مقدمة*
الادارة الاستراتيجية مفهوم واسع يغطي العديد من
الموضوعات والمفاهيم وكذلك طرق البحث المختلفة حيث تزايد الاهتمام بموضوعها وطرق
ادارتها مؤخرا بشكل واسع وقد لازم هذا الاهتمام ظهور وازدهار الكثير من الدراسات
التي عالجت مفهوم الادارة الاستراتيجية وخططها ومستوياتها وصياغتها وكذلك أوضحت
الطرق المناسبة لتطبيقها كما قامت هذه الدراسات بالتركيز على الكثير من المواد
الدراسية بما في ذلك تحليل الصناعة, تحليل المنافسين, الأخلاق وحالات القوة وحالات
الضعف, خلق القيمة والتكنولوجيا, التجديد, تطوير المنتج, التنوع وتوازن حاجات
أصحاب المصلحة المختلفين, التحالفات الاستراتيجية وغيرها وبكل هذا يطرح السؤال
نفسه في اشكالية
ما مدى مساهمة
هذه الادارة الاستراتيجية في اثراء الفكر الاداري؟ ويا ترى فيما تتمثل هذه الادارة
الاستراتيجية؟.
المبحث الأول* مفهوم الادارة الاستراتيجية.
المطلب
الأول* تعريف الادارة الاستراتيجية.
هناك العديد من التعريفات للإدارة الاستراتيجية لعديد من
العلماء الاداريين*
الادارة
الاستراتيجية بأنها تصور المنظمة لعلاقتها
Ansoff يعرف
المتوقعة مع بيئتها بحيث يوضح هذا التصور نوع العمليات
التي يجب القيام بها على المدى البعيد و الذي يجب أن تذهب اليه المنظمة والغايات
التي يجب أن تحققها .
الادارة الاستراتيجية
بأنها علم وفن وصياغة و تنفيد David1995 ويعرف
وتقسيم القرارات الوظيفية المختلفة والتي تمكن المنظمة
من تحقيق أهدفها.
كما يعرف
الدكتور عبد الحميد عبد الفتاح المغربي 1999م الادارة الاستراتيجية بأنها تصور
الرؤى المستقبلية للمنظمة وتصميم رسالتها وتحديد غاياتها على المدى البعيد وتحديد
أبعاد العلاقات المتوقعة بينها وبين بيئتها. بما يساهم في بيان الفرص والمخاطر1.
المطلب الثاني* الجذور التاريخية للإدارة الاستراتيجية.
لقد أوضحت أن
جذور مصطلح الاستراتيجية يعود إلى الأصل الاغريقي وهو يعني علم الجنرال كما يعني
قيادة فن الحرب عند الجنرال لذلك فإن نقل المصطلح الى حقل الادارة يسعى بصورة
واضحة على أنه يعني فن القيادة أو الادارة. فالاستراتيجية هي تعبير فني عن مهارة
الادارة والتخطيط وهي الوسائل العملية التي تؤدي الى تحقيق الأهداف المنشودة.
ويبدو أن تطبيق مفهوم الاستراتيجية في ميدان الأعمال
ظاهر بصورة واضحة الى طبيعة وأهمية
الاستراتيجيةNewmanفي سنة 1951م عندما أشار
في التخطيط للمشروع الاقتصادي.
Ansor & Andrew christiansemوفي الستينات من القرن الماضي وضع
كل من
الأسس الرئيسية لمفهوم التخطيط الاستراتيجي وذلك بتحديد
الحاجة إلى مزج ومقابلة فرص الأعمال مع الموارد التنظيمية ويمثل العميل الرائد
للاقتصادي
The concept of corporate strategie في كتابه Kenneth.R.
Andrew
مكانة بارزة في تشكيل حقل الادارة الاستراتيجية وفي هذا
الكتاب عرف المؤلف الاستراتيجية على أنها مماثلة بين ما تستطيع المنظمة عمله أي
تحديد عناصر القوة والضعف وماذا يجب أن تفعله ( الفرص والتهديدات البيئية)1.
المدخل المعروف
الذي يتكوم من عدد من العملياتAndrewوقد استخدم
ذات الخطوط الواضحة والنتائج
المترابطة مثل التحليل البيئي, اختيار الاستراتيجية تطبيق الاستراتيجية.
ان جوهر هذا الفكر الاداري الذي
يعرف بمدرسة التصميم أو المدرسة المطابقة, هو النظر الى الاستراتيجية باعتبارها
محور امتزاج القدرات التنظيمية والفرص في داخل البيئة التنافسية. وفي الغالب
يستخدم تحليل
وهو تحليل عناصر
القوة والضعف والفرص والتهديدات لتحقيق هذا Swot
الغرض مجموعة من الباحثين
ساهموا جميعا في انضاج وتطوير مدرسة
بتحليلPorterالتصميم وتطوير الادارة الاستراتيجية نظريا
وتطبيقيا. وكما اهتم
الميزة التنافسية ومكوناتها والاستراتيجيات التنافسية
التي تسعى الى تحقيق ميزة تنافسية مؤكدة ومتواصلة وذلك في سياق تحليل هيكل الصناعة
ودراسة الظاهرة على المستوى الصناعي وقد انشغل باحثون آخرون في البحث عن كيفية
معينة لامتلاك توليفة من العناصر التي يمكنها أن تشكل ميزة تنافسية استراتيجية
مثلما انشغل آخرون في اختيار نموذج "بورتر" وتحديد درجة مصداقية
الاستراتيجيات التي كشف عنها1.
.
المطلب الثالث*مراحل تطور الادارة الاستراتيجية.
ليست الادارة الاستراتيجية التي نتناولها اليوم فكرا
وتطبيقا وليدة العقد أو العقدين الأخيرين وقد مر هذا الحقل المعرفي بأربعة مراحل
يمكن تأشيرها
المرحلة الأولى* التخطيط المالي الأولي/
يمكن ارجاع بدايات التخطيط الى الموازات السنوية حيث
تطورت الاجراءات لتنبئ بالعوائد والكلف واحتياجات رأس المال و تحديد موازنات
الكلفة السنوية وقد عملت الموازنة كتقنية فعالة لتنفيذ الاستراتيجية بسبب قدرة
المدير التنفيذي على استيعاب متغيرات بيئة المنظمة لبساطتها والبطء النسبي لتغيرها.
ومع ذلك سببت
التغييرات الاستثنائية في بيئة الأعمال بعد الحرب العالمية الثانية, الى ظهور
تحديات جديدة من المنظمات, إد تجاوز عدد المنتوجات والأسواق ودرجة التعقد
التكنولوجي المطلوبة والأنظمة الاقتصادية المعقدة, قدرة أي مدير على استيعاب هذه المتغيرات عند ذلك أصبحت مرحلة
الموازنة غير موازنة لأغراض التخطيط.
المرحلة الثانية* التخطيط طويل الأمد/
حل التخطيط طويل الأمد المعتمد على التنبؤ محل الميزانية
لمواجهة حقائق الأعمال الجديدة, وبينما عمل المحاسبون بجهد كبير لتقدير احتياجات
رأس المال والتناوب بين خطط التمويل البديلة. بدأ الاداريون بالتقدير الاستقرائي
للتوجهات السابقة, وحاولوا التنبؤ بالتأثير المستقبلي للقوى السياسية والاقتصادية,
والاجتماعية وهذا أدى الى استخدام الوسائل التنبئية, اضافة الى ذلك بدأ بمواجهة
المضامين الطويلة الأمد للقرارات وأصبحت الأطر الزمنية لتقييم نتائج القرارات أطول
من مرحلة الموازنة السنوية1..
ولقد حسن التخطيط طويل الأمد من القرارات التنظيمية مثل
تحسين الانتاجية أو الاستفادة الأفضل من
رأس المال. وأدى سببان الى التقليل من كفاءة التخطيط طويل الأمد كتقنية جيدة يمكن
الاستعانة بها لتحقيق أهداف المنظمة وهذان السببان هما/
1 تعود المنظمات على التخطيط طويل الأمد, أدى إلى تحوله
الى عملية آلية رتيبة اذ أخذت ادارة المنظمات باعتماد خطط الأعوام السابقة خططا
مستقبلية بعد القيام بإجراء تعديلات بسيطة عليها. بالإضافة الى قيامها بسحب
استقراء التوجهات التاريخية بعيدا الى المستقبل, وبدلا من الكشف عن القضايا
الأساسية فقد دفنتهم هذه الخطط تحت ركام هائل من البيانات.
2 مع حدة المنافسة, وبطء نمو الأسواق التقليدية أصبحت
البيانات عدائية وغير مؤكدة, وأصبحت التنبؤات طويلة الأمد غير مناسبة, اذ اعتمدت
غالبيتها على التقنيات التي تقوم على عدة افتراضات تنبئية للبيئات وفي ضوء التغيير
السريع, جعلت الأحداث تنبؤات الأسواق قديمة وغيري فائدة.
ونظرا لتكرر الاحباطات لها المنظمات, حاولت ادارتها فهم
آلية المنافسة بعيدا عن تقنية التخطيط طويل الأمد مما أدى الى ظهور المرحلة
التالية.
المرحلة الثالثة* التخطيط الاستراتيجي/
تحول التركيز خلال هذه المرحلة من التنبؤ بالمستقبل الى فهم المقومات
الرئيسة للنجاح في صناعة ما, وتركيز موارد المنظمة لتحقيق الميزة التنافسية القادرة
على البقاء لمدة من الزمن, لذلك بدأ المخططون بالبحث عن الفرص عن طريق تحديد قدرات
العمل الجديد, أو بإعادة تحديد السوق لكي يتلاءم بشكل أفضل من نواصي قوة المنظمة1.
كما بدأ المخططون بالنظر في عرض منتوجاتهم وعروض
المنافسين من وجهة نظر الأفضل للشخص الخارجي, أي من وجهة النظر الداخلية واعتقدوا
بأنه مادام مفتاح بقاء المنظمة هو في التلاؤم مع البيئة, فإن المنظمة تحتاج الى أن
تكون قادرة على الحكم على نفسها بينما يحكم الآخرون في البيئة الرئيسية بدورهم على
المنظمة.
المرحلة الرابعة* الادارة الاستراتيجية/
أدى اخفاق المنظمات في تنفيد الاستراتيجية بسبب تركيز
الادارات العليا والمخططون الاستراتيجيون على عملية صياغة الاستراتيجية دون
الاهتمام بمدخلات تنفيد الاستراتيجية, الى قيام بعض ادارة المنظمات الى دمج
التخطيط الاستراتيجي, بالإدارة التنفيذية في عملية واحدة بعد أن كانت منفصلة, وحفز
هذا الى ظهور مفهوم الادارة الاستراتيجية التي تعيشها المنظمات حاليا والتي مازالت
رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود من الزمن غير واضحة المعالم أو الخصائص بشكل حدي1..
المطلب الرابع* أهداف الادارة الاستراتيجية.
*استشراف المستقبل برؤية واضحة مما يساعدها على اتخاذ
القرارات الاستراتيجية, حيث تفرض صياغة الاستراتيجية على الشركة دقة توقع الأحداث
المستقبلية الايجابية منها والسلبية أيضا, وللاستعداد للتعامل معها, وهذا يساعد
بلا شك على استقرار الشركة.
* اعادة الهيكلة التنظيمية الداخلية ووضع السياسات
والاجراءات والقواعد والأنظمة وتقدير ما تحتاج اليه الشركة من القوى العاملة
بالنحو الذي يزيد من قدرتها على التعامل مع البيئة الخارجية بكفاءة وفعالية.
* تحديد بدائل استراتيجية ثم اختيار البديل الاستراتيجي
الأفضل.
*تحديد الأولويات والأهمية النسبية لأعمال الشركة
المختلفة سواء داخل أو خارج الشركة, وذلك عن طريق تحديد الغايات ووضع الأهداف
طويلة الأمد والأهداف السنوية والسياسات التنفيذية لتلك الأعمال.
* توفير معايير موضوعية يسترشد بها في الحكم على مدى
كفاءة ادارة الشركة وفعاليتها دون استثناء بدءا من الادارة العليا مرورا بالإدارة
الوسطى حتى الادارة التنفيذية والمشرفين وتساعد تلك المعايير أيضا في زيادة فاعلية
وكفاءة عمليات اتخاذ القرارات والتنسيق والرقابة واكتشاف وتصحيح الانحرافات
المعيارية.
* تجميع البيانات والمعلومات باستمرار عن البيئة الداخلية للشركة وذلك
لتمكينها من تحديد نقاط القوة داخل الشركة والعمل على تنميتها, ونقاط الضعف
والتهديدات والعمل على القضاء عليها أو
التقليل منها وتحديد نقاط الضعف بلا شك يمكن المدير المسؤول من اكتشاف المشاكل
مبكرا ومن ثم يمكن الأخذ بزمام القيادة والمبادرة واتخاذ قرارات مدروسة من قبل,
بدلا من أن تكون القرارات ارتجالية في صورة ردة فعل..
* تعمل الادارة الاستراتيجية على التركيز على البيئة
الخارجية, وخاصة الأسواق التي تتعامل معها والأسواق المستهدفة وذلك انطلاقا من أن
استغلال الثرص ومقاومة المخاطر والتهديدات هو المعيار الأساسي لنجاح الشركات
ومنظمات الأعمال.
* وجود نظام للادارة الاستراتيجية يتكون من اجراءات
وسياسات وخطوات تنفيذية معينة, اشترك في وصعها كل العاملين بالشركة, ليشعر هؤلاء
العاملون بمدى أهميتهم مما ينعكس على أدائهم, فضلا عن رفع روحهم المعنوية ومن ثم
زيادة الولاء لشركتهم.
* تساعد الادارة الاستراتيجية, الشركة أو المنظمة على
تحقيق أفضل النتائج من الناحية الاقتصادية والمالية, فهي توفر دراسة عميقة للبيئة
الداخلية والخارجية والتي تمكن الشركة من توظيف امكانياتها بطريقة فعالة ورشيدة,
وتمكنها من معرفة منافسيها بدقة وتمكنها أيضا من دراسة السوق ومعرفة أذواق
المستهلكين....... الخ1..
المبحث الثاني* نماذج الادارة الاستراتيجية.
يشير الأدب الاداري بصورة عامة وأدب الادارة
الاستراتيجية خاصة الى وجود العديد من النماذج التي طورت لتغطي المراحل المختلفة
للإدارة الاستراتيجية ولكن يمكن تقسيمها بصفة عامة الى ثلاثة مجموعات من النماذج
المختلفة وتتمثل فيما يلي/
المطلب الأول* مجموعة النماذج المعيارية.
هذه النماذج تبدأ بتفكير حر حول رسالة المنظمة وغاياتها
وأهدافها الاستراتيجية الأساسية بعيد عن محددات القدرات الداخلية وقبل البدء
بتشخيص الفرص والتهديدات في البيئة الخارجية, بمعنى أن هذه النماذج تقرر أولا ما
ترغب المنظمة الوصول إليه قبل أن ترى امكاناتها الذاتية في الوصول إلى أهدافها
الاستراتيجية المنتخبة, إنها ترسم صورتها المستقبلية المرغوبة بعيدا عن الفرص
والتهديدات البيئية, ثم بعد ذلك تنطلق المراحل اللاحقة في التحليل والتشخيص للبيئة
الخارجية والوضع الخارجي للمنظمة ثم تبدأ مرحلة التنفيذ وأخيرا مرحلة التقييم
والرقابة بكل آليات واجراءات هذه المراحل المختلفة ومن أهم النماذج في هذه
المجموعة نجد/
* يشمل هذا النموذج على أربعة مكونات أساسية/Sharplin 19851 نموذج
أ- تحديد رسالة المنظمة.
ب- تحليل البيئة الخارجية والداخلية للمنظمة وذلك بهدف
الوصول إلى تحديد الفرص والتهديدات وتحديد عناصر القوة والضعف وهذا يعني صياغة
مصفوفة.
جـ- صياغة الأهداف وهذا يعني تحديد الأهداف أي تشخيصها1..
د- صياغة الاستراتيجية أي تشخيص الاستراتيجيات
والاجراءات المطلوبة لتحقيق الأهداف في المستوى الأول.
اشتمل هذا النموذج على ثمان عمليات
مترابطة1988 Harvey 2 نموذج
وشمولية ويمكن ايجازها كما يلي/
أ- صياغة رسالة المنظمة وتحديد استراتيجيتها ب-
تحديد الأهداف الاستراتيجية
جـ-تحليل البيئة حيث يتم من
خلالها التعرف على الاستراتيجيات الملائمة والمتوقعة كما يتم التعرف من خلال
الاطلاع على وجهة نظر المنظمة على الموارد والاختصاصات.
د- التعرف على البدائل الاستراتيجية المتاحة وهل هي ذات طبيعة هجومية أم
اعتيادية أم دفاعية.
هـ- اجراء المقارنة بين البدائل الاستراتيجية المتاحة. و- اختيار
البديل الأفضل وهو ما يطلق عليه بإقرار الاستراتيجية الملائمة وتؤثر في عملية
الاقرار هذه كل من عناصر القوة الداخلية وكذلك المحددات أو نقاط الضعف
التداخلية.
ز- تنفيد الاستراتيجية وتؤثر في عملية التنفيذ كل من استراتيجية المنظمة
وكذلك الاجراءات والأساليب الادارية المعتمدة أو تلك التي سيتم اعتمادها. ح- عملية التقييم والرقابة
الاستراتيجية.
* يشتمل هذا النموذج على ست مراحل متسلسلة David 19953 نموذج
ومترابطة وان كان كثيرا من النماذج الأخرى إلا في
التفصيل لعملية تحديد وصياغة الأهداف الطويلة والفرعية1.
ويرتكز كذلك على عملية توزيع أو تخصيص الموارد ضمن اطار
عملية التنفيذ الاستراتيجي, كما يؤكد هذا النموذج بشكل أساسي على عملية التغذية
العكسية لكل مرحلة من مراحل عمليات الادارة الاستراتيجية وعليه فإن النموذج يتكون
من المراحل التالية/
أ- تحديد المهمة والأهداف والاستراتيجيات الحالية. ب- تنقية
واعادة تحديد مهمة المنظمة وذلك على ضوء ما تمخض عنه التحليل البيئي من فرص
وتهديدات وعناصر قوة وضعف.
جـ- عملية تحديد الأهداف طويلة الأجل وكذلك اختيار الاستراتيجية التي سوف
يتم اعتمادها.
د- تحديد الأهداف الفرعية أي القصيرة الأجل وكذلك ابتكار السياسات الخاصة
بها.
هـ- توزيع
الموارد وتخصيصها على الأنشطة والفعاليات التنظيمية المختلفة. و- قياس وتقويم الأداء الاستراتيجي
للمنظمة.
ومن الجدير بالذكر أن كل هذه المراحل سواء كانت أساسية أم فرعية فإنها
ترتبط بنظام متكامل للتغذية العكسية مما يساهم في انسيابية كل المستويات الادارية
العليا أم الادارة التنفيذية مما يحقق عامل السرعة والدقة في الحكم على مدى كفاءة
الاستراتيجيات والسياسات المعتمدة فضلا عن الواقعية المعتمدة في تحديد كل من رسالة
المنظمة وأهدافها الاستراتيجية وبذلك فإن المنظمة تتمكن من تحقيق التكيف المستمر
مع البيئة هذا من ناحية وكذلك اجراء عملية التناسب والتناسق بين الاستراتيجية
والأهداف وما متاح للمنظمة من موارد وقدرات تنفيذية معينة من جهى أخرى1.
تتميز هذه المجموعة من النماذج بأنها /
- تنطلق من تفكير حر حول الصورة المستقبلية المرغوبة للمنظمة وترى أن
الموارد الناقصة لغرض الوصول الى الصورة المستهدفة يجب تدبيرها من مصادر مختلفة
لغرض حشد جيد لجميع الموارد لتحقيق الأهداف المرغوبة. .
-تتيح حرية أكبر للإدارة العليا للمنظمة في تقرير مستقبلها المرغوب.
- تستند بشكل كبير على خبرة الادارة العليا ونظام القيم
السائدة فيه. بالرغم مما تتميز
هذه المجموعة من النماذج إلا أنه يعاب على بعضها بأنه مثالي ومعياري بعيد عن
الواقعية ويغلب على هذه النماذج صفة ما يفترض أن يكون وليس ما هو كائن فعلا,
لكونها تستند الى الفلسفة المثالية1..
المطلب الثاني* مجموعة النماذج العملية (الواقعية).
هذه النماذج تبدأ بتحليل وتشخيص لواقع بيئة عمل المنظمة
الخارجية وامكاناتها الداخلية لذلك يمكن أن نطلق عليها النماذج الواقعية لأنها
تجري عملية موائمة بين الامكانات المتاحة والفرص المتوفرة, ترى هذه النماذج أن
الأهداف الاستراتيجية لمنظمة الأعمال يجب أن تستند الى تحليل واقعي وموضوعي يغلب
عليها الطابع العقلاني للفرص والتهديدات في البيئة الخارجية ونقاط القوة والضعف في
البيئة الداخلية وأهم هذه النماذج هي/ wheelen & Hunger1-
نموذج
يشتمل هذا النموذج على المكونات الآتية/ أ- التحليل البيئي وتتضمن هذه
العملية وتتضمن هذه العملية الأنشطة الخاصة بتحليل البيئة الخارجية وقد قسمت هنا
الى قسمين رئيسيين هما بيئة المهمة وهي ما يطلق عليها أيضا بالبيئة التنافسية أو
البيئة القطاعية والقسم الآخر هي البيئة العامة أو بيئة المجتمع وتشتمل على أربع
متغيرات بيئية أساسية هي السياسية والاقتصادية و الاجتماعية والتكنولوجية, وكذلك
فإن عملية التحليل البيئي أيضا تشتمل على تحليل البيئة الداخلية وفي هذه البيئة
يتم تحليل كل من الهيكل التنظيمي والثقافة التنظيمية والموارد ويرى الكاتبان بأن
عملية تحليل البيئة الخارجية إنما تهدف بالدرجة الأساس لتحديد ومعرفة الفرص
والمخاطر البيئية, أما عملية تحليل متغيرات البيئة الداخلية فإنما تهدف الى دراسة
وتحديد عناصر القوة والضعف أي أن عملية التحليل البيئي سوف تحدد للمنظمة مصفوفة
عناصر القوة والضعف والفرص والتهديدات. ب- عملية صياغة الاستراتيجية/ وتأتي
هذه المرحلة بعد عملية التحليل البيئي الخاصة بالمنظمة حيث تشتمل هذه المرحلة على
تحديد وصياغة كلا من المهمة والأهداف والاستراتيجية والسياسات1.
- عملية التقويم والرقابة الاستراتيجية/
وفي هذه المرحلة تتم عملية تقييم الأداء الاستراتيجي لمنظمة الأعمال والحكم
على مدى كفاءة الاستراتيجيات والسياسات والقرارات المستخدمة, كما نتناول أيضا
عمليات الرقابة الاستراتيجية واجراءاتها.
Justin & charles 2-
نموذج
اشتمل هذا النموذج على ستة عناصر أساسية يمكن ايجازها
فيما يأتي/ أ- تحليل البيئة
الخارجية للمنظمة وذلك لغرض تحديد كل من الفرص و التهديدات البيئية.
ب- تحليل البيئة الداخلية للمنظمة والتركيز على عملية تقويم الموارد
المتاحة. جـ- تحديد البدائل الاستراتيجية
المتاحة أمام المنظمة والسعي لتطويرها.
د- اختيار البديل الاستراتيجي الأفضل للمنظمة. هـ-
تنفيذ الاستراتيجية التي تم اختيارها.
و- تقويم الاستراتيجية وتحديد مدى قدرتها على انجاز الأهداف التنظيمية1.
Wright, Roll, and Parnell 19983-
نموذج
وزملاؤه نموذجا يكاد لا يختلف كثيرا عما عرضه
الباحثون Wright قدم
الآخرون من نماذج معينة, إلا
أنهم أشاروا الى تفضيلات كثيرة ومتعددة في كل مراحل عملية الادارة الاستراتيجية,
كما ركز بشكل واضح ومتميز على دور القوة والقيادة وكذلك الثقافة التنظيمية ضمن
اطار عملية التنفيذ الاستراتيجي, كما تعمق بشكل متميز أيضا في مجال عملية صياغة
الاستراتيجية من خلال التفرقة بين استراتيجية المنظمة بشكل عام, وبين صياغة
استراتيجية وحدات الأعمال وكذلك صياغة الاستراتيجية الوظيفية وعليه فقد اشتمل هذا
النموذج على العناصر الآتية/
أ-عملية تحليل البيئة الخارجية
لغرض فرز وتحديد الفرض والتهديدات البيئية وقد تم التركيز في هذا المجال على
البيئة العامة والبيئة الصناعية.
ب- تحليل البيئة الداخلية وقد تم التركيز في هذه المرحلة على تحليل موارد
المنظمة وكذلك الرسالة والأهداف التنظيمية. جـ
صياغة الاستراتيجية, وقد تعمقوا في هذا المجال حيث اشتملوا على ثلاث مكونات أساسية/-
صياغة استراتيجية المنظمة - صياغة
استراتيجية وحدة الأعمال - صياغة الاستراتيجية
الوظيفية.
د- مرحلة تنفيذ الاستراتيجية وقد شملت هذه المرحلة في التركيز على كل من*
الهيكل التنظيمي, القيادة, القوة, والثقافة التنظيمية. هـ- الرقابة
الاستراتيجية وقد شملت على عملية الرقابة والأداء الاستراتيجي للمنظمة والتي تعمل
على وجود نظام شامل للتغذية العكسية لكل المراحل ولكل المستويات, بحيث يمكن من
خلالها الحكم على مدى دقة وصواب التوجه الاستراتيجي والعملياتي للمنظمة.
تتميز هذه المجموعة من النماذج بأنها*
- يغلب عليها الصفة الواقعية, وترى أن الصورة المستقبلية المرغوبة للمنظمة
مرتبطة الى حد كبير بما يتيحه الظرف البيئي الخارجي والامكانات الداخلية
للمنظمة. –
يكون دور الادارة العليا محددا في أغلب الحلات بسبب هذا الاشتراك بالتحليل
والتشخيص من قبل المتخصصين والاستشاريين حيث تجد الادارة العليا نفسها في أغلب
الحالات ملزمة بما تم تطويره من أفكار استندت الى تحليل المتخصصين, ومشاركة ربما
تكون واسعة من قبل باقي أعضاء التنظيم. ورغم ما تملكه هذه المجموعة من النماذج من
مميزات إلا أنه يعاب عليها أنها عندما تحاول أن تعطي اجابات واقعية للإشكالات
المطروحة ويعد هذا الأمر منطقيا بسبب استناد أغلب هذه النماذج الى الفلسفة
الواقعية1.
.
المطلب الثالث* مجموعة النماذج المتوازنة.
وهذه النماذج حاولت أن تجري
عمليات متداخلة بين المنظورين السابقين لكي تكون مراحل عمليات الادارة
الاستراتيجية مستفيدة من كلا المدخلين السابقين, التفكير الحو المبدع للإدارة
العليا وفي الوقت نفسه من الضروري أن ينطلق التحليل الواقعي لبيئة عمل المنظمة
الخارجية وامكاناتها الداخلية في الاتجاه نفسه وفي ترابط زمني واحد, وفي هذه
الحالة فان هذه النماذج ترى أن موضوع الاستراتيجية تحتاج الى جانبي الخيال والواقع
على قدر من الأهمية لكل منهما. غن الادارة العليا يجب أن تكون حالمة ولكن هذا
الحلم يفترض أن يكون ذو مدلول واقعي علمي. ومن أهم النماذج في هذه المجموعة1.
William Glueck1 نموذج اشتمل
نموذج كلويك على خمسة مكونات أساسية يمكن ايجازها كما يأتي/ أ- المهمة والأهداف واستراتيجية المنظمة حيث
لا بد من تحديد رسالة وأهداف المنظمة وكذلك القيم أي الثقافة التنظيمية للمنظمة
ككل وبشكل خاص لمتخذي القرار الاستراتيجية
ب- مرحلة التحليل والتشخيص وتشتمل على القيام بعملية التحليل الشمولي
للبيئة العامة والتنافسية وكذلك الدولية ودراسة تأثير كل من الفرص والتهديدات
وكذلك تحليل البيئة الداخلية للمنظمة لغرض فحص وتشخيص عوامل القوة والضعف.
جـ- مرحلة الاختيار وهي
العملية التي تشتمل على التفكير بالبدائل المختلفة والسعي لتنمية العديد منها وذلك
لغرض اختيار الاستراتيجية المناسبة ولذلك تتحدد هذه المرحلة في تحديد البدائل
الشاملة للاستراتيجية والتغيرات الاستراتيجية ومن ثم عملية اختيار الاستراتيجية2. .
د- مرحلة التنفيذ وفيها يتم ربط
الخطط والسياسات والمصادر والتركيب التنظيمي ونمط الادارة مع الاستراتيجية. وتشتمل
هذه المرحلة على كل من الموارد والتركيب وكذلك السياسات والخطط ونمط الادارة
والرقابة وعملية التقييم وذلك للتأكد من تلبية الاستراتيجيات وعملية التنفيذ
بالأهداف وأنه تم انجازها بالشكل المطلوب.
هـ- مرحلة التغذية بالمعلومات المطلوبة لغرض ادامة عملية التطوير والتحسين
للاستراتيجية والأهداف والأداء الاستراتيجي للمنظمة.
Mgcarthy, Minichiell,
Curran 2- نموذج
يشتمل هذا النموذج على ثلاث مراحل أساسية وهو نموذج يكاد
يختلف نوعا ما عن النماذج الأخرى حيث يضع مرحلة وسيطة وهي مرحلة التخطيط
الاستراتيجي بين عمليتي الصياغة الاستراتيجية ومرحلة التنفيذ الاستراتيجي ولذلك
فإنه يميز بين عمليات الادارة الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي حيث يعتبران
عملية التخطيط الاستراتيجي إنما هي مرحلة وسيطة وتشتمل على مكونات خاصة بها يمكن
ايجاز هذا النموذج كالآتي/ أ- مرحلة
الصياغة الاستراتيجية وتشتمل هذه المرحلة على العناصر الآتية/ *قيم أفراد العاملين ضمن اطار
المنظمة.
*متخذي القرارات وما تتضمنه هذه القرارات من المسؤولية الاجتماعية. *الغرض البيئي لغرض تحديد الفرص
والتهديدات والقوة والضعف.
*تحليل الموارد التي تملكها المنظمة.
ب- جسر التخطيط الاستراتيجي وتشتمل هذه المرحلة على مكونات أربعة أساسية
هي/ -رسالة المنظمة -ثقافة المنظمة
وهيكلها التنظيمي -الأهداف
الاستراتيجية - الخطط والبرامج طويلة
الأجل والاستراتيجيات الفرعية والسياسات1.
.
جـ-تنفيذ
الاستراتيجية/ وتمثل المرحلة الأخيرة من عمليات الادارة الاستراتيجية وفقا لهذا
النموذج وهي ترتبط بجسر التخطيط الاستراتيجي وتشمل هذه المرحلة على*
-ادارة الأفراد وادارة النظم.
–الخطط
التشغيلية والرقابة عليها وكذا عملية القرارات الخاصة بالأنشطة . * تتميز هذه المجموعة من النماذج
بأنها/
- موازنة الأدوار بين الادارة العليا وخبرتها وتجربتها السابقة ونظام القيم
لديها وبين دور المتخصصين والتشخيص والتنبؤ والدراسات الخاصة ببيئة عمل المنظمة
الخارجية والداخلية.
– التخلص من قيود الواقعية المحدودة التفكير من جانب وكذا للقضاء على
المثالية غير المستندة الى واقعية حالمة ومتفتحة الاتجاهات من جانب آخر ويأتي هذا
من خلال الربط بين فلسفتي المثالية والواقعية. وفي الأخير تحاول هذه
النماذج الموازنة ما بين العمومية الواسعة وغير الواضحة وبين الواقعية كثيرة
التفاصيل وغير المبررة فهي تجد أن الدخول في التفاصيل يغرق النموذج بواقعية مزيفة
كما أن التحليق في سماء الأمنيات الفضفاضة لا يجد له أرضية صلبة للوقوف عليها في
جميع الظروف السابقة وغيرها ترى الادارة نفسها في حاجة ماسة الى التعامل وفق منطق
ومنهجية تحقق لها القدرة على مواجهة تلك المواقف واستثمار ما بها من فرص أو تحقيق
تأثيرها يوجد بها من مخاطر ومهددات وتلك هي منهجية الادارة الاستراتيجية وأداتها
الرئيسية "التخطيط الاستراتيجي"1.
المبحث الثالث* مستويات الادارة الاستراتيجية. الادارة الاستراتيجية كمظهر من مظاهر تطور عالم الادارة,
متغير باستمرار لأن التغير والتطور سمة أساسية من سمات الحياة, خاصة الحياة
الاقتصادية وحياة السوق ومنظمات ادارة الأعمال ورجالات وأفراد الادارة العليا,
متطور في كل مستوياتها فلابد للإدارة الاستراتيجية من التطور وفي مستويات مختلفة
تبعا لتطور الحياة ومستوياتها. وفي ضوء هذا يمكن النظر الى الادارة الاستراتيجية
من خلال عدة مستويات يمكن جمعها في ثلاث مستويات هي/ الادارة الاستراتيجية للمنظمة
والادارة الاستراتيجية في مستوى وحدات الأعمال الاستراتيجية والادارة الاستراتيجية
في المستوى الوظيفي. المطلب الأول* الادارة الاستراتيجية للمنظمة. في هذا المستوى تقوم الادارة الاستراتيجية بعملية تخطيط
كل الأنشطة المتصلة بصياغة رسالة المنظمة وتحديد الأهداف الاستراتيجية لها وحشد
الموارد اللازمة وصياغة الخطة الاستراتيجية في ضوء تحيلي البيئة الداخلية للمنظمة
وبيئة الأعمال الدولية وفي هذا المستوى يؤخذ بعين الاعتبار توزيع الموارد بين
وحدات الأعمال الاستراتيجية وتحقيق التناسق والتكامل في أنشطة وعمليات هذه
الوحدات. وحتى يمكن
للمنظمة بناء وتنمية هيكل استراتيجي يسمح لها بتطبيق منهجية الادارة الاستراتيجية
يجب أن تتوفر فيها مجموعة من المقومات من أبرزها/ -أهداف واضحة معقولة قابلة للتحقيق ومرنة
قابلة للتعديل .
-سياسات واضحة معقولة ومتناسبة مع الواقع ومرنة. –هيكل تنظيمي
علمي واقعي بسيط ومن قابل للتعديل والتكيف مع ظر وف المنظمة.
–قواعد ونظم واجراءات مدروسة مخططة ومبرمجة.
–أفراد يتم اختيارهم بعناية يتمتعون بالصفات والقدرات
المناسبة لأنواع العمل على استعداد لقبول التغير.
–صلاحيات محددة بدقة وموزعة بين الأفراد بما يتناسب ومسؤولياتهم مع وصوح
معايير المحاسبة والمسائلة وتقويم الآراء والثواب والعقاب. –نظم اجراءات ومعايير لاتخاذ
القرارات كذلك نظم استثمار.
–معلومات متدفقة ونظم قنوات الاتصال الفعال. –تقنيات
مناسبة وتجهيزات وموارد مادية تم اختيارها بعناية وتوظيفها بعناية لتحقيق أقصى
عائد ممكن1.
المطلب الثاني* الادارة الاستراتيجية في مستوى وحدات الأعمال
الاستراتيجية.
وحدات الأعمال الاستراتيجية هي ذلك الجزء من منظمة
الأعمال التي يجري التعامل معها بصورة مستقبلية باعتبارها مراكز انتاجية لها موارد
وادارات خاصة بها, ولكنها متكاملة مع الوحدات الأخرى في نطاق الخطة الاستراتيجية
الشاملة.
في
هذا المستوى تقوم الادارة الاستراتيجية بصياغة وتنفيذ الخطة الاستراتيجية الخاصة
بكل وحدة أعمال انطلاقا من تحليل متغيرات البيئة الداخلية للوحدة والبيئة الخارجية
المحلية وتحديد امكانية الوحدة و الأهداف الاستراتيجية المطلوب تحقيقها وفي هذا
المستوى تجيب الخطة الاستراتيجية على الأسئلة التالية/
- ماهي المواصفات الرئيسة للمنتجات والخدمات المطلوب انتاجها من قبل الوحدة؟. –
من هم المستهلكون والعملاء الرئيسيون أو المشترون الصناعيون لمنتجات الوحدة؟
-كيف يمكن للوحدة مواجهة المنافسة في البيئة المحلية؟. – كيف يمكن لوحدة
تحقيق أفضل تماثل لفلسفة المنظمة ومبادئها الأساسية لدعم جهود الادارة العليا في
انجاز الأهداف الاستراتيجية الكلية بطريقة فعالة؟.
إن الادارة
الاستراتيجية في هذا المستوى مسؤولة بصورة مباشرة عن تخطيط وتنظيم كل الأنشطة
الخاصة بالخطة الاستراتيجية للوحدة واتخاذ القرارات اللازمة للأزمة للتنفيذ1..
المطلب الثالث* الادارة الاستراتيجية في المستوى الوظيفي.
لما كانت وحدات الأعمال الاستراتيجية تتكون عادة من
أنظمة فرعية وظيفية للإنتاج والأفراد والشؤون المالية. إلخ. لذلك من الضروري أن
تكون للمنظمة استراتيجيات واضحة لهذه الأنظمة الوظيفية وبمعنى آخر أن توجد خطة
استراتيجية للتسويق وخطط استراتيجية للانتاج وتتولى كل خطة استراتيجية عملية تقييم
السياسات والبرامج والاجراءات الخاصة بتنفيذ كل وظيفة من دون الدخول في تفاصيل
الاشراف المباشر على الأنشطة اليومية لهذه الوظائف1..
المبحث الرابع* الادارة الاستراتيجية بين الأهمية والتحديات.
المطلب
الأول* فوائد الادارة الاستراتيجية.
يمكن ايجاز جملة من فوائد الادارة الاستراتيجية
كالتالي* *
يساهم مدخل الادارة الاستراتيجية في بلورة اطار فكري وأساسي للمنظمة, كما يساهم في
صياغة وتقييم كل من الأهداف والخطط والاستراتيجيات والبرامج.
* تساعد على توقع العديد من القضايا الاستراتيجية أو التغيرات المحتملة في
البيئة التي تعمل فيها المنظمة, وبالتالي تمكن الادارة العليا من صياغة
الاستراتيجيات اللازمة للتعامل مع هذا التغيير. *
تساعد في تخصيص الموارد على أوجه الاستخدامات المتعددة الأنشطة المختلفة في
المنظمة, حيث يمكن توقع التكلفة والعائد الناجمة عن البدائل الاستثمارية المتاحة,
وبالتالي يمكن تحديد أولويات الأهداف المتعددة والمتداخلة ومن ثم توجيه الموارد
على تلك الأهداف ذات الأهمية المتزايدة لمستقبل المنظمة.
* تساهم الادارة
الاستراتيجية على توجيه وتكامل الأنشطة الادارية والتنفيذية, وذلك فإنه تحقق
النظرة الشمولية للعمل, حيث أن العلاقة بين الانتاجية والعوائد يتم توضيحها من
خلال عمليات الادارة الاستراتيجية ومن خلال توجيه أفراد المنظمة نحو الاتجاه الصحيح
للوصول الى النتائج المرغوبة, كما تساهم في تحقيق تكامل الأهداف ومنع ظهور التعارض
بين الأهداف والوحدات الفرعية للمنظمة والتركيز عليها بلا من الأهداف العامة
للمنظمة ككل, وتسعى الى تحشيد كل الطاقات نحو انجاز الأهداف التشغيلية1.
1
* كما تساهم في اعداد وتهيئة كوادر الادارة وتنمية
المهارات القيادية لهم, حيث يتعرض مدير الادارات الوظيفية لنوع من التفكير
الاستراتيجي وعرض مجموعة من المشاكل الادارية التي يحتمل أن تتم مواجهتها عندما
تتم ترقيتهم الى مناصب الادارة العليا, وتساعد عملية مشاركة هؤلاء المديرين في
أنشطة الادارة الاستراتيجية الى تزويدهم بإطار شمولي لعملية التفكير وذلك من خلال
رؤيتهم للكيفية التي يتم بها خلق التكامل بين وحداتهم الفرعية مع أهداف المنظمة
ككل وهذا يقود المدراء الى استمرارية التفكير بالمستقبل. * تمكن أيضا من زيادة قدرة
المنظمة على الاتصال بالمجموعات المختلفة داخل بيئة المنظمة, وهي البيئة القطاعية,
حيث يتم توضيح صورة المنظمة واتجاهاتها المستقبلية أمام مجموعات المصالح والمخاطر
المختلفة والتي تعمل مع المنظمة.
* تسمح باكتشاف المتغيرات البيئية المؤثرة في أنشطة المنظمة وفاعليتها, ومن
ثم السعي للتكيف معها أو السيطرة على جزء منها, خاصة تلك التي تتعلق بالبيئة
الداخلية والتنافسية لها. *
تمكن من تحديد الفرص البيئية المتاحة وذلك لتقليل آثار التهديدات البيئية
بالاستناد الى عناصر القوة الداخلية التي تمتلكها المنظمة, كما تسعى الادارة
الاستراتيجية الى تحسين عناصر الضعف الداخلية والسعي لتقليل آثارها السلبية.
* تؤدي الى تحقيق الفعالية والأداء الأفضل, وذلك من خلال التعاون والتفاعل
والتكامل والجدية, لتتمكن المنظمة في النهاية من حل المشاكل وفهم الفرص والسعي
لاستثمارها. * يزيد
من كفاءة تقديم المعلومات بالوقت المناسب مما يمكن من عملية اتخاذ القرارات
بالسرعة المطلوبة1.
.
المطلب الثاني* مهام الادارة الاستراتيجية* - تحليل الفرص والتهديدات أو القيود الموجودة في البيئة
الخارجية للمنظمة. – تحليل عناصر القوة والضعف الموجودة في البيئة الداخلية
للمنظمة. – صياغة رسالة المنظمة
وتطوير أهدافها. –
صياغة الاستراتيجيات ضمن المستويات المختلفة والتي تتسق أو تحقق الملاءمة بين
عناصر القوة والضعف للمنظمة مع الفرص والتهديدات البيئية. – تنفيذ الاستراتيجيات وتهيئة الموارد اللازمة
لذلك.
– التأكد في مجال أنشطة الرقابة الاستراتيجية من أن الأهداف الخاصة
بالمنظمة قد تحققت أو تم انجازها.
.
المطلب الثالث* الصعوبات والتحديات التي تواجه الادارة الاستراتيجية.
من أهم هذه الصعوبات* - زيادة وتيرة التغييرات*
وذلك من خلال الكمية والنوعية في جميع المنتجات, بل التغير السريع في بيئة الأعمال
كلها سواء البيئة الثقافية أو البيئة السياسية أو البيئة الاقتصادية والبيئة
التكنولوجية والمعلوماتية, كل ذلك يفرض على الشركات ومنظمات الأعمال وضع
استراتيجيات دقيقة لكي تتعامل من خلالها مع الفرص والتهديدات.
–
ازدياد حدة المنافسة* يقول د.سعد غالب ياسين 'لم تعد المنافسة مقتصرة على العر وجودة المنتج
فقط, بل تعددت الآن لتشمل كل أنشطة المنظمة, ولتصبح منافسة كونية أيضا, وتتضح هذه
الصورة في ظهور منافسين جدد باستمرار, وهذا يفرض على الادارة العليا وضع
استراتيجية ذات كفاءة عالية, وبعيدة المدى لمعالجة وضع المنظمة في أسواق مختلفة.
وعلى سبيل المثال قبل عشرين عاما كانت شركة جنرال موتورز تتحدى العالم بصناعتها
ونموذجها متألقة تتطلع عليه بقية أقطار العالم, أما اليوم فنجدها تلهث من أجل
البقاء على حد قول أحد مديريها ومن المعروف أن هذه الشركة رائدة في تطبيق الادارة
الاستراتيجية.
– من التحديات الخطيرة
التي قد تواجه الادارة الاستراتيجية* الجمود وعدم المرونة في التدريب والعمل
والسعي للحصول على المعرفة, فنجاح الشركات ومنظمات الأعمال الآن يتطلب منها وضع
برامج تدريبية عالية المستوى لكل العاملين بها, لكي تقف بهم على أحدث الوسائل
التكنولوجية والمعلوماتية والمعرفية والثقافية عموما, وفي مجال صناعتهم خصوصا1..
فإدا توفر للشركة العامل الماهر والاداري الكفء والادارة
النشطة والخبير التسويقي والخبير المال والمهندس المبدع والمعلومة الصحيحة
والمعرفة المفيد, أمكنها من وضع استراتيجيات وسياسات عملية مدروسة, وذات كفاءة
وفاعلية عالية, تسهم بلا شك في زيادة رضا العميل عن المنتجات التي تقدمها الشركة,
ومن ثم زيادة حصتها السوقية المحلية والاقليمية والدولية ومضاعفة ثرواتها مما يعود
بالنفع الاقتصادي المباشر عليها ويعمل على زيادة معدلات التنمية الاقتصادية في
الدولة التي تنتمي اليها. – ومن التحديات أيضا الموارد*
إن الزيادة السكانية الكبيرة التي يشهدها العالم اليوم, والتي لم يصاحبها زيادة
مماثلة في الموارد الطبيعية المكتشفة أدى الى ظهور واضح للصراعات بين الدول, وبين
الشركات ومنظمات الأعمال التفكير في وضع الاستراتيجيات التي تضمن من خلالها توفير
ما نحتاج اليه من موارد بالمقدار الكافي, فضلا عن تأمين بقاءها.