منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Empty
مُساهمةموضوع: مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين   مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:37 pm

[rtl]تعرف القواميس الدبلوماسية بأنها مشتقة من لفظ "دبلوم" أي الوثيقة الرسمية التي كانت ولا تزال تمنح للمبعوثين الرسميين لاعتمادهم لدى سلطات البلد الموفدين إليه، كما تعرفها القواميس نفسها بأنها الفرع من السياسة الذي يعنى بالعلاقات بين الدول ويرعى المصالح الخارجية للدولة ويتفاوض باسمها مع الآخرين ويتابع تنفيذ الاتفاقيات.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]وبعيدا عن اشتقاق الدبلوماسية اللفظي من كلمة "دبلوم" أو الشهادة، اعتبر الدكتور عبد الهادي بوطالب -وهو سفير سابق- في كتابه "مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين" أن الدبلوماسية أداة العمل السياسي المستعملة في إدارة العلاقات الخارجية لدولة معينة بأداء سليم. [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]نماذج تاريخية[/rtl]
[rtl]تتفق شهادات التاريخ السياسي العالمي على أن عمر الدبلوماسية العالمية طويل وممتد إلى حيث دخل العالم عهود الحضارة السياسية، بحيث ذكرتها قصص إلياذة "هوميروس" عندما تحدثت عن الضمانات التي أعطيت للمندوبين عن كل معسكر خلال المحادثات التي كانت تجري بين المتحاربين للاتفاق على هدنة أو سلام. وبعدها ذكر عددا من الأمثلة من العهد القديم والتاريخ اليوناني والروماني وكذا من تاريخ الإمبراطورية البيزنطية في العصر الوسيط، حيث كان السفراء بمثابة مفاوضين مع الخارج دون أن يكونوا دائمين لكن مع عناية خاصة بطقوس البروتوكول.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]تطرق بوطالب أيضا لدبلوماسية الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في بداية القرن السابع الميلادي بعد استقرار دولة الإسلام الأولى بالمدينة، ورسائله المختومة بخاتمه إلى كسرى فارس وهرقل قيصر الروم وغيرهما، موضحا أن الرسول صلى الله عليه وسلم استعمل "أساليب الدبلوماسية ففاوض خصومه وأبرم معهم الصلح ودخل مع بعضهم في حوار وعقد معهم اتفاقيات احترام متبادل وتعايش معهم في سلام واحترام كل دين للدين الآخر، والتقيد بمقتضيات الاتفاق المبرمة بينه وبين الغير".[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]وفي السياق نفسه نفى أن يكون فرنسوا كاليير -أحد دبلوماسيي لويس الرابع عشر- أول من ألف عام 1716 كتابا عن الدبلوماسية بعنوان "طريقة التفاوض مع الملوك"، موضحا أن السيرة النبوية دونت تفاصيل مفاوضات الرسول مع الملوك والأباطرة ونشرت رسائله إليهم كما دونت الاتفاقيات التي أبرمها مع غير المسلمين من قبيل صلح الحديبية مع قريش، وهي وثائق تتوفر لها جميع الشروط  لوصفها بالدبلوماسية.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]التكنولوجيا وثورة الدبلوماسية[/rtl]
[rtl]عرف العالم ثلاث ثورات كبرى كانت الأولى زراعية والثانية صناعية والثالثة معلوماتية غيرت النسيج والسلوك الاجتماعي العالمي وأنماط التفكير البشري، وكانت تلك الثورات برأي بوطالب بمثابة موجات مختلفة الوتيرة انعكست على العمل الدبلوماسي للدول تبعا لطبيعة الموجة التي تركبها، حيث تحتل الدبلوماسية الأميركية الطليعة متبوعة بدبلوماسية أوروبا واليابان، فيما يسير العالم الثالث "بسرعة السيارة في أحسن الأحوال، هذا إذا لم تسر دبلوماسيته على وتيرة سير السلحفاة عندما تكون في موسم الحركة والتنقل".[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]ويركز الكاتب في هذا الباب على التطور الهائل على المستوى التكنولوجي والمعلوماتي والتواصلي أو الاتصالاتي الذي يبدأ من اعتماد الحصان والرسول لحمل الرسالة أو الحقيبة الدبلوماسية وصولا إلى البريد الإلكتروني، ومن قطع المسافات للقاء مسؤول الدولة مع مبعوثيه الدبلوماسيين إلى اللقاء والحديث المباشر بالصورة والصوت من أماكن بعيدة.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]وبفضل هذا التطور تزعمت الولايات المتحدة النظام العالمي الجديد وأخذت تمارس فيه دور القطب الأعظم الوحيد، مستفيدة من نجاح دبلوماسيتها في استقطاب أغلبية الدول للانخراط في نظام العولمة، وتمكنت من ضبط علاقات الأمم بأساليب سريعة الأداء واكتساب فعالية لا تقدر على مجاراتها فيها أي دبلوماسيات دول عظمى.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]فقد ألغت ابتكارات تكنولوجيا الاتصال المتطورة الحدود بين الدول وأغنتها عن آليات الدبلوماسية التقليدية بظهور أجهزة اخترقت الحدود الزمانية والمكانية بحيث لم تعد المعلومة حصرا على تقارير السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية وآلياتهم التقليدية. وباتت الدبلوماسية العصرية هي هذا الاتصال، إذ لا دبلوماسية فاعلة بغير أساليب التواصل التكنولوجي في تلقي المعلومات وإرسالها بشكل أسهل وأشمل وأسرع.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]لقد وفرت التكنولوجيا المتقدمة للدبلوماسية الوقت وأعفت السفراء من الحضور إلى بلدانهم لتقديم المعلومات بشكل دوري، وبات متيسرا عقد الاجتماع مع المسؤولين من مكاتبهم على غرار الشركات المتعددة الجنسيات العملاقة التي تعقد مجالسها الإدارية عبر الأقمار الاصطناعية في جلسة مفتوحة بالصوت والصورة، وهو الأمر الذي لم يعد معه أمام الدبلوماسية في العالم العربي والإسلامي مفر من إعادة النظر في بنياتها وآلياتها وفق مستجدات التقدم التكنولوجي في ميدان الاتصال والتواصل حسب قول المؤلف.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]دبلوماسيات مختلفة وجديدة[/rtl]
[rtl]باتساع وتنوع مجال العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين تنوعت الدبلوماسية وتعددت أشكالها وأغراضها، وبذلك انضافت إلى وزارة الخارجية وبعثاتها الدبلوماسية أجهزة دبلوماسية جديدة منها ما هو رسمي علني ومنها ما يعمل في الخفاء، وكلاهما يدخل في إطار الدبلوماسية الموازية.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]فأما الرسمي منها فمنه ما هو محفوظ لرؤساء الدول من خلال نظام القمة التي تتخذ فيها القرارات بخصوص القضايا السياسية الكبرى، ومنه ما يصطلح عليه بدبلوماسية المنظمات العالمية والجهوية التي تضع السياسات في بعض القطاعات وتتابع تنفيذها، ولا يبقى لوزراء الخارجية إلا تطبيق توجيهاتها.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]وأما الدبلوماسية السرية الموازية فقد عهد بها إلى أجهزة المخابرات التي أصبحت من أهم الوسائل التي يعتمد عليها رؤساء الدول في تصريفهم للشؤون الخارجية، وهي تشكل منافسا قويا للجهاز التقليدي (وزارة الخارجية) بل مراقبا له عن بعد ومقيما لعمله ومصححا لمعلوماته وتعطي عن أدائه تقارير سرية لرئيس الدولة مباشرة.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]ومن الأجهزة المباشرة للدبلوماسية الموازية الفعاليات التي تدخل في ربط علاقات متخصصة بين الدول بحكم وظيفتها ونوعية تخصصها من قبيل البعثات البرلمانية والغرف التجارية والمقاولات والملتقيات الثقافية والعلمية وفعاليات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، وكلها فعاليات ذات دور مؤثر في القرار السياسي ولها مكانتها في خضم التنافس الذي لا يزال يشكل أهم الثوابت للعلاقات الدولية، فضلا عن دبلوماسية وسائل الإعلام التي تسبق البعثات الدبلوماسية في إيصال الخبر والتعليق عليه وتحليله وتقييمه بخبرة قد تفوق خبرة بعض الدبلوماسيين.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]ونظرا لتنوع حقول عمل الدبلوماسية العالمية فقد تنوعت أشكال الدبلوماسيات الوطنية فظهرت الدبلوماسية الاقتصادية والتنموية والإعلامية والرياضية وغيرها من الحقول التي تلتقي عليها العلاقات الخارجية وتقرب بين الشعوب.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]غير أن الدبلوماسية الاقتصادية والتكنولوجية تتزعمان الدبلوماسية العالمية خاصة في ظل سيادة نظام العولمة، إذ لم تعد أغلبية المفاوضات ذات طابع سياسي وتخلت الدبلوماسية السياسية عن دورها لفائدة الدبلوماسية الاقتصادية والتقنية.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]هاتان الدبلوماسيتان دعمتا بأخريين مهمتين هما الدبلوماسية الوقائية والافتراضية كشكلين جديدين من أشكال الدبلوماسية المعاصرة، وتعني الأولى مجموعة من التدابير التي تتخذها الدبلوماسية لتوقي ظهور توتر خطير أو نزاع منذر بالحرب أو تلافي دخول دولتين في حرب وتوقي استخدام دولة نووية سلاحها باعتماد خيار التفاوض وكل ما من شأنه إنهاء النزاعات وتكريس الاستقرار.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]أما الثانية فتستحضر جميع السيناريوهات المحتمل وقوعها وتفترض وقوعها جميعا لتحدد التدابير التي على الدبلوماسية اتخاذها لمواجهتها، معتمدة بالأساس على وسائل الاتصال والتقنيات التكنولوجية.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]في هذا السياق بدت دبلوماسية العالم الثالث على وجه الخصوص عاجزة عن التحكم في قواعد اللعبة التي تدور أشواطها في المحافل الدولية، ولم تستطع الحفاظ على الانتصارات التي حققتها في الستينات، نظرا لعدم مسايرتها لتطور الأحداث والتقدم التكنولوجي وبالتالي ضعف جهازها الدبلوماسي، الأمر الذي استغله الغرب لصالحه وبنى عليه إستراتيجية جديدة لفرض نفوذه السياسي والاقتصادي على العالم الثالث. [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]ويرى الدكتور عبد الهادي بوطالب أن العلاقات الدولية ستظل في الأمد القريب والمتوسط متأثرة باختيارات الولايات المتحدة وتوجهاتها لما لها من نفوذ اقتصادي وعسكري لن تتخلى عنه مهما كان الثمن.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]غير أن ذلك يجب أن لا يفقد الدبلوماسية في العالم الثالث الأمل في ظل وجود إطار مؤسساتي ممثل في منظمة الأمم المتحدة والهيئات الجماعية الأخرى التي من شأن تفعيلها وتقوية دور الإطار المؤسساتي وتهذيب سلوك الدول احتراما للرأي العام العالمي.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]وبناء على ما سبق خلص الكاتب إلى أن أهم أهداف الدبلوماسية في القرن الحادي والعشرين يكمن في ترسيخ النمط الجماعي لتدبير العلاقات الدولية لأنه سينعكس في استتباب الأمن والسلم الدوليين، خاصة إذا تيسرت سبل نجاح مشروع الدبلوماسية الوقائية.[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين   مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:40 pm

دبلوماسية

الدبلوماسية diplomacy/diplomatic هي الفن والعلم في ادارة التواصل بين الدول، وعادة ما يقوم بعملية الحوار وعقد الصفقات التجارية العالمية وتوقيع المعاهدات الدولية طاقم محترف يتكون من الدبلوماسيين. وبتعبير مبسّط، ترمز الديبلوماسية إلى فن الحوار والمخاطبة في التوصل إلى أكبر قدر من المكاسب الاستراتيجية على حساب الفريق الديبلوماسي الخصم، وكثيراً مايستشهد الناطقين بالعربية "بشعرة معاوية" كوصف آخر للدبلوماسية حيث وصف معاوية ابن ابي سفيان علاقته بالناس وكأن بينه وبينهم شعرة، إن هم أرخوا شدها معاوية من جانبه وإن هم شدّوا أرخاها معاوية. و هناك من زاد عليها فقد ذكر د. محمد محبي ان "السلطة المطلقة مفسدة مطلقة الا لله تعالى".ومن الناحية التقليدية يُشار إلى فن التفاوض على أنه الممارسة الرسمية التي تتبعها معظم الأمم في إرسال ممثلين يعيشون في بلدان أخرى. وهؤلاء الممثلون المفاوضون يُعرفون بالدبلوماسيين ويساعدون على استمرارية العلاقات اليومية بين بلادهم والبلاد التي يخدمون فيها. وهم يعملون من أجل مكاسب سياسية أو اقتصادية لبلادهم ولتحسين التعامل الدولي.
فهرست

  • 1 التاريخ
  • 2 معاني الدبلوماسية
  • 3 الواجبات الدبلوماسية
  • 4 الدبلوماسية فى العصر الحديث
  • 5 هيئات العلاقات الدبلوماسية
  • 6 وظائف الممثلين الدبلوماسيين
  • 7 واجبات الممثلين الدبلوماسيين
  • 8 الحصانة الدبلوماسية

    • 8.1 تصنيف الحصانات الدبلوماسية

  • 9 مؤسسات التدريب الدبلوماسي
  • 10 أنواع الدبلوماسية
  • 11 بدء المهمة الدبلوماسية وانتهاؤها
  • 12 انظر أيضا
  • 13 المصادر
  • 14 قراءات إضافية
  • 15 وصلات خارجية
التاريخ
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين 590px-Zhigongtu_full
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Magnify-clip-rtl
Portraits of Periodical Offering, a 6th century Chinese painting portraying various emissaries; ambassadors depicted in the painting ranging from those of Hephthalites, Persia to Langkasuka, Baekje(part of the modern Korea), Qiuci, and Wo (Japan).
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين 240px-Talleyrand-perigord
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Magnify-clip-rtl
French diplomat Charles Maurice de Talleyrand-Périgord is considered one of the most skilled diplomats of all time.
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين 200px-Antoine_de_Favray_001
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Magnify-clip-rtl
A French ambassador in Ottoman dress, painted by Antoine de Favray, 1766, Pera Museum, Istanbul.
ويقسم تاريخ الدبلوماسية إلى مرحلتين: الأولى: تشمل العهد القديم والقرون الوسطى حتى القرن الخامس عشر، وكان التمثيل الدبلوماسي فيها ذا صفة عارضة مؤقتة.
والثانية: تبدأ من القرن الخامس عشر وأصبح التمثيل الدبلوماسي فيها يتصف بصفة الديمومة والاستمرار.
لم تستخدم الأمم دوماً فن التفاوض في حل المشكلات الدولية، فقد استخدم قدماء الرومان الممثلين الدبلوماسيين لأغراض خاصة فقط. ولكن بازدياد تعقيدات العلاقات بين البلدان، وجدت بلدان كثيرة أنها تحتاج إلى ممثلين دائمين في البلدان الأخرى. فظهرت السفارات لأول مرة في إيطاليا أثناء القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديّين حيث استُخدمت في ذلك الوقت بوصفها أماكن للجواسيس، ولعملاء الجاسوسية، بالإضافة إلى الدبلوماسيين. ويعتقد كثير من المؤرخين أن الكاردينال الفرنسي ريتشيليو قد بدأ نظام الممثلين المقيمين خلال القرن السابع عشر.
ويرى بعض العلماء أن الممثلين الدبلوماسيين غير ضروريين في هذه الأيام بسبب سهولة التبادل على أعلى المستويات وتوفر أحدث وسائل الاتصال. ولكن الاتصالات الدبلوماسية الشخصية المتطورة لها عدة ميزات إذ يهتم الدبلوماسيون كثيراً بعقد صداقات مع موظفي الحكومة والمواطنين. وعندما يقدمون اقتراحًا رسميًا، يستطيعون التعويل على هذه الصداقات من أجل مساعدتهم. وباستطاعة الدبلوماسيين اختبار مدى ردود الفعل تجاه الأفكار التي تدرسها حكوماتهم من خلال التحدث مع هؤلاء الأصدقاء.
إن اعتماد السفراء وسيلة للمفاوضات رافق العالم منذ وجوده فالتاريخ حافل بأمثلة وشواهد من هذا القبيل. ومن الطريف أن نلاحظ أن السفراء تمتعوا منذ القديم بحماية خاصة وامتيازات معينة عندما لم تكن قواعد القانون الدولي قد ظهرت للوجود على النحو الذي نراها اليوم. إلا أن هذه الامتيازات كانت تستند قديماً إلى أحكام الدين أو المعاملة بالمثل بينما تستند اليوم إلى قواعد قانونية ملزمة.
وهكذا فقد عرفت الدبلوماسية بمعناها في زمن اليونان والرومان أما الإسلام فاعتمدها أول الأمر وسيلة لنشر الدعوة، فقد بادر النبي الكريم إلى إرسال الرسل داعياً ملوك وأمراء زمنه إلى الإسلام وتبعه خلفاؤه، فاستخدموا الرسل أما لنشر الدعوة الإسلامية قبل بدء الجهاد أو لتبادل الأسرى وإنهاء القتال بعد اندلاع الحرب. كما أقر الإسلام بدءاً من النبي محمد (ص) مبدأ حصانة الدبلوماسي، والرواية معروفة كيف أنه لم يهدر دم رسل مسيلمة الكذاب الذين رفضوا شهادة أن محمداً رسول الله وأصروا على أن موفدهم هو الرسول. وتروى كتب التاريخ أن الدبلوماسية بمعنى التعامل السلمي المطلق قد استعمل منذ زمن العباسيين الذين دأبوا على إرسال أو استقبال الرسل بينهم وبين دار الحرب. ولو تعمق المرء في التاريخ الدبلوماسي الإسلامي لوجده تاريخاً راقياً سواء من حيث الشروط التي كانت تشترط في الرسول أو من حيث مهامه أو حصانته وامتيازاته أو وظائفه.
وقد بدت طلائع ذلك في إيطاليا ولاسيما في مدينة البندقية. وظلت الحال تتأرجح بين قبول مبدأ الدبلوماسية الدائمة أو المؤقتة حتى جاءت الثورة الفرنسية والحروب التي تلتها فقضت على عزلة الدول وأقامت بينها علاقات منتظمة وأخذ العالم يفكر جدياً منذ ذلك الحين بنظام موحد يفرض على الجميع بشأن حقوق الدبلوماسيين الأجانب وامتيازاتهم: فصدر عن مؤتمر ڤيينا لعام 1815 اتفاقية تتناول مهام الدبلوماسيين وحصاناتهم وامتيازاتهم، ثم انعقد مؤتمر اكس لاشابل لعام 1818 فعدل في تصنيف الدبلوماسيين. ومنذ ذلك الحين والجهود تبذل للوصول إلى تقنين دولي للدبلوماسية حتى تمكنت لجنة القانون الدولي التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة من وضع مشروع اتفاقية للعلاقات الدبلوماسية وقد أقرت هذه الاتفاقية في مدينة ڤيينا في 18 نيسان عام 1961 وهي تشكل القانون المتعامل به في هذا المضمار.
كذلك وضعت لجنة القانون الدولي وأقرت الجمعية العامة ل]]لأمم المتحدة]] عام 1969 اتفاقية خاصة بالبعثات الخاصة، وقد عرضت على الدول للمصادقة عليها أو الانضمام إليها وهي في جوهرها لا تخرج عن اتفاقية ڤيينا لعام 1961 لذا يكتفى بالإشارة إليها.
معاني الدبلوماسية
الدبلوماسية هي كلمة مشتقة عن اليونانية (دبلوما) diploma وفعلها دبلون diplon ومعناها الوثيقة التي تطوى على نفسها والتي كانت تصدر عن الشخص ذي السلطان في البلاد وتخول حاملها امتيازات خاصة. وقد دخلت هذه الكلمة المعجم الدولي منذ أواسط القرن السابع عشر حين حلت محل كلمة المفاوضة negotiation وتطور مدلول الدبلوماسية مع الزمن وأصبح يشير إلى معان شتى يمكن أن يتضمنها التعريف العام الآتي: «الدبلوماسية هي فن وعلم إدارة العلاقات الدولية» والدبلوماسية.
الواجبات الدبلوماسية
يقوم المفوضون الدبلوماسيون خارج بلادهم، بجمع المعلومات عن كل شيء ذي قيمة من وجهة نظر بلادهم. ويرسلون تقارير رسمية، غالباً ما تكون في شكل رموز. انظر: الرموز والشفرات.كذلك فإن المفوضين الدبلوماسيين يدافعون عن حقوق مواطنيهم الذين هم خارج البلاد.
يتخذ هؤلاء الدبلوماسيون مقرهم الرئيسي في السفارة أو في المفوضية، والفرق الوحيد بين السفارة والمفوضية هي درجة الدبلوماسي المكلف فالسفير يرأس السفارة، والوزير المفوض يرأس المفوضية.
الدبلوماسية فى العصر الحديث
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين 180px-Indian_Diplomatic_Personnel
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Magnify-clip-rtl
Diplomatic Personnel
هيئات العلاقات الدبلوماسية
تتألف هذه الهيئات من فئتين: الهيئات المركزية والهيئات اللامركزية أو الخارجية، أما الهيئات المركزية فتضم:
1- رئيس الدولة: الذي يختص باعتماد رؤساء البعثات الدبلوماسية، واستقبال نظرائهم الأجانب.
2- وزير الخارجية: وهو يهيمن على السياسة الخارجية في الدولة. و يعد صلة الوصل بين دولته والعالم الخارجي وتصريحاته تقيد بلاده.
أما الهيئات اللامركزية فتتمثل في رجال السلك الدبلوماسي، وهم مصنفون في الفئات الآتية بحسب ما جاء في اتفاقية ڤيينا لعام 1961:
1- السفراء والقاصدون الرسوليون (النونس) - وهم سفراء البابا - ومن في حكمهم (كالمفوض السامي بين دول الكومنولث). وهؤلاء يعتمدون لدى رؤساء الدول.
2- المبعوثون والوزراء المفوضون والقاصدون الرسوليون الوكلاء (الانترونونس) المعتمدون لدى رؤساء الدول أيضاً.
3- القائمون بالأعمال المعتمدون لدى وزراء الخارجية.
وهؤلاء جميعاً هم رؤساء البعثات الدبلوماسية التي تضم إضافة إليهم مستشارين وسكرتيرين وملحقين عاديين وملحقين فنيين.
ولا يجوز التمييز بين رؤساء البعثات بحسب فئاتهم إلا فيما يتعلق بالتشريفات وحق التقدم.
وظائف الممثلين الدبلوماسيين
يقوم الممثل الدبلوماسي بعدد كبير من المهام في البلد المعتمد لديه وقد جاءت اتفاقية ڤيينا في مادتها الثالثة على ذكر أهم هذه الوظائف وهي ما يأتي:
1- تمثيل دولته لدى الدولة المعتمد إليها: و يجوز اعتماد ممثل دبلوماسي واحد لدى أكثر من دولة بشرط موافقة الدولة المحال إليها. وفي مثل هذه الحال يتنقل الممثل بين عواصم الدول المعتمد لديها ويقوم في كل منها بالمهام الأساسية الملقاة على عاتقه ويحل محله في أثناء غيابه قائم بالأعمال بالنيابة.كما يجوز استثناء تكليف مواطن في الدولة المضيفة أن يكون سفيراً للدولة الموفدة إذا وافقت الأولى على ذلك.
2- حماية مصالح دولته لدى الدولة المعتمد لديها.
3- التفاوض باسم دولته لدى الدولة المعتمد لديها.
4- الاستعلام عن الأوضاع والحوادث في الدولة المعتمد لديها.
5- تعزيز العلاقات الودية بين دولته والدولة المعتمد لديها
واجبات الممثلين الدبلوماسيين
تشترط اتفاقية ڤيينا لعام 1961 والعرف الدولي أن يراعى الممثل الدبلوماسي عدداً من الواجبات في أثناء قيامه بعمله وإلا تعرض لحسبان الدولة المعتمدة لديها له شخصاً غير مرغوب فيه. وهذه الواجبات هي ما يأتي:
1- احترام قوانين وأنظمة الدولة المعتمد لديها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
2- عدم إساءة استعمال الأماكن التي تشغلها البعثة.
3- حصر مرجعه مبدئياً بوزارة الخارجية.
4- عدم ممارسة أي نشاط غير ذلك المكلف به بصفة رسمية.
من الجدير بالذكر أن إخلال الممثل الدبلوماسي بالواجبات الملقاة على عاتقه لا يرفع عنه حصانته الدبلوماسية إلا إذا قررت دولته ذلك صراحة، وكل ما يمكن للدولة المستقبلة أن تفعله إزاء الممثل الدبلوماسي المخالف هو أن تطلب من حكومته إما تأنيبه أو سحبه أو تطرده هي بوصفه شخصاً غير مرغوب فيه persona non grata وفق القواعد المقررة لذلك في التعامل الدولي.
ولا تبتعد واجبات البعثات الدبلوماسية الخاصة كثيراً عما تقدم مع مراعاة طبيعتها المؤقتة والاستثنائية كحضور مؤتمر أو حفل زفاف أو تشييع جنازة في البلد المضيف.
الحصانة الدبلوماسية
يتمتع الدبلوماسيون بامتيازات وحصانات متعددة مهمة أثناء خدمتهم خارج بلادهم. وتعود هذه الامتيازات لكونهم الممثليين المباشرين لقوى ذات سيادة، وبإمكان هؤلاء الدبلوماسيين أن يتمتعوا باستقلال تام في التصرف لتأدية واجباتهم. وتُبنى هذه الامتيازات على مبدأ خروجهم عن نطاق التشريع الوطني. وهذا المبدأ الذي يستعمل في القانون الدولي، يشتمل على ضمان بقاء الناس الذين يعيشون في بلدان أجنبية في نطاق سلطات حكوماتهم الأصلية.
وهناك أربع مزايا وحصانات دبلوماسية هي: 1- لا يجوز إلقاء القبض عليهم لأي سبب. ويتمتع أفراد أسرهم بهذا الاستثناء. 2- لا يجوز تفتيش أو احتجاز مساكنهم وأوراقهم وأمتعتهم. 3- لا يجوز فرض ضرائب على ممتلكاتهم الشخصية من قبل البلاد التي يخدمون فيها. 4- يتمتع الدبلوماسيون وعائلاتهم وموظفوهم بحرية العبادة الكاملة.
تصنيف الحصانات الدبلوماسية
يذهب اتجاه حديث إلى التمييز بين حصانات وامتيازات البعثة وسجلاتها وامتيازات وحصانات عمل البعثة، وحصانات وامتيازات المبعوث الدبلوماسي. أما اتفاقية ڤيينا فلم تلجأ إلى تبويب معين. غير أن المتتبع لنصوص المواد (21-39) التي تعالج أمر الحصانات قد يجد من الملائم تصنيف الحصانات الدبلوماسية في نوعين رئيسيين:
أولاً ـ حصانات وامتيازات البعثة الدبلوماسية: وهي تضم الحصانات العائدة لدار البعثة وسجلاتها ولعملها معاً على التفريع الآتي:
1- تلتزم الدولة المضيفة بأن تيسر قوانينها اقتناء الدار اللازمة في إقليمها للدولة المعتمدة أو أن تساعدها على الحصول عليها بأي طريق أخرى. بحسب ما تسمح به أنظمتها الداخلية.
2- تكون حرمة دار البعثة مصونة، ولا يجوز لموظفي الدولة المضيفة دخولها إلا برضا رئيس البعثة أو من يقوم مقامه في حال غيابه. ويترتب على الدولة المضيفة التزام خاص باتخاذ جميع التدابير المناسبة لحماية دار البعثة من أي اقتحام أو ضرر ومنع أي إخلال بأمن البعثة أو مساس بكرامتها. وتعفى دار البعثة وأثاثها وأموالها الأخرى الموجودة فيها ووسائل النقل التابعة لها من إجراءات التفتيش والاستيلاء والحجز والتنفيذ، ويذهب بعضهم إلى منع التبليغ على باب البعثة. على أنه يجوز للسلطات المحلية دخول مقر البعثة بصفة استثنائية في أحوال الضرورة القصوى كما لو شبت النار في مبنى البعثة، أو لمنع ارتكاب الجرائم، ويلحق بالبناء ملحقاته كالحديقة والمرآب وأجزاء الأبنية والأراضي الملحقة بها (بغض النظر عن مالكها) المستخدمة في أغراض البعثة بما فيها منزل رئيس البعثة.
ويمنع العرف الدولي البعثة من منح اللجوء للمجرم العادي أما منح اللجوء للمجرم السياسي. فالتعامل فيه غير مستقر بصورة قاطعة مما يجعل الأمر متروكاً للعرف الإقليمي أو للاتفاقات الخاصة بهذا الموضوع. وعلى كل حال فلا يجوز لرئيس البعثة الدبلوماسية ممارسة هذا الحق بحال من الأحوال إلا بعد موافقة حكومته الصريحة على منح اللجوء السياسي لطالبه وشريطة أن يكون طالب اللجوء السياسي في خطر محدق.
3- تكون حرمة محفوظات البعثة الدبلوماسية ووثائقها مصونة دائماً وأياً كان مكانها.
4- تجيز الدولة المضيفة للبعثة الدبلوماسية حرية الاتصال لجميع الأغراض الرسمية وتصون هذه الحرية. ويجوز للبعثة عند اتصالها بحكومة الدولة المعتمدة وبعثاتها وقنصلياتها الأخرى أينما وجدت أن تستخدم جميع الوسائل المناسبة بما في ذلك الرسل الدبلوماسيين والرسائل المرسلة بالرموز والشيفرة. على أنه لا يجوز للبعثة تركيب أو استخدام جهاز لاسلكي إلا برضا الدولة المضيفة.
وتكون حرمة المراسلات الرسمية للبعثة مصونة، ويقصد «بالمراسلات» جميع المراسلات المتعلقة بالبعثة ووظائفها. أما «الحقيبة الدبلوماسية» diplomatic pouch فلا يجوز فتحها أو حجزها إذا كانت تحمل علامة خارجية ظاهرة تبين طبيعتها وبشرط عدم احتوائها إلا على الوثائق الدبلوماسية والمواد المعدة للاستعمال الرسمي. على أن المعمول به فعلاً أن من حق السلطات المختصة في الدولة المضيفة أن تطلب الاطلاع على محتويات الحقيبة بحضور مندوب عن البعثة إذا قام لديها دليل أكيد على وجود مخالفة فيها وإلا كان للدولة المضيفة إعادة الحقيبة إلى الدولة المرسلة من دون فتحها.
5- تعفى الدولة المعتمدة وتعفى مرافقها من جميع الرسوم والضرائب القومية أو الإقليمية أو البلدية ما لم تكن مقابل خدمات معينة (رسوم الكهرباء والهاتف والماء مثلاً..). وتعفى الرسوم والمصاريف التي تتقاضاها البعثة في أثناء قيامها بواجباتها الرسمية من جميع الرسوم والضرائب (المقصود ضريبة الدخل بشتى أنواعها).
وتقوم الدولة المضيفة وفقاً لقوانينها بالسماح بدخول المواد المعدة لاستعمال البعثة وإعفائها من جميع الرسوم الجمركية والضرائب والتكاليف الأخرى غير تكاليف النقل والخدمات والتخزين. وينبغي، في رأي الفقه، تفسير هذه التكاليف تفسيراً ضيقاً بحيث لا يحشر معها مالا يمت إليها من الرسوم الأخرى بصلة.
6- يحق لرئيس البعثة الدبلوماسية دون سواه أن يرفع علم دولته وشعارها على دار البعثة بما فيها منزله وعلى وسائل نقله.
ثانياً ـ حصانات وامتيازات المبعوث الدبلوماسي: المقصود بالمبعوث الدبلوماسي هنا رئيس البعثة أو أحد موظفي البعثة ذو الصفة الدبلوماسية (الوزير المفوض، المستشار، السكرتير، الملحق..).
للدولة المضيفة الحق الكامل في إبداء رأيها في المبعوث الدبلوماسي وبالتالي الحق في رفضه وعدّه شخصاً غير مرغوب فيه حتى قبل وصوله إلى إقليمها. فإذا ما وافقت عليه يرتب عليها القانون الدولي العام أن تمنحه الحصانات والامتيازات الشخصية والقضائية والمالية المقررة بدءاً من تاريخ وصوله إلى أراضيها حتى انتهاء مهمته بمغادرته البلاد أو بعد انقضاء فترة معقولة من الزمن تمنح له هذا الغرض. وهي تظل قائمة إلى ذلك الوقت حتى في حالة وجود نزاع مسلح. كما تستمر الحصانة قائمة بالنسبة إلى الأعمال التي يقوم بها هذا الشخص أثناء أداء وظيفته بوصفه أحد أفراد البعثة. حتى لو عاد بعد ذلك إلى البلد المضيف شخصاً عادياً. وتوجز هذه الحصانات بما يأتي:
1- الحصانة الشخصية: وهي من أقدم الحصانات التي يتمتع بها المبعوثون الدبلوماسيون ويقال إن سائر الحصانات الأخرى تتفرع عنها. وهذه الحصانة تعني أن تكون حرمة شخص المبعوث الدبلوماسي مصونة ولا يجوز إخضاعه لأي صورة من صور القبض أو الاعتقال، ويجب على الدولة المضيفة معاملته بالاحترام اللائق واتخاذ سائر التدابير المناسبة لمنع أي اعتداء على شخصه أو حريته أو كرامته. كذلك يتمتع المنزل الخاص الذي يقطنه المبعوث بذات الحصانة والحماية التي تتمتع بها دار البعثة، ويجب على الدولة المضيفة أن تساعد البعثات عند الاقتضاء في الحصول على المساكن اللائقة بهم. كما تتمتع أوراق المبعوث ومراسلاته وأمواله الرسمية بالحصانة. وضماناً لقيامه بوظيفته بحرية واستقلال تكفل الدولة المعتمد لديها حرية الانتقال والسفر في إقليمها لجميع أفراد البعثة الدبلوماسية، طبعاً مع عدم الإخلال بقوانينها وأنظمتها. وقد بدأت تظهر مؤخراً قيود على الحصانة الشخصية للدبلوماسي بحجة ضمان الأمن القومي للبلد المضيف وعلى الرغم من أن هذه القيود تعرضت وتتعرض لنقد من الفقه الدولي إلا أن الدول وخاصة العظمى منها تطبقها باضطراد.
2- الحصانة القضائية: تهدف الحصانة القضائية إلى منع إخضاع الدبلوماسي من حيث المبدأ لقضاء وقوانين الدولة المضيفة، وهي تترتب على الصفة التمثيلية التي يتمتع بها كما أنها إحدى نتائج حرية التصرف التي يجب كفالتها للمبعوث الدبلوماسي تأكيداً لمبدأ سيادة الدولة المستقلة. ويرى بعضهم ضرورتها للممثل أثناء أدائه لأعمال وظيفته حتى لا تتخذ الدول القضاء وسيلة لمراقبة تصرفات مبعوثي الدول ذات السيادة. وينبني على الحصانة القضائية عدم إخضاع المبعوث الدبلوماسي للقضاء الجزائي للدولة المضيفة مهما كانت طبيعة الجرم المرتكب (مخالفة، جنحة، جناية). كل ما يمكن للدولة المضيفة أن تفعله هو أن تلفت نظر دولته أو تطلب سحبه أو طرده بحسب نوعية الجرم الذي أقدم عليه. وهنا أيضاً تميل بعض الدول للحد من هذه الحصانة بحجة حماية الأمن القومي للبلد المضيف وينال هذا من نقد الفقه الدولي ما يناله لأنه إذا أسيئ استخدامه يؤول إلى نفي الحصانة الدبلوماسية المقررة في القانون.
كذلك يعفى المبعوث الدبلوماسي من اختصاص القضائين المدني والإداري للدولة المضيفة إلا في الحالات الآتية:
أ ـ الدعاوى العينية المتعلقة بالأموال العقارية الخاصة في إقليم الدولة المعتمد لديها ما لم تكن حيازته لها بالنيابة عن الدولة المعتمدة لاستخدامها لأغراض البعثة.
ب ـ الدعاوى المتعلقة بشؤون الإرث والتركات والتي يدخل فيها بوصفه منفذاً أو مديراً أو وريثاً أو معطى له ذلك بالأصالة عن نفسه لا بالنيابة عن الدولة المعتمدة.
ت ـ الدعاوى المتعلقة بأي نشاط مدني أو تجاري يمارسه في الدولة المعتمد لديها خارج وظائفه الرسمية، علماً بأن مثل هذا النشاط محظور عليه أصلاً.
كذلك يتمتع المبعوث الدبلوماسي بالإعفاء من أداء الشهادة أمام المحاكم مهما كان نوعها أو اختصاصها أو درجتها.
كذلك لا يجوز اتخاذ أية إجراءات تنفيذية إزاء المبعوث إلا في الحالات الثلاث التي يخضع فيها للاختصاص القضائي المحلي كما هو مبين آنفاً وبشرط إمكان اتخاذ الإجراءات دون المساس بشخصه. و صعوبة تحقق هذا الشرط واضحة إذ يمكن معها القول بصعوبة اتخاذ هذه الإجراءات إلا بدقة متناهية. هذا ويجوز للدولة المعتمدة أن تتنازل صراحة عن الحصانة القضائية التي يتمتع بها المبعوثون الدبلوماسيون. وهذا هو التنازل العلني. وهناك تنازل ضمني يتجلى فيما إذا أقام المبعوث الدبلوماسي أي دعوى وعندها لا يجوز له الاحتجاج بالحصانة القضائية بالنسبة إلى أي طلب عارض يتصل مباشرة بالطلب الأصلي، ولكن هذا لا يرفع عنه الحصانة إطلاقاً كما هو الملاحظ.
كذلك فالتنازل عن الحصانة القضائية بالنسبة لأي دعوى قانونية لا ينطوي على أي تنازل عن الحصانة بالنسبة إلى تنفيذ الحكم بل لابد لهذه الحالة الأخيرة من تنازل مستقل، وهذا الحكم الذي تضمنته المادة 33ف4 من اتفاقية ڤيينا منتقد أخلاقياً ومنطقياً لأنه ينفي أهمية التنازل عن المقاضاة.
3- الحصانة المالية: يعفى المبعوث الدبلوماسي من جميع الرسوم والضرائب الشخصية أو العينية، القومية أو الإقليمية أو البلدية باستثناء ما يلي:
أ ـ الضرائب غير المباشرة التي تدخل أمثالها عادة في ثمن الأموال أو الخدمات.
ب ـ الرسوم والضرائب المفروضة على الأموال العقارية الخاصة في إقليم الدولة المضيفة.
ت ـ الضرائب التي تفرضها الدولة المضيفة على التركات.
ث ـ الرسوم والضرائب المفروضة على الدخل الخاص الناشئ في الدولة المضيفة، والضرائب المفروضة على رؤوس الأموال المستثمرة في المشروعات التجارية القائمة في تلك الدولة.
ج ـ المصاريف المفروضة مقابل خدمات معينة.
ح ـ رسوم التسجيل والتوثيق والرهن العقاري ورسم الطابع والرسوم القضائية بالنسبة إلى الأموال العقارية الخاصة.
كذلك تقوم الدولة المضيفة وفقاً لما تسنه من قوانين وأنظمة بالسماح بدخول المواد المعدة للاستعمال الخاص للمبعوث الدبلوماسي أو لأفراد أسرته من أهل بيته بما في ذلك المواد المعدة لاستقراره مع إعفائها من جميع الرسوم الجمركية والضرائب والتكاليف الأخرى غير تكاليف التخزين والنقل والخدمات المماثلة.
مؤسسات التدريب الدبلوماسي

أنواع الدبلوماسية
1ـ فمن حيث أطراف العلاقة الدولية: هناك الدبلوماسية الثنائية أي الدبلوماسية بين دولتين، وهناك الدبلوماسية الجماعية، أي الدبلوماسية بين مجموعة من الدول عن طريق المؤتمرات أو المنظمات الدولية، يسمي بعضهم النوع الأخير الدبلوماسية البرلمانية parliamentary diplomacy. وقد شاع هذا النوع الثاني، بتواتر وتصاعد، منذ عصبة الأمم وحتى اليوم.
2ـ ومن حيث الشكل الذي تأخذه إدارة العلاقات الدولية: هنالك الدبلوماسية السرية وهي التي تجري بين الكواليس وتكتم نتائجها كلاً أو بعضاً عن الغير أو حتى عن رعايا الدول المتفاوضة. وهناك الدبلوماسية العلنية وهي التي تتضح نتائجها فور انتهائها حتى لو جرت المفاوضات بشكل غير علني. وقد كان إنشاء عصبة الأمم بهيئاتها ومجالسها العلنية واشتراط ميثاقها تسجيل المعاهدات المبرمة بين الدول ونشرها تحت طائلة بطلانها، كان محاولة من جانب مؤسسي العصبة للخلاص من عهد الدبلوماسية السرية secret diplomacy الذي ساد حتى ذلك التاريخ.
3ـ ومن حيث الوسائل المستخدمة في إدارة العلاقات الدولية: يمكن القول بوجود دبلوماسية سلم تقوم على أساس المفاوضة بين الدول المعنية وهذا هو الأصل، ودبلوماسية عنف أو ما سمي دبلوماسية السفن الحربية Gun Boat Diplomacy تتجلى في تحقيق الدولة لأغراضها عن طريق اتباع وسائل الزجر والعنف بما في ذلك الحرب التي يعدها بعضهم استمراراً للنشاط الدبلوماسي للدولة في ميدان آخر غير ميدان المفاوضات.
بدء المهمة الدبلوماسية وانتهاؤها
إنشاء العلاقات الدبلوماسية وقطعها حق مطلق للدول لأنه من أهم مستتبعات السيادة. فلا تلزم دولة بالدخول في علاقات مع غيرها من الدول إلا برضاها. وكذلك برضا الدول صاحبة العلاقة تتحدد درجة العلاقة الدبلوماسية ونوعها. (سفارة، مفوضية، بعثة على مستوى القائم بالأعمال).
والتمثيل الدبلوماسي حق للدول المستقلة. فلها وحدها - من حيث المبدأ - حق إيفاد المعتمدين الدبلوماسيين (وهذا هو الجانب الإيجابي من حق التمثيل). وحق استقبالهم (وهذا هو الجانب السلبي من حق التمثيل). ولكن لا يمكن لدولة إرغام دولة أخرى على قبول معتمديها وإن كان الواقع يجعل من التبادل الدبلوماسي ضرورة حيوية تفرضها متطلبات العصر، عصر التكامل والتكافل بين الأمم. أما الدول ذات السيادة الناقصة، كالدول المحمية مثلاً، فتتولى الدولة الحامية مهمة تمثيلها في الخارج وقد تسمح لها بممارسة حق التمثيل السلبي بموجب صك الحماية كما كانت الحال عليه أيام الحماية على تونس والمغرب قبل استقلالهما عام 1956.
ومن ناحية أخرى فلا تلزم دولة قبول شخص ما كممثل دبلوماسي لدولة أخرى إلا إذا وافقت عليه. لذلك يسبق تعيين الممثل عادة عملية استمزاج تعرض فيها الدولة الموفدة اسم مرشحها للمنصب لتبدي الدولة الأخرى رأيها فيه سلباً أو إيجاباً. وهي في حالة الرفض غير ملزمة ـ قانوناً بيان أسباب رفضها وما على دولة المرشح إذا كانت حريصة على تمتين علاقاتها بالدولة الرافضة إلا أن تقدم مرشحاً جديداً.
يصطحب المبعوث الدبلوماسي معه كتاب اعتماد credentials موجه من رئيس الدولة المعتمدة إلى رئيس الدولة المعتمد لديها. إلا إذا كان المبعوث من رتبة قائم بالأعمال فيكون كتاب اعتماده من وزير خارجيته إلى وزير خارجية الدولة المعتمد لديها. ويعدّ كتاب الاعتماد وثيقة التفويض التي يعتمد بموجبها المبعوث الدبلوماسي والتي تخوله حق ممارسة وظائفه بما فيها التفاوض باسم بلاده والإقرار بأن النص المتفق عليه هو النص المعتمد. كما تخوله حق التمتع بالحصانات والامتيازات التي يرتبها له القانون الدولي. وباعتبار أن كتاب الاعتماد وثيقة شخصية تصدر من رئيس دولة إلى رئيس دولة أخرى فإنه قد يحتاج إلى تجديد في بعض الحالات وخاصة حين يتم تغيير رئيس إحدى الدولتين بطريقة غير مشروعة.
يقدم الممثل الدبلوماسي أوراق اعتماده لرئيس الدولة المعتمد لديها أو لوزير خارجيته بحسب صفته وضمن مراسم protocol معينة تختلف من دولة لأخرى ولكن يشترط فيها عدم التمييز بين الممثلين الدبلوماسيين من الفئة نفسها. وتراعى في المراسم أقدمية الممثل الدبلوماسي، وهذه الأقدمية تتحدد بحسب النظام المتبع في كل دولة إما من تاريخ التبليغ الرسمي لوصول المبعوث الدبلوماسي وإما من تاريخ تقديم كتاب الاعتماد.
ويبقى الممثل الدبلوماسي قائماً على رأس عمله إلا إذا انتهت مهمته. ويكون ذلك في واحدة من الحالات الآتية: الاستقالة، الاستدعاء من حكومته، طرده من حكومة الدولة المضيفة، وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وقطع هذه العلاقات لا يعني بالضرورة قطع العلاقات القنصلية بين البلدين كما لا يعني بالضرورة أن حرباً ستنشب بينهما. على عكس الحرب فهي تستتبع عادة قطع العلاقة الدبلوماسية بين المتحاربين.
وتجدر الإشارة إلى أن اتفاقية البعثات الخاصة لعام 1969 تفصل بين إرسال هذه البعثات ووجود علاقات دبلوماسية أو قنصلية فلا يشترط لإرسال البعثات الخاصة وجود مثل هذه العلاقات (م7 من اتفاقية عام 1969).[1]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Empty
مُساهمةموضوع: رد: مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين   مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2013 6:44 pm


عالم بلا حدود: الهند الجديدة عمرها ستون عاماً
فاروق لقمان

عندما نزلت من الباخرة البريطانية التي أقلَّتني من عدن إلى المدينة التي كانت تسمى بومبي ثم تحولت منذ أعوام إلى ممباي، لم أكن أتوقع أن أرى بلداً راقياً متقدماً إلى ذلك الحد بعدما شاهدت عدة مستعمرات عربية وإفريقية حتى جاء حين الدراسات الجامعية عام 1954. فقد كانت المدينة واحدة من الأكثر تطوراً في العالم الثالث بعد استعمار بريطاني دام حوالي ثلاثمائة عام تقريباً.
لذلك فوجئت بعدد الجامعات التي تعتمد اللغة الإنكليزية ويتخرج منها حملة الليسانس BA والماجستير MA والدكتوراة بالإضافة إلى الطب والهندسة والبيطرة والزراعة والمحاسبة وكافة العلوم الجامعية المعروفة في الدول الغربية وإلى حد ما في مصر وحدها لأن الدول العربية الأخرى كانت لا تزال بعيدة عن اللحاق بالقاهرة في عدد الجامعات والدراسات التي توفرها الجامعة المصرية – فؤاد سابقاً – والأمريكية والإسكندرية.
ولما تجولت في المدينة اشتد إعجابي بالتخطيط المحكم من طرقات واسعة تقطعها الحافلات ذات الطابقين والترام والقطارات من الجنوب إلى الشمال بالإضافة إلى شبكة سكة حديد تصلها ببقية أنحاء الهند. ورأيت عدة فنادق من ذوات النجوم الخمس وعلى رأسها «تاج محل» الذي بناه هندي اسمه جامشيد تاتا في وقت كانت فنادق عدن الجيدة من ذوات النجمتين والثلاث ولم تكن قد عرفت نظام الترام والأوتوبيسات كمصر والهند وليس فيها خط قطارات يصلها بخارج حدود المستعمرة.
وبعد أربع سنوات جامعية كنت قد طفت بالجزء الأكبر من شبه القارة من ممباي إلى أقصى الجنوب حيث تقع ولاية كيرالا الحالية – اسمها السابق ملبار التي استوطنها عرب اليمن خصوصاً حضرموت منذ مئات السنين. وفي كل محطة شمال أو جنوب المدينة الجامعية، كنت أزداد اعجاباً بنجابة الهنود ونشاطهم وطبعاً بالتنظيم البريطاني الذي حافظوا عليه ومعه الخدمة المدنية والاتصالات والمواصلات والدراسات العليا. وأتذكر أنني قطعت المسافة بين ممباي وجبال الهملايا – كشمير بالذات – بالقطار والسيارات خلال 24 ساعة وهناك فوجئت بأجمل بقاع الهند وبوجود أحدث خدمة بريد وهاتف مع كليات ومستشفيات ليس لها مثيل في المستعمرات الأخرى التي زرتها.
لكن الهند كانت أيضاً ترزح تحت أوضاع بريطانية استغلتها لصالحها واستبدت بخيراتها وحرمتها من إمكانيات التقدم الصناعي والازدهار الزراعي لأن لندن كانت تفضل أن تصدر لها معظم احتياجاتها بغالي الثمن وتستورد منها خاماتها بأرخص الأسعار العالمية. ثم أنها كانت تعتمد سياسة فرق تسد وتفضل بعض الفئات والطوائف والمذاهب على بعضها ومنها الفرس والهنود المسيحيين الانجلوز لاعتمادها عليهم كما أن القوات المسلحة كانت مؤلفة من طبقات خاصة دون أخرى. وهذا ما أدى بعد ذلك إلى تناحرها ونشوب صراعات طائفية وطبقية كما نشهد اليوم في أكثر من ولاية رغم أن الدستور الهندي الذي وضعه أحد جهابذة المنبوذين كما كان يسميهم البريطانيون يحرم الطبقية وأدى قبل أعوام لاختيار أحد المنبوذين رئيساً للجمهورية. واليوم ترأس سيدة دولة الجمهورية الهندية للتأكيد على عدم وجود أو الاعتراف بفضل جنس الذكور على الإناث رغم تفضيل الآباء لذكور المواليد على الإناث. لهذا تشهد الهند نسبة عالية من عمليات الإجهاض الظالم لمنع الوضع لو عرف الأب أن زوجته حامل بأنثى.
ولأن المساحة المتاحة هنا محدودة لاستعراض تاريخ الهند الحافل سأختصر المسافة للوصول إلى الوضع الحالي بمناسبة احتفال الهند بالذكرى الواحدة والستين لاستقلالها عن بريطانيا التي استعمرتها مئات السنين وهي لا تساوي مساحة إحدى ولاياتها أو 75 ألف ميلاً مربعاً وكان عدد سكانها لا يكادوا يملأون مدينة ممباي أو دلهي أو مدراس. لكن التقنية البريطانية المذهلة بعد الثورة الصناعية أخضعت الهند لإرادتها وأطماعها كما حدث بين الدول الاستعمارية الأخرى وبقية آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.
كتبت بعض المقالات القصيرة عن الطفرة الهندية المدهشة التي تجري أمام أعيننا بينما تلهث الدول الأخرى – أو أنها لا تلهث أبداً – لتقليدها، ولم أخف إعجابي بالثورة الصناعية والإلكترونية خاصة والفضائية التي جعلت من شبه القارة الأولى في عالم صناعة وتصدير البرامج وتقديم الخدمات عالمياً عبر الإيميل، في الوقت الذي طورت تقنياتها في إطلاق الصواريخ بعد تصنيعها وبناء الاسلحة النووية والغواصات والبوارج وحاملة طائرات حديثة. وباتت قادرة على تصدير أعداد متزايدة من الأيدي – بل العقول – الماهرة حتى إلى أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا. وحالياً تضم الهند حسب آخر احصاء حوالي ثلاثمائة مليون نسمة ممن ينتمون إلى ما يسمى الطبقة المتوسطة وهو أضعاف عدد سكان بريطانيا وما يقارب كل سكان العالم العربي أو الولايات المتحدة يمنح الهند مبررات العز والافتخار بإنجازات مهولة لا مثيل لها إلا في الصين المجاورة مع الفارق، فالهند عكس الصين حققت كل ذلك عن طريق النظام الديمقراطي، دستور يضمن كافة الحريات، برلمان ومجالس منتخبة حتى المحلية، صحافة باهرة في مساحة حرياتها، قضاء محترم إلى حد كبير –طبعاً كمثله في العالم الثالث لا يخلو من الفساد والمفسدين– قوات مسلحة وشرطة منظمة، ومساواة قانونية بين الطبقات رغم كل الصراعات بين الأثرياء والفقراء وتعددية حزبية يندر أن تجد لها مثيلاً في العالم الثالث رغم كل النقائص والعيوب، حتى الماركسية منها لا تزال تمارس نشاطها لكن بدون المنكرات التي كانت تمارسها مثيلاتها في الدول الأخرى من قتل وسحل واعتقالات أبدية وكتم أنفاس واغتيالات مدبرة بتنفيذ رسمي بدون نشرها طبعاً لأن الصحف كانت ملكاً للحزب الشيوعي الحاكم في كل مكان.
كيف حال الهند اليوم؟ رغم الحروب الأهلية في أوريسا وكشمير وآسام وأوترابراديش، ورغم المافيا الإجرامية هنا وهناك فإنها في تقدم مستمر وبسرعة مذهلة وصلت إلى دخل فردي يتراوح بين ثمانية وتسعة في المائة أقل من الصين بدرجة واحدة.
عندما كنت ساكناً في داخل الكلية كان لدينا هاتفاً واحداً فقط لمائتي طالب، اليوم يتمتع بالهاتف الجوال مائتين وخمسين مليوناً يُضاف إليهم بين ثمانية وتسعة ملايين مشتركاً كل شهر مقابل ما بين مليونين وثلاثة ملايين في الولايات المتحدة، وكان ذلك ممكناً لأن متوسط دخل الفرد تجاوز ألف دولار في السنة مقابل ثلاثمائة قبل عشر سنوات، وارتفعت مدخراتها الاحتياطية من خمسة مليارات عام 1991 إلى ثلاثمائة وعشرة مليارات بحلول يوليو من العام الجاري، أما إجمالي الإنتاج المحلي فهو ثلاثة ألف مليار دولار يقوم بجمعه خمسمائة مليون شخص منهم ستون بالمائة في الزراعة والبقية في الصناعات والخدمات، وبالنظر إلى ارتفاع الأسعار عالمياً استفاد منتجو الأرز والقمح والدهون، والقطن، والشاي وقصب السكر والبطاطس لكن معظمه يذهب إلى موائد الهنود وليس إلى الصادرات كما أنها تنفق ثروات هائلة على استيراد النفط ومشتقاته لأنها لا تملك من الثروة المدفونة ما يكفيها، حتى صادراتها التي تشمل الأقمشة والمجوهرات والصناعات والإلكترونيات لا تتجاوز مائة وأربعين مليار دولار مقابل مائتين وعشرين مليار قيمة الواردات من النفط والصناعات الثقيلة والكيماويات والأسمدة، وتعتمد كثيراً على شريكاتها التجارية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين.
وإذا كان علي أن أختار أهم وأحب ما اجتذبني إلى الهند فلن أتردد في انتقاء نجاحها الباهر في تحقيق كل ذلك رغم أخطر الصعوبات التي تصادفها والمصائب التي نزلت عليها وهي متمسكة بأفضل ما يمكن أن يستمتع به المواطن: حرياته العديدة في كل مجالات حياته. تقريباً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مسار الدبلوماسية العالمية ودبلوماسية القرن الواحد والعشرين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصين في القرن الواحد والعشرين: التحدي الأكبر
» رؤى مستقبلية: كيف سيغير العلم مستقيلنا في القرن الواحد والعشرين
» بحث حول الإنتشار النووي و مخاطر حروب القرن الواحد و العشرين
»  أوروبا في القرن التاسع عشر والعشرين
» الأمن المائي في البلدان النامية في القرن الحادي والعشرين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1