منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية Empty
مُساهمةموضوع: المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية   المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية Emptyالثلاثاء نوفمبر 13, 2012 2:10 pm

المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية·
الدكتور: حسن حاج علي[1]

أعتبر أن موضوع دراسة العلاقات الدولية مهم وشيق ومتجدد دوماً، وسأتعرض لبعض المداخل الرئيسة والجديدة فيه. حيث أنه من الصعوبة بمكان أن أحيط بكل تفاصيل المداخل الجديدة، أو أن أتناولها في هذه الجلسة، نسبة لضيق الوقت. لهذا سوف يكون حديثي مركزاً على نقاط رئيسة حول مداخل العلاقات الدولية، وهذا الحديث هو حديث نظري، بمعنى أني سأركز على الإجابة عن التساؤل: كيف كيّفت الدراسات الأكاديمية موضوع العلاقات الدولية؟ وهذا ليس من منظور الممارسة اليومية، ولا من منظور الكتابات الصحفية، ولكن من أماكن الدراسة والبحث في العلاقات الدولية، وهذه نقطة مهمة لابد أن تؤخذ في الحسبان.

نقطة أخرى، سيكون جلّ حديثي منصباً حول المدارس الغربية، خاصة الأمريكية في دراسة العلاقات الدولية، وهذا مدخل جيّد لأبدأ به الحديث، لأني سأتعرض -في الأول- باختصار للمدارس الأساسية منذ الحرب العالمية الثانية، وهي التي ظهرت فيها أمريكا كقوة عالمية رئيسة، وكان لصراعها مع الاتحاد السوفيتي السابق أثراً في النظريات التي ظهرت في ذلك الوقت.

كل النظريات كانت تكييف وتفسر وتخطط لكيفية الصراع مع الاتحاد السوفيتي السابق، لذا بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها –مباشرة– ظهرت بقوة النظرية الواقعية في العلاقات الدولية، وهذه النظرية حكمت كل فترة الحرب الباردة، وقامت عليها بعد ذلك سياسات محددة، مثل سياسة الاحتواء التي وضع لبناتها المخطط الأمريكي جورج كنر وزير الخارجية الأمريكية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1947 بعامين. وتقوم هذه النظرية باختصار على بعض الفرضيات:

أولا: أن الدولة هي الوحدة الأساسية في العلاقات الدولية، وما عداها من منظمات وشركات ومؤسسات وأفراد لا تلعب إلا دوراً هامشي وثانوي، وأنها المحرك الأساس، والوحدة الأساسية في العلاقات الدولية.

ثانياً: هذه الدولة هي دولة متحدة، تتحدث بصوت واحد، وتتصرف تصرفاً راشداً وعاقلاً، مثل أي إنسان راشد عاقل يحدد أولويات ويرجّح بينها، ثم يختار أنسب هذه الخيارات.

ثالثاً: كل دولة تسعى لامتلاك القوة، وفي سبيل ذلك تحدث تحالفات، فإذا امتلكت دولة ما القوة، فهذا الأمر يشكل هاجساً للدول الأخرى، فتسعى هذه الدول لامتلاك سلاح، حتى توازن قوة الدولة الأولى. فهذه معضلة وأزمة أمن مستمرة لا تنتهي أبداً -في نظر المدرسة الواقعية- لذا تسعى الدول لاكتساب القوة. ثم هناك فصل تام بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية، وبين السياسة العالمية والسياسة المحلية. فالسياسة المحلية لها أصول ونظم وإجراءات مختلفة تماماً عن السياسة العالمية. والسياسة المحلية لديها تراتبية، وهنالك جهة تشرّع وتنفذ القانون، وعالمياً هذه لا توجد، أي لا توجد حكومة عالمية تنفذ القوانين العالمية، لذا توجد فوضى، بمعنى غياب سلطة عليا لتنفيذ القانون والتشريع.

وهذه المدرسة –الواقعية- حكمت العلاقات الدولية حتى منتصف السبعينيات، بعدها ظهرت مدرسة أخرى شككت في الفرضيات التي جاءت بها المدرسة الواقعية، وتسمى المدرسة الليبرالية الجديدة، أو -عند البعض- الليبرالية المؤسسية، وهذه المدرسة ترى أن الدولة ليست هي اللاعب الوحيد في السياسة العالمية -كما ترى المدرسة الواقعية- بل تعطي مجالاً أكبر للشركات والمؤسسات والأفراد في صياغة السياسة العالمية، وهذا يعكس التحول الذي طرأ في العالم.

أيضاً الدولة ليست جهازاً متحداً تتحدث بصوت واحد، ولكنها داخلياً مكونة من كيانات وقوى اجتماعية وسياسية مختلفة، هذه القوى تتنافس، وتكون هناك مساومة وتنازلات، وبالتالي يكون القرار غير راشد أو عقلاني، لكنه عملية سياسية تأتي نتيجة للمساومات والتنازلات بين القوى المختلفة، وترى هذه المدرسة –أيضاً- أنه لا يوجد فاصل كبير بين السياسة العالمية والسياسة المحلية، ولكن يوجد تداخل وتبادل بينهما. ثم أنها لا ترى أن القوة العسكرية والأمنية هي القضية الأساسية، لأن المدرسة الواقعية تقسم قضايا السياسة العالمية إلى قسمين: الأول يسمى قضايا السياسة العليا، وهي القضايا العسكرية والأمنية. والثاني هو قضايا السياسة الدنيا، كقضايا الثقافة والاقتصاد والاجتماع وغيرها. أما المدرسة الثانية فهي لا ترى فرقاً بين هذه القضايا، فجميع القضايا عندها متساوية فقضايا البيئة والأمراض المعدية والثقافة لها من الأهمية كما للقضايا الأمنية والعسكرية، وهذا يعكس لنا التطور الذي حدث في العالم في السبعينيات والثمانينيات.

من الفروقات الأساسية بين هاتين المدرستين، أن الأمن بالنسبة للمدرسة الواقعية له حصيلة صفرية، بمعنى إذا كان هنالك تنافس بين دولتين (أ) و (ب)، فإذا حصلت الدولة (أ) على الأمن، فستحصل عليه بالكامل 100%، أما الدولة (ب) فيكون صفراً، ولا يوجد مجال للقسمة بمعنى أن تنال هذه 40% وتلك 60%، أو تأخذ هذه 80% وتلك 20%…الخ. فإما أن تحصل على الأمن كله أو لا تحصل عليه، ولذا توجد صعوبة في التعاون. أما المدرسة الثانية فترى إمكانية التعاون، فصحيح أنه توجد فوضى في العالم لكن يمكن قيام التعاون، وهذا يعتمد على أن المحصلة النهائية ليست صفرية، فقد تخرج الدولة (أ) بنصيب الأسد من الأمن، لكن الدولة (ب) لا تخرج صفراً بل تخرج بنصيب ما، لذا يوجد تشجيع.

أفرزت المدرسة الثانية عدداً من المداخل أحد هذه المداخل يسمى بنظرية استقرار الهيمنة، وترى هذه النظرية أن العالم مقسم إلى قطاعات أو إلى قضايا محددة أو مجالات محددة مثل: (مجال النفط، مجال النقل العالمي، مجال السياحة العالمية، مجال النقل البحري، مجال الطب، مجال الصناعات الصغيرة). ولكل مجال من هذه المجالات قواعد ونظم تحكم التعامل فيه، لذا كل الأطراف المشتركة في مجال النفط مثلاً نجد أن هناك دول منتجة، ودول مسوّقة، ودول مستهلكة. وإذا أردنا أن نفهم هذا المجال فلابد أن نعرف أن هنالك قوى مهيمنة ولديها مصلحة فيه، لذا فالقواعد والإجراءات والنظم التي تحكم التعامل دائماً ما تعكس مصالح الجهة المهيمنة.

وإذا أردنا أن نفهم كيف تدور السياسة العالمية فعلينا أن نشرح كل قطاع، ونفهم القوى الأساسية الموجودة فيه، ومصالحها، وكيف تحافظ على هذا النظام؟ ودائماً ما يكون للقوة المهيمنة مصلحة في استقرار النظام.

وإذا أخذنا النظام السياسي أو الأمني العالمي، فالولايات المتحدة -الدولة المهيمنة- لديها مصلحة في استقرار هذا النظام، لأنه يخدم مصالحها بصورة أمثل وكبرى، لذا تحارب أية جهة تحاول تغيير نظم وإجراءات التعامل في النظام العالمي الحالي. لذلك أية دولة تحاول أن تغير فيه فستوصف بأنها ضد الشرعية الدولية. وما هي إلا المصلحة الأمريكية المهيمنة في هذا الجزء.

بالنسبة لدارسي العلاقات الدولية لديهم ما يعرف بالحاجات العالمية International Public goods التي تقدمها الدولة المهيمنة، كما تقدم الدولة القطرية خدمات عامة، كالمدارس والطرق والمستشفيات، لذا كل الأفراد الموجودين في الدولة مستفيدين من هذه الخدمات العامة من الدولة. وعلى المستوى العالمي توجد دول تقدم خدمات عامة إذا التزمت الدول التي تقدم لها هذه الخدمات بقواعد هذه الدولة المهيمنة بناءً على مصالحها، وبالتالي هي متحكمة في مؤسسات دولية مثل البنك الدولي وغيره.

استمرت المدرسة الواقعية والمدرسة الليبرالية بإفرازاتها المختلفة حتى انتهت الحرب الباردة التي أثّرت في كل العالم، أثّرت في التعامل الأمني والعسكري والثقافي، لأن الصراع كان بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، ألقى بظلاله على كل العالم، وقد كتب أحد المفكرين اليابانيين قائلاً إن البشرية منذ عهودها الأولى شهدت إمبراطوريات كبيرة جداً، غطت أجزاءً واسعة من العالم، خاصة العالم القديم، سواء كانت الإمبراطورية الفارسية أو الرومانية أو الإسلامية، لكنها لم تشهد نوعاً من أنواع الهيمنة أو الإملاء على الآخر إلا عندما بدأ الإنسان الأبيض يتصل بالآخر، وبدأت الموجات الاستعمارية، ونشوء الإمبراطوريات الغربية بأشكالها المختلفة: الهولندية، والأسبانية، والبريطانية التي أذاقت الآخرين الويلات، وحاولت اجتثاث جذور الآخر حتى الثقافي والفكري، بل حتى هويته حاولت اجتثاثها، وأقحمت البشرية في حروب أهلية تدور بين الإنسان الأبيض، وهي الحرب الباردة، والحروب الأهلية بين معسكرين داخل أوربا، وأقحموا فيها أطرافا لأخرى من خارجها. والآن بعد أن انفك العالم من أسر الحرب الباردة هنالك أمل -إذا ما انتهت الهيمنة الحالية- أن تعود البشرية سيرتها الأولى في التواصل البشري.

أحد الإفرازات النظرية التي ظهرت بعد انتهاء الحرب الباردة هو النقد الذي وجّه للمدرستين الأساسيتين المذكورتين آنفاً، بحساب أن هاتين المدرستان كان تركيزهما مادياً فقط، ولا يوجد أي تركيز على الجانب القيمي وجانب الأفكار والآراء، وأنهما تقومان فقط على تحقيق وتعظيم المنفعة بالنسبة للدولة، وكل الحسابات مادية سواء كانت واقعية أو ليبرالية مؤسسية. لذلك ظهر تيار يزداد نمواً يوماً بعد يوم في دراسة العلاقات الدولية، يعطي جانباً أكبر لموضوع القيم والأفكار، ويرى كيف يفسر متخذي القرار والنخب الحاكمة هذه الأبعاد المادية، وهذه هي النقطة الأساسية.

وبالتالي نرى كيف تكوّنت القيم والآراء، وكيف أثّرت على متخذ القرار، فالمدرسة الواقعية –مثلاً- تظن أن الدولة تسعى لامتلاك القوة، وإذا امتلكت الدولة القوة تتجمع الدول ضدها لأنها تشكّل تهديداً. والمدارس الجديدة ترى أن هذا ليس صحيحاً، في أن نأخذ المعايير المادية فقط، فالولايات المتحدة لا تمانع أن تكون لبريطانيا أو فرنسا سلاحاً نووياً، لكنها ترفض ذلك لإيران أو باكستان أو كوريا الشمالية لماذا؟ لأن هناك رؤية محددة في خلفية وذهن متخذ القرار الغربي، لذا جانب الإدراك مهم جداً في تكييف التهديد.

وهناك مدرسة أخرى أبرزها جانب القيم والأخلاق، هي مدرسة البناء الاجتماعي، وترى هذه المدرسة أن كل المفاهيم التي نعيشها أتت نتاجاً لتكوين اجتماعي بين أفراد مجتمعٍ ما عبر التفاعل. وترى هذه المدرسة أن الدولة ليست بناءً موجوداً في أفكارنا، لكنها تأتي عبر معايشة أنها توفر لما الحماية والأمن والاستقرار.

لكن إذا انتفت هذه الأشياء، وإذا كانت الدولة لا تعكس ما نربو إليه، ولا تعكس توجهاتنا، ولا تقدم لنا الاستقرار، بل تقدم الظلم. هنا يجنح الآخرون لوجود شكل آخر من أشكال التنظيم السياسي. فالصوماليون مثلاً وبعض الشعوب في وسط إفريقيا، ما عادت الدولة تقدم لهم هذه الأشياء، وما عادت تمثل لهم هذه المعاني التي اتفقوا عليها. لذا فقد بحثوا عن شكل آخر من أشكال التنظيم السياسي، تعارفوا عليه اجتماعياً. سواء على المستوى القبلي أو فوق الدولة، وكل هذه تكوينات سياسية نتجت عبر تفاعل. فإذا كانت الدولة عبارة عن مفهوم مجرد لتمسك بها الصوماليون وآخرون غيرهم، لكن لأن هذه متغيرة حسب فهم الناس الاجتماعي لها، لذا ما عادت الدولة هي الدولة القديمة، فلم تعد لها نفس الأهمية والقداسة.

لذا هذه المدرسة ترى أن دراسة هوية الدولة أولاً مهمة لكي تحدد لنا شكل القرارات، وشكل السياسات العامة، وهي محورية وأساسية في تحديد المصالح، فإذا تحدثنا عن المصلحة القومية للسودان، أو المصلحة القومية لمصر أو إيران، فهي ليست معطاة سلفاً، ولكنها تأتي نتيجة لتكوين اجتماعي وثقافي عبر الهوية. لذا فهمنا لهوية أي مكان مهم جداً، وهذه الهوية ليست ثابتة للدولة ولا للمجتمع الذي بداخلها، فلكل فرد هويات متعددة. فإذا أخذنا السودان –كمثال- نجد مثلاً أن الإنسان كونه مسلماً هذه هوية، ثم هو مسيري أو جعلي أو دينكاوي..الخ هذه هوية ثانية، ثم هو قومي أو عربي أو أفريقي هذه هوية ثالثة، ثم كونه سمانياً أو أنصارياً.. وهكذا. وكل هذه الهويات نجدها عند الفرد الواحد، لكن هذه الهويات يحصل لها إعادة ترتيب كل فترة وأخرى عبر التعامل مع الآخر، لأنها تحدد حدوداً تفصل ما بين الآخر والأنا، والتعامل مع الآخرين دوماً يبرز هوية جديدة، ومثال لذلك ما جرى في منطقة البلقان. فالنسبة للبوسنيين هوية المسلم لم تكن طاغية وجماعية، ولم تصبح كذلك إلا بعد أن ووجهوا بظلمٍ جماعيٍّ ومركزٍ على المسلمين، وبالتالي ظهرت هوية المسلم كهوية أولى وجب الدفاع عنها، لأنها أصبحت مستهدفة. فهذه الهويات متغيرة بطبيعة النظام السياسي، والتعامل الثقافي والاقتصادي والاجتماعي، وكل هذه المعاملات تحث تغييراً في هذه الهويات، وتبعاً لذلك يحدث تغيير في شكل النظام السياسي سواء أكان دولة أو قبيلة، أو فوق الدولة. لذا دراسة الهوية شيء أساسي ومهم.

كل النظريات التي ذكرتها –آنفاً- برزت في الغرب، وتحديداً في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلم العلاقات الدولية علمٌ أمريكي، والعلوم السياسية بصورة غالبة هي أيضاً علم أمريكي، والأساتذة الذين يدرسون علم العلاقات الدولية في أمريكا هم أكثر من خمسين ألف أستاذ، وفي بلادنا يحسبون على أطراف الأصابع، ولديهم مؤسسات ومجلات ودور نشر ومؤتمرات تعقد، فمؤتمر العلاقات الدولية السنوي تقدم فيه ثلاث آلاف ورقة بحث، أيضا مؤتمر العلوم السياسية تقدم الجمعية الأمريكية للعلوم السياسية فيه ثلاث آلاف ورقة بحث. أيضا جمعية علم الشرق الأوسط تقدم ثلاث آلاف مشارك يقدمون الأوراق، كذلك الدراسات الإفريقية… الخ. فهناك كم هائل جداً من البحث والدراسة والمعرفة تدور، وهذا في رأيي ما جعل أمريكا قوة عالمية مهيمنة على الآخرين، لأنها فهمت ودرست الآخرين، وهذا يظهر جلياً في الحرب العالمية الثانية، فبمجرد انتهائها نزح كبار المستشرقين إلى أمريكا، وبخاصة الذين كانوا يوجدون في ألمانيا وبريطانيا كلهم نزحوا إلى الجامعات الأمريكية الشهيرة وأسسوا أقسام دراسات الشرق الأوسط، والقصد الأساسي منها هو معرفة الآخر ودراسته وطريقة التعامل، لذا نجد الدراسات التي تهتم بدول الجنوب بصورة عامة قليلة ومحدودة، منها بعض النظريات المتأثرة بالماركسية، كنظرية التبعية التي بدأت في أمريكا اللاتينية، ووجدت رواجاً في مناطق أخرى من العالم وفي أوربا لاحقاً، وتقوم هذه النظرية على فرضية أن العالم مقسم إلى قسمين: مركز وهو موجود في الشمال الصناعي المتقدم. وأطراف وهوامش وهي الدول الفقيرة ودول الجنوب بصورة عامة، وتقوم العلاقة بينهما على الاستغلال، تستغل الدول الغنية الدول الفقيرة، وللدول الغنية وكلاء وهم النخب الحاكمة والاقتصادية التي تعمل من أجل مصلحة رأس المال العالمي. وراجت هذه النظرية في السبعينيات والثمانينيات، لكنها خفت الآن واندثرت.

ظهرت أيضاً بعض الدراسات متأثرة بشكل أو آخر بالماركسية، منها الدراسات التي ظهرت في شبه القارة الهندية، خاصة في الهند، والآن توجد دراسات للمهمشين بصورة عامة، وهم الذين همّشوا عالمياً أو محلياً، مثل الفقراء، والنساء المهمشات، والرقيق، والطبقات الدونية الموجودة في الهند Out cast System . فهؤلاء المهمشون هم مناطق دراسة، وهذه الدراسات تشكّلت ما بعد الاستعمار، كيف شكل الاستعمار وسائله مع الآخر، وبدأ ذلك إدوارد سعيد في كتابه (الاستشراق)، وبعد ذلك تأثرت به المدارس الحاكمة التي ظهرت في الهند، ومنهم الكاتب محمد أيوب في شبه القارة الهندية، الذي حاول تخريج المدرسة الواقعية -التي ذكرت سابقاً- وأسماها (الواقعية المهمشة) مع التركيز على واقع الجنوب بصورة عامة، وكيف انعكست العلاقة بين الشمال الغني والجنوب الفقير سلباً على دول الجنوب على مدار العقود الماضية، ولا نستطيع أن نفصل الحالة الداخلية لدول الجنوب عن الحالة العالمية بصورة عامة، فحالات التمزق والاحتراب الداخلي والتشدد هي نتيجة طبيعية لعلاقة الهيمنة الموجودة بين دول الشمال والجنوب.

أما مسألة دراسة العلاقات الدولية من منظور إسلامي؛ فإذا قارنا ما كُتب حتى الآن في هذا الجانب نجده محدوداً، ولا يرقى أن يقدّم كنظرية مقارنة بالنظريات المقدمة حالياً، والدراسات المقدمة الآن لدراسة العلاقات من منظور إسلامي هي عبارة عن مبادئ عامة، مبادئ العدل والإحسان والمساواة، وليس فيها بُعد آخر، وهي أيضاً أشياء abstract ليست مربوطة بالواقع الحالي، فتجد دارساً يتحدث عن ما ستكون عليه سياسة الدولة الإسلامية، وهي دولة موجودة في الخيال ولا توجد في الواقع، ويتحدث عن المحاسن بعد ذلك لشيء سيأتي في المستقبل. لكن الواقع الحالي الآن وما نشاهده من تدهور في علاقة دول الجنوب بالشمال، وفي وضع الهيمنة الآن، ماذا نقول عن ذلك من وجهة نظر إسلامية؟ ما هي الوحدة الأساسية في التعامل؟ وهناك عدد من الإسلاميين ينطلقون من الدولة العالمية، والآن يوجد واقع مختلف، أو يتحدث عن دار الحرب ودار السلام، والواقع الآن أصبح مختلفاً جداً عن هذا الواقع التاريخي القديم، لكن هذه بدايات، وفي رأيي أن التحول الذي تم بعد الحرب الباردة (الحديث عن القيم والأفكار) ممكن يكون نقطة انطلاق جيدة جداً لتقديم رؤية للعلاقات الدولية من منظور إسلامي، فيها هذا البعد القيمي، لأنه يمكن أن يفسر الواقع الحالي وتعقيداته ومشاكله. وهذا يحتاج إلى عمل، وإلى جهد، وإلى تسخير موارد، فكل الكتابات والنظريات إذا لم تجد دعماً وتوجيهاً للموارد ستصبح تنظيراً فطيراً وغير مؤثر، وأذكر لذلك مثالاً عن أوضاع الدراسات في إسرائيل، ومثال لذلك مركز (هري تو مان)، هذا المركز يوجد في الجامعة العبرية في القدس، يقسّم هذا المركز العالم إلى مناطق مختلفة من ضمنها الشرق الأوسط، دارسوا الشرق الأوسط في سنة 2003 كانوا ستين باحثاً، مفرغين لعمل دراسات عن الشرق الأوسط، وهذا المركز مشترك في 1500 مجلة ودورية، وهي موجودة في مكتبته، ولديه العديد من المنشورات والكتب، وتوجد أيضاً مراكز أخرى، مثل مركز جافا للدراسات الاستراتيجية، ومركز موشي ديان وغيره. فإذا لم نسخر إمكاناتنا، ولم نقم بعمل وقف للدراسات والبحوث لن نستطيع الخروج من المأزق الذي نحن فيه الآن، فالآخرون يسخّرون إمكاناتهم لها ونحن نتلقى أو ننتظر أو نتحسر.

· محاضرة ألقيت في المنبر الدوري هيئة الأعمال الفكرية.

[1] أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هنكوك بكوريا الجنوبية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المداخل والتوجيهات الجديدة في دراسة العلاقات الدولية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الاتجاهات الجديدة في الدراسات الامنية - دراسة في تطور مفهوم الامن عبر مناظرات العلاقات الدولية
» مداخل دراسة العلاقات السياسية الدولية
» ملتقى المقاربات النفسية في دراسة العلاقات الدولية
» العلاقات السياسية الدولية دراسة في الاصول و النظريات
» العلاقات الدولية في الفكر السياسي الغربي: دراسة تحليلية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1