البارون الأحمر

"البارون الأحمر"

التي بالألمانية تترجم إلى لريتشموند ألقاب أخرى منها،
"Le Diable Rouge" الشيطان الأحمر،
و "Le Petit Rouge" "الأحمر الصغير" بالفرنسية. وفي إنجلترا سمى
"The Red Knight" "الفارس الأحمر".
البداية والنشأة
ولد مانفريد فى كلينبرج قرب (Breslau) الى عائلة من طبقة النبلاء البروسية القديمة فى 2 مايو 1892 ، ولما كان بعمر 9 غادر مع اهله الى مكان قريب يسمى (Schweidnitz)، وتمتع فون بركوب الخيل والصيد ولعب الجمباز فى المدرسة، او التنزه مع اخوته
(Lothar/ Bolko) فى الغابات القريبة لصيد وتعقب الطيور او الخنزير البرى.

بدأ مانفريد تدريباً عسكرياً فى 11 من عمره وانضم الى فوج
(Ulanen-Regiment Kaiser Alexanders des III)
وعندما اندلعت الحرب العالمية الاولى عمل فون كضابط سلاح فرسان على كل من الجبهتين الشرقية والغربية، واستخدم فوج
( Ulanen-Regiment Kaiser Alexanders des III) كمشاة مقاتلة ولكن لظروف تغير الحرب الحديثة مثل دخول الرشاشات والاسلاك الشائكة اصبح امرأً يعوق عمل الفرسان وبالتالى كان اداء الفوج مخيبأ للامال.

وبعد ذلك قدم طلب للانتقال الى Luftwaffe وتعنى القوات الجوية المقاتلة الالمانية وتم قبول طلبه وانضم فعلا فى اواخر شهر مايو 1915.

العمل كطيار

وبدأ عمله فى القوات الجوية الالمانية بالعمل كطيار استطلاع فى الجبهة الشرقية فى الفترة من يونيو الى اغسطس 1915 مع السرب ( Fliegerabteilung 69) ، وتم تحويله الى جبهة (Champagne) وتمكن من اسقاط طائرة فرنسية طراز(Farman ) وذلك برشاش طائرته الالى الا ان ذلك لم يحسب ضمن انتصاراته نظراً لوقوعها خلف خطوط العدو!.

وبعد ذلك تم تدريبه كطيار فى اكتوبر1915 وانضم الى سرب القاذفات (Kampfgeschwader 2 ) ويقود طائرة ( Albatros C.III) ،وحدث فوق مدينة فيردن فى 26 ابريل 1916 انه اطلق النار على طائرة فرنسية طراز (Nieuport) ورغم ذلك لم تحسب من ضمن انتصاراته الجوية


ومرة اخرى يطير بطائرته ثنائية المقعد تجاه الحدود الشرقية وقابل طياراً يدعى ( Oswald Boelcke ) الذى كان يبحث على الحدود الشرقية على الطيارين الاكفاء للانضمام لسربه المشكل حديثاً( Jasta 2) سرب المقاتلات، ووقع اختياره على فون ليكون من ضمن المرشحين للانضمام الى السرب ، وبالفعل انضم فون للسرب وحقق اولى انتصارته فوق مدينة كمبريا بفرنسا فى 17 سبتمبر 1917.

وبعد انتصاره الاول طلب كأس فضى نقش عليه تاريخ المعركة ونوع طائرة العدو وذلك من صديق يمتلك محل مجوهرات ببرلين واستمر هذا الامر الى ان تجمع لديه 60 كأساً ، الا ان ظروف حصار المانيا حالت دون اتمام تلك العادة!.

وبدلا من الانشغال فى المعارك الجوية الخطرة كأخيه لوثر (الذى حقق 40 انتصار ) اخذ فون يدقق بصرامة فى مجموعة من اساسيات الطيران واساليبه الرائعة والتى تحقق النجاح المضمون لكل من السرب ككل وقائد كل طائرة على حدى.

وعلى نقيض خيال شعبى وعلى الرغم من كونه طياراًمدهشا ووخبيراً فى تكتيكات القتال الجوية عرف عنه ايضا بأنه (الرامى الفذ) والذى قلما تخطأ تصويباته، وكان فون ينظر لطائرته بشكل فلسفى بحت على انها مجرد وسيله يطلق منها الاسلحة على الاعداء، وكان اسلوبه فى الهجوم بالاندفاع فى الهجوم على فريسته من اعلى مستفيداً من كون الشمس خلفه وفى نفس الوقت امام العدو على ان يقوم باقى طيارى السرب بحماية المؤخرة والاجناب.

وفى 23 نوفمبر 1916 اسقط فون خصمه البريطانى الرائد(vc.Lanoe Hawker ) والذى وصف من قبل فون نفسه بــــ( Boelcke البريطاني) ، وحدثت تلك المعركة عندما كان فون يقود طائرة (Albatros D.II ) فيما كان HAWKER يقود D.H.2 (وبعد المعركة اقتنع فون بضورة وجود طائرة مقاتلة تمتاز بالخفة والرشاقة) ، وبالفعل فى 23 نوفمبر انتقل فون الى طائرة احدث هى (Albatros D.III ) واستطاع تحقيق انتصارين بها بشق الانفس بعد اصابة جناح طائرته الادنى ، ورجع الى قيادة طائرته القديمة لمدة 5 اسابيع قادمة وتولى بها قيادة طائرة (Halberstadt D.II).

وعاد فون الى طائرته( Albatros D.III ) فى 2 ابريل 1917 والذى حقق بها 22 انتصار جوى قبل ان يتحول الى قيادة طائرة (Albatros D.V ) فى اواخر يونيو 1917.

وبعد عودته من النقاهة فى اكتوبر 1917 كان يطير بطائرة (Fokker Dr) والمميزة باجنحتها الثلاثية وعلى الرغم من ارتباطه بها الا انه لم يستخدمها الا بعد ادخال تحسينات عليها، وحقق20 انتصار من اصل 80 بتلك الطائرة الا ان الفضل ينسب الى الطائرة (Albatros D.III) التى حقق بها انتصارته الاولى والتى كسب شهرة باسمها.

السيرك الطائر

وبعد انتصاره الـــ 16 فى يناير 1916 استلم فون وسام (The Blue Max) وهو وسام الشرف العسكرى الاعلى فى المانيا فى ذلك الوقت، وبعد عدة اشهر استلم قيادة سرب ( Jasta 11) وهو سرب يضم خيرة طيارى المانيا والذين اصبحوا فيما بعد قواد فى اسرابهم الخاصة.

ولتسهيل التعارف فى الجو اقترح ان يكون اللون الخاص بسرب (Jasta 11 ) باللون الاحمر وكانت طائرة فون تسمى (الاحمر الصغير).

قاد فون وحدته الى النجاح الفريد حيث بلغت ذروة انتصارته فى ابريل 1917حيث اسقط 22 طائرة بريطانية مما يرفع مجموع انتصارته الى 52 ، وكان القائد الوحيد الذى يقود تشكيلات ضخمة من Jastas 4, 6, 10 and 11 من اسراب المقاتلات والتى كانت عبارة عن وحدات تكتيكية صغيرة يمكن ارسالها الى اجزاء مختلفة من الجبهة لتقوم بما هو مطلوب منها وبالتالى اصبح السيرك الطائر او سيرك فون من الوسائل الفعالة فى مثل تلك الحالات.

فون يجرح فى معركة

فى 6 يوليو دارت معركة جوية اشترك فيها فون بطائرة طراز ( F.E.2d) ثنائية المقعد والتى كانت ضمن السرب RFC 20 ، و تحمل فون اصابه خطيرة برأسه والتى اجبرته على الهبوط بطائرته قرب ( Wervicq) واصبح طريح الفراش عدة اسابيع، ونسب النصر الجوى الذى تحقق الى النقيب دونالد كونل والذى لقى حتفه بعد ذلك بايام.

وعاد البارون الاحمر (كما كان يلقب) الى قيادة المقاتلات فى اكتوبر 1917 الا انه لم يتعافى تماما من جرحه الذى جعله يعانى من غثيان وصداع ما بعد الطيران بالاضافة الى تغير فى الحالة المزاجية

النسر يسقط !!
وقتل فون عقب اصابته طائرته والتى كانت تحلق فى 11 صباحاً يوم 21 ابريل سنة 1918 فوق مدينة ( Morlancourt Ridge) قرب نهر الســوم.

وتفصيل مقتله فى انه كان يطير على ارتفاع منخفض جداً ولاحظ ذلك طيار كندى وهو الملازم اول ولفريد ماى والذى يتبع السرب 209 التابع للقوت الجوية الملكية، واتبع ذلك ان توبع من قبل صديق المدرسة لولفريد ماى النقيب الكندى ارثر روى والذى كان عليه الاندفاع بقوة لكى يكتسب سرعة عالية ويمنع اصطدامه بالارض ، فيما قام فون بدورة وذلك لتفادى الهجوم واستانف مسعاه تجاه ولفريد ماى.
والتى كانت المرحلة الاخيرة واستغلها ولفريد ماى فى تصويب رشاش طائرته تجاه فون واصابه فى قلبه ورئتيه والتى سببت له الموت الفورى، وقبل لحظات من وفاته حاول القيام بهبوط اضطرارى فى حقل بجوار تلة على طريق ( Bray-Corbie) والتى كانت تحت سيطرة القوات الاسترالية.

ووصل الى مكان هبوط الطائرة كل من المدفعى جورج ريدجوى وضباط استراليين اخرين وصرحوا قائلين بأنهم حين وصلوا كان فون مايزال حياً الا انه سرعان ما مات ، فيما يقول ( Sgt Ted Smout) وهو تابع للهيئة الطبية الاسترالية بأن اخر كلمة قالها فون (kaputt) ويعنى بها ان الامر انتهى(Finished).