منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية Empty
مُساهمةموضوع: اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية   اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية Emptyالأحد أبريل 28, 2013 1:54 pm

اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية
الباحث : عبد الوهاب محمد الجبوري
عضو منتديات المعهد العربي

مقدمة

لم يكن موضوع دراستنا هذه وليد ردود فعل النخب الأمريكية المثقفة تجاه الأعلام الأمريكي وما كتب عن مختلف القضايا التي تهم منطقتنا العربية والإسلامية خاصة نتيجة الأحداث التي مر بها العالم منذ انتهاء الحرب الباردة والأحداث التي عصفت بالولايات المتحدة في أكثر من موقع ، وما تلا ذلك من تداعيات سياسية وعسكرية وإعلامية واجتماعية وثقافية اتخذت من مسار الأحداث مسوغا لتمرير الكثير من الأفكار والرؤى والنظريات التي لم يكن لها أن تطرح علانية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي وأحداث الحادي عشر من أيلول واحتلال العراق ..
وهذه الدراسة هي خلاصة متابعة لسنوات عديدة أعدت عن حقيقة الأعلام والخطاب السياسي الأمريكي بأقلام الإعلاميين والمفكرين والخبراء الأمريكيين أنفسهم .. وان ما نشاهده اليوم وما نقراه من أفكار وتنظيرات أمريكية إنما تحمل قيم ومفاهيم أصحابها ، في نفس الوقت يعبر معظمها عن وجهة النظر الرسمية للإدارات الأمريكية المتعاقبة والمسنودة باللوبي الإسرائيلي في واشنطن وإسرائيل ، وهذه الرؤى والنظريات هي حقائق اقرها أصحاب الاختصاص قبل أن ينكرها من خدع بقناع الديموقراطية وزيف الثقافة الحرة والكلمة الموضوعية المحايدة ..
وفي هذا المجال يقول ( روبرت ويكس ) أستاذ الأعلام في جامعة أركنســاس الأمريكية في كتابه ( فهم جمهور الإعلام ) الذي صدر عام 2001 : ( إن الإعلاميين يبنون رسائلهم على ثقافتهم ومعتقداتهم ومواقفهم ، ورسائلهم الإعلامية هي انعكاس لمواقف مسبقة قد تؤثر على بناء الرسالة الإعلامية ومضمونها ، وان المؤسسات الإعلامية تؤثر أيضا في بناء الرسالة الإعلامية وتوجهاتها ، وإذا اتفقت توجهات الأفراد مع توجهات المؤسسات فان ذلك يعزز من الأثر الذي تحدثه الرسالة الإعلامية المصبوغة بصبغة الإعلاميين ومعتقداتهم ) وينطبق الشيء ذاته على تحليلات ورؤى المنظرين الأمريكيين وخبرائهم .. باختصار فان هذا يمثل ما يمكن أن نسميه بالأيديولوجية الفكرية والإعلامية للخطاب السياسي الأمريكي ، وهي الأيديولوجية التي أخذت تظهر إلى العلن في إطار ما سمي بتيار صراع الحضارات ، الذي رسمه وخطط له عدد من فلاسفة السياسة والتنظير الأمريكيين وأهل الاختصاص والرأي في دوائر التخطيط ألاستراتيجيي من أمثال ( صموئيل هنتنغتون )، ونفذها صناع القرار السياسي والمستثمرون في العقل البشري العالمي من خلال وسائل الأعلام ذات السيطرة والهيمنة على كثير من مصادر المعلومات والتحليل في عصـــر الرقمية والفضائيات …
ولأهمية هذا الموضوع فإننا مطالبون بقراءة تفاصيل الخطاب السياسي الأمريكي بسياقه الصحيح وتحولاته وأبعاده وأهدافه خاصة ما يتعلق بمنطقتنا العربية والإسلامية كي نكون على بينة وصورة واضحة مما يخطط ويرسم لنا في السر والعلن للاستحواذ على إرادتنا وقراراتنا وسيادتنا وثرواتنا ووحدة امتنا .
فبعد الحرب العالمية الثانية قامت السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط على ثلاثة ثوابت : احتواء النفوذ السوفيتي ، ضمان امن إسرائيل وتفوقها العسكري وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة ، وبعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي في أواخر القرن الماضي ظهر ما سمي بالنظام العالمي الجديد والشرق الأوسط الجديد .. بعد حرب الخليج الثانية واتفاقيات اوسلو 1993 حدث تحول في الخطاب السياسي الأمريكي ، فحسب بعض المحللين الاستراتيجيين تراجعت الديمقراطية ، التي احتلت المقام الأول في هذا الخطاب خلال الحرب الباردة وتقدم عليها مبدأ التفوق الأمريكي واستقرار النظام العالمي ..
وحول هذا التحول في الفكر السياسي الأمريكي يتفق محللون سياسيون عالميون على أن هناك أجماعا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي على ضرورة ترسيخ دعائم المؤسسات الدولية وإعطائها دورا من اجل معالجة أي محاولة تعيد النظر في المصالح القائمة مع بقاء الجدل قائما حول طبيعة تدخل الأمم المتحدة ومداه في ألازمات الجديدة مع إبقاء خيار استخدام القوة قائما وحسب ظروف ألازمة وتأثيراتها على المصالح العليا للولايات المتحدة .. ولإلقاء الضوء على موضوع الدراسة تم تناولها على النحو آلاتي :
1. الديموقراطية حسب الرؤية الأمريكية ..
2. ابرز نظريات ورؤى الخطاب السياسي الأمريكي ..
3. نظرية السيطرة على قلب روسيا ..
4 . نظرية صدام الحضارات
5. سياسة احتواء منطقة الشرق الأوسط ..
6. تقرير فريق العمل الأوربي- الأمريكي حول الشرق الأوسط ..
7.الخطاب السياسي واحتلال العراق ..
8.الحرب من اجل إسرائيل ..
9.تقسيم العراق ..
10.المستنقع العراقي ..
11. الصلة بين العراق وفلسطين ..
12.الخاتمة..
الديموقراطية حسب الرؤية الأمريكية
يرى باحثون ومحللون استراتيجيون أن الحزب الديمقراطي يصر على ضرورة التدخل ضمن اطر قانونية دولية حتى يتسنى إشراك الدول الكبرى الأخرى في تحمل الأعباء والمسؤوليات ، بينما يصر الحزب الجمهوري على أن الولايات المتحدة يجب أن لا تعتمد على الأمم المتحدة ، بل عليها إعطاء الأولوية لدور الولايات المتحدة وحلفائها .. ويزعم مناصرو التفوق الأمريكي أن الحفاظ على هذا المبدأ وتطبيقه هو كون الولايات المتحدة الدولة الوحيدة القادرة على تامين الاستقرار وفرض احترام النظام الدولي القائم ..
وبالنسبة للديمقراطية نجد باحثين أمريكيين يعارضون تهميش دورها أو تقليل أهميتها في حركة الأحداث والتطورات العالمية ومن هؤلاء الدكتور ( فرنسيس فوكاياما ) مؤلف كتاب ( نهاية التاريخ ) الذي يدعو إلى تحقيق الديمقراطية الليبرالية وحسب رأيه فان الديمقراطية تمنع العدوانية ويعتبر الانتقال إلى الديمقراطية مصدر استقرار في النظام العالمي وضمان للأمن القومي الأمريكي ويذهب ابعد من هذا عندما يفترض أن الدول الديمقراطية سوف تتقيد ببنيتها الداخلية في سلوكها الدولي ..ويشاطر الخبير الاستراتيجي ( جون أوين ) فوكوياما هذا الطرح ويسير معه في نفس الاتجاه ..
لكن هذه الطروحات تعرضت إلى الانتقاد من قبل أصحاب المدرسة الواقعية ومنهم ( صموئيل هنتنغتون ) صاحب تيار ( صدام الحضارات ) و( كنيت والتز ) احد منظري هذه المدرسة الذي يصف طروحات أصحاب المدرسة المثالية بأنها تتجاهل القوانين الخاصة بالنظام العالمي الذي يفرضه منطقه على سلوك الدول ، فالغايات التي تسعى وراءها كل دولة أيا كان نظامها ، هي البقاء ومد النفــــــــــــــوذ .. أما ( كيسينجر ) فانه يحذر من المثالية في التعامل مع روسيا ، فعلى الرغم من تبنيها للديمقراطية الليبرالية كنظام سياسي ، فهو يرى أنها لم تتخل عن أطماعها الإقليمية ولها توجهاتها الثابتة النابعة من مصالحها كدولة والتي لا يجب حصرها في طبيعة نظامها السياسي ..
خلاصة هذا الاتجاه هو أن السير نحو الديمقراطية لا يؤدي بالضرورة إلى انتهاج سياسة سلمية وخاضعة لمتطلبات النظام الدولي ، بل أن ذلك سـيوفر فرصة لشعوب ،هي في صراع مع الغرب ، بان تعبر عن عدائها له .. وحسب أصحاب هذا الاتجاه ، فان الأفضل للغرب هو المساهمة في إجهاض المسيرة الديمقراطية في مثل هذه الحالات وهم يرون انه مع سقوط الشيوعية تحول الصراع من المستوى الأيديولوجي إلى المستوى الحضاري ولم تعد الديمقراطية هي الحد الفاصل بين الكتل الدولية ولهذا لا يسع الاستراتيجية الأمريكية إلا أن تتحدد بمضمون حضاري والدفاع عن الحضارة الغربية وعن سيطرتها الكونية ..
والاستنتاج الذي نستخلصه هو أن المناهج الفكرية الأمريكية ، التي يعبر عنها الخطاب السياسي الأمريكي ، لا تترجم خلافا في الممارسة السياسية لان القرار الأمريكي يعتمد التوليف بين هذه التيارات ، والذي يرجح كفة احدهما على الأخر هو ظرف استراتيجي مناسب له ..
أبرز نظريات ورؤى الخطاب السياسي الأمريكي
1 . نظرية ( التدخل الديمقراطي ( وهي النظرية التي طرحها ( فرنسيس فوكوياما ) التي تقسم المجتمعات إلى كتلتين) المجتمعات التاريخية ) الدكتاتورية
و( مجتمعات ما بعد التاريخ ) الديمقراطيات..
ولا يدخل ( فوكوياما ) في تفاصيل التحليل الجيوسياسي للوطن العربي ، بل يرسم ، بصورة غير مباشرة ، حدود الشرق الأوسط كوحدة جيوسياسية تجمع بين النفط وإسرائيل ودول الجـــوار لها ( على حد تعبيره ) .. وحسب هذه النظرية فان تدخل الديمقراطيات في شؤون ( العالم التاريخي ) يظل ضروريا من اجل ضبطه باعتباره مصدر تهديد سياسي وعسكري لها ويتم ذلك عن طريق التضامن فيما بينها ، ويجب إعادة النظر في دور الأمم المتحدة ومشاركة ( العالم التاريخي ) في اتخاذ القرةار .. وفي هذه الحالة يكون حلف شمال الأطلـــسي هو البديل لها بسبب تجانسه وقدرته على الردع ..
2. نظرية ( التوسع الديمقراطي ) : وهذه النظرية التي عبر عنها ( انطوني لابك ) تحدد أن غالبية الدول في أوربا الشرقية وفي العالم الثالث لم تعد حاملة لاستراتيجية المواجهة مع أمريكا وأنها انضمت إلى الفكر الليبرالي وسلَكَ العديد منها مسلك الديمقراطية السياسية ، لذلك يقتــــرح ( لابك ) رســـــــــــــــم خارطة جيو اقتصادية بحيث يستعاض عن مبدأ الاحتواء بمبدأ التوسع الديمقراطي ، وبما أن هذه الدول تعيش أزمات اقتصادية فلا بد من دعم اقتصادي أمريكي لها ..
3. نظرية ( النموذج الواقعي ) : يبين ( كينيث والتز ) في نظريته هذه أهمية موازين القوى ويتوقع ابتعاد الدول الكبرى الأخرى عن الولايات المتحدة ، بوصفها القوة العظمى ، فتتجه ألمانيا نحو أوربا الشرقية وروسيا وتتجه روسيا نحو ألمانيا واليابان ..وحسب رؤية ( والتز ) فــــــــأن ( الدول العاصية ) الموجودة في الشرق الأوسط لم تعد مصدر تحدٍ أساسي بقدر ما أصبــحت تصنف علـى أنها دول خارجة عن إطار اللعبة المتفق عليها دوليا ..
4 . (نظرية موازين القوى ) : تبرز هذه النظرية ، التي حددها ( هنري كيسينجر) أهم موازين القوى وتدعو إلى ضرورة التخلي عن المقاييس الأيديولوجية الصرفة وتحذر من التعاون الروسي الألماني في أوربا الوسطى والشرقية وبالمقابل تحذر من النزاع الروسي الألماني الذي قد يؤدي إلى فوضى سياسية في المنطقة ..
5 . نظرية ما يسمى ( بالحرب على الإرهاب( وتتلخص هذه النظرية التي يتبناها أكثر من مسئول وخبير أمريكي ومنهم ( كولن باول) بالادعاء بأن الناس عندما يفكرون بالسياسة الخارجية الأمريكية فإنهم يفكرون بأوجه) الحرب على الإرهاب ) وإعادة أعمار العراق وأفغانستان والاضطرابات في الشرق الأوسط وما تسميه النظرية ( بخلايا الإرهاب المختبئة ) في جنوب شرق آسيا وأوربا وحتى الولايات المتحدة ، وكلام باول عن ( الناس) يؤكد الرغبة الأمريكية في أن تكون الولايات المتحدة هي الوصية عن العالم والمهيـمنة على مقدراته وإرادته.. وفي مقال نشره ( باول ) في صحيفة نيويورك تايمز نهاية عام 2003 ، عاد وأكد لهجة الخطاب السياسي الأمريكي عندما حدد ما اسماه) الحرب على الإرهاب ) وان هذه الحرب ستظل الأولوية القصوى في السياسة الخارجية الأمريكية طالما كان ذلك ضروريا ، على حد تعبيره .. ويعتبر الخطاب الأمريكي أن هذا التوجه يمثل استراتيجية واسعة النطاق وعميقة ، لكن البعض من المحللين الغربيين يرى بأنها تفردية بشكل متعمد وأنها غير متوازنة تحبذ الأساليب العسكرية وأنها تعاني من اسـتحواذ ( هاجس الإرهاب ) عليها ومنحازة بالتالي إلى جانب الحرب الاستــــباقية الاجهاضية على الصعيد العالمي .. لكن باول يرد على أصحاب هذا الرأي ويعتبره غير صحيح ..
أما رؤية ( باول ) حول الديمقراطية فتتمثل في التشجيع على ممارستها إلى جانب التنمية والصحة العامة العالمية والحقوق الإنسانية ، ولكنه يعود فيذكر بان الولايات المتحدة لن تستطيع العمل طوال الفترة اللازمة لتحقيق ذلك إلا إذا تمت المحافظة على توسيع نطاق سلام عالمي والمحافظة عليه .. ويعترف( باول) في رؤيته بان سياسة حكومة بوش الخارجية ارتكبت مجموعة من الأخطاء ويعلل ذلك (بأننا بشر وكلنا نرتكب أخطاء ) ..
6 . رؤية ( المنافسين والأعداء ) : وهي الرؤية التي يتبناها كثير من الخبراء والاستراتيجيين الأمريكان ، فهناك من يرى أن هذا الخطاب يستخدم لغة اللين مع الاتحاد الأوربي واليابان وروسيا والصين فيدعو إلى الشراكة مع الطرفين الأول والثاني والى استيعاب الطرفين الثالث والرابع من اجل عدم تحولهما إلى دول معادية توسعية ، بينما تشتد اللهجة الأمريكية عندما يتعلق الأمر بدول أخرى مثل إيران وكوريا الشمالية وسوريا والــسودان ( والعراق قبل احتلاله ) التي ترد في هذا الخطاب على أنها ( دول عاصية ) و( محور الشر ) تنزع لان تكون عنصر تهديد للمصالح الأمريكية الاستراتيجية أو أنها ( دول ارتداد ) ارتدت بعنف عن النظام العالمي الجديد ، وبحسب هذا الخطاب ، فهي تشكل تهديدا للمنطقة وللمصالح الأمريكية على حد سواء ..
7 . نظرية السيطرة على ( قلب روسيا )
تبنى هذه النظرية مستشار الأمن القومي الأســـــبق ( زبيغنو بريجنسكي ) .. فقد حددت هذه النظرية أن من يســــيطر على ( قلب روسيا )يسيطر على المعمورة بأكملها .. ووفق هذه الرؤية فان الولايات المتحدة سعت خلال الحرب الباردة إلى احتواء هذه المنطقة من خلال السيطرة على الأراضي الطرفية ، اليابان وكوريا الجنوبيـة وتركيا ، لذلك يحذر بريجنسكي ، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ، من إمكانية تكوين إمبراطورية روسية جديدة ويرى أن المهمة الملقاة على عاتق الولايات المتحدة هي الحفاظ على استقرار المنطقة والحيلولة دون ســـــــــــيطرة قوة واحدة عليها ..وبين بريجنسكي أن الشرق الأوسط هو إحدى البوابات إلى روسيا الوسطى وحسب رأيه فان الجزء العربي في هذه المنطقة لا يؤدي دورا أساسيا لان الأمر منوط بتركيا وإيران ، من هنا فانه لا يتناول الجزء العربي إلا ليذكر بإيجاز مسألة ما اسماه بالمد الإسلامي ويعتبره ظاهرة عاجزة على خلق منطقة نفوذ جيدة تهدد الموقع الجيوستراتيجي للولايات المتحدة على الرغم من قدرة الأصولية الإسلامية ، حسب تعبيره ، على تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة ويخلص إلى القول بان التأثير المحتمل لهذه الحركات إنما ينحصر في تحويل المنــــــــــطقة إلى بؤرة أضطرابات دورية بسبب عجزها عن تأســيس دولة محور ..
وللتوسع في رؤيته وإلقاء المزيد من الضوء عليها بعد التطورات الدراماتيكية التي شهدها العالم منذ انتهاء الحرب الباردة نشر بريجنسكي كتابا عن أمريكا وميزان القوى في العالم عكس فيه آراءه حول رصد وتشخيص العوائق والتحديات التي تحول دون تحقيق أمريكا لحلمها في إقامة نظام عالمي جديد يأخذ شكل الحكومة العالمية وتنتظم فيه دول العالم كله خلف أمريكا وتسلم لها بالزعامة المطلقة ، وحسب رأيه فان هذا هو الهدف الاستراتيجي لبلاده وهو ما تصبو إلى تحقيقه خلال هذه المرحلة المهمة من تاريخ العالم .. كما أنها تسعى ، في حالة تعذر قيام الحكومة العالمية ، إلى تحقيق نظام عالمي يأخذ شكل الكونفدرالية العالمية التي تتمتع فيها أمريكا بزعامة عالمية تشاطرها في بعض مظاهرها ، بالتراضي ، أهم قوتين عالميتين بعدها وهما أوربا واليابان ..ويستبعد بريجنسكي أن يتم لأمريكا أي شكل من أشكال الزعامة الحقيقة على العالم لحقبة من الزمن ليست بالقصيرة ويُرجع ذلك إلى سببين أساسيين :
الأول ( داخلي ) : يتعلق بما وصفه تداعي النمـوذج الحـضاري الأمريكي من الداخل ..
الثاني ( خارجي ) : يتعلق بموقف القوى العالمية والإقليمية وقوى أخرى رافضة بدرجات متفاوتة للهيمنة الأمريكية وسيطرتها على العالم وبتطلعاتها هي الأخرى للزعامة والنفوذ على المستويين الإقليمي والعالمي .. وقد صنف بريجنسكي القوى العالمية والإقليمية التي ستستمر لفترة قادمة تنازع أمريكا الزعامة والنفوذ إلى ثلاثة أصناف رئيسية :
أ . قوى عالمية تنافس أمريكا على الزعامة والسيطرة على العالم ويحددها بريجنسكي في قوتين هما أوربا واليابان ..
ب. قوى إقليمية كبيرة تنازع أمريكا الزعامة على مستوى قاري أو إقليمي موسع هما الصين وروسيا ..
ج. قوى إقليمية صغيرة ، حسب تعبيره ، تنازع أمريكا النفوذ على مستوى إقليمي ضيق ، وانطلاقا من نظرة عنصرية ضيقة حدد بريجنسكي أن نموذج هذه القوى : الإسلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا واسيا الوسطى وإيران والهند ..
وآيا كانت دقة هذا التصنيف ورأينا فيه فان الباحث توخى عرضه دون تعليق تاركا ذلك لأراء القراء والباحثين والاستراتيجيين ..
8 . نظرية صدام الحضارات
أما ( هنتنغتون ) فيضع المسألة في إطار ( صدام الحضارات ) ويدعو الدول الغربية إلى التضامن فيما بينها ، ويسعى ليبدو أكثر وضوحا في طرح نظريته هذه حين نشر في العدد السنوي لمجلة نيويورك الأمريكية مقالا بعنوان ( حروب المسلمين ) التي وصفها بأنها احتلت مكان الحروب الباردة كشكل أساسي للصراع الدولي .. وهذه الحروب ، حسب( هنتنغتون ) تتضمن : حروب ( الإرهاب ) ، حروب العصـــــابات ، الحروب الأهلية ، الصراعات بين الدول … الخ والرسالة التي أراد ( هنتنغتون ) إيصالها هي ( أن العرب يشكلون مصدر الخطر الذي يهدد العالم ) ..وذهب ابعد من ذلك عندما حاول إظهار العرب والمسلمين بصورة المتخلفين الذين يضـــــمرون الحقد والكراهية للثقافة وروح العصر ..
و(هنتنغتون ) يرى بهذه الرؤية (العنصرية والعدوانية) انه حتى لو استعدى العالم كله فانه يسعى إلى منع حدوث مثل هذا الصدام المفترض من قبله بين العرب والإسلام من جهة والغرب والحضارات الأخرى من جهة ثانية وفي ظل ما يسميه مسؤولية العالم العربي والإسلامي عن ( الإرهاب ) الذي تسبب قبل أحداث أيلول بقتل (299( شخصا في هجوم عابر عام 1983 على معسكرات مشاة البحرية الأمريكية في بيروت وقتل( 554) شخصا في الهجمات على سفارتين أمريكيتين في أفريقيا ..
ويمكن تلخيص نظرية ( هنتنغتون) بان منطق القوة هو الأساس في دفع العالم للاستسلام .. وبالنسبة لمسألة ( خلق العدو ) التي افترضها ( هنتنغتون ) في( صدام الحضارات) فان عددا من الباحثين الاستراتيجيين يرون أن هذه النظرية هي إحياء للعدوان في الخطاب السياسي الأمريكي لان ( هنتنغتون ) يتوقع أن تتضاعف الحروب عند ما اسماها بخطوط التماس الحضارية للعالم الإسلامي لأنه على حد زعمه هو الأشد تطرفا تجاه الغرب ..
وفي السياق نفسه يعتبر الباحث والخبير الأمريكي ( جيفري كيمب ) و( روبرت هركابي ) أن الجبهة السورية هي احد محوري الحرب المحتملة ، وحسب رايهما فان السيناريو الأفضل للولايات المتحدة وإسرائيل هو الانفراد بسورية كي لا تدخل أي دولة عربية أخرى في الصراع ..
ومن الناحية العسكرية فان القواعد الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط والتي تريد الولايات المتحدة تحويلها ، ولو نظريا لحلف الأطلسي ، تكتسب أهميتها من أهمية منطقة الشرق الأوسط وموقعها عند ملتقى القارات الثلاث ، وكذلك من أهمية دورها الاقتصادي كمنتج ومصدر للنفط والغاز حيث تعتبرها الولايات المتــــحدة موقعا مهما من الدرجة الأولى ..
فالأهداف الرئيسة للاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط حسب الخطاب الأمريكي هي :
أ . إقامة الرقابة على استخراج ونقل الطاقة والسيطرة عليها ..
ب . تقديم المساعدة لإسرائيل ودعمها بكل الإمكانيات المتاحة ..
ج . المحافظة على الحكومات التي تسير في ركب السياسة الأمريكية ، ولهذا فان أمريكا تبقي بشكل دائم سفن الأسطول السابع في المحيط الهندي عند مداخل الخليج الهندي وسفن الأسطول السادس في البحر المتوسط القريب من مصر وإسرائيل وسفن الأسطول الخامس في الخليج العربي ..
سياسة الهيمنة والزعامة الأمريكية على العالم
من خلال قراءتنا لنظريات ورؤى كبار السياسيين والمفكرين والخبراء الأمريكيين ، كما مر بنا سابقا ، والتي شكلت القاعدة التي تنطلق منها أيديولوجية الخطاب السياسي الأمريكي يتبين أن هذا الخطاب اعتمد مباديء محددة في تعامله مع المناطق الساخنة في العالم وبما ينسجم والمصالح الاستراتيجية العليا للولايات المتحدة .. هذه المباديء حددها مخططو السياسة الأمريكية منذ مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، فقد سعى هؤلاء إلى خلق نظام عالمي تتزعمه الولايات المتحدة يعتمد على القدرات العسكرية والاقتصادية والسياسية الأمريكية وعلى قيم أمريكية خاصة بالشخصية والــــــــسلوك الأمريكيين ..وقد شكلت هذه المباديء والقيم جوهر السياسة الأمريكية الخارجية ..وفي هذا يقول الخبير الاستراتيجي (جون لويس غاريس ) : ( إن الولايات المتحدة كانت تتوقع أن تصبح زعيمة النظام العالمي الجديد بعد العام 1945) ويضيف ( قّلّ بين المؤرخين من ينكر اليوم أن الولايات المتحدة كانت تتوقع السيطرة على المسرح الدولي بعد الحرب العالمية الثانية وأنها كانت تسعى إلى هذا قبل أن يبرز الاتحاد السوفيتي كخصم ظاهر وحاضر ) ..
واليوم ، كما كان الحال بعد الحرب العالمية الثانية ، تسعى الاستراتيجية الأمريكية إلى توسيع دائرة التحكم في النظام الدولي عن طريق منع بروز دول عظمى منافسة لها في أوربا وشرق آسيا .. واليوم أيضا يحدد الخطاب السياسي الأمريكي أن الاستراتيجية الأمريكية تعتمد على منطق مؤلف من ثلاث خطوات :
الخطوة الأولى : الاعتماد المتبادل أو( التوافق) هو المصــــلحة العليا التي تشجعها الاستراتيجية الأمريكية ..
الخطوة الثانية : اعتبار عدم الاستقرار تهديدا للاعتماد المتبادل ..
الخطوة الثالثة : الردع الموسع هو الوسيلة التي تلجا إليها الاستراتيجية لمواجهة هذا التهديد ..
فالهيمنة أو الزعامة ، حسب الخطاب الأمريكي ، هي استراتيجية واقعية تسعى إلى إدامة السيطرة الجيوسياسية لما بعد الحرب الباردة .. ويعتقد أنصار هذه الاستراتيجية أن على الولايات المتحدة أن تسعى إلى زيادة قوتها النسبية إلى أقصى حد ، وذلك لان السياسة الدولية على قدر كبير من التنافسية ، وتقوم هذه الاستراتيجية على افتراض أن الدول تكسب الأمن وليس من خلال توازن القوى ، بل عِبر اختلال القوى لمصلحتها ( أي بسعيها إلى الزعامة ) ..
وتفترض هذه الاستراتيجية أن للولايات المتحدة مصلحة حيوية في الحفاظ على الاستقرار .. ومن حيث الجغرافيا تنظر استراتيجية الزعامة إلى كل من أوربا وشرقي آسيا والخليج العربي كمناطق تقوم فيها للولايات المتحدة مصالح أمنية حيوية ..
وتعد أوربا وشرقي آسيا مهمتين لأنهما يمكن أن تبرز منهما دول عظمى جديدة وان تندلع فيهما في المستقبل حروب بين الدول القوية ، حــــــــسب تعبير ( غاريس ) الذي يضيف بان الخليج العربي مهم بسبب وجود النفط فيه..
ويرى الخطاب الأمريكي أن الضمانات الأمنية الأمريكية لأوربا وشرقي آسيا هي الوسيلة التي تحافظ بها استراتيجية الهيمنة والزعامة على نظام سياسي دولي سليم يؤدي إلى الاعتماد المتبادل ..
ويرى مناصرو ومخططو هذه الاستراتيجية أنها ذات حظ من الاستحسان بالحدس والمنطق ، أما القوة فمهمة جدا في السياسة الدولية وللولايات المتحدة الحظ الأوفر منها ، ويعتبرون أن لا أفضل من أن تكون أمريكا هي القوة العظيمة الوحيدة في عالم أحادي القطب .. لكن أصحاب الرأي الآخر يرون أن الاعتقاد بان أمريكا يمكن أن تكون زعيما ناجحا هو اعتقاد شخصي خاطيء ، فما من دولة تستطيع احتمال إقامة أمنها على الثقة بالنوايا الطيبة للآخرين ، لان النوايا تزول بسرعة ونوايا اليوم السليمة يمكن أن تتحول غدا إلى نوايا شريرة ، ولهذا السبب تقيّم الدول استراتيجياتها على تقديرات إمكانيات الآخرين ، أي ما لديهم من قوة فعلية كافية ..
والذي يقلق الدول الأخــــــــرى هي القوة الهائــــــــلة لدولة ما تريد أن تكون زعيــــــــمة ومهيمنة ..وكون أمريكا ذات قوة لا تكبح ( حتى الوقت الحاضر ) هو الذي يرى فيه الآخرون مصدر قلق لهم .. وإذا عدنا إلى تحليل ( بريجنسكي ) يتبين أن الرعب الذي يبثه في قلوب الآخرين زعماء طامحون يفسر إلى حد بعيد سبب عدم تمكن أمريكا من منع قيام دول عظمى جديدة وبالتالي عدم قدرتها على إقامة الحكومة العالمية .. ويرى أصحاب هذا الاتجاه أيضا أن الشواهد التاريخية تدلل على أن ظهور زعيم طامح يعتبر عاملا مساعدا قويا في ظهور دول عظمى جديدة ..
وبهذا المعنى يمكن أن يكون قيام مثل هذه الدول بمــثابة رد فعل دفاعي إزاء تهـديد الدولة الزعيمة ، وبهذا المعنى أيضا يمكن أن نفهم سبب حرص الولايات المتحدة على عدم ظهور زعيم طامح .. والمفارقة في الأمر هي أن هؤلاء يرون عدم وجود سبب قاهر للاعتقاد بان الولايات المتحدة سوف تستثنى من هذا المصير ..ففي السنوات العشر القادمة أو العشرين القادمة سوف تقود سياسة الهيمنة الأمريكية إلى ظــهور دول طامـحة كألمانيا واليابان والصـين ( وربما تعود روسيا أيضا إلى الظهور من جديد ) كدول عظمى قادرة على العمل كقوة توازي قوة الولايات المتحدة وبالتالي منافستها على خلق معطيات جديدة في الــــسياسة الدولية ..
الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط
من خلال تناولنا لاستراتيجية الخطاب السياسي الأمريكي تجاه سياسة الهيمنة الأمريكية والقوى الدولية التي تنازع الولايات المتــحدة ، السيطــــــــــــــــرة والنفــــــوذ عــــــلى العـــــــالم فان ( بريجنسكي ) وباحثين استراتيجيين آخرين أمثال ( انطوني لابك ) و( هنري كيســـــــنجر ) و( صمؤئيل هنتنغتون ) و( فوكوياما ) و ( روبرت هركابي ) يرون أن النفط وإسرائيل هما المحوران الأساسيان للسياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط كونهما يمثلان المصالح الاستراتيجية العليا للولايات المتحدة ..فبالنسبة للمحور الأول يعتقد ( فوكوياما ) أن ثمة أمرين من شأنهما أن يبررا تدخل ما اسمــــــاه ( بعالم ما بعد التاريخ) في (عالم التاريخ ) وهما النفط والهجرة . وفي تصــــــــــور مماثل يؤكد ( جيفري كامب ) و ( روبرت هركابي ) الأهمية الاستراتيجية لنفط الخليج العربي ..
أما فيما يتعلق بمبدأ الدفاع عن إســـرائيل ، الذي يمثل المرتبة الأولى في سلم الاولويات الأمريكية ، فان الخطاب السياسي الأمريكي ينظر إليها على أنها ( دولة ديمقراطية ) على غرار الديمقراطية الغربية وأنها موقع متقدم للحضارة الغربية ، وان العداء لإسرائيل هو التعبير الواضح عن الشك بالقيم الأمريكية وفضائلها بشكل خاص ..
استنادا إلى هذا فان استراتيجية الخطاب السياسي الأمريكي تتعامل مع الشرق الأوسط على انه يضم دولا محورية تشكل قاعدة أساسية للنفوذ الأمريكي ودولا محورية نقيضة تشكل تهديدا للمصالح الأمريكية ، لــــــذلك يدعو الباحث والخبير ( كنيدي ) الولايات المتحدة أن تتبنى سياسة انتقائية في علاقتها بالدول النامية وان تحشد طاقاتها في دعم الدول المحورية بدلا من أن تبعثر اهتمامها عبر المعمورة بأسرها .. ويرى الخطاب الأمريكي أن مصر دولة محور في الشرق الأوسط إلى جانب تركيا ، لأنها ، حسب تعبير الخطاب ، وظيفة للاستراتيجية الأمريكية ، فالسلطة فيها قادرة على احتواء المد الإسلامي ، حسب تعبير كنيدي ، ودبلوماسيتها تركز جهودها على استمرار ديمومة الحياة لعملية السلام مع إسرائيل ، لذا يرى ( كنيدي ) أن سقوط هذه السلطة من شانه أن يؤدي إلى انتشار الفوضى السياسية وبالتالي إلى امتداد النفوذ الإسلامي إلى بلدان أخرى في الشرق الأوسط والى سقوط عملية السلام واتساع دائرة الأنظمة المعادية والمهددة للمصالح الأمريكية ..
مقابل هذه الرؤية فقد سعى ( هنتنغتون ) إلى وضع حد للجدل القائم حول موقع مصر ، فحسب رأيه ، ليس لمصر مقومات المركز وبنظره فهي لاتملك مقومات الدولة المركزية ، وأشار إلى تركيا واندونيسيا على أنهما دولتا مركز لتوفر عناصر التنمية فيهما ..
وفي نفس الاتجاه سار ( بريجنسكي ) الذي ذهب إلى حد تغييب دور مصر والدول العربية ، فاعتبر تركيا وإيران دولتان محوريتان في المنطقة بسبب تأثيرهما على ( قلب روسيا ) ..
أما بالنسبة لدول المحور النقيضة أو ( العاصية ) ، على حد تعبير الخطاب الأمريكي ، فهناك تباين في أسلوب هذا الخطاب ويمكن تلمس ذلك في استراتيجية الاحتواء الأمريكية إزاء هذه الدول :
1. فالدول المطلوب احتوائها رسميا ، حسب قائمة الإدارة الرئاسية الأمريكية ، كانت تضم في الأساس : العراق ( قبل الاحتلال ) وليبيا ( وقد حصل جدل تجاهها بعد مواقفها الأخيرة ) وإيران وكوريا الشمالية ، أما الدول المطلوبة حسب قائمة أعضاء الكونكرس الموالين لإسرائيل فتضم بالإضافة لما ورد ، سورية والسودان .. ويطالب هؤلاء بضمهما إلى ما يسمونه الدول الداعمة للإرهاب .. أما بريجنسكي فيعتبر بان المصالحة مع إيران ضرورة جيوستراتيجية لضبط آسيا الوسطى ..
2. إن التعامل مع ما يسميها الخطاب الأمريكي بالدول العاصية يكمن في مبدأ الاحتواء الذي يرمي إلى عزل القوة الإقليمية باستخدام النفوذ السياسي والاقتصادي لمنع مجرد الاقتراب منها ..
وحول استراتيجية منع انتشار أسلحة الدمار الشامل حتى لا تقع بأيدي الدول والمنظمات المهددة للمصالح الأمريكية ، حسب الخطاب الأمريكي ، فمن وجهة نظر ( اليوت برانر ) تبقى ( الدول العاصــية ) وما يســـميه هذا الخطاب بالمنظــــــــــمات ( الإرهابية ) هي المستهدفة ..
تقرير فريق العمل الأوربي- الأمريكي حول الشرق الأوسط
واستكمالا للموضوع نجد أن ابرز ما يميز الخطاب الأمريكي لمرحلة الألفية الجديدة تجاه منطقة الشرق الأوسط قد ورد في تقرير أعده فريق عمل أمريكي – أوربي برئاسة ( هنري كيسنجر ) وزير الخارجية الأمريكي الأسبق وعضوية ( 26 ) شخصية أمريكية وأوربية بارزة إلى الرئيس بوش يتضمن انتقادا قاسيا لاستراتيجية أدارته وخططها في منطقة الشرق الأوسط .. وصدر هذا التقرير عن ( مجلس العلاقات الخارجية ) الأمريكي المعروف ويحمل عنوان ( إحياء الشراكة الأطلسية ) .. ولأهمية إطلاع القاري والباحث العربي على هذا التقرير كونه يمثل أجمالا عاما لمعظم اتجاهات الخطاب الأمريكي سيتم تناوله بصيغة مركزة ومباشرة لعكس هذه الاتجاهات :
1. دعوة الرئيس بوش إلى القيام بعملية نقد ذاتي والاعتراف بان الولايات المتحدة لن تتمكن من النجاح وحدها ، سواء في العراق أو في منطقة الشرق الأوسط أو في أي منطقة من العالم وفي أي قضية كبرى أخرى ، وأنها تحتاج إلى حلفاء ودعم أوربي لتشكيل تحالف من عدة دول لمواجهة الأخطار والتحديات المختلفة في الشرق الأوسط والعالم ..
2. أن يكون التعاون بين الولايات المتحدة وأوربا مبنيا على أساس التكامل لا التنافس مع تجاوز مرحلة الخلافات حول الحرب ضد العراق ..
3. تخلي الولايات المتحدة عن اعتمادها على القوة العسكرية وحدها وعلى تفوقها العسكري لان القوة وحدها ليست كافية للنجاح وتحقيق النصر والعمل على تعزيز الديمقراطية ونشرها والدفاع عن حقوق الإنسان ..
4. وضع استراتيجية موحدة بين الولايات المتحدة وأوربا تتضمن تحديد شروط استخدام القوة العسكرية ضد الدول الأخرى ، عربية وأجنبية ، سواء لمكافحة ( الإرهاب ) أو لوقف انتشار أسلحة الدمار الشامل أو لمنع قيام تعاون خطر ومدمر بين ما اسماه التقرير بالتنظيمات الإرهابية والدول غير المسئولة ..
5. قيام إدارة بوش بالعمل على التوصل إلى اتفاق موحد مع أوربا وحلف الأطلسي حول الشرق الأوسط لان هذه المنطقة تؤثر على الأمن والاستقرار والنمو في العالم الغربي أكثر من أي منطقة أخرى ولأنها تحتوي على اكبر احتياط للنفط والغاز في العالم ..
6. تسعى الولايات المتحدة وأوربا على تركيز الجهود على قضايا رئيسية أربع هي :
أ . إنقاذ العراق من الانهيار وضمان الأمن والاستقرار في هذا البلد وإقامة نظام شرعي جديد مستقر فيه وإعادة أعماره .. ويتفق التحليل لكلا الجانبين أن انهيار العراق ( لا سمح الله ) ستكون له عواقب وخيمة وخطيرة على سائر دول المنطقة والعالم وليس فقط على أمريكا ، لذلك يدعو الجانبان إلى وضع العراق تحت المسؤولية العسكرية لحلف الأطلسي بصورة مؤقتة ..
ب. منع إيران من امتلاك السلاح النووي بأي ثمن وتشجيع الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في هذا البلد ، ويدعو الجانبان روسيا للتعاون معهما لتنفيذ هذه الاستراتيجية ..
ج. الاتفاق على خطة موحدة مشتركة لتسوية ما اسماه التقرير بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي ، وهو ما يتطلب أن يتخذ المسئولون الأمريكيون خطوات عملية محددة للعمل على إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والاستمرار ..
د. تخلي أمريكا عن أية خطط لديها لفرض الإصلاحات على الدول العربية وقيامها مع الدول الحليفة بجهود مشتركة لمساعدة دول الشرق الأوسط على تحسين وتطوير أوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية وذلك لتجنب نشوب نزاعات داخلية في عدد منها ..
الخطاب السياسي الأمريكي واحتلال العراق
أما بالنسبة لاحتلال العراق فان الخطاب السياسي الأمريكي توسع كثيرا في التحدث عنه ، ولكن لأغراض الدراسة هذه سيشير الباحث إلى ابرز اتجاهات هذا الخطاب :
يعترف محللون غربيون أن الحرب على العراق واحتلاله عام 2003 لم تكن حربا تكتيكية بأي حال من الأحوال ، بل هي استراتيجية وفقا لجميع المعايير .. ويوضح هؤلاء بأن هذه الحرب كانت من اجل النفط والسيطرة الأمنية وحسم الصراع الثقافي وإعادة رسم الخرائط السياسية والأيديولوجية وإعادة النظر جذريا في العلاقات الدولية للمرحلة الممتدة من الحرب العالمية الثانية إلى الوقت الحاضر ، بالإضافة إلى تثبيت أقدام إسرائيل في الشرق الأوسط ليس فقط كدولة إنما كلاعب رئيس في تقرير شؤون المنطقة برمتها ..هذه هي باختصار شديد أهداف الولايات المتحدة من غزو العراق والتي عبر عنها الخطاب السياسي الأمريكي كما سنلاحظ ذلك في سياق الحديث ..
من هنا فان هذه الحرب ليست فقط منازلة بين الجيوش ، إنما هي منازلة استراتيجية لها تفرعات وتداعيات تمس جميع مظاهر الواقع العربي والإقليمي والدولي بكل هيكليا ته المتداخلة والمتبادلة التأثير ..
لقد كُتب عن هذا الموضوع مقالات ودراسات وكتب غربية كثيرة عكست حقيقة أهداف الحرب الأمريكية على العراق وأشارت هذه المصادر إلى ابرز هذه الأهداف وهي احتلال هذا البلد وإسقاط نظامه وما ترتب على ذلك من تدمير لمؤسسات الدولة فيه ومرافقها كافة والعبث في وثائقها أو حرقها وحل الجيش ومؤسسات الأمن الوطني والتأسيس لنظام حكم طائفي وإشاعة الفوضى في البلاد وحرمانها من الأمن والاستقرار لفترة طويلة وسرقة ثرواتها عبر مشاريع وهمية أو غير منتجة وخلق الأجواء لانتشار الفساد الإداري والترويج لتجارة القتل والحرق والسلب والتخريب والمخدرات … إلى غيرها من الأعمال التي تصب كلها في هدف استراتيجي مركزي هو إنهاء الدولة العراقية ومحاولة قتل الروح الوطنية والقومية لدى أبنائها وإعادة بنائها وتأسيسها من جديد على أسس مغايرة لما تربى عليه العراقيون الشرفاء أصحاب التاريخ والحضارة من قيم وطنـــية وعربية وإسلامية نبيلة ، وذلك من اجل خلق جيل جديد يؤمن بالمباديء والقيم الغربية المؤسسة على الفكر الصهيوني والماسوني ويقبل بالتعايش مع إسرائيل كأمر واقع ومفروض ..
ولأغراض بحثنا هذا سنشير إلى ثلاث دراسات أمريكية ، على سبيل المثال لا الحصر ، تناولتا مسألة التعامل مع حرب العراق : أسبابها ، خلفياتها ، أهدافها ودوافعها الاستراتيجية ..
الدراسة الأولى أعدها ( تشارلز ويليام مينز ) رئيس تحرير مجلة السياسة الخارجية الأمريكية والثانية أعدها الدكتور ( جون شتاينبر ) مدير معــــهد ( بروكنكز ) لدراسات السياسة الخارجية ، والدراسة الثالثة أعدها ونشــــرها ( هنري كيسنجر ) عام 1992 ..
عنوان الدراسة الأولى ( عنوان رئيـسي في واشنطن : هل الحرب ضرورية ) والثانية تحت عنوان ( نتائج فرض النظام العالمي الجديد وفق جدول زمني محدد ) ..ويؤكد مضمون الدراستين أن إعلان الرئيس بوش الحرب على العراق لم يكن نتاجا مباشرا لأحداث أيلول / سبتمبر ، كما يذهب إلى ذلك بعض المحللين الاستراتيجيين ، إنما هي مشروع خطط له قبل الحرب على العرق عام 1991 بعشر سنوات ..
فالحرب على العراق عام 2003 تم برمجتها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وسقوط التوازن الدولي الهش مباشرة ..في هذه الفترة بالذات اقتنعت أمريكا بان السياسة التقليدية المؤسسة على الاحتواء والردع لم يعد معمولا بها ، فاستبدلتها بسياسة الهجوم والضربات الاستباقية ، وحــــــــسب الدراستين ، فان الأسلوب الأمريكي الجديد هو خرق الشرعية الدولية ، فبعد الانتهاء من حرب عام 1991 قامت الولايات المتحدة بعقد مؤتمر مدريد لحل القضية الفلسطينية على مضض ، وبتكتيك لامتصاص غضب الشارع العربي ولمكافأة الأنظمة العربية التي تحالفت معها عسكريا وإنقاذها ، ولكن هذا العرس المغشوش سرعان ما تم تدميره وذلك باغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين قبل أن يوقع أي اتفاق سلمي جدي .. ولقد اتبعت أمريكا سيناريو الخطوة خطوة ، وذلك بعدم إدراج قضية الجولان السوري أو الجنوب اللبناني ضمن الحل الوهمي الذي لوحت به ، وتستمر الأحداث التي لن نخوض فيها هنا لكننا نقول أن هذا السيناريو قد سحب البساط من الدول العربية التي تحالفت عسكريا مع أمريكا ضد العراق وجعلت المكافأة التي لوحت بها من قبل مجرد سراب ووهم ..
وعلى الصعيد نفسه عملت الإدارة الأمريكية على تطبيق تكتيك جديد من اجل إعداد الخطط لاحتلال العرق ، تمثل بفرض مناطق الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه وفرض حصار ظالم لم يشهد له التاريخ مثيلا ضد الشعب العراقي وبمباركة هؤلاء الزعماء العرب الذين سيحاسبهم الله والتاريخ على فعلتهم هذه ، لان ما أسفر عنه هذا الحصار الأشد إيلاما وقسوة في التاريخ هو موت وتشريد الملايين من أبناء هذا الشعب المجاهد الذي لم يبخل يوما في تقديم الغالي والنفيس من اجل أمته ، وترافق هذا مع تطبيق استراتيجية الضربات العسكرية المستمرة واستخدام اليورانيوم المنضب ( المستنفد) ضد الأهداف الحيوية العراقية والسكان المدنيين على حد سواء لإحداث خسائر كبيرة بين المواطنين وتلويث البيئة العراقية بالإشعاعات النووية الناتجة عن استخدام هذه الأسلحة ..
فقد قامت الولايات المتحدة والدول الحليفة باستخدام اليورانيوم المنضب المحرمة دوليا بكميات كبيرة خلال حربي 1991 و2003 ضد العراق مما نتج عنه تأثيرات خطيرة على الواقع الصحي والبيئي في العراق تسبب في موت الآلاف وإصابة عشرات الآلاف منهم بأمراض خطيرة كالسرطانات والتشوهات الخلقية والإجهاض المتكرر عند النساء وغيرها من الأمراض التي سيظل يعاني منها العراقيون لعشرات السنين القادمة ..
وترى هاتان الدراستان أن هذا الاحتواء لم يسفر عن حدوث مجاعات أو ثورة شعبية أو عصيان مدني ، الأمر الذي جعل الأمريكيون يطورون خططهم لاحتلال العراق مع الإبقاء على سياسة الاحتواء ، وجاءت أحداث أيلول ، التي تشير مصادر مطلعة أن الإدارة الأمريكية على علم بها أو بجانب منها ، كي تتخذ منها ذريعة لإيهام العالم ، والشعب الأمريكي خاصة ، بوجود علاقة بين العراق وتنظيم القاعدة ، ثم برز الادعاء بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل التي أثبتت الأحداث وعمليات المفتشين الدوليين بالعراق كذب هذا الادعاء وبطلانه ..
وهنا نتوقف قليلا لنشير إلى أن هذه التطورات التمهيدية للحرب على العراق واحتلاله شهدت موافقة معظم الأنظمة العربية أيضا على مبدأ تجريد العراق من أسلحته الاستراتيجية بالكامل ولم تشترط أن يتم ذلك على الأقل بالتزامن مع نزع أسلحة إسرائيل الاستراتيجية كحل شامل لسباق التسلح في المنطقة وإخلائها من جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل ، وإقرار الدولة الفلسطينية وفق حدود ما قبل حرب 1967 وإخراج القوات الإسرائيلية من مرتفعات الجولان ومن جنوب لبنان وفي إطار جدول زمني محدد وشامل ووفقا للشرعية الدولية والأمم المتحدة .. لقد كان الموقف العربي المتردد وراء عدم حسم هذه المعضلات الحيوية وبالتالي لا بد من القول أن أمريكا قد نجحت فعلا في جعل الأنظمة العربية تستبدل المصير المشترك الممهد بالوعود الجزئية التي ليست من صلب القضية الكبرى للعالم العربي الإسلامي ، وهكذا تم تحييد إسرائيل وإخراجها من لعبة تدمير أسلحتها التدميرية الشاملة .. تلك هي باختصار الإخفاقات العربية التي أدت إلى وقوع الحرب على العراق دون شرعية دولية ..فالأنظمة العربية مقتنعة تماما أن أمريكا لها مخططات اكبر من تغيير النظام في العراق أو البحث عن أسلحته ، ولكنها رغم ذلك نجدها تتفرج على هذه التحولات الخطيرة التي ستطالها في يوم من الأيام طال الوقت أم قصر لكننا ندعو لله أن يحفظ شعوبنا العربية والإسلامية من كيدهم وخططهم ..
وهنا نشير إلى ما جاء في دراسة ( تشارلز ويليام ما ينز ) الذي يؤكد بان الإدارات الأمريكية ومخططي استراتيجياتها لا يخفون أبدا إطماعهم النفطية في الشرق الأوسط ، كما أن أمريكا لا تفشي سرا بان النظام الدولي الذي تريد تأسيسه مشروط بالهجوم العسكري على أي نظام يختلف معها في المسائل المتعلقة بمصالحها ، وتستبعد اللجوء إلى الحوار في إطار المؤسسات القانونية والسياسية والاقتصادية الإقليمية والدولية ..
الحرب من أجل إسرائيل
وفي عنوان فرعي من دراسته هو ( الحرب من اجل إسرائــــــيل ) ابرز ( ماينز ) ما يأتي :
يمثل امن إسرائيل احد الأسباب الرئيسية للحرب ، إذ اتخذ عدد من أنصار إسرائيل الأقوياء في الولايات المتحدة قرارا باستغلال ألازمة لتعزيز الأمن الإسرائيلي ، ومنذ بدء تطبيق سياسة الحصار على العراق عام 1990 عارض هؤلاء سياسة العقوبات الاقتصادية ، لأنهم كانوا يرون أن أقصى ما يمكن أن تحققه على المدى القريب هو تحرير الكويت ، حسب الدراسة التي تشير إلى أن هؤلاء أصروا على أن تواصل الولايات المتحدة سياسة الاحتواء وعدم رفع الحصار حتى بعد انتهاء الحرب عام 1991 دون أن تحقق الأهداف التي كانوا يتوخونها وهي تدمير العراق بشكل كامل وإسقاط نظامه ، وهكذا يتأكد لنا بان الحرب على العراق عام 2003 وتدميره كانت بتشجيع ودعم اللوبي الصهيوني في أمريكا حتى قبل دخول العراق الى الكويت عام 1990 ، وهذا يعني أن مشكلة الكويت لم تكن سوى مسوغا وفرصة أما المخططات فكانت جاهزة منذ سنوات تنتظر التنفيذ العملي وعلى أساس أن إدارة الرئيس بوش قد قبلت مشروع اللوبي الصهيوني ، وهو استبدال الحصار الاقتصادي بالحرب المباشرة ..
أما دراسة ( جون د. شتانبر ) فهي تقييم لنتائج ما أسمته بحرب الخليـــــــج الثانية أو ( عاصفة الصحراء ) ..
أما الدراسة الثالثة التي أعدها ( كيسنجر ) ونشرها في (نيويورك تايمز ) عام 1992 ، فهي توضح البعد الاسـتراتيجي للخطاب الأمريكي في تعامله مع مسألة احتــلال العراق ، فــــقد ذكر ( كيسنجر ) أن حربي الخلــــــيج الأولى ( الحرب العراقية الإيرانية ) والثانية ( العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991 ) لم تحققان اهد افهما الاستراتيجية العليا للولايات المتحدة ، لذلك دعا صراحة إلى شن حرب ثالثة على العراق تحقق فيها الولايات المتحدة أهدافها التي ذكرها وهي :
إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط من جديد كي تتلاءم مع المصالح الاستراتيجية العليا للولايات المتحدة وتحقيق أمنها القومي على الصعيدين الإقليمي والدولي من خلال احتلال العراق بالكامل وإسقاط نظامه والسيطرة على نفطه ونفوط المنطقة وحماية امن إســـــرائيل ، وهذا يتطلب ، حسب رؤيته ، إقامة نظام ليبرالي في العراق يؤْمن بما اسماها القيم الديمقراطية الغربية ..
تقســيم العــراق
ولو عدنا إلى مسالة تقسيم العراق في الخطاب الأمريكي لوجدنا أن ما تقوم به قوات الاحتلال حاليا هو جزء من استراتيجية تقسيم العراق وتفتيته ، فالمعروف أن العراق كان في السابق دولة منفتحة يتعايش مواطنها بإخوة ومحبة دون تمييز أو تفريق سواء على الصعيد الجماهيري أو على المستوى الرسمي والوظائف الحكومية التي شاركت فيها نخب متعددة تمثل جميع أطياف الشعب العراقي حتى على مستوى القيادات العليا والوسطى سواء أكانت مدنية أو عسكرية أو تابعة لمؤسسات الأمن الوطني ونحن نتحدى من يقول غير ذلك كما كان الناس يتعايشون في أحياء مشتركة تضم السنة والشيعة والكرد والمسيحيين والصابئة واليزيديين وغيرهم تجمعهم محبة العراق والوحدة الوطنية الصميمية وكانوا يتزاوجون فيما بينهم ويتعايشون مع بعضهم لا يفرقهم مفرّق مهما كان عصيبا ، أما ألان فان العراق يمزقه العنف وتمزقه سياسة التمييز والتفرقة التي تعتبر من ابرز افرازات الاحتلال ، ويحذر تقرير جديد من الخبير في الشـــــؤون العراقية ( جوست هيلترمان ) أعده لمجموعة ألازمات الدولية ، وهي منظمة بحثية مقرها بروكسيل ، من أن على الولايات المتحدة أن تستعد لمواجهة احتمال تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء أو أكثر بسبب العنف الذي كان نتيجة مباشرة للاحتلال الأمريكي ، ويرد مسئول أمريكي ، لم يكشف عن اسمه ، أن الولايات المتحدة ليست في حاجة إلى تحذير من وقوع هذه الكارثة ، فهي التي تسعى إليها للقضاء نهائيا على ما تبقى من دولة العراق الموحدة القوية .. وآخر ما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اتجاهات الخطاب السياسي الأمريكي المعاصر / دراسة علمية تحليلية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العلاقات الدولية في الفكر السياسي الغربي: دراسة تحليلية
» جدلية بدائل التوجه السياسى التركي المعاصر: دراسة استشرافية
» دراسة تحليلية لعملية صنع القرار
» دور الخطاب الإعلامي و السياسي الغربي في خلق مناخ إسلاموفوبي
» الإطار القانوني للأمن القومي: دراسة تحليلية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: عـــلاقــــــــات دولــــيــــــة ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1