منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان مادة علم الاجتماع السياسي ماي 2024م
رؤية للسلام العالمي  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء مايو 15, 2024 9:33 am

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
رؤية للسلام العالمي  Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
رؤية للسلام العالمي  Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
رؤية للسلام العالمي  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
رؤية للسلام العالمي  Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
رؤية للسلام العالمي  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
رؤية للسلام العالمي  Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
رؤية للسلام العالمي  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
رؤية للسلام العالمي  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
رؤية للسلام العالمي  Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 رؤية للسلام العالمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ndwa
وسام التميز
وسام التميز



الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 212
نقاط : 498
تاريخ التسجيل : 15/04/2013

رؤية للسلام العالمي  Empty
مُساهمةموضوع: رؤية للسلام العالمي    رؤية للسلام العالمي  Emptyالسبت أكتوبر 26, 2013 11:21 pm

رؤية للسلام العالمي ـــ بقلم: يوهان غالتونغ ـ ت.محمود منقذ الهاشمي
[color:2027=000000]جريدة الاسبوع الادبي العدد 1014 تاريخ 8/7/2006
http://www.awu.sy/archive/esbou1000/1014/isb1014-032.htm

يبتهج الكثيرون اليوم من مختلف أنحاء العالم بأنهم يعاصرون هذا العالم الظاهرة, الدكتور يوهان غالتونغ DR. Johan Galtung, رائد دراسات السلام ومؤسس "معهد أبحاث السلام العالمي" في أمستردام, وأستاذ دراسات السلام في جامعة هاواي, وصاحب المؤّلفات الكثيرة. ويوصف, بحق, أنه أحد أبطال الجنس البشري بفتوحاته العلمية, ورؤيته الهوليسية التي تنفتح على الكثير من الفروع المعرفية, وبصيرته النفّاذة, وقدرته النبوئية, وتماسك أطروحاته, وجرأته على قول ما يرى أنه الحق غير آبه بأية سلطة في العالم. وعلى الرغم من غزارة إنتاجه, ووفرة حضوره المشعّ في الكثير من الملتقيات والمؤتمرات العالمية, لم يترجم بعدُ إلى العربية له أي شيء. وقد نال جوائز كثيرة منها جائزة "أسباب العيش السليمة" سنة 1987 لعمله في دراسات السلام. ومن مؤلفاته الشهيرة "الحقوق الإنسانية بمفتاح آخر" (1994) و"السلام والوسائل السلمية" (1995), ولكن مع غياب مؤلفاته عن القارئ العربي ربما لم يجد الصورة المنشورة له الآن غريبة عليه, وذلك بعد أن حلّ ضيفاً منذ مدة وجيزة في هذا العام على برنامج "بلا حدود" في "قناة الجزيرة" بمناسبة صدور كتاب جديد له يحلل فيه الأسباب المتعدّدة ـ ولاسيما الاقتصادية ـ لتوقّعه انهيار الإمبريالية الأمريكية في مدة ربع قرن. وكان قبل انهيار الاتحاد السوفييتي بعشر سنوات فقط قد كتب دراسة تحليلية يتوقّع فيها انهياره في عشر سنوات. وقال إن قرار الولايات المتحدة المتسّرع باحتلال العراق قد اختصر المدة اللازمة لانهيارها إلى عشرين سنة. وإن أنسَ من أقواله في ذلك اللقاء شيئاً فإنني لن أنسى قوله: "إن الولايات المتحدة تمتلك أقوى قوة عسكرية في العالم كله, ولكن المقاومة العراقية أقوى".‏

دعونا نستمع بإصغاء إلى كلماته حول رؤيته للسلام العالمي.‏

ـ المترجم ـ‏

دعونا أولاً نقدّم تعريفاً للسلام, إنني أقصد بالسلام أمراً دينامياً, ولا ريب أن الصميمي في السلام هو انخفاض العنف, ولكن الفهم الأكثر دينامية للسلام يشير إلى القدرة على تحويل المنازعات بطريقة إبداعية وغير عنيفة.‏

وهذا لا يعني تجنّب النزاع أو إنكاره, بل تحويله. نحن حين نتحدث حول حلّ لنزاع يستهوينا أن نتصور أنه يزول. ولكنني لا أعتقد أن النزاع يزول. إن النزاع معنا على الدوام؛ وليست له بداية أو نهاية.‏

قد تكون المنازعات مدمّرة. وقد تُفضي إلى العنف. وهي في الوقت ذاته مدهشة. فهي المادة الخام والطاقة للتغيّر, فردياً واجتماعياً على السواء.‏

والمنازعات هي القوة الدافعة للتاريخ. ومهمتنا هي أن نأتي بها إلى السطح وأن ندركها حتى نستطيع أن نتدبّر أمرها بطريقة إبداعية.‏

سبعة أقسام‏

تأسيساً على هذه المقدّمة أود أن أركّز بحثي الآن في سبعة حدود أو أقسام تنشأ المنازعات على امتدادها. وهذه الأقسام هي: الأول هو البشرية ضد الطبيعة. والثاني هو النساء ضد الرجال. والثالث هو الأجيال. والرابع هو العرق.و الخامس الطبقة. والسادس القومية. والسابع هو الأرض أو المنطقة, ولاسيما كما تنتظم في دول.‏

وأعتقد أنه من المهم عندما نحلّل هذه الأقسام أن نتحاشى الاختزالية. وبكلمات أخرى, من المهم أن نتجنّب تقديم الأولويات, زاعمين, مثلاً, أن النزاع الطبقي أو الجُنوسي هو الأساسي وكل المنازعات الأخرى تنشأ منه. علينا أن نتعلّم المحافظة على سبع كرات في الهواء. وهذا الأمر في مقدورنا جميعاً بوصفنا بشراً, ولكن بعض الثقافات أبرع في ذلك من غيرها. والفكر الشرقي, مثلاً, يؤكد الأنظمة المتعدّدة للسببية وهذا يوفّر نقطة انطلاق جيدة لبحثنا.‏

والمسألة الثانية التي أود أن أؤكدها هي أن هذه الأقسام السبعة تمثّل علاقات عمودية: أي إنها تجسّد الهيمنة البنيوية لطرف على الأطراف الأخرى. وعلاقات الهيمنة هي أساس العنف البنيوي في عالمنا.‏

فالجنس البشري, مثلاً, يهيمن على الطبيعة. وعلى أساس الجنوسة, فإن معظم المجتمعات مجتمعات أبوية, تولي الرجال السيطرة على النساء. وفيما يتعلّق بالأجيال, فالناس بين سنّ الخامسة عشرة والستين, مثلاً, يسيطرون على من هم أصغر أو أكبر منهم ويستغلّونهم. والبشر البيض الذين تبلغ نسبتهم /22/ في المائة من الجنس البشري لديهم السيطرة على البشر الملوّنين الذين يشكّلون ما يقرب من /80/ في المائة من البشر. وماهية العلاقات الطبقية هي السيطرة. وهذه الأقسام سياسية: من يحكم من؛ وعسكرية: من يقتل من؛ واقتصادية: من يستغلّ من؛ وثقافية: من يشكّل من؟‏

الأمم. وقبل أن أتحدث حول العنف البنيوي بين الأمم, أودّ في البداية أن أعرّف المصطلح. الأمة هي جماعة من الناس تفهم شيئاً ما موجوداً في الزمان والمكان على أنه مقدّس, وتفهم أيام الاحتفال المشترك والحِداد المشترك وأمكنته, والأزمنة والأمكنة قد جعلت المقدس يعكس علاقات الصراع الممكنة.‏

وبتعبير آخر, فإن التاريخ الذي يُحتفَل به يكاد يكون على الدوام تاريخ الأرستقراطيين, وهو على الدوام تقريباً تاريخ الرجال, ومن المعهود أن ما يُحتفى بذكراه هو ميدان حرب بطولية, ومشهد من الماضي العنيف. وأنا أعلم, مثلاً, أنه ليست هناك دولة أعلنت يوم عطلة وأفردته لاكتشاف أينشتاين النظرية العامة في النسبية, أو المرحلة الزرقاء عند بيكاسو, أو أقامت أي نصب تذكاري لأجمل حادثة حتى من كل الحوادث: امرأة تلد إنساناً جديداً.‏

وأخيراً, هناك قسم الأرض. ونحن نقسّم الأرض إلى مناطق, والمبدأ التنظيمي ضمن هذه المناطق هو الدولة, والدولة تحدّد مواطنة الذين يعيشون ضمن حدودها. وكل ساكن من سكان الكرة الأرضية يُسمَح له بأن يكون مواطناً في بلد واحد وبلد واحد فقط. ويعاني الأفراد الذين تُنكَر عليهم المواطنَة, أو يُستثنون من النظام, وكذلك تعاني الجماعات التي هذا هو شأنها. وقد مارست بعض الأمم والدول السيطرة على غيرها, مسبّبة السيطرة السياسية, والإمبريالية, والاستعمار.‏

وآمل أن يكون هذا الاستعراض الوجيز قد جعل من الواضح أن دراسة السلام والنزاع لا يمكن أن تتحدّد بالعلاقات بين الدول أو بين الأمم. فهي تشمل ما هو أكثر من ذلك بكثير. ومن شأن نظرية عامة في السلام والنزاع أن تتضمن العلاقات الشخصية المتبادلة, التي تحدث بين الأفراد. ونحن بحاجة إلى أن نفهم كيف تؤثّر نزاعات الأفراد الداخلية في العالم وحتى في الكون.‏

وما دام العنف البنيوي في عالمنا راسخاً في الطبيعة العمودية للعلاقات على امتداد هذه الحدود السبعة, أي في أنها علاقات السيطرة والاستغلال, فيجب أن يكون واضحاً وعلى الأقلّ بصورة عامة أين يكمن الحل. ويمكن أن ينخفض العنف البنيوي, وأن يزداد الاستقرار, بجعل هذه العلاقات أكثر أفقية, أي أكثر مساواة وعدلاً.‏

نحو المساواة‏

بين "البشرية" و"الطبيعة", مثلاً, نحترم العلاقة "القابلة للتعزيز"*, العلاقة التي تكون فيها موارد كافية لكل البشر. ولكن تلك هي الطبيعة كما تُعرَّف على أساس ما تعنيه للبشر, لا على أساس ما تعنيه من حيث هي. وعلينا أن نبدأ في التفكير على أساس دعم الطبيعة نفسها. وهناك فكرة بوذية أعتقد أنها في محلها تماماً: لا تأخذ من الطبيعة إلا ما تقدّمه إليك بحرية, ولا أقول إنني استنبطتُ كل تضمينات هذه الفكرة ـ الدرجة التي يمكن ويجب أن يأخذ البشر بها دوراً فعالاً في تشجيع الطبيعة على تقديم هباتها ـ ولكن اقتراحي هو أنه ينبغي لنا أن نقيم علاقتنا مع الطبيعة على الاحترام, احترام الطبيعة من حيث هي.‏

وهذا الاحترام يجب أن يشمل حتى الكائنات الحية الدقيقة, كعُصَيّات السل. ونحن يغلب علينا اتّخاذ وجهة نظر عكسيّة تماماً في مثل هذه الأشكال الحياتية, أي مقاربة "ابحثْ ودمّرْ" كما تبنّتها الولايات المتحدة في فييتنام. إن مقاربة كهذه مغلوط فيها وغير ناجعة على السواء. فالكائنات الحية الدقيقة ليست غبية, وعندما نستخدم ضدها المواد الكيمائية, تعود بأشكال أشد مقاومة. وعلينا أن نساعدها على إيجاد مجال لها في الطبيعة حيث يمكن أن تعيش من دون أن تؤذي, وهو أمر لا ندري الآن كيف نقوم به. فما أتوخى أن أقترحه هو طريقة في التفكير. ولو استطعنا أن نفهم الطبيعة أكثر, وشروط التعايش مع الطبيعة, لأفادت من ذلك البشرية والطبيعة على حد سواء.‏

وبين "النساء" و"الرجال". لماذا معظم العالم أبوي في حين كشف البحث في الدماغ أن النساء متفوقات على الرجال في الكثير من النواحي؟ فأدمغة النساء أقلّ تعرّضاً للأذى, وأقل ميلاً إلى الأذى. وتظهر الوظائف المتنوّعة أوسع توزّعاً في أدمغة النساء, فإذا أصيبت منطقة في الدماغ بالأذى, استطاعت الأجزاء الأخرى أن تستوعب الفتور, والنساء أشدّ إدراكاً من الرجال؛ فهنّ يدركن كل الاتجاهات في وقت واحد. وهنّ يفتتحن الطريق للإدراك والتفكير الهوليسي. وتوجد كذلك حزمة من الأعصاب بين المجال النصفي الأيمن والمجال النصفي الأيسر من الدماغ قد تطورت عند النساء بصورة أفضل مما تطورت عند الرجال. وبما أن الانفعالات متركّزة في مجال نصفي والقدرة اللغوية في مجال نصفي آخر, فهذه الصلة المتزايدة تعني أن النساء أفضل قدرة على الإفصاح عما يشعرن به.‏

وتوجد بقاع , كاليابان, يكون البيت فيها أمومياً والمجتمع أبوياً. وفي مثل هذا المجتمع, يصبح السؤال: هل تريد النساء تقاسُم السلطة في البيت من أجل الحصول على المزيد من السلطة في المجتمع؟ لأن المجتمع العادل من شأنه أن يكون المجتمع الذي يتمّ توزيع الأدوار فيه توزيعاً أفضل, ,يؤدي فيه الرجال والنساء مهمات متساوية.‏

و"بين الأجيال". أعتقد شخصياً أن المجتمع الجيد هو المجتمع الذي لكل أعضائه حق الدخول في المشاركة الاجتماعية, التي تعني العمل. وهذا لا يعني بالضرورة أن يجني المرء قدراً كبيراً من المال؛ بل يعني العمل الذي يكون ذا معنى ومفيداً للمجتمع. وهذا يشمل حتى الأطفال. ولو قلت ذلك, لفكّر الناس على الفور في عمل الطفل واستغلاله. ومن الواضح أن ذلك عنيف ويجب تحاشيه, إنني أقصد أن صغار الناس يجب ألاّ يُهمَّشوا إلى حد عدم تعريضهم للمجتمع حتى يصبحوا في عداد القوة العاملة.‏

ونحن ببساطة نعتبر تقدّم العمر في المجتمع مشكلة. ولكن يمكن أن يكون من المدهش وضع خبرة الناس وحكمتهم الغنيتين في ستينيّاتهم أو سبعينياتهم أو ثمانينياتهم تحت تصرف المجتمع. والأشخاص الأكبر سناً يمكن أن يُنعشوا معرفتهم بدورة ثانية من الدراسات تبدأ بمفهوم سن التقاعد اليوم. وتستطيع مجتمعاتنا أن تتحمل أعباء ذلك بالتأكيد.‏

والسلام بين الأجيال شديد الأهمية. ونحن بحاجة إلى المزيد من المساواة أو التناسب بين الأجيال. وبوصفي باحثاً في السلام, أجد أن هذا الأمر يعادل في أهميته العلاقات بين البلدان أو يفوقها أهمية, لأن معظم العنف البنيوي يحدث في العالم بين القسمين الثاني والثالث, وهما الجنوسة والجيل.‏

وفي ثمانينيّات القرن العشرين اختفت مائة مليون امرأة, أي إذا قدّرتَ بالاستدلال سير عدد السكان من العام /1980/ إلى العام /1990/ لرأيت أنه يجب أن تكون هناك مائة مليون فتاة أكثر مما هو موجود. أين ذهبن؟ إننا نعلم الجواب. فالتشخيص الذي يتجاوز حد سمع الإنسان قد جعل من الممكن تحديد تشكل الإناث وإيقاف نموّّهن. وفي أماكن أخرى يصبحن ضحايا قتل الأطفال ـ فيُقتلن أو ينلن من آبائهن اهتماماً أقلّ مما يناله الأطفال الذكور الذين يقدّرهم آباؤهم ويفضّلونهم.‏

وكانت الضحايا هي الصغار والإناث, في تجاوز الحدّ في قسمي الجنوسة والجيل على السواء. والعنف على امتداد هذين القسمين جامح كأي شيء حدث في يوغسلافيا السابقة.‏

"قسم الأعراق". إن الأعراق البيض قد نجحت في ممارسة السيطرة على غيرها من الأعراق بسبب استراتيجية واضحة هي "فرّق تَسُدْ" ومعاملة "السمر" و"الصفر" أفضل بشكل طفيف من "السود" و"الحمر". والعرق يرتبط على الدوام بـ "الطبقة". فحيث يوجد اختلاف في لون البشرة, فإن ذلك سوف يُستخدم ذريعة لإنشاء نموذج إرشادي اجتماعي تراتبي, ويشير هذا إلى خطر يجب أن يُعدّ "إنذاراً مبكّراً" بالعنف المستقبلي. والمساواة العرقية تعني ألا ترى لون البشرة. وهذا أمر قوله أسهل من فعله. ولكننا نعلم ما علينا أن نفعله: معاملة كل الأعراق بالتساوي.‏

ثَمِلٌ في دبّابة‏

ننتقل الآن إلى القسمين السادس والسابع, "الأمة" و"الدولة". وهذا هو الموضوع الذي لديّ فيه أبغض ما يقال. إنني أرى أن الدولة سيّارة والسائقين هم الأمم. ويوجد في الأرض ما يقارب ألفي أمة ومائتي دولة. والدولة ـ الأمة هي الدولة ذات الأمة الواحدة, التي لا يوجد فهيا غير زهاء عشرين دولة. ومعظم الدول متعددة القوميات, تحتوي على أكثر من أمة واحدة. ولو كان الوضع المثالي هو الدولة ـ الأمة, التي تكون فيها لكل أمة دولتها وكانت كل الدول دولاً قومية, لكان الوضع هو وجود ما يعادل ألفي سائق ومجرد مائتي سيارة. وهذا يعطينا /1980/ مشاركاً في حرب محتملة إذا كان سبيل كل أمة إلى الحصول على الدولة ـ الأمة هو سبيل الحرب.‏

ومن المعهود أن الدول تتسلّح بصورة جيدة, مما يعني أن السيارة أشبه بالدبّابة منها بالسيارة. والسائق في معظم الأحيان ثمل, تسكره نعرته القومية. ولذلك فإنك حين تُقعِد سائقاً مخموراً خلف عجلة الدبّابة, تكون لديك مشكلات. ويضاعف هذه المشكلات أن الدبابة لا تسير إلا إلى الأمام وليست لديها حركة عكسية.‏

وأعتقد أن معظم الأمم التي تحاول أن تتكلم بصوت واحد تُبرز الصفات التي يمكن أن تُدعى ذُهانية. وتشخيصي لسبب هذا المرض الذهني هو صيغة الـ "ميم ميم جيم": "المختارية والمجد والجرح".‏

ومن المؤكد أن المختارية هي أننا لسنا أمة كسائر الأمم الأخرى, بل اختارنا فعل من أفعال كائن فوق الطبيعة, هو الله, أو التاريخ بالأحرف البارزة. والمجد كبير في العادة, هو الماضي الذهبي, الذي نَنشد استعادته.‏

والجرح هو نتاج التاريخ المأساوي. وعندما ينجرح شعب من الشعوب, وعندما يعتنق أساطير المجد التي تدعم إحساسه بالمختارية, يشعر بالتفوق الأخلاقي ويعتقد أن الشعوب الأخرى لا يمكن أن تفهمه, لغبائها من جهة, ولحسدها من جهة أخرى.‏

وعندما تجتمع عناصر الـ "ميم ميم جيم" تُحِدث أوضاعاً عن الأفراد تشخّص بأنها جنون العظمة أو البارانويا, وفي الأمم, يُدعى هذا الوضع الوطنية. وهذه صورة شديدة التشويش ولكنني مقتنع أنها دقيقة. إذن, ما هي العلاجات الممكنة؟‏

في اتجاه السلام‏

العلاج الأول هو نزع السلاح, ومن الواضح أن السائق المخمور نفسه سيكون أقلّ إيذاء إذا كان يقود سيارة عادية لا دبّابة. ولكن هل يمكن أن يعالج السُّكْر, الذَهان؟‏

كما ذكرتُ آنفاً, فإنه يغلب على العطل القومية تأكيد الانقسامات بين الأمم لأنه لا يحتفي بها إلا جزء ضئيل من البشرية. فما هي العطل العالمية التي يمكن أن تؤكد الوحدة الإنسانية؟‏

إن الثامن من آذار هو "يوم المرأة العالمي" والاحتفال بذلك اليوم لا يؤكد الانقسامات بين الأمم بل يقدّم قسم الجنوسة إلى الأمام. والأول من أيار هو "يوم العمال العالمي". ومرة أخرى, فإن الأقسام الطبقية يجري تأكيدها فوق الأقسام القومية. ألن يكون من الرائع أن يكون لدينا يوم عطلة من أجل الحياة, من أجل كل الإنسانية, يكون يوماً مقدسا للاحتفال بالبشرية بوصفها ظاهرة؟‏

والعاشر من كانون الأول هو "يوم حقوق الإنسان". ومن المؤكد أنه الأفضل, فهو يقدم إلى الواجهة مسألة الحقوق الإنسانية, التي تتضمن تعقيدات متحدّية, في حين أنه يلغي تأكيد الانقسامات بين الأمم.‏

وعلى أية حال, توجد إمكانية ثالثة. إذ يغلب علينا أن ننسى أنه يوجد في العالم ما هو أكثر من الأمم والدول. وسأشير إلى ثلاث مجموعات أخرى لديها إمكانية أكبر للسلام.‏

أولاً, توجد المدن, وقد دأبت المدن على أن تكون مراكز للتجارة, وطبقات التجار. وكان من دأب التجار أن يكونوا أكثر عملية بكثير, ومن ثم أقلّ تهديداً للسلام. وقد حضرتُ مؤخراً مؤتمراً لرؤساء البلديات في سبع عشرة مدينة بلطيقية. والفكرة هي تضافر بلدان المنطقة ـ دول البلطيق, وفنلندا, والسويد, وألمانيا, والدانمارك ـ من خلال التبادل عبر هذه المدن.‏

ثم هناك سكان العالم الريفيون, ومع أنهم يستطيعون أن يعيشوا على ما يرام من دون المدن, فإن المدن لا يمكن أن تعيش من دونهم, ومع ذلك فالواقع هو أنه يغلب عليهم تحميلهم بشتّى الديون الناشئة أصلاً في المدن. وأعتقد أن احتمالات السلام سوف تتعزّز إذا أظهرنا المزيد من التعايش المنصف أو العادل, فندرك السكان الذين يغذُوننا بصورة أكثر انتظاماً.‏

كذلك يوجد في العالم الآن زهاء عشرة آلاف منظمة شعبية عالمية أو منظمة غير حكومية. وهذه المنظمات تعمل على مستويات كثيرة مختلفة, ويوجد في بعض الأحيان تآزر بين المنظمات الجماعية على المستوى العالمي.‏

وعلى سبيل المثال, فإنني على اطّلاع على منظّمتين, سويسرية وبلجيكية, وضعتا معاً برنامجاً من خلاله تبنّت جماعات في ثلاثة بلدان جماعة في يوغسلافيا.‏

أخيراً, فإن المليارات الستة من البشر الموجودين في الأرض يجب أن تُعدّ مورداً للسلام. وفي معظم بقاع العالم يوجد سلام. والمشكلة أننا نستهين بذلك ولا نقوم بخطوة فعالة كافية لحماية السلام وتعزيزه. ولكن يمكن لنا أن نفرّق لأن تلك الجماعات الناشدة للسلام من الناس, إذا اجتمعت, فهي الأكثرية العظمى من سكان العالم.‏

* حول مفهوم "قابلية التعزيز", راجع المقدمة العربية لكتاب: إريك فروم, "فن الإصغاء", ترجمة محمود منقذ الهاشمي, دمشق: اتحاد الكتاب العرب, 2004 (المترجم).‏




E - mail: aru@net.sy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رؤية للسلام العالمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1