخطوط الاستراتيجيةالتالية:
١ - وضع القواعد لبناء شبكة معلومات شاملة لكي تستخدم بواسطة القطاع العسكري والقطاع المدني في وقت السلم وفي وقت الحرب، وتكون هذه الشبكة ذات طابع صيني بحت، ومرتبطة ارتباطا وثيقا بالاقتصاد الوطني وتربط السوق او الاقتصاد بميدان المعركة.
٢ - تطوير وتقوية نظام تدريب العناصر المؤهلة التي تعمل في مجال التكنولوجيا، ودمج التدريب، مع برنامج شامل للبحوث تقوده عناصر ذات مستوى علمي رفيع.
٣ - منح شبكات الانترنت الصينية الحرية الكاملة في التصرف طبقا لقواعد اساسية موضوعة مسبقا في مجال الحرب الدفاعية لاعطاء الفرصة للمواهب الخلاقة لكي تدلي بدلوها في هذا المعترك الهائل.
٤ - تطبيق التكنولوجيا المثالية، من خلال اعداد البنيان المعلوماتي الصيني بواسطة المشبهات والصور والرسوم والخيال العلمي والتصوير الحي والصوت.
٥ - تقوية شبكة الانترنت الدفاعية من خلال المرونة والمناورة بالمعلومات، والاخفاء والتمويه المعلوماتي.
٦ - وضع تشريعات لاستخدام شبكات الانترنت ضمن قواعد واصول تنظم وتحمي حركة البحوث العلمية. حدد الصينيون العناصر الاساسية لحرب المعلومات من خلال دراسة قدمتها اكاديمية التكنولوجيا الالكترونية الصينية على النحو التالي:
١ - الهدف الاساسي في الحرب هو مهاجمة منظومات القيادة والسيطرة المعادية واتلاف ضفيرة النظام الالكتروني المعادي.
٢ - القتال يجب ان يكون بالغ السرعة في جميع مراحله، حتى لا يستطيع الخصمتحديد حجم ميدان المعركة واماكن القوات الصديقة.
٣ - مهاجمة هيئات القيادة والاركان، وقيادات مسارح العمليات، وقيادات الجبهات والتشكيلات والوحدات، بصفة مستمرة ليلا ونهارا لاجهاد الخصم وارباك قياداته.
٤ - تحقيق الامن المعلوماتي من خلال اجراءات الاخفاء والتمويه التكنولوجي لضمان الحماية التكنولوجية للقوات الصديقة.
وفي احدى المقالات في مجال حرب المعلومات التي اعدها لين دونج تحت عنوان: “بناء الجيش الصيني من خلال متطلبات حرب المعلومات”، والتي اوضح فيها بالتفصيل اوجه عديدة لحرب المعلومات وتأثيراتها على الشؤون العسكرية بوجه عام بين دونج ان حرب المعلومات هي نتاج ثورة التكنولوجيا الحديثة، وان القوات المسلحة الضخمة والقوية غير كافية لكسب الحرب، ولكن بدلا من ذلك فان من يستخدم حرب المعلومات وتكنولوجيا المعلومات عن طريق كسب قصب السبق في اكتشاف خصمه اولا، ثم يكون سريع الاستجابة في ردود فعله، ثم يوجه ضربته “بدقة”، فانه سوف يفوز في النهاية، كما اشار الى ان الكفاءة القتالية سوف تبنى على القدرات القيادية اولا، وعلى القدرة على تقليل تأثير التدخل المعادي في عملية صنع القرار، والقدرة على التدخل الحاسم والموجع في عملية صنع القرار المعادي.
واخيرا، ومن خلال الكتابات الصينية، نجد انهم يركزون على استغلال ثورة الشؤون العسكرية وحرب المعلومات، وهم متفائلون في قدرتهم على التحكم في مسار هذه الثورات، وانهم كذلك متفائلون بشأن المستقبل، وانهم لا يشعرون بالقلق لما يدور حولهم، كما انهم سوف يعتمدون على القطاع المدني الضخم والذي يسمونه “الابطال الجدد” في عصر المعلومات.
لقد اذهل الصينيون العالم من خلال ذلك العرض الجبار للتكنولوجيا في اولمبياد ٢٠٠٨، واثبتوا بالدليل القاطع المستوى الراقي لاحدث فنون استخدام التكنولوجيا في القرن الواحد والعشرين. ان المارد الصيني الصامت لا تشغله هموم العالم، وهو يعمل بجد، ويفكر بعمق، والعالم حوله يتطاحن، وهو من بعيد يراقب صراع القوى من حوله، يرى وهج المدافع، ويسمع دقات الطبول، وهو من خلف السور العظيم، يرتب اوراقه في تأن، لا تنقصه الحكمة، ولا يعوزه الصبر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق    الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق  Emptyالأحد يناير 05, 2014 9:39 am

راجع للمزيد الموقع التالي:
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Askria6/AkmarInzar/sec07.doc_cvt.htm
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الثورة في الشؤون العسكرية بين النظرية والتطبيق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الثورة الجديدة في الشؤون العسكرية
» الأسس النظرية للإستراتيجية العسكرية
»  الاستراتيجية العسكرية المعاصرة والمذاهب العسكرية العالمية السائدة
» الثورة الصناعية الثانية
» النظرية دور النظرية في الحياة العامة و العلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1