منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬ Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬ Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬ Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬ Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬ Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬ Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬ Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬ Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬ Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬ Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬ Empty
مُساهمةموضوع: ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬   ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬ Emptyالإثنين مايو 20, 2013 9:34 pm

‬ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬
2012/05/10 - ‮ ‬إى فنج‮ ‬*

‬وهكذا،‮ ‬تأرجحت حكومات الديمقراطيات العتيدة بعد أن تخلفت عن سداد مديونياتها،‮ ‬ثم احتل المواطنون الغاضبون الشوارع للمطالبة بالعدالة‮. ‬هكذا،‮ ‬خسر النموذج الاقتصادي‮ ‬الذي‮ ‬طالبت المنظمات الدولية المقرضة البلدان التي‮ ‬تتلقى مساعداتها باتباعه،‮ ‬ خسر رونقه وأصبح‮ ‬يصارع من أجل البقاء‮. ‬إذن ماذا‮ ‬يحدث مع اقتصاد السوق،‮ ‬وهل تذبل الرأسمالية ؟‮ ‬هل‮ ‬يدخل العالم في‮ ‬نظام‮ ‬جديد للاقتصاد أم أننا نشهد دورة أخرى في‮ ‬اقتصاد السوق ؟ هل هذه المشاكل هي‮ ‬علامة نهاية النظام الاقتصادي‮ ‬الليبرالي‮ ‬تحت قيادة الولايات المتحدة؟


اثنان فقط من الأطر التاريخية سيكونان مفيدين كنموذج للتعامل مع هذه الأسئلة‮. ‬الأول هو جدوى واستدامة اقتصاد السوق الغربية،‮ ‬والآخر هو صعود وهبوط العلمانية وانحسار عملية الهيمنة في‮ ‬النظام العالمي،‮ ‬ويستدعى الموضوع الأول دراسات حول التأثير على الأداء طويل الأجل من جانب المؤسسات المالية والسياسية والاقتصادية،‮ ‬أما الثاني‮ ‬فيركز على ظروف ظهور القوى أو الدول التى تبوءت قيادة أو زعامة العالم،‮ ‬ومن الواضح،‮ ‬أن هذين الموضوعين،‮ ‬مرتبطان‮ ‬فالمفترض أن تستند قيادة أو زعامة العالم إلى نموا اقتصاديا مستداما على المدى الطويل والحفاظ على الأداء الاقتصادي‮ ‬المطرد‮. ‬فقد استطاعت بريطانيا تأسيسا على قوة الثورة الصناعية‮ ‬،‮ ‬أن تحقق سيطرة على البحار وذلك بعد أربع حروب في‮ ‬القرن السابع عشر والثامن عشر‮. ‬وبعد هزيمة نابليون في‮ ‬عام‮ ‬1815 نشبت حروب الـ‮ ‬100عام الطويلة المعروفة بـ‮ "‬باكس بريطانيا‮". ‬وبالمثل،‮ ‬تفوقت الولايات المتحدة بدعم من التوسع الاقتصادي‮ ‬والتقدم التكنولوجي‮ ‬على المملكة المتحدة من حيث القوة الاقتصادية وذلك في‮ ‬نهاية القرن‮ ‬19،‮ ‬وفي‮ ‬نهاية المطاف قامت أمريكا بقيادة العالم في‮ ‬نهاية الحرب العالمية الثانية وتوسع نفوذها في‮ ‬جميع أنحاء العالم‮.‬


إذن فالأداء الاقتصادي‮ ‬هو شرط ضروري‮ ‬لزعامة العالم،‮ ‬ولكنه ليس شرطا كافيا‮. ‬فبعض الاقتصادات الصغيرة مثل سنغافورة وبلجيكا وهونج كونج تتمتع بمستويات معيشية مرتفعة‮ ‬،‮ ‬حسب تصنيفات نصيب الفرد من الثروة والدخل للأمة‮. ‬ومع ذلك‮ ‬،‮ ‬لم‮ ‬يكن لديهم الشروط الأخرى اللازمة لتكن رائدة على مستوى العالم،‮ ‬مثل الأرض والسكان والموارد الطبيعية‮ ‬،‮ ‬وحجم ونطاق الاقتصاد‮.‬


هذا المقال‮ ‬يتناول هاتين المسألتين‮. ‬فهو‮ ‬يستكشف الأوضاع السياسية على المدى الطويل لتحقيق النمو والتنمية‮. ‬كما‮ ‬يستكشف احتمال انتقال السلطة العالمية خلال القرن‮ ‬21 على أساس الأداء الاقتصادي؟


والدافع وراء الموضوع الأول هو تفاوت أنماط النمو الاقتصادي‮ ‬في‮ ‬جميع أنحاء العالم‮. ‬فقد استطاعت بعض البلدان أن تقوم بأداء رائع اقتصاديا‮ ‬،‮ ‬لكن آخرين‮- ‬وهم كثر‮- ‬لم‮ ‬يفعلوا ذلك‮. ‬لذا،‮ ‬أصبح البحث عن العوامل المشتركة الكامنة وراء الأداء الاقتصادي‮ ‬الجيد بين الدول موضوعا لاهتمام الأكاديميين وصانعي‮ ‬السياسات‮. ‬وتقدم البيانات التالية جزءا من منظور تاريخي‮ ‬حول النمو والتنمية في‮ ‬المدى الطويل‮. ‬ويمكننا الاستطراد في‮ ‬سلسلة المعلومات هذه لتغطى فترات أطول‮ ‬،‮ ‬ لكن جوهر هذا النمط لن‮ ‬يتغير كثيرا‮.‬


خلال الفترة من‮ ‬1960 إلى نهاية القرن العشرين،‮ ‬استطاعت‮ ‬البلدان الآسيوية المطلة على المحيط الهادي‮ ‬مثل إندونيسيا وكوريا الجنوبية وماليزيا والفلبين وتايوان وتايلاند تحقيق اداء اقتصادي‮ ‬جيد،‮ ‬مقارنة مع بلدان المناطق الأخرى في‮ ‬العالم‮ (‬باستثناء الاقتصادات المتقدمة‮) . ‬وعموما قدمت هذه المجموعة من البلدان نمطا للنمو المستمر،‮ ‬حيث لم تكن هناك انتكاسات حتى عام‮ ‬1997 عندما ضربت الأزمة المالية الكبرى المنطقة‮. ‬ورغم ذلك فقد استطاعت هذه البلدان،‮ ‬في‮ ‬نهاية المطاف،‮ ‬انتشال أنفسها من الأزمة وقطعوا شوطا كبيرا من أجل اللحاق بالجولة‮ ‬التالية من عملية النمو‮. ‬وتعتبر كوريا الجنوبية وتايوان بمثابة الاقتصادين المميزين في‮ ‬عملية النمو الاقتصادي‮ ‬الطويلة‮.

‬فقد بدأ البلدان وكل منهما‮ ‬يحمل ناتجا محليا أقل من نظيره في‮ ‬الفلبين وماليزيا عام‮ ‬1960،‮ ‬في‮ ‬ذلك الوقت‮ ‬،‮ ‬كان نصيب الفرد من الناتج المحلى الاجمالي‮ ‬في‮ ‬تايوان‮ ‬1466 دولاراً‮ ‬أما في‮ ‬كوريا الجنوبية فكان نصيب الفرد‮ ‬1474 مقارنة بـ‮ ‬2090 في‮ ‬الفلبين وماليزيا‮ ‬2134.‮ ‬ومع قرب نهاية الستينيات،‮ ‬بدأ نصيب الفرد من الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬الحقيقي‮ ‬في‮ ‬كوريا الجنوبية وتايوان،‮ ‬وماليزيا‮ ‬يعكس بعضها بعضا حتى عام‮ ‬1984 عندما انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬في‮ ‬ماليزيا‮. ‬أما تايوان فقد صمدت أيضا في‮ ‬أزمة عام‮ ‬1997 المالية بشكل جيد نسبيا‮. ‬وكان مستوى الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬في‮ ‬تايلاند بالنسبة لمعدلات السكان أقل من البلدان الثلاثة التي‮ ‬ذكرناها أعلاه‮ ‬،‮ ‬ولكن بعد عام‮ ‬1987 ارتفع نصيب الفرد ليصبح أعلى بكثير من تلك الدول،‮ ‬خاصة إندونيسيا والفلبين.وفي‮ ‬الفترة من‮ ‬1960 إلى‮ ‬1998 كان عدد من الدول‮ ‬يقود عملية النمو في‮ ‬هذه المنطقة وهم تايوان‮ ‬6‭.‬7‮)‬ وكوريا الجنوبية‮ (‬6‭.‬1‮)‬ تليها تايلاند‮ (‬4‭.‬5‮)‬ واندونيسيا‮ (‬401‮)‬ وماليزيا‮ (‬3‭.‬7‮)‬ والفلبين‮ (‬1‭.‬3‮)‬.

وفي‮ ‬أمريكا اللاتينية بدأت تسع دول،‮ ‬في‮ ‬حين بدأت عشر دول في‮ ‬جنوب الصحراء الأفريقية في‮ ‬الستينيات بمستويات مماثلة من التنمية لبلدان آسيا‮ - ‬المحيط الهادئ‮. ‬كانت هذه البلدان هي‮ ‬بوليفيا والبرازيل وكولومبيا وجمهورية الدومينيكان والاكوادور وجواتيمالا وهندوراس وبنما وباراجواي‮ ‬في‮ ‬أمريكا اللاتينية وأنجولا والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وكوت ديفوار وغانا وموزمبيق والنيجر والسنغال وزامبيا وزيمبابوي‮ ‬في‮ ‬جنوب الصحراء‮. ‬واذا ما قارنا بين بلدان آسيا‮ ‬من حيث النمو السلس والرتيب سنجد أن اتجاه النمو‮ ‬يكاد أن‮ ‬يكون اتجاها متزايدا‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬حين أن معظم البلدان في‮ ‬أمريكا اللاتينية تشير إلى وجود نمط من النمو النسبي‮ ‬الضعيف أو حتى المتجه للهبوط‮.

‬وخلال الثمانينيات‮ ‬،‮ ‬واجهت هذه الدول ما عرف باسم العقد الضائع‮ ‬،‮ ‬والنمو السلبي‮ ‬الكبير‮. ‬وحتى لو أخذنا في‮ ‬الاعتبار الأزمة المالية الآسيوية التي‮ ‬وقعت عام‮ ‬1997 فإننا سنجد أن متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬قياسا بالأسعار العالمية‮ ‬يصل الى‮ ‬4‭.‬4 لدول المحيط الهادئ الآسيوية الست‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬حين أنه بلغ‮ ‬2‭.‬0 بالنسبة لدول أمريكا اللاتينية التسع‮.‬

وكانت بلدان أفريقيا جنوب الصحراء العشرة على مستو مماثل للاقتصادات الآسيوية الستة في‮ ‬عام‮ ‬1960 إلا أن معدلات النمو في‮ ‬البلدان الأفريقية العشرة لم تكن قوية،‮ ‬ولا مستقرة‮. ‬فقد كان الانخفاض في‮ ‬حجم الاقتصاد في‮ ‬أنجولا وزامبيا مذهلا‮. ‬في‮ ‬غضون بضع سنوات‮. ‬و بعد عام‮ ‬1973 في‮ ‬أنجولا‮ ‬،‮ ‬وعام‮ ‬1974 في‮ ‬زامبيا‮ ‬،‮ ‬كانت نصف ثروات البلدين الوطنية قد تبخرت‮. ‬وباستثناء الكاميرون وكوت ديفوار وزمبابوي‮ ‬،‮ ‬فإن متوسط معدلات النمو السنوي‮ ‬لباقي‮ ‬دول المنطقة كان سلبيا‮. ‬ففي‮ ‬جمهورية أفريقيا الوسطى وغانا وموزامبيق والنيجر والسنغال وزامبيا كان نصيب الفرد من إجمالي‮ ‬الناتج المحلى في‮ ‬الستينيات أعلى مما كان عليه عام‮ ‬1998وحسب المعلومات المتاحة،‮ ‬فقد بلغ‮ ‬نصيب الفرد من الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬في‮ ‬انجولا‮ ‬1996 حوالي‮ ‬1419 وهو أقل بكثير من مستواه في‮ ‬عام‮ ‬1960 حيث كان‮ ‬2447،‮ ‬وكان متوسط معدل النمو في‮ ‬العشرة دول‮ - ‬خلال الفترة من1960، إلى‮ ‬1998 نحو‮ .‬نصف فى المائة وكما فقدت بلدان أمريكا اللاتينية عقدا من الزمن،‮ ‬فإن العديد من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء من المحتمل أن تكون قد فقدت نصف قرن إن لم‮ ‬يكن أكثر‮.‬


وأخيرا‮ ‬،‮ ‬دعونا ننظر في‮ ‬نمط نمو بعض من أغنى الدول في‮ ‬العالم‮ : ‬كندا‮ ‬،‮ ‬فرنسا‮ ‬،‮ ‬ألمانيا‮ ‬،‮ ‬ايطاليا‮ ‬،‮ ‬اليابان‮ ‬،‮ ‬المملكة المتحدة‮ ‬،‮ ‬والولايات المتحدة خلال نفس الفترة من الزمن‮. ‬فقد أظهرت الاقتصادات السبعة نمطا للنمو التصاعدي‮ ‬بسلاسة‮ ‬،‮ ‬مماثلة لتلك التي‮ ‬بدأت في‮ ‬بلدان منطقة المحيط الهادئ الآسيوية‮. ‬كان متوسط معدل النمو لهذه المجموعة خلال الفترة من‮ ‬1960 حتى عام‮ ‬1998 هو‮ ‬2‭.‬8‮ ‬قادت الولايات المتحدة وكندا المجموعة‮. ‬

وخلال الفترة قيد الدراسة بين عامي‮ ‬1960‮ ‬ـ‮ ‬1988 وقعت مرحلتان من الركود العميق‮ (‬نوفمبر‮ ‬1973‮ ‬ــ مارس‮ ‬1975 ويوليو‮ ‬1981 __ نوفمبر‮ ‬1982‮)‬ وأربع حالات من الركود المعتدل‮ (‬أبريل‮ ‬1960 __ فبراير‮ ‬1961 ديسمبر‮ ‬1969 __ نوفمبر‮ ‬1970 يناير‮ ‬1980 __ يوليو‮ ‬1980ويوليو‮ ‬1990ــ‮ ‬ مارس‮ ‬19991‮) ‬في‮ ‬كل مرة‮ ‬خرجت الاقتصادات الغربية من هذه الانتكاسات الاقتصادية‮. ‬في‮ ‬عام‮ ‬2002 كان الاقتصاد في‮ ‬الولايات المتحدة‮ ‬يعاني‮ ‬بشده‮ ‬من ركود طويل استمر عامين حيث بدأت في‮ ‬عام‮ ‬2000،‮ ‬وفي‮ ‬يوم الاثنين‮ ‬22 يوليو عام‮ ‬2002 الاثنين الأسود‮) ‬،‮ ‬انخفض مؤشر داو جونز الصناعي‮ ‬المتوسط‮ ‬ليغلق على ادنى مستو له منذ أكتوبر عام‮ ‬1998 أى عند8000‮ ‬ومحققا انخفاضا هائلا مقارنة بمستواه القياسي‮ ‬البالغ‮ ‬11،‮ ‬722‭.‬98نقطة‮. ‬وفي‮ ‬14 يناير عام‮ ‬2000،‮ ‬اما مؤشر‮ "‬ناسداك‮" ‬و‮ "‬"S & p ‮ ‬فقد انخفض كل منهما على حد سواء إلى أدنى مستوى اغلاق منذ مايو‮ ‬1997،‮ ‬مرة أخرى‮ ‬،‮ ‬عادت الولايات المتحدة وخرجت‮ ‬من الركود الاقتصادي‮ ‬وحققت سوق الأوراق المالية بها مستو مرتفعا جديدا في‮ ‬9‮ ‬أكتوبر‮ ‬2007مع إغلاق مؤشر داو جونز الصناعي‮ ‬على مستوى قياسي‮ ‬بلغ14،64‭.‬53‮ ‬نقطة‮. ‬وفي15 سبتمبر‮ ‬2008 ، واجه اقتصاد الولايات المتحدة اختبارا آخر مع الأزمة المالية العالمية عندما تقدمت مؤسسة‮ "‬ليمان براذرز‮" ‬العملاقة بطلب لإشهار إفلاسها معلنة بذلك بدء مرحلة أخرى من الركود الاقتصادي‮ ‬والأزمة المالية الحالية‮.‬


والسؤال الآن هو لماذا‮ ‬يقترب نموذجا النمو في‮ ‬مجموعة الدول السبع الغربية والبلدان الستة في‮ ‬آسيا‮ -‬المحيط الهادئ ؟ ولماذا تبدو تجارب النمو في‮ ‬أمريكا اللاتينية والتسع عشرة دولة الأفريقية متماثلة ؟ هل السياسة والسياسات تلعبان دورا في‮ ‬تحديد معدلات النمو؟ وأن معدل النمو طويل الأجل‮ ‬يتحدد بواسطة السلوك الاقتصادي‮ ‬والاتجاهات الديموجرافية‮. ‬فإذا ما اخذنا في‮ ‬الاعتبار نزوع الأمة للاستهلاك‮ (‬وبالتالي‮ ‬للإدخار‮) ‬في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬يتم فيه تحديد هياكلها الديموجرافية لمعدلات المواليد والوفيات،‮ ‬والمستوى المستهدف للتنمية والذي‮ ‬يمكن تحقيقه‮ ‬في‮ ‬نهاية المطاف،‮ ‬فإن ذلك سيبقى على كل شيء آخر مستقرا‮. ‬إن مجتمعا‮ ‬يميل نحو الاستهلاك والنفور من الادخار‮ (‬على سبيل المثال‮: ‬نتيجة لانتشار منظومة وطنية من القيم الثقافية التي‮ ‬تشجع هذا‮) ‬،‮ ‬في‮ ‬هذه الحالة‮ ‬يكون استقرار مستوى الإنتاج أقل من البلد الذي‮ ‬يحفظ ويستثمر الكثير ويبقى بذلك على كل شئ مستقرا‮. ‬


ومع ذلك‮ ‬،‮ ‬فإن السياسة تشكل عاملا هاما،‮ ‬فبالاضافة إلى العوامل الاقتصادية والديموجرافية‮ ‬،‮ ‬فإن مستوى الإنتاج بشكل مستقر وعلى مستوى الدولة،‮ ‬تحدده المؤسسات السياسية والاجتماعية‮. ‬إن تحسين الظروف السياسية‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى الإسراع في‮ ‬النمو المستدام‮. ‬وعلى سبيل المثال‮ ‬،‮ ‬عندما تزيد أمة حريتها الاقتصادية من القيود الكاملة إلى طاقة متكاملة،‮ ‬فسيتم خلق مساحة كبيرة على المدى الطويل للنمو الاقتصادي‮. ‬وفي‮ ‬ظل هذه الظروف،‮ ‬فإن الدور الذي‮ ‬لعبته السياسة‮ ‬يعد أمرا حاسما في‮ ‬التأثير على النمو الاقتصادي‮ . ‬إن الانماط المختلفة بين المجموعات الأربع من البلدان المختارة‮ ‬يمكن تفسيرها من خلال أسس مؤسساتهم السياسية‮. ‬فالاختلاف فيما بين هذه الاقتصادات‮ ‬يعكس خلافاتهم في‮ ‬النظم السياسية‮.‬


فمن بين العوامل السياسية المؤثرة في‮ ‬هذا السياق توجد ثلاثة جوانب رئيسية،‮ ‬وهي‮ ‬المؤسسات السياسية،‮ ‬ والاستقرار السياسي‮ ‬،‮ ‬والانفتاح السياسي‮ ‬والمساءلة‮ ‬،‮ ‬وتبرز قيمة اليقين السياسى التي‮ ‬تتمتع بإمكانيات كبيرة لتخفيف القيود المفروضة على الهياكل الاقتصادية والديموجرافية‮ ‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬رفع مستوى التنمية المستهدفة‮ ‬،‮ ‬التي‮ - ‬خلافا لذلك‮ - ‬قد تتحدد عبر العناصر الاقتصادية والديموجرافية وحدها‮.‬


ويمكن قياس الاستقرار السياسي‮ ‬من احتمال تغيير الحكومة‮. ‬مثل هذا التغيير‮ ‬غالبا ما‮ ‬يكون نتيجة لانقلاب عسكري‮ ‬أو أنواع أخرى من التغيير خارج الإطار الدستوري‮ ‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬خلق حالة من عدم الاستقرار المرتبط‮ ‬باليقين السياسي‮. ‬إن عدم الاستقرار السياسي‮ ‬يعد مرتبطا بانخفاض مستوى النمو الاقتصادي‮.‬فالمستثمرون‮ ‬يقدرون السياسات العامة المتسقة‮ ‬،‮ ‬وهو ما‮ ‬يبدو مكفولا بشكل أفضل اذا ما كانت الحكومة مستقرة‮. ‬وبالتالي‮ ‬،‮ ‬إذا كان التغيير السياسي‮ ‬في‮ ‬المستقبل‮ ‬يعني‮ ‬تحسنا في‮ ‬الظروف السياسية لصالح الاستثمار،‮ ‬فإن المستثمرين‮ ‬يفضلون الإبقاء على آمالهم من أجل المستقبل‮. ‬وإذا ما كان التغيير السياسي‮ ‬في‮ ‬المستقبل‮ ‬يعني‮ ‬زيادة في‮ ‬تكلفة الاستثمار‮ ‬،‮ ‬فإنهم لن‮ ‬يستثمروا أيضاً‮. ‬وفي‮ ‬كلتا الحالتين‮ ‬،‮ ‬وعلى الرغم من أن التغيير السياسي‮ ‬يعني‮ ‬نتائج مختلفة‮ ‬،‮ ‬فإن القرار الاقتصادي‮ ‬يظل دون تغيير‮.: ‬أي‮ ‬انخفاض في‮ ‬الاستثمار‮ ‬،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى معدلات بطيئة للنمو أو النمو السلبي،‮ ‬في‮ ‬البلدان التي‮ ‬تعاني‮ ‬من احتمالات تغيير الحكومة في‮ ‬أي‮ ‬وقت،‮ ‬وهو ما‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى انخفاض معدلات النمو الاقتصادي‮.‬


ومع ذلك‮ ‬،‮ ‬فإن المستثمر قد‮ ‬يخصم تأثير تغيير النظام على النمو إذا ما كان اليقين السياسي‮ ‬مرتفعا‮ ‬،‮ ‬وهو ما‮ ‬يعني‮ ‬أن الفرق بين النظامين الحالي‮ ‬والمستقبلي‮ ‬ضئيل‮. ‬وقد تم تعريف اليقين السياسي‮ ‬في‮ ‬هذا المقال على أساس أنه‮ ‬غياب أو عدم وجود خلاف حول السياسات العامة بين الحكومة ومعارضيها‮. ‬والعكس هو مفهوم سياسة الاستقطاب‮ ‬والتي‮ ‬تعمل من أجل تغيير أكبر‮ ‬،‮ ‬أو انحراف عن سياسة الحكومة القائمة من قبل الحكومة الجديدة التي‮ ‬ستأتي‮ ‬في‮ ‬المستقبل‮. ‬فاليقين السياسي‮ ‬يلتقط الحد الذي‮ ‬تختلف عنده الأنظمة الجديدة والقديمة في‮ ‬توجهاتها السياسية الأساسية لتشغيل الاقتصاد أو تنظيم الحكومة‮.‬


فإذا ما نظرنا إلى الحكومة المقبلة على أنها ستكون مختلفة تماما عن الحكومة الحالية في‮ ‬سياستها،‮ ‬وهو ما‮ ‬يعني‮ ‬ضمنا مستوى عال من عدم اليقين الناجم عن تحول كبير في‮ ‬السياسة فإن المستثمر سيفضل إسالة أو استهلاك الأصول اليوم‮ ‬،‮ ‬بدلا من الالتزام باستثمار طويل الأجل‮. ‬والفرق الأساسي‮ ‬بين النظام القائم أو خصمها السياسي‮ ‬يعني‮ ‬أن هذا التغيير في‮ ‬السياسة في‮ ‬المستقبل قد‮ ‬يكون ضخما‮. ‬مثل هذا التغيير الجذري‮ ‬بالنسبة لمستثمر من المحتمل أن‮ ‬يكون بمثابة عامل ردع له حتى لا‮ ‬يترك الكثير من الأموال في‮ ‬هذه الأسواق‮. ‬وسواء كان هذا للأفضل أو الأسوأ‮ ‬،‮ ‬فقد تجنب المخاطرة مفضلا تأجيل الاستثمار وانتظار وضوح،‮ ‬الرؤية بما‮ ‬يقلل من تدفق رأس المال والنمو الاقتصادي‮.

‬إن حدوث تغيير جذري‮ ‬في‮ ‬السياسة وانتقال النظام السياسي‮ ‬من ناحية للأخرى‮ ‬يضيف قدرا كبيرا من عدم اليقين فيما‮ ‬يتعلق باتخاذ القرارات الاستثمارية‮. ‬ومع ذلك‮ ‬،‮ ‬إذا كان اليقين السياسي‮ ‬مؤكدا‮ ‬،‮ ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن الخلافات السياسية بين الأنظمة القائمة والمستقبلية منخفضة‮ ‬،‮ ‬فسوف‮ ‬يكون مريحا للمستثمرين في‮ ‬اتخاذ قرارات الاستثمار طويلة الأجل‮ ‬إبقاء كل شيء آخر ثابت،‮ ‬كما في‮ ‬حال الاستقرار السياسي‮ ‬،‮ ‬فالمستثمرون‮ ‬يفضلون اليقين عن عدم اليقين بشأن اتجاه السياسة المستقبلية للحكومة‮.‬


أخيرا‮ ‬،‮ ‬فإن التكاليف السياسية والاجتماعية التي‮ ‬تفرضها الحكومة تعني‮ ‬أن بعض أنواع الحكومات تصادر الثروة الاجتماعية في‮ ‬حين أن حكومات أخري‮ ‬تعمل من أجل الترويج لها‮. ‬ويمكن للحكومة أن تتبنى سياسة من مجموعة من الخيارات‮ (‬بدءا من أعلى إلى أدنى مستوى للحريات السياسية والاقتصادية والاجتماعية‮) ‬التي‮ ‬تمارس التأثير على قرارات الاستثمار،‮ ‬وهي‮ ‬بمثابة الوكيل الاقتصادي‮ ‬للقرارات الاستثمارية‮. ‬وهناك العديد‮ ‬من أمثلة القمع الحكومي‮ ‬التي‮ ‬تؤثر على الاستثمار والنمو مثل التعدي‮ ‬على حقوق الملكية‮ ‬،‮ ‬وعدم حماية براءة الاختراع‮ ‬،‮ ‬وإساءة استعمال أو سوء استخدام الموارد لتلبية مطالب جماعات المصالح‮ ‬،‮ ‬والفساد الحكومي،‮ ‬وانتهاكات حقوق الإنسان والحقوق المدنية‮.‬


ويمكن للحكومة أيضا البدء في‮ ‬توفير السلع العامة مثل الدفاع الوطني‮ ‬والبنية التحتية والتعليم‮ ‬،‮ ‬وإطاراً‮ ‬لحقوق الملكية‮ ‬،‮ ‬وغيرها من المؤسسات الضرورية للنمو‮. ‬على سبيل المثال‮ ‬،‮ ‬قد‮ ‬يكون تعتمد الحكومة سياسة اجتماعية تعمل على الحد من التفاوت في‮ ‬الدخل بهدف تسهيل عملية النمو المستمر والمستدام‮. ‬ووفقا لمستوى القمع الحكومي‮ ‬وكمية البضائع العامة التي‮ ‬تقدمها الدولة‮ ‬يضع المستثمر استراتيجيته لتحقيق أقصى فائدة له بين الاستهلاك اليوم والاستثمار‮ ‬غدا‮. ‬وبشكل عام،‮ ‬ فإن عدم تدخل الحكومة في‮ ‬السوق‮ ‬يعزز الحوافز الاقتصادية‮. ‬وينبغي‮ ‬أيضا أن نذكر أن الحكومة لا تعمل على تحسين ظروف الاستثمار من خلال توفير السلع والخدمات مثل النقل والاتصالات والدفاع والتعليم‮ ‬،‮ ‬وسيادة القانون فقط‮.‬


ففي‮ ‬بلدان أمريكا اللاتينية‮ ‬،‮ ‬كان اليقين السياسي‮ ‬منخفضا‮. ‬وكان جزءا لا‮ ‬يتجزأ من النظام السياسي‮ ‬في‮ ‬الانقسامات العميقة التي‮ ‬يحددها توزيع الثروة‮. ‬كانت الأحزاب السياسية التي‮ ‬تمثل شرائح اجتماعية مختلفة إلى حد كبير والمجموعات الاقتصادية تعمل على استقطاب الآراء والمواقف السياسية‮. ‬وغرست الاختلافات بينها عدم اليقين في‮ ‬السوق‮ ‬،‮ ‬والحد من الحوافز للاستثمار وخفض النمو الاقتصادي‮. ‬وفي‮ ‬البلدان الأفريقية‮ ‬،‮ ‬كان الاستقرار السياسي‮ ‬ضئيلاً،‮ ‬واحتمال التغييرات‮ ‬غير الدستورية لا تزال مرتفعة للفترة قيد الدراسة‮. ‬فمن المحتمل أن تستمر الحكومة الحالية لبعض الوقت‮ ‬،‮ ‬لكن الاضطرابات الاجتماعية‮ ‬،‮ ‬وأعمال الشغب والثورات تثير احتمالات تغيير أساسي‮ ‬للحكومة إن عاجلا أو آجلا‮ ‬،‮ ‬مما‮ ‬يقلل فرص الاستثمار والحد من النمو الاقتصادي‮.‬وبشكل عام فإن المجموعتين من هذه البلدان كانتا منخفضتين في‮ ‬الانفتاح السياسي‮. ‬فقد منعت الحكومات القمعية،‮ ‬وأدى انعدام الحرية الاقتصادية الكاملة لإطلاق الإبداع والابتكار‮ ‬،‮ ‬إلى جانب الرغبة في‮ ‬الاستثمار‮ ‬،‮ ‬إلى ركود أو الحد من الأنشطة الاقتصادية والتجارية‮. ‬في‮ ‬الوقت نفسه كانت مجموعة الـG7 ‮ ‬ودول المحيط الهادئ الآسيوية،‮ ‬على سبيل المقارنة‮ ‬،‮ ‬لديها قدر عال من اليقين والاستقرارالسياسي،‮ ‬فمجموعة الـG7 ‮ ‬تتمتع أيضا بحقوق سياسية عالية وحريات مدنية أفضل‮.‬


وفى ظل النظم السياسية المستقرة‮ ‬،‮ ‬واليقين السياسى المرتفع،‮ ‬بالإضافة للموقف الليبرالي‮ ‬من الاقتصاد،‮ ‬استطاعت الأسواق الغربية ان تمتلك المؤسسات السياسية والأطر الاقتصادية من أجل التنمية على المدى الطويل‮. ‬كانت المخاطر السياسية للاستثمار الخاص والتنمية الاقتصادية في‮ ‬تلك البلدان منخفضة‮ ‬،‮ ‬بالمقارنة مع الاقتصادات الأخرى الكثيرة التي‮ ‬تعاني‮ ‬من عدم الاستقرار السياسي‮ ‬،‮ ‬وعدم اليقين السياسي‮ ‬،‮ ‬والقمع الحكومي‮.‬


وينبغي‮ ‬أن‮ ‬يبقى الناس على ثقة من أن الاقتصادات الرأسمالية الغربية ستخرج من المحنة الاقتصادية الحالية‮. ‬فعلى المدى الطويل لا تزال الآفاق إيجابية،‮ ‬لكن‮ ‬،‮ ‬وكما الديمقراطيات الناضجة‮ ‬،‮ ‬فإنها تواجه تحديات هيكلية معينة،‮ ‬حيث جماعات المصالح الخاصة والمؤسسات لكل منهما مصالح متباينة قد لا تنسجم مع المصلحة الوطنية الإجمالية‮. ‬ويمكن للحكومة أن تتعثر وتفشل في‮ ‬اتخاذ إجراءات حاسمة لإيجاد حلول في‮ ‬الوقت المناسب‮. ‬لكن في‮ ‬الوقت نفسه فإن القوى العاملة في‮ ‬الاقتصادات الناضجة تعاني‮ ‬من المنافسة في‮ ‬السوق العالمية،‮ ‬حيث‮ ‬يتم نقل الوظائف إلى الاقتصادات الناشئة،‮ ‬حيث الأجور متدنية ورأس المال البشري‮ ‬قادر‮. ‬كل هذا‮ ‬يؤثر على الموقف القيادي‮ ‬للولايات المتحدة وحلفائها‮.‬


تاريخيا‮ ‬،‮ ‬لم‮ ‬يعقد لأية قوة عظمى لواء التفوق إلى الأبد‮. ‬فقد صعدت الإمبراطوريات والقوى المهيمنة وسقطت،‮ ‬منذ القرن السادس عشر،‮ ‬أى منذ صنع التفوق البحري‮ ‬قوى عظمى في‮ ‬وقت مبكر وسمح لها بقيادة العالم مثل البرتغال‮ ‬،‮ ‬وإسبانيا‮ ‬،‮ ‬وهولندا‮ ‬،‮ ‬ثم المملكة المتحدة‮ ‬،‮ ‬وحتى الولايات المتحدة‮. ‬وكان لكل أمجاده التي‮ ‬استندت في‮ ‬نجاحها العسكري‮ ‬ونفوذها السياسي‮ ‬على قوتها الاقتصادية‮. ‬وفي‮ ‬حين أن اقتصادات الولايات المتحدة والغرب سوف تستمر في‮ ‬النمو‮ ‬،‮ ‬فإن النمط التاريخي‮ ‬يشير إلى أن قوتها النسبية تميل إلى الانخفاض‮ ‬،‮ ‬والاقتصادات الجديدة آخذة في‮ ‬التوسع نتيجة لقوة العمل التنافسية وطاقات سوق ضخمة‮ ‬،‮ ‬وموارد واسعة‮ ‬،‮ ‬وزيادة الابتكار‮ .‬


كل من هذه الدول سوف تصعد لتصبح المرشح الجديد لقيادة العالم في‮ ‬القرن‮ ‬21، واستنادا إلى النظرة الكلية للسكان‮ ‬،‮ ‬وحجم الاقتصاد‮ ‬،‮ ‬والموارد الطبيعية‮ ‬،‮ ‬لا‮ ‬يوجد سوى عدد قليل‮. ‬وقد تكون ما اصطلح على تسميته بمجموعه‮ ‬BRIC (البرازيل وروسيا والهند والصين‮) ‬هو المكان الجيد للبدء‮.‬
فإذا ما أخذنا المعيار الأول وهو حجم الاقتصاد.فقد احتلت الصين‮ - ‬وفقا لبيابات البنك الدولي‮- ‬المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة‮ ( ‬5878029 مليون دولار‮) ‬،‮ ‬متقدمة على البرازيل‮ (‬المركز السابع‮ ‬،‮ ‬2087890 مليون دولار‮) ‬والهند‮ (‬المركز الرابع عشر‮ ‬،‮ ‬19229010مليون دولار‮) ‬ثم تاتي‮ ‬روسيا‮ (‬في‮ ‬المركز السادس عشر‮ ‬،‮ ‬1729010‮ ‬مليون دولار‮). ‬وتقود الصين أيضا مجموعة‮ ‬BRIC ‮ ‬من حيث معدل نمو الاقتصاد على مدى السنوات الـثلاثين الماضية،‮ ‬وفيما‮ ‬يتعلق بالسكان سنجد أن الصين هي‮ ‬البلد الأكثر سكانا في‮ ‬العالم‮ (‬مليار و337 مليون نسمة اي‮ ‬المركز الأول‮) ‬،‮ ‬أما الهند فتأتي‮ ‬في‮ ‬المركز الثاني،‮ ‬مليار و189 نسمة‮) ‬والبرازيل‮ ‬في‮ ‬المرتبة الخامسة‮ ‬2030 مليون نسمة‮ ‬،‮ ‬ وروسيا في‮ ‬المركز التاسع‮ ‬139 مليون نسمة‮ .‬


هذه الدول الأربع تمتلك موارد طبيعية وفيرة‮ ‬،‮ ‬ويفصل بينها وبين بعض الدول التى تولت زعامة العالم في‮ ‬وقت سابق مثل البرتغال وإسبانيا وهولندا‮ ‬،‮ ‬وحتى المملكة المتحدة‮ ‬،فروق ضخمة وقد اضطرت هذه البلدان إلى اللجوء إلى الخارج من أجل التوسعات الإقليمية للتغلب على النقص في‮ ‬مواردها الطبيعية المحلية‮ . ‬ففي‮ ‬البرازيل توجد الموارد المائية بغزارة،‮ ‬وفي‮ ‬روسيا‮ ‬يوجد الغاز الطبيعي‮ ‬والنفط‮ ‬،‮ ‬ أما الفحم وخام الحديد فيوجد في‮ ‬الهند،‮ ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬توافر الموارد الهامة استراتيجيا‮. ‬وتحتل الصين المرتبة الأولى في‮ ‬الودائع من اثني‮ ‬عشر معدنا‮ : ‬التنجستن والانتيمون والتيتانيوم والفاناديوم والزنك والعناصر الأرضية النادرة والمجنسيت والبايرايت،‮ ‬وفلوريت والباريت والجص والحجر الجرافيت‮ ‬،‮ ‬وهي‮ ‬أيضا الثانية أو الثالثة في‮ ‬القصدير والزئبق والأسبستوس‮ ‬،‮ ‬والتلك‮ ‬،‮ ‬والفحم الموليبدينوم‮ ‬،‮ ‬والرابعة في‮ ‬النيكل والرصاص والحديد‮ ‬،‮ ‬والمنجنيز‮ ‬،‮ ‬وعائلة البلاتين.والرواسب المعدنية في‮ ‬الصين على حد سواء الغنية والمتنوعة‮.‬


وبصفة عامة‮ ‬،‮ ‬فان بلدان الـ‮ ‬BRIC ‮ ‬تختلف عن الدول التى قادت العالم في‮ ‬وقت سابق مثل البرتغال وإسبانيا وهولندا من حيث حجم السكان والموارد الطبيعية‮ ‬،‮ ‬والمجال الجغرافي‮. ‬لكن كل منهم‮ ‬يشبه الزعيم الحالي،‮ ‬وهو،‮ ‬الولايات المتحدة الأمريكية،‮. ‬فهذه الدول لديها مواردها المحلية المتنوعة‮ ‬،‮ ‬وحجم كبير للسكان مع اتساع رقعة الأراضي،‮ ‬وتشير المعلومات إلى أن إجمالي‮ ‬تنميتها‮ ‬يأتي‮ ‬من الداخل بشكل أساسي،‮ ‬وبالتالي،‮ ‬فمن المرجح أن تحدث تقدما مطردا في‮ ‬المدى الطويل،‮ ‬وفي‮ ‬ظل بيئة سياسية مستقرة‮.‬


والشرط الأخير لقيادة العالم هو البنية التحتية السياسية للأمة في‮ ‬البلدان الأربعة وجميع الأنظمة السياسية مختلفة وفريدة من نوعها وكذلك الثقافات،‮ ‬وهي‮ ‬تختلف في‮ ‬قوتها في‮ ‬ثلاث مجالات‮: ‬النظام السياسي‮ ‬المنفتح والمسؤول‮ ‬،‮ ‬استقرار الحكومة‮ ‬،‮ ‬واليقين السياسى‮. ‬فبعضهم‮ ‬يعد قويا في‮ ‬انفتاحه على العالم‮ ‬،‮ ‬لكن ليس في‮ ‬اليقين السياسي‮. ‬وآخرون لديهم الاستقرار الحكومى لكن‮ ‬يعاني‮ ‬المجتمع من الانقسام‮. ‬لكل منهم تراث تاريخي‮ ‬مختلف جدا وموروثات قد تؤثر على التقارب مع النظام العالمي‮ ‬الحالي‮ ‬الذي‮ ‬وضعته الولايات المتحدة وحلفاؤها من الديمقراطيات الغربية بعد الحرب العالمية الثانية‮.‬


ولأن الاقتصاد هو القوة الدافعة لقيادة العالم‮ ‬،‮ ‬دعونا نرى هذا الأداء الاقتصادي‮.‬ففي‮ ‬عام2010 تخطت الصين اليابان لتصبح ثاني‮ ‬أكبر اقتصاد في‮ ‬الاقتصاد العالمي‮. ‬وتوقع رئيس البنك الدولي‮ ‬أن‮ ‬يستمر النمو في‮ ‬الصين بمعدل‮ ‬8 سنويا على مدى السنوات العشرين المقبلة‮ ‬،‮ ‬وسوف ترتفع القوة الشرائية في‮ ‬الصين إلى نصف مثيلتها في‮ ‬أمريكا بحلول عام‮ ‬2030، وفي‮ ‬هذا الوقت سيكون تعداد الصين‮ ‬4،5 أضعاف سكان الولايات المتحدة‮. ‬واذا ما حسبنا نصيب الفرد مع تعداد السكان سنجد ان الناتج الاجمالي‮ ‬الصيني‮ ‬سيصل لضعف ناتج الولايات المتحدة‮. ‬وإذا جاء التنبؤ صحيحا،‮ ‬وهو عودة ظهور الصين كقوة اقتصادية عظمى‮. ‬فقد كانت القوة الاقتصادية المسيطرة في‮ ‬العالم منذ أكثر من1500 سنة قبل تراجعها في‮ ‬منتصف القرن الثامن عشر‮. ‬وبالنسبة للصين‮ ‬يعد ذلك فرصة ذهبية للعودة إلى أعلى منصب في‮ ‬التسلسل الهرمي‮ ‬في‮ ‬العالم الاقتصادي‮. ‬وتمتلك الصين ستة من بين الموانئ العشرة الأكثر ازدحاما في‮ ‬العالم حيث تأتي‮ ‬شنغهاي‮ ‬في‮ ‬المقدمة‮ . ‬ويعتبر مطار‮ ‬بكين الآن ثاني‮ ‬أكثر المطارات ازدحاما في‮ ‬العالم،‮ ‬منافسا بذلك أطلانتا‮ ‬،‮. ‬والصين لديها أكبر عدد من مستخدمي‮ ‬الإنترنت‮ ‬485 مليون فرد‮ ‬،‮ ‬متقدمة بذلك على الولايات المتحدة‮ (‬245 مليون‮) ‬والهند‮ (‬100 مليون فرد‮ ). ‬كما تمتلك الصين أكبر عدد من الهواتف النقالة‮ ‬،‮ ‬916‭.‬53 مليون مقارنة بالهند‮ ‬،‮ ‬858‭.‬63 مليون و327‭.‬57‮ ‬مليون في‮ ‬الولايات المتحدة.وفي‮ ‬عام‮ ‬2009 باعت الصين‮ ‬13‭.‬5 مليون سيارة‮ ‬،‮ ‬متقدمة على الولايات المتحدة التي‮ ‬باعت‮ ‬10‭.‬4 مليون من السيارات لتصبح السوق الأكبر في‮ ‬عالم للسيارات،‮ ‬ وسيستمر هذا الاتجاه على الأرجح‮. ‬كما تفخر الصين بوجود أكبر نظام قطار فائق السرعة في‮ ‬العالم‮. ‬ويحتل خط السكك الجديدية في‮ ‬الصين،‮ ‬والذي‮ ‬يبلغ‮ ‬طوله نحو‮ ‬6158‮ ‬كيلومتر المركز الثاني‮ ‬بعد إسبانيا‮ (‬2665 كم‮) ‬واليابان‮ (‬2118 كم‮). ‬ولدي‮ ‬الولايات المتحدة شبكة واحدة فقط من القطارات فائقة السرعة،‮ ‬وهى تربط العاصمة واشنطن ومدينة بوسطن عبر مدينة نيويورك‮ . ‬وتفيد التقارير أن لدى الصين‮ ‬146618 كيلومترا من خطوط السكك الحديدية قيد الإنشاء‮. ‬وبحلول عام‮ ‬2012،‮ ‬ سيكون أكثر من‮ ‬10من شبكات‮ ‬110‮ ‬آلاف‮ ‬كيلومتر في‮ ‬الصين قطارات فائقة السرعة‮ ‬،‮ ‬مما جعل سكك حديد الصين الأكبر والأسرع والأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية من السكك الحديدية في‮ ‬العالم‮.‬


أما مؤشر قطاع الصناعة التحويلية‮. ‬فقد تجاوزت الولايات المتحدة بريطانيا‮ ‬في‮ ‬الحجم المطلق للتصنيع نهاية القرن التاسع عشر،‮ ‬معلنة بذلك عن زعامة عالمية جديدة‮. ‬كان عدد سكان الولايات المتحدة‮ ‬عندما حدث ذلك‮ ‬،‮ ‬أكبر بكثير من المملكة المتحدة‮. ‬وحسب تقديرات سابقة، كان عدد سكان الولايات المتحدة نحو‮ ‬76 مليون حوالي‮ ‬عام‮ ‬1900، في‮ ‬حين لم‮ ‬يتجاوز عدد السكان في‮ ‬المملكة المتحدة سوى‮ ‬38 مليون نسمة‮. ‬كان من الواضح،‮ ‬أن مستوى المعيشة لا‮ ‬يزال مرتفعا في‮ ‬المملكة المتحدة عن نظيره في‮ ‬الولايات المتحدة في‮ ‬ذلك الوقت‮. ‬


ويبدو أن السيناريو‮ ‬يعود مرة اخرى،‮ ‬فقد بلغت المنتجات المصنعة في‮ ‬الصين في‮ ‬2009حوالي‮ ‬1‭.‬6 تريليون دولار،‮ ‬وهو أقل من‮ ‬1‭.‬0 تريليون‮ ‬مقارنة بناتج الولايات المتحدة‮. ‬وقد تنبأ الكثيرون بأن الصين ستحل محل أمريكا في‮ ‬هذا المجال بحلول عام‮ ‬2011.


ويجب أن تكون زعيمة العالم الآن هي‮ ‬الأكثر تقدما في‮ ‬مجال التكنولوجيا والابتكار‮. ‬فقد أدت التقنية الحديثة التي‮ ‬استخدمتها البرتغال وهولندا في‮ ‬بناء السفن لأن تصبحا من القوى العظمى‮. ‬ودعمت الثورة الصناعية في‮ ‬بريطانيا التي‮ ‬امتدت ما بين القرنين‮ ‬18 و‮ ‬19هيمنة لندن على العالم،‮ ‬كما كانت التكنولوجيا الجديدة لصناعة المنسوجات‮ (‬براءة اختراع في‮ ‬عام‮ ‬1769، والأسلوب الجديد في‮ ‬صناعة الحديد‮ (‬براءة اختراع في‮ ‬1780‮) ‬جنبا إلى جنب مع قوة البخار‮ (‬براءة اختراع في‮ ‬1775‮)‬ عاملا عزز موقف بريطانيا باعتبارها رائدة في‮ ‬العالم في‮ ‬القرنين‮ ‬18 و19 وكان صعود الولايات المتحدة في‮ ‬نهاية القرن‮ ‬19 جزءا من العملية ذاتها من الثورة الصناعية التي‮ ‬بدأت في‮ ‬انجلترا‮. ‬وشحذ اتساع أراضي‮ ‬الولايات المتحدة حاجتها للتوسع في‮ ‬النقل والاتصالات،‮ ‬فظهرت شبكات السكك الحديدية والتلغراف كنوع من الاستجابة لهذه الاحتياجات ودعمت الاختراعات الأمريكية‮ ‬،‮ ‬والابتكارات مثل المصابيح‮ ‬،‮ ‬والهواتف‮ ‬،‮ ‬والسيارات مكانتها باعتبارها القوة الصناعية المهيمنة في‮ ‬العالم‮. ‬هذا الزخم تسارع أكثر مع مجئ المواهب المهاجرة من أوروبا نتيجة الحربين العالميتين‮. ‬وقد لعبت الولايات المتحدة في‮ ‬الآونة الأخيرة دورا قياديا في‮ ‬تطوير أجهزة الكمبيوتر والثورة الرقمية التي‮ ‬تعمل بالطاقة تكنولوجيا الإنترنت‮.‬


وتعمل الصين الآن على اللحاق بالركب والقيام بذلك في‮ ‬سرعة مثيرة للإعجاب.فهى لا تكتفي‮ ‬بكونها أكبر منتج للعب‮ ‬،‮ ‬والمناضد،‮ ‬وأجهزة التلفزيون،‮ ‬لكنها تسعى لتغيير ميزتها النسبية هذه في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬تحافظ فيه على الصناعات كثيفة العمالة من أجل الحفاظ على معدلات النمو‮. ‬وقد تم تحويل هيكلها الصناعى والتراكيب التقليدية فضلا،‮ ‬عن رفع مستوى القيمة المضافة في‮ ‬العملية الإنتاجية الإستراتيجية الأساسية للتنمية الاقتصادية في‮ ‬الصين‮. ‬وتركز بكين على تحسين التعليم العالي‮ ‬في‮ ‬محاولة لتعزيز قدرة البلاد الكلية على الابتكارات والتطوير التكنولوجي‮.‬


ووفقا لتقرير صدر مؤخرا‮ ‬،‮ ‬فإن الباحثين من الصين نشروا ما‮ ‬يقرب من‮ ‬112 ألف بحث في‮ ‬عام‮ ‬2008 وهي‮ ‬زيادة هائلة في‮ ‬الأوراق البحثية‮ ‬التي‮ ‬بلغت‮ ‬20 ألفاً‮ ‬في‮ ‬عام‮ ‬1998متجاوزة اليابان وبريطانيا وألمانيا من حيث عدد من المنشورات السنوية‮. ‬وتركزت الأبحاث المنشورة ــ‮ ‬بشكل ملحوظ‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬العلوم الفيزيائية والتكنولوجيا بصفة عامة وعلوم المواد،‮ ‬والكيمياء‮ ‬،‮ ‬والفيزياء‮ ‬،‮ ‬على وجه الخصوص‮. ‬وخلال نفس الفترة‮ ‬،‮ ‬ارتفع ناتج الباحثين الأمريكيين من‮ ‬265 ألف إلى‮ ‬340 ألف في‮ ‬السنة‮. ‬ويتوقع التقرير أيضا أنه إذا استمر هذا الاتجاه‮ ‬،‮ ‬فإن الصين سوف تتخطى الولايات المتحدة في‮ ‬غضون العقد المقبل في‮ ‬الأبحاث العلمية‮.‬


إن اتجاه الصين للحاق بالركب في‮ ‬مجال البحوث‮ ‬يتأكد عبر زيادة عدد براءات الاختراع المسجلة لمعاهدة التعاون بشأن البراءاتPCT).‮) ‬وكان للولايات المتحدة ملفات طلبات براءات الاختراع أكثر من أية دولة أخرى‮ ‬،‮ ‬لكن الصين تكاد تلحق بالركب‮ ‬،‮ ‬وترتفع إلى المرتبة الرابعة في‮ ‬عدد الطلبات المودعة لدى معاهدة التعاون بشأن البراءات‮ ‬،‮ ‬بعد الولايات المتحدة‮ ‬،‮ ‬واليابان‮ ‬،‮ ‬وألمانيا‮ ‬،‮ ‬لكن قبل كل من كندا وفرنسا وإيطاليا،‮ ‬وهولندا وكوريا الجنوبية والسويد وسويسرا والمملكة المتحدة‮. ‬ففي‮ ‬عام‮ ‬2000 قدمت الصين‮ ‬780‮ ‬طلبا لمعاهدة التعاون بشأن البراءات.وبعد عقد من الزمن‮ ‬،‮ ‬ارتفعت طلبات الصين إلى12296 وهى زيادة تصل إلى‮ ‬1‭.‬476 .وارتفعت طلبات للولايات المتحدة من‮ ‬38110 في‮ ‬عام‮ ‬2000إلى‮ ‬49987 في‮ ‬عام‮ ‬2010 (بزيادة‮ ‬24‮ (‬اليابان في‮ ‬الفترة من‮ ‬9547 الى‮ ‬3214،237 زيادة‮) ‬،‮ ‬وعلى ألمانيا من‮ ‬12580 الى‮ ‬17568،‮ ‬40 زيادة‮).‬


كان هناك توقعات كثيرة وتكهنات حول آفاق الاقتصاد الصيني‮. ‬ويشير البعض إلى التراجع إن لم‮ ‬يكن الانهيار على مدى العقود الثلاثة الماضية‮ ‬،‮ ‬كان الاقتصاد الصيني‮ ‬ينمو بمعدل‮ ‬يقترب من عشرة في‮ ‬المئة سنويا‮. ‬وجاء الكثير من هذا النمو من خلال التجارة والاستثمار المحلي‮. ‬ثم جاءت الأزمات العالمية‮ ‬،‮ ‬على سبيل المثال‮ ‬،‮ ‬فإن الأزمة المالية الآسيوية عام‮ ‬1997 والركود الاقتصادي‮ ‬في‮ ‬الدول الغربية‮ (‬2008 إلى الوقت الحاضر‮) ‬،‮ ‬لم تخرج بكين عن مسارها في‮ ‬النمو الاقتصادي‮ ‬والتوسع‮. ‬

وفي‮ ‬الوقت نفسه،‮ ‬حافظت الصين على الاستثمار في‮ ‬البنية التحتية مثل الطرق السريعة والقطارات فائقة السرعة‮ ‬،‮ ‬والمطارات‮ ‬،‮ ‬والموانئ‮ ‬،‮ ‬والاتصالات اللاسلكية‮ ‬،‮ ‬وقدرات الإنترنت‮ ‬،‮ ‬وما إلى ذلك،‮ ‬فالركود الاقتصادي‮ ‬الناجم عن‮ "‬الاستثمار المفرط‮" ‬لم‮ ‬يحدث في‮ ‬الصين.وفي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬يحدث فيه الركود الاقتصادي‮ ‬بشكل دوري‮ ‬في‮ ‬الاقتصادات الغربية‮ ‬،‮ ‬فإن ذلك لم‮ ‬يحدث في‮ ‬الصين، وبالتأكيد ليس على المستوى الذي‮ ‬يعيشه الغرب‮. ‬فالصين مازالت تتحدى النظرية الاقتصادية التي‮ ‬تتوقع حدوث التباطؤ الاقتصادي‮ ‬والركود بشكل دوري‮. ‬وعلى الرغم من عقود من الاستثمارات العامة على نطاق واسع،‮ ‬ استوعبت متطلبات البنية التحتية الداخلية للاستثمار أيضا إمكانات كبيرة لمزيد من التحضر‮ ‬،‮ ‬وستواصل الصين سعىها لتقدم مطردا في‮ ‬مجال التنمية الاقتصادية والنمو المستدام،‮ ‬وعلى قوة من احتياطيها من النقد الأجنبي،‮ ‬ونجاح المشاريع والشركات الصينية أكثر وأكثر زيادة استثماراتها في‮ ‬الخارج‮ ‬،‮ ‬ورفع الحالة الاقتصادية العامة للبلاد‮. ‬


بالطبع‮ ‬،‮ ‬كانت هناك وستظل بعض الأسئلة حول الافتراضات الأساسية الهامة‮. ‬فالحكومة الصينية تعترف بالكثير من هذه الظروف التي‮ ‬قد‮ ‬يكون لها تأثير على صحة التوقعات حول مستقبل الصين‮. ‬وقد قال رئيس مجلس الدولة الصينى‮ ‬أن الفساد‮ ‬يمثل مشكلة كبيرة في‮ ‬الصين‮. ‬وقد جعل الأمين العام للحزب توزيع الدخل محورا لأولويات البلاد‮ ‬،‮ ‬مشددا على‮ "‬مجتمع متناغم‮"‬،‮ ‬كما أن هناك العديد من التحديات بالنسبة للصين‮ ‬،‮ ‬بما في‮ ‬ذلك استشراء الفساد‮ ‬،‮ ‬وسوء توزيع الدخل‮ ‬،‮ ‬وتدهور البيئة‮ ‬،‮ ‬والعلاقات مع دول الجوار‮ ‬،‮ ‬وعدم استقرار الجماعات العرقية المحلية‮. ‬كل هذا قد‮ ‬يكون اختبارا لقوة الأمة ومصيرها‮. ‬كانت الصين من أغنى الأمم على مدى أكثر من ألف عام‮ ‬قبل تراجعها في‮ ‬القرن الثامت عشر‮. ‬ثم جاءت خطواتها العملاقة التي‮ ‬حدثت مؤخرا في‮ ‬النجاح الاقتصادي‮ ‬نتيجة لسياسة الباب المفتوح وإصلاح السوق‮ ‬والعولمة‮. ‬وقد قبلت الحكومة بمبادئ اقتصاد السوق وقررت الالتزام بقواعد اللعبة كما حددتها الاقتصادات الغربية‮. ‬أما سياسيا‮ ‬،‮ ‬فقد كان هناك توافق قوي‮ ‬في‮ ‬الأمة حول الإصلاح الاقتصادي‮ ‬والعولمة‮. ‬كما عملت الحكومة في‮ ‬نفس الوقت على أن تستجيب لضرورات تحسين معيشة الشعب وهو ما‮ ‬يبقى ثابتا في‮ ‬سياستها للضغط من أجل النمو الاقتصادي‮ ‬والتنمية‮.‬


وفي‮ ‬الختام،‮ ‬فإن الأزمة الاقتصادية الحالية في‮ ‬الولايات المتحدة وأوروبا لا تفسد مبدأ اقتصاد السوق‮. ‬أما مصادر الانهيار الاقتصادي‮ ‬فهي‮ ‬معقدة‮ . ‬فالمخاطر واحتمالات إخفاق السوق موجودة دائما في‮ ‬هذا الاقتصاد مما‮ ‬يؤدى إلى أخطاء في‮ ‬الأداء وحتى الكوارث مثل تلك التي‮ ‬تسبب فيها الإفراط في‮ ‬الاقتراض الخاص بالإسكان العقاري‮ ‬في‮ ‬الولايات المتحدة،‮ ‬لكن الأسواق ستعود مرة أخرى تنتظم صفوفها للتخلص من النكسات طالما أن سياسة الحكومة ثابتة ومتماسكة،‮ ‬إن التحدي‮ ‬الحقيقي‮ ‬للاقتصاد الغربي،‮ ‬هو هذه الاقتصادات الناشئة وكيفية التعامل مع القوى الاقتصادية الجديدة مثل الصين وغيرها‮ . ‬وإذا لم تحافظ الولايات المتحدة والدول الأوروبية على تقدمها في‮ ‬مجال الابتكار وزيادة رأس مالها البشري،‮ ‬من بين أمور أخرى‮ ‬،‮ ‬فإنها لن تكون قادرة على التنافس مع كيانات اقتصادية جديدة سريعة النمو‮ ‬،‮ ‬ناهيك عن قيادة النظام الاقتصادي‮ ‬العالمي‮.‬
‮ ‬

عن الكاتب:


*‮ ‬فنج هو لوثر جى،‮ ‬وهو أستاذ كرسى الحكومات فى جامعة كليرمونت،‮ ‬حيث عمل كأستاذ ونائب رئيس الجامعة للشئون الاكاديمية‮ (‬2006‮ ‬ــ‮ ‬2011‮)‬ وعميد كلية السياسة والاقتصاد‮ (‬2003‮ ‬ـ‮ ‬2006‮).‬ حصل على شهادة الماجستير والدكتوراة في‮ ‬العلوم السياسية‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬تحليل السياسات العامة‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬جامعة روتشستر‮ ‬،‮ ‬نيويورك‮ ‬،‮ ‬وبعد دراسته الجامعية والدراسات العليا في‮ ‬الصين‮ ‬يعمل على‮ ‬المواد المتخصصة في‮ ‬الاقتصاد السياسي‮ ‬الدولي‮ ‬،‮ ‬وتحليل السياسة العامة‮ ‬،‮ ‬والمنهجية الكمية،‮ ‬وتشمل الخدمات المهنية،‮ ‬كما‮ ‬ينظم المؤتمر الدولي‮ ‬السنوي‮ ‬لجمعية دراسات‮ (‬هاواي‮ ‬2004‮ ‬ــ‮ ‬2005‮)‬ ورئيس تحرير‮ ‬ International Interactions وهي‮ ‬مجلة‮ ‬رائدة في‮ ‬الدراسات الدولية‮ (‬2011ـ‮ ‬2005‮) . ‬تركز بحوث إي‮ ‬فنج على التنمية السياسية والاقتصادية‮. ‬وقد نشرت هذه البحوث على نطاق واسع،‮ ‬حيث تناول موضوعات مثل النمو الاقتصادي‮ ‬والاستثمار ورأس المال البشري‮ ‬،‮ ‬والتجارة الدولية‮ ‬،‮ ‬والتحول الديموجرافي‮ ‬،‮ ‬والتحولات في‮ ‬النظام السياسي‮ ‬على حد سواء‮.‬
رابط المقال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثنائية‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬النمو‮ ‬الاقتصادى‮ ‬والتخلف‮ ‬السياسى‮ ‬
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحرب على الإرهاب.. ثنائية الخير والشر
» جدلية بدائل التوجه السياسى التركي المعاصر: دراسة استشرافية
» النمو الأخضر من سيول إلى كوبنهاغن
» العلاقة السعودية الروسية
» العلاقة الصينية الأمريكية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1