منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟  Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟  Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟  Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟  Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟  Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رستم غزالي
وسام التميز
وسام التميز



عدد المساهمات : 209
نقاط : 469
تاريخ التسجيل : 10/11/2012

لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟  Empty
مُساهمةموضوع: لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟    لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟  Emptyالثلاثاء أبريل 02, 2013 12:20 am

بعد مرور أكثر من 700 عام :لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟
قصة سقوط بغداد، عاصمة الدولة العباسية الثانية، قصة مثيرة للشجن والأسف والرهبة، وفوق كل هذا..الدهشة. صحيح أن القانون الطبيعي الذي يسير به التاريخ يقضي بسقوط الدول والامبراطوريات كلما اتسعت رقعتها الجغرافية، وطال عمرها الافتراضي، وتشعبت أطرافها، وكثرت مراكز القوى داخل بلاط حكمها؛ إلا أن قصة سقوط العرب في بغداد له وضع خاص جدا، ربما لأنها ارتبطت بالهجوم المغولي على المشرق العربي، والمغول كما أوضح المؤرخون أغرب ظاهرة عرفها التاريخ البشري، وربما لأنها أبلغ رمز للأمة حين يبلغ بها الهوان مبلغه، وتصبح كما يقولون بلغة الشعراء أضعف من الضعف نفسه.
وقد يكون السبب في ذلك أن ملابسات السقوط، ونقصد الظروف الداخلية للبيت العباسي، تثير فينا الدهشة من حال أمة استمر الدعاء لها من على المنابر ما يزيد عن خمسمائة عام لتسقط بعدها بكل سهولة وخزي أمام الزحف المغولي دون أدنى محاولات جادة للصمود والمقاومة. نقولها بطريقة مختلفة بعض الشيء، ما السبب أو أجدى الأسباب التي جعلت بغداد تقع بكل سهولة في أيدي المغول؟ الطبيعي أن يكون هناك قدر من المقاومة، فترة من الصمود، عناد، إصرار على البقاء والحياة، غريزة ورغبة في الحفاظ على الكرامة والشرف والعزة. لكن ما حدث وما يرويه لنا الرواة شيء مختلف تماماً.
أول أسباب السقوط كان يتعلق بخليفة المسلمين في ذلك الوقت، وهو المستعصم، آخر خلفاء بني العباس. كانت حالته وتركيبته الشخصية، مثلها مثل الدولة التي يقوم على أمرها، حيث الضعف والهوان وانعدام الخبرة بالحكم والقيادة، والاعتماد على الموالي في تسيير أمور الدولة، وفوق كل هذا، الانغماس في الملذات وليالي الغناء حتى الثمالة.
ويصف لنا ابن طباطبا في كتابه "الفخري في الآداب السلطانية" شخصية المستعصم الذي حكم المسلمين من 640 إلى 656 هـ (1242 1258م)، قائلاً: "كان رجلاً متديناً، لين الجانب، سهل العريكة، سهل الأخلاق، ضعيف الوطأة (رحيماً بالآخرين)، إلا أنه كان مستضعف الرأي، ضعيف البطش، قليل الخبرة بأمور المملكة، مطموعا فيه، غير مهيب في النفوس، ولا مطلع على حقائق الأمور، وكان زمانه ينقضي أكثره في سماع الأغاني، والتفرج على المساخرة. وفي بعض الأوقات يجلس في خزانة الكتب جلوساً ليس فيه كبير فائدة، وكان أصحابه مستولين عليه، وكلهم جهال من أراذل العوام"، ولم تكن مثل هذه الصفات، إلى جانب الشغف والهيام الشديد بالراقصين والراقصات، من الإدعاءات التي يرى البعض أن الرواة قد ألصقوها ظلما وعدوانا بالخلفية المستعصم؛ فالمصادر الصينية التي تناولت الحقبة المغولية وهجومها على المشرق الإسلامي تقول إن هذا الخليفة كان "سماعا للموسيقى، معتقداً بقدرتها على تخفيف آلام صداع رأسه".
وحين كانت تأتيه أخبار الانتصارات الساحقة التي يحققها المغول يوما بعد يوم، وبعد أن ترفع إليه التقارير التي تتحدث عن الفظائع التي يرتكبها القادمون من جهة الشرق، يأتي رده الوحيد: "أنا بغداد تكفيني ولا يستكثرونها لي إذا نزلت لهم عن باقي البلاد، ولا أيضا يهجمون علي وأنا بها، وهي بيتي ودار مقامي"، بمعنى آخر، كان لديه الاستعداد التام للتنازل عن التركة العباسية التي تمتد شرقا وغربا في مقابل أن يحتفظ ببغداد، ولحظتها تختزل الدول العباسية صاحبة أطول شهادة ميلاد في تاريخ الحضارة الإسلامية (من 12 ربيع الأول سنة 132 هـ 749م إلى أوائل صفر 656 هـ 1258م) في مجرد مدينة واحدة.
ولم يكن ضعف شخصية الخليفة وانعدام كافة مقومات الحكم والقيادة لديه السبب الوحيد لسقوط بغداد كالثمرة اليانعة في أيدي المغول، كان هناك أعراض المرض الإداري الذي دب في أوصال نظام الحكم وساساته، فمن ناحية، ضعفت السلطة المركزية ووهنت بسبب دسائس الموالي وسيطرة العنصرين التركي والفارسي على عملية صنع القرار، وهي العملية التي كان وجهها المطامع الشخصية التي تدار من داخل السراديب المظلمة أو في مخادع النساء، وظهرها الصراع الطائفي والمذهبي.
وكما كان هناك خلاف حاد بينهما في المسائل الإدارية، كان هناك خلاف أكثر حدة في طريقة مواجهة الخطر "المغولي" المرتقب، فحين وصلت رسالة من هولاكو يقول فيها للمستعصم: ".. فإني متوجه إلى بغداد بجيش كالنمل والجراد"، جمع كبار رجال دولته لاستشارتهم في الأمر. كان رأي الوزير ابن العلقمي أن يرسل الخليفة الهدايا والأموال والتحف الثمينة إلى هولاكو مع رسالة اعتذار واستلطاف تخفف من غلوائه واصراره على المضي قدما صوب بغداد. بل وأشار ابن العلقمي إلى ان يردد اسم هولاكو في خطب الجمعة من المنابر جنبا إلى جنب مع اسم الخليفة، وينقش اسمه على العملة الرسمية للبلاد، لكن الدواتدار الصغير كان رأيه مختلفاً تماما؛ إذ رأي ضرورة الإعراض عن آراء ابن العلقمي أولا ثم التوجه لملاقاة الغزاة والتصدي لهم وجها لوجه ثانيا.
* الجيش: لم يكن هناك كيان حقيقي منظم يمكن أن يطلق عليه وصف "جيش" وتوكل إليه مهمة التصدي للجيوش المغولية الجرارة. ويقول الرواة أن الفصل الأخير من الحقبة العباسية قد شهدت إهمالا مخزياً بأمور الجيش، سواء من حيث تجديده أو تدريبه أو تزويده بالعتاد والأسلحة، ناهيك في ذلك عن الانشقاق الطائفي الذي استشرى في صفوف الجيش، وسيطرة العناصر المملوكية وقوة شوكتهم، حتى إنهم كانوا يدينون بالطاعة لسيدهم أكثر مما يدينون للخلفية ذاته.
وهناك طائفة من المؤرخين ترجع أسباب انهيار حالة الجيش إلى الخليفة ووزيره العلقمي، فالأول موصوف بحبه الشديد للمال وبخله القح في الإنفاق على شئون الدولة، والثاني كان يحاول توفير الأموال حتى لا تكون خزانة الدولة خاوية جائعة، غير أن البعض الآخر يرجع السبب إلى رؤساء المماليك، وتحديداً شرف الدين اقبال الشرابي، قائد المماليك، والداودار الصغير، والاثنان كان لهما دور ضالع في التخلص من العناصر المختلفة التي كان يتألف منها قوام الجيش وقصره على العنصر المملوكي فقط حتى تكون له الكلمة الأولى والاخيرة.
كان الجو إذاً ملبداً بالصراعات والمنافسات المرة التي استهلكت طاقة الأمة وجهدها إما في مراضاة أطرافها أو تصفيتهم.
وينطبق نفس الأمر على الصراعات التي كانت قائمة بيت الأقطار الإسلامية، وتحديداً في مصر والشام، فصعوبة الموقف الذي تواجهه الدولة العباسية كان كفيلا بطلب الخليفة للمدد والعون من الأقطار المجاورة، وهو ما حدث بالفعل؛ غير أن كافة نداءاته ماتت قبل أن تعبر بوابة قصر الخليفة. فمن ناحية الشرق، حيث سوريا ومصر، دب صراع عنيف دموي بين الأيوبيين في الشام والمماليك في مصر، وازدادت حدة الصراع بعد تأسيس المماليك دولتهم في مصر. لذلك، كان من الصعب إن لم يكن من المستحيل أن يلتفت أحد لنداءات الغوث الآتية في صوت مبحوح من بغداد المتهاوية.ومن ناحية الغرب، كانت كل الأقطار الإسلامية، من الحدود الشرقية لتركستان وحتى تخوم العراق، متورطة في صراعات ومواجهات عنيفة مع المغول في محاولة لصد هجمتهم الشرسة، وينخر سوس التفتت والتفكك في عضد الأمة العباسية، ويكون الجو مهيأ في أفضل أحواله للخونة كي يقوموا بدورهم اللئيم اللعين في القضاء على كل من يقف في وجه أطماعهم أو أحقادهم.
ويذكر في هذا الشأن اسم "نصير الدين الطوسي"، الوزير الذي كان يكن كل كراهية للخليفة، وهي كراهية دفع المسلمون ثمنها من أرواحهم وشرفهم. يقول الرواة إن هولاكو في تقدمه نحو بغداد استدعى "نصير الدين الطوسي"، وأخذ يستشيره في ما ابداه الفلكي حسام الدين من تنبؤات حول المصائب التي ستقع في حالة دخول بغداد. عارض الطوسي كل ما قاله الفلكي حسام الدين، وبذل جهداً كبيرا في إقناع هولاكو بأنه لا خوف على الإطلاق من الهجوم على بغداد، بل أكد له أن الطريق إلى مدينة السلام مفروشاً بالورود، وأنها كالثمرة اليانعة مهيأة للسقوط دون عناء يذكر.
وكانت آراء الطوسي بمنزلة الدعائم التي قامت عليها خطة هولاكو في الهجوم على العراق، وهي خطة قامت على أساس تحريك الكتائب والفصائل المغولية لتطويق بغداد من كل جانب. وتشتد رائحة الخيانة لتزكم أنوف الجميع، إذ تتحدث المراجع التاريخية عن موظفين عسكريين من موظفي الخليفة المستعصم، هما ايبك الحلبي وسيف الدين القيليجي، لهذين الموظفين قصة عجيبة تنم عن مدى الانحلال الذي حل بالنفوس فتبدلت وخلعت دينها وشرفها وعروبتها لتنضم إلى صفوف الغزاة دون أدنى وجع في الضمير. فقد أوفد الدوادار هذين الموظفين لاستكشاف الطرق والدروب التي سيسلكها عند ملاقاة هولاكو. ولأسباب ما، لم يتناولها الرواة تلميحاً أو تصريحا، تحول الموظفان عن مهمتهما، وقررا الاتجاه إلى القائد المغولي "بايجو" وعرضا خدماتهما الثمينة عليه، وبالطبع، كان ما كان.
لقد بلغ الفساد العقدي لدى كثير من المسلمين مداه، بحيث فاق ما كان عليه المشركون الأوائل،
فعندما هاجم التتار بلاد الشام، وخاف الناس أن يصيبهم ما أصاب إخوانهم في عاصمة الخلافة بغداد، طمأنهم أحد الناس بقوله:
يا خائفين من التتـار لوذوا بقبر أبي عمر
لوذوا بقبر أبي عمر ينجيكم من الخطـر
كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في فتاويه عنهم، وقال لهم: لو كان أبو عمر حياً لما استطاع أن يفعل شيئاً مع هذه الحال؛ فشمَّر شيخ الإسلام وتلاميذه عن ساعد الجد، وحثوا الحكام والعامة على الجهاد، وإصلاح العقائد والنيات، فكتب لهم النصر على التتار عندما التقوا بهم ثانية.وعليك أن تقارن بين ما قاله هذا الرجل، وبين ما قاله عبد المطلب وكان مشركاً، عندما جاء أبرهة عازماً على هدم الكعبة، ولم تكن له ولقومه استطاعة بردهم، لجأ إلى الله متضرعاً متذللاً، قال ابن هشام: (ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة، وقام معه نفر من قريش يدعون الله، ويستنصرونه على أبرهة وجنده، فقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:
لاهـمَّ إن العبـد يمـ نعُ رَحله فامنع رحالك
لا يغلبـن صليبُهــم و محالُهم غدواً محالك
إن كنتَ تاركهم وقبـ ـلتنا فـأمر ما بدا لك
أما كان لهذا الرجل وأمثاله الذي دعا إلى التوسل بالأموات، وهو يدَّعي الإسلام، أن يفعل ما فعله عبد المطلب وهو مشرك، عندما عجز عن دفع الأعداء؟!
فاستجاب الله دعاء هذا المشرك المضطر وحمى بيته، وأهلك أبرهة، وأرسل عليهم عذاباً من عنده، وأنزل في ذلك سورة تتلى إلى يوم القيامة.
ولهذا كان عمر رضي الله عنه يقول لجنده: "والله أنا من ذنوبكم أخوف عليكم من عدوكم"، أوكما قال.قدم وفد على عمر بن الخطاب بفتح، فقال: متى لقيتم عدوكم؟ قالوا: أول النهار؛ قال: فمتى انهزموا؟ قالوا: آخر النهار؛ فقال: إنا لله! أوقام الشرك للإيمان من أول النهار إلى آخره؟! والله إن كان هذا إلا عن ذنب استحدثتموه بعدي، أوأحدثته بعدكم، ولقد استعملت يعلى بن أمية على اليمن، أستنصر لكم بصلاحه.
هل يمكن القول إذا إن نجاح المغول في اختراق البيت العباسي يرجع في الأساس إلى عوامل داخلية يتحمل مسئوليتها العرب قبل أي طرف آخر؟ هل يمكن الإدعاء بأن هولاكو كان محظوظاً في تحقيق حلم أجداده بفتح بغداد، وتدمير واحدة من أرقي الحضارات التي عرفتها الإنسانية عامة، والأمة الإسلامية خاصة.
http://www.al-jazirah.com.sa/magazine/17092002/ad5.htm


دور الطوسي وابن العلقمي في سقوط بغداد

أصبح النصير الطوسي من أشد المقربين لهولاكو ، حيث لما توجه هولاكو في سنة خمس وخمسين وتسعمائة) لاحتلال بغداد ، لكنه كان متردداً في ذلك لأن أحد المنجمين حذره من عواقب مهاجمة خليفة المسلمين ، لكن نصير الشرك الطوسي فند كلام ذلك المنجم وقوى عزم هولاكو لإسقاط الخلافة العباسية .
وعن حقيقة الدور الذي قام به الطوسي لإسقاط الخلافة العباسية والانتقام من أهل السنة والجماعة ، يقول ابن القيم رحمه الله : ( لما انتهت النوبة إلى نصير الشرك والكفر الملحد ، وزير الملاحدة ، النصير الطوسي ، وزير هولاكو ، شفى نفسه من أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأهل دينه، فعرضهم على السيف ، حتى شفى إخوانه الملاحدة ، واستشفى هو ، فقتل الخليفة ، والقضاة ، والفقهاء ، والمحدثين ، واستبقى الفلاسفة ، والمنجمين ، والطبائعيين ، والسحرة ... ).
كذلك قام الطوسي باستمالة الوزير ابن العلقمي وزير الخليفة العباسي المستعصم بالله وحسن له خيانته والتعاون مع المغول ، وعن خيانة ابن العلقمي يقول الذهبي رحمه الله في ترجمة ابن العلقمي : ( الوزير الكبير ، والخنزير ، المُدبِر ، المبير ، مؤيد الدين ابن العلقمي ، البغدادي ، الشيعي ، الرافضي ... كان في قلبه غل على الإسلام وأهله ، فأخذ يكاتب التتار ، ويتخذ عندهم يداً ليتمكن من أغراضه الملعونة. وهو الذي جرأ هولاكو ، وقوى عزمه على المجيء ، وقرر معه لنفسه أموراً انعكست عليه ، وندم حيث لا ينفع الندم ... ولي الوزارة للتتار على بغداد مشاركاً لغيره ، ثم مرض ولم تطل مدته ، ومات غماً وغبناً ... حتف أنفه ، وما ذاك إلا ليدخر له النكال في الآخرة).
كذلك كان هناك شخص آخر خان الأمة وتعاون مع المغول وهو الملك الرحيم بدر الدين صاحب الموصل ، وعنه يقول الذهبي : ( ذهب إلى هولاكو ، ودخل في طاعته ، وأعانه على مراده ، فأقره على بلده ، وقرر عليه ذهباً كثيراً في السنة).

وعن مظاهر العبث التي كان عليها صاحب الموصل يقول الذهبي: ( ولما رأى أن جاره مظفر الدين صاحب إربل يتغالى في أمر المولد النبوي ، ويغرم عليه في العام أموالاً عظيمة ، ويظهر الفرح والزينة ، عمد هو إلى يوم في السنة ، وهو عيد الشعانين الذي للنصارى ، فعمل فيه من اللهو والخمور والمغاني ما يضاهي المولد ... ( إلى أن قال) : ومقته أهل العلم والدين على تعظيمه أعياد الكفر ، وعلى أمور أخرى).
وفي شهر محرم من سنة (ست وخمسين وستمائة) أحاطت الجيوش المغولية بقيادة هولاكو عاصمة العباسيين ، تلك العاصمة التي كانت تمور بالفتن السياسية والطائفية ، ويحكمها مجموعة من الساسة الذين آثروا مصالحهم الشخصية على مصلحة الأمة ، حيث عملوا بعد وفاة الخليفة العباسي المستنصر بالله في سنة (أربعين وستمائة) على استبعاد أخيه القوي ( الخفاجي) وجاؤوا بالمستعصم بالله ابن المستنصر ونصبوه خليفة على المسلمين.
وفي ذلك يقول الذهبي : ( فلما توفي المستنصر لم ير الكبار تقليد الخفاجي الأمر ، وخافوا منه ، وآثروا المستعصم لما يعلمون من لينه وانقياده ، وضعف رأيه ، ليكون الأمر إليهم. فأقاموا المستعصم ، ثم ركن إلى وزيره ابن العلقمي ، فأهلك الحرث والنسل ، وحسن له جمع الأموال ، والاقتصار على بعض العساكر ، وقطع الأكثر. فوافقه على ذلك. وكان فيه شح ، وقلة معرفة ، وعدم تدبير ، وحب للمال ، وإهمال للأمور، وكان يتكل على غيره ، ويقدم على ما لا يليق وعلى ما يستقبح، وكان يلعب بالحمام ، ويهمل أمر الإسلام ، وابن العلقمي يلعب به كيف أراد ، ولا يطلعه على الأخبار. وإذا جاءته نصيحة في السر أطلع عليها ابن العلقمي ، ليقضى الله أمراً كان مفعولاً).
أما عن سبب إقدام ابن العلقمي على تلك الخيانة العظمى فيحدثنا ابن كثير رحمه الله فيقول : ( وذلك كله طمعاً منه أن يزيل السنة بالكلية ، وأن يظهر البدعة الرافضة ، وأن يقيم خليفة من الفاطميين).
على أية حال فإنه في اليوم الرابع عشر من شهر محرم خرج ابن العلقمي من بغداد لمقابلة هولاكو بحجة ترتيب أمور الصلح ، وكان ينهى الناس عن رمي السهام على المغول ويقول : ( سوف يقع الصلح إن شاء الله فلا تحاربوا ، هذا وعساكر المغول يبالغون في الرمي).
وفي اليوم الحادي والعشرين من المحرم تمكن المغول من الصعود على سور المدينة.
وفي اليوم السابع والعشرين من المحرم عاد ابن العلقمي من عند هولاكو وقال للخليفة : ( إن هولاكو يرغب في مصاهرتك ، ويريد أن يزوج ابنته بابنك الأمير أبي بكر ، وسيبقيك على منصبك ، ولا يريد إلا أن تكون الطاعة له ، كما كان أجدادك مع السلاطين السلجوقية ، وينصرف عنك بجيوشه ، والرأي أن يجيبه مولانا إلى هذا ، لأن فيه حقن دماء المسلمين ، ويمكن بعد ذلك أن تفعل ما تريد، والمصلحة أن يخرج مولانا إليه).
عند ذلك خرج المستعصم بالله في جمع من الأعيان للقاء هولاكو ، وأما من تأخر عن الخروج فقد تكفل ابن العلقمي بإقناعهم بالخروج لحضور عقد قران ابن الخليفة ، فخرج قرابة السبعمائة ، وقيل : ثلاثة آلاف من الأعيان قتلوا جميعاً خارج بغداد.
وفي اليوم الرابع من شهر صفر دخل هولاكو بغداد بصحبة الخليفة ، وتوجه معه إلى قصر الخلافة وأجلسه في مجلس الخليفة ، فقال له هولاكو : ( إنك مضيف ونحن الضيوف ، فهيا أحضر ما يليق بنا ، فأخرج لهم من الأموال والجواهر والحلي ، والزركش ، والثياب ، وأواني الذهب والفضة ، والأعلاق النفيسة جملة عظيمة. بعد ذلك وضع هولاكو أمام الخليفة طبقاً مملوءاً بالذهب وقال له: كل ، فأجابه ، إن هذا لا يؤكل، فقال له هولاكو : لقد بذل الملوك الآخرون الذهب والفضة لدفع الأعداء عن بلادهم ، ومساعدة شعبهم ، بينما لم تفعل أنت شيئاً، قل لي : أي رجل أنت ؟ وأي عقل تحمل ؟ ثم قال له : وأين خزائنك الدفينة ؟ فأراه حوضاً في ساحة القصر مملوءاً بالذهب الأحمر، كله سبائك).
وقصارى القول كما ذكر الهمذاني مؤرخ المغول: ( إن كل ما كان الخلفاء قد جمعوه خلال خمسة قرون ، أخذه المغول بأيام).
وأورد الذهبي: ( أنه كان قد مشى حال الخليفة بأن يكون للتتار نصف دخل البلاد ، وما بقي شيء أن يتم ذلك ، وإنما الوزير ابن العلقمي قال : ما هذه مصلحة ، والمصلحة قتله ، وإلا ما يتم ملك العراق).
عند ذلك عزم هولاكو على قتل الخليفة ، وعن كيفية قتله يقول الذهبي : ( وقتلوا الخليفة خنقاً ، وقيل غموه في بساط حتى مات ، والأشهر أنه رفس حتى خرجت روحه).
بعد ذلك قتلوا أبا العباس أحمد الابن الأكبر للخليفة ، ثم أبا الفضل عبد الرحمن، وهو الابن الأوسط للخليفة ، وأما ولد الخليفة الأصغر مبارك ، وبنات الخليفة فاطمة وخديجة ومريم ، فإنهم لم يقتلوا بل أسروا ، وأخذهم المغول معهم إلى بلاد العجم ، فإنا لله وإنا لله إليه راجعون.
وعن فاطمة ابنة المستعصم يقول الذهبي : ( ماتت في سنة ثمان وخمسين وستمائة ، غريبة ، أسيرة ببخارى ، في دار الشيخ شرف الدين الباخرزي ، استنقذها من العدو ، وشيعها الخلق).
وبعد قتل الخليفة قاموا بقتل أعمام الخليفة وأنسابه عن آخرهم ، ولم يكتف المغول بذلك تجاه بني العباس ، بل دخلوا مقابر خلفاء بني العباس ، ونبشوا قبور الخلفاء ، وفي ذلك يقول الواعظ محمد بن عبيد الله الكوفي وقد شاهد تلك المأساة :
إن ترد عبرة فتلك بنو العبـ *** ــاس حلت عليهم الآفات
استبيح الحريم إذ قتل الأحـ *** ــياء منهم وأحرق الأموات
إنا لله وإنا إليه راجعون.
وفي الخامس من شهر صفر وضع المغول السيف في أهل بغداد ، وما زالوا في قتل ونهب وأسر ، وتعذيب الناس بأنواع العذاب ، واستخراج الأموال منهم بأليم العقاب مدة أربعين يوماً.
وعن هذه المصيبة يقول السبكي رحمه الله: ( وانتهك الحرم من بيت الخليفة وغيره ، وأريقت الخمور في المساجد والجوامع ، ومنع المسلمون من الإعلان بالآذان ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، هذه بغداد – لم تكن دار كفر قط – قد جرى عليها هذا... وإن كان وقع في الدنيا أعظم منها ، إلا أنه أضيف له هوان الدين ، والبلاء الذي لم يختص بل عم سائر المسلمين).
هذا وقد عبر الشعراء عن تلك المصيبة التي حلت بالأمة ، ومن ذلك ما قاله ابن أبي اليسر :
لسائل الدمع عن بغداد أخبار ** فما وقوفك والأحباب قد ساروا
يا زائرين إلى الزوراء لا تفدوا ** فما بذاك الحمى والدار ديار
علا الصليب على أعلى منابرها ** وقام بالأمر من يحميه زنار
وهم يساقون للموت الذي شهدوا ** النار يا رب نصلاها ولا العار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لماذا سقطت بغداد في أيدي المغول؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  دولة المغول والتتار
» قصة سقوط بغداد
» من منهاتن إلى بغداد
» لماذا يكرهوننا ؟
» لماذا لا نغير العاصمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: جسور العلوم السياسية :: قسم التاريخ-
انتقل الى:  
1