ولمزيد من توضيح انعكاس الطفرة الثالثة على تراكم الأصول الخارجية لبلدان مجلس التعاون الخليجي نورد الجدول الآتي:
الصافي التراكمي للأصول الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي
حتى العام 2007 (بمليارات الدولارات)(50)

تشير أرقام الجدول إلى أن الولايات المتحدة تستأثر بالحصة الأكبر من حجم الاستثمارات والأصول الخليجية، بحيث أنّ حصتها قاربت الثلاثة أضعاف حصة الاتحاد الأوروبي، إلا أن ثمة إحصاءات أخرى تقدر حجم الاستثمارات الخليجية لدى دول الاتحاد الأوروبي بين 150 - 200 مليار دولار(52)، وهي تشكل حوالى 40% من إجمالي الاستثمارات الخليجية في العالم(53).
لقد تنوعت الاستثمارات الخليجية في الخارج بين استثمارات خاصة وأخرى رسمية، وهي إما في صورة موجودات عينية أو أسهم استثمارات في سندات حكومية(54). وهناك دراسة أوضحت أنَّ الحصة الخليجية في سندات الدين الحكومي الأميركي قصير الأمد، ارتفعت من 1.4% العام 2001 إلى 7.9% العام 2006، بينما ارتفعت الحصة في السندات الطويلة الأجل من 14% إلى 20% خلال الفترة نفسها(55).
وإذا كانت الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي قد بلغت أرقامًا مليارية كانت ترفدها باستمرار مراكمات الفوائض النفطية، فإن حجم التوظيفات الاستثمارية، بالمقابل، لكلٍ من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سجَّلت حوالى 200 مليار دولار حتى العام 2007، وأنَّ المملكة العربية السعودية استأثرت وحدها بنحو 85 مليارًا منها العام 2007 بعد أن كانت 38 مليارًا العام 2006(56).
أسهمت الإيداعات الخليجية في تمكين الرأسماليات الغربية، لا سيما رأسمالية المركز الأميركي، من تنشيط حِراكها التراكمي وتحريك دورة الاقتصاد الأميركي عن طريق فتح مجالات جديدة للوظائف مقابل الخفض في معدلات البطالة، ذلك أن كل مليار دولار يدخل أميركا كودائع أو استثمارات، بإمكانه خلق 20 ألف وظيفة عمل في الولايات المتحدة(57)، فكيف إذا كانت الودائع الخليجية مليارية أو تريليونية سنويًا؟
إنَّ القسم الأعظم من الأرصدة الخليجية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هي مستثمرة في أدوات مالية عائدها منخفض ومخاطرها متزايدة خصوصًا في ظل الأزمة الراهنة التي تعصف بالنظام الرأسمالي وتنذر بسقوطه التاريخي وخاصة في مكان تركّزه المكثف أي في الولايات المتحدة التي باتت تعاني منذ فترة عجزًا كبيرًا في ميزانها التجاري؛ الأمر الذي سيكون له نتائج مدمرة على قيمة الدولار بوصفه عملة عالمية، ما قد يؤدي إلى ظهور عملات قطبية منافسة من بينها اليورو الأوروبي والين الياباني.
من هنا، على دول مجلس التعاون الخليجي أن تعيد النظر في توظيف عوائدها النفطية خليجيًا وعربيًا وعالميًا، وأن تخرج من علاقتها القدرية بالرأسمال الأميركي وأن تفك ارتباطها بالدولار عن طريق تنويع العملات الأجنبية. كل ذلك يتطلب إعادة النظر في التوزيع الجغرافي للاستثمارات والأصول المالية وفي فتح مجالات استثمارية جديدة على قاعدة التكافؤ والانتفاع المتبادل.
خامسًا: المبادلات السوقية بين دول مجلس التعاون وكلٍ من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
لمَّا كانت دول مجلس التعاون الخليجي تعتمد على مركزية النفط في بنيانها الاقتصادي العام، ولما كان النفط، وسيبقى إلى آماد بعيدة، يمثل عصب الصناعة، لا سيما في البلدان الأكثر تقدمًا مثل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي واليابان وسواها، فإنه كان من الطبيعي أن تنشأ علاقات سوقية متميزة بين البلدان الخليجية من جهة، وسائر دول العالم سواء الصناعية المتقدمة أم النامية من جهة أخرى.
لقد زاد الاقتصاد النفطي الخليجي بوصفه اقتصادًا يكاد يكون أحادي التصدير إلى الأسواق العالمية، من درجات الانفتاح التجاري لدول مجلس التعاون واندماجها في الاقتصاد العالمي. بين العامين 1998 و2005 سجل مؤشر اندماج الاقتصاد الخليجي، وهو ما يقاس بنسبة التجارة الخارجية (صادرات + واردات) إلى الناتج المحلي الإجمالي، الأرقام الآتية:

توضح مؤشرات الجدول أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي الأعلى في درجة اندماجها الاقتصادي (128%) بين الدول الخليجية الأخرى كمتوسط بين العامين 2002 - 2005، تليها البحرين (127%)، عُمان (86%)، قطر (84%) والكويت (73%). والعام 2007 وصلت درجة الاندماج الخليجي إلى أكثر من 113%، وهذه نسبة تعتبر مرتفعة بالمقاييس الدولية إذ في الدول الصناعية لا تزيد درجة الاندماج عن 40%، وأكثر من ذلك قليلًا في بعض الدول النامية. وما يفسِّر هذا الارتفاع في مؤشرات الاندماج الخليجي في الاقتصاد العالمي هو اعتمادها على النفط كمصدر رئيس للتصدير إلى أسواق العالم من جهة، وفي توظيف عائداته في شراء كل حاجاتها من السلع الاستهلاكية، والسلع الصناعية الجاهزة، وفي استخدام العمالة الوافدة، إلى جانب استثمار فوائضه التراكمية في أسواق المال العالمية(59).
تركزت مبادلات دول مجلس التعاون الخليجي باتجاه الكتل السوقية الوازنة عالميًا وفي مقدمها دول الاتحاد الأوروبي، واليابان، وبلدان جنوب شرق آسيا، والولايات المتحدة الأميركية إلى جانب دول عديدة أخرى عربية وعالمية.
العام 1990 توزَّعت الأهمية النسبية لمبادلات مجلس التعاون الخليجي مع الأسواق الرئيسة في العالم وفق الجدول الآتي:

يتضح من الجدول أن الاتحاد الأوروبي احتل المرتبة الأولى بين الأسواق العالمية من حيث مبادلات التجارة الخارجية مع دول مجلس التعاون الخليجي الست، في حين أنَّ الولايات المتحدة تأتي في المرتبة الرابعة على هذا الصعيد بعد الاتحاد الأوروبي واليابان وبلدان جنوب شرق آسيا. إلا أنَّ الشراكة التجارية الخليجية - الأوروبية لم تكن متكافئة، فالعام 1990 احتلت اليابان المرتبة الأولى في حجم مستورداتها من دول مجلس التعاون (27%)، في حين جاء الاتحاد الأوروبي في المرتبة الرابعة ولم تزد مستورداته من دول المجلس عن 17% مقابل 20% لدول جنوب شرق آسيا التي جاءت في المرتبة الثانية(61).
وهذا بيان بحركة تطور المبادلات التجارية بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون بين العامين 1995 - 2001:

تظهر أرقام الجدول أنَّ الاتحاد الأوروبي يعتبر شريكًا تجاريًا وازنًا مع مجلس التعاون الخليجي، ليس فحسب بالنظر إلى مقياس حجم الصادرات والواردات، ولكن أيضًا إلى مقياس حجم الفائض الربحي الذي يحققه الاتحاد. فالعام 1995 سجل هذا الفائض حوالى 15 مليار دولار ارتفع العام 2000 إلى 22.5 مليارًا ثم عاد إلى 15.50 مليارًا العام 2001، إلا أن الملفت في هذا الأمر هو أنه فائض دائم لصالح الاتحاد، من هنا، فالاتحاد الأوروبي ظلّ وما زال، يمثل الشريك الأول والأهمّ ليس إلى الدول الخليجية وحسب، وإنما أيضًا إلى المنطقة العربية برمتها. فالعام 2001 زاد حجم التجارة العربية غير النفطية مع أوروبا على 100 مليار دولار؛ في حين بقي دون 60 مليارًا مع الولايات المتحدة، وهذا الحجم مؤهل للزيادة نظرًا إلى الاهتمام الكبير الذي يوليه الاتحاد الأوروبي للمنطقة العربية، نتيجة التنافس الرأسمالي بينه وبين الولايات المتحدة للاستحواذ على أسواقها. وبشأن دول الخليج فهي، عدا عن كونها تمثل مركز الثقل النفطي في العالم، تحتل موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا يوفر له خاصية تجارية متميزة بسوقها الواسعة المستقبلة للمنتجات الأوروبية، حيث يعتبر الاتحاد الأوروبي بمنزلة الشريك التجاري الأكبر لدول الخليج بقيمة مبادلات تجارية إجمالية وصلت إلى نحو 50 مليار يورو العام 2001، وهو ما يعادل حوالى 50% من حجم تجارة الاتحاد مع الوطن العربي(63).
وإذا كان الميزان التجاري الأوروبي قد سجَّل فائضًا ربحيًا مستمرًا من جرَّاء مبادلاته مع دول مجلس التعاون الخليجي، فإنه، بالمقابل، كانت هناك إشكالية حالت، وما زالت تحول حتى الآن، دون قيام علاقات مبادلات متكافئة بين الطرفين، تعود هذه الإشكالية إلى المساعي المستمرة من قبل الدول الخليجية لتنويع مصادر إيراداتها في محاولة منها لتجاوز أحادية المورد الريعي النفطي، وذلك عبر تطوير مصادر إنتاجية صناعية وزراعية.
في ضوء هذا التوجه في السياسات الاقتصادية الخليجية تمكنت الدول المعنية، وخصوصًا السعودية، من تطوير نوعي لصناعاتها البتروكيميائية، بحيث بلغت مستويات عالية كمًا ونوعًا، وأيضًا من حيث القدرة الإنتاجية المتوافرة. فالعام 1990 سجل حجم الصناعة البتروكيميائية في دول مجلس التعاون 6.920 مليون طن ارتفع إلى 13.480 مليون طن العام 1995؛ في حين أنتجت السوق الأوروبية 64.695 مليون طن و75.385 مليون طن العامين 1990 و1995 على الترتيب. وبذلك تكون المقارنة النسبية بين مجلس التعاون والسوق الأوروبية المشتركة على الصعيد الإنتاجي من الصناعة البتروكيميائية 11% و 18% على التوالي لعامي 1990 و1995(64).
هكذا، برزت إشكالية الصناعات البتروكيميائية بين الجانبين، وقد وصل الأمر باللوبي البتروكيميائي الأوروبي، وهو لوبي له أصوات عديدة في البرلمان الأوروبي وفي المفوضية الأوروبية وفي جمعية المنتجين البتروكيميائيين في أوروبا (APPE)، إلى أن برز كأحد أهم الأصوات المطالبة بحماية الصناعات البتروكيميائية، وهي الصناعات التي قُدر حجم أعمالها بأكثر من 200 مليار دولار، تصبح، على الرغم من ضخامتها، هشة وسريعة العطب إذا ما تعرضت لمنافسة مفتوحة من قبل صادرات مجلس التعاون الخليجي(65).
وفي مسعى مشترك لتبديد المخاوف التي كانت تقلق البتروكيميائيين الخليجيين والأوروبيين، توصل الطرفان إلى إبرام "اتفاق تعاون" تمَّ التوقيع عليه بالأحرف الأولى في 24 آذار/مارس 1988، وتمَّ إقراره بصيغته النهائية في بروكسل في 15 حزيران/يونيو، ودخل حيّز التنفيذ اعتبارًا من الأول من كانون الثاني/يناير 1990. وقد أعقب هذا الاتفاق انعقاد عدة مؤتمرات لتطويره وإيجاد آليات عمل لترجمته على أرض الواقع(66).
وقد نجحت الجهود المبذولة من الطرفين إلى تحقيق نتائج باهرة على صعيد تطوير التبادل التجاري بعد التوصل الى تسوية مرضية بشأن الصناعات البتروكيميائية. أما بشأن التعرفة الجمركية على الصادرات الخليجية إلى الأسواق الأوروبية، فقد أسفرت المباحثات التي تولتها منظمة التجارة الدولية مع دول الاتحاد الأوروبي وكذلك مع الولايات المتحدة واليابان، عن تخفيضات في التعرفة على صادرات الخليج البتروكيميائية بمقدار النصف تقريبًا، بحيث تقلَّصت من حدود 14% إلى حدود 6.5%(67).
مع الطفرة السعرية التي شهدتها السوق النفطية (2003 - 2008)، عاد الاهتمام الأوروبي ليجدد الحديث عن قيام منطقة تجارة حرة بين الجانبين. وقد برز على هذا الصعيد مقترحان رئيسان(68):
الأول: أن تربط اتفاقية التجارة الحرة الخليجية - الأوروبية بمنطقة التجارة الحرة الأوروبية - المتوسطية المزمع إقامتها العام الحالي (2010). أما النتائج التي يتوخاها الاتحاد الأوروبي من هذا الربط فتكمن بالآتي:
"1- تمهّد لتطبيع العلاقات العربية - الاسرائيلية بحكم أنَّ إسرائيل هي "دولة" متوسطية، وبذلك يبدأ التطبيع اقتصاديًا ليتحول إلى تطبيع سياسي في ما بعد.
"2- تربط الإتفاقية الدول الخليجية باقتصاديات منطقة اليورو الأمر الذي سيكون له نتائج مهمة على الجانبين الأوروبي والخليجي. أوروبيًا يتسع فضاء منطقة اليورو عالميًا، لا سيما في منطقة تركّز الثروة، أي المنطقة الخليجية بحيث تتحوّل من موقعها المالي البترودولاري إلى موقع بترويوري (نسبة إلى اليورو) جديد، وهذا ما سيساعد على تعزيز عالمية اليورو ويمنحه القوة في معركة المنافسة القطبية مع الدولار الأميركي.
"3- التلازم بين اتفاقيتي التجارة الحرة الأوروبية - الخليجية والأوروبية - المتوسطية، يساعد الدول العربية غير النفطية وهي دول فقيرة إجمالًا، على التخفيف من درجة اعتمادها على المعونات الخارجية الأوروبية والأميركية.
الثاني: اقتراح بقيام منطقة تجارة حرة مستقلة خليجية - أوروبية، تنص على تقليص العوائق التجارية بين الجانبين، وتفضي إلى تنشيط التعاون في مجال الاستثمار، خصوصًا في استثمارات الطاقة والغاز في كلٍ من المملكة العربية السعودية وقطر. هذا الاقتراح ما زال قيد التفاوض بين الجانبين على الرغم من إصرار الجانب الأوروبي على توقيع اتفاق اتحاد جمركي بين دول مجلس التعاون الخليجي الست وتنفيذه، قبل الشروع بترجمة أي اتفاق مماثل مع دول الاتحاد الأوروبي، معنى ذلك أنَّ المنظور الأوروبي للتعاون الاقتصادي مع الدول الخليجية يقوم على أساس تكامل السوق الخليجية، الأمر الذي يسهل التفاعل في إطار سوق موحدة اقتصاديًا بدل أن يكون مع كل دولة على حدة.
أما المنظور الأميركي الاقتصادي والسياسي لدول الخليج العربية فهو ينطلق من اعتبارات استراتيجية في إبقاء هذه الدول مجرد ملحقات مواد أولية لرأسمالية المركز الغربي. لذلك راحت الولايات المتحدة تشجع إنشاء عدد من الفروع الصناعية(69) في بلدان الخليج، في إطار نظام رؤوس الأموال الخاصة، التي تقوم بإدارتها شركات ما فوق قومية.
إنَّ التخطيط الاقتصادي في دول مجلس التعاون يقوم على ارتباط وثيق باستيراد وسائل الإنتاج والتكنولوجيا من الولايات المتحدة والبلدان الصناعية المتقدمة الأخرى الأمر الذي يجعل الاقتصاد الخليجي عاجزًا عن المنافسة من جهة، ومستخدمًا لدى الولايات المتحدة وغيرها من الدول الرأسمالية المتطورة، كعامل تحفيزي لنظامها الرأسمالي من جهة أخرى. في ضوء هذه التبعية قامت العلاقة غير المتكافئة بين الخليج وأميركا على قاعدة المقايضة في التبادل: النفط بشروط أميركية مقابل تقديم السلع والتكنولوجيا بأكلاف خليجية باهظة(70).
أرست المقايضة المشار إليها آليات متشعبة من التبعية الخليجية لرأسمالية المركز الأميركي، هذه الرأسمالية التي ربطت، إلى حدٍ بعيد، بين استمرارها في المراكمة كشرط لتطورها وإعادة إنتاجها، وبين قدرتها على امتصاص الفائض النفطي الخليجي، وحجم تدخلها السوقي كبائع للتكنولوجيا إلى زبائن من أثرياء النفط سواء كان هؤلاء الزبائن عبارة عن دول حاكمة أم مؤسسات اقتصادية في القطاعين العام والخاص.
سادسًا: الخليج بين البترودولار والبترويورو
يمثل الخليج العربي أهمية خاصة من منظور المصالح الاستراتيجية للرأسماليتين الأميركية والأوروبية ممثلة بالاتحاد الأوروبي الذي بات يضم في عضويته 27 دولة حتى مطلع كانون الثاني/يناير 2007، وهو مرشح لضمّ العديد من الدول الأخرى في محاولة أوروبية جادة تقوم على تعزيز وتطوير مشروع الاندماج والتكامل البيني وصولًا إلى قيام القطبية الأوروبية على الصعيد الدولي.
من هنا، تبرز المنافسة الأوروبية - الأميركية للإستئثار بموقع متميِّز في السوق الخليجية بحكم أن هذه الأخيرة تمثل مصدرًا حيويًا للطاقة ولفائض مالي هو الأهم على صعيد الكتل المالية في العالم. هذه الكتلة باتت في صلب الاهتمامات الأميركية والأوروبية، من حيث أنها قد تكون أحد أهم العوامل المساعدة على تصحيح أداء النظام الرأسمالي، لا سيما في مواقع تركّزه في البلدان الغربية، ومساعدته على تجاوز أزمته الراهنة المتمثلة بحالة ضاغطة من الركود والإنكماش على المستويين الاقتصادي والمالي.
في الواقع، كان النظام الدولي يشهد مع توقيع معاهدة ماستريخت في هولندا (1992)، ميلاد قطبية جديدة هي القطبية الأوروبية التي لم يكن ظهورها الذي ترافق مع سقوط القطبية السوفياتية، محض صدفة، وإنما كان يعكس حضورًا أوروبيًا يسعى إلى نقل أوروبا من موقع التوازن القطبي بين العملاقين الأميركي والسوفياتي في ظل الحرب الباردة، إلى موقع التقاطب الدولي بعد هذه الحرب، بمعنى دخول أوروبا نادي القطبية الدولية المتعددة.
الهدف من وراء إنشاء الاتحاد الأوروبي يكمن في إثبات حضور أوروبا بخصوصيتها الحضارية ونفوذها التاريخي في الساحة الدولية، كما يهدف أيضًا إلى انتهاج سياسة أوروبية جديدة تعيد الانتشار الأوروبي كلاعب أساسي على المسرح الدولي. هذا التطور في مسيرة التكامل والاندماج والتوحد الأوروبي كان يحمل مؤشرات تنافس أوروبي-أميركي خفي في مناطق عديدة من العالم، لا سيما في المنطقة الخليجية منها، بحيث اختلفت السياسة الأميركية مع السياسة الأوروبية في المنطقة، وبخاصة مع فرنسا وألمانيا اللتين برزتا أكثر معارضةً للحرب الأميركية على العراق العامين 1991 و2003.
إلا أنَّ ثمة مسألة أساسية تستدعي التوقف بشأن مشروع أوروبا التكاملي التوحيدي وصولًا إلى قيام الكتلة الأوروبية الوازنة على الصعيد الدولي. وهي تتمثَّل بجملة من التحديات الضاغطة التي ما زالت تشكل حالة اعتراضية لمسيرة الاتحاد الأوروبي في إنجازه خطوات متقدمة على طريق التكامل والتوحيد. هناك تحديات سياسية وسكانية وثقافية وقومية وإيديولوجية سأكتفي بالتوقف عند التحدي الاقتصادي وهو يندرج في تحديين إثنينن:
التحدي الأول: الاقتصاد الرأسمالي، ويتمثَّل بالطبيعة الرأسمالية للاقتصاد الأوروبي، وهي طبيعة لا تخرج عن البنية العامة للنظام الرأسمالي، على العكس فإنَّ الاقتصادات الأوروبية تحتل موقعًا متقدمًا في سلَّم الرأسمالية العالمية، وهي على تماس مباشر مع رأسمالية المركز في الولايات المتحدة الأميركية. أما مسألة المنافسة السوقية بين الرأسماليتين الأميركية والأوروبية، وبالتالي ظهور العملة الأوروبية الموحَّدة (اليورو) كوحدة نقدية مُزاحمة للدولار الأميركي في الساحة النقدية العالمية، فهي مسألة لا تخرج أبدًا عن القوانين التي حكمت تاريخيًا الطبيعة التطورية للرأسمالية في حركتها التراكمية الدائمة. من هنا، سادت مقولة في أعقاب الحرب العالمية الثانية وما زالت سائدة حتى اليوم مفادها بأنه "عندما تعطس أميركا يصاب العالم بالزكام"71، وهذا ما يظهر جليًا من خلال تداعيات الأزمة المالية التي عصفت بالاقتصاد الأميركي في خريف 2008 ثم أنسحبت على كل مستويات الهرم الرأسمالي العالمي بدءًا من قمته الأميركية نزولًا إلى سائر الدول الرأسمالية الأخرى ومنها دول الاتحاد الأوروبي.
جاء في وصف الرئيس الأسبق للبنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي "آلان غرينسبان" للأزمة المالية الراهنة بأنها "هي الأخطر منذ قرن، ولم تنته بعد، وستستغرق مزيدًا من الوقت، وأتوقع أنهيار العديد من المؤسسات المالية الكبرى بسبب القسوة الاستثنائية لهذه الأزمة"72.
أبرز الترابطات بين الاقتصادين الأميركي والاوروبي كانت الآتية:
1. الطبيعة العالمية للاقتصاد الأميركي، فهناك أكثر من 70% من الشركات الأوروبية، واليابانية تعرض سلعها في السوق الأميركية.
2. قيام معظم دول أوروبا، لا سيما تلك المنضوية في عضوية الاتحاد الأوروبي، باستثمار احتياطاتها المالية في شراء السندات من الخزانة الأميركية.
3. شبكات الترابط بين الأسواق الأميركية والأوربية سواء على صعيد المبادلات التجارية أم على صعيد الاستثمارات وانتقال رؤوس الأموال والتوظيفات المختلفة.
4. الترابط بين الدولار واليورو بوصفهما عملتين ذات فضاء عالمي، فالترابط قائم بالضرورة على صعيد أسعار الصرف والتحويل من دولار إلى يورو أو العكس.
5. في ضوء هذا التشابك الاقتصادي والمالي بين الاقتصادين الأميركي والاوروبي، كان من الطبيعي أن تنسحب تداعيات الأزمة الأكثر تركزًا في الولايات المتحدة الأميركية على سائر اقتصاديات دول الاتحاد الأوروبي، أبرز التداعيات كانت على مستويين: الأول، على مستوى العملة الأوروبية الموحَّدة (اليورو)، الثاني، على مستوى دول العجز داخل الاتحاد الأوروبي والتي تمثل الأزمة اليونانية الأخيرة أحد أهم نماذجها.
أولًا: تأرجح قيمة اليورو:

تظهر أرقام الجدول أنَّ ثمة تأرجحًا في القمية السعرية لليورو مقارنة بالدولار الأميركي، فالعام 1999 أي عام الإعلان عن العملة الأوروبية الموحَّدة للإتحاد الأوروبي صُرف اليورو بأقل من 7% من قيمة الدولار، والعام 2002 عندما بات اليورو العملة البديلة الوحيدة لدول الاتحاد الأوروبي (بإستثناء انكلترا) وُضعت التسعيرة الرسمية له 1.17 دولار أميركي أي بزيادة قدرها 17% أعلى من قيمة الدولار، والعام 2009 سجَّل اليورو أعلى قيمة له مقابل الدولار بحيث وصل إلى 1.52 دولار أي بنسبة ارتفاع 23% عن تسعيرته الرسمية العام 2002 لكنه في الاشهر الخمسة الأولى من العام الحالي 2010 عاد اليورو ليسجل تراجعًا مقابل الدولار، حيث وصل في أواخر شهر أيار إلى 1.20 دولار أي بنسبة زيادة لا تتعدى 0.1% عن تسعيرته الرسمية لعام 2002. إن هذا التأرجح في سعر صرف اليورو إن دلَّ على شيء فإنما يدل على تداعيات الأزمة المالية العالمية على الاقتصاد الأوروبي من جهة، وعلى اختلالات اقصادية بين دول الاتحاد الأوربي نفسه بين دول القوة (بريطانيا، المانيا، إيطاليا، بلجيكا،...) ودول العجز (اليونان، البرتغال، إسبانيا، دول شرق أوروبا الإشتراكية السابقة، دول البلطيق...) من جهة أخرى. تجلت أزمة اليورو في العديد من المظاهر الاقتصادية دلَّت عليها المؤشرات الرقمية الآتية74:
1. تراجع نسب النمو في منطقة اليورو بمعدل 0.5 % العام 2009 عن العام السابق أي 2008، في وقت سجل التراجع في الولايات المتحدة أكثر من 1.1% وفي اليابان 0.1%.
2. دخول منطقة اليورو، لأول مرة منذ قيامها العام 1999، مرحلة ركود فعلي، بينما أعلنت كل من إيطاليا والمانيا الدخول في مرحلة ركود رسمي.
3. أرتفاع معدل إفلاس الشركات والمؤسسات في بلجيكا بنسبة 18% العام 2009 عن معدل العام السابق أي العام 2008.
4. بلوغ معدل البطالة في الاتحاد الأوروبي 7%. وقد كشف استطلاع للرأي شمل 15 قطاعًا اقتصاديًا حيويًا في المانيا أنَّ نحو 215000 وظيفة مهددة بالإلغاء خلال العام 2009. وفي بريطانيا - الدولة العضو في الإتحاد الأوروبي إلا أنها خارج منطقة اليورو- أرتفع معدل البطالة من 2.5% العام 2008 إلى 5.7% العام 2009، الأمر الذي كان سببًا إضافيًا مهمًا وراء إطاحة حزب العَّمال في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ووصول حزب المحافظين إلى السلطة بعد غياب لأكثر من أربعة عقود سابقة. هذا، وهناك توقعات في تفاقم التدهور في سوق العمل في بلدان اليورو وغيرها من البلدان المتقدمة ليصل معدل البطاقة إلى 7.9% في الربع الأول من العام الحالي 2010.
5. إفلاس العديد من الشركات الأوروبية، وخصوصًا الصناعية منها التي تعتمد بنسبة تفوق 70% على ترويج منتجاتها داخل السوق الأميركية.
6. تفاقم الخسارة في فرص العمل في غير مدينة أوروبية، ففي مدينة بروكسل- العاصمة البلجيكية - سجلت خسارة أكثر من 14000 فرصة عمل في مدينة واحدة العام 2009.
التحدي الثاني: تفاوت في المواقع الاقتصادية بين دول القوة في الإتحاد ودول العجز. بين 1992 و2007، بات الاتحاد الأوروبي يضم 27 دولة متباينة من حيث مستوياتها ومعدلات نموها الاقتصادي. لذلك، وجد الاتحاد الأوروبي نفسه، بعد تفجَّر الأزمة المالية العالمية في أيلول/سبتمبر 2008، محاصرًا بين المشاكل الداخلية الناجمة عن زيادة أعضائه والتوسع في جغرافيته السياسية من ناحية، وبين الانعكاسات السلبية لانكماش الطلب على سائر دول المنظومة الرأسمالية ومنها دول الاتحاد الأوربي من ناحية أخرى.
تقدم الأزمة اليونانية دليلًا كافيًا على وجود حالات تعثر اقتصادي بين دول العجز في الاتحاد الأوربي. أما أسباب هذه الأزمة فأبرزها ثلاثة:
1) عدم التزام عدد من دول الاتحاد الأوروبي ومن بينها اليونان، أحكام معاهدة ماستريخت التي قضت بإنشاء الاتحاد الأوروبي العام 1992، وذلك لجهة عدم تجاوز السقوف أو الحد الأقصى للعجز المالي والمديونية العامة للحكومات الراغبة في الإنضمام إلى الاتحاد. فقد تفجَّرت الأزمة اليونانية مع إعلان الحكومة الجديدة التي تشكلت في أعقاب الانتخابات البرلمانية الأخيرة، بأنَّ حجم العجز المالي يعادل نسبة 12.7% من إجمالي الناتج المحلي للعام 2009، وأنَّ الحكومات السابقة عمدت إلى التضليل وتزييف الاحصاءات، وساعدها في ذلك أجهزة جمع البيانات الاحصائية التابعة للإتحاد الأوروبي نفسه75.
2) سجَّل الدين العام في اليونان حتى نهاية العام 2009 أكثر من 300 مليار يورو، الأمر الذي يضع الدولة اليونانية في دائرة الإفلاس ويهدد بالتالي بإلقاء سلبيات كثيرة على منطقة اليورو وعلى مستقبل الاتحاد الأوروبي اقتصاديًا وسياسيًا76.
3) لم تبادر دول القوة الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي وفي مقدمها المانيا إلى تقديم خطة إنقاذ اقتصادية للدول المتعثرة مثل اليونان، هذا، في وقت شهد ارتفاعًا في حدة الانتقادات إلى الدول - الأقطاب في الاتحاد بوصفها دولًا وظَّفت السوق الأوربية الموحدة لخدمة مصالحها الاقتصادية. وهنا، تقدم المانيا نموذجًا على تحقيق مكاسب مهمة لاقتصادها من جرَّاء زيادة صادراتها إلى أسواق الاتحاد، الأمر الذي أدى إلى تعاظم فائضها التجاري على حساب انكماش القدرة التنافسية للدول الأعضاء في منطقة اليورو، وبالتالي، وقوعها تحت عجز مالي متراكم ومديونية عامة عالية كما حصل تمامًا مع اليونان، والمرشح الحصول مع كل من البرتغال وأسبانيا، وربما مع دول أخرى في الاتحاد مثل البلطيق، ودول أوروبا الشرقية الخارجية من التجربة الاشتراكية في الحقبة السوفياتية السابقة، وهي دول فقيرة إجمالًا وتبحث عن سند اقتصادي لها داخل الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو.
فتحت الأزمة اليونانية مجالًا ساخنًا بين الدول الأعضاء لا سيما بين قطبي الاتحاد المانيا وفرنسا، بشأن كيفية انقاذ الاقتصادات المتدهورة، وإذا كان وزراء مالية دول منطقة اليورو قد اتفقوا على الخطوط الأساسية لآليات تقديم مساعدات مالية لليونان للخروج من أزمتها، فإنَّ الإجراءات التي يتطلبها تنفيذ هذه المساعدات تجعلها أقرب إلى الدعم المعنوي منها إلى تقديم القروض الفعلية التي تقدر بين 20-25 مليار يورو77.
أثارت الأزمة اليونانية مخاوف على الصعيد الإقليمي الأوروبي، وبخاصة في البرتغال وإسبانيا، وأشاعت جوًا من الحذر داخل فرنسا. يضاف إلى ذلك التوتر الاقتصادي ذي الأبعاد السياسية الذي شهدته العلاقات الإيسلندية مع كل من بريطانيا وهولندا، كل هذه الأمور كانت بمنزلة جهاز إنذار للعديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والأخرى المتطلعة إلى الإنضمام لمنطقة اليورو، لإعادة التفكير فيما إذا كانت تريد تحمل تبعات ومسؤوليات العملة الأوروبية الموحدة، في ظل تصاعد موجات الاحتجاج والتظاهر والاضرابات التي عمت المدن اليونانية. وقد تردَّدت أصداء هذه المخاوف في دول البلطيق (ليتوانيا، لاتفيا، استونيا)، والتي من المقرر انضمامها إلى الاتحاد النقدي على مدى الفترة من 2011 إلى 2014.
وعلى الرغم من الركود الذي أصاب منطقة اليورو (عدد دولها حاليا 16 دولة من مجموع 27 دولة منضوية في الاتحاد الأوروبي)، وعلى الرغم من التراجع التنازلي الذي شهده سعر صرف العملة الأوروبية الموحَّدة، إلا أنَّ ثمة توقعات اقتصادية ترجح أن يتحول اليورو إلى قوة نقدية مزاحمة على تبوء المرتبة الأولى عالميًا خلال العقدين القادمين.
ومع أنَّ صادرات العالم ما زال 50% منها بالدولار الأميركي، مقابل 35% فقط باليورو، إلا أنَّ الولايات المتحدة تخشى أن تنقلب المعادلة لصالح اليورو، لاسيما بعد أن سجَّل هذا الأخير نجاحات يُعتدّ بها في مزاحمته الدولار الأميركي في التجارة العالمية. وهناك توقعات تشير إلى أنَّ نصيب اليورو من الودائع في العالم سوف ترتفع إلى 30% بدلًا من 14% الموجودة حاليًا78.
من هنا، تقوم سياسة الولايات المتحدة الاقتصادية على الحدّ من فضاء اليورو والحؤول دون تحوله إلى قوة نقدية عالمية منافسة. فقد عمدت الإدارة الأميركية إلى إنشاء تكتل أميركي – كندي- مكسيكي مشترك (النافتا) للتصدي لتزايد نفوذ اليورو والاقتصاد الأوروبي. وفي استطلاع للرأي العام داخل دول الاتحاد، أجاب 65.5% من الذين شملهم الاستطلاع عند سؤالهم عن احتمالات أن تصبح أوروبا قوة اقتصادية مسيطرة في العقد التالي، بأنَّ تلك الإمكانية عالية وممكنة، بينما قال 27.5% بأنها متدنية وضعيفة التحقق79.
وإذا كان للأزمة المالية من تداعيات سلبية على منظومة الاقتصاد الرأسمالي العالمي ومن ضمنها منظومة الاتحاد الأوروبي، فإنَّ ثمة حوافز إيجابية سوف تنشأ عن الأزمة المذكورة، وهي حوافز ستكون دافعة لتقويم الاختلالات البنيوية والهيكلية للإتحاد الأوروبي ليس فحسب من أجل مواجهة التداعيات السلبية للأزمة الاقتصادية العالمية، وإنما أيضًا من أجل تحقيق الأهداف البعيدة لمشروع التوحد والاندماج الأوروبي وصولًا إلى قيام الكتلة القطبية الأوروبية ككتلة لها حضورها الوازن على الصعيد الدولي.
إنَّ تجربة الاتحاد الأوربي هي من أبرز نماذج التعاون بين الدول من حيث صياغة العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، ومن حيث إحداث التحولات النوعية في الجغرافية السياسية لأوروبا. فالاتحاد الأوروبي مؤهل لتشكيل تكتل إقليمي مشترك ومنظومة أوروبية موحَّدة قادرة أن تؤكد حضورها على مسرح المنافسة بين القطبيات والتكتلات الدولية الاخرى.
إنَّ صراع اليورو - دولار على غير منطقة عالمية ومنها المنطقة الخليجية هو صراع اقتصادي سياسي يعكس طبيعة الأنظمة الرأسمالية التي قامت استراتيجيتها تاريخيًا على توفير كل الشروط المساعدة على إعادة إنتاج دورتها في المراكمة الرأسمالية. من هنا، جاء قيام الاتحاد الأوروبي العام 1992، وكذلك، قيام العملة الأوروبية الموحَّدة "اليورو" العام 1999 جاءا ليعكسا طبيعة الواقع الأوروبي لجهة إدراك أهمية عنصر القوة الاقتصادية المتلازم مع الاندماج والتوحد السياسي من أجل ضمان الموازنة في المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية.
الحواشي:
1- Raoul Delcarde: "La Sécurité et la Stratégie dans le Golfe Arabo-Persique", actuels, Paris, Sycomore, 198 3, p. 10
2- علي الحاج، سياسات دول الاتحاد الأوروبي في المنطقة العربية بعد الحرب الباردة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، طبعة أولى، 2005، ص 284.
3- كاميلا روننسكي التسلح ونزع السلاح والأمن الدولي، معهد (سيبري)، الكتاب السنوي 2007، ترجمة وإصدار مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2007، ص 343.
4- تركي الحمد (معقب)، في: [إدمون غريب وآخرون]، في: "الوطن العربي في السياسة الأميركية"، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، طبعة أولى، 2002، ص 117.
5- بدأت النواة الأولى للاتحاد الأوروبي بست دول ظهرت تحت اسم "الجماعة الأوروبية للفحم والصلب"، في 18 نيسان/أبريل 1951.
للمزيد من التفصيل أنظر كتابنا: أوروبا من الثورة الفرنسية إلى العولمة: الاقتصاد، الأيديولوجيا، الأزمات، دار المنهل اللبناني للنشر، بيروت، طبعة أولى، 2010، ص 239-240.
6- بشأن كرونولوجيا الأحداث الممهدة لظهور الاتحاد الأوروبي وللعملة الاوروبية الموحّدة (اليورو)، أنظر، كتابنا، المرجع السابق، ص 284 - 286.
7- ورد في: علي الحاج، سياسات دول الاتحاد الأوروبي في المنطقة العربية بعد الحرب الباردة، مرجع سابق، ص 282، نقلًا عن: Halford Mackinder, "The Geographical Pivot of History", George Journal, vol. 23 (1904), pp. 10-33.
8- علي الحاج، سياسات دول الاتحاد الأوروبي...، مرجع سابق، ص 283.
9- محمد حسنين هيكل، حرب الخليج: أوهام القوة والنصر، مركز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة، 1993، ص 98.
10- للمزيد من التفاصيل حول إنشاء الولايات المتحدة لقاعدة الظهران العسكرية في العام 1951، ولتطور إنشاء القواعد العسكرية الأميركية في المملكة بعد ذلك التاريخ، راجع: المركز العربي للمعلومات "الوجود العسكري الأميركي"، العدد 51، شباط/فبرايرٍ، 2008، ص 19-20.
11- صالح بن عبد الرحمن المانع، العلاقات العالمية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ص 2 - 3، انظر البحث على شبكة الإنترنت: http://docs.ksu.edu.sa/doc/articles19/article/90647.doc.
12- المرجع نفسه.
13- المركز العربي للمعلومات، الوجود العسكري الأميركي، العدد 51، شباط (فبرايرٍ) 2008، ص 21.
14- علي الحاج، سياسات دول الاتحاد الأوروبي في المنطقة العربية بعد الحرب الباردة، مرجع سابق، ص 284.
15- كاميلا روننسكي في: التسلح ونزع السلاح والأمن الدولي، معهد "سيبري"، الكتاب السنوي، 2007، ترجمة وإصدار مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2007، ص 343.
16- المرجع نفسه، ص 343.
17- Ken Matthew: "The Gulf conflict international relations", London; New York: Rutledge, 1993, p.69
18- أنظر: الملف الإحصائي (ملف الطاقة) في: المستقبل العربي، العدد 297، تشرين الثاني/نوفمبر 2003، ص 192-193.
19- عبد الرزاق الفارس، الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية للطفرة النفطية على أقطار مجلس التعاون، في: إبراهيم شريف السيد و[آخرون] في: الطفرة النفطية الثاثة وانعكاسات الأزمة المالية العالمية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، طبعة أولى، 2009، ص 283.
20- عبد الرزاق الفارس، المرجع نفسه، ص 297، نقلًا عن: Organization of the Petroleum Exporting Countries (OPEC), Annual Statistical Bulletin, 2007, (Vienna: Opec, 2007).
21- صحيفة الحياة، بيروت، 27 تموز/يوليو 2008.
22- الملف الإحصائي (ملف الطاقة)، المستقبل العربي، العدد 297، تشرين الثاني/نوفمبر 2003، ص 194 - 195.
23- ورد في عبد الرزاق الفارس، الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية للطفرة النفطية...، مرجع سابق، ص 298، نقلًا عن: OPEC, Annual Statistical Bulletin, 2007.
24- محمد مراد، السياسة الأميركية تجاه الوطن العربي بين الثابت الاستراتيجي والمتغير الظرفي، دار المنهل اللبناني للنشر، بيروت، طبعة أولى، 2009، ص 297 - 298.
25- المرجع نفسه، ص 299-300.
26- صالح بن عبد الرحمن، العلاقات العالمية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، مرجع سابق، ص 13.
27- المرجع نفسه، ص 10.
28- حسين عبد الله، المخاطر المحيطة بنفط الخليج، السياسة الدولية، السنة 244، العدد 171، يناير 2008، ص 36.
29- حسن نافعة، الاتحاد الأوروبي والدروس المستفادة عربيًا، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، طبعة أولى، 2004، ص 520.
30- المرجع نفسه، ص 520.
31- القوات الأميركية (والأجنبية) الموجودة في الخليج حتى العام 2003، معلومات، يصدرها المركز العربي للمعلومات بالتعاون مع جريدة السفير اللبنانية، العدد 51، شباط/فبراير 2008، ص 24.
32- المرجع نفسه، ص 24.
33- المرجع نفسه، ص 24.
34- المرجع نفسه، ص 24-25.
35- المرجع نفسه، ص 25.
36- المرجع نفسه، ص 27. أنظر أيضًا: ياسين سويد، الوجود العسكري الأجنبي في الخليج، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، طبعة أولى، 2004، ص 116.
37- السفير، تاريخ 16/1/2008.
38- الملف الإحصائي، المستقبل العربي، العدد 194، نيسان/ابريل 1995، ص 164.
39- التسلح ونزع السلاح الأمن الدولي، معهد سيبري (Sipri) الكتاب السنوي، 2008، إشراف وتحرير مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، طبعة أولى، 2008، ص 358-359.
40- المرجع نفسه، ص 347.
41- المرجع نفسه، ص 321.
42- المرجع نفسه، ص 371-372.
43- المرجع نفسه، ص 319-320.
44- المرجع نفسه، ص 284.
45- صالح بن عبد الرحمن المانع، العلاقات العالمية لمجلس التعاون، مرجع سابق، ص 5.
46- المرجع نفسه، ص 5.
47- شحاتة محمد ناصر، الخليج والطفرة النفطية الثانية: أولويات الإنفاق، السياسة الدولية، العدد 171، يناير (كانون الثاني) 2008، ص 64.
48- علي خليفة الكواري، الطفرة النفطية الثالثة: قراءة أولية في دواعي وحجم الطفرة (حالة أقطار مجلس التعاون)، في: إبراهيم شريف السيد و[آخرون]، الطفرة النفطية الثالثة وانعكاسات الأزمة المالية العالمية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، طبعة أولى، 2009، ص 64-68.
49- المرجع نفسه، ص 77-79.
50- Institute of international finance "summary appraisal", gulf cooperation council countries. 21 December 2007, pp. 8-9.
51- Ibid, pp. 8-9.
52- حسن نافعة، الاتحاد الأوروبي والدروس المستفادة عربيًا، مرجع سابق، ص 520.
53- علي الحاج، سياسات دول الاتحاد الأوروبي...، مرجع سابق، ص 239.
54- حنان رجائي عبد اللطيف، الاقتصادات الخليجية وتداعيات الأزمة المالية، السياسة الدولية، السنة الخامسة والأربعون، العدد 175 يناير (كانون الثاني)، 2009، ص 177.
55- محمد سعد أبو عامود، الخليج والاندماج في الاقتصاد العالمي: قطر والبحرين نموذجًا، السياسة الدولية، العدد 171، يناير 2008، ص 54.
56- حنان رجائي عبد اللطيف، الاقتصادات الخليجية...، مرجع سابق، ص 177.
57- خليل جهشان، العلاقات الخليجية-الأميركية في: أدمون غريب و[آخرون]، الوطن العربي في السياسة الأميركية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، طبعة أولى، 2002، ص 121.
58- أحمد صدَّام عبد الصاحب الشبيبي، واقع واتجاه التجارة الخارجية السلعية في دول مجلس التعاون الخليجي، بحوث اقتصادية عربية، السنة الخامسة عشرة، العددان 43 - 44، صيف - خريف 2008، ص 74.
59- يوسف خليفة اليوسف، الإمارات العربية المتحدة: منظمة التجارة العالمية وتحرير القطاع الزراعي، بحوث اقتصادية عربية، السنة السادسة عشرة، العدد 45، شتاء 2009، ص 75.
60- بشارة خضر، أوروبا وبلدان الخليج العربية: الشركاء الأباعد، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، طبعة ثانية، 1997، ص 149.
61- المرجع نفسه، ص 519.
62- حسن نافعة، الاتحاد الأوروبي والدروس المستفادة عربيًا، مرجع سابق، ص 519.
63- شريط عابد: أثر ظهور اليورو على الاقتصادات الدولية والعربية، بحوث اقتصادية، السنة الرابعة عشرة، العدد 38، ربيع 2007، ص 62-63.
64- بشارة خضر، أوروبا وبلدان الخليج العربية...، مرجع سابق، ص 239.
65- من وقائع حلقة دراسية عُقدت في بروكسل في 15 كانون الأول (ديسمبر) 1988، أنظر عرضًا لها في:
Le Pétrole et Gaz Arabes (1 janvier 1989), pp. 35-36.
ورد في: بشارة خضر، أوروبا وبلدان الخليج العربية...، مرجع سابق، ص 144-145.
66- أهم هذه المؤتمرات:
- مؤتمر غرناطة 15-22 شباط/فبراير 1990.
- مؤتمر مسقط 17 آذار/مارس 1990.
- مؤتمر الدوحة/قطر تشرين الأول/أكتوبر 1992.
للمزيد من التفاصيل أنظر: بشارة خضر، المرجع نفسه، ص 146 - 147، وكذلك مجيد هادي مسعود، المؤتمر الثاني للصناعيين بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ونظرائهم الأوروبيين، المستقبل العربي، السنة الخامسة عشرة، العدد 169، آذار/مارس 1993، ص 157 - 165.
67- صالح بن عبد الرحمن المانع، العلاقات العالمية لمجلس التعاون...، مرجع سابق، ص 8.
68- المرجع نفسه، ص 8.
69- جماعة من الاختصاصيين السوفيات، خصائص ومميزات التطور الاجتماعي والسياسي للبلدان العربية في الخمسينيات - السبعينيات، ترجمة إخلاص علي، دار الفارابي، بيروت، 1986، ص 37.
70- المرجع نفسه، ص 37-38.
71 عَلَّة مراد، الأزمة المالية العالمية... تأمل ومراجعة، بحوث إقتصادية عربية، السنتان 16-17، العددان 48 - 49، خريف 2009 - شتاء 2010، ص،8.
72 ورد في المرجع نفسه، ص،8.
73 محمد مراد، أوروبا من الثورة الفرنسية إلى العولمة: الأقتصاد، الإيديولوجيا، الأزمات، دار المنهل اللبناني للنشر والتوزيع، بيروت، طبعة أولى، 2010، ص 270.
74 علَّة مراد، الآزمة المالية العالمية، بحوث اقتصادية عربية، العددان 48 - 49 خريف 2009 - شتاء 2010، ص،17 - 18، أنظر أيضًا، تفاقم البطالة في العالم أولى نتائج الأزمة المالية، الجزيرة. نت (الاقتصاد والأعمال) تاريخ 23 تشرين الثاني ،(نوفمبر 2008).
75 نزيرة الأفندي، الاقتصاد الدولي بين التأرجح الأوروبي والاقتصادات الصاعدة، السياسة الدولية، السنة السادسة والأربعون، العدد 180 ، أبريل/نيسان 2010، ص،52.
76 الرمجع نفسه، ص، 52.
77 المرجع نفسه، ص، 51.
78 أحمد سعيد نوفل، متحدون في التنوّع: الاتحاد الأوربي بين القدرات والتحديات، المجلة العربية للعلوم السياسية، العدد 26، ربيع 2010، ص،144.
79 المرجع نفسه، ص، 140-141.
*****************************************************************************
Center of gravity of the US and the EU capitals in the Arab Gulf (the euro-dollar conflict)
By Dr Mohammad Mourad
The Arab Gulf holds a special importance from the perspective of strategic interests to both Americans and European capitalism; it rather holds an international interest by reason of storing a power stockpile considered as the most important power reserve in the world. This reserve will remain until many coming decades a strategic commodity playing the central role in industrial needs and in strengthening the accumulative capitalist turnover either through financial deposits as reserves in hard currencies on one hand or through investments in the development field on the other hand.
If the US capitalism reached the peak of the capitalist world pyramid following World War II, European capitalisms which were drained by economically and humanitarianly destructive wars did not retire from their capitalist positions. However, the European countries began overcoming European internal conflicts to embark upon a new distinguished experiment of unity and integration that is the experiment of the European Union which included until 27 Europeans countries until 2007 and it is nominated to join another number of countries. This comes in a series of serious European attempts aimed at consolidating political and economic integration and developing it in hope of the emergence of the European Economic polarity on the international level.
And since Europe represented the factor of balance between the Americans and Soviet polarities during the Cold War era, thereupon, the end of this war with the fall of the Soviet Union in the beginning of the nineties turned Europe into an international polarity power which competed with the American polarity that aimed to establish its leadership over the world.
Based on these facts, the European – American competition stand out to take hold of a distinguished location in the Gulf market based on the notion that this market represents a vital source of power and a financial surplus considered as the most important financial blocs in the world. The bloc has currently become more than ever the priority on the agendas of European and American interests since it could be one of the most crucial factors in rectifying the performance of the capitalist system especially in western countries where it is most concentrated in addition to assisting it in overcoming it current crisis represented by a pressing state of recession on the economic and financial levels.
This study attempts to give a sufficient image concerning the nature of the network of interests between the six Gulf States and the United States and the European Union on the other hand. With regards to the most notable bilateral relations between the Gulf States and the United States and between the Gulf States and the European Union the study will take six main axes:
1- The Gulf from the perspective of European and American Strategic Security
2- The security of power
3-Transforming the Gulf into a military zone and turning it into a vital market for European and American arms trade
4-mutual investments between the Gulf States and both the European Union and the United States
5-The market interactions between the Gulf States and the European Union and the United States
6- Between the notion of Petrodollar and Eurodollar.
*****************************************************************************