منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
الفكر السياسي الإسلامي Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
الفكر السياسي الإسلامي Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
الفكر السياسي الإسلامي Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
الفكر السياسي الإسلامي Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
الفكر السياسي الإسلامي Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
الفكر السياسي الإسلامي Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
الفكر السياسي الإسلامي Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
الفكر السياسي الإسلامي Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
الفكر السياسي الإسلامي Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
الفكر السياسي الإسلامي Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 الفكر السياسي الإسلامي

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الفكر السياسي الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: الفكر السياسي الإسلامي   الفكر السياسي الإسلامي Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 3:27 pm


الفكر السياسي الإسلامي... عوامل النشأة والتكوين
الفكر السياسي الإسلامي Info بواسطة: أ. مصطفى أبو عمشة*
بتاريخ : الأربعاء 06-06-2012 05:20 مساء
الفكر السياسي الإسلامي Filemanager

خاص المركز العربي للدراسات والأبحاث


                                                                    

يشكل الفكر الإسلامي السياسي أحد أبرز السياقات المهمة في المجتمعات العربية والإسلامية، خصوصاً بعيد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم حيث حرص المسلمين من جهة المهاجرين على الفور بترشيح الصحابي الجليل أبو بكر الصديق ومن الأنصار على ترشيح الصحابي سعد بن عبادة أحد رموزهم المعروفة، وجرت فيما بينهم انتخابات حرة نزيهة انتهى بها المطاف إلى أن ترجح كفة أبو بكر الصديق بنسبة أكبر، ومن هذه الحادثة بدأت الانطلاقة الفعلية للفكر الإسلامي السياسي والذي تمثل أساساً وضابطاً مهماً في طريقة تعيين واختيار حاكم شرعي فعلي يمثل الشعب والبلاد على أسس صحيحة بعيدة عن الاستبداد بالرأي أو محاولة التفرد بالقرار وهذا يمثل جوهر السياسية الشرعية بالمنظور الإسلامي.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ويشكل القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله أحد أهم المصادر المهمة والتي ينبني من خلالها على مبادئ ومفاهيم عديدة تعتبر في أصلها داخلة في إطار الفكر السياسي بالمفهوم الإسلامي ومن ضمنها مبدأ الشورى في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والفقهية، وعلى رأسها ما يتعلق بالجانب السياسي لأنّه يختص بالمصالح العامة للمجتمع وتنظيم وإدارة شؤونها بما يحقق الاستمرارية والعمارة والنهوض للمجتمع، حتى وإن لم يعتبر كثير من المفكرين والفقهاء مبدأ الشورى بأنّه ليس نظرية سياسية بحد ذاتها وإنّما هو أحد جوانبها المهمة، وليس مقتصراً على نظام الحكم الإسلامي ولا المبادئ والأحكام السياسية العامة كما هو الحال في النظريات والرؤى الأخرى الخارجة عن الإطار الإسلامي، كالنظم الديمقراطية الحديثة والمحصورة في القضايا السياسية والقوانين الدستورية ونظم الدولة.

 

ومن مظاهر الفكر السياسي الإسلامي حرية الرأي وتحقيق العدالة بين مختلف أفراد المجتمع بكافة أطرهم السياسية والدينية والاجتماعية، ومكافحة الفساد والاستبداد والعلو السياسي لدى طبقة واحدة في المجتمع تسيطر على البلاد وتصادر أنفاس العباد، لكن يشدد البعض على أهمية تحقيق مبدأ حرية الرأي والتعبير من خلال إطار الثوابت والقطعيات التي أجمع عليها علماء وفقهاء الشريعة، حيث أنّ الخروج والحياد عنها يعني الانفلات وتعزيز لمفهوم الفوضى والتخبط الفكري وليس كما يزعم البعض بأنّ حرية الرأي والتعبير تكون مطلقة كما هو الحال لدى الفكر السياسي في السياق الغربي.

 

·        شكل الدولة في الفكر السياسي الإسلامي:

[rtl]ويذهب الكثير من أهل العلم وأرباب الفكر الإسلامي إلى عدم وجود نصوص شرعية من الكتاب والسنة تبيّن طريقة معينة لإقامة وإعلان الدولة أو الخلافة، ومن ضمن المؤكدين على هذا الأمر المفكر الإسلامي المعاصر الدكتور حاكم المطيري والذي يرى بأنّه لا دليل على أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد حدد طريقة معينة لإقامة الخلافة من بعده، وإنما أوجب النبي صلى الله عليه وسلم إقامة الخلافة، وحدد طبيعة النظام السياسي في الإسلام التي تقوم على الشورى، مشيراً إلى أنّ القول بأنّ إقامة الخلافة عبادة كإقامة الصلاة، مجرد رأي لا دليل معتبر عليه من كتاب ولا سنة، فالخلافة فرض واجب كفروض الكفايات التي لا تعبد في طريقة أدائها، والصحابة هم أول من أقام الخلافة بعد عهد النبوة، وقد اجتمعوا في السقيفة، وتشاوروا فيها، وارتفعت أصواتهم، واختلفوا فيها حتى قيل(منا أمير ومنكم أمير)، وحتى قال أبو بكر: "إن العرب لا ترضى إلا بهذا الحي من قريش". وعلى أثر ذلك لم يدع أحد بأن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها عبادة لا اجتهاد فيها، أو أنّه حدد لهم طريقة للاختيار فيها.[/rtl]

 

 وتذكر مصادر عديدة بأنّ سعد بن عبادة رفض المصادقة على مبايعة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وقال كلمته المشهورة :والله لا أبايعهم أبداً"، وهذا سيعكس حتماً بأنّ مبدأ الاختلاف في اختيار الحاكم موجود في عصر صدر الإسلام وهو أمر طبيعي، فكيف هو الحال بالعصر الحالي، فلا نستغرب من تعدد الأحزاب والتيارات والمشارب الإسلامية شريطة أن يكون هذا الخلاف ضمن الإطار المرجعي الإسلامي، فتاريخنا المعاصر ينبأ بأنّ الإسلام والسياسة صنوان لا ينفصلان أبداً.

وقد خلق مصطلح "الخلافة" جدلاً واسعاً بين أهل الفقه والفكر على مر التاريخ الإسلامي، واعتماداً على موقف علماء الصحابة من تفسير هذا المصطلح الوارد في القرآن الكريم بأنّه النيابة عن الله، ويمكن القول أنّ إمارة أبي بكر وعمر للجماعة ومن ثمّ للمؤمنين كانت في حقيقة الأمر خلافة لله أو نيابة عنه في تنفيذ شريعته(1).

 

وفي أدبيات سياق الفكر الإسلامي فإنّ مفهوم الدولة يختلف تماماً عن المفهوم الغربي حيث يركز بالدرجة الأولى على مفهوم "الجماعة" وتحقيق الترابط ومبدأ الوحدة الاجتماعية وذلك من خلال توجيه نبينا صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالجماعة فإنّ يد الله مع الجماعة" وبالتالي فإنّ العدالة في المفهوم الإسلامي هي أساس الملك والحكم، لكن مع اختلاف تطبيق مبدأ العدل نسبياً من جهة ومن حالة ومن زمان إلى آخر، ولا يكون تطبيقه مطلقاً أو كاملاً إلاّ بوجود حاكم صحيح الإيمان وراجح العقل يتمتع بقدرات يتميز فيها عن غيره من الآخرين.

 

 أما مفهوم الدولة في السياق الغربي فإنّه كثيراً ما يركز على الفردية وتفكيك المجتمع إلى وحدات منفصلة "أفراد" يتمتع كل واحد منهم بالحرية الذي تؤهله إلى الوصول إلى الحرية المطلقة الأمر الذي جعل مفهوم الدولة في العالم الغربي يتطور ليتعامل مع الفرد فيها على أساس قانوني بحت لا على أساس أخلاقي.

 

ويؤكدّ الشيخ يوسف القرضاوي في نفس الإطار بأنّ مفهوم الدولة الإسلامية كما جاء بها الإسلام، وكما عرفها تاريخ المسلمين دولة مَدَنِيَّة، تقوم السلطة بها على البَيْعة والاختيار والشورى والحاكم فيها وكيل عن الأمة أو أجير لها، ومن حق الأمة ـ مُمثَّلة في أهل الحلِّ والعَقْد فيها ـ أن تُحاسبه وتُراقبه، وتأمره وتنهاه، وتُقَوِّمه إن أعوجَّ، وإلا عزلته، أما الدولة الدينية "الثيوقراطية" التي عرفها الغرب في العصور الوسطى والتي يحكمها رجال الدين، والذين يتحكَّمون في رِقاب الناس ـ وضمائرهم أيضًا ـ باسم "الحق الإلهي" فما حلُّوه في الأرض فهو محلول في السماء، وما ربطوه في الأرض فهو مربوط في السماء؟ فهي مرفوضة في الإسلام، وليس في الإسلام رجال دين بالمعنى الكهنوتي إنما فيه علماء دين، يستطيع كل واحد أن يكون منهم بالتعلُّم والدراسة، وليس لهم سلطان على ضمائر الناس (2).

 

·        إرهاصات التغيير والتبديل:

 

بعد تولي الصحابي معاوية بن أبي سفيان الحكم دخلت الأمة في عصر جديد عن العصر الذهبي وما يعرف بالحكم الراشد، وبات مبدأ الشورى في اختيار الحاكم أو الإمام مغيباً في عصره، وتحوّل إلى الحكم العضوض وذلك مصداقاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه قائلاً: "تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"، وهذا فيه دلالة على أنّ هناك تغيير سوف سيحدث بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وبعد الخلافة الراشدة في طريقة وأسلوب الحكم، ممثلاً في الملك العضوض والذي يقصد به هو الذي يصيب الرعية فيه تعسف وظلم وعنف كالأنظمة الوراثية، أما الملك الجبري فهو الذي فيه عتو وقهر كالأنظمة القمعية والقهرية والعسكرية أما ما تسمى أيضاً بالبوليسية في العصر الحديث، ويقول ابن الأثير في النهاية: "ثم يكون ملك عضوض"، أي يصيب الرعية فيه عسْفٌ وظُلْم، كأنَّهم يُعَضُّون فيه عَضًّا. والعَضُوضُ: من أبْنية المُبالغة. وفي رواية "ثم يكون مُلك عُضُوض" وهو جمع عِضٍّ بالكسر، وهو الخَبيثُ الشَّرِسُ.

 

وقد انتهى عصر الخلفاء الراشدين سنة40هـ، وبدأ العصر الأموي حيث بدأ من خلاله تراجع للخطاب السياسي الممثل لتعاليم الدين المنزل، وبدأ خطاب سياسي يمثل تعاليم الدين المؤول حيث بدأ الاستدلال بالنصوص على غير الوجه الصحيح أراد الله ورسوله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "أول من يغيّر سنتي رجل من بني أمية".

 

وقد كان يزيد بن معاوية أول خليفة يصل عن طريق الوراثة، وإن لم يكن هذا المبدأ قد ظهر جلياً في الدولة الأموية كما ظهر في الدولة العباسية والعلوية، وقد صار الواقع يفرض مفاهيمه الجديدة على الفقه الإسلامي، وبدأ التأويل يأخذ طريقه لنصوص الخطاب السياسي، وقام الفقهاء بتقبل هذا القياس فاسد الاعتبار وإضفاء الشرعية على هذه العهود التي تستلب الأمة حقها في اختيار الإمام(3).

 

وتعقيباً على ما سبق فقد استمرت هذه الحالة مستمرة في عهد الأمويين والعباسيين، وظلّ الحكم الوراثي مستمراً ومتداولاً بين الحاكم أو الخلفاء، فمثل هذه التغير والتطور في الخطاب السياسي قد أثرّ بطبيعة الحال سلباً على العلاقة بين السلطة السياسية والسلطة التشريعية "الفقهية" وأخذت هذه العلاقة طابعاً جديداً أخذت طابع المد والجزر بين الطرفين، فتارة تحاول السلطة السياسية الضغط على الفقهاء بكافة الأشكال لكسب رضاهم ولإضفاء الشرعية للحاكم عبر الفتاوى الفقهية المختلفة لامتصاص ضغوط الطبقة المحكومة، أو عبر إغرائهم بالهبات أو المناصب الإدارية كتولي مهنة القضاء.

 

 ومنذ الفترة العباسية وحتى سقوط الخلافة بعد الحرب العالمية الأولى لقب أمير المؤمنين بخليفة الله في أرضه وعباده وبخلفية رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته ويبدو أنّ غالبية فقهاء الأمة الذين عايشوا هاتين الدلالتين تحفزوا على دلالة خليفة الله، ولم يعترفوا بها، واعترفوا بوصف الإمارة بأنّها خلافة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو للنبوة لذا عرف أكثرهم الإمامة بأنّها وضعت لخلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا.

 

وقد كان المؤرخ والفيلسوف المسلم ابن خلدون موفقاً أكثر من الفقهاء في تعريف الخلافة عندما عرفها: بأنّها نيابة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا، وتنطلق مهمة الإمام في حراسة الدين وسياسة الدنيا في الأصل من النبوة "الوحي"، والبيعة "الملك" في النمط النبوي، ومن الخلافة "النيابة عن الله" والبيعة "الملك" في النمط الخلافي للحكم(4).

 

·        الفكر السياسي الإسلامي المعاصر:

 

ومع سقوط الخلافة الإسلامية وإعلان مصطفى كمال أتاتورك عن إلغائها في 3 مارس 1924م، وإقامة جمهورية علمانية على أنقاضها في تركيا، وإحلال قانون مدني على غرار القانون المدني السويسري، مما أدى إلى حدوث ردود أفعال مختلفة على مستوى العالم العربي والإسلامي، تمخضت بتكوين وظهور الحركات والتيارات الإسلامية بكافة توجهاتها المختلفة، مع وجود عوامل مساندة ومساعدة كاحتلال فلسطين وهزيمة العرب أمام الكيان الصهيوني في عام 1967م، وذلك إيذاناً بفشل المشروع القومي العربي في مواجهة ذلك الكيان، كما ساهم الاغتراب الفكري الثقافي في المجتمعات العربية والإسلامية في إحياء الحركات والجماعات الإسلامية، إضافة إلى عوامل الاستبداد والفساد والظلم الاقتصادي، واستئثار الطبقة الحاكمة بثروات البلد وإحكام قبضتها عليها، كلها عوامل مهمة أسهمت في بلورة معالم خطاب إسلامي معاصر تمثل في ما بات يعرف بالحركات الإسلامية "الإحيائية"، محاولة الدخول في المعترك السياسي والاجتماعي لإرجاع الأمة إلى أمجاد الخلافة الإسلامية التي كانت سائدة في العصور الذهبية الأولى للإسلام.

 

لكنّ البعض لا يرى بأنّ العوامل السابقة الذكر هي أسباباً كافية لنشوء وبروز الحركات والتيارات الإسلامية، فهم يعتبرونها امتداد طبيعي وقديم للرسالة المحمدية الإسلامية وليست ظاهرة أو طرقاً جديدةً لم تكن معروفة، مادام أنّ العمل الإسلامي على مر العصور السالفة كان عاملاً شمولياً على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والفكرية وهذا هو جوهر الإسلامي الحقيقي لكن الشيء المختلف يتمثل في أدوات ووسائل العمل الإسلامي التي طرأت ضمن المعطيات الجديدة على الساحة الدولية، أدت إلى إلزام هذه التيارات والحركات مراجعة الكثير من الأفكار المتغيرة والوسائل المتعددة لإحداث أكبر قدر ممكن من التغيير الجذري على مستوى المجتمعات العربية والإسلامية.

 

وفي مقابل هذا الوضع دارت في مصر خلال العشرينات مناقشات تتعلق بإشكالية الدين والدولة والإسلام والسياسة تمثل ذلك من خلال كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبدالرازق، وكتاب "في الشعر الجاهلي" لطه حسين، لكنّ كتاب عبدالرازق أثار ضجة أكبر من كتاب حسين، بسبب اكتسابه أهميته الفكرية من التوقيت السياسي الذي قدم فيه عام 1925م، حيث كانت مصر والعالم الإسلامي مهمومة بمسألة الخلافة وشكلها، والتصور الجديد الذي يمكن أن يحل بديلاً عن النمط السابق.

 

وخلاصة القول فقد ذهب علي عبدالرزاق إلى القول بتنافي العلاقة بين الإسلام والخلافة، وبأنّ الإسلام لا يعرفها كأساس من أسس الحكم قائلاً: "والحق أنّ الدين الإسلامي بريء من تلك الخلافة التي يتعارفها المسلمون، وبريء من كل ما هيئوا حولها من رغبة ورهبة ، ومن عزة وقوة، والخلافة ليس في شيء من الخطط الدينية، كلا، ولا القضاء ولا غيرهما من وظائف الحكم ومراكز الدولة، وإنّما ذلك كله خطط سياسية صرفة لا شأن للدين بها، فهو لم يعرفها ولم ينكرها ولا أمر بها ولا نهى عنها وإنّما تركها لنا لنرجع فيها إلى أحكام العقل وتجارب الأمم وقواعد السياسة"، والكتاب بهذا المعنى يؤكدّ على حقيقة هامة مفادها نفي كون الحاكم نائباً عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بمقامه، كما أنّه ينفي وجوب الحكم الذي ارتبط تاريخياً بفكرة الخلافة وهو الحكم الفردي، وقد أدت هذه الأفكار الجديدة التي جاء بها الكتاب إلى حملة ضخمة من الهجوم على الشيخ وكتابه، وخاصة أنّ الكتب قد صدر متزامناً مع الفترة التي أعقبت إلغاء الخلافة العثمانية وتطلع الملك فؤاد إليها(5).

 

مثل هذه الأطروحات لم ترق رواجاً كبيراً بين مختلف الشرائح الفكرية والسياسية الإسلامية في المجتمعات العربية والإسلامية فقد كان الردّ سريعاً عبر إنشاء جماعة الإخوان المسلمين عام 1928م بقيادة الشيخ حسن البنا والذي شكلت انطلاقة حقيقية وإضافة جديدة للفكر والسياسية على الصعيدين العربي والإسلامي لكن برؤية انفتاحية وأكثر عمقاً وتميز أوسع عن سواها من الحركات الإسلامية لما تحمله هذه الجماعة من توظيف للإسلام السياسي في إطار أقرب إلى الحركة الوطنية ضد الاستعمار وتحقيق الاستقلال، مع رفض الجماعة للمضمون العلماني للوطنية، ولتحقيق العلاقة بين الإسلام والسياسية الذي يقيم علاقة الولاء بين الفرد والدولة على أساس الانتماء لرقعة من الأرض تكون إقليم الدولة، في حين لا يقيم أي اعتبار للعقيدة كأساس لهذا الولاء بحجة الحفاظ على النسيج الاجتماعي وتحقيق مبدأ الوحدة الوطنية بين المسلمين وغير المسلمين.

 

·        تنوع التيارات الإسلامية:

 

وتنوعت التيارات الإسلامية في العالم العربي وتحديداً في مصر إلى تيارين رئيسين:

1: التيار الإصلاحي: ويمثله في مصر "الإخوان المسلمين"ومن على شاكلتها من الجماعات الأخرى التي لا تسعى إلى تغيير فوري وسريع عبر القوة المسلحة.

2: التيار الثوري وأبرز ما يمثله في مصر "تنظيم الجهاد" ومن على شاكلته من المنظمات التي تسعى إلى إجراء تغيير سريع وشامل بالقوة المسلحة.

 

لكنّ هذا التقسيم يعدّ مبدئياً من حيث الإطار العام فقد حاول أحد أبرز المفكرين السياسيين في تنظيم الجهاد المصري وهو الدكتور أسامة حميد، وضع تقسيم أكثر عمقاً في ورقة قدمها لمؤتمر عن "الفكر السياسي الإسلامي" كان قد نظمه المعهد العالمي للفكر الإسلامي بلندن في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، حيث قسّم الحركة الإسلامية إلى أربعة تيارات:

 

1:تيار الإسلام الإصلاحي: ويمثله الإخوان المسلمون ومن على شاكلتهم ممن يسعون إلى تغيير متدرج سلمياً، وربما جزئياً.

2: تيار الإسلام الثوري: ويمثله جماعة الجهاد في مصر ومن على شاكلتهم ممن يسعون إلى القيام بتغيير شامل وفوري بالأساليب المسلحة.

3: تيار الإسلام السياسي: ويمثله في تاريخ مصر الحديث جماعة "مصر الفتاة" بقيادة احمد حسين، ويقصد به كل من يتبنى الإسلام كمنهج ومرجعية سياسية في مواجهة الحاكم دون أن تتجذر لديه المفاهيم الإسلامية الأصيلة سواء كإسلام إصلاحي كإسلام ثوري، فالإسلام بالنسبة إليه مجرد شعار ونوبة حماسية يواجه به ظلم الحاكم، واعتبر أسامة حميد أنّ جمال عبدالناصر كان ينتمي إلى هذا الاتجاه الفكري قبل أن يصل إلى الحكم.

4: تيار الإسلام المزيف: وهو التيار الذي يمثله جمال عبدالناصر بعد وصوله إلى الحكم وهو التيار الذي لا يتخذ من الإسلام سوى مظهر وشعار لتحقيق مصالح ومآرب أخرى لا علاقة لها بالإسلام، ويعتبر حميد أنّ كل شخص أو جماعة تنتمي إلى تيار "الإسلام السياسي" يتحول إلى الانتماء لتيار "الإسلام المزيف" عند وصوله إلى الحكم(6).

ومن هنا فإنّ الخطاب الإسلامي السياسي المعاصر اتجه نحو اتجاهين أساسين ينحصر الاتجاه الأول: في الجماعات والتيارات التي تتخذ الطابع السلمي في التغيير السياسي والاجتماعي مثل: الإخوان المسلمين، و"السلفيون" بمختلف توجهاتهم عدا السلفية"الجهادية"، وجماعة الدعوة والتبليغ، والطرق الصوفية.

 

أما الاتجاه الثاني فهو الاتجاه الثوري الذي يتخذ طابع العنف والقوة في التغيير عبر العمليات المسلحة والتفجيرية كـ"تنظيم الجهاد"، وتنظيم القاعدة المعروف بـ"السلفية الجهادية"، و"الجماعة الإسلامية" وغيرها من التيارات والجماعات التي تعمل في مختلف الأقطار العربية والإسلامية.

 

·        تغيرات سياسية واجتماعية مؤثرة:

 

ومع التغيرات السياسية والاجتماعية الأخيرة خصوصاً بعد ربيع الثورات العربية يبقى لزاماً على كل التيارات الإسلامية سواء السلمية منها أو التي تتخذ طابع العنف في التغيير، إجراء تغيرات وتعديلات ومراجعات داخلة بنية المنظومة الفكرية وذلك لبلورة خطاب سياسي إسلامي متناغم ومتوافق مع المعطيات السياسية الجديد والتي تستدعي مجاراتها عبر فتح قنوات مختلفة في فهم هذه الظواهر مثل: مصطلح "ولي الأمر" ومحاولة إعادة فهمه وتقنينه بشكل صحيح، وقضية "الديمقراطية"، ومجالس الشعب والبرلمان، وتكوين الأحزاب السياسية ضمن إطار قانوني داخل الدولة القطرية أو الوطنية يدخل فيما بات يعرف بـ"الجهاد المدني"، وهي ثقافة جديدة ومهمة تستدعي دراستها بشكل عميق من قبل المفكرين والسياسيين والمنظرين العاملين في الإطار الإسلامي، وذلك لتطوير بيئة عمل جديدة تعمل على الوصول إلى تغيير جذري واسع وملامسة أكبر شريحة ممكنة في المجتمعات العربية والإسلامية، وهذا يتطلب خروجاً من الطوباوية والنرجسية التي تعيشها كثير من هذه التيارات، باتجاه ملامسة الواقع والتركيز على القضايا والجوانب العملية خصوصاً بعد تحولها من الإسلام المواجه إلى الإسلام المشارك والتمثل في إدارة الدولة والقدرة على النهوض بالدول التي أحكمت سيطرتها عليها سواء في مصر أو تونس أو تركيا أو المغرب وغيرها، وتحقيق النهوض في كافة الاتجاهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية حتى تضمن نجاحها وإلاّ فإنّها ستواجه صعوبات جمة في قبولها لدى الشارع وإعادة تجديد الثقة بها عبر المجالس النيابية والتشريعية أو حتى تصدرها السباق الرئاسي في تلك دول الربيع العربي، وستجيب الأيام القادمة عن ماذا إذا كانت هذه التيارات قادرة على إفراز خطاب سياسي تجديدي بإطار إسلامي يحقق لها القدرة على التعاطي مع الأحداث والمعطيات والتحرك بمرونة أكبر في ظل عالم متغير لا يفهم إلاّ لغة المصلحة المادية في التعامل مع الطرف الآخر.

 

* المراجع والملاحق:

(1)  د.جمال جودة: "الخلافة في صدر الإسلام: دراسة في الفكر السياسي والديني وتطوره في دولة الإسلام في مرحلة التكوين والنشأة"، مجلة جامعة النجاح الوطنية للأبحاث(العلوم الإنسانية)، المجلد18 (1)، 2004م. ص59.

(2) د.صبري محمد خليل : مقالة بعنوان "الدولة المدنية في الفكر السياسي الإسلامي"، صحيفة سودانايل-منبر الرأي.

(3) د.حاكم المطيري: "الحرية أو الطوفان"، ص107، ص110.

(4) د.جمال جودة: "الخلافة في صدر الإسلام: دراسة في الفكر السياسي والديني وتطوره في دولة الإسلام في مرحلة التكوين والنشأة"، مجلة جامعة النجاح الوطنية للأبحاث(العلوم الإنسانية)، المجلد18 (1)، 2004م ص69-70.

(5) د.رفعت سيد أحمد: "قرآن وسيف...من ملفات الإسلام السياسي، دراسة موثقة"، مكتبة مدبولي، الطبعة الثانية 2002م، ص38-40.

(6) أحمد شلاطة: "الحالة السلفية المعاصرة في مصر"، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولى 2011م، ص16-17.

 

 

حقوق النشر محفوظة لموقع "المركز العربي للدراسات والأبحاث"، ويسمح بالنسخ بشرط ذكر المصدر


http://www.arabicenter.net/ar/news.php?action=view&id=1755
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الفكر السياسي الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفكر السياسي الإسلامي   الفكر السياسي الإسلامي Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2013 3:54 pm

تاريخ الفكر السياسي الإسلامي
« في: Jan, 01, 2010, 05:46:04 »
http://forum.univbiskra.net/index.php?topic=14892.0
بسم الله الرحمن الرحيم

اتسم الإسلام بمسحة شمولية تغطي جوانب الحياة المختلفة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لا لمجتمع معين ولكن للمجتمعات الإنسانية كافة ، ومع هذا فان القرآن الكريم المصدر الأصلي والأساسي للإسلام والسنة النبوية الكريمة لم يتعرضا إلي تفاصيل الدولة الإسلامية وأساليب الحكم فيها ، وإنما اقتصرا علي تحديد الأسس الثابتة والمبادئ العامة في هذا المجال .
وبعد توسع الدولة الإسلامية وتعانقها مع الحضارات الأخرى وضحت الحاجة لوجود مفكرين وفقهاء مسلمين لمعالجة الأوضاع السياسية التي استجدت فظهرت فئة من الفقهاء وعلماء الدين الذين أولوا سياسة الحكم الإسلامي نصيباً من آرائهم واجتهاداتهم وفتاواهم مثل أبن حزم الأندلسي والماوردي في كتابه (( الأحكام السلطانية)) و أبوحنيفة (كأحد الفقهاء الذين تعرضوا لظاهرة السلطة بالتحليل والانتقاد) و الفارابي في كتاب (( آراء أهل المدينة الفاضلة)) وابن رشد وإخوان الصفا وابن خلدون في كتابه المقدمة ، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الأدباء والكتاب الذين تعرضوا لظاهرة السلطة في كتاباتهم الأدبية .


التراث السياسي الإسلامي:.

تشير كلمة السياسة في تقاليد الحضارة الإسلامية إلي عدة معاني ، ومن هذه المعاني التي تعارف عليها المفكرون المسلمون:.

1- السياسة بمعنى الرئاسة أو القيادة والتوجيه.
2- السياسة بمعنى التعاليم أو قواعد الحركة.
3- السياسة بمعنى أداة أو أسلوب معين من أساليب الحكم يقوم على قواعد معينة تميزه عن الأساليب الأخرى.

تطور النظام السياسي الإسلامي:.

مر النظام السياسي الإسلامي بمراحل متعددة منها:.

1- مرحلة المدينة الدولة وتمتد منذ سنة 622م حتى سنة 632 والتي كان الحكم فيها للرسول وكان المصدر الإلهي أساس القواعد السياسية .
2- مرحلة الدولة الإمبراطورية وتمتد حتى سنة 750 م .
3- مرحلة الدولة العالمية.

أمـا المراحل الأخرى اللاحقة فقد مثلت نوعاً من اللامركزية.



موضوعات الفكر السياسي الإسلامي

(1) نشأة الدولة ووظيفتها :.

هناك ثلاث نظريات لنشوء الدولة :.
1- النظرية العقدية ويقدمها الفارابي .
2- نظرية التطور القبلي ويقدمها الغزالي.
3- نظرية العصبية ويقدمها ابن خلدون.



(2) نظام الحكم :

لم تتعرض المصادر الأساسية في الإسلام كالقرآن والسنة النبوية لم تتعرض لتفاصيل نظام الحكم وسياسته ، وإنما اقتصر دورها على تحديد بعض المبادئ العامة والأسس الثابتة التي يجب أن يقوم عليها النظام السياسي الإسلامي ، ومن هذه الأسس :

1- السيادة أو الحكم لله :

تعنى صاحب السلطة العليا في المجتمع والدولة , وفي الدولة الإسلامية هناك إجماع على أن السيادة لله وحده . و يتبع عملية الاعتراف بالسيادة و الحكم لله وحده ضرورة التقيد  بشرعه وتعليماته التي يحددها الدستور الإسلامي في مصدرين أساسين وهما القرآن والسنة النبوية حيث يقول تعالى " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر " ، هذا بالإضافة إلى مجموعه من المصادر الثانوية أو الوضعية مثل الإجماع والاجتهاد والقياس ونهج الصحابة الأوائل .

2- العدالة :

تشكل العدالة بمعنى الحياد وعدم التحيز المبدأ الأصيل الذي يقوم عليه النظام السياسي. ويقوم هذا المبدأ على إعطاء كل ذي حق حقه ، وأخذ مفهوم العدالة من قوله تعالى " وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " ، وقد اعتبرت العدالة شرطاً ضرورياً من شروط الإمام .
3- الشورى :

وتعنى تقليب الآراء المختلفة و وجهات النظر المطروحة واختبارها من أصحاب العقول حتى يتم التعرف والوصول إلى أصوبها وأحسنها للعمل به , والشورى واجبة على الحاكم وليست اختيارية .تطبيقاً لقوله تعالى" وشاورهم في الأمر " ولكن يجب أن يفهم بان وجوبيه الشورى تتعلق بالأمور التي لم يرد فيها نص .
4- المساواة:

ينظر الإسلام إلى البشرية على إنها شعب واحد . ويقرر الإسلام مبدأ المساواة بصوره مطلقه بغض النظر عن اللون أو الجنس أو اللغة أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية , وتقوم المساواة في النظام السياسي الإسلامي على أساس أن الناس متساوون أمام القانون وأن المساواة تكون في الحقوق والواجبات .

(3) الخلافة :

كانت الخلافة الإسلامية من أهم القضايا التي شغل بها الفكر السياسي الإسلامي وثار حولها جدل طويل وصراعات مريرة ، و يدور هذا الصراع حول جملة من الموضوعات نذكر منها:

أ‌- معنى الخلافة :

أخذ مصطلح الخلافة عده مفاهيم منها ما أورده المارودي في كتابة " الأحكام السلطانية " ، وعرفت الخلافة بأنها حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية .. فهي خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا .



ب‌- وجوب الخلافة :

اتفق العلماء المسلمون على ضرورة السلطة ووجوبها سواء من اعتبروا جوبها شرعا أم وجوبها كحتمية اجتماعية ، ويدلل على ضرورة وجود السلطة في المجتمع قول الرسول صلى الله عليه و سلم " إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا احدهم " .
ج‌- أسلوب تولى الخليفة وشروطه :

أن يكون مسلماً بالغاً يتمتع بالحرية وسلامه الحواس والأعضاء وهذا بالإضافة إلى بعض الشروط الخاصة منها :
1- العلم 2- العدل 3- الكفاية
واختلف الفقهاء المسلمون في تحديد شرط آخر وهو النسب القرشي .
سلطات الخليفة :يلاحظ المراقب لسلطات الخليفة في الدولة الإسلامية بأنها سلطات شمولية تمتد بنشاطها ونفوذها إلى جميع مجالات الحياة ذات الطابع العام المتصل بمجموع الأفراد وجماعتهم سواء كانت هذه المجالات فكرية أم اقتصادية أم اجتماعية .
(4) العلاقة بين الحاكم والمحكوم :

يقر الإسلام بواجب الطاعة والولاء من قبل المحكومين للحكام . وان طاعة الحاكم فرض من فروض الإسلام وهي طاعة مقيدة وليست مطلقة ، أي ما دام ملتزما بتطبيق الشريعة الإسلامية وقائما على العدل بين الناس , كما يطلب الإسلام أيضا من الحاكم أن يخضع لإرادة الشعب وأخذ رأيه في المشورة وأن هناك شبه إجماع على إمكانية مقاومة الحاكم المستبد الخارج عن شريعة الله إن لم تؤد هذه المقاومة إلى فتنة .

المفكر الإسلامي "ابن خلدون"

منهجه وطريقة بحثه :

كان جل اهتمامه بالتاريخ وفلسفته ويصنف ابن خلدون كأول مؤرخ حاول أن يضع أسس علمية للحوادث التاريخية واستخرج القوانين الطبيعية لقيام الدول وزاولها وكان يرى أن مهمة المؤرخ ليس سرد الوقائع فحسب بل عليه البحث عن الأسباب والعلل التي تنشئ هذه الأحداث .
ويمكن تحديد خصائص المنهج العلمي الذي اتبعه ابن خلدون :
1- اعتماد الملاحظة المستندة إلى الخبرة الشخصية .
2- هدف ابن خلدون في دراساته إلى الوصول لقوانين وقواعد عامه بمعنى علاقات ارتباطيه بين الظواهر ونتائجها .

نظرته للمجتمع ونشأة الدولة :

يتفق ابن خلدون مع النظرة اليونانية في أحد جوانبها في تبرير نشؤ الدولة . أي أن ابن خلدون يري بأن الإنسان اجتماعي بطبعه ولا يستطيع أن يعيش منفردا ولابد له من الاحتكاك بغيره من الناس سواء في شكل أفراد أسرته أو أفراد قبيلته , ولكن نتيجة طبيعية الإنسان الفردية والأنانية والميل للعدوان في نفسه احتاج الإنسان لوجود سلطه أو جهاز حاكم يقوم بتنظيم المجتمع الذي يطلق علية اسم الدولة .
ويخضع ابن خلدون الدولة في تطورها إلى خمس مراحل وهي :
1- طور النصر والاستيلاء .
2- طور الفراغ والدعة .
3- طور الاستبداد والانفراد بالسلطة والتنكر لأهل العصبية .
4- طور القناعة و المسالمة .
5- طور انقراض الدولة و زوالها نتيجة الإسراف والتبذير .

العصبية ونظام الحكم :

أهم ما يميز نظرة ابن خلدون لنظام الحكم وتطور شكل السلطة ذلك الربط أو العلاقة بين السلطة وفكرته عن العصبية , وتعني كلمة العصبية : " تلك العلاقة التي تتحدد على أساس النسب والأصل بحيث تخلق نوعا معينا من التضامن العائلي الذي يوجد مجموعه من الحقوق ويفرض طائفة معينة من الالتزامات".

أنواع الحكومات عند ابن خلدون :

1- الحكومة الطبيعية : " حمل الكافة على مقتضى الغرض والشهوة "
2- حكومة الملك :وهي التي تقوم " حمل الكافة على مقتضى النظر العقلي في جلب المصالح الدنيوية ودفع الضار "
3- الحكومة الدينية وهي " حما الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية ... وهي في الحقيقة "خلافة صاحب الشرعي في حراسة الدين وسياسية الدنيا ".


بالتوفيق للجميع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ناصر الحق محي الدين
عضو نشيط
عضو نشيط



الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 66
نقاط : 82
تاريخ التسجيل : 11/11/2015

الفكر السياسي الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفكر السياسي الإسلامي   الفكر السياسي الإسلامي Emptyالأربعاء نوفمبر 18, 2015 11:23 pm

بارك الله فيكم ونفع بكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زمورة فاتح
عضو جديد
عضو جديد



الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 7
نقاط : 7
تاريخ التسجيل : 21/04/2016

الفكر السياسي الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفكر السياسي الإسلامي   الفكر السياسي الإسلامي Emptyالسبت أبريل 23, 2016 4:39 pm

تنقص بعض التفاصيل الضرورية . بارك الله فيكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Gzina24
عضو جديد
عضو جديد



الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1
نقاط : 1
تاريخ التسجيل : 15/12/2018

الفكر السياسي الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفكر السياسي الإسلامي   الفكر السياسي الإسلامي Emptyالخميس ديسمبر 20, 2018 8:48 pm

شكرا لكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفكر السياسي الإسلامي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الأولى علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1