[rtl]1 ـ 5 ـ بنية النزاع: يمكننا إبراز العناصر التالية في بنية النزاع: [/rtl]
[rtl]1 ـ طرفا النزاع: وهما أفراد التفاعل الاجتماعي المتأزم، الذي بلغ مرحلة النزاع، وكذلك كل من يقف معهما بصورة واضحة أو غير ظاهرة (المتعاطفون، المستفزون، المصالحون، وغيرهم). ويلحق بطرفي النزاع ضحايا النزاع، كالأطفال في حالة الطلاق، والجنود في حالة الحرب.[/rtl]
[rtl] 2ـ موضوع النزاع: ويحدده صراع الطرفين، أي سبب نشوئه. ويصعب عادة تحديد موضوع النزاع بمدلول واحد (مثال: ما هي ذريعة بداية الحرب: الطمع في الثروات أو الأراضي، الأمل بالانتقام، الكراهية الشخصية بين زعماء الدول المتصارعة،؟ وغيرها). إن الادعاءات المصاغة كلامياً، والتي قد تبدو فارغة، تعكس في حقيقة الأمر الاختلافات العميقة (سبب الحدث وذريعة نشوء النزاع).[/rtl]
[rtl] 3 ـ منطقة الاختلاف: نظراً لعدم وضوح موضوع النزاع، حتى بالنسبة للمتخاصمين أحياناً يطلق عليه اسم "منطقة الاختلاف". وحدود منطقة الاختلاف اصطلاحية ومتبدلة للغاية. ورغم أن النزاع ناتج عن ادعاءات جوهرية، فإن شكل التعبير عنها قد يزيد من توتر العلاقات بين المتنازعين. فإذا ما تم التعبير عن المطالب بصورة انفعالية مفرطة، واعتبرت هذه المطالب من الطرف الآخر إهانة، يظهر أثر آلية العدوى: حيث ينسى الطرف الآخر المطالب ذاتها، ويشرع بالدفاع عن كرامته. والعكس صحيح، فالموقف الهادئ والتوجه العملي يساعدان على إيجاد حل للمشكلة. وعندما يتمكن طرفا النزاع من تحقيق اتفاقات جزئية، فقد تضيق منطقة الاختلاف (مثال: يتوقف الوالدان أخيراً عن مراقبة ابنهما المراهق، بعد الاتفاق معه على أن يتصل هاتفياً بهما في حال تأخره في العودة إلى المنزل). [/rtl]
[rtl]4 ـ دوافع النزاع: وهي القوى الداخلية الدافعة لطرفي التفاعل الاجتماعي إلى المواجهة. وهذه الدوافع لا تدرك كلها بشكل كامل. وهي التي تحدد وترسم صورة الموقف النزاعي، وتشكل رؤية طرفي النزاع الخاصة للمشكلة وتعكس حاجاتهم ومصالحهم، وأهدافهم ومثلهم العليا وقناعاتهم.[/rtl]
[rtl] 5 ـ أهداف طرفي النزاع: وهي النتائج التي يتصورها الطرفان ذهنياً، والتي يودان تحقيقها. ويدرك كل من الطرفين جيداً هذه الأهداف، لكنه لا يبوح بها لخصمه إلا بصورة جزئية، وعلى شكل مواقف معلنة (مثال: دخول القوات الأمريكية والمتعددة الجنسيات للعراق: المواقف المعلنة هي تحرير الشعب العراقي من نظام صدام حسين الديكتاتوري وتدمير أسلحة الدمار الشامل وإقامة نظام ديمقراطي. أما الأهداف فهي السيطرة على العراق ونهب ثرواته. وأما الدوافع فهي تحقيق الهيمنة الأمريكية على المنطقة وتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد ـ المعرب).
6 ـ الخطوات العملية للنزاع: وهي الطبقة الخارجية من النزاع، التي يمكن ملاحظتها مباشرة. فإذا كان لدى الطرفين أهداف مختلفة فإن خطواتهما العملية ستؤدي عاجلاً أم آجلاً إلى المواجهة والصدام. والطرف المعادي، الذي استوعب الموقف بطريقة أخرى سيعد خطوات الطرف الآخر معادية (غير صحيحة). ومن هنا فالخطوات الجوابية (رد الفعل) ستفسر تفسيراً خاطئاً (من وجهة نظر صاحبها)، وبالتالي ستعمل على تصعيد النزاع المكشوف (مثال: حرق أعلام الدانمرك وبعض سفاراتها في بعض الدول الإسلامية رداً على نشر صحيفة دانمركية صوراً مسيئة للرسول محمد ( ـ المعرب). ومن أهم الخطوات التي يمكن تفسيرها على أنها عدائية: ـ إعاقات مباشرة أو غير مباشرة للخطط التي ينفذها أحد الطرفين، عدم تنفيذ التعهدات والالتزامات، استحواذ طرف على ما يراه الطرف الآخر أنه من حقه (مثل قيام عامل باللعب على الكومبيوتر في وقت العمل)، إلحاق ضرر مباشر أو غير مباشر بملكية أو سمعة الطرف الآخر، الأفعال التي تسيء إلى كرامة الطرف الآخر (الشتائم والإهانات)، التهديدات والأعمال القمعية، التفسير الخاطئ للأعمال والخطوات التي يقوم بها الطرف الآخر كاختلاف الآراء بين الزوجين أو بين الآباء والأبناء. [/rtl]
[rtl]الكاتب :د.غالينا لوبيموفا ـ ترجمة.د.نزار عيون السود[/rtl]
[rtl]مراجع البحث:[/rtl]
[rtl] 1ـ أنتسوبوف آ.يا، شيبيلوف آ.ي، علم حل النزاعات. موسكو، 1999.
2 ـ غريشينا ن.ف.سيكولوجيا النزاع. سانت ـ بطرسبورغ، 2001.
3 ـ دميترييف آ.ف كودر يافتسيف ف.ن.، كودر يافتسيف س.ف. مدخل إلى النظرية العامة للنزاعات: علم حل النزاعات القانونية. الجزء الأول، موسكو، 1993.
4 ـ زدرافوميسليف آ.غ. سوسيولوجيا النزاع. موسكو، 1996.
5 ـ كليموف ي.آ. الوقائع النزاعية في العمل مع الأفراد (الجانب السيكولوجي). موسكو، 2001.
6 ـ النزاعات والوفاق في روسيا المعاصرة. / بإشراف ف.س.سيميونوف، س.آ.ستيبانيان.
7 ـ سيكولوجيا النزاع. مختارات/ إعداد ن.ف.غريشينا. سانت ـ بطرسبورغ، 2001.[/rtl]