جدوى استخدام تكنولوجيا النانو
المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين والبنك الإسلامى للتنمية
و المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا
بحـث
جدوى استخدام تكنولوجيا النانو
في تطوير القاعدة التكنولوجية الصناعية العربية
إعـــداد
دكــــتور
خــالد مصطفى قاســم
كلية الإدارة والتكنولوجيا
الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بالإسكندرية
جامعة الدول العربية
الرباط 20-21 /9/2006
المحتويات
أولا: مقدمة البحث - 1 -
ثانيا: الظاهرة محل البحث - 2 -
ثالثا: أهداف البحث - 3 -
رابعا: أهمية البحث - 4 -
خامسا: منهج البحث - 5 -
سادسا: هيكل البحث - 5 - 6/1 ماهية تكنولوجيا النانو ومجالات تطبيقها - 5-
6/2 المقومات الأساسية لتطوير القاعدة التكنولوجية الصناعية العربية - 15 -
6/3 تشخيص الواقع الحالي للقاعدة التكنولوجية الصناعية العربية - 18-
6/4 الآليات التي يمكن استخدامها من جانب العالم العربي لتطوير القاعدة التكنولوجية الصناعية به - 22 -
نتائج البحث وتوصياته - 24 -
المراجع - 26 -
أولا: مقدمة البحث
إن تطوير وتنمية القاعدة التكنولوجية الصناعية العربية يمكن أن يلعب دورا محوريا وفاعلا لإحداث تقدم جوهري وملموس في الأداء الاقتصادي للدول العربية، ويُفَعل حركة التجارة العربية البينية وحركة التجارة العربية مع باقي دول العالم، وبخاصة فى ظل (عصر العولمة وما ترتب عليه من مناخ تنافسى وتحديات اقتصادية جسيمة على المستويين العربى والدولى ومن هذه التحديات الدور المتنامى للشركات دولية النشاط على المستوى العالمى فى البحوث والتطوير وبخاصة فى المجالات المتعددة مستخدمين أساليب حديثة كتكنولوجيا النانو ) , وذلك يكون بتصنيع المواد الأولية المتوفرة لدى العالم العربي (استخراجية، زراعية .. الخ) وبالتالي تزداد القيم المضافة للعالم العربي من هذه المواد، وكذلك العمل على تنمية القاعدة الصناعية العربية لتقليل الاعتماد على العالم الخارجي وتفادي تبديد الثروات العربية في الاستيراد من الخارج لمنتجات يمكن تصنيعها عربيا، وبالتالي زيادة متوسط الدخل القومي الحقيقي سنويا وكذلك المتوسط السنوي لدخول الأفراد بالدول العربية، الأمر الذي يترتب عليه زيادة مستوى الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية للأفراد بالعالم العربي.
ومن هذا المنطلق فإن تطوير القاعدة التكنولوجية الصناعية العربية لا بد وأن ينشأ عنه تغييراً في فنون وأساليب الإنتاج وتقديم الخدمات, متمثلة فى أستخدام فنون الأنتاج التى تعتمد على تكنولوجيا الأنتاج الصغيرة ومتناهية الصغر
( RFID,TIVO,MEMS,NEMS) مما يجعل تأثيرها واضحا وملموسا وهو ما يحتاج بالطبع إلى إيجاد كوادرفنية و إدارية وتنظيمية على مستوى من الكفاءة والإدراك الواعي لكيفية التعامل مع الآلات والمعدات والأجهزة الحديثة وفهم تشغيلها لتعظيم الاستفادة منها.
ثانيا: الظاهرة محل البحث
توضح الإحصاءات المنشورة عن عام 2004 إلى أن العالم العربي يمتلك ثروات ضخمة ومتنوعة، تتمثل في عدد سكان يقارب 306.4 مليون نسمة (يضمون 115 مليون عامل)، وناتج محلي إجمالي يصل إلى 870 مليار دولار، ومتوسط نصيب الفرد يصل إلى 2935 دولار في السنة، واحتياطي نفط مؤكد نسبته 59.8% من الاحتياطي العالمي، واحتياطي غاز طبيعي نسبته 31% من الاحتياطي العالمي، وصادرات سلعية تصل إلى 396.5 مليار دولار (بنسبة 4.4% للصادرات العالمية) وواردات سلعية تصل إلى 243.1 مليار دولار (بنسبة 2.6% من الواردات العالمية)، ونسبة تجارة بينية عربية 10.1%(1).
ويبين الهيكل القطاعي للناتج المحلي الإجمالي للدول العربية ارتفاع نصيب القطاعات الأولية والخدمات. وقد ساهم هذا الأمر في ارتفاع قابلية الاقتصادات العربية للتأثر بالصدمات الخارجية(سلباً و إيجاباً ) التي تمثلت في التذبذبات الكبيرة في أسعار السلع الأولية وخاصة أسعار النفط ( إيجاباً و بخاصة للدول العربية المنتجة للنفط ) والمنتجات الزراعية، إضافة إلى الصدمات التي تتعرض لها قطاعات الخدمات – خاصة السياحة- نتيجة للظروف الدولية
و تذبذب مساهمة قطاع الصناعات الاستخراجية في توليد الناتج فى الفترة من سنة 2000 الى سنة 2004 كذلك نسبة مساهمة هذا القطاع فى توليد القيمة المضافة و يوضح ذلك القيم السالبة فى السنوات 2001,2002 إلا أنها أخذت أتجاهاً تصاعدياً منذ عام 2003 , بينما حققت الصناعات التحويلية أستقراراً نسبياً فى المساهمة فى الناتج المحلى الأجمالى من(10.5-10.9-11.1-10.7-10.1) على التوالى ، حيث تم تنفيذ العديد من المشروعات الصناعية في إطار توجه غالبية الدول العربية نحو تنويع مصادر الدخل والنهوض بالانتاج السلعي وتعزيز دوره في توليد الناتج وزيادة مساهمته في عائدات الصادرات وتفعيل دور القطاع الخاص في التنمية (2).
وفي ضوء المؤشرات السابقة يمكن صياغة مشكلة البحث على النحو التالي:
هل القاعدة التكنولوجية الصناعية العربية الحالية قادرة على أستيعاب تكنولوجيا النانو ومن ثم تفعيل حجم التجارة العربية البينية والعالمية؟ وهل تطوير وتنمية هذه القاعدة بشكل علمي مدروس يمكن أن تؤثر بشكل إيجابي على نسبة المساهمة في كل من التجارة العربية البينية والتجارة العالمية، وعلى قدرتهم على مواجهة المتغيرات العالمية والإقليمية؟
ثالثا: أهداف البحث
يمكن تلخيص الأهداف الرئيسية للبحث فيما يلي:
- التعرف على تكنولوجيا النانو ومجالات تطبيقاتها المختلفة .
- التعرف على المقومات الرئيسية لتطوير القاعدة التكنولوجية الصناعية العربية.
- التعرف على الواقع الاقتصادي العربي الراهن خاصة فيما يتعلق بقاعدته التكنولوجية الصناعية وتحديد نواحي القصور الموجودة بهذه القاعدة.
- تحديد الآليات التي يمكن استخدامها لتطوير القاعدة التكنولوجية الصناعية العربية والتغلب على الفجوة الموجودة بين العالم العربي والعالم المتقدم فى ضوء تكنولوجيا النانو.
رابعا: أهمية البحث
لا شك أن الاقتصاد العربي يعاني من الكثير من المشاكل والصعوبات التي حالت دون وصوله إلى مستوى مقبول من النمو والتقدم مثلما حدث في كثير من الدول النامية- حديثة التصنيع- الأخرى في جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية، حيث تنبهت هذه البلدان إلى أهمية التركيز على تطوير قاعدة تكنولوجية صناعية متطورة مكنتها من تحقيق معدلات نمو مرتفعة وتحسين ملحوظ لمستويات معيشة الأفراد بها وارتفاع واضح في نصيب الفرد من الناتج القومي الإجمالي وبشكل عام إبراز أهمية البحث من خلال النقاط الرئيسية التالية:.
إن المتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة منذ نهاية القرن العشرين حتمت على الدول جميعا ضرورة السعي لتحديث نفسها وإلا تعرضت للتهميش لصالح الدول الصناعية المتقدمة.
إن عدم تحديث الدول العربية لمجتمعاتها سوف يقودها حتما إلى التحلل والاضمحلال في ضوء التقسيم الجديد للعالم (على أساس نهضته المعرفية). ولم يعد التقسيم كما كان من قبل على أساس مجمعات كثيفة العمالة وثانية كثيفة رأس المال فقط. بل أصبح الآن تقسيم العالم على أساس كثافة المعرفة لديه.
إذا كان هناك شبه اجماع على أن الصناعة هي قاطرة تنمية المجتمعات لتحقيق النهضة لشعوبها، ففي هذه الحالة نجد أنه لا مناص للعالم العربي –إذا أراد لنفسه البقاء والمشاركة العالمية الفعالة- من أن يطور القاعدة التكنولوجية الصناعية لديه لتعظيم الاستفادة من قدراته التنافسية المادية والبشرية وحسن استثمارها لعبور الواقع المتخلف والنهوض بالدول العربية.
خامسا: منهج البحث
اعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي لواقع الاقتصاد العربي ومتطلبات النهوض به من خلال تنمية وتطوير القاعدة التكنولوجية الصناعية فى ضوء الأهتمام المتنامى بالأبحاث و التطوير فى مجال تكنولوجيا النانو, وذلك لتعظيم الاستفادة من ثرواته المادية والبشرية، وذلك بالاعتماد على مصادر البيانات العربية والأجنبية المتاحة في هذا المجال.
سادسا: هيكل البحث
يتضمن هيكل البحث العناصر الرئيسية التالية:
6/1 ماهية تكنولوجيا النانو ومجالات تطبيقاتها المختلفة .
6/2 المقومات الأساسية لتطوير القاعدة التكنولوجية الصناعية العربية.
6/3 تشخيص الواقع الحالي للقاعدة التكنولوجية الصناعية العربية.
6/4 الآليات التي يمكن استخدامها في العالم العربي لتطوير القاعدة التكنولوجية الصناعية به.
وفيما يلي شرح لهذه العناصر:
6/1 ماهية تكنولوجيا النانو ومجالات تطبيقاتها المختلفة :
6/1/1 المفهوم :
وتتلخص فكرة استخدام تكنولجيا النانو في إعادة ترتيب الذرات التي تتكون منها المواد في وضعها الصحيح، وكلما تغير الترتيب الذري للمادة كلما تغير الناتج منها إلى حد كبير. وبمعنى آخر فإنه يتم تصنيع المنتجات المصنعة من الذرات، وتعتمد خصائص هذه المنتجات على كيفية ترتيب هذه الذرات، فإذا قمنا بإعادة ترتيب الذرات في الفحم يمكننا الحصول على الماس، أما إذا قمنا بإعادة ترتيب الذرات في الرمل وأضفنا بعض العناصر القليلة يمكننا تصنيع رقائق الكمبيوتر. وإذا قمنا بإعادة ترتيب الذرات في الطين والماء والهواء يمكننا الحصول على البطاطس.
وما يعكف عليه العلم الآن أن يغير طريقة الترتيب بناء على النانو، من مادة إلى أخرى، وبحل هذا اللغز فإن ما كان يحلم به العلماء قبل قرون بتحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب سيكون ممكنا، لكن الواقع أن الذهب سيفقد قيمته في هذه الحالة .
ومن وجهة النظر الفيزيائية الالكترونية يعتبر النانوتكنولوجي الجيل الخامس الذي ظهر في عالم الإلكترونيات الذي يمكن تصنيف ثوراته التكنولوجية على أساس انها مرت بعدة أجيال شكلت أسباب الوود الحقيقي للنانو الذي عبر عن المرحلة الراهنة لها :
*الجيل الأول ويتمثل في استخدام المصباح الإلكتروني ( Lamp) بما فيه التلفزيون .
*الجيل الثاني ويتمثل في اكتشاف الترانزيستور ، وانتشار تطبيقاته الواسعة .
*الجيل الثالث من الإلكترونيات ويتمثل في استخدام الدوائر التكاملية (IC ، Integrate Circuit ) وهي عبارة عن قطعة صغيرة جداً شكلت ما تشكله تقنيات النانو في وقتنا الحالي من قفزة هامة في تطور وتقليل حجم الدوائر الالكترونية فقد قامت باختزال حجم العديد من الأجهزة بل رفعت من كفاءتها وعددت من وظائفها .
*الجيل الرابع ويتمثل في استخدام المعالجات الصغيرة( Microprocessor ) ، الذي أحدث ثورة هائلة في مجال الإلكترونيات بإنتاج الحاسبات الشخصية (Personal Computer) والرقائق الكومبيوترية السيليكونية التي أحدثت تقدماً في العديد من المجالات العلمية والصناعية .
*الجيل الخامس ويتمثل فيما صار يعرف باسم النانوتكنولوجي nano technology وهو المفهوم الذى يتعرض له البحث بالدراسة .
تعني هذه العبارة حرفياً التقنيات المصنوعة بأصغر وحدة قياس للبعد استطاع الإنسان قياسها حتى الآن (النانو متر) ، أي التعامل مع أجسام ومعدات وآلات دقيقة جداً ذات أبعاد نانويه ،( ا متر= 1000.000.000 نانومتر ) فالنانو هو أدق وحدة قياس مترية معروفة حتى الآن ، ويبلغ طوله واحد من بليون من المتر أي ما يعادل عشرة أضعاف وحدة القياس الذري المعروفة بالأنجستروم ، و حجم النانو أصغر بحوالي 80.000 مرة من قطر الشعرة ، وكلمة النانو تكنولوجي تستخدم أيضاً بمعنى أنها تقنية المواد المتناهية في الصغر أو التكنولوجيا المجهرية الدقيقة أوتكنولوجيا المنمنمات .(3)
وفى هذا الأطار فإن كلمة نانو مشتقة من من كلمة نانوس الأغريقية وتعنى القزم , وتتمثل قاعدة النانو تكنولوجى فى مسألتين (الأولى ) بناء المواد بدقة من لبنات صغيرة والحرص على مرحلة الصغر يؤدى الى مادة خالية من الشوائب ومستوى أعلى جداً من الجودة و التشغيل , و( الثانية ) أن خصائص المواد قد تتغير بصورة هائلة عندما تتجزاء الى أصغر وأصغر ,وبخاصة عند الوصول الى مقياس النانو .
لقد كان يثار من فترة تساؤل عن التطورات التى يمكن أن تحدث فى مجال التصنيع أذا تمكن الأنسان من السيطرة على الذرة بشكل جيد و الأستفادة منها كما ينبغى عن طريق تحريكها ؟
وكان أول من أثار هذا التساؤل عالم الفيزياء ريتشاد فينمانRichard Feynman و الذى أعلن عن ظهور تكنولوجيا حديثة فى مهدها الأول فى ذلك الوقت سميت بالنانو تكنولوجى وذلك منذ قرابة 4 عقود حتى الأن , ثم قام إريك دريكسلرEric Drexler عام 1975 بصياغة مفهوم للنانو تكنولوجى , وبالرغم من التأخر فى هذه التقنية مقارنة بالتقدم الهائل فى علوم الكمبيوتر وغيرها من تكنولوجيا الاتصالات , إلا أن هذه التقنية عاودت الظهور بكثافة عالية مؤخراً منذ عام 1990 وهى البداية الحقيقية لعصر تكنولوجيا النانو .(4)
6/1/2 مجالات التطبيق :
ويعتقد العلماء ان تخزين وانتاج وتحويل الطاقة سوف يكون الاستخدام الاهم لتكنولوجيا النانو في عشر سنوات ويشمل ذلك انتاج خلايا شمسية وخلايا الوقود الهيدروجيني , وتتعدد مجالات استخدام تكنولوجيا النانو فى كل من الصناعات الألكترنية ,و الزراعة , والطب و الصناعات الدوائية , وميكانيكا الأنتاج , و معالجة مياة الشرب , والبيئة ,و غيرها .
6/1/2/1 فى مجال الزراعة :
وتحتل الزراعة المركز الثاني في قائمة استخدامات تكنولوجيا النانو فعن طريقها يمكن صنع ادوات تساعد على زيادة خصوبة التربة ورفع انتاجية المحاصيل. وعلى سبيل المثال يمكن انتاج أدوات صغيرة تستخدم في رش المخصبات الزراعية بمعدلات مقننة بعناية.(5)
6/1/2/2 فى مجال معالجة المياة :
ثم تأتي معالجة المياه ويمكن انتاج مرشحات وأدوات بتلك التقنية أكثر كفاءة في تنقية او تحلية المياه من المرشحات التقليدية وهي بالطبع اصغر حجما.
وقال سنجر ان الدراسة ربما تساعد على التوعية بأهمية الاستثمار في تكنولوجيا النانو وقد تساهم في تحقيق الهدف الذي حددته الامم المتحدة عام 2000 وهو القضاء على الفقر والجوع بحلول عام 2015.
6/1/2/3 فى مجال الصناعات الألكترونية:
إن شركة IBM استطاعت إيجاد طريقة لاستخدام طرق التصنيع التجاريّ المستخدمة الآن في صنع أنظمة تحكّم في مجموعات من أسلاك صغيرة، وهو التطوّر الذي تأمل الشركة أن يؤدي إلى إيجاد شرائح ذاكرة للحاسب الآليّ ذات كثافة تبلغ أربعة أضعاف الكثافة الحاليّة.
ومع أنّ كثافة الذاكرة تزداد الآن، إلا أنّها تزداد بمقدار ثابت (خطّيّ)، وهذه التقنيّة الجديدة ستسمح بالقفز تقنيّا إلى الأمام بعشرات السنين في لحظة واحدة، وستقلّص من تكاليف التصنيع بشكل كبير جدّا. وهذه التقنية تمكنت من إيجاد نمط لنظام تحكّم يتكوّن من ثلاثة عناصر، يوضع أحدها على نهاية مجموعة من الأسلاك المتوازية ويقوم بإمداد الإلكترونيات، والعنصران المتبقيان يوضعان على جانبي المجموعة، ويقومان معا بتكوين مجالات كهربائيّة عبر مجموعة الأسلاك انتقائيّا، ويمكنهما إيقاف التيّار في كلّ الأسلاك، عدا سلك واحد مختار. ومجموعة الأسلاك التي استطاعت IBM استخدامها إلى الآن تتكوّن من أربعة أسلاك، ولكنّ المبدأ نفسه يمكن تطبيقه على ثمانية أسلاك. ووجود القدرة على انتقاء سلك معيّن تعني أنّه من الممكن إيجاد عناوين محدّدة للإشارات الكهربائيّة، العنصر المهمّ جدّا والرئيسيّ في تصميم وعمل الذاكرة العشوائيّة Random Access Memory RAM.
وتتوقّع شركة IBM أن تستطيع إيجاد نماذج من هذه الذاكرة صالحة للاستخدام في عام 2006، وإذا أثبتت هذه النماذج قدرتها على العمل بكفاءة، فإنّه سيصبح بالإمكان إيجاد استخدامات أكثر تعقيدا من هذه النماذج في السنوات اللاحقة، مثل معالجات الحاسب الآليّ، فتطبيقات المبدأ كثيرة وستُحدث ثورة في عالم الإلكترونيّات.
وفي تطوّر آخر لشركة IBM ، استطاع باحثون فيها (يوري فلاسوف ومارتن أوبويل وهيندريك هامان وشاري مكناب) من مركز تي جيه واتسون للأبحاث بدعم جزئيّ من وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدّمة DARPA، المؤسسة المسؤولة عن التطوير والأبحاث المركزيّة التابعة لوزارة الدفاع الأميركيّة، عن طريق برنامجها «إبطاء وتخزين ومعالجة الضوء» Slowing, Storing and Processing Light من الاقتراب أكثر من حلم استبدال الكهرباء بالضوء في إيصال سيل المعلومات بين أجزاء الدوائر. وهذا الأمر سيؤدّي إلى تطوّرات جذريّة في أداء الحاسب الآلي وكلّ الأنظمة الإلكترونيّة الأخرى، فالباحثون استطاعوا إبطاء سرعة الضوء إلى واحد على 300 من سرعته المعتادة عن طريق تمريره في قنوات من السليكون المصنّع بعناية بالغة، يسمّى موجّه موجات الكريستا ـ الفوتونيّ Photonic Crystal Waveguide PCW شريحة رقيقة من السليكون «منقّطة» بمجموعات من الثقوب تكسر أو تغيّر من مسار الضوء المار بها). هذا التصميم للقنوات يسمح بتغيير سرعة الضوء عن طريق تمرير تيّار كهربائيّ لموجّه الموجات. ويجدر بالذكر أنّ الكثير من الباحثين في السابق استطاعوا إبطاء سرعة الضوء في ظروف مخبريّة، ولكنّ تحكّمهم في سرعة الضوء على شرائح سليكونيّة باستخدام وسائل تصنيعيّة تعتمد على النانو تكنولوجيا هو سابقة جديدة. وحجم هذا الجهاز الذي استطاع العلماء تصنيعه صغير جدّا، ويمكن استخدام المواد شبه الموصلة فيه المواد التي تُستخدم عادة في تصنيع الدوائر الكهربائيّة والقدرة على التحكّم بسرعة الضوء أو إبطائه في هذه الحالة تجعل بالإمكان لهذه التقنية أن تصنع الدوائرالضوئيّةOptical Circuits في غاية الصغر من الحجم، وعمليّة في آن واحد لوضعها في الأدوات الإلكترونيّة. وعدم القدرة على إيصال المعلومات في الدوائر الكهربائيّة هي أحد أكبر «الإختناقات المروريّة» التي يمرّ فيها مصمّمو الدوائر الكهربائيةّ. كما ان من المشاكل التي تواجه مصمّمي الدوائر الكهربائيّة، زيادة الناتج الحراريّ بسبب ازدياد مرور الإلكترونات في الدوائر الكهربائيّة، الأمر الذي قد يؤدّي إلى «احتراق» الدائرة بكاملها إن لم يتمّ تبريدها بشكل مدروس. وأحد أكبر المشاكل التي تشلّ تطوّر المعالجات والذاكرة في الحاسب الآليّ هي ظاهرة انتقال الإلكترونات من مسارها إلى مسار آخر عند تقليص حجم الدائرة الكهربائيّة. فالتقنيّات المستخدمة اليوم تعتمد تقنية 90 و65 و45 نانو متر في التصميم، ولكنّ المصمّمين يواجهون ظاهرة انتقال الإلكترونات من مسار ما إلى آخر بسبب التنافر الكهربائيّ بينها وبين إلكترونات أخرى قريبة. هذه الظاهرة لم تكن موجودة من قبل لأنّ التقنيات المستخدمة حينها كانت تستخدم مسارات إلكترونيّة أكثر عرضا من المسارات المستخدمة الآن. ولكنّ نتائج أبحاث IBMلن تحلّ هذه المشاكل، بل ستتجاوزها لتنعدم من أساسها، إذ ستتغيّر قوانين الفيزياء في الدوائر لتصبح تعتمد على نظريّات وقوانين الضوء (كميّة أو موجيّة أو غيرها)، لتنعدم الآثار الحراريّة لمرور الإلكترونات في الأسلاك والدوائر الكهربائيّة، ولينعدم التنافر الإلكترونيّ. وسيصبح الضوء هو أساس توصيل المعلومات بين مكوّنات الحاسب الآليّ. ولكن ليتمّ كلّ ما تمّ ذكره، يجب أن تدعم المكوّنات هذه تحكّما كاملا بإشارات الضوء، ويجب أن تكون تكلفة تصنيع آليّة هذا التحكّم زهيدة الثمن وحجمها صغيرا. و تم تقديم بعض الحلول لهذه المشكلة عن طريق استخدام موجّهات موجات الكريستال ـ الفوتونيّ، التي تحتوي على معامل انحراف للضوء عال بسبب وجود أنماط من مجموعات الثقوب فيها. فكلّما ازداد معامل الانحراف، قلّت سرعة الضوء الخارج منها. وبزيادة حرارة موجّهات موجات الكريستال ـ الفوتونيّ عن طريق تمرير تيّار كهربائيّ فيها، يتمّ تغيير معامل الانحراف، الأمر الذي يغيّر من سرعة الضوء الخارج من الثقوب، باستخدام قدرة كهربائيّة قليلة جدّا.
وبفضل تكنولوجيا النانو قامت شركة IBM بتصنيع مجموعة من الترانزستورات من انبوب رقيق جداً أطلق عليه carbon nanotube أرفع 10000 مرة من الشعرة , وبفضل أستخدام النانو تكنولوجى تم زيادة سرعة نقل المعلومات مابين 2.5 , 10 مليار bit فى الثانية الأمر الذى جعلنا نرى الأنترنت على ماهو عليه الأن .
وبحلول عام 2010 سوف تقدم شركة INTEL المعالج من النوع nano processor والذى سيكون طوله نانومتر وعرضه 3 ذرات مصفوفة الواحدة بجانب الأخرى وهذه الأبعاد سيكون لديها القدرة على استيعاب 400 مليون ترانزستور نانوى فى رقاقة يمكنها الوصول الى 10 GHZ .(6)
6/1/2/4 فى مجال الطب :
وتعد التطبيقات الطبية لتكنولوجيا النانو من أهم التطبيقات الواعدة على الإطلاق، فمن المحتمل الحصول على مركبات نانوية تدخل إلى جسم الإنسان وترصد مواقع الأمراض وتحقن الأدوية وتأمر الخلايا بإفراز الهرمونات المناسبة وترمم الأنسجة .كما يمكن لهذه المركبات الذكية أن تحقن الأنسولين داخل الخلايا بالجرعات المناسبة أوتدخل إلى الخلايا السرطانية لتفجرها من الداخل و تدعى عندئذ بالقنابل المنمنمة والتي استطاعت أن تطيل عمر الفئران من 43 يوم إلى 300 يوم . أما أجهزة الإستشعار النانوية فباستطاعها أن تزرع في الدماغ لتمكن المصاب بالشلل الرباعي من السير.
وفى هذا الإطار قام معهد Foresight Nanotech Institute باستحداث Nanocatalysis والذى يسمح باستخدام الأنزيمات القادرة على أنتاج مواد كالأحماض Acids والتى تكفل سرعة حدوث تفاعلات كيميائية لازمة لاستمرار الخلايا حية, كذلك استخدام مايسمى Dna Chip " رقاقة الحمض النووى" التى تسمح بدراسة الجينات .(7)
كما تم الحصول على طاقم أسنان سيليكوني لايزيد حجمه عن حجم الخلية يستطيع ابتلاع الكرات الحمراء وقضمها ثم اطلاقها مجدداً إلى الدم بمعدل عشر خلايا في الثانية ، ويمكن لطاقم الأسنان هذا أن يساعد على إدخال الأدوية أو الجينات إلى داخل الخلايا وبالتالي يعزز العلاج الخلوي المركز للكثير من الأمراض .
ويتوقع المراقبون أن تؤدي هذه التكنولوجيا الجديدة إلى ثورة غير مسبوقة للتصدي للكائنات الدقيقة حيث يعتمد النانو بيوتكس Nanobiothics) ( وهو البديل الجديد للأنتبيوتيك على الثقب الميكانيكي للخلايا الممرضة (الجراثيم أو الفيروسات ).
فالنانوبيوتكس هو ببتيد حلقي ذاتي التجمع ، ومُخَلّق صنعياً، من الممكن له أن يتجمع على هيئة أنابيب (نانوتوب = Nanotubes) أو دبابيس نانوية متناهية في الصغر. فعند دخول ملايين من هذه الأنابيب اللزجة والمكونة من الببتيدات الحلقية داخل الجذر الهلامي للبكتريا فإنها تنجذب كيميائياً إلى بعضها البعض ، و تجمع نفسها إلى أنابيب طويلة متنامية ومتجمعة ذاتياً تقوم بثقب الغشاء الخلوي ، وتعمل مجموعات الأنابيب المتجاورة هذه على فتح مسام أكبر في جدار الخلية البكتيرية ، وخلال دقائق معدودة تموت الخلية البكتيرية نتيجة لتشتيت الجهد الكهربائي الخارجي لغشائها, وهذا ما ينهي حياة الخلية عملياً .
وقد أظهرت هذه التقنية نجاحاً ملحوظاً في القضاء على كل من الجراثيم العنقودية الذهبية المعندة و عصيات القيح الأزرق وغيرها الكثير .
ويتوقع العلماء أن تنجح هذه التقنية النانوية في القضاء على الفطريات أيضاً .
النانوبيوتكس ( الحلقات الملونة ) تدمر خلايا البكتريا , هذا ومن المعروف أن الببتيدات الحلقية الطبيعية المنشأ حققت نجاحاّ باهراً في مقاومة الجراثيم و مثال ذلك الباستيراسين الذي غالباً ما يستخدم بشكل موضعي .
وعلى هذا نرى أن مبدأ النانوبيوتكس و النانوتوب يختلف تماماً عن طريقة عمل المضادات الحيوية والمطهرات وبذلك يصعب على هذه الكائنات أن تطور مناعة ذاتية أو مقاومة . وهي طريقة مختلفة تماماً عن طريقة عمل المضادّات الحيوية والمطهرات الكيماوية والتي غالباً ما تؤثر على العمليات الإستقلابية لهذه الكائنات الدقيقة ، ويتوقع أن تبدأ مثل هذه التجارب على البشر بعد حوالي 2 - 3سنوات من الآن ونجاح هذه الطريقة يوفر وبحسب منظمة الصحة العالمية مبلغ عشرة بلايين دولار سنوياّ وهي تكلفة معالجة الإصابات الناجمة عن العدوى بالبكتريا المقاومة للمضادات الحيوية .
أما تطبيقات النانو تكنولوجي الأخرى .
6/1/2/5 فى مجال الميكانيكا :
يهدف المهندسون وعلماء الميكانيكا الى تطوير أجزاء من محركات السيارات بالاعتماد على تكنولوجيا النانو بحيث تكون مضادة للحرارة و لاتتأثر بمقدار وزمن عملها , هذا و بالقدر الذى يجعلها قادرة على إعادة أنشاء نفسها بشكل تلقائى وبالتالى العمل دون توقف أو تلف سنوات أكثر الأمر الذى يعزز أستخدامها فى صناعة محركات المركبات الفضائية .(
6/1/2/6 فى مجال البيئة :
أحدثت تكنولوجيا النانو تقدم هائل فى تكنولوجيا الأنتاج الأنظف ممثلة فى تخفيض النفايات الصناعية ومن ثم التخلص من التلوث الصناعى وتحسين كفاءة استخدام الموارد الأقتصادية المتاحة , كذا العمل على أنتاج منتجات بلاستيكية وزيتية نانونية مقاومة للحرارة.
وفى هذا الإطار تقوم شركة هايبر بلاستيكس أو البلاستيك المهجن بأضافة مواد مصنعة عن طريق تكنولوجيا نانونية لمواد تمتد من مزيتات المحركات النفاثة و حتى ألواح الدوائر الكهربائية فى القوارب و أحواض حمامات السباحة , كذلك تقوم كل من شركتى ( دوبونت ) بصناعة ألياف توصل الكهرباء و تستخدم فى صناعة الثياب الذى يتشكل لونها وفقا لطلب مرتديها, و( نانوفيز تكنولوجى ) التى تقوم ببيع جسيمات مثل أكسيد الزنك مصنعة باستخدام تكنولوجيا النانو لصناعة شتى المنتجات من التغليف الصناعى الى مستحضرات التجميل .(9)
6/2 المقومات الأساسية لتطوير القاعدة التكنولوجية الصناعية العربية
إن التكنولوجيا كما عرفتها منظمة التنمية الصناعية UNIDO عام 1976 تتمثل في كونها "نتائج تجسيد وتجميع للمعارف والخبرات والمهارات البشرية في شكل وسائل عينية للإنتاج وفنون إنتاجية وخدمية بمعايير فنية واقتصادية تراعي متطلبات السوق" وبهذا التعريف، يمكن القول بأن التكنولوجيا تعتبر من أهم المقومات اللازمة لبناء وتدعيم الهياكل الإنتاجية وتدعيم فرص التبادل الدولي وبصورة خاصة التبادل والتعاون العربي وزيادة درجة التنافسية الدولية.
تأسيسا على ما سبق يمكن القول بأن النمو الاقتصادي يرتبط ارتباطا وثيقا بالقدرة على الاستخدام الفعال للتقنيات القائمة والمستحدثة وصولا إلى الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية النادرة. وهذا يعد شرطا ضروريا ولكن ليس كافيا حيث أن تلقي التكنولوجيا فحسب، أي شكل سلبي (تسليم مفتاح)، يعد عقبة في سبيل تحقيق عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان العربية، لذلك فالمطلوب هو الاستيعاب التكنولوجي كما أشارت إلى ذلك الكثير من الدراسات الاقتصادية(10).
وفي ضوء ما سبق يمكن القول بأن تطوير القاعدة التكنولوجية الصناعية العربية يتطلب توافر الإجادة التامة لاستخدام واستيعاب التكنولوجيا الحديثة في ضوء كل من(11):
- توافر مجموعة متكاملة من المهارات العملية يقوم بها خبرات بشرية مدربة.
- كيان معرف كإطار لاستخدام وتطبيق هذه المهارات العملية.
- توافر بنية أساسية ومؤسسية ملائمة.
وبالتالي يمكن القول بأن محاور التطوير تتمثل في:
6/2/1 الحصول على التكنولوجيا الأجنبية بشروط وبأسعار مناسبة
والمقصود بذلك الاستفادة من كافة الخبرات السابقة في هذا المجال والتعرف على أفضل الشروط لاستخدام التكنولوجيا الملائمة. ويمكن الاستفادة في هذا الشأن بتجربة دول الفوج الثاني لاستيعاب التكنولوجيا وفي مقدمتها اليابان(12). حيث قامت باقتباس ومحاكاة التكنولوجيا من الخارج واستطاعت أن تقضي على الفجوة التكنولوجية بينها وبين الغرب من خلال الاستثمار في البحوث والتطوير التي أصبح يخصص لها 2% من مصادر العالم (80% من اقتصاديات العالم المتقدم للبحوث والتطوير، 20% الإجمالي لكل من رأس المال والعمل والموارد الطبيعية والعكس صحيح بالدول النامية ومنها الدول العربية)(13).
6/2/2 استخدام ونشر التكنولوجيا
والمقصود بذلك توظيف وتطوير تكنولوجيا النانو في اطار توفير الاستثمار في مجالات البنية الأساسية والمؤسسية المعنية بالمعلومات والتدريب والتطوير والتكنولوجيا، ونظام العقود من الباطن، الأخذ بمعايير الجودة الشاملة، وتوافر المؤسسات الحكومية والرقابية المتخصصة في اعتماد مستويات الجودة وفقا للمعايير الدولية حتى يتسنى للمنتجات العربية الوصول إلى الأسواق العالمية(14).
وجدير بالذكر أنه لن يتم تحقيق ذلك (التنافسية للبلدان العربية) إلا في إطار من التنسيق بين السياسات الاقتصادية الكلية والتي تتضمن نسبة منخفضة من معدل التضخم والبطالة، وتشجيع الاستثمار الأجنبي المرتبط بالتكنولوجيا والإدارة والتسويق، ونسبة مرتفعة من الادخار المحلي والاستثمار الوطني(15).
6/2/3 تحسين وتطوير التكنولوجيا المكتسبة
ويتضمن هذا التطوير متغيرات جزئية خاصة ببحوث السوق وتصميم وتطوير المنتجات والعمليات الهندسية للآلات والمعدات والعمليات الإنتاجية من حيث مراحلها وتطويرها بالشكل الذي يعمل على تسهيل ظروف العملية الإنتاجية وفقا لمتطلبات البيئة المحلية والبيئة العالمية، وكذلك الاهتمام بتطوير عمليات البيع والتوزيع وخدمات ما بعد البيع(16).
ومما لا شك فيه أن هذا يتطلب تخصيص ميزانيات للبحوث والتطوير يدعمها كل من القطاع الخاص والعام والقطاع الحكومي، ففي عام 1999 وجد أن المنفق على البحوث والتطوير في كل من مصر والسعودية والكويت (349 مليون دولار، 291 مليون دولار، 122 مليون دولار) على الترتيب. وقد جاءت هذه الدول في مؤخرة دول العالم بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية (217126 مليون دولار) واليابان (121188 مليون دولار)، ....، اسرائيل (2419 مليون دولار). الأمر الذي يشير إلى تواضع حجم المنفق على البحوث والتطوير عربيا مقارنة بدول مثل إسرائيل، أماعلى مستوى تكنولوجيا النانو فقد خصصت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 497 مليون دولار للأنفاق على بحوث وتطوير هذه التقنية ولديها مايقرب من 40000 عالم , وتقدر ميزانية تطوير هذا المجال حتى عام 2015 بما يقرب من تريليون دولار, فى حين خصصت اليابان مايقرب من بليون دولار فى عام 2005 , وعلى مستوى الشركات دولية النشاط العاملة فى مجال أنتاج الكمبيوتر مثل( 3M , HP , IBM ) تخصص ثلث ميزانيتها للبحوث و التطوير على تكنولوجيا النانو, الأمر الذى يفرض على الدول العربية البترولية حتمية الوصول إلى تخصيص ميزانيات ملائمة لتمويل البحوث والتطوير بصورة عامة و بحوث تكنولوجيا النانو بصورة خاصة والاستفادة والتأسيس على البحوث السابقة فى هذا المجال ، على أن توجه نتائج هذه البحوث إلى الانتاج الصناعي وبخاصة الصناعات التحويلية(17).
6/2/4 تنمية قاعدة الموارد البشرية
لا شك أن الأداء الاقتصادي لأي دولة يعتمد تحديدا على الموارد البشرية الكفؤة لهذه الدولة، كما أن كفاءة هذه الموارد البشرية تتوقف أساسا على النظام التعليمي السائد وإن تطوير هذا النظام يعني في الأساس تطوير للقدرات البشرية كمدخل رئيسي للتنمية المستدامة(18).
إن واقع التعليم العربي يشير الى أنه لا يلبي حاجات المجتمع العربي الحقيقية، كما أن هناك من يرى أن المخرجات البشرية للتعليم في العالم العربي تعتبر أدنى بكثير من حجم المدخلات المادية فيه خاصة من حيث النوع وليس الكم. ونتيجة لذلك نجد أن هذه المخرجات تعجز عن الدخول في سوق العمل المحلي والعالمي نتيجة لعجزها عن استيعاب المعارف والقدرات والمهارات اللازمة لسوق العمل(19).
إن تنمية وتطوير قاعدة الموارد البشرية العربية يعتبر أمرا حتميا لاستيعاب المعارف والقدرات والمهارات الحديثة اللازمة لبناء وتطوير قاعدة تكنولوجية صناعية عربية يمكنها النهوض بالعالم العربي من خلال التطبيق الواعي للتكنولوجيا المتطورة. ولا شك أن هذا التطوير والتنمية يحتاجان لتغيير جذري في سياسات التعليم المتبعة حاليا، إضافة إلى ضرورة الاهتمام ببناء قواعد متكاملة للتدريب العملي لرفع القدرات والمهارات باستمرار، وإنشاء شبكة معلومات مع المؤسسات الإنتاجية داخل الوطن العربي وتدعيم عمليات البحث التعاقدي لحل مشكلات القطاع الصناعي(20).
6/3 تشخيص الواقع الحالي للقاعدة التكنولوجية الصناعية العربية
تستهدف عملية التنمية الصناعية في العالم العربي توسيع وتعميق النشاط الصناعي بشقيه (الصناعات الاستخراجية، الصناعات التحويلية)، وذلك لتحقيق أهداف عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ولن يتحقق ذلك إلا من خلال خلق قاعدة تكنولوجية صناعية يتأتى من خلالها تحقيق مجموعة من الأهداف المتكاملة والمتناسقة ومنها تشجيع الصناعات التصديرية وتعزيز القدرات التنافسية للصناعات العربية وتطوير أساليب وقدرات التدريب والتأهيل الصناعي وخلق مناخ استثماري مستقر ومناسب لتشجيع مشاركة رأس المال الأجنبي والعربي في تمويل المشروعات الصناعية.
وبالرجوع لواقع القطاع الصناعي بالوطن العربي ، نجد أن قطاع الصناعات الاستخراجية قد ساهم بنصيب متزايد من حيث كل من القيمة المضافة ومعدل النمو السنوي الذي أخذ في التزايد وبخاصة عام 2003، 2004 حيث بلغ معدل النمو السنوي 29.7%، 34.6%، مقارنة بقطاع الصناعات التحويلية الذي بلغ 10.7%، 10.1% في نفس السنوات، ويعزز ذلك تزايد معدل النمو السنوي لقطاع الصناعات الاستخراجية في السنوات 2003، 2004 وإن تزايدت نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، ويرجع ذلك للطفرة في أسعار منتجات هذا القطاع من خامات نفطية.
أما فيما يتعلق بقطاع الصناعات التحويلية، فنجد أن منتجات هذا القطاع (في عام 2003) قد تركزت حول الصناعات الاستهلاكية والوسيطة من حيث نسبة المساهمة فقد جاء في المركز الأول كلا من: الصناعات الكيماوية والمنتجات النفطية والبلاستيك والفحم والمطاط وبنصيب نسبي يعادل 39%، يليه في ذلك صناعات المنتجات الغذائية والمشروبات محققة 13% في القيمة المضافة، ثم جاءت صناعات المنسوجات والملابس والصناعات الجلدية محققة 10%، يليها صناعات الورق ومنتجات الطباعة والنشر كصناعات وسيطة محققة 4% من حيث المساهمة في القيمة المضافة، ثم يلي ذلك بقية الصناعات التحويلية محققة ما يعادل 34%(21).
ويدلل ما سبق على تواضع الدور الذي تقوم به الصناعات التحويلية وعدم وجود ممثل متكافئ للصناعات التحويلية في هيكل الانتاج أو القيمة المضافة أو العمالة أو الصادرات، فقد تركزت هذه الصناعات في أغلبها على صناعات وسيطة أو استهلاكية ولم تأخذ بالمرحلة الثالثة للتطور الصناعي وهي حتمية وجود قطاع صناعات رأسمالية يكمل هيكل الصناعات التحويلية، فقد اقتصرت الصناعات التحويلية على مجموعة من الأنشطة من أهمها الصناعات الهيدروكربونية وتشمل صناعات تكرير البتروكيماويات والغاز، والحديد والصلب، وصناعة الورق ومنتجاته والطباعة والنشر، ليس هذا فحسب، بل كانت مساهمة هذه الصناعات متواضعة مقارنة بقطاع الصناعات الاستخراجية كما سبق بيانه(22).
وفي ضوء هذا الواقع للقطاع الصناعي بالعالم العربي كان هناك حتمية لوجود قاعدة تكنولوجية صناعية متنامية تأخذ بأسباب التقدم وبخاصة أن العالم العربي يمتلك مقومات خلق وتطوير هذه القاعدة التكنولوجية من علماء وباحثين تم استقطابهم في دول العالم الأول، وكذلك رأس المال اللازم لبناء هذه القاعدة والذي تم تحويله للدول المتقدمة لكي يساهم في بناء وتطوير القاعدة التكنولوجية لدول العالم الأول الأمر الذي أدى الى أن المنفق على البحوث والتطوير في الدول المتقدمة يعادل 377269 مليون دولار في عام 1999 وهو ما يعادل 93.4% من اجمالي المنفق على البحوث والتطوير في حين الدول النامية بما فيها الدول العربية أنفقت 26822 مليون دولار أي يعادل 6.6% فقط في ذات العام، وتم تطوير هذا الانفاق في عام 2000 ليزيد الى 6.8% (ما يعادل 32172 مليون دولار للدول النامية) في حين الدول المتقدمة ظلت عند 93.2% أي ما يعادل 44254 مليون دولار وهو ما يعبر عن تزايد حجم المنفق على البحوث والتطوير بالدول المتقدمة وهذا يرجع الى أن هذه الدول تتعامل مع البحوث والتطوير من منظور نشاط اقتصادي ذات عائد لا بد من المحافظة عليه وتنميته(23). ويوضح الجدول التالى الإنفاق على البحث والتطوير ونسبته للربح المحلي في عدد من دول العالم.
أما على مستوى العالم العربي نجد أن مراكز البحوث والتطوير في الدول المختلفة لا يوجد بينها تنسيق عام من حيث برامج التطوير والتمويل للأبحاث والمشروعات البحثية المختلفة، حتى على مستوى الشركات الأجنبية العاملة بالعالم العربي تعمد الى عدم إقامة وحدات للبحث والتطوير في مؤسسات الدول النامية أو امداد هذه المؤسسات بالمعدات والأجهزة اللازمة لتسهيل عمليات البحث والتطوير مما يؤدي إلى تبعية الدول النامية ومنها الدول العربية للشركات الموردة للتكنولوجيا ومن ثم الوقوع في شباك التكنولوجيا(24).
جدول رقم (1)
مؤشرات الانفاق على البحث والتطوير في عدد من دول العالم لعام 1999
الدولة حجم الانفاق على البحث والتطوير (مليون دولار) حجم الانفاق كنسبة إلى الناتج المحلي الاجمالي (%)
الولايات المتحدة الأمريكية 2171 2.6
اليابان 12188 2.8
فرنسا 34253 2.4
السويد 6654 3.6
فنلندا 3632 2.8
كوريا الجنوبية 11393 2.8
إسرائيل 2419 2.4
مصر 349 0.4
السعودية 291 0.2
الكويت 122 0.4
المصدر: صندوق النقد العربي وآخرون، التقرير الاقتصادي العربي الموحد، سبتمبر 2002، ص:72.
6/4 الآليات التي يمكن استخدامها من جانب العالم العربي لتطوير القاعدة التكنولوجية الصناعية به.
إن خلق القدرات التكنولوجية يعد الهدف الجوهري لوجود قاعدة تكنولوجية وهذا يتطلب تلاحم التكنولوجيا الوطنية لمختلف الدول العربية وإن تضاءل حجمها مع التكنولوجيا الأجنبية المستوردة والخروج بنسيج متكامل يحمل الهوية العربية ويتلاءم وطبيعة البيئة العربية. ويمكن أن يتحقق ذلك بوضع تصور للآليات اللازمة لتحقيقه من خلال:
6/4/1 وجود مؤسسات وطنية هندسية تعمل على تحويل نتائج البحوث والتطوير إلى نماذج للإنتاج التجاري مع ضمان التسويق الجاد بين تلك المؤسسات والقطاعات الاقتصادية والخدمية وبالشكل الذي يؤدي إلى انشاء منظومة ابتكار عربية أطرافها (مؤسسات البحث والتطوير، الجامعات، التوكيلات وموردي الآلات والمعدات، المستثمرين، الشركات، .....) وفي هذا الإطار يمكن الاستفادة بتجربة شركة ميكروسوفت في مصر عام 1997.
6/4/2 مساهمة غرف الصناعة لدى الدول العربية في اختيار تكنولوجيا المستقبل في ضوء استراتيجيات التصنيع المتبعة وتفعيل دور القطاع الخاص في الاستثمار في التعليم والتدريب الصناعي والبحوث الصناعية وربطها باحتياجات أسواق العمل العربي وأسواق العمل العالمية بشكل منتظم.
6/4/3 تفعيل دور الغرف التجارية والصناعية في رسم وتوجيه السياسات الصناعية والاقتصادية وكذا التشريعات والقوانين اللازمة لعمليات إعادة الهيكلة وبرامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي بالدول العربية.
6/4/4 تفعيل مجالات التجارة العربية البينية وكذلك تطوير مجالات التصدير للأسواق الدولية من خلال توفير برامج لبحوث التسويق وبرامج تدريبية للأساليب المتطورة والحديثة في مجالات التسويق.
6/4/5 إنشاء قاعدة معلومات متكاملة للقطاع الصناعي بكل دولة بالوطن العربي وربطها بالشبكة العربية للمعلومات الصناعية (أعرفونت) مع توحيد المصطلحات المستخدمة واتاحة المعلومات المتخصصة عن كل من الأسواق العربية القائمة والمحتملة والتطورات الحديثة في تكنولوجيا التصنيع، وفرص ومميزات الاستثمار الصناعي معتمدين على تكنولوجيا النانو لدى كل دولة مع توضيح هذه المزايا عربيا ودوليا في ضوء منظومة المعلومات.
6/4/6 مراعاة وجود آليه تنظيمية تعمل على تعديل السياسات المالية بالبلدان العربية لتدفع بالأفراد والمصارف إلى توظيف استثماراتهم في المشروعات الصناعية القائمة والمستحدثة بدلا من التوظيف فقط في السندات والأذونات والأوراق المالية الأمر الذي يعود على برامج التنمية الصناعية لديها.
6/4/7 اعتماد نظام الأيزو ISO ونظم الجودة الشاملة لدى كافة مؤسسات البلدان العربية أسوة بكل من مصر والأردن ولبنان وسوريا.
6/4/8 العمل على الاستفادة من شروط الإفصاح والهندسة العكسية ومراقبة التكنولوجيا المحمية ومحاولة تطويرها في ضوء الاستفادة من اتفاق التربس (اتفاق حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالتجارة) وكذلك الاستفادة من السلع التي انتهت مدة حمايتها والتي ليس لديها براءات اختراع وهي تمثل حاليا 98% من مجموع السلع المتاحة حاليا(25).
إن التنفيذ الدقيق والواعي للآليات السابقة من شأنه أن يُفعل الانتاج الصناعي العربي ويزيد من حجمه (خاصة المنتجات التي تستورد من الخارج)، وبالتالي يزيد من حجم التبادل التجاري العربي البنيي وكذلك من حجم التبادل التجاري العربي مع العالم الخارجي.
نتائج البحث وتوصياته
في ضوء التحديات العالمية المتنامية التي تواجهها الدول النامية عموما والدول العربية على نحو خاص، كان لزاما على الدول العربية التفكير والتعاون بنظرة تكاملية تكفل تحقيق برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية لكل منها، وأولى ثمار هذا التعاون هو استيعاب وتطوير تكنولوجيا النانو وتطويعها وفقا لمتطلبات برامج التنمية الصناعية وصولا إلى التخصيص الأمثل للموارد الاقتصادية. وفي هذا الإطار فعلى الدول العربية التوجه إلى بناء قاعدة تكنولوجية صناعية عربية الهوية وخاصة في ظل ثورة المعلوماتية التي نجحت في نقل قدرات العمليات الإنتاجية إلى مناطق مختلفة من العالم في إطار العولمة وذلك لتفعيل التجارة العربية بشكل عام والتجارة البينية بشكل خاص.
وقد خلص البحث إلى مجموعة من التوصيات يمكن عرضها من خلال النقاط التالية:
1- تشجيع إقامة مراكز البحوث والتطوير الصناعية عربيا مع تفعيل دور هذه المؤسسات في ترجمة هذه البحوث تجاريا ودعم عمليات التطوير لتكنولوجيا النانو المستوردة وصولا إلى مرحلة الاستيعاب والتكيف.
2- تشجيع الارتباط بالتكنولوجيا الصناعية الدولية من خلال المشاريع المشتركة وصولا إلى الانتاج والتسويق وفقا لمعايير الجودة الشاملة عالميا.
3- تهيئة التشريعات والإدارات الحكومية في البلدان العربية للعمل على تشجيع التعاون والتبادل السلعي والخدمي العربي وفي كافة الصناعات التحويلية (الاستهلاكية – الوسيطة – الرأسمالية) وصولا إلى الاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية.
4- انشاء شبكة معلومات صناعية عربية نانونية تخدم كافة قطاعات الصناعة بالعالم العربي ومرتبطة بشبكات المعلومات الدولية حتى تيسر الوقوف على وملاحقة المتغيرات الدولية وبخاصة فى هذا المجال .
5- تغطية الأسواق العربية بدراسات تسويقية متكاملة تحدد نقاط القوة والضعف للمنتجات العربية وما ينبغي أن تكون عليه هذه المنتجات وما يمكن تقديمه من خلال الصناعات العربية سواء على المدى القريب أو المتوسط أو البعيد، بمعنى الأخذ بالبعد الاستراتيجي في الحسبان.
6- الاستفادة من الشركات دولية النشاط في الحصول على تكنولوجيا الانتاج الملائمة للعالم العربي مع العلم الكافي بشروط وأثمان هذه التكنولوجيا حتى لا تضيع على العالم العربي فرص تكنولوجية من جانب واهدار الموارد المالية من جانب آخر.
7- العمل على توفير قاعدة تكنولوجية عربية متخصصة فى تكنولوجيا النانو مع الأستفادة فى بناءها من الخبرات البشرية العربية فى المهجر,مع الأخذ في الاعتبار الخصائص المحلية لكل صناعة في كل بلد عربي وتعمل على تنمية الكوادر البشرية من خلال برامج نظم الخبرة والتكنولوجيا بالدول النامية الأخرى وخاصة الدول حديثة التصنيع.
المراجع :
1. "التقرير العربى الموحد", صندوق النقد العربى , أبوظبى,سبتمبر 2005,ص:د.
2. المرجع السابق ذكره , ص ص :60-63 .
3. - رحاب الصواف , فكر التقنيات متناهية الصغر , منتدى الفكر لعلوم الربوت , الأربعاء , 19 ابريل ,2006 .
- g www.nano-tek.or
- مجلة ضاد العلمية ,(المجلة الألكترونية للعلوم) , عدد الأربعاء 5/4/2005
- info@dhadh.com
4. خلدون غسان , النانو تكنولوجيا..أعجوبة العالم الجديدة , جريدة الشرق الوسط ,الثلاثاء 27 ديسمبر 2005 , العدد 9891 .
- www.nano.gov
- www.nature.com
- www.ibm.com
5. - أنظر: www.nanoquest.com
- www.nanospot.org
.6
.7
8.
9 . - www.sci-prospects.com
March 2006 , pages ,13- 16 . – رحاب الصواف , مرجع سبق ذكره .
____________ , المرجع السابق .
- www.sci-prospects.com
Nicolas G, Olga Sinec , Constant – Wall –Temperature Nusselt Number in micro and channels Transactions of the Asme – VOL . 124 , April 2002 – PP-356-358
- basil T, M.Pinar,R.Ryan,Nano-Scole ,Machining Via Electrose Bean and Laser Processing, Transactions of the Asme – VOL . 126 , Augustl 2004
Ibid-p.16.
10. أحمد عبد السلام السيد رمضان، "مقومات وآليات التنمية التكنولوجية في الوطن العربي"، المؤتمر العلمي السنوي الخامس عشر، التنمية البشرية في الوطن العربي، كلية التجارة – جامعة المنصورة، 20-22 أبريل 1999، ص ص: 4-7.
11. عبد النبي عبد المطلب حسين، "الاقتصاد العربي وتحديات العولمة"، المؤتمر العلمي السنوي الخامس عشر، التنمية البشرية في العالم العربي، ص ص: 14-15.
عزمي مصطفى، "الحزمة التكنولوجية المتكاملة مطلب أساسي للصناعات المصرية"، ندوة التنمية وتحديات المستقبل للقرن الحادي والعشرين ودور الصندوق الاجتماعي للتنمية، الإسكندرية، فبراير 1998، ص:486.
Hsu, M.; Been – Lon, C., Labor Productivity of Small and Large Manufacturing Firms: the case of Taiwan, Contemporary Eco. Po