ملتقــــــى و طنـــــــي رقم 2 حــــــــــول التنمية المستدامة و تطبيقاتها في الجزائر

ملتقــــــى و طنـــــــي رقم 2

حــــــــــول

التنمية المستدامة و تطبيقاتها في الجزائر

24-23 أفريل 2014

إن قضية التنمية ليست من القضايا السوسيولوجية المعاصرة بل هي ضاربة في جذور التطور الفكري الاجتماعي في الحضارات المتعاقبة، إذ نوه بها أفرادها المفكرون منهم كونفيشيوس الصيني مرورا بالفلاسفة الإغريق واحتلت حيزا كبيرا من الاهتمام تحت مسميات مختلفة و لكنها في مضمونها تنصب حول قضية النهوض و التطور و السياسات التي يجب أن تتخذ في سبيل الوصول إليها أو تحقيقها. و مع التقدم العلمي و الفكري و الاهتمام المتزايد بقضايا الإنسان الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية، كانت الاتجاهات الفكرية تقترب أكثر فأكثر نحو التخصيص و الضبط المفهمي لتلك المسائل، حيث باتت تحتل حيزا فكريا معرفيا متقدما و أكثر دقة خاصة بعد ظهور علم الاجتماع الذي تخصص أصلا في شؤون المجتمع الإنساني و ما يعتريه من تقلبات و ما يحتوي عليه من مشاكل بيئية في ظل التغيرات السوسيو- اقتصادية و الثقافية مما عرقل تقدم المجتمع بشكل متناسق و متكامل، و هو ما حث علماء الاجتماع إيلاء الاهتمام الكبير بدراسة تلك المشاكل و العوامل و الأسباب في ظل الحركة العلمية المستمرة و التي أخذت أبعادا و أشكالا تصب كلها في حياة المجتمع. و هذا ما دفع بالمجتمعات الإنسانية إلى البحث أكثر و بصورة دقيقة معرفيا إلى المفاهيم و الفروع التي يمكنها أن تغطي أو على الأقل تساهم في توضيح سبل الحدود و المضامين للتوجهات العلمية التي عليها أن تتكفل بقضية مهمة و هي النهوض بالمجتمع على أسس علمية بعيدا عن التأملات الفكرية و النشاطات السياسية. و في هذا المضمار اتجهت الدراسات السوسيولوجية من ضمن ما اتجهت إلى تنمية المجتمع للتغلب على ما يعترضه من صعوبات و مشاكل متنوعة في بنياته و وظائفه أي في البناء الكلي للمجتمع و في ظل هكذا ظروف ظهر ما يسمى بعلم اجتماع التنمية و كانت المسميات الأولى ذات دلالات و تركيز على المستوى المحلي ثم ما فتئت أن توسع الموضوع ليشمل المجتمع ككل و بذلك تبوأت التنمية محل الصدارة ليس لدى العلماء و الأكاديميين بل عند أهل السياسة الذين أولوها اهتماما في رسم سياساتهم