تفاءل يا أخ الأحزان، فإن النصر في الصبر

يقول أحمد شوقي في قصيدة "انتحار الطلبة"، التي كانت توصيفا لواقع نعيشه نحن الآن: 
واطلب العلم لذات العلم   ﻻ لشهادات وأراب أخر
كم غﻻم خامل في درسه    صار بحر العلم استاذ العصر 
ومجد فيه امسى خامﻻ      ليس فيمن غاب وفيمن حضر 

المعنى: العبرة ليست بكم الشهادات، وﻻ بتقديرها، بل بما يكسبه المرء من علم ومعرفة في شتى العلوم، وبمدى استفادته وافادته بذلك، فالشهادة والمنصب قد يرفعان قيمة ما بجيبك، لكنهما ﻻ يغيران شيء من نصيب علمك وثقافتك ومعرفتك، فكم من طالب علم فاق استاذه، كما يقول دافنشي: "poor is the pupil who does not surpass his master"، ولعله يقصد بذلك أن يعزي الطالب الذي يقتصر في تعلمه على استاذه، بل عليه أن يسعى لأن يكون أفضل منه، دون أن ننسى لفت النظر إلى أن الأستاذ الذي يقصده ليوناردو ليس "أستاذ الواسطة"، وﻻ "عبد الدرهم"، وﻻ حتى "الأستاذ الجزائري"، فالأول ﻻ تعتمد عليه كثيرا لأنه لم ينل المنصب بعلمه، فإما بماله أو جاهه أو بنو عمومته، والثاني باع ذمته فهل سيهون عليه الطالب، والثالث اسم على غير مسمى،
 إنما التهنئات للأكفاء .... ولمن يدني من البعداء.