الهوامش :
1- Global Trends 2025: Transformed World ، National Intelligence Council،
November 2008.
2- Roger C. Altman and Richard N. Haass، American Profligacy and American Power، Foreign Affairs، Nov/Dec2010، Vol. 89، Issue 6.
3- Joseph S. Nye، The Future of American Power، Foreign Affairs، Nov./Dec. 2010، vol. 89، Issue 6.
4- Robert D. Kaplan، Center Stage for the 21st Century، Foreign Affairs، March/April 2009، Volume 88، Number 2.
5- Global Trends 2025: Transformed World، op.cit.
6- Robert A. Pape، Empire Falls، National Interest، January 22، 2009.
7- Fareed Zakaria، The Future of American Power: How America Can Survive the Rise of the Rest، Foreign Affairs، May/June 2008، vol. 87، No. 3.
8- Joseph S. Nye، The Future of American Power، op.cit.
9- Ibid.
10- يمكن الرجوع إلي نص استراتيجية إدارة أوباما للأمن القومي الأمريكي لعام 2010 على الرابط التالي:
http://www.whitehouse.gov/sites/default/files/rss_viewer/national_security_strategy.pdf
11 – Robert M. Gates، Helping Others Defend Themselves، Foreign Affairs، May/June 2010، Vol. 89، Nor .3
12 – Hillary Rodham Clinton، Leading Through Civilian Power، Foreign Affairs، Nov/Dec2010، Vol. 89، Issue .6
13 – Stephen G.Brooks and William C. Wohlforth، Reshaping the World Order، Foreign Affairs، March/April 2009، Volume 88، Number .2
14 – وقد كان هذا الدور هو محور مقالة وزيرة الخارجية الأمريكية بمجلة الشئون الخارجية، والتي فصلت فيه عن الدور التنموي والإنساني الذي تقوم به السفارات الأمريكية، لاسيما في مناطق النزاعات الدولي، والدول الهشة.
- Hillary Rodham Clinton، Leading Through Civilian Power، Op.Cit.
15 – عمرو عبد العاطي، آمال معقودة على الديمقراطيين لانتقال أميركا من العسكرة إلى القوة الذكية، صحيفة الحياة، 13 نوفمبر 2008 .
16 – لمزيد من المعلومات، يمكن الرجوع إلى:
- عمرو عبد العاطي، الأمن القومي الأمريكي. لا تغيير كبيرا في الاستراتيجية، مجلة آفاق المستقبل، العدد (
، ص 100 – 103 .
- الثابت والمتغير في استراتيجية الأمن القومي الأميركي، صحيفة الحياة، 23 يوليو 2010 .
17- Richard N. Haass، The Age of Nonpolarity: What Will Follow US Dominance? Foreign Affairs، May/June 2008، Vol. 87، No. 3.
حقوق الإنسان وقوة أمريكا الناعمة
في مقولة شهيرة للمارشال البريطاني برنارد مونتيغومري يتوضح المعنى من السيطرة على العقل التي تسبق السيطرة على الأرض، لأنه متى اقتنع العقل مشى خلفه الضمير ودخلت الأمة في الحرب واثقة من أهدافها، لكن السيطرة على العقل هنا لم تكن تقتصر على خلق المشروعية ووحدة الهدف لدى أبناء الأمة الواحدة، بل أصبحت تهدف إلى خلق المشروعية المفقودة للحرب واختلاق الأسباب والذرائع التي تبرر أعمالاً لا أخلاقية فاقدة للشرعية..
لم يسجل التاريخ أن الولايات المتحدة استغنت أو أن في واردها الاستغناء عن القوة العسكرية التي تضخمت بعد اعتمادها على حلف شمال الأطلسي في عملياتها خارج أطر ومعايير القانون الدولي والدستور الأمريكي وما يوصف بأنه مبادئ أساسية في المجتمع المدني الأمريكي ,لكن جدول أعمال واشنطن يتضمن أيضاً أنواعاً أخرى من القوى الخفية التي تتسلل إلى المجتمعات ابتداءً بالمجتمع الأمريكي ذاته بهدف التقليل من اللجوء إلى القوة العسكرية أو في معرض التمهيد لاستخدامها، هنا تأتي مهمة دور الفكر والرأي ومنظمات حقوق الإنسان التي أنشئت خصيصاً لتكون الحامل للقوة الصلبة والموكلة بمهمة تمهيد الأجواء والسيطرة على العقل وخلق الذرائع.
يقول ديفيد سوانسون مؤلف كتاب الحرب كذبة: “يجب أن يتم التسويق للحروب على أنها إنسانية وأنها علامة من علامات التقدم، فالدعاية للحرب هي ثاني أقدم مهنة في العالم ,الكذب الإنساني ليس جيداً تماماً لكنه يبدو نافعاً حين يعمل بالتنسيق مع وسائل الحرب الأخرى”, في آذار الماضي نظم آن غالاوي العضو في جمعية نساء ضد الحرب وقفة احتجاجية في شيكاغو ضد حروب حلف شمال الأطلسي، لكن كان الملفت أن نشطاء من منظمة العفو الدولية رفعوا لافتات كتبت عليها عبارة “حلف الناتو، للمضي قدماً في توفير حقوق الإنسان للمرأة والفتاة في أفغانستان” هكذا يتم تبرير الحرب من خلال الحديث عن حقوق الإنسان.يقول جان بيرسمونت في كتابه، الإمبريالية الإنسانية: عن طريق بيع حقوق الإنسان إلى الحرب: “منذ نهاية الحرب الباردة، أصبحت فكرة حقوق الإنسان مبرراً للتدخل بالقوة الاقتصادية والعسكرية وفق معايير الولايات المتحدة في البلدان التي هي عرضة لهجماتهما. لقد أصبح هذا التدخل تعسفياً وأكثر أنانية وأكثر تدميراً من يوغوسلافيا إلى أفغانستان إلى العراق، وحتى الغزو الأمريكي للعراق”.
وهكذا تدخل المنظمات غير الحكومية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية كأداة من أدواة القوة الذكية للولايات المتحدة، الملفت أن سوزان نوسل المديرة التنفيذية الحالية للمنظمة كانت موظفة في وزارة ريتشارد هولبروك وهيلاري كلينتون وساهمت في صياغة النظرية الحالية لكلينتون في اعتماد القوة الناعمة كنقيض عن سياسة القوة الصلبة التي تميز بها عهد جورج دبليو بوش وديك تشيني، تقول نوسل: “يجب الدفع بالمعارضة بدقة لرؤية مقنعة، يتعين على صناع القرار الانتقال التدريجي في السياسة الخارجية للولايات المتحدة إلى الأممية الليبرالية والتي تفترض قيام نظام عالمي مستقر من الديمقراطيات الليبرالية والتي ستكون أقل عرضة للحرب “هذا يعني أن القوة الناعمة للولايات المتحدة كانت تتجه للتعاون المباشر مع المعارضات في الدول المستهدفة لدفعها باتجاه تطبيق النماذج الليبرالية في الديمقراطية الأمريكية، وعندما يتحقق ذلك فلن تكون الولايات المتحدة بحاجة لاستخدام القوة الصلبة إلا في حالة الضرورة، لأن شعوب الدول المستهدفة بعد أن تتشرب هذه القيم ستقوم بالتمرد على قيمها الذاتية وستصل في النهاية إلى صدام مصلحي مع الدولة سيتطور لاحقاً إلى عنف وفوضى، عندها ستكون الولايات المتحدة قد حققت نظريتها في التفجير الداخلي للدولة الهدف دون المغامرة باستخدام القوة الصلبة وستبقى في سياق إصلاح صورتها المشوهة في العالم. نوسل التي تم تعيينها في المنظمة بناء على قرار من وزارة الخارجية الأمريكية هي من يتولى صياغة تقارير الخارجية الأمريكية حول سورية وتقديمها لمجلس الأمن باسم منظمة العفو الدولية التي تدعي الاستقلالية والحياد وعدم الخضوع لأي حكومة أو شركة، في حين يكشف نظامها المالي أنها تتقاضى الدعم المالي من جورج سوروس الصهيوني الأمريكي المعروف ومن جمعيات يهودية متطرفة في الولايات المتحدة وأنها وبموجب قانون المملكة المتحدة تعتبر من الجانب المالي شركة محدودة أي إن لها ارتباطات مع جهات حكومية غربية. دهاء سوزان نوسل فاجأ حتى مادلين أولبرايت عندما عملت على صياغة تقرير كان المبرر الأساسي للتدخل العسكري في ليبيا، فقد ضاعفت أعداد القتلى ولفقت الأكاذيب حول عمليات إبادة جماعية لم تكن قد حدثت بالفعل، واليوم يقدم التقرير تلو التقرير عن أوضاع مختلقة ومغايرة للواقع في سورية والهدف تبرير التدخل العسكري بتطبيق مبدأ مسؤولية الحماية R 2B.
إنها محاولات لصناعة الحرب العادلة لكنها أنتجت مبدأً هجيناً يتعارض معها تماماً ألا وهو الحق في الذهاب إلى الحرب كما يتعارض مع مبادئ نورمبرغ (الجرائم ضد السلام) عام 1928 ومبادئ حظر الحرب وفق معاهدة كيلوج برياند، وحتى مع ” عقيدة باول” المسماة تقييم الأسباب للذهاب إلى الحرب..
لكن العالم لم يعد يسير على توقيت ساعة البيت الأبيض ولا على وقع خطوات نوسل أو كلينتون، محاولات خجولة أطلقها مندوب أوغندا الدائم في مجلس الأمن عندما ناقش التدخل العسكري في ليبيا قبيل صدور قرار الحظر الجوي، لكن هذه المحاولات تطورت لتصبح موقفاً صلباً في الحالة السورية، هناك اليوم من يقول كفى لن نسمح لطفرة أن تصبح مبدأً وسابقةً في القانون الدولي، هناك من بات يملك قرار مواجهة التفرد الأمريكي الأرعن واستعماره للمجتمع الدولي ,والأهم أن هناك سورية التي أعطت بصمودها أمام قوى عاتية بأنواعها الصلب والناعم والذكي وحتى الغبي، دروساً في قدرة الشعوب الحرة على الإمساك بالدفة إلى حيث تشتهي السفن، وهذا ما لم يرِد في قواميس البيت الأبيض..
(المصدر: أحمد طارق قلعه جي- الأزمنة العدد:320)
هل فقدت أمريكا جاذبيتها؟
طرح الكاتب الاميركي جيريمي رفكين في مجال حديثه عما أسماه الثورة الصناعية الثالثة سؤالا هو “هل فقدت أميركا جاذبيتها؟”
وقال “إن الاقتصاد على الدوام لعبة ثقة. صحيح أننا اعتدنا التفكير بالتجارة والتبادل على أنهما يعتمدان على الذهب أو الفضة إلا أن الواقع يدل على أنهما يعتمدان على احتياطي أكثر أهمية هو ثقة الناس فيزدهر الاقتصاد عندما تكون تلك الثقة متينة فيدفعنا التفكير في المستقبل الى المضي قدما. أما عندما تتحطم ثقة الناس فإن الاقتصادات تفشل والمستقبل يبدو قاتما”.
أضاف متسائلا “فهل فقدت أميركا جاذبيتها؟ يبدو أننا ننتقد بعضنا أينما توجهنا ونتذمر ونلعب لعبة توجيه اللوم ونعود الى اللعبة القديمة في توجيه الاهانات والاذى ونتذكر بمرارة الايام الجميلة الماضية ثم نطيل المديح لأعظم جيل ونتحدث برومانسية عن جيل الستينات، وهو جيل السلم والحب كما نتوجه بالذم الى كل جيل أتى من بعده ونتهمه بأنه جيل اناني ومتغطرس وسطحي وشديد النشاط وجيل الالفية الحائر.
“إن الامة التي تعيد العيش في ماضيها بشغف وتتشكى على الدوام من حاضرها وتتفجع على مستقبل لم يتحقق بعد هي أمة تحتاج الى “الحصول على الحياة” على حد ما قد يقوله الاولاد”.
رفكين وهو أحد أكثر المفكرين الاجتماعيين شعبية في زماننا كان يتحدث في الفصل الثاني من كتابه “الثورة الصناعية الثالثة .. كيف تغير القوة الموازية الطاقة والاقتصاد والعالم”. الكتاب جاء في 359 صفحة كبيرة القطع وترجمه الى العربية سعيد الحسنية وصدر عن “الدار العربية للعلوم ناشرون” في بيروت.
قال رفكين إن الرئيس الامريكي باراك أوباما وصل الى البيت الابيض “وسط مظاهر الحماسة ويعود ذلك جزئيا الى أنه تمكن وللحظة وجيزة من الزمن من رفع معنويات الشعب الامريكي وانتشاله من كآبة اليأس كما تمكن من حشد الوعي الجماعي للامة وراء فكرة اننا نستطيع أن نكون في حالة أفضل.
“وأعطى أوباما الامريكيين وعلى الاخص جيل الشباب منهم الشعور بالأمل وهو الشعور الذي تجسد بكلمات ذكية ثلاث “نعم يمكننا ذلك”.
وتابع قائلا إن “الرئيس الشاب مع الاسف بدّد ذلك الرصيد الدقيق والثمين الذي يتمنى أي رئيس امتلاكه أي القدرة على توحيد الشعب وراء رؤية مشتركة لمستقبل افضل… لكن اذا أردت أن أكون منصفا فيمكنني القول إنني رأيت هذه الظاهرة مرة بعد مرة من خلال تعاملاتي مع رؤساء الدول. إنهم يصلون الى مناصبهم ممتلئين برؤى طموحة عن المستقبل لكنهم لا يلبثون أن يستسلموا أمام الروتين اليومي في معالجة المشاكل الصغيرة.
ويقول رفكين إن أوباما يفتقر الى “قصة” وإنه يتبنى مجموعة من المشاريع “التجريبية” والبرامج “المعلبة” لكن دون أي رابط يجمع بينها كي تبدو “قصة مثيرة للانتباه عن رؤية اقتصادية جديدة للعالم”.
وأضاف “إن الرجل الذي ألهم الامة بأحلام العظمة أثناء حملته الانتخابية هو ذاته الذي تحول فجأة الى صورة مهووس بسياسة واشنطن ويتغنى بآخر الانجازات التقنية من دون أن يرينا كيف يمكن لهذه الانجازات أن ينسجم بعضها مع بعض لتشكل جزءا من قصة أكبر. اما اذا كان الرئيس أوباما قد تمكن من فهم الديناميكيات الكامنة وراء الثورة الصناعية القادمة فإنه سوف يتمكن عندها من إقناع الجمهور الامريكي بخطة اقتصادية شاملة تتعلق بمستقبل هذه البلاد”.
وقال “وتبدأ حبكة القصة مع إدراك أن التغيرات الاقتصادية العظيمة في التاريخ تبدأ عندما تتقاطع تقنيات الاتصالات الجديدة مع أنظمة الطاقة الجديدة وأن صيغ الطاقة الجديدة تتحول الى وسط لتنظيم وادارة حضارات جديدة اتاحتها مصادر جديدة للطاقة”.
وفي باب الحديث عن “الاعمدة الخمسة للثورة الصناعية الثالثة” قال رفكين “ستمتلك الثورة الصناعية الثالثة تأثيرا في القرن الحادي والعشرين يشبه في أهميته تأثير الثورة الصناعية الاولى في القرن التاسع عشر وأهمية الثورة الصناعية الثانية في القرن العشرين. وستؤدي هذه الثورة على غرار ما فعلته الثورتان الصناعيتان السابقتان الى تغييرات جذرية في طريقة عملنا ونمط حياتنا”.
ويرى الكاتب أن أعمدة الثورة الصناعية الثالثة الخمسة تتمثل في:
1- التحول الى الطاقات المتجددة.
2- تحويل الابنية في كل قارة الى محطات طاقة صغيرة تقوم بتجمع الطاقات المتجددة في امكنتها.
3- استخدام الهيدروجين وتقنيات التخزين الاخرى في كل مبنى وفي كل انحاء البنية التحتية لتخزين الطاقات المتقطعة وغير المنتظمة.
4- استخدام تقنية الانترنت من أجل تحويل مصفوفة -شبكة- الطاقة في كل قارة الى مصفوفة متداخلة لتبادل الطاقة حيث تعمل مثل الانترنت تماما اي عندما تولد ملايين الابنية مقادير صغيرة من الطاقة محليا وفي امكنتها حيث تتمكن من بيع الفائض الى المصفوفة والتشارك بالكهرباء مع جيرانها في القارة.
5- تحول أسطول النقل العامل حاليا الى عربات تتزود بالكهرباء وبطاريات الوقود -الطاقة- والتي يمكنها ان تشتري الكهرباء وتبيعها ضمن مصفوفة طاقة -كهرباء- ذكية وقارية وتفاعلية”.
(المصدر: ميدل ايست أونلاين)
اصفحة المصدر