منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية Empty
مُساهمةموضوع: الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية   الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية Emptyالجمعة مايو 10, 2013 9:28 pm

تقرأون في هذا الملف:

1- الاستراتيجية الأمريكية بين بوش وأوباما ( ص: 3-4)

2- عن الحرب الناعمة وسبل مقاومتها (ص:5-7)

3- القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها ( ص: 8-16)

4- الحرب الناعمة (ماهيتها واستخداماتها) (ص:17-21)

5- عناصر القوة ودورها في العلاقات الدولية (ص:22 -32)

6- اللا قطبية وإخفاقات السياسة الأمريكية (ص: 33-40)

7- حقوق الإنسان وقوة أمريكا الناعمة (ص: 41-42)

8- هل فقدت أمريكا جاذبيتها..؟ (ص: 43-44)

الاستراتيجية الأمريكية بين بوش وأوباما

لا يجد المتابع للسياسة الامريكية في العقد الاخير صعوبة في استنتاج هذا التحول على مستوى العقيدة الاستراتيجية من محورية القوة العسكرية “الخشنة أو الصلبة” في عهد بوش، ومركزية ما اصطلح عليه بالقوة الناعمة أو الذكية في عهد أوباما.

و”القوة الذكية” نظرية طورتها وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون، عن نظرية للأكاديمي العسكري (جوزيف ناي) بعنوان “القوة الناعمة”. ومفاد هذه النظرية أن على الولايات المتحدة استخدام جميع الأساليب الدبلوماسية والسياسية والإعلامية، وحتى العسكرية والمخابراتية، بالتعاون مع الأصدقاء والحلفاء لتحقيق مصالحها وأهدافها الاستراتيجية. وتلتقي هذه النظرية مع نظرية أوباما الذي انسحب من العراق وأعلن عن نيته الانسحاب من أفغانستان، ولكنه في الوقت نفسه يوافق على تدمير ليبيا، كما يفعل الآن مع ما يسمى (أصدقاء سورية) على تدمير سورية وتفتيتها.

إن نظرية “القوة الذكية” تختلف في جوهرها عن نظرية رايس (وزيرة الخارجية الأمريكية أثناء العدوان على لبنان، وصاحبة نظرية الشرق الأوسط الجديد). وتتلخص نظريتها الاستراتيجية فيما دعته “الفوضى الخلاقة” المعبرة عن رغبة الولايات المتحدة في بسط نفوذها وتأمين مصالحها وتغيير العالم بالقوة السياسية والدبلوماسية إن أمكن، وإلا فبالقوة العسكرية. وهذه النظرية تكتسب بعداً (أخلاقياً) عندما يتعلق الأمر بوجود إسرائيل وتدمير المنطقة.

ولكن هل يوجد فرق بين بوش وأوباما..؟

إذا قمنا بعمل مقارنة جادة بين بضاعة بوش وبضاعة أوباما في الشرق الأوسط سنكتشف حقيقية وهم التغيير الذي يجلبه الأخير لمنطقتنا. ويجمع الكثيرين من الباحثين والمفكرين الجادين على أنه لا يوجد أي فارق جوهري وحقيقي بين كليهما فيما يتعلق بمنطقتنا (بل وربما العالم). والفارق الوحيد هو في المنهج وليس في المضمون. ويمكننا ان نختصر هذا الفارق المنهجي في أنه بينما كان بوش يستخدم سياسية العصا وحدها، فإن أوباما يريد أن يستخدم سياسة العصا والجزرة. ومضمون سياسة كليهما واحد وهو الحفاظ على المصالح الامبريالية في المنطقة ( دعم اسرائيل وحصار ايران وضمان سيطرة معقولة في منابع البترول أو على الأقل في سياسات الدول البترولية). وما أراد بوش تحقيقه بالقوة أو بالغطرسة والحرب وحدهما، يريد أوباما أن يكون ذلك بالإقناع والدبلوماسية أيضاً.

وبينما يرى محمد حسنين هيكل أنّ الفارق بينهما في التعبير والخطاب وليس في السياسات. يذكر عزمي بشارة في أحد تعليقاته أن الفارق الشكلي الظاهر هو الانتقال من مرحلة «من ليس معنا فهو ضدنا» الى « المسايسة والاقناع،» ونضيف هنا ، وربما «الخداع.»

ويشير بعض الباحثين إلى ان الفارق الجوهري بين بوش وأوباما هو أن الأخير أعلن تراجعه عن منهج الانفرادية الامريكية في العلاقات الدولية، أو على حد تعبير أخرين أن أوباما يتبني منهج القوة الذكية ( Soft Power) وليس القوة العنيفة (Tough Power) في العلاقات الدولية، وفقاً لنظرية الفيلسوف السياسي الأمريكي جوزيف ناي. وإذا نظرنا لهذا الاختلاف ـ بين إدارتي بوش وأوباما ـ من منظور الطبقات الحاكمة الأوروبية أو في منطقتنا لربما رأينا ان هذا أمراً جوهرياً ويمثل نقلة نوعية في العلاقات الدولية. لكن اذا نظرنا للأمر من وجهة نظر الشعوب المضطهدة والمستضعفة لن يعني هذا الفارق كثيراً. فالطبقات الحاكمة المتنافسة مع الامبريالية ودوائر الاستكبار العالمي أو التي تعمل معها بالوكالة أو كزبون دائم لها يهمها التشاور في أمور كعكة الظلم والنهب الدولية. إما بالنسبة للشعوب المستضعفة فإن الانتقال من مرحلة الانفرادية في العلاقات الدولية لأخرى تعددية لا يحمل أي جديد جوهري بالنسبة لها. مصائر الشعوب تحددها صراعاتها ونضالاتها ضد كل هذه الطبقات الحاكمة الظالمة، سواء كانت تلك الطبقات تتشاور معاً في أمور الكعكة الدولية أو كانت تتلقى الأوامر الإمبريالية بدون تشاور.

ونعتقد أنه اذا كان هناك أي فارق أساسي بين إدارتي بوش وأوباما فهو فارق أيديولوجي يتمثل في الانتقال من فكر المحافظين الجدد المتطرف عقائدياً إلى فكر الديمقراطيين البراجماتي. ونعتقد إن هذا الفارق له نتائج عملية وخطيرة في إدارة الامبريالية بالعالم، وخاصة في منطقتنا، بالرغم من عدم وجود فارق جوهري في السياسات بين بوش وأوباما. وأهم نتائج هذا الاختلاف هو انتشار بعض الأوهام حول اتباع الامبريالية سياسات الاقناع بدلاً من القوة. ومن أهم التعبيرات التي تستخدمها إدارة أوباما مثلاً فيما يتعلق بالشرق الأوسط هي ان الادارة ترغب في الوصول الى قلوب وعقول (hearts and minds)شباب العالم العربي والعالم الاسلامي قبل انضمامهم للتنظيمات «العنيفة.»

والخلاصة : إن جميع أنواع القوة، الصلبة والناعمة والذكية ما هي إلا أدوات لتحقيق مصالح الولايات المتحدة في الهيمنة على العالم ، وبقاء التفوق الأمريكي المطلق سياسياً واقتصادياً وثقافياً وعسكرياً على كافة القوى الأخرى.

ومن المؤسف أن تكون البلاد العربية والإسلامية هي المكان لاختبار كل هذه القوى منفردة ومجتمعة في جو من ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين. وعلى الشعوب العربية والإسلامية وسائر القوى في العالم المحبّة للحرية والسلام أن تعمل على تصحيح العلاقات الدولية، وخلق عالم يسوده الحق والسلام والحرية.

عن الحرب الناعمة وسبل مقاومتها

لم يعد خافيا على أحد هذا التحول الاستراتيجي لدى صانع القرار الأمريكي في الاعتماد على ما سمي بالقوة الناعمة والذكية، بعد سلسلة الهزائم التي مُني بها مشروعه بدءا من أفغانستان، وصولا إلى العراق ومرورا بلبنان، التي مرغت أنف العدو الصهيوني في عدوانه الأخير سنة 2006 وأظهرت مدى هشاشة منظومة ردعه التي طالما تغنّى بها.

واليوم تشكل القوة الناعمة وسيلة فعالة بيد الإدارة الأمريكية في حربها ضد ما يُسمى بمحور الممانعة وهي الدول والمنظمات المعارضة لسياستها في المنطقة وعلى رأسها إيران وسوريا وحزب الله.



ولكن ما هي الحرب الناعمة ؟

الحرب الناعمة هي هجوم على دولة أو منظمة باستخدام السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والمال والاعلام والاستخبارات والحرب السرية، من أجل القضاء على النظام الحاكم في الدولة المعارضة وتقويض اللاعبين من غير الدول.

و تفتح الحرب الناعمة مسارات جديدة للتأثير والنفوذ، وهي تستند إلى تغيير الأفكار والقيم والمعايير لدى المستهدف بما يسمح لقوة الهيمنة بإعادة إنتاج هوية ومصالح المستهدف بالشكل الذي يلائمه. وبالتالي فهي لا تستند الى القهر والزجر بل تعتمد على الجذب والإقناع وتحديد الأهداف.

هذه الحرب دائرة حالياً وتخوضها الولايات المتحدة بكل إمكاناتها وقدراتها الذكية وعلى جميع الجبهات المذكورة.

تستهدف هذه الحرب نقاط الضعف البنيوية في الدول المعارضة من تركيبتها الأثنية والدينية والمذهبية والقبلية الى إمكاناتها الاقتصادية والموارد الضرورية غير المتوافرة والاوضاع المالية الى العلاقات السياسية والدبلوماسية مع المجتمع الدولي ودول الاقليم وأوضاع الحريات والديموقراطية والثقافات والاوضاع الاجتماعية.

وبحسب الباحث الاستراتيجي أمين حطيط فإن الحرب الناعمة تقوم على 5 أسس هي التالية:

أولاً: العامل الذهني والفكري والوعي، وممارسته تكون عبر ضخ إعلامي ونفسي كبير لإقناع الخصم بأن منظومته الفكرية متخلفة وعليه أن يتركها ويتبع الآخرين، ويستطيع الخصم عبر التحول الفكري أن يجذب عناصر في المجتمع لتصبح أدوات له.

ثانياً: تأطير هذه الأدوات التي يؤثر عليها في خلايا تعمل ضد المجتمع التي هي منه، وتحدث خنادق داخلية تكون قابلة لإشعال الحرائق، فبعد تحضير البيئة يتم العودة إلى التاريخ لنبش الصراعات التاريخية والتي تشكل مادة لإشعال الصراع.

ثالثاً: بعد البحث بالتاريخ تضرم النار فيبدأ الصراع الداخلي.

رابعاً: مرحلة التآكل الذاتي، ويكون دور من يقود القوة الناعمة فقط منع إخماد النار وإشعال الأزمة، وكلما لاح حل في الأفق يعطله، ويمنع التقاء الفرقاء والحوار والدفع باتجاه القاتل وذلك لتدمير الذات بالذات.

خامساً: بعد أن تتآكل الذات ويصاب الجسم بالوهن تأتي القوة التي أدارت الحرب لتقيم النظام الذي تريد، وتصنع الكيان السياسي وتمنع الدولة من امتلاك الجيوش أو الوصول إلى أي مصدر من مصادر القوة وتحويلها الى مجتمع تابع فكرياً عقائدياً اقتصادياً وسياسياً.

وهي بحسب ما أشار إليه حطيط بحاجة إلى 3 عناصر:

1ـ قوة إعلامية قوية هائلة من أجل غسل الأدمغة.

2ـ قدرات مالية للمتابعة.

3ـ وجود عناصر رئيسية يتم استخدامها كصواعق للتفجير.

وإذا عدنا عقدين من الزمن للخلف نرى أن الاتحاد السوفياتي السابق قد انهزم في حرب كهذه وسقط وتفكك ولم تحن له الفرصة لاستخدام السلاح النووي ولا التقليدي للدفاع عن نفسه. وتتميز هذه الحرب بأنها غير مكلفة مثل الحرب العسكرية وأنها لا تلفت انتباه المواطن الاميركي الذي يتحسس لمقتل جنود وخسارة مئات المليارات من الدولارات، وهذا لا يحصل في الحرب الناعمة حيث تكون الكلفة المالية محدودة ويسهل تحملها.
ما هي سبل مواجهتها..؟

أول الامر لا بد من الاعتراف بوجودها، وتحديد محاورها، والخروج من دائرة ما إذا كان هناك مؤامرة أم لا، لأننا في حالة حرب، ومن ثم الانتقال من مرحلة ردود الفعل على الهجمات الناعمة الى العمل في ظروف هذه الحرب.

وبحسب الباحث حطيط فإن الحرب الناعمة تواجه كالتالي:

أولاً ـ بالمناعة الشعبية والعقائدية والدينية والعمل على تعزيز هذه المناعة، إذ أن “الشعب الملتزم دينياً لا يتفكك بالحرب النفسية.

ثانياً ـ العدالة الإجتماعية والمساواة لأنها تمنع الانفجار، وهي ضرورة من ضرورات إفشال القوة الناعمة”، و “لهذا السبب فإن أميركا فشلت عندما طبقت هذه الحرب أول مرة في ايران حيث كان كل المحللين ينظرون إلى أنها ستؤدي إلى تشظي إيران ولكن فوجئوا بثلاثة أمور:
أـ الالتزام العقائدي.
ب ـ مستوى العدالة والمساواة.
ج ـ حكمة القيادة في الاستيعاب لمنع التفجير.

ثالثاً ـ وعي القيادات ومراقبتها ووسائل الإعلام الهادفة إلى التصدي للعمل العدواني الذي يتغلغل في الصدور.

ويشار إلى أن الجهة المستهدفة الوحيدة التي تدرك أنها تتعرض لحرب ناعمة وتواجهها بخطط ظاهرة في أدائها هي ايران.

ومن اجراءات المواجهة الايرانية التكيف مع الحصار الدولي وخرقه ما أمكن وانشاء قاعدة صناعية وطنية وتسلح وطني وسياسة خارجية براغماتية تستند الى الايديولوجيا والمصلحة معا (ما تزال علاقات ايران مع قطر وتركيا مقبولة) والتنبه الى الاعلام وانشاء فضائيات متنوعة ومتعددة اللغات وابراز الاسهامات الثقافية والفنية (نذكر مسلسل يوسف الذي ترجم الى ست لغات والجوائز الدولية التي نالها مخرجون ومخرجات إيرانيون في السينما) والانجازات العلمية.

أما باقي الجهات التي تتعرض للحرب الناعمة فلا يبدو أنها تعترف بوجودها وتعد الخطط لمواجهتها.

فهل آن الأوان لجيل الصحوة الاسلامية أن يعي خطورة هذه الحرب وأبعادها ويستعد لمواجهتها بكل الوسائل والامكانات ..؟

القوة الناعمة الأمريكية آفاقها وتحدياتها

أصبح من الأمور المستقرة في الفكر السياسي المستقبلي أن مصادر قوة الدولة ومكونات نفوذها تتغير، وأن القوة العسكرية وحدها لم تعد تحقق سوى القليل، وأن للقوة في عالم اليوم مكونات متنوعة، عسكرية ودبلوماسية واقتصادية ومعنوية، تمنح الدولة القدرة على شق طريقها في العالم، وأن جوهر القوة يجسده ضغط سياسي ونفسي. وقد تكون الدولة قوية عسكرياً، لكن أساسها الداخلي متهافت، سياسياً واقتصادياً، وبالتالي لا يمكن اعتبارها قوية وقادرة في عالم تتنافس فيه القوى الدولية، على جبهات صراع اقتصادية وثقافية وسياسية وعسكرية. وعلى الرغم من التركيز على استخدام القوة الصلبة من جانب الدول باعتبارها وسيلة لها أولوية لضمان أمنها القومي، إلا أنه لا يمكن تجاهل التأثير المتزايد للقوة “الناعمة” على نظام العلاقات الدولية.

لم يعد ممكناً اليوم، التوسل بأساليب الاستعمار المباشرة، أو استعمال القوة الصلبة، فقد جاء الإعلام والسلطات الرمزية الأخرى لتأدية ذات الدور، أي “القدرة على تحقيق مردود في الشؤون الدولية من خلال الاستقطاب، أكثر مما يمكن تحقيقه عبر الإكراه البدني”. يقول جوزيف ناي: ” لقد أضحى من الصعب، في العالم المعاصر، استخدام العصا…إذ القوة العسكرية، على الرغم من ضرورتها كسياسة ردع وإكراه، فهي أصبحت صعبة جداً… وأصبحت الحرب أمراً جد مكلف من الناحية المادية…”، ناهيك عن المناهضة المتزايدة للحروب، والنفور المتزايد من استخدام القوة، أو محاصرة الدول والشعوب.

ارتبط تعريف القوة تاريخياً بـ”القوة في الحرب”، حيث اعتبرت عناصر مثل السكان، والأرض، والموارد الطبيعية، والقوة الاقتصادية، والاستقرار السياسي، والقوة العسكرية، هي المكونات الرئيسة لمفهوم القوة، فإذا كان لدى الدولة أسطول قوي وجيش مدرب بشكل جيد، وكذلك قوة ديمغرافية واقتصادية، فمن المحتمل أن تكون قادرة على إجبار أو إكراه، أو حتى رشوة جيرانها، ومن ثم دفعهم إلى الامتثال لأهدافها.

لكن حصر القوة في هذه العناصر قد قوبل بانتقادات، لاحظت أن امتلاك عناصر القوة السابقة قد لا يؤدي بالضرورة إلى الحصول على النتائج المرجوة، ومن ثم تمّ تقسيم القوة إلى: “صلبة” و”ناعمة” و “ذكية”.

مفهوم القوة (إطار نظري):

أ- القوة الصلبة (HARD-POWER) :

يشير جوزيف ناي إلى أن “القوة الصلبة” تعني القوة المشتركة السياسية والاقتصادية والعسكرية. “أي القوة في صورتها الخشنة التي تعني الحرب، والتي تستخدم فيها الجيوش، وهذه القوة تعني الدخول في مزالق خطرة، ونتائجها تكون في منتهى الخطورة على الدولة ذاتها، كما حدث مثلاً في الحرب العالمية الثانية مع اليابان وألمانيا النازية.

ويمكن للقوة الصلبة أن يكون لها أثر إيجابي على صورة الدولة على الصعيد الدولي، وعلى تعزيز قوتها الناعمة. كما هو الحال بالنسبة لاستخدام القدرات الاقتصادية لتقديم المساعدات الإنسانية للدول الفقيرة، والقوة العسكرية من خلال المشاركة في عمليات حفظ السلام. كما يمكن للقوة الصلبة أن يكون لها أثر سلبي على الدولة، يقوّض مصداقيتها، وبالتالي يشوّه صورتها الدولية، حينما تستخدمها في عمل غير شرعي على الساحة الدولية. يقول ناي: “إنه، وإن أمكن الوصول للأهداف من خلال القوى الخشنة، من استعمال القوة من قبل القوى الكبرى، إلا أنه قد يشكل خطراً على أهدافها وتطلعاتها الاقتصادية والسياسية، وحتى الثقافية”. لذا، فإن الولايات المتحدة “إن أرادت أن تبقى قوية، فعلى الأمريكيين أن ينتبهوا إلى قوتهم الناعمة”.

ب- القوة الناعمة(soft power):

شهد مفهوم “القوة الناعمة” صعوداً بعد نهاية الحرب الباردة، رغم أن ما يعبر عنه كان موجوداً قبلها وأثناءها، والذي يتجلى في استخدام أدوات الإقناع والاستمالة وليس الضغط والإكراه في إدارة العلاقات الدولية، كأدوات الدبلوماسية الشعبية وتوظيف الأبعاد الثقافية والتعليمية والإبداعية أو توظيف المعونات الاقتصادية والمنح الدراسية في إدارة العلاقات الخارجية. وقد انصبّ خطاب الرئيس أوباما في جامعة القاهرة في حزيران 2009 بعد توليه الرئاسة في هذا الاتجاه لتطوير العلاقة مع العالم الإسلامي.

حدد الأدميرال جوزيف ناي، وهو عميد في جامعة هارفارد، ورئيس سابق لمجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي، وكان مساعد وزير الدفاع في عهد إدارة كلينتون، حدد مفهوم القوة الناعمة، في كونها: “القدرة على الاستقطاب والإقناع…إذ بما أن القوة الخشنة تكمن في القدرة على الإجبار والإكراه، المتأتية من القوة العسكرية للدولة، أو من تفوق قدراتها الاقتصادية، فإن القوة الناعمة تتأتى من جاذبيتها الثقافية أو السياسية” أو الإعلامية، أو ما سواها.

ووفقاً لـ ناي تعرّف القوة الناعمة بأنها المقدرة على التأثير وعلى تشكيل خيارات “أو أفضليات” الآخرين، والقوة الناعمة مشتقة من ثقافة، وقيم، وإنجازات الدولة “أو الأمة” .

وعلى النقيض من القوة الصلبة، فإن “القوة الناعمة” تقوم على جذب المعارضين، لمثلك، وقيمك و ثقافتك الخاصة. ويرى جوزيف ناي، أن كلا النوعين من القوة مهم، لكن الجذب أرخص بكثير من الإجبار. ولا تعني القوة الناعمة أن أدوات القوة الصلبة تختفي، لكن القوة الناعمة لها لحظتها المناسبة، وهي في الغالب تعمل في إطار من التبادل والتوافق مع أدوات القوة الصلبة الاقتصادية والسياسية والعسكرية. وإلا كانت النعومة مرادفة للضعف والعجز، فلا تكون بذلك خياراً بل تكون اضطراراً، وهو ما يفقدها في الغالب قوتها حتى في بعدها الرمزي، فتندرج تحت بند العلاقات العامة ، لا العلاقات السياسية بمعناها المركب، وتنأى عن العلاقات الدولية بالمفهوم العلمي الدقيق.

وبذا، فإن مفهوم القوة الناعمة ليس مفهوماً ثابتاً بل تتغير القوة الناعمة بتغير وسائط وأدوات التأثير الثقافي وتحولاتها النوعية في ظل تحولات مفهوم المكان والجغرافيا، كما قد تزيد وتنقص حسب رصيد رأس المال الأخلاقي للدولة التي تريد أن تلعب دور النموذج المحتذى، وكذا رأس المال الحقيقي الذي تستثمره الدولة في هذا المجال من مخصصات وموازنات فيمكّنها من ممارسة النفوذ والتأثير، أو تبخل به لأسباب توازنات انتخابية أو تحالفات حزبية فتضعف، أو تهدره بالكلية فتفقد أدوات هامة في تحقيق مصالحها في الممارسة السياسية الإقليمية والدولية، ويبدو الأمر جلياً في الأزمات حين ينكشف القصور.

القوة الناعمة إذن إنما تتلخص “في القدرة على الاحتواء الخفي والجذب اللين، بحيث يرغب الآخرون في فعل ما ترغب به القوة المهيمنة، من دون حاجة إلى اللجوء إلى استخدام القوة، أو بما يغني عن استخدام سياسة العصا والجزرة“.

بالتالي، يقول ناي، فالقوة الناعمة أفضل بكثير، خاصة وأن التجربة أثبتت نجاعتها ومدى تأثيرها: فـ “الجماهير السوفييتية كانت تشاهد الأفلام، وتتمثل خلفياتها السياسية، وعبرها استطاعت ذات الجماهير، معرفة أن الناس بالغرب لا تقف في طوابير لاقتناء الطعام، ويقيمون في مساكن مستقلة، ولديهم سياراتهم الخاصة”.

ولبناء القوة الناعمة، تعتمد الدول على ثلاثة مصادر:

- الثقافة: وهي القيم والممارسات التي تضفي معنى ما على أي مجتمع، وتتجسد في الأدب والفن والإعلام.

تمتلك الولايات المتحدة نفوذاً وتأثيراً في عالمنا الراهن مستفيدة من شيوع اللغة الإنكليزية، سواء في لغة التخاطب اليومي، أم لغة التجارة والأعمال، وهناك اليوم عشرات الملايين، إن لم نقل مئات الملايين من البشر يأكلون ويلبسون على الطراز الأمريكي، ويستمعون الأغاني الأمريكية ويشاهدون الأفلام الأمريكية. كما أن هناك اليوم مئات الملايين من البشر ممن يستخدمون الحواسيب والبرمجيات الإلكترونية الأمريكية، ويتكلمون الإنكليزية باعتبارها لغة التقنيات والأعمال وتداول العملة، هذا دون أن نتحدث عمن يقرؤون الآداب ويطلعون على الأفكار ويتابعون الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الأمريكية. وبالتالي، فإذا كانت القوة الصلبة تنبع أساساً من القدرات العسكرية والاقتصادية، “فإن القوة الناعمة تتأتى من جاذبية النموذج، وما يمتلكه من قدرة التأثير والإغراء للنخب والجمهور على السواء”. فحينما تبدو السياسة الأمريكية مقبولة ومشروعة في أعين الآخرين، على ما يقول ناي، “يتعاظم دور القوة الناعمة أكثر، وبموازاة ذلك، تتراجع الحاجة إلى استخدام القوة العارية. وعلى العكس من ذلك، فكلما تضخم استخدام القوة الإكراهية، وضعفت شرعية مثل هذا الاستخدام، يتضاءل معها النفوذ الثقافي والسياسي والتجاري، وكل ما يدخل ضمن دائرة القوة الناعمة”.

- القيم السياسية: مثل حرية الصحافة، وقدرة الفرد على انتقاد حكومته.

- السياسة الخارجية: وهي مكون هام من مكونات القوة الناعمة. فاتباع سياسات خارجية مصممة بشكل جيد سيدفع الدول الأخرى إلى أن تحذو حذو الدولة التي تستخدم القوة الناعمة. وتعد الدبلوماسية العامة- القاعدة الأساسية، لمفهوم “القوة الناعمة”، إضافة إلى التجارة والمساعدات الاقتصادية للدول الأجنبية. ويرى البعض، أن تصميم وتنفيذ الثورات الـ “مخملية”، و” الملونة، مظهر من مظاهر “القوة الناعمة”. فمن خلال الدبلوماسية العامة يمكن النفاذ إلى قلوب وعقول ونفوس الناس، والتأثير على الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة.

أخذ مفهوم القوة الناعمة يحظى باهتمام واسع، بسبب قدرة هذه القوة على التأثير في عالم اليوم، وتنوع استخدامها، من وسائل الضغط الاقتصادي والدبلوماسي والنفسي، إلى أساليب الإغراء والجاذبية، من الفنون على اختلافها، بما فيها الأدب والمسرح والسينما المبهرة.

في هذا المضمار، يبرز اهتمام الكاتب والمفكر جوزيف ناي، وهو اهتمام متصل تتوالى نماذجه في كتاباته في كبريات الصحف، وفي كتابة القوة الناعمة، إذ إنه يضيف المعلومات، بوصفها قوة، إلى مصادر قوة الدولة، ويقول إن قوة المعلومات متاحة الآن لجزء كبير ومتزايد من سكان العالم، فالتقدم التكنولوجي أدى إلى خفض كبير للغاية في تكلفة انتقال المعلومات واستخدامها، بما جعل تدفقها سلساً.

وقد تعرض مفهوم “القوة الناعمة” لانتقادات عديدة، من بينها: أنه مفهوم شديد العمومية، كما أنه من الصعب تحديد الآثار التي تنتجها القوة الناعمة، علاوة على أن القوة الصلبة، من وجهة نظر الواقعيين، تظل الأكثر تأثيراً في العلاقات بين الدول والأحداث الجيوبوليتيكية. ودفعت هذه الانتقادات جوزيف ناي إلى تطوير مفهوم آخر للقوة هو “القوة الذكية”.

ج- القوة الذكية(Smart Power ):

وهي عبارة عن مزيج من القوة الصلبة والقوة الناعمة. أي الربط بين التسامح والشدة. ويقبل تعبير القوة الناعمة كثيراً من التسامح، بينما تقبل القوة الذكية بعض التشدد.

و تعني القوة الذكية لدى (أرميتاج) و (ناي) الدمج بين القوة الصلبة (Hard Power) وبين القوة الناعمة (Soft Power). فمن خلال الجمع بين هاتين القوتين اللتين يطلق عليهما القوة الذكية ستتمكّن الولايات المتحدة من التعامل مع التحديات العالمية؛ حيث يوجد عدد من التحديات التي تواجهها واشنطن ليست ذات طبيعة عسكرية كصعود الصين التي حسب رأي الكاتبين تبني محطتي كهرباء تُداران بالفحم كل أسبوع، فالقوة العسكرية لن تفيد في التعامل مع تحديات من هذا النوع، ولكن التكنولوجيا الأمريكية المتطورة من الممكن أن تجعل الفحم الصيني نظيفاً، والذي سيصبّ في حماية البيئة، وفتح أسواق جديدة أمام الصناعات الأمريكية، وهو ما أكّد عليه وزير الدفاع الأمريكي (روبرت نجيتس) في خطابه في 26 نوفمبر 2007، حيث قال: “إن القادة الأمريكيين أدركوا أن طبيعة الصراعات تحتاج منهم تطوير القدرات والمؤسسات الأساسية (غير العسكرية)”.



تراجع دور القوة الصلبة:

نظراً لضخامة حجم القوة لدى بعض الدول ومن ثم شعورها المفرط بهذه القوة، فقد ألفت التعويل على عضلاتها العسكرية ونفوذها السياسي والاقتصادي أكثر من انتهاج لعبة المساومات السياسية أو التمرس على فنون السيطرة الخفية والناعمة باستخدامها في كل وقت وحين. وعلى هذا الأساس نفهم كثرة لجوء الساسة الأمريكيين إلى التدخلات العسكرية والمبالغة في إشهار السلاح في وجه الخصوم والأعداء أو من تعتبرهم مارقين وأشرار. بل إن شعورها بمثل هذا التفوق قد غذى عندها شعوراً عميقاً بالقدرة على هندسة أوضاع العالم وتشكيل أحوال الشعوب والأمم بقوة السلاح وفي مختلف مناطق العالم بما ينسجم مع رؤيتها ومصالحها الخاصة.

وقد وظفت الولايات المتحدة الأمريكية قوتها الاقتصادية والعسكرية، غير المسبوقة تاريخياً، لبسط نفوذها على العالم، ليس فقط بتفوقها الصناعي والتكنولوجي والعلمي، ولكن أيضاً بفضل قوة تسلحها وضخامة جيشها.

ولن يتراجع الأمريكيون عن خياراتهم العسكرية غالباً إلا بعد أن يذهبوا بعيداً في استخدام قوتهم النارية وتجريب ما بحوزتهم من أسلحة ومخططات حربية شتى من التكتيكات الحربية والأسلحة، ثم بعد أن يواجهوا بقوة مضادة ومؤلمة تضطرهم إلى التسليم بمحدودية القوة وجدوى الجنوح إلى السلم والمساومات السياسية وهذا ما بيّنته فعلا تجربة اجتياح فيتنام وما تؤشر عليه عملية اجتياح العراق بالنسبة لأمريكا، وأفغانستان بالنسبة لروسيا.

وحسب ناي، فإن هناك خمسة تحولات دولية ساهمت في تراجع دور القوة الصلبة أو على الأقل قلّلت من فاعليتها، تمثلت في:

أولاً: الاعتماد الاقتصادي المتبادل والذي جعل من الصعب استخدام القوة في صورتها القهرية، لما يمثله ذلك من خطر على النمو الاقتصادي والمصالح المالية.

ثانياً: أن الفاعلين غير القوميين، وكذلك الشركات متعددة الجنسية، والمنظمات الدولية سواء الحكومية أو غير الحكومية، وحتى الجماعات الإرهابية، أصبحت قادرة على ممارسة أنواع من القوة كانت مقصورة في السابق على الدول القومية.

ثالثاً: أن انبعاث النزعات القومية قد صعّب كثيراً من استخدام القوة، فعلى سبيل المثال، كانت بعض المواقع العسكرية الصغيرة قادرة على إدارة إمبراطورية مثل الإمبراطورية البريطانية، لكن في الوقت الحاضر، فإن الولايات المتحدة، على سبيل المثال، وجدت أنه من الصعب إخضاع العشائر الصومالية أو تهدئة الوضع في العراق، حتى مع زيادة عدد قواتها.

رابعاً: ساهم انتشار التكنولوجيا، خاصة في مجال تطوير الأسلحة النووية، والأسلحة التي تطبق تكتيكات غير متماثلة، في تعادل قوة الأطراف في أرض المعركة، بغضّ النظر عن الاختلافات الحقيقية في القوة بينهما.

خامساً: التغير الحادث في القضايا السياسية، أو بعبارة أخرى قضايا العلاقات الدولية، جعل القوة العسكرية أقل قدرة على حل المشكلات المعاصرة، فامتلاك أقوى جيش لن يحلّ على سبيل المثال قضايا مثل الفقر والتلوث أو انتشار الأوبئة، كما أن استخدام القوة العسكرية أصبح مكلفاً جداً مقارنة بما كان في القرون الماضية.

هذه التحولات الخمسة دفعت “ناي” إلى طرح مفهومه عن “القوة الناعمة” والتي تعني “قدرة دولة معينة على التأثير في دول أخرى وتوجيه خياراتها العامة، وذلك استناداً إلى جاذبية نظامها الاجتماعي والثقافي ومنظومة قيمها ومؤسساتها، بدلا من الاعتماد على الإكراه أو التهديد”.

القوة الناعمة الأمريكية:

على الرغم من أن جوزيف ناي هو الذي ابتكر مصطلح القوة الناعمة، في بداية التسعينات، إلا أن أصول هذا المفهوم تعود لحقبة الولاية الثانية لفرانكلين روزفلت (1937-1941). فقد أدرك روزفلت أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تشعر بأمان تام إلا عبر كسب تأييد شعوب الدول الأجنبية والتواصل معها .

وهذا أدى إلى تأسيس وكالة المعلومات الأمريكية وإذاعة صوت أمريكا، ولاحقاً مؤسسات السلام في عهد جون كينيدي (1962).

في بداياتها، قدمت القوة الناعمة الأمريكية نفسها على شكل سلع وخدمات (كوكاكولا، كاديلاتك هوفرز، وأفلام هوليوود)، وهذه السلع والخدمات سلطت الضوء، ببراعة ونجاعة، على فضائل الشركات والثقافة الأمريكية. وفي أزمات أقرب، باتت موسيقا الروك، ووجبات ماكدونالدز السريعة، وسراويل ليفيز الجينز، ومقاهي ستاربكس، وقنوات ال”سي .إن .إن”، تحمل رسالة مماثلة للعالم خارج حدود الولايات المتحدة .

وقد استفادت أمريكا من شيوع اللغة الإنكليزية، سواء كلغة التخاطب اليومي، أم كلغة للتجارة والأعمال، بحكم وراثتها للإمبراطورية البريطانية، التي خلفت بصماتها اللغوية في مواطن كثيرة من العالم”. كما أسهمت ثورة تكنولوجيا الإعلام والاتصال، والتقدم التكنولوجي، في إعطاء الشركات ومؤسسات الإعلام والثقافة الأمريكية، سبقاً على حساب غيرها من الأمم الصناعية.

إلا أن تأثير هذه القوة الضخمة الكبير، بدأ يتقلص، منذ إدارة جورج بوش الابن، مما أدى إلى كراهية الأمريكيين، بما في ذلك منظومة قيمهم وثقافتهم العامة، وحتى شركاتهم التجارية، ناهيك، عن عمق الأزمة التي باتت تعانيها على صعيد شرعيتها السياسية والأخلاقية، بما في ذلك في الدول المصنفة ضمن دائرة الحلفاء والأصدقاء.

وقد أظهرت العديد من الاستطلاعات أن ثمة امتعاضاً واسعاً وعميقاً من المثل الأمريكية، وتراجعاً في انتشار الأفكار الأمريكية عبر العالم، رغم أن التكنولوجيا والثقافة الشعبية الأمريكية لا تزال تحظى بإعجاب في عدد كبير من الدول.

تراجع فعالية القوة الناعمة الأمريكية:

لقد أدت السياسات التي انتهجتها الولايات المتحدة الأمريكية عقب هجمات 11 سبتمبر، وخاصة اعتمادها بشكل أساسي على موارد القوة الصلبة، إلى تراجع فعالية القوة الناعمة، ومن ثم إضعاف النفوذ لأمريكي على الساحة العالمية، فقد جاء القرار الأمريكي بالحرب في العراق مخالفاً لرغبات العديد من حلفائها، وغير متوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي.

وطبقاً لجوزيف ناي، فإن الولايات المتحدة “لم تعط اهتماماً كافياً لقضايا الشرعية والمصداقية في سياساتها تجاه العراق”، ومن ثم كان من الطبيعي أن تظهر استطلاعات الرأي تراجعاً كبيراً في القوة الناعمة الأمريكية.

علاوة على ذلك، فقد رفعت الولايات المتحدة، في إطار حربها على “الإرهاب”، شعار “الغايات تبرر الوسائل”، فلم توفر الإجراءات القانونية الواجبة في قضايا مثل سجن أبو غريب، ومعتقل غوانتانامو، ما قوّض دعاوى أمريكا بالتزامها بالأخلاق، حيث جاءت هذه الأفعال متعارضة بشكل مباشر مع القيم التقليدية الأمريكية الخاصة بالحرية، وحقوق الإنسان، وسيادة القانون.

وأسهمت سياسات الولايات المتحدة تجاه قضية البيئة بدورها في تقليص القوة الناعمة الأمريكية. كل هذه الأسباب أدت إلى إضعاف شرعية الولايات المتحدة، التي تعتبر العنصر الرئيسي للقوة الناعمة.

تحديات أمام القوة الناعمة الأمريكية:

تواجه القوة الناعمة الأمريكية تحديات هائلة جرّاء الانتشار الهائل للقنوات التلفزيونية الفضائية وبروز صناعة السينما على المستويات الإقليمية والمحلية “مثل سينما بوليود الهندية” .

إن نمو وانتشار القنوات الفضائية عالمياً، لم يزد كثيراً من فرص إنهاء الاحتكار والهيمنة الأنكلو- أمريكية على الأخبار التلفزيونية، بيد أن ذلك لم يتحقق كما كان مفترضاً بسبب التكلفة الباهظة لإنتاج وتحرير الأخبار التلفزيونية، ولكن هذا الأمر تغير مع تدشين عمل “قناة الجزيرة” عام 1996 ، فالتمويل السخي الذي تقدمه قطر للقناة التي تتخذ الدوحة مقراً لها، مكّنها من منافسة القنوات الإخبارية العالمية مثل ال”سي .إن .إن” و”فوكس نيوز ، غير أنها بدأت تفقد موضوعيتها في تعاطيها مع الثورات العربية .

فرض الهيمنة ومعاقبة قوى المقاومة والممانعة:

إن أهم أدوات القوة الناعمة التي تستخدمها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، تكمن في “الفكرة الديمقراطية”. إلا أن المفارقة هنا، أن معظم المشروعات الأمريكية في المنطقة العربية، لم يكن همّها الإصلاح السياسي المباشر، بل فرض الهيمنة ومعاقبة قوى المقاومة والممانعة.

ينطلق صنّاع القرار الأمريكي من تصوّر مفاده أن الصورة المشوهة والشائنة للولايات المتحدة، إنما تروّج لها جهات معادية، ووسائل إعلام متحيزة. بالتالي، فيكفي “أن يتم استخدام وسائل الدعاية على الوجه الأكمل وتحسين الدبلوماسية العامة، حتى تتجلى صورة أمريكا على حقيقتها، باعتبارها قوة نبل وخير، تنشد مصلحة المجتمعات ورقيها”.

من هنا، وتناغماً مع هذا الاعتقاد، شددت الإدارات الأمريكية المتعاقبة، على دورها “الترشيدي والتمديني”، وعمدت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إقامة محطات إذاعية وتلفزيونية، كالحرة، وسوا، وقامت برشوة صحفيين لتلميع صورتها, وخلقت جامعات، وموّلت “مراكز بحوث” عربية، للترويج لهذا التصوّر مباشرة أو بالمضمر.

لكن كل ذلك لم يثمر الشيء الكثير، لأن مستويات الغضب والكراهية متجذرة في المخيلة العربية خاصة مع ما رآه ويراه العالم، من عمليات تقتيل وتدمير واستهتار بالعرب.



أمريكا واستعادة “القوة الذكية“:

إن الولايات المتحدة بحاجة إلى إعادة استكشاف الكيفية التي تستطيع بها أن تتحول إلى “قوة ذكية”. كانت هذه هي الخلاصة التي انتهت إليها اللجنة الحزبية الثنائية التي اشترك جوزيف ناي في رئاستها مؤخراً مع ريتشارد أرميتاج نائب وزير الخارجية السابق في إدارة بوش. ولقد تألفت لجنة “القوة الذكية”، التي شكلها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، من أعضاء جمهوريين وديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي، وسفراء سابقين، وضباط عسكريين متقاعدين، ورؤساء منظمات غير ساعية إلى الربح. ولقد انتهت اللجنة إلى خلاصة مفادها أن الصورة الأمريكية والنفوذ الأمريكي قد انحدرا في غضون السنوات الأخيرة، وأن الولايات المتحدة لابدّ وأن تتحول من تصدير الخوف إلى بثّ التفاؤل والأمل.

المزيد من المال والجهد لتنمية “القوة الناعمة“

وقد دعا وزير الدفاع السابق روبرت غيتس حكومة الولايات المتحدة إلى تكريس المزيد من المال والجهد لتنمية “القوة الناعمة”، بما في ذلك الدبلوماسية، والمساعدات الاقتصادية، والاتصالات، وذلك لأن المؤسسة العسكرية وحدها غير قادرة عن الدفاع عن المصالح الأمريكية في كافة أنحاء العالم. كما أشار غيتس إلى أن إجمالي الإنفاق العسكري يبلغ ما يقرب من نصف تريليون دولار أمريكي سنوياً، مقارنة بميزانية وزارة الخارجية التي لا تتجاوز 36 مليار دولار. ولقد أقرّ بأنه من الغريب أن يلتمس غيتس من حكومته تخصيص المزيد من الموارد لوزارة الخارجية، وعزا ذلك إلى أن العالم لا يعيش زمناً طبيعياً.

تتلخص القوة الذكية كما أشرنا، في القدرة على الجمع بين القوة الصارمة وقوة الجذب الناعمة في استراتيجية واحدة ناجحة. وبصورة عامة، كانت الولايات المتحدة ناجحة في التوصل إلى هذه التركيبة أثناء الحرب الباردة. بيد أن السياسة الخارجية التي تنتهجها الولايات المتحدة اليوم أصبحت تميل إلى الإفراط في الاعتماد على القوة الصارمة، وذلك لأنها تمثل أكثر مصادر القوة الأمريكية مباشرة ووضوحاً.

الاعتراف بحدود القوة

ولكن رغم أن وزارة الدفاع تمثل الذراع الأفضل تدريباً والأوفر مورداً، إلا أنه كما يقول ناي: لابدّ وأن نعترف بوجود حدود لما يمكن إنجازه من خلال القوة الصارمة وحدها. ومما لا شك فيه أن “الديمقراطية”، و”حقوق الإنسان”، و”تنمية المجتمع المدني” كلها غايات لن تتأتى ولن تتحقق تحت تهديد السلاح… لا نستطيع أن ننكر أن المؤسسة العسكرية الأمريكية تتمتع بقدرة هائلة فيما يتصل بالعمليات العسكرية، ولكن الركون إلى وزارة الدفاع في كل الأمور بدعوى قدرتها على إنجاز الأمور، لابدّ وأن يؤدي إلى تكوين صورة لسياسة خارجية أمريكية مبالغ في عسكرتها.

إن الحكومة الأمريكية كثيراً ما تهمل الجهود الدبلوماسية والمساعدات الخارجية أو تقتّر في تمويلهما، ويرجع بعض السبب وراء ذلك إلى صعوبة إظهار تأثير هذين العاملين على المدى القريب في التحديات الحرجة. فضلاً عن ذلك ، فإن استخدام القوة الناعمة ليس بالأمر السهل، لأن العديد من مصادر القوة الناعمة الأمريكية تقع خارج نطاق سلطات الحكومة الأمريكية، أو بمعنى أدق في القطاع الخاص والمجتمع المدني، وفي التحالفات الثنائية، والمؤسسات التعددية، والاتصالات الدولية. بالإضافة إلى ذلك ، فإن مؤسسات السياسة الخارجية الأمريكية تعاني من الانقسام والتشتت، ولا توجد لدينا آلية وافية لتنمية وتمويل ستراتيجية القوة الذكية.

الولايات المتحدة تصدّر الخوف:

ويشير ناي إلى أن التأثيرات التي خلفتها الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من أيلول 2001 كانت سبباً في انحراف أمريكا عن المسار الصحيح. ففي أعقاب تلك الهجمات أصبحت الولايات المتحدة تصدّر الخوف والغضب بدلاً من القيم التقليدية المتمثلة في الأمل والتفاؤل. بل لقد تحول خليج غوانتانامو إلى رمز عالمي أقوى من تمثال الحرية.

مبدأ جديد محل “الحرب ضد الإرهاب“

وخلصت لجنة القوة الناعمة التي تشكلت بواسطة مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن “الإرهاب” يشكل خطراً حقيقياً ومن المحتمل أن يستمر لعقود من الزمان، إلا أنها أشارت إلى أن الإفراط في الاستجابة للاستفزازات الإرهابية من شأنه أن يلحق الضرر بالولايات المتحدة على نحو يعجز عنه “الإرهابيون” أنفسهم.. إن النجاح في الكفاح ضد الإرهاب يتطلب إدارة السياسة الخارجية الأمريكية وفقاً لمبدأ وسط جديد يحل محل مبدأ “الحرب ضد الإرهاب”.

يتلخص هذا المبدأ الجديد في التعهد بالاستثمار في توفير السلع العامة العالمية التي تحتاج إليها الشعوب والحكومات في كافة أنحاء العالم ولكنها تعجز عن الحصول عليها بدون زعامة الولايات المتحدة وبمساعدة منها. وبهذا فقط تستطيع الولايات المتحدة أن تعيد البناء الذي تحتاج إليه في التعامل مع التحديات العالمية القاسية.

وقد أوصت لجنة القوة الذكية بتركيز السياسة الخارجية على خمس نقاط:

- استعادة دور التحالفات، والشراكات، والمؤسسات التعددية التي انزلق أغلبها إلى الفوضى في الأعوام الأخيرة بسبب التوجهات الأحادية.

- إعلاء دور التنمية الاقتصادية لمساعدة الولايات المتحدة في التوفيق بين مصالحها ومصالح الشعوب الأخرى في كل أنحاء العالم، بداية ً بمبادرة كبرى خاصة بتنمية الصحة العامة على مستوى العالم.

- الاستثمار في الدبلوماسية العامة التي تركز بصورة أقل على الأضواء الإعلامية وتهتم بالاتصالات المباشرة، والتعليم، وأشكال التبادل المختلفة التي تضم المجتمع المدني وتستهدف الشباب بصورة خاصة.

- مقاومة النـزوع إلى فرض إجراءات الحماية ودعم المشاركة المستمرة في الاقتصاد العالمي، وهو الأمر الذي يشكل أهمية كبرى للنمو والرخاء في الداخل والخارج، مع الحرص على إشراك أولئك الذين تُركوا وراء الركب بسبب التغيرات التي أحدثها الاقتصاد الدولي المفتوح.

- العمل على إيجاد وتشكيل الإجماع العالمي وتنمية التقنيات الإبداعية اللازمة للتعامل مع التحديات العالمية المتصاعدة الأهمية في مجالي أمن الطاقة وتغير المناخ.

إن تطبيق هذه الاستراتيجية المعتمدة على القوة الذكية يتطلب إعادة التقييم استراتيجياً لكيفية تنظيم وتنسيق وتمويل الحكومة الأمريكية.

ويرى ناي أن كل هذا يتطلب قدراً لا يستهان به من الإبداع والابتكار، ولكن الولايات المتحدة كانت في الماضي قوة ذكية، وتستطيع أن تتحول إلى قوة ذكية من جديد.

الحـــرب الناعمــــة

(ماهيتها واستخداماتها)

أولاً: تعريف الحرب الناعمة ومصادرها ومواردها

عرف ناي القوة الناعمة بأنها ” القدرة على الحصول على ما تريد عن طريق الجاذبية بدلاً عن الإرغام، وهي القدرة على التأثير في سلوك الآخرين للحصول على النتائج والأهداف المتوخاة بدون الاضطرار إلى الاستعمال المفرط للعوامل والوسائل العسكرية والصلبة، وهذا ما حصل مع الاتحاد السوفياتي حيث تم تقويضه من الداخل، لأن القوة لا تصلح إلا في السياق الذي تعمل فيه، فالدبابة لا تصلح للمستنقعات، والصاروخ لا يصلح لجذب الآخرين نحونا(1).

وقد اقتبس الكاتب جوزيف ناي ثنائية الصلب والناعم من التقسيم المعروف لتكوين أجهزة أو قطع الكومبيوتر الذي يتألف من أدوات ناعمة software وأدوات صلبة hardware ، فهذا التقسيم راج في التسعينات على أثر انتشار الكومبيوتر والانترنت ..

وقد أفرد قسما خاصا لعنوان ” الطبيعة المتغيرة للقوة ” وعلاقات وتوازنات القوة على المسرح الدولي، وتوصل إلى أهمية وضرورة تكامل القوة الناعمة إلى جانب القوة الصلبة، لما للقوة الناعمة من ميزات وخصائص تفوق عائدات القوة الصلبة، وسرد لتأثيرات وميزات الحرب الناعمة خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية، وشرح للتكاليف الباهظة التي تدفع في حالة الحرب الصلبة على ضوء مجموعة من المتغيرات أبرزها عدم ردعية السلاح النووي للمجموعات المسلحة المسماة ” إرهابية “، حيث ان السلاح النووي أصبح كالعضلات المربوطة، ولا يمكن استعماله لأسباب دولية وعملية إلا في الحالات الاستثنائية جداً ويكفي للاستدلال على ذلك خسارة أميركا للحرب ضد فيتنام بالرغم من امتلاكها للقدرات النووية، كما أن توسع انتشـــار تكنولوجيا الاتصال والإعلام، وما سماها “عولمة وديمقراطية المعلومات” ورخصها وتوفرها بسهولة ويسر في السوق العالمي، ويقظة المشاعر القومية والدينية، كـل هذه العوامل قوّضت من قدرة الدول الكبرى على منع التنظيمات الإرهابية من امتلاك هذه الوسائل واستخدامها للتسبب في إحداث الدمار للغرب، والنموذج الأكثر وضوحا لهذا الوضع الجديد أحداث 11 أيلول2001..

كما تحدث عن مصادر قوة أميركا الناعمة وقوة الآخرين الناعمة (أي أعداء أميركا أو منافسيها على الحلبة الدولية)، وعن البراعة في استخدام القوة الناعمة، وأخيرا القوة الناعمة وسياسة أميركا الخارجية، وقد أغفل الكاتب عن قصد ذكر التطبيقات السرية للقوة الناعمة في حالات الحرب والمواجهات العسكرية، لان هذه المخططات ستبقى طــــي الكتمان في أروقة البنتاغون والمخابرات المركزية الأميركية ما دام إنها في صلب المواجهة الدائرة حاليا مع إيران وقوى المقاومة والممانعة في المنطقة.. وبالرغم من محاولته إخفاء هذه المخططات لكنها أفلتت منه في ثنايا بعض النصوص والعبارات في مطاوي الكتاب .

ثانياً: موارد ومصادر الحرب الناعمة

حدد جوزيف ناي المنظّر الأول لمصطلح القوة الناعمة هذه الموارد بثلاثة محاور: القيم والمؤسسات الأميركية/ جاذبية الرموز الثقافية والتجارية والإعلامية والعلمية الأميركية / وصورة أميركا وشرعية سياساتها الخارجية وتعاملاتها وسلوكياتها الدولية.

كما حدد ناي مصادر القوى الناعمة بأنها: مصانع هوليـــود وكل الإنتاج الإعلامي والسينمائي الأميركي / الطلاب والباحثين الأجانب الوافدين للدراسة في الجامعات والمؤسسات التعليمية، فهم سيشكلون جيوش يحملون معهم آلاف النوايا الطيبة والودائع الحسنة عندما يعودون إلى بلدانهم وأوطانهم ويتقلدون المراكز والمواقع العليا وسيصبحون سفراء غير رسميين لخدمة أميركا / والمهاجرين ورجال الإعمال الأجانب العاملين في السوق الأميركي وقطاع الأعمال/ شبكات الانتــــرنت والمواقع الأميركية المنتشرة في الفضاء الالكتروني/ برامج التبادل الثقافي الدولي والمؤتمرات الدولية التي ترعاها وتشارك في تنظيمها أميركا / الشركات الاقتصادية العابرة للقارات / الرموز والعلامات التجارية مثل كوكا كولا وماكدونالدز وغيرها.

وبالإجمال ترتكز القوة الناعمة على كل المؤثرات الإعلامية والثقافية والتجارية والعلاقات العامة، وكل مورد لا يدخل ضمن القدرات العسكرية المصنفة ضمن القوة الصلبة.

في حين ركز الباحث الاستراتيجي الأميركي جون كوللينز على الموضوع الإعلامي والثقافي في تعريفه وتحديده لموارد الحرب الناعمة بقوله ” الحرب الناعمة عبارة عن استخدام الإعلام والتخطيط للتأثير على ثقافة العدو وفكره بما يخدم حماية الأمن القومي الأميركي وتحقيق أهدافه وكسر إرادة العدو” .

ثالثا: الفــرق بين الحرب الناعمة والحرب النفسية والدعاية

عرفت الحرب النفسية والدعاية بأكثر من 100 تعريف، اخترنا منها تعريفين يعبران عن هذه التعاريف لجهة الإحاطة والشمولية، التعريف الأول هو التعريف الضيق ذا الطابع التقني البحت أوردته الموسوعة العسكرية للحرب النفسية بالقول” الحرب النفسية هي مجموعة من الإعمال التي تستهدف التأثير على أفراد العدو بما في ذلك القادة السياسيين والأفراد غير المقاتلين بهدف خدمة غرض مستخدمي هذا النوع من الحرب “.

والتعريف الثاني للباحث الدكتور فخري الدباغ وهو الموسع بأنها ” شن هجوم مبرمج على نفسية وعقل العدو سواء كان فرد أو جماعة لغرض إحداث التفكك والوهن والارتباك فيهما وجعلهما فريسة مخططات وأهداف الجهة صاحبة العلاقة مما يمهد للسيطرة عليها وتوجيهها إلى الوجهة المقصودة ضد مصلحتها الحقيقية أو ضد تطلعاتها وآمالها في التنمية أو الاستقلال أو الحياد أو الرفض(2) .

أما أساليب وتكتيكات الحرب النفسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية   الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية Emptyالجمعة مايو 10, 2013 9:30 pm

الهوامش :

1- Global Trends 2025: Transformed World ، National Intelligence Council،

November 2008.

2- Roger C. Altman and Richard N. Haass، American Profligacy and American Power، Foreign Affairs، Nov/Dec2010، Vol. 89، Issue 6.

3- Joseph S. Nye، The Future of American Power، Foreign Affairs، Nov./Dec. 2010، vol. 89، Issue 6.

4- Robert D. Kaplan، Center Stage for the 21st Century، Foreign Affairs، March/April 2009، Volume 88، Number 2.

5- Global Trends 2025: Transformed World، op.cit.

6- Robert A. Pape، Empire Falls، National Interest، January 22، 2009.

7- Fareed Zakaria، The Future of American Power: How America Can Survive the Rise of the Rest، Foreign Affairs، May/June 2008، vol. 87، No. 3.

8- Joseph S. Nye، The Future of American Power، op.cit.

9- Ibid.

10- يمكن الرجوع إلي نص استراتيجية إدارة أوباما للأمن القومي الأمريكي لعام 2010 على الرابط التالي:

http://www.whitehouse.gov/sites/default/files/rss_viewer/national_security_strategy.pdf

11 – Robert M. Gates، Helping Others Defend Themselves، Foreign Affairs، May/June 2010، Vol. 89، Nor .3

12 – Hillary Rodham Clinton، Leading Through Civilian Power، Foreign Affairs، Nov/Dec2010، Vol. 89، Issue .6

13 – Stephen G.Brooks and William C. Wohlforth، Reshaping the World Order، Foreign Affairs، March/April 2009، Volume 88، Number .2

14 – وقد كان هذا الدور هو محور مقالة وزيرة الخارجية الأمريكية بمجلة الشئون الخارجية، والتي فصلت فيه عن الدور التنموي والإنساني الذي تقوم به السفارات الأمريكية، لاسيما في مناطق النزاعات الدولي، والدول الهشة.

- Hillary Rodham Clinton، Leading Through Civilian Power، Op.Cit.

15 – عمرو عبد العاطي، آمال معقودة على الديمقراطيين لانتقال أميركا من العسكرة إلى القوة الذكية، صحيفة الحياة، 13 نوفمبر 2008 .

16 – لمزيد من المعلومات، يمكن الرجوع إلى:

- عمرو عبد العاطي، الأمن القومي الأمريكي. لا تغيير كبيرا في الاستراتيجية، مجلة آفاق المستقبل، العدد (Cool، ص 100 – 103 .

- الثابت والمتغير في استراتيجية الأمن القومي الأميركي، صحيفة الحياة، 23 يوليو 2010 .



17- Richard N. Haass، The Age of Nonpolarity: What Will Follow US Dominance? Foreign Affairs، May/June 2008، Vol. 87، No. 3.

حقوق الإنسان وقوة أمريكا الناعمة

في مقولة شهيرة للمارشال البريطاني برنارد مونتيغومري يتوضح المعنى من السيطرة على العقل التي تسبق السيطرة على الأرض، لأنه متى اقتنع العقل مشى خلفه الضمير ودخلت الأمة في الحرب واثقة من أهدافها، لكن السيطرة على العقل هنا لم تكن تقتصر على خلق المشروعية ووحدة الهدف لدى أبناء الأمة الواحدة، بل أصبحت تهدف إلى خلق المشروعية المفقودة للحرب واختلاق الأسباب والذرائع التي تبرر أعمالاً لا أخلاقية فاقدة للشرعية..

لم يسجل التاريخ أن الولايات المتحدة استغنت أو أن في واردها الاستغناء عن القوة العسكرية التي تضخمت بعد اعتمادها على حلف شمال الأطلسي في عملياتها خارج أطر ومعايير القانون الدولي والدستور الأمريكي وما يوصف بأنه مبادئ أساسية في المجتمع المدني الأمريكي ,لكن جدول أعمال واشنطن يتضمن أيضاً أنواعاً أخرى من القوى الخفية التي تتسلل إلى المجتمعات ابتداءً بالمجتمع الأمريكي ذاته بهدف التقليل من اللجوء إلى القوة العسكرية أو في معرض التمهيد لاستخدامها، هنا تأتي مهمة دور الفكر والرأي ومنظمات حقوق الإنسان التي أنشئت خصيصاً لتكون الحامل للقوة الصلبة والموكلة بمهمة تمهيد الأجواء والسيطرة على العقل وخلق الذرائع.

يقول ديفيد سوانسون مؤلف كتاب الحرب كذبة: “يجب أن يتم التسويق للحروب على أنها إنسانية وأنها علامة من علامات التقدم، فالدعاية للحرب هي ثاني أقدم مهنة في العالم ,الكذب الإنساني ليس جيداً تماماً لكنه يبدو نافعاً حين يعمل بالتنسيق مع وسائل الحرب الأخرى”, في آذار الماضي نظم آن غالاوي العضو في جمعية نساء ضد الحرب وقفة احتجاجية في شيكاغو ضد حروب حلف شمال الأطلسي، لكن كان الملفت أن نشطاء من منظمة العفو الدولية رفعوا لافتات كتبت عليها عبارة “حلف الناتو، للمضي قدماً في توفير حقوق الإنسان للمرأة والفتاة في أفغانستان” هكذا يتم تبرير الحرب من خلال الحديث عن حقوق الإنسان.يقول جان بيرسمونت في كتابه، الإمبريالية الإنسانية: عن طريق بيع حقوق الإنسان إلى الحرب: “منذ نهاية الحرب الباردة، أصبحت فكرة حقوق الإنسان مبرراً للتدخل بالقوة الاقتصادية والعسكرية وفق معايير الولايات المتحدة في البلدان التي هي عرضة لهجماتهما. لقد أصبح هذا التدخل تعسفياً وأكثر أنانية وأكثر تدميراً من يوغوسلافيا إلى أفغانستان إلى العراق، وحتى الغزو الأمريكي للعراق”.

وهكذا تدخل المنظمات غير الحكومية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية كأداة من أدواة القوة الذكية للولايات المتحدة، الملفت أن سوزان نوسل المديرة التنفيذية الحالية للمنظمة كانت موظفة في وزارة ريتشارد هولبروك وهيلاري كلينتون وساهمت في صياغة النظرية الحالية لكلينتون في اعتماد القوة الناعمة كنقيض عن سياسة القوة الصلبة التي تميز بها عهد جورج دبليو بوش وديك تشيني، تقول نوسل: “يجب الدفع بالمعارضة بدقة لرؤية مقنعة، يتعين على صناع القرار الانتقال التدريجي في السياسة الخارجية للولايات المتحدة إلى الأممية الليبرالية والتي تفترض قيام نظام عالمي مستقر من الديمقراطيات الليبرالية والتي ستكون أقل عرضة للحرب “هذا يعني أن القوة الناعمة للولايات المتحدة كانت تتجه للتعاون المباشر مع المعارضات في الدول المستهدفة لدفعها باتجاه تطبيق النماذج الليبرالية في الديمقراطية الأمريكية، وعندما يتحقق ذلك فلن تكون الولايات المتحدة بحاجة لاستخدام القوة الصلبة إلا في حالة الضرورة، لأن شعوب الدول المستهدفة بعد أن تتشرب هذه القيم ستقوم بالتمرد على قيمها الذاتية وستصل في النهاية إلى صدام مصلحي مع الدولة سيتطور لاحقاً إلى عنف وفوضى، عندها ستكون الولايات المتحدة قد حققت نظريتها في التفجير الداخلي للدولة الهدف دون المغامرة باستخدام القوة الصلبة وستبقى في سياق إصلاح صورتها المشوهة في العالم. نوسل التي تم تعيينها في المنظمة بناء على قرار من وزارة الخارجية الأمريكية هي من يتولى صياغة تقارير الخارجية الأمريكية حول سورية وتقديمها لمجلس الأمن باسم منظمة العفو الدولية التي تدعي الاستقلالية والحياد وعدم الخضوع لأي حكومة أو شركة، في حين يكشف نظامها المالي أنها تتقاضى الدعم المالي من جورج سوروس الصهيوني الأمريكي المعروف ومن جمعيات يهودية متطرفة في الولايات المتحدة وأنها وبموجب قانون المملكة المتحدة تعتبر من الجانب المالي شركة محدودة أي إن لها ارتباطات مع جهات حكومية غربية. دهاء سوزان نوسل فاجأ حتى مادلين أولبرايت عندما عملت على صياغة تقرير كان المبرر الأساسي للتدخل العسكري في ليبيا، فقد ضاعفت أعداد القتلى ولفقت الأكاذيب حول عمليات إبادة جماعية لم تكن قد حدثت بالفعل، واليوم يقدم التقرير تلو التقرير عن أوضاع مختلقة ومغايرة للواقع في سورية والهدف تبرير التدخل العسكري بتطبيق مبدأ مسؤولية الحماية R 2B.

إنها محاولات لصناعة الحرب العادلة لكنها أنتجت مبدأً هجيناً يتعارض معها تماماً ألا وهو الحق في الذهاب إلى الحرب كما يتعارض مع مبادئ نورمبرغ (الجرائم ضد السلام) عام 1928 ومبادئ حظر الحرب وفق معاهدة كيلوج برياند، وحتى مع ” عقيدة باول” المسماة تقييم الأسباب للذهاب إلى الحرب..

لكن العالم لم يعد يسير على توقيت ساعة البيت الأبيض ولا على وقع خطوات نوسل أو كلينتون، محاولات خجولة أطلقها مندوب أوغندا الدائم في مجلس الأمن عندما ناقش التدخل العسكري في ليبيا قبيل صدور قرار الحظر الجوي، لكن هذه المحاولات تطورت لتصبح موقفاً صلباً في الحالة السورية، هناك اليوم من يقول كفى لن نسمح لطفرة أن تصبح مبدأً وسابقةً في القانون الدولي، هناك من بات يملك قرار مواجهة التفرد الأمريكي الأرعن واستعماره للمجتمع الدولي ,والأهم أن هناك سورية التي أعطت بصمودها أمام قوى عاتية بأنواعها الصلب والناعم والذكي وحتى الغبي، دروساً في قدرة الشعوب الحرة على الإمساك بالدفة إلى حيث تشتهي السفن، وهذا ما لم يرِد في قواميس البيت الأبيض..

(المصدر: أحمد طارق قلعه جي- الأزمنة العدد:320)



هل فقدت أمريكا جاذبيتها؟

طرح الكاتب الاميركي جيريمي رفكين في مجال حديثه عما أسماه الثورة الصناعية الثالثة سؤالا هو “هل فقدت أميركا جاذبيتها؟”

وقال “إن الاقتصاد على الدوام لعبة ثقة. صحيح أننا اعتدنا التفكير بالتجارة والتبادل على أنهما يعتمدان على الذهب أو الفضة إلا أن الواقع يدل على أنهما يعتمدان على احتياطي أكثر أهمية هو ثقة الناس فيزدهر الاقتصاد عندما تكون تلك الثقة متينة فيدفعنا التفكير في المستقبل الى المضي قدما. أما عندما تتحطم ثقة الناس فإن الاقتصادات تفشل والمستقبل يبدو قاتما”.

أضاف متسائلا “فهل فقدت أميركا جاذبيتها؟ يبدو أننا ننتقد بعضنا أينما توجهنا ونتذمر ونلعب لعبة توجيه اللوم ونعود الى اللعبة القديمة في توجيه الاهانات والاذى ونتذكر بمرارة الايام الجميلة الماضية ثم نطيل المديح لأعظم جيل ونتحدث برومانسية عن جيل الستينات، وهو جيل السلم والحب كما نتوجه بالذم الى كل جيل أتى من بعده ونتهمه بأنه جيل اناني ومتغطرس وسطحي وشديد النشاط وجيل الالفية الحائر.

“إن الامة التي تعيد العيش في ماضيها بشغف وتتشكى على الدوام من حاضرها وتتفجع على مستقبل لم يتحقق بعد هي أمة تحتاج الى “الحصول على الحياة” على حد ما قد يقوله الاولاد”.

رفكين وهو أحد أكثر المفكرين الاجتماعيين شعبية في زماننا كان يتحدث في الفصل الثاني من كتابه “الثورة الصناعية الثالثة .. كيف تغير القوة الموازية الطاقة والاقتصاد والعالم”. الكتاب جاء في 359 صفحة كبيرة القطع وترجمه الى العربية سعيد الحسنية وصدر عن “الدار العربية للعلوم ناشرون” في بيروت.

قال رفكين إن الرئيس الامريكي باراك أوباما وصل الى البيت الابيض “وسط مظاهر الحماسة ويعود ذلك جزئيا الى أنه تمكن وللحظة وجيزة من الزمن من رفع معنويات الشعب الامريكي وانتشاله من كآبة اليأس كما تمكن من حشد الوعي الجماعي للامة وراء فكرة اننا نستطيع أن نكون في حالة أفضل.

“وأعطى أوباما الامريكيين وعلى الاخص جيل الشباب منهم الشعور بالأمل وهو الشعور الذي تجسد بكلمات ذكية ثلاث “نعم يمكننا ذلك”.

وتابع قائلا إن “الرئيس الشاب مع الاسف بدّد ذلك الرصيد الدقيق والثمين الذي يتمنى أي رئيس امتلاكه أي القدرة على توحيد الشعب وراء رؤية مشتركة لمستقبل افضل… لكن اذا أردت أن أكون منصفا فيمكنني القول إنني رأيت هذه الظاهرة مرة بعد مرة من خلال تعاملاتي مع رؤساء الدول. إنهم يصلون الى مناصبهم ممتلئين برؤى طموحة عن المستقبل لكنهم لا يلبثون أن يستسلموا أمام الروتين اليومي في معالجة المشاكل الصغيرة.

ويقول رفكين إن أوباما يفتقر الى “قصة” وإنه يتبنى مجموعة من المشاريع “التجريبية” والبرامج “المعلبة” لكن دون أي رابط يجمع بينها كي تبدو “قصة مثيرة للانتباه عن رؤية اقتصادية جديدة للعالم”.

وأضاف “إن الرجل الذي ألهم الامة بأحلام العظمة أثناء حملته الانتخابية هو ذاته الذي تحول فجأة الى صورة مهووس بسياسة واشنطن ويتغنى بآخر الانجازات التقنية من دون أن يرينا كيف يمكن لهذه الانجازات أن ينسجم بعضها مع بعض لتشكل جزءا من قصة أكبر. اما اذا كان الرئيس أوباما قد تمكن من فهم الديناميكيات الكامنة وراء الثورة الصناعية القادمة فإنه سوف يتمكن عندها من إقناع الجمهور الامريكي بخطة اقتصادية شاملة تتعلق بمستقبل هذه البلاد”.

وقال “وتبدأ حبكة القصة مع إدراك أن التغيرات الاقتصادية العظيمة في التاريخ تبدأ عندما تتقاطع تقنيات الاتصالات الجديدة مع أنظمة الطاقة الجديدة وأن صيغ الطاقة الجديدة تتحول الى وسط لتنظيم وادارة حضارات جديدة اتاحتها مصادر جديدة للطاقة”.

وفي باب الحديث عن “الاعمدة الخمسة للثورة الصناعية الثالثة” قال رفكين “ستمتلك الثورة الصناعية الثالثة تأثيرا في القرن الحادي والعشرين يشبه في أهميته تأثير الثورة الصناعية الاولى في القرن التاسع عشر وأهمية الثورة الصناعية الثانية في القرن العشرين. وستؤدي هذه الثورة على غرار ما فعلته الثورتان الصناعيتان السابقتان الى تغييرات جذرية في طريقة عملنا ونمط حياتنا”.

ويرى الكاتب أن أعمدة الثورة الصناعية الثالثة الخمسة تتمثل في:

1- التحول الى الطاقات المتجددة.

2- تحويل الابنية في كل قارة الى محطات طاقة صغيرة تقوم بتجمع الطاقات المتجددة في امكنتها.

3- استخدام الهيدروجين وتقنيات التخزين الاخرى في كل مبنى وفي كل انحاء البنية التحتية لتخزين الطاقات المتقطعة وغير المنتظمة.

4- استخدام تقنية الانترنت من أجل تحويل مصفوفة -شبكة- الطاقة في كل قارة الى مصفوفة متداخلة لتبادل الطاقة حيث تعمل مثل الانترنت تماما اي عندما تولد ملايين الابنية مقادير صغيرة من الطاقة محليا وفي امكنتها حيث تتمكن من بيع الفائض الى المصفوفة والتشارك بالكهرباء مع جيرانها في القارة.

5- تحول أسطول النقل العامل حاليا الى عربات تتزود بالكهرباء وبطاريات الوقود -الطاقة- والتي يمكنها ان تشتري الكهرباء وتبيعها ضمن مصفوفة طاقة -كهرباء- ذكية وقارية وتفاعلية”.

(المصدر: ميدل ايست أونلاين)
اصفحة المصدر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحرب الناعمة” ودورها في الاستراتيجية الأمريكية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1