منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
مؤسسات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
مؤسسات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
مؤسسات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
مؤسسات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
مؤسسات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
مؤسسات العولمة Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
مؤسسات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
مؤسسات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
مؤسسات العولمة Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
مؤسسات العولمة Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 مؤسسات العولمة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

مؤسسات العولمة Empty
مُساهمةموضوع: مؤسسات العولمة   مؤسسات العولمة Emptyالأربعاء مارس 27, 2013 9:38 pm

ثالثا: العولمة الثقافية:
أولا- أهدافها: هذه العولمة عند تنزيل مفهومها على العالم الإسلامى؛ فإنه يُقصد بها التدخل المباشر فى ثقافات الشعوب الإسلامية؛ وذلك لتحقيق أهداف خطرة؛ من أهمها:
1- تشويه ثقافات «الذاتية التاريخية» للأمة الإسلامية.
2- بث الشبهات فى أساسات تلك الثقافات بالتشكيك فى مرجعيتها الأصلية (الكتاب والسنّة). ويتضمن ذلك دعم وتشجيع الفئات الطائفية التى تتبنى فى أصل عقيدتها ذلك النوع من التشكيك.
3- إضفاء ألوان من القدسية الثقافية على الكُتّاب الذين يختطون ذلك المنهج،، سواء باسم الأدب أو الفن أو السياسة أو الاقتصاد أو التربية أو الإدارة أو غيرها؛ إذ تمنح هؤلاء الجوائز العالمية؛ كجائزة نوبل التى مُنحت نجيب محفوظ، وجائزة الأدب التى مُنحت أدونيس فى مطلع 2004م.
4- إقحام المرأة فى كل المجالات دون استثناء؛ بقصد استغلالها باسم الثقافة والفن لتكون أداة ميدانية لتطويع الشعوب الإسلامية للهجمة الثقافية الغربية. ويتجسد ذلك أكثر ما يتجسد ببث ما يُسمّى بـ«ثقافة الجنس»! التى تتضمن استغلال صورة المرأة، والحديث عن جسدها، وإبراز مفاتنها، سواء فى الكتب أو الصحافة أو المجلات أو التلفزيون أو الإعلانات أو الندوات أو غيرها، ويدخل ضمن هذا الهدف إلهاء المرأة المسلمة بأمور خارج منزلها بغية عزلها عن هدفها الأساس: تربية الأجيال.
5- تغليب المنتج الثقافى العلمانى والليبرالى والقومى على المقابل الإسلامى؛ ليكون ذلك المنتج هو الصبغة العامة المؤثرة فى ثقافة الشعوب الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بالأخلاق والسلوك؛ فضلا عن الأفكار والمعتقدات.
6- تغيير المناهج التعليمية فى البلاد الإسلامية؛ وذلك باستغلال ما بقى فيها من آثار ضعيفة تذكّر الطالب المسلم بدينه وتاريخه.
7- تذويب المجتمع المسلم فى بحر الثقافة الغربية، خاصة ما يتعلق منها بالإسفاف المادى والانحراف العقدى والترهل المعنوى، مع محاولة عزله عن الثقافة ذات المردود الإيجابى والارتقاء الحضارى والبعد الاستراتيجى.
8- الاستحواذ على الطاقة المعرفية فى العالم الإسلامى؛ بربطها بالثقافة العلمانية، وذلك لتحقيق غايتين: الأولى- حرمان المجتمع الإسلامى من تلك الطاقات. والثانية- استغلالها فى المساهمة فى بناء الكيان الحضارى الغربى.
9- وباعتبار أن العولمة الثقافية لا تنفك فى حركتها عن باقى مكونات العولمة -أى العولمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والتربوية وغيرها- باعتبار أنها من أهم تلك المكونات وأبرزها؛ فإن نجاح العولمة الثقافية فى التغلغل فى المجتمع الإسلامى سيسلكه قسرا فى باقى مكونات العولمة، بل يجعله جزءا فاعلا ومؤثرا فى تحقيق غاياتها، وعاملا رافدا فى منظوماتها.
10- إدخال العالم الإسلامى فى بوتقة الحركة الثقافية العالمية؛ بما تتضمنه من مفهومات مصطلحية ذات طابع جماهيرى كالديمقراطية، أو طابع عقدى كالعلمانية، أو طابع انعتاقى كالليبرالية، أو طابع انتمائى كالوطنية والقومية.
وبسبر أغوار تلك الأهداف العشرة؛ نستطيع أن نفهم كثيرا من العبارات التى يسوّقها المفكرون الغربيون، مثل قول «مايكل هيوارد»: «إن الافتراض الغربى السائد الآن يشير إلى أن التنوع الثقافى ليس إلا ظاهرة تاريخية عابرة، سيتم القضاء عليها بسرعة؛ من جرّاء نمو ثقافة عالمية مشتركة ذات توجهات غربية، وناطقة باللغة الإنجليزية»، ومثل إطلاق «ماكلوهان» مفهوم «القرية الكونية» على العالم. وكذلك نستطيع أن نفهم ونفسّر بأسلوب علمى وموضوعى ما ذهب إليه «صامويل هنتنجتون» فى كتابه (صدام الحضارات وإعادة صنع النظام العالمى)، وما ذهب إليه «فرانسيس فوكوياما» فى كتابه (نهاية التاريخ).

ثانيًا- لغة الأرقام:
لا أستطيع فى هذه العجالة لملمة أكوام وأكداس الأرقام التى تتحدث عن الإحصاءات الثقافية ووسائلها فى مختلف بقاع العالم، ولكنى سأكتفى بذكر بعض الأرقام تحت خمسة عناوين:
1- الإذاعة والسينما والتلفزيون والفيديو: أسوق الإحصاءات الآتية، وهى مستقاة من بحث قيّم نشره الدكتور ناصر العمر بعنوان (كيفية التعامل.. رؤية شرعية):
- جميع الوسائل الإعلامية لا يتجاوز تأثيرها 30% من قوة تأثير التلفزيون والفيديو.
- ذكر الدكتور حمود البدر -وكيل جامعة الملك سعود سابقا وأمين مجلس الشورى السعودى حاليا- أن الدراسات والأبحاث أثبتت أن بعض الطلاب عندما يتخرج فى المرحلة الثانوية يكون قد أمضى أمام جهاز التلفزيون قرابة 15 ألف ساعة؛ فيما لا يكون قد أمضى فى حجرات الدراسة أكثر من 10 آلاف و800 ساعة على أقصى تقدير. ومعدل حضور بعض الطلاب فى الجامعة 600 ساعة سنويا. أما متوسط جلوسه أمام التلفزيون فـ1000 ساعة سنويا.
- ذكرت إحصاءات منظمة اليونيسكو عن الوطن العربى أن شبكات التلفزيون العربية تستورد ما بين 33% من إجمالى البث كما فى سوريا، و50% من هذا الإجمالى كما فى تونس والجزائر. ولكن فى لبنان تزيد البرامج الأجنبية عن نصف إجمالى المواد المبثوثة؛ إذ تبلغ 58.5%، وتبلغ البرامج الأجنبية فى لبنان 69% من مجموع البرامج الثقافية، وأغلبها يُبث بغير ترجمة، كذلك فإن 66% من برامج الأطفال تُبث بلغاتها الأجنبية من غير ترجمة فى معظمها.
- ذكر الدكتور «محمد عبده يمانى» أن منظمة اليونيسكو أجرت دراسة اتضح منها أن 90% من الأخبار التى يتناقلها العالم هو من نتاج خمس وكالات عالمية فقط؛ هى: أسوشيتد برس (أمريكية)، ويونايتد برس (أمريكية)، وكالة الصحافة الفرنسية (فرنسية)، ورويترز (إنجليزية)، وتاس (روسية).
- فى إحصاءات إسبانية تبين أن 39% من الأحداث المنحرفين اقتبسوا أفكار العنف من مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج الإعلامية. وفى دراسة سلبيات التلفزيون العربى؛ جاء أن 41% ممن أُجرى عليهم الاستبيان يرون أن التلفزيون يفضى إلى انتشار الجريمة، و47% يرون أنه يفضى إلى النصب والاحتيال. وذكر الدكتور حمود البدر أنه من خلال إحدى الدراسات التى أجريت على 5000 فيلم طويل، تبين أن موضوع الحب والجريمة والجنس يشكل 72% منها، وتبيّن من دراسة أخرى حول الجريمة والعنف فى 100 فيلم وجود 168 مشهد جريمة أو محاولة قتل، بل قد وجد فى 13 فيلما فقط 73 مشهدا للجريمة. وقد درس «تشار» مجموعة من الأفلام التى تُعرض على الأطفال عالميا فوجد أن 27.4% منها تتناول الجريمة.
2- استغلال جسد المرأة: لا تكاد توجد مطبوعات أو إعلانات أو دعاية تخلو من استغلال المرأة وجسدها بطريقة تثير الغرائز فى معظم الأحيان!. وفى رسالة ماجستير أعدها أحد الباحثين بعنوان (صورة المرأة فى إعلانات التلفزيون)؛ ذكر أنه حلل 356 إعلانا تلفزيونيا، بلغ إجمالى تكرارها 3409 مرات خلال 90 يوما فقط. وقد توصل فى بحثه إلى ما يأتى:
- استُخدمت صورة المرأة فى 300 إعلان من 356 إعلانا، كُررت قرابة 3000 مرة فى 90 يوما.
- 42% من الإعلانات التى ظهرت فيها المرأة لا تخص المرأة.
- سنّ النساء اللاتى ظهرن فى الإعلانات من 15-30 سنة فقط.
- اعتمدت 76% من الإعلانات على مواصفات خاصة فى المرأة، كالجمال والجاذبية، و51% على حركة جسد المرأة، و12.5% اسُتخدمت فيها ألفاظ جنسية.
- الصورة التى تقدم للمرأة فى الإعلان منتقاة بعناية لا عشوائية.
وقد أظهرت إحصائية ضمن رسالة علمية جامعية بعض السلبيات المنعكسة على الأسرة (خصوصا النساء)؛ بسبب متابعتها القنوات الفضائية. ومن ذلك أن:
- 85% يحرصن على مشاهدة القنوات التى تعرض المشاهد الإباحية.
- 53% قلّت لديهن تأدية الفرائض الدينية.
- 32% فتر تحصيلهن الدراسى.
- 42% يتطلعن إلى الزواج المبكر ولو عرفيا.
- 42% تعرضّن للإصابة بأمراض النساء نتيجة ممارسة عادات خاطئة.

3- الأطفال فريسة: إن كل ما يراه الطفل ينطبع فى مخيلته ويُختزن فى ذاكرته، ومن هنا تأتى خطورة ما يُعرض على الأطفال من الصور والإعلانات ومختلف الدعايات. وقد أعدّ الدكتور «سمير محمد حسين» دراسة حول برامج وإعلانات التلفزيون كما يراها المشاهد والمعلنون، وتوصل فيها إلى أن:
- 98.6% من الأطفال يشاهدون الإعلانات بانتظام.
- 96% من الأطفال يتعرّفون المشروبات المعلن عنها بسهولة.
- 96% قالوا إن هناك إعلانات يحبونها، فيحفظون نص الدعاية ويقلدون المعلن.
كما أن الدكتور «تشار» أجرى دراسة على مجموعة من الأفلام التى تُعرض على الأطفال عالميا، فوجد أن:
- 29.6% تتناول موضوعات جنسية.
- 27.4% تتناول الجريمة.
- 15% تدور حول الحب بمعناه الشهوانى العصرى المكشوف.

4- الابتكارات والاختراعات: أفادت الإحصاءات بأن نحو 15% من سكان العالم يمثلون تقريبا مصدر كل الابتكارات التكنولوجية الحديثة (النسبة ليست للأفراد بل للشعوب)، و50% من سكان العالم قادرون على استيعاب تلك التكنولوجيا استهلاكا أو إنتاجا، وبقية سكان العالم -أى 35%- منقطعون ومعزولون عن تلك التكنولوجيا.
وقد نبهت هيئة اليونيسكو، فى تقريرها العلمى، على تدنى نصيب الدول العربية من براءات الاختراع التكنولوجى على مستوى العالم؛ إذ بلغ نصيب أوروبا منها 47.2%، وأمريكا الشمالية 33.4%، واليابان والدول الصناعية الجديدة 16.6%، وبقى نحو 2.6% تتنافس فيها باقى دول العالم.
فانظر إلى هذا البون الشاسع بين العالم الإسلامى وسائر دول العالم؛ فلا شك إذن أن تطغى العولمة الثقافية على مرافق التوجيه فى هذه الدول المتخلفة؛ حتى لا تجيد طريقة التعامل مع هذه المبتكرات والمخترعات؛ فهى فى أحسن الأحوال لا تصلح إلا أن تكون سوقا استهلاكية ليس أكثر!؛ علما بأن سرعة إنزال المبتكرات إلى السوق أسرع بكثير من الوقت المتاح لاستيعاب مساحات الاستفادة منها ومن إمكاناتها التشغيلية؛ وذلك بسبب التسارع المضطرد الذى تتّسم به ثورة الاتصالات لعام 1995م، التى قّدرت بنحو 1000 مليار دولار.
5- الشبكة العالمية (الإنترنت): هى شبكة معلومات تُعدّ من أعجب ما توصل إليه الإنسان؛ إذ جعلت أدق المعلومات بين يدى كل من يطلبها بسرعة مذهلة وبتفاصيل استثنائية؛ وذلك بمجرد أن يداعب بأنامله أزرار الحاسوب. وعلى الرغم من أن هذه الشبكة المعقدة قد غلّفت جميع أنحاء الكرة الأرضية؛ فإن حظ العالم الإسلامى من التعامل مع هذه المعلومات المتوفرة بسهولة عبرها، لا يزال ضعيفا. بل إن بعض دول العالم الإسلامى كانت تحظر هذا التعامل إلى فترة قريبة!. قارن هذا الحال المتخلف بدولة متقدمة كاليابان مثلا، فإن عدد اليابانيين المتصلين بالإنترنت عبر الخطوط الثابتة والهواتف المحمولة قد ارتفع فى ديسمبر عام 2002م إلى 43 مليونا مقارنة بـ26.3 مليونا قبل ستة أشهر فقط(!!). وأما فى الولايات المتحدة الأمريكية، فإن عدد العاملين فى قطاع الإنترنت بلغ 1.2 مليون شخص.
إذا أمعنا النظر فيما سقته من إحصاءات؛ فإن دلالة الأرقام تفسر لنا بوضوح ما أحدثته أعاصير العولمة الثقافية، وهى تهبّ بشدة على عالمنا الإسلامى، تحاول اجتثاث خاصيته الثقافية من جذورها؛ لتغرس مكانها ثقافات وافدة، اختلط فيها الصالح القليل بالطالح الكثير!.

رابعا- طمس هوية الشعوب وتشويه عقائدها وثقافاتها وتاريخها:
وهذا هدف أصلى من أهداف العولمة، وتوجّه رئيس فى وضع خططها وبرامج تنفيذها. ونماذج ذلك كثيرة ولا تكاد تحصى؛ فمنها دراسة للدكتور «جاك شاهين» أستاذ علوم الاتصال الجماهيرى بجامعة ألينوى الأمريكية، رصد فيها نيات الإعلام الأمريكى تجاه الإسلام والمسلمين بتحليل مضمونه خلال عشرين سنة مضتح؛ فيرى الدكتور شاهين أن صورة العربى المسلم فى الذهن الغربى، يمكن تلخيصها بعبارة «الآخر الثقافى الخطير» الذى يهدد محاولات الانفراد الأمريكى بقيادة العالم بعد انهيار الشيوعية. ومن توابع هذه العبارة أن يكون مصطلح «الجهاد» و«عدم التسامح» و«اضطهاد المرأة» فى الرواية الغربية مرادفا لـ«كراهية الآخر» و«التعصب» و«العنف».
وتصوّر وسائلُ الإعلام الأمريكية العربَ الأمريكيين أنهم «غرباء» ويشكلون «خطرا على الأمن القومى»، وأنهم يقفون جنبا إلى جنب مع مهربى المخدرات والمخربين ويؤازرون النشاط الإرهابى.
وتكشف الدراسة أن الإعلام الأمريكى يصوّر المسلمين على أنهم يعبدون القمر. قالت الإذاعية «جانيت مارشالز» ذلك عبر الإذاعة فى 15/5/1996م، وكرر المستشرق الدكتور «روبرت مدرى» مزاعمها فى مطبوعات ومحاضرات.
وتُخرج المكتبات الأمريكية سنويا مئات الكتب المعادية للإسلام، وتحمل عناوين مثل «ميزان الإسلام» و«الإسلام الملتهب»، وكذلك مقالات تحت عناوين مثيرة مثل «جذور التعصب الإسلامى» و«الإسلام قد يكتسح الغرب»، و«الحرب الإسلامية ضد الحداثة»، و«القنبلة الزمنية الإسلامية».
فى الكتب المدرسية كتاب المواد الاجتماعية المقرر على الصف السادس الابتدائى، يقدم المسلم كأنه راعى غنم يعيش فى الخيام، ويرتدى العباءة، ويتزوج عددا غير نهائى من النساء ويطلق كما يشاء، ولا همّ له إلا الجنس والعنف، ويخطف الطائرات، ويدمر المنشآت!، وفى «السينما» يُصوّر المسلم كأنه «إرهابى».
وأنتجت هوليوود، بين عامى 1986 و1995، من 15 إلى 20 فيلما أسبوعيا (أى يُعرض بشكل مسلسلات أسبوعيا)، أظهرت فيه صورة بغيضة للعرب والمسلمين فى أكثر من 150 فيلما. وكانت صورة العربى فى العشرينيات أنه تاجر عبيد وحشى، وأصبح فى السبعينيات والثمانينيات شيخا بتروليا، والآن إرهابيا متعصبا يصلى قبل أن يقتل الأبرياء؛ ففى فيلم «ليس بدون ابنتى» المسلم يخطف زوجته الأمريكية وابنته ويسافر إلى إيران، ولا يكتفى بسجن زوجته وضربها، بل يحرمها من ابنتها. وفى فيلم «أكاذيب حقيقية» وفيلم «القرار التنفيذى» يظهر الفلسطينيون كأنهم ساديون يقتلون القساوسة والأمريكيين الأبرياء، ويفجرون قنبلة نووية قبالة شاطئ فلوريدا، ويعملون على هدم أمريكا.

خلاصة الموضوع
العولمة الثقافية عند تنزيل مفهومها على العالم الإسلامى؛ فإنه يُقصد منها التدخل المباشر فى ثقافات الشعوب الإسلامية؛ وذلك لتحقيق أهداف خطيرة؛ من أهمها:
1- تشويه ثقافات «الذاتية التاريخية» للأمة الإسلامية.
2- بث الشبهات فى أساسات تلك الثقافات بالتشكيك فى مرجعيتها الأصلية (الكتاب والسنّة). ويتضمن ذلك دعم وتشجيع الفئات الطائفية التى تتبنى فى أصل عقيدتها ذلك النوع من التشكيك.
3- إضفاء ألوان من القدسية الثقافية على الكُتّاب الذين يختطون ذلك المنهج، سواء باسم الأدب أو الفن أو السياسة أو الاقتصاد أو غيرها؛ إذ يمنح هؤلاء الجوائز العالمية كجائزة نوبل.
4- إقحام المرأة فى كل المجالات دون استثناء؛ بقصد استغلالها باسم الثقافة والفن. ويدخل ضمن هذا الهدف إلهاء المرأة المسلمة بأمور خارج منزلها بغية عزلها عن هدفها الأساس: تربية الأجيال.
5- تغليب المنتج الثقافى العلمانى والليبرالى والقومى على المقابل الإسلامى.
6- تغيير المناهج التعليمية فى البلاد الإسلامية؛ وذلك باستغلال ما بقى فيها من آثار ضعيفة تذكّر الطالب المسلم بدينه وتاريخه.
7- تذويب المجتمع المسلم فى بحر الثقافة الغربية الهابطة، مع محاولة عزله عن الثقافة ذات المردود الإيجابى والاتقاء الحضارى والبعد الاستراتيجى.
8- الاستحواذ على الطاقة المعرفية فى العالم الإسلامى بربطها بالثقافة العلمانية؛ وذلك لتحقيق غايتين: الأولى- حرمان المجتمع الإسلامى من تلك الطاقات. والثانية- استغلالها فى المساهمة فى بناء الكيان الحضارى الغربى.
9- وبحكم أن العولمة الثقافية لا تنفك فى حركتها عن باقى مكونات العولمة -أى العولمة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية والتربوية وغيرها- باعتبار أنها من أهم تلك المكونات وأبرزها؛ فإن نجاح العولمة الثقافية فى التغلغل فى المجتمع الإسلامى سيسلكه قسرا فى باقى مكونات العولمة، بل يجعله جزءا فاعلا ومؤثرا فى تحقيق غاياتها، وعاملا رافدا فى منظوماتها.
10- إدخال العالم الإسلامى فى بوتقة الحركة الثقافية العالمية.
وبسبر أغوار تلك الأهداف العشرة؛ نستطيع أن نفهم كثيرا من العبارات التى يسوّقها المفكرون الغربيون، مثل قول «مايكل هيوارد»: «إن الافتراض الغربى السائد الآن يشير إلى أن التنوع الثقافى ليس إلا ظاهرة تاريخية عابرة، سيتم القضاء عليها بسرعة؛ من جرّاء نمو ثقافة عالمية مشتركة ذات توجهات غربية، وناطقة باللغة الإنجليزية».

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

مؤسسات العولمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: مؤسسات العولمة   مؤسسات العولمة Emptyالأربعاء مارس 27, 2013 9:41 pm

مؤسسات العولمة :
هي كثيرة ، ولكن من أبرزها :
1. منظمة الأمم المتحدة UN
2. صندوق النقد الدولي IMF
3. البنك الدولي للإنشاء والتعمير IBRO
4. اتفاقية "الجات" والتي تحولت بعد ذلك إلى "منظمة التجارة العالمية" WTO، وأعضاؤها 128 دولة (لغاية 13/12/96م) .
5. منظمة الوحدة الأوربية بجميع عناوينها .
6. حلف الأطلسي .
7. نادي باريس : وهو مؤسسة مالية ذات سلطة كبيرة ومعقدة ، ولا تملك المنظمة ميثاقاً أو قواعد عمل أو عضوية ثابتة أو رسمية ، ودورها بارز في جدولة القروض الرسمية للبلدان النامية والفقيرة .
من خلال التدقيق في مؤسسات نشر العولمة ؛ نلاحظ الإمكانات الهائلة المتاحة لها على كل المستويات والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها بلا حدود ، مع توفير جميع الإمكانات وتيسير كل السبل لنغطي أرجاء المعمورة بدون معوقات أو عراقيل .

وسائل نشر العولمة :
إن التقنية الحديثة هي الوسيلة الرئيسة في نشر العولمة ، وتتمثل في
- الحاسوب .
- الإنترنت .
- الأقمار الصناعية والبث الفضائي .
- الصحافة الدولية ومؤسسات النشر (المسموعة والمقروءة والمرئية) .
- السياحة والرياضة .
- بنوك المعلومات وبنوك المال .
- السينما .
- المؤتمرات والندوات .
- المؤسسات بجميع تخصصاتها .
إن معظم هذه الوسائل هي أيضاً مستخدمة لنشر الإسلام عالمياً ، ولكن بشكل محدود جداً ، لا يكاد يقارن مع استعمالاتها الكبيرة في نشر العولمة .

قصور العولمة المعاصرة عن بلوغ غاياتها :
لن تتمكن العولمة العاصرة من تحقيق غاياتها في إعادة صياغة الهوية الخصوصية للشعوب للأسباب الآتية :
1- افتقادها للمنهاج العام الذي يعتبر مرجعية مكتوبة أو مقننة .
2- بشرية منطلقاتها الفكرية (ومفهوم البشرية يتضمن التعدد الفكري، والقصور الذاتي) .
3- جهلها بالسنن الربانية (مما يؤدي إلى اصطدامها بها) .
4- اعتمادها على أساسين غير دائمين :
أ - قوة النفوذ الغربي .
ب - التقنية الفائقة المعاصرة
وكلاهما مهدد بالتقويض في حالة نشوب حرب كونية .
5- الدخول في صراعات كثيرة منوعة مع خصوصيات الشعوب .
6- افتقادها للبعد الزمني التاريخي الشمولي ؛ مما يلحقها – بالنسبة لكل أمة من الأمم على حدة – بالأمور "الطارئة" لا يستطيع أن "يلغي الجذور التاريخية" للشعوب والأمم .

إن العولمة المعاصرة تمثل "تياراً عاماً" يدفع إلى الأمام بوسائط تقنية ووسائل أخرى ، لكنه ليس "مشروعاً حضارياً متناسقاً ومتكاملاً" ولذلك فإن الإخفاق هو منتهى طريقها .

مفرزات "العولمة المعاصرة" :
تتمثل مفرزات العولمة المعاصرة في سلوك منحى العولمة المركزية ، والمنظمة والمتخصصة ، والتي إذا جمعت مفردات تخصصاتها شكّلت الماسحة المتاحة من العولمة العامة الشاملة . إن الاتجاه الحالي للعولمة هو في بذل الجهود الدولية والعالمية لاستكمال الشمولية لتغطية جميع مساحة العولمة العامة من خلال استكمال مفرداتها التفصيلية ، وقد تطلّب ذلك جهوداً مضنية بُذلت ، ولا تزال تُبذل لتحقيق الوصول لهذه الغاية .
ولعلنا نشير إلى بعض تلك الجهود وفق النقاط الآتية :
أولاً: عقد مؤتمرات عالمية : منها:
• مؤتمر "البيئة والتنمية" في ريودجانيرو 1992م .
• مؤتمر "حقوق الإنسان" في فيينا 1993م .
• مؤتمر "الإسكان والتنمية" في القاهرة 1992م .
• مؤتمر "التنمية الاجتماعية" في كوبنهاجن 1995م .
• مؤتمرات "المرأة" :
- في نيومكسيكو 1975م .
- في كوبنهاجن 1980م .
- في نيروبي 1985م .
- في بكين 1995م .
• ندوة "البديل الثالث" جامعة نيويورك ، سبتمبر 1998م .
• المؤتمر العالمي لـ"العولمة" في دافوس السويسرية 1999م (حضره حوالي 1500شخصية عالمية متخصصة) .
• مؤتمر "الذهب النازي" في بريطانيا 1999م (شارك فيه 46دولة و6منظمات دولية غير حكومية على رأسها المجلس اليهودي العالمي) .
• مؤتمر "الصحة الإنجابية" القاهرة ، فبراير 1999م .
• مؤتمر " الشباب" في بانكوك ، مارس 1999م .
• مؤتمر "سفراء الشباب" سان فرانسيسكو ، يونيو 1999م .
• مؤتمر "العنف ضد النساء" نيويورك ، مارس 1999م .
• منظمات شبابية بأسماء "منظمة اليوم الواحد" ، "منتدى الشباب" ، "مؤسسة جسر الحياة" . . وغيرها .

ثانياً: العولمة الاقتصادية:
وذلك من خلال تشكيل هيئات اقتصادية كبيرة ، تتمكن بإحكام هيمنتها ونفوذها من السيطرة على أدوات السوق الدولية ، وأكتفي للتدليل على ذلك بنموذج واحد فقط ، وهو نموذج "الاندماج" ؛ مثل اندماج:
• شركات صناعية عملاقة ؛ كاندماج شركتي "ديملرز" و "كرايسلر" .
• شركات بترول ؛ مثل:
- "أكسون" و "موبيل" (مقدار رأس المال 214ملياراً) .
- "رويال داتش" و "شل" (مقدار رأس المال 162ملياراً) .
- "بريتيش بتروليوم" و "أموكو" (مقدار رأس المال 149ملياراً) .
• بنوك كبيرة في أوروبا وأمريكا .
وقد ذكر "تقرير الشال الاقتصادي" أن في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها حدثت 3385 عملية شراء واندماج خلال النصف الأول من عام 2002م ، وفي بريطانيا نحو 1150 عملية اندماج ، وفي ألمانيا نحو 538 عملية ، وفي فرنسا نحو 504 عملية ، وفي الصين نحو 452 عملية،وفي كوريا الجنوبية نحو 83 عملية ، وفي البرازيل نحو 81 عملية ، وفي المكسيك نحو 42 عملية ، وبالجملة فإن بيانات تنشرها مجلة الإيكونوميست نقلاً عن dialogic – uk أن عدد عمليات الشراء والاندماج في النصف الأول من عام 2002م قد بلغت 11887 عملية ، وبقيمة إجمالية في حدود 645 ملياراً .
إن هذه الشركات الضخمة والبنوك المتخمة تستخدم قواها الاقتصادية في دعم عملية العولمة من خلال التأثير في :
- دخول الدول النامية .
- خطط التنمية فيها .
- ابتزاز اقتصاد الدول النامية من خلال السيطرة على مشاريعها الاقتصادية .
- إضفاء أساليب التغريب على مناهج الحياة فيها ، لتقليص أو مصادرة خصوصيتها الوطنية أو الإقليمية؛
من خلال إخضاعها اقتصادياً أو سياسياً .
وقد أكدت مصادر اقتصادية أن احتكارات البلدان الغربية قد ابتزت من هذه الدول في الفترة من 1970م إلى 1980م مبالغ قدرها 125مليار دولار .
ورغم أن الاقتصاد الربوي قد أنشب أنيابه بقوة في جميع أنحاء الجسد البشري على المستوى العالمي مبتلعاً في طياته الأفراد والشعوب ، سواء منها الإسلامية وغير الإسلامية ، إلا أن جهود الصحوة الإسلامية قد أثمرت – ولو بشكل ضئيل – في التخلص شيئاً ما من براثن بعض تلك الأنياب الحادة ، حيث أنشئت المصارف الإسلامية وبعض المؤسسات الاقتصادية القائمة على المنهج الإسلامي في المعاملات المالية ، وذلك بغرض تحقيق الممارسات التجارية والاستثمارية والمصرفية على أسس إسلامية . وقد تحددت الخطوط العريضة لهذا التوجه – كما يراه الدكتور البعلي – فيما يأتي :
1- نبذ الفوائد الربوية بأشكالها المختلفة أخذاً وعطاءً .
2- ممارسة الاتجاه المباشر .
3- ملكية أصول لغايات الاستثمار .
4- المشاركة المباشرة في مشاريع منتجة .
كل ذلك باعتبار أن التوازن الاقتصادي في المجتمع الإسلامي هو أحد المقاصد التي رمت الشريعة إلى تحقيقها.
وقد بيّن د .البعلي أن "البنوك في ظل استراتيجياتها السابقة ؛ متفردة بهويتها ، لا تصدر الأزمات الاقتصادية ، بل تقدم منهجاً متفرداً ، وتصدر الحلول للمشكلات ، حيث تستطيع في ظل إستراتيجية واضحة أن تستأثر وتستأسد بحصة من السوق المصرفية لا يستطيع غيرها ينافسها فيها ، وهي
1- شريحة الذين لا يرغبون في التعامل بسعر الفائدة .
2- شريحة الذين يرعبون في الحصول على مزايا العمل المصرفي الإسلامي .
3- شريحة الذين ينادون بتنمية حقيقية مستمرة تقوم على بناء اقتصاد إنتاجي حقيقي .
إن العولمة الاقتصادية ، والتي يُقصد منها فرض هيمنة الدول الغنية بقصد امتصاص خيرات الدول الفقيرة وثرواتها ، ستؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية ؛ إذ لا يزال نحو 900مليون نسمة يعيشون في فقر مدقع ، و826 مليون نسمة يعانون من سوء التغذية ، ومليار نسمة يفتقرون إلى مصادر مياه مناسبة ، و 115 مليون طفل لا يتلقون تعليمياً ، و 10% من مواليد جنوب الصحراء في إفريقيا يموتون .
وقد جاءت مؤشرات التدهور الاقتصادي الشديد في العالم العربي لتؤكد عدم قدرته في الصمود أمام الضغوط الاقتصادية للدول الغنية ، لقد انخفض معدل النمو الحقيقي للناتج المحلي الإجمالي لسبع عشرة دولة عربية من 4,2 % عام 2000م إلى 3,9% عام 2001م وتراجع مؤشر الاستثمار عام 2001م بنحو 0,7 نقطة مقابل 1,2 نقطة عام 2000م كما أن خمس عشرة دولة عربية تعاني ندرة شديدة في المياه ، أو هي فعلاً تحت خطر الفقر في المياه . لكل ذلك ؛ فإن مؤشر التنمية البشرية (H.D.I) يضع البلاد العربية في المؤخرة ما بين 111دولة باستثناء إفريقيا . ولقد أدت أزمة آسيا الاقتصادية إلى هبوط معدل نمو تجارة السلع العالمية من نحو 11% عام 1997م إلى 5% لعامي 1998م و 1999م ؛ مما زاد من تفاقم الأزمة الاقتصادية في العالم العربي . ولقد جاء التصنيف العالمي للدول بحسب إنجازاتها التقنية كرياح عاتية عرّت حقيقة الأوضاع المزرية والمتردية للاقتصاد في البلاد العربية ؛ إذ تم تصنيف الدول إلى خمس فئات : القادة ، والقادة المحتملون ، والنشطون ، والمهمشون ، والآخرون . ضمن هذا التصنيف جاءت 18 دولة في فئة القادة ؛ من بينها دولة الكيان اليهودي ، و18 دولة ضمن القادة المحتملون ؛ ليس بينها بلد مسلم سوى ماليزيا .
بهذه المقاييس ؛ فإن البلاد العربية والإسلامية لن تقوى بتاتاً على مقاومة أعاصير العولمة الاقتصادية ، على الأقل على مستوى الزمن المنظور ، والذي قد يمتد عقوداً ، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن دعامات العولمة الاقتصادية أرست ركائزها في أعماق البنى الاقتصادية الدولية من خلال :
- التعميم العالمي لعمليات الإنتاج والتسويق للصناعات الحديثة ذات التقنية الفائقة .
- نمو حجم التجارة الدولية وتنوعها .
- انتقال رؤوس الأموال عبر الحدود .
- زيادة الشركات متعددة الجنسيات في عددها ونشاطها .
غير أن ذلك كله يعتمد بشكل أساسي على حالة الاقتصاد الأمريكي ، والذي بدأت أركانه تتزلزل بسبب المشروع الأمريكي الظلامي ، والمتلخص بالسيادة على العالم باستعمال القوى المسلحة الكاسحة تحت شعار (الحروب الإستباقية) ؛ للقضاء على التهديد الذي تستحدثه الولايات المتحدة نفسها – إذا لم يكن موجوداً في الأصل -؛ ليكون غطاء لشن الحروب الغاشمة كما حصل في أفغانستان ثم العراق .
إن العولمة الاقتصادية الأمريكية قد تعرضت وستتعرض إلى هزات متوالية ؛ كلما أصرت على خوض الحروب الباهظة التكاليف ، يقول فهد بن عبد الرحمن آل ثاني في بحثه القيم (جدلية تنفيذ الإستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط) : "أما بالنسبة للولايات المتحدة فقاتلت ما يقارب عقداً من الزمن ، منذ انتهاء الحرب الباردة ، لكي تطبق إستراتيجية عولمة العالم على الطريقة الأمريكية ، ولكن هذه الإستراتيجية فشلت – فيما نرى- فشلاً ذريعاً في العالم ، وخاصة في الشرق الأوسط . ولعل من أهم الدلائل على ذلك أن العجز التجاري الأمريكي قفز من 100 مليار دولار عام 1990م إلى 450 مليار دولار عام 2000م ، والأخطر في العجز التجاري في عام 2000م هو أن الواردات النفطية لا تشكل إلا 18% من الواردات الأمريكية ، أما 82% الباقية فهي سلع صناعية مستوردة . يضاف إلى ذلك أن العجز التبادلي مع الصين بلغ في عام 2001م 83 مليار دولار ، وهذا يؤكد الفشل الأمريكي في إدارة عولمة العالم ، وأن أمريكيا أصبحت في موقع التبعية لا موقع الحكم . يقول الكاتب الفرنسي إيمانويل تود : إن الإمبراطورية الأمريكية أشبه بالإمبراطورية الرومانية التي كانت تعتمد على الاستيراد الخارجي ؛ منها إلى الإمبراطورية السوفييتية التي كانت تعتمد على الاكتفاء الذاتي ، فأمريكا إمبراطورية للاستهلاك لا للإنتاج ، وحاجتها إلى العالم في استهلاكها أشد من حاجة العالم إليها في إنتاجها . ولكن في الوقت الذي بات فيه العالم ضرورياً لها لتحافظ على مستوى استهلاكها الإمبراطوري ؛ فإن هذا العالم نفسه لا يقع تحت سيطرتها الإستراتيجية ، القبطان الندان لها في مجال الإنتاج الصناعي ، وهما الاتحاد الأوروبي واليابان ، يبلغ العجز التجاري الأمريكي مقابلهما 60 مليار دولار – على التوالي – فبالتالي لا تجمعهما مع أمريكا علاقة تبعية كما يقضي المنطق الإمبراطوري ، كذلك فإن القطبين الكبيرين الآخرين في العالم – وهما الصين وروسيا – يقفان خارج مجال سيطرة واشنطن الإستراتيجية ، لاسيما أن روسيا تتمتع باستقلالية نووية تامة ، وعندما شعرت أمريكا بعجزها التجاري الكبير مع الصين ، وكذلك مخافة أن تطور الصين نوعاً من تكنولوجيا الأسلحة الذكية ؛ عملت على محاربة تصدير التقنية إليها . ففي عام 2001م مثلاً تسلّمت وزارة التجارة الأمريكية 1294 طلباً فيما يتعلق بتصدير التكنولوجيا إلى الصين ، 72% من الطلبات حصلت على موافقة ؛ بينما رفضت وزارة التجارة الأمريكية 28% من الطلبات . إن أمريكا ستحاول تطبيق سيطرتها العالمية من خلال محاولة المحافظة على تفوقها على 72% من احتياطات النفط في العالم ، و 35% من احتياطات الغاز الطبيعي .
إن المسلك الأمريكي المتغطرس والمتّسم بالاستعلاء ، واتخاذها من العولمة جسراً تعبر بواسطته إلى خصوصيات الشعوب ، وتسيطر بذلك على اقتصادها وثرواتها ؛ قد حرك كثيراً من شعوب العالم ضد العولمة ، أو إن شئت قلت ضد الأمركة ، فحيثما يعقد مؤتمر "مؤتمر التجارة العالمية" اجتماعاته تخرج المظاهرات الشعبية العارمة للتنديد بالعولمة ؛ باعتبار هذا المؤتمر هو من أهم وجوهها . ومن اللافت للنظر حقاً أن تكون مدينة "سياتل" الأمريكية من أبرز المدن التي حصلت فيها المواجهات الكبرى ضد العولمة عام 1999م ، وكذا حصل في بومباي لدى عقد المؤتمر فيها في يناير 2004م ، حيث تجمّع أكثر من 80 ألفاً من المتظاهرين ، قدموا من 130 دولة خصيصاً للاحتجاج على العولمة . غير أن مقاومة العولمة الاقتصادية لا تكفي المظاهرات لإيقاف امتداد فاعليتها ؛ إذ لا بد من تفعيل الإمكانات الاقتصادية المتاحة ، وخاصة فيما يتعلق بالعالم الإسلامي ، ومن ضمنه العالم العربي الذي يغطي مساحة قدرها حوالي 14 مليون كيلو متراًَ مربعاً ، يقطنه حوالي 250 مليون نسمة ، بلغ ناتجه الخام عام 2000م 603,5 بليون دولار بحسب ما ورد في برنامج الأمم المتحدة للتنمية عام 2002م ، ويختزن في جوفه ما يمثل 56% من النفط و 25% من الغاز من مجموع المخزون العالمي ؛ فضلاً عن موارده المائية والمساحات الكبيرة من الأراضين المتاحة للاستثمار الزراعي بشكل واسع .
إن التحدي الاقتصادي الذي يواجه العالم الإسلامي ذو طابع فريد وحاسم وقوي ، إن على المخططين الإسلاميين الاقتصاديين الاستراتيجيين أن يجيلو النظر جيداً في الأرقام الاقتصادية التي تدق بعنف ناقوس الخطر للزمن القادم ، ومن تلك الأرقام على سبيل المثال – ما ذكره الدكتور مالك الأحمد في بحثه (العولمة مفاهيم ومقارنة) ، حيث ذكر أن :
- 500 شركة عملاقة عابرة للقارات تسيطر على 70% من حركة التجارة العالمية .
- 350% شركة استأثرت بـ 40% من التجارة العالمية .
- 6 شركات تسيطر على 85% من تجارة الحبوب .
- 3 شركات تسيطر على 83% من تجارة الكاكاو .
- 7 شركات تسيطر على 90% من تجارة الشاي .
- 3 شركات تسيطر على 80% من تجارة الموز .
- 358 فرداً يملك الواحد منهم مليار دولار على الأقل ؛ بما يضاهي ما يملكه 2,5 مليار نسمة .
- يوجد في الدول النامية 1,3مليار شخص يعيشون بأقل من دولار واحد في اليوم ، و 11% من سكان الدول الصناعية يعيشون بأقل من 11,4دولار .
- يمتلك أغنى ثلاثة أشخاص في العالم أكثر من مجموع الناتج الإجمالي الداخلي للدول الـ48 الأكثر فقراُ في العالم ، فيما يمتلك أغنى 15شخص في العالم أكثر من مجموع الناتج الإجمالي الداخلي لدول إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء ، ويمتلك أغنى 32 شخصاً في العالم أكثر من الناتج الإجمالي الداخلي لدول آسيا الجنوبية .
- 20% من قوة العمل ستكفي حالياً لإنتاج جميع السلع التي يحتاج إليها المجتمع العالمي ، 80% ستواجه شيئاً آخر .
- تكلف تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية لسكان العالم 13 مليار دولار ؛ في حين تكلف أغذية الحيوانات في أوروبا والولايات المتحدة 17مليار دولار ؛ والاستهلاك السنوي من التبغ في أوروبا 50 مليار دولار ، واستهلاك المخدرات يكلف العالم 400 مليار دولار سنوياً ، والإنفاق العسكري العالمي يبلغ 780 مليار دولار سنوياً .
- يستهلك كل أمريكي 119 كجم من اللحم سنوياً ، والنمساوي 103 كجم سنوياً ، في حين يبلغ متوسط ذلك في بنغلادش 3كجم سنوياً ؛ وفي الهند 4 كجم .
لا داعي للاستطراد أكثر من ذلك ، فما ذكرته من تحليلات وأرقام كاف للدلالة على خطورة العولمة الاقتصادية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مؤسسات العولمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عرض كتاب 'جغرافيا العولمة..قراءة في تحديات العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية'
» دور مؤسسات المجتمع المدني في التنشئة السياسية
» كتاب : الدولة العصرية دولة مؤسسات
» العولمة ....................
» كتاب : مؤسسات المجتمع المدني و الامن القومي العربي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الثالثة علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات ) :: ملتقى حول العولمة والسيادة-
انتقل الى:  
1