منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
مفهوم الإستراتيجية Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
مفهوم الإستراتيجية Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
مفهوم الإستراتيجية Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
مفهوم الإستراتيجية Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
مفهوم الإستراتيجية Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
مفهوم الإستراتيجية Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
مفهوم الإستراتيجية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
مفهوم الإستراتيجية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
مفهوم الإستراتيجية Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
مفهوم الإستراتيجية Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 مفهوم الإستراتيجية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

مفهوم الإستراتيجية Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم الإستراتيجية   مفهوم الإستراتيجية Emptyالإثنين نوفمبر 12, 2012 9:36 pm


مفهوم الإستراتيجية

يمكن أن تكون الإستراتيجية "فن" كما هي علم وذلك أثناء تطبيقها وممارستها عمليا.في الاشتقاق الروسي،وبشكل دقيق ، هناك تمييز مثلا في المجال العسكري بين النظرية العسكرية و العمل العسكري:"كل قطاع،وكل مستوى في الحقل العسكري له هذين الجانبين،النظري والعملي".إن كل نشاط أو فعل يكون مقادا من خلال القوانين،و المبادئ و الطرائق، وهذا الفعل أو النشاط يقام أولا من خلال النظرية. ثم يأتي الفعل والممارسة ليزيد من غنى النظرية.إذا في "التخطيط الإستراتيجي" لابد من معرفة الكثير نظريا من أجل الحصول على القليل عمليا.

إنها حقيقة أبدية،يقول الإستراتيجي الصيني الشهير" Sun Zi":" إن الأكثر تميزا من القادة بيننا هم هؤلاء الأكثر حكمة و الأكثر استشرافا و رؤية". بعد عشرين قرنا من مقولته يأتي القانون العسكري الياباني متأثرا بشكل عميق بهذه المقولة و ليفرض على العسكريين " العسكر يجب أن يعرفوا في نفس الوقت الفنون و النظريات العسكرية". ثم يأتي "فريدريك الثاني " في أوربا ليؤكد أن "قراءة الأدب و الرسائل الجميلة هي ضرورية لهؤلاء الذين في الحياة العسكرية".

هناك ضرورة قصوى لقراءة الإستراتيجية "كعلم" من أجل الحصول على تطبيق عملي في غاية الكمال و الحصول على الإستراتيجية "كفن" في أرقى أشكالها.هنا يرى بعض الإستراتيجيين الفرنسيين:" النظرية التي تريد دائما السير بشكل مزدوج مع التجربة فإنها ستسقط آنيا أو لاحقا و ستهمل".إذا هنا نرى التركيز على المعرفة النظرية كسابقة على العمل التنفيذي وهذه من حقائق الفكر الإستراتيجي. و للإستراتيجية قواعدها كبقية العلوم والفنون،وهي متغيرة ولكنها ثابتة في بعضها،والجهل بقواعدها لابد أنه يقود إلى السقوط.هذا ما يؤكده أحد الإستراتيجيين الفرنسيين :" إن مراقبة المبادئ و معرفتها لا يكفي دائما للحصول على النصر،ولكنها تخفف من وقع الهزيمة". (الجنرال Lewal). و يؤكد " كلوزويتز" : "النظرية هامة جدا لتكوين المنفذين أو الذين سيطبقونها ،حتى تصبح لديهم محاكمة جيدة وتخدمهم وتساندهم في كل خطوة ضرورية لإكمال مهمتهم". ( من كتاب له ظهر في عام 1814،باريس).



النظرية إذا تهدف لتوضيح المحاكمة و تسهل عملية اتخاذ القرار:" إنها تلقي الضوء على مجموعة المواضيع وتعطي القدرة على معرفة الطريق،إنها تساهم في اقتلاع الأعشاب الضارة،وتبين العلاقات المتبادلة بين الأشياء،وتفصل بين ما هو هام وما هو ثانوي". ( من كتاب "الحرب" ،كلوزويتز،باريس،1955).

الإستراتيجية هي في آن واحد كيمياء تحدث تحول جذريا وكيمياء كلاسيكية قديمة. كيمياء "جديدة"جذرية يصل إليها الإنسان الشريف النبيل فقط و التي تتكون من التنظيم للمبادئ المستقرة الثابتة ومن منهج أو خطة أو معادلة من طرفين. كيمياء"قديمة" محصورة في قبضة مجموعة من الأتباع أو الأنصار حيث لديهم القدرة على تحقيق تحولات وتغيرات ليست في متناول الجميع في عمقها و إدراكها. ولدى العديد من الإستراتيجيين، الإستراتيجية المنهجية يمكن الحصول عليها ومعرفتها من خلال التجربة بالتأكيد،ولكن أيضا من خلال الدراسة وكما يعبر عن ذلك " كارل بوبير" :" العلم ليس إلا معنى مشتركا واضحا".

أولا ـ الإستراتيجي العملي و الإستراتيجي النظري:
إنه أمر واقعي و حقيقي القول بأن الانصهار الكامل بين النظري و العملي هو أمر نادر. فالعديد من القواد العسكريين كتبوا عن ذلك." تورين" ترك العديد من المذكرات،أيضا خصمه "مونتي توكلي" حرر العديد من المحاولات حول فن الحرب ونابليون، وخاصة في منفاه الطويل،فقد ألّف ملخصات عن الحروب و إجراءاتها الطويلة و المعقدة.ولكن هذه الأعمال من النادر أن يكون لها قيمة نظرية استثنائية . على العكس من هؤلاء المحاربين،المنظرون لم يكن له بريقا أو لمعانا في ميادين الصراع أو في كبرى قيادات المعارك.و الأعظم من بين هؤلاء Clausewitz ، كان له وفق ما يقول "ريمون أرون" : " عملا ومهنة في غاية اللمعان و البريق" 1، ودوره في القيادة العسكرية البروسية خلال حملة عام 1815 كان متنازع عليه وخاضع للكثير من الجدل.
ويبقى هنا السؤال الأهم : هل من الواجب الحصول أو التمتع بمعرفة عملية من أجل الوصول إلى المعرفة النظرية؟ هذا السؤال أحدث جدالا واسعا من غير نهاية.فمنذ القرن الثامن عشر، المارشال Puységur دافع عن أن نظرية قيادة المعركة هي مستقلة وموجودة بشكل مستقل عن الشكل العملي حيث يقول:"ليس من الضروري أن تكون في قلب الجيوش حتى تكون في قلب هذا الفن"2 . وعلى العكس من هذا الطرح، الكاتب "المغمور" ـ ماركيز دو فوكييرـ يعتبر أن المؤرخ لا يستطيع أن يعلم "الفن العظيم للقيادة والنصر" حيث يفتقد في الغالب إلى "معرفة الحركة المفاجئة والخفيفة جدا،وإلى الاختلافات في الحالات داخل الميدان أو في المعركة أو حتى داخل الجيش. الجنرال البارع و القادر هو الذي يرى بنظرة واحدة كل الاختلافات في الميدان،ولكن في عملية وصف هذا الفن أو المادة،المؤرخ الذي لا يقاد أو يوجه من قبل هؤلاء الخبراء في ميادين المعركة لن يكون قادرا نهائيا وبنفسه يراقب هذه الاختلافات"3.

دون شك، الإستراتيجية كانت إحدى الميادين المنتخبة للتمييز عند Ernst Jünger بين إنسان المعرفة و إنسان القوة.الأجواء مختلفة، و أيضا نماذج التوظيف. الإستراتيجي ( ذلك الذي يفكر) يجب أن يفكر بكل شيء وشموليا،بينما الإستراتيجي (ذلك الذي يفعل و يتصرف) يجب أن يفكر بشكل موضعي محلي. الأول لا يعمل إلا وفق منطق البرهان أو الاستدلال ،يعمل بهدوء في مكتبه و لديه الوقت ليفكر،الثاني مجبر أن يتصرف في لحظة وفق قاعدة من المعطيات و المعلومات غير كافية و لا أكيدة، إنه خاضع لضغط كبير. أكد ذلك سابقا المارشال Schaumburg -Lippe :" الحرب هي نظرية ولكن لا تكون كذلك إلى في المكاتب.كل جوانبها خاضعة للبراهين ومعظم العمليات تعتمد على التأمل والتفكير والحسابات،ولكن عمليا، الصدفة هي التي تقرر وخاصة في الميدان،وهذا يعني التصرف مع هذا الجانب كما يكون في حقل المعركة حيث ما نريده نقرره حالا"4. هذا التفاوت و الاختلال لا يمكن تجنبه. علم الإستراتيجية ليس إلا مرحلة تحضيرية في خدمة فن الإستراتيجية. ووفق التعبير الجميل لصاحبه Julien Freund :" من أجل القرار،المعرفة عامل مساعد يجعل القرار أشد تأثيرا ،ولكن المعرفة ليست هي العنصر الأساسي التكويني و الجوهري"5 ،" إن النظرية أو المذهب الأفضل ليس ذلك المبني بشكل أفضل نظريا أو منهجيا ،بل ذلك الذي يؤدي إلى النصر"6.









ثانياـ في أصل المصطلح أو الاشتقاق
إذا انطلقنا من التحليل الكلاسيكي للمصطلحات، نجد أن مفهوم أو مصطلح الإستراتيجية يوجد في مختلف اللغات الأوربية أو اللغات الإغريقية/اللاتينية. ففي الألمانية نجد strategie ،وفي الروسية strategija وفي الهنغارية strategi . وعندما نقول ( stratos agein)فهو مصطلح الإستراتيجية ذاته مقسم إلى جزئين ويعني " الجيش الذي ندفع به إلى الأمام". وبوصل طرفي المصطلح stratos و agein نحصل على strategos وهذا يعني " الجنرال "، وفعل strategô يعني قاد أو أمر، أما الصفة منها strategikos و التي تجمع strategika فهي تعني وظائف و أعمال الجنرال بالمفهوم العسكري للكلمة،وتعني الصفات التي يمتلكها الجنرال1 . الإستراتيجية إذا هي فن القيادة للجيش أو بشكل أشمل هي فن القيادة.

هناك فرضية أخرى حول أصل الاشتقاق في جذوره الأولى. عندما نقول stratos فهذا لا يعني الجيش أو الجيوش بشكل عام، بل يعني الجيش الذي يعسكر في منطقة ما ويكون في حالة حرب.الإستراتيجية في الواقع لا تحدد في حالة صراع واحدة. فكلمة stratos تتعلق بكلمة أخرى وهي أكثر قوة في المعنى :
(gia) تعني الأرض، أما (agein) فهي تعني الدفع إلى الأمام .هذه الفرضية الأخيرة هي الأكثر واقعية عند الكثير من مؤرخي العلوم الإستراتيجية. ربما لأن هذا الاقتراح في التحليل يشير إلى أن الإستراتيجية ليست شيئا "ساكنا" بل هي مرتبطة " بالحركة".

كلمة strategia أيضا خرجت من نفس الجذر ككلمة strategema و التي خرجت منها كلمة stratagème. ولكن المارشال De Puységur ( القرن الثامن عشر) يرى أن :" هذه الكلمة الأخيرة كان لها معنى آخر في اللاتينية لم يكن في الفرنسية : حيث تعني في اللاتينية الحيلة أو الخديعة أو الوسيلة في الحرب". ( انظر Hervé coutau Bégarie ، المرجع السابق). لكن stratagème ( الوسيلة أو الخديعة الحربية) ليست فقط خديعة أو حيلة ،بل هي فعل عقلي ذكي يتمتع به"الجنرال". ففي عالم الحروب و الصراعات التي يسيطر عليها بالقوة، الإستراتيجية هي ترجمة حقيقية لهذا الفعل الذكي للعقل.




ثالثاـ في الـتأسيس و التكوّن
لقد ظهرت في أثينا منذ القرن الخامس قبل الميلاد وظيفة ما يمكن أن نسميه المخطّط الإستراتيجي أو الحربي stratège . حيث "القبائل" تختار عشر " استراتيجيين" أو مخططين. يؤسسون مدرسة يستطيع أحد من داخلها أن يفرض نفسه على الآخرين المتبقين. لكن جميع الأعضاء في هذه المدرسة ليدهم الإمكانية في قيادة الجيش أو جزءا منه، فاستراتيجي من بينهم يقود الجنود المسلحين في المناطق الريفية،وآخر مكلف بالدفاع عن الإقليم أو الدولة،واثنان آخران مهمتهما الدفاع عن الشواطئ،أما الخامس يهتم بتسليح الأسطول، والخمسة الآخرون يكون لديهم أعمال متعددة ومتغيرة. بعد الاسكندر الأكبر،مدرسة الإستراتيجيين ستتبدل وتتغير في المملكة الهيلينية،ولكن تبدل نحو التوسع على كافة أراضي المملكة مع ضعف في الأهمية لهذه المدرسة. ومع أن وظيفة الإستراتيجي يبدو أنها أصبحت مؤمنة ومضمونة،لكن فكرة الإستراتيجية بقيت غامضة.

إن كلمة strategema ستظهر في الربع الثاني من القرن السادس قبل الميلاد، ولكنها ستوجد ولمرة واحد عند Xénophon ،أما تعريفها الحقيقي سيأتي فيما بعد على يد الحكيم المسيحي Clément Alexandrie في القرن الثاني قبل الميلاد. وتقريبا في نفس العصر ستظهر كلمة strategika على يد Demetrois de Phalère. المصطلحان مرادفان لكلمات أخرى، من غير أن يشير المعنى إلى الخداع و الحيلة،ولكن رغم ذلك يبقى المعنى الأكثر تداولا وقتها هو ما يشير إلى الحيلة و الوسيلة والخداع. لكن المصطلحين السابقين لا نجدهما لا عند "هيرودوت" و لا عند " ثوسيدس". ابتداء من مؤرخي القرن الأول قبل الميلاد كلمة strategema ترتبط بفكرة الحيلة والوسيلة والخداع في المعركة، بينما كلمة strategika سيكون معناها مرتبط بوظيفة ومكتب "الجنرال". أما الفعل strategeo سيحصل على معنى أكثر دقة، فعند Onosander سيعني تماما " ناور" من المناورة.

ضمن هذا الوضع سيلجأ الرومان إلى " لتينة" المفهومين ( لتينة: أعطى كلمة غير لاتينية صيغة لاتينية). حيث سيتحدث " شيشرون" عن strategema في رسالة مؤرخة في العار من أيار سنة الواحد والخمسين قبل الميلاد، أما هذا المصطلح سيحل تدريجيا مكان معناه اللاتيني المنافس له(dolus ,ars ,astutia, sollertia). ولكن حتى نحافظ على الجانب العلمي للدراسة لابد من القول أن الرومان تحدثوا عن العلوم العسكرية أو عن علم الأشياء العسكرية (scientia rie militaris) و الذي يتضمن الإستراتيجية.



المنظرون الإستراتيجيون البيزنطيون ،والذين سيبقون ناشطين حتى القرن الخامس بعد الميلاد ، يقدمون strategos أو stratège ليكون " الاسم الذي نعطيه لمن يكون في المكان الأول في الجيش،والذي يكون رئيسه". أما الكاتب Syrianos سيعرف أحد فصول دراسته في القرن السادس الميلادي تحت عنوانPeri strategikes أو الإستراتيجية . بعد سيعرف مصطلح الإستراتيجية الكثير من التراجع في العصر الهيليني، وسيصبح الإستراتيجي هو قائد ضمن الإقليم،قبل أن يترك المكان بمعنى آخر وهو " الدوق". مع ذلك مصطلح الإستراتيجية بقي له بعض الاهتمام، حيث مع مصطلح " التكتيك" Taktika سيساعد لعودة بعض الروح للفن العسكري.

بعيدا عن العالم الروماني و اليوناني،لا نجد مفاهيم معادلة لمصطلح الإستراتيجية ،حتى في المجتمعات التي كان لها عمقا وتجربة كبيرة بالفن العسكري. الاستثناء الوحيد كان في الصين مع الاستراتيجي الصيني الشهير Zun zi ، و الذي وضع ( bing-fa )، وقد عمد المترجمون المعاصرون لترجمته بالإستراتيجية،وإن كان يعني هذا المصطلح مفهوما أوسعا من مفهوم الطرق العسكرية أو فن الحرب. تحليل هذا المفهوم يرتكز على "الطرائق"، ويوجه حديثه و تحليله إلى من سيقود جيشا أو حملة، إن ما يتحدث عنه Zun ziهو الإستراتيجية بعينها.

في نفس العصر،المشرعون يطرحون وبكل وضوح العلاقة ما بين الحرب والسياسة:" أن يصبح ملك محترما،لديه أرضا واسعة،وحاكما للعالم،أو أن يكون ضعيفا أرضه محتلة ويفقد سلطته،كل ذلك تقريره بالحرب.من القديم وحتى أيامنا هذه،ليس لدينا أي مثل أو نموذج على أحد أصبح قائدا للعالم من غير الانتصار بالحروب أو بالحصول على السلطة من غير منازع" . إذا كنا لا نستطيع أن نحصل على مفردة معادلة لكلمة الإستراتيجية في الصين القديمة،هذا يعود إلى أن طريقة التفكير الصينية تختلف عما هو عليه الحال في العالم الغربي أو غيره،ولكن ( فن الجنرال،تحضير الخطط،تحليل الحالات و الأزمات،الطرائق) هي موجودة بالفكر الصيني ولم توضع فقط بشكل عملي في الحروب وغيرها ولكن لها نظرياتها ومنظروها.
منذ القرن الثامن عشر،عودة و نهوض مفهوم الإستراتيجية وكل تحولاته يمكن رصدها وملاحظتها من خلال مراحل عدة. الأميرال Mathey يرى أن عودة المصطلح كانت من الإنكليز من خلال استخدام كلمة stratège في كتاب Oceana لمؤلفه Harrington عام 1656، ولكن بكل بساطة هذا يعني عودة الكلمة اللاتينية strategns. مصطلح strategy في الإنكليزية ظهر 1688 في كتاب Geography لمؤلفه Morden ، ولكن ضمن معنى إدارة مقاطعة أو إقليم،لم تأخذ أي معنى عسكريا حتى عام 1810 وذلك في الطبعة الثالثة للقاموس Military Dictionary لصاحبه James ،في نفس السنة الوقت ظهر الظرف strategically في الإنكليزية. على الجانب الآخر نجد أن هذه الكلمة لم تظهر في كتاب ميكيافلي،ولكنها ظهرت في كتاب Francesco Patrizi وهو " Paralleli militari" وذلك في عام 1594 حيث يقول في كتابه:" العسكري يجب أن يتعلم مهنته في كتب عن التكتيك و الإستراتيجية و الميكانيك...". على كل حال،هذا المصطلح أو المفهوم سيختفي فيما بعد من اللغة الإيطالية. ثم لن يحظى مصطلح الإستراتيجية بقدر كبير من النجاح في أوربا الشمالية،إلا عندما،وفي نفس العصر، Jean de Nassau يقترح تقسيم الآداب العسكرية الرومانية إلى ثلاثة أقسام رئيسة: strategetica,tactica,poliorcetica .

في الواقع إن اللغة الفرنسية ومن دون شك أعادت إدخال مفهوم الإستراتيجية في اللغة الحديثة.فالمفهوم أو كلمة إستراتيجية استعملت سابقا في القرن السادس عشر من أجل الإشارة إلى إدارة عسكرية في إقليم أو مقاطعة وذلك عند الرومان. في عام 1721 قاموس Trévoux يعيد كلمة الإستراتيجي للإشارة إلى" قيادة الكتائب والجماعات عند اليونانيين". في كلتا الحالتين وكما هو الحال في الإنكليزية، لم يكن المفهوم أو المصطلح" الإستراتيجية" إلى مصطلحا قديما، لم تمسه أي تغيرات أو تحولات. في قاموس Trévoux يشرح كلمة stratagème :" حيلة أو وسيلة عسكرية تستخدم في الحروب من أجل مفاجأة أو خداع العدو". القاموس اللاتيني لمؤلفه Du Cange يعد ويحصي أكثر من اشتقاق strategus, straticus, stratigus, stratigotus . أما قاموس Estienne يعرف كلمة strategus بأنها رئيس الجيش، وفي النهاية القاموس العالمي لمؤلفه Moreri لا يذكر شيئا عن الإستراتيجية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

مفهوم الإستراتيجية Empty
مُساهمةموضوع: الإستراتيجية كفئة من الصراع   مفهوم الإستراتيجية Emptyالإثنين نوفمبر 12, 2012 9:38 pm




1- فائدة التصنيف:
أصبحت الصلة الوثيقة بين الإستراتيجية والحرب في موضع تساؤل في العقود الأخيرة، مما أدى لظهور فئات وتقسيمات جديدة لمفهوم الإستراتيجية. للوصول إلى أفضل مقاربة لتلك الفئات تم اللجوء إلى علم التصنيف taxinomie ، بمعنى ترتيب كل المفاهيم المتقاربة من اجل وضع الإستراتيجية في البنية السياسية- العسكرية.

أ - الثلاثية trilogie الكلاسيكية
نشوء الثلاثية:
ظهرت الحاجة إلى ترتيب تسلسلي لمستويات فن الحرب منذ نشوء الفكر الاستراتيجي. اليونان مثلا فصلوا التكتيك taktika عن strategia . ميز Dietrich von Bulow بينهما كالآتي: الإستراتيجية هي الحركات التي تتم أثناء الحرب بين جيشين،لكن خارج دائرة المعارك المتبادلة، أي خارج الدائرة المرئية. مهارة الحركات التي تتم بوجود العدو ، بحيث تكون إمكانية رؤيته قائمة دون قدرة مدفعيته على بلوغ الأهداف، هذه المهارة تسمى التكتيك.
تم تبني مفهوم الثلاثية عالميا، بحيث نعرفها كما يلي: السياسة تحدد أهداف الحرب في إطار حكومة البلد، االاستراتيجية موقعها ضمن الحرب: إنها تضع في العمل الوسائل العسكرية من اجل تحقيق أهداف سياسية، أما التكتيك فانه يضع في العمل القوات لكن في إطار الفعل العنيف نفسه.
- السياسة تحدد أهداف الحرب:
لقد دافع Clausewitz بقوة عن هذه الفكرة في أطروحته: الهدف السياسي، كدافع أساسي للحرب، يقدم حجم الهدف المطلوب من خلال العمل العسكري. الفكرة الأساسية لهذه الصيغة هي أن : الحرب استمرار للسياسة بوسائل أخرى. الحرب ليست فقط عمل سياسي، لكن أداة سياسية حقيقية، متابعة للأهداف السياسية، تحقيق لها بوسائل أخرى.



لكن ، في المقابل، هذه الفكرة لم تلق تأييدا عند العسكريين ، ومنهم رئيس هيئة الأركان الألماني في عام 1866 Moltke ( في عهد بسمارك) . حسب الأخير: الحكومة المدنية لا تتدخل في قيادة العمليات العسكرية. إذن، الحرب لم تعد استمرار للسياسة، بل وكيل للسياسة. بمعنى آخر، السياسة تتدخل في مرحلة ما، لكن عند اندلاع الأعمال العسكرية على السياسة أن تخلي الساحة للإستراتيجية.

الجنرال Lewel كان واضحا في هذا الشأن، حيث يعتبر أن المهارة العسكرية ليس لها علاقة بالسياسة ولا يجب عليها أن تهتم بالأخيرة، مبادئ الحرب مستقلة تماما عن طبيعة الحرب أو عن الأسباب التي أدت إلى وقوعها. تجب الإشارة هنا إلى أن هذا النموذج paradigme بقي غالبا حتى الحرب العالمية الأولى. كأمثلة على هذا النموذج نذكر هنا الجنرال الفرنسي Joffre الذي لعب دورا مستقلا عن حكومته عندما قام بإصلاح البحرية ومن ثم إعلان العمليات الهجومية في عام 1915 . كذلك الجنرال الالماني Ludendorf الذي دعا إلى تغييب التبعية للسلطة السياسية ، بل إلى إلغاءها تماما ، حيث على السلطة السياسية عدم التدخل لا في قيادة العمليات ولا حتى في قيادة الحرب. هذه (الامبريالية) الإستراتيجية ، بمعنى السيطرة المطلقة للإستراتيجية، التي تنكر مقتضيات السياسة، ساهمت بشكل حاسم في هزيمة ألمانيا : حيث أن الأخيرة أطلقت ما سمي حرب الغواصات بدون الأخذ بعين الاعتبار الدول المحايدة مما أدى لدخول الولايات المتحدة في الحرب.

لكن نموذج (الأولوية للإستراتيجية) لم يستطع التفوق بشكل دائم على نموذج (الأولوية للسياسة). الجنرال Poirier اقترح ما أسماه الإستراتيجية الكاملة، حيث لم يرفض مبدأ تحديد الغايات من خلال السياسة. يعرف الإستراتيجية كسياسة في إطار الفعل أو التطبيق، إنها المهارة وفن المناورة الذي تتبعه القوات من أجل الوصول إلى غايات السياسة، الغايات المترجمة في أهداف إستراتيجية.

- الإستراتيجية تعرف وتضع في التطبيق الوسائل من أجل تحقيق النصر في الحرب:
وضعت تعاريف عدة للإستراتيجية في القرن التاسع عشر وتحديدا بين 1820 - 1830 ، تم اعتبارها كنتيجة للمناخ الفكري الذي ساد آنذاك، وللأثر الذي تركته المعارك الكبرى لنابليون. يمكننا ان نذكر مثلا التعريف الذي قدمه المارشال Marmont بانها التحركات التي تتم في منأى عن نظر العدو وقبل المعركة، هدفها تحقيق تفوق عددي في يوم المعركة. Clausewitz يقدم تعريفا أكثر شمولا حيث يعتبر الإستراتيجية استخدام القتال من أجل غايات الحرب. يجب عليها أن تحدد، من كل فعل الحرب،غاية تتعلق بالهدف من الحرب. بمعنى أن تضع خطة الحرب حسب الهدف المراد وأن يتم تنفيذ الخطة وفق سلسلة من الأفعال التي يجب أن تقود إلى تحقيق هذا الهدف.
لقد ظهرت نظرية بديلة تميز الاستراتيجية كمفهوم عن التكتيك كتنفيذ. من روادها الجنرال البروسي Ruhle Von Lilienstern - )وهو من المبشرين بقدوم (Clausewitz حيث قدم تعريفا شبه فلسفي : الإستراتيجية تنظر إلى الطريقة التي من خلالها يجب أن تقاد الأشياء، التكتيك بالمقابل هو السبب الذي يجعل شئ ما يحدث أو ينتج أو يتحقق بطريقة أو بأخرى. الأولى تسبق في الزمن التنفيذ الحقيقي، إنها بالنتيجة مختلفة تاريخيا عن الثانية، مختلفة في طبيعتها حتى في سلوكها ، بالنسبة للفعل action، كالكلام بالنسبة للتنفيذ acte.

تم الآخذ بهذه الأفكار فيما بعد ، خاصة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث يعتبر الكولونيل الفرنسي Blume أن الإستراتيجية تحدد للجيش الهدف والاتجاه. أما التكتيك فيقع على عاتقه أمر بالتنفيذ. في فرنسا نجدها في دراسات الحرب للجنرال Lewel كذلك في محاضرات الجنرال Bonnal في المدرسة الحربية العليا: الإستراتيجية هي فن التصور، أما التكتيك فهو علم التنفيذ.

لكن يوجد من طعن بصحة هذه المقاربة كالقائد العسكري Grouard أو الأميرال Castex حيث يعتبر الأول أنه من عدم الدقة القول أن التكتيك ينفذ ما ترسمه الإستراتيجية: لأنهما ليسا التصور والتنفيذ للشئ نفسه. إنهما يعالجان مواضيع مختلفة والقواعد التي يتبعانها تنطبق على مراحل غير متزامنة، لكن تالية لعملية عسكرية.... التكتيك ، كما كل الأعمال الحياتية،يسلك التصور والتنفيذ. أما الثاني فيعتبر أن كل شخص، وفي كل مستويات القيادة يقوم بفعل استراتيجي وتكتيكي في آن معا. يخلص Castex إلى أن التكتيك هو القتال أما الإستراتيجية فهي كل الحرب قبل وبعد القتال. هنا نعود إلى نقطة البدء التي لا تحل مشكلة الدرجة التي منها تبدأ الإستراتيجية: إذا الإستراتيجية ليست إلا القيادة العامة للعمليات، الفن الأرقى الذي يمارسه القادة في مناصب عليا تسلسلية، يبقى القول أن قيادة العمليات ليست إلا القتال تحت هذه العتبة. عدد من الكتاب يعتبر أن قيادة العمليات من اختصاص اللوجستيك logistique أي فن أو علم نقل الجنود وإمدادهم.
- التكتيك يضع موضع العمل وسائل القتال ناظرا إلى تحقيق النصر في المعركة:
يشمل التكتيك بشكل أساسي قيادة المعركة، ما أن تصل هذه الأخيرة إلى درجة معينة من التمام، بمعنى أنه يجب ألا تقود إلى معارك أخرى منفردة. يأتي من النظام الإغريقي، من التنظيم ، الجاهزية. كذلك، كما تقول Joly de Maizeroy في كتابها نظرية الحرب، هذا المصطلح بمعناه العسكري يعني الوضع الخاص للرجال الذين يشكلون قواتا أيا تكن، وضع قوات مختلفة تشكل جيشا، وضع تحركاتها، عملها، والعلاقات فيما بينها. Jean de Vignay يقول في الترجمة الفرنسية للكلمة - التي ظهرت بين 1310 و 1320 أن التكتيك هو mestres d’armes . لكن تعتبر انكلترا أول من تكلم عن التكتيك: تمت الإشارة إلى هذه الكلمة -tactice - عام 1570 . في فرنسا ، ظهرت في السياسة العسكرية التي اتبعها Paul Hay du Châtelet عام 1968 . كما توجد الكلمة في قاموس Furetière لعام 1690. ظهرت في قاموس أكسفورد عام 1766 . أما الفرنسي Mesnil Durand فيكتب في العام 1770 : لم يكن لدينا أي عمل عن التكتيك قبل عشرين عاما.. حيث بالكاد كنا نعرف ما هو التكتيك، موضوعه وتعريفه، العسكريون ليسوا تماما متفقين فيما بينهم.

يعتبر Clausewitz أن التكتيك هو النظرية النسبية لاستخدام القوة المسلحة في المعركة. انه العملية التي تستخدم الذكاء، المعرفة والتنظيم كما يشير نابليون في أحد تعليقاته. يعتبر Antoine Grouard في كتابه للاستراتيجية : موضوع- ارشاد- عناصر والصادر عام 1895 أن التكتيك له ثلاثة أجزاء: التكتيك الأولي، أو التكتيك المفصل، يضم أساليب القتال للوحدات الصغيرة في كل جيش؛ تكتيك المجموع أو للجيوش الثلاثة (المشاة، الفرسان، المدفعية) يعمل لمعرفة دور كل جيش في المعركة؛ التكتيك الكبير أو تكتيك الوحدات الكبيرة، وهو مهارة قادة الجيش ، الفن الذي يتبعه قائد الجيش لتحديد دور كل من جيوشه في المعركة، للنصح باستخدام قوات الاحتياط، وجعلها تتدخل في الوقت المناسب وفي الشروط الملائمة.

- يجب تمييز التكتيك عن القتال:
يجب التمييز بين التكتيك و القتال البدائي الذي يدعو إلى القوة والشجاعة. في هذا الوسط يمكن أن تتحطم الحسابات العلمية كنتيجة لردود فعل أولية لا يمكن ضبطها. نذكر هنا حالات الهلع التي تسيطر على القوات مهما كانت قوتها كما حدث لقوات الحماية الفرنسية في Malplaquet عام 1709 . في بداية القرن العشرين، كرس الجنرال الفرنسي Jean Colin جزءا من كتابه - تحولات الحرب Transformations de la guerre- للحديث عن القتال الأولي أو البدائي، حيث يستنتج أن علم التكتيك لديه مبرر لوجوده؛ لكنه غير فعال في حال أن الجنود غير مشبعين بروح الشجاعة والحماس وإرادة النصر. بالطبع، لم يفقد هذا المعطى الأساسي من أهميته رغم تطور وسائل الحرب فيما يتعلق بقوة النيران أو القوة الكترونية. الأمثلة هنا موجودة من الحرب العالمية الثانية كمعارك Bir-Hakeim ، Stalingrad أو Budapest .



الشكل الآتي يوضح التيبولوجيا الكلاسيكية لتسلسل هرم القيادة، حيث تأتي السياسة في أعلى التسلسل ، أي أنها المسؤولة عن رسم الخطط الإستراتيجية:












- اللوجستيك Logistique كبعد ثانوي:
لم يعط الكتاب الكلاسيكيون أهمية كبيرة لأمور الإمداد بمستلزمات العيش، إذ برأيهم على الجيش أن يتدبر أمره. مثلا Guibert يقترح عدم الإكثار من التجهيزات اللازمة للمؤونة، وهذا ما وضعه نابليون موضع التطبيق.

عند اليونان كلمة logisteuo تعني الإدارة. أشارت الكلمة في القرن xviii إلى فرع من فروع الرياضيات ( علم الحساب الرمزي) حسب قاموس Trévoux. أما Jomini فقد أدخل الكلمة في المجال العسكري، حيث يعتبر أن اللوجستيك هو ما تقوم به هيئات الأركان في الجيوش، إذ تقوم بتوجيه الأوامر والتعليمات، تنظيم وسائل النقل، خدمة المعسكرات. برأيه، جزء الأساسي من اللوجستيك هو تقنية التحركات (فرع قريب من الإستراتيجية)، أي عندما يتحرك الجيش، (وفرع أخر قريب من التكتيك) أي عندما ينتقل الجيش من أمر السير إلى أوامر القتال. لا يعتبر أن اللوجستيك في أي من الأحوال كجزء من فن الحرب متعلق بالتزويد أو التموين.



تشير الكلمة في العالم الانكلوساكسوني إلى معنى مادي، حيث هو فرع من العلم العسكري مرتبط بحركة، بوقوف ، اصطفاف، وتموين الجيوش. يذكر James A. Huston في كتابه -مصدر قوة الحرب The sinews of war - أنه لن يتم الاعتراف باللوجستيك، كفرع هام من فن الحرب، إلا أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما يقوم الأمريكيون بوضع طرق ومفهوم ما يسمى logistics : فن تخطيط وقيادة التحركات العسكرية، الإجلاء والتموين. يشار أنه في الترجمة العربية للكلمة تعني: السوقية- بفتح السين- وتعني فن أو علم نقل الجنود وإمدادهم بالطعام وإيوائهم.

- البعد التنظيمي:
لم يعط الكتاب الكلاسيكيون من أمثال Clausewitz أهمية كبيرة للعمليات أو لفن الحرب بمعناه الضيق، على العكس من Nockern de Schorn في القرن xviii والذي شدد على ضرورة تحديد ما أسماه (البنية العامة للوضع العسكري)، والتي تشكل جزءا من علم الحرب مثلها مثل الإستراتيجية أو التكتيك: يجب تعميق المبادئ التي تساعد على بناء الوضع العسكري بشكل عام، توفير ما يلزم لصيانته والقيام بكل التدابير من أجل استمراره بحالة جيدة؛ كل ذلك يشكل مدخلا الى علم الحرب و أول جزء منه هو بناء الفن العسكري.

تزايد الاهتمام بما يسمى - تنظيم القوات- في القرن التاسع عشر وخاصة بعد هزيمة فرنسا أمام ألمانيا عام 1870 ، حيث دافع الكولونيل الفرنسي Lewel عن فكرة التنظيم العقلاني Organisation rationnelle : التكوين العقلاني للجيوش الفعالة له أهمية لم تكن موجودة قبل 12 عاما فقط. لذلك من الإجباري البحث عن الشروط الضرورية من أجل الوصول إلى أفضل النتائج. تكلم عن الجزء التنظيمي Partie organique عند دراسة الحرب، والذي أخذ صدى واسعا في ايطاليا حيث عرفه Giovani Sechi بأنه الجزء من الفن العسكري المرتبط بالإعداد organisation وبتحضير العتاد والأشخاص. بالرغم من أهمية هذا الفرع من العلم العسكري إلا انه لم يتم الاعتراف به كفرع مستقل كالإستراتيجية مثلا.






ب ـ : تقسيم الإستراتيجية في القرن العشرين:
- ارتقاء الإستراتيجية:
أصبحت الثنائية إستراتيجية- تكتيك في موضع تساؤل خاصة بعد تزايد أعداد المقاتلين في الجيوش. إذ أنه اعتبارا من القرن التاسع عشر أصبح تعداد بعض الجيوش مئات الآلاف، مما جعل من الضروري تعدد مستويات القيادة، وهذا ما جربه نابليون فعلا عندما أوكل قيادة الجيوش إلى ماريشالاته أثناء الحملة ضد ألمانيا عام 1813. خلال سنوات العشرينيات من القرن المنصرم يشير الكولونيل Culmann إلى أن هدف الإستراتيجية هو إدارة مجموعات الجيوش وكذلك الجيوش المنفردة. أما مع الحرب العالمية الثانية فإننا نلاحظ ارتقاء مستوى العمليات، والتي من الآن فصاعدا في علاقات متبادلة ودائمة رغم توسع مسرح الحرب.

التطور الثاني تقني. إذ أنه في السابق، ونتيجة لبطء نقل المعلومات، كانت عملية القيادة المركزية للحرب مستحيلة. أما مع ظهور التلغراف، ومن ثم التلفون، سكة الحديد، الاتوموبيل، الطائرة، أصبح من الممكن للقيادة المركزية متابعة الحرب عن بعد أو التنقل شخصيا إذا اقتضت الضرورة. كذلك مع هذه التطورات فان تصور خطة الحرب وقيادة العمليات لم تعد منفصلة بالكامل كما في السابق حيث تمتع القادة الميدانيون بحرية تصرف كبيرة نتيجة صعوبة التواصل مع المركز.

التطور الثالث يتجلى في أن الحرب الحديثة تتطلب حشدا ضخما للوسائل ومن كل الأنواع. تتطلب الحرب تعديلا للنشاطات الصناعية من أجل إنتاج كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر، وأن تأخذ الدولة على عاتقها عملية التقنين وضبط التجارة الخارجية وتنظيم دعاية منظمة فيما يتعلق بسكان أكثر تعليما واطلاعا من الماضي، ولذلك فهم اقل إذعانا.

نمت درجة شمولية وتجرد الإستراتيجية مع تصنيع industrialisation الحرب، بحيث أنها توسعت وارتقت إلى درجة الفكاك عن التكتيك. مفهوم الإستراتيجية السائد ما بين الحربين أصبح متداولا فبما بعد الحرب العالمية الثانية. هذا التوسع أدى إلى تقسيمها وظهور مستوى وسيط سمي: الفن العملياتي.




- إستراتيجية كبيرة، إستراتيجية عامة، إستراتيجية متعلقة بالعمليات العسكرية :
للإستراتيجية جناحان: سياسي وعسكري. تضمن الإدارة العامة للحرب وللازمات والقيادة العامة للعمليات أو للأعمال العسكرية. في هذا الإطار يعرفها Herbert Rosinski بأنها المفهوم المركزي الموجه الذي ينظم كل العناصر ويوجهها نحو غاية محددة سلفا.
1 - تتطابق الإستراتيجية، في القيادة العامة للحرب وفي إدارة الأزمات،مع السياسة في الفعل، لا بل تستحوذ على مجمل قيادة العمل حيث في هذه الحالة تندمج السياسة التقليدية في الإستراتيجية العامة، وهنا تتنوع المسميات حسب الدول.

الإستراتيجية الكبرى مفهوم أنكلوسكسوني، أصبح متداولا في منتصف القرن الماضي. يعرفها Liddell Hart في كتابه strategy على أنها سياسة الحرب؛ هدفها تنظيم وإدارة كل موارد الأمة أو تحالف ما من أجل الوصول إلى هدف سياسي للحرب. بهذا المعنى إن الحرب استمرار للسياسة لكن بوسائل أخرى . يفضل الأمريكيون الحديث عن إستراتيجية قومية ، والتي قسموها مؤخرا إلى إستراتيجية الأمن القومي وإستراتيجية الأمن العسكري، الأولي تتعلق بالإستراتيجية الكبرى.

فضل الفرنسيون في سنوات الخمسينيات مفهوم الإستراتيجية العامة. ورد تعريفها في برنامج التعليم حول استخدام القوات المسلحة لعام 1959 والذي تم استبداله ببرنامج عام 1984 على أنها الفن الذي يجمع كل الوسائل التي تستحوذها السلطة السياسية من اجل الوصول إلى الأهداف التي وضعتها.

ميز الروس بين السياسة العسكرية والإستراتيجية العسكرية. كما يشرح Jacques Laurent في عمله outil pour la pensée militaire soviétique أو أداة من أجل الفكر العسكري السوفييتي فان الأولى تتعلق بالتحضير وباستخدام وسائل القوة المسلحة من اجل الوصول إلى الأهداف السياسية؛ أما الثانية فهي جزء أساسي ومجال أعلى من الفن العسكري يشمل النظرية والتطبيق فيما يتعلق بتحضير القوات المسلحة أو بلد ما للحرب. يمكن أن نفسر رفض الروس للإستراتيجية الكبرى على أنه رفض من جانب الحزب الشيوعي لإخضاع الغايات السياسية للوسائل ، في إشارة واضحة إلى اقتسام سلطته المطلقة مع المتخصصين.





2 - في القيادة العامة للعمليات وللأعمال العسكرية، الإستراتيجية تمارس دورها التقليدي، خاصة العسكري، حيث تخضع لقيادة عليا في صلة وثيقة مع الحكومة. الأميركيون يسمونها الإستراتيجية العسكرية القومية. في فرنسا، ممارسة القيادة في أعلى مستوى عسكري يشمل تصور، تحضير وقيادة العمليات العسكرية .
القيادة العامة للعمليات تسير وفق اتجاهين: الإستراتيجية القديمة على الأرض من الآن فصاعدا تسمى الإستراتيجية العملياتية: تضعها موضع التطبيق القيادات العسكرية العملياتية، مجموعات الجيش، القوات البحرية أو قيادة مسرح العمليات، و إستراتيجية الوسائل التي تقوم، من خلال الموارد المتاحة، بالتنظيم والإمداد اللوجستي .

بالتدريج، الصلة بين الإستراتيجية والعمليات تتفكك:حيث أن الفن العملياتي سوف ينافس الإستراتيجية العملياتية، لا بل سيحل محلها.

هنا انتهتت المحاضرة الثانية
- الفن العملياتي opératique :
من المتداول أن المنظرين السوفييت هم أول من اوجد مفهوم الفن العملياتي art opératif في عشرينيات القرن الماضي. لكن الفكرة كانت موجودة في بدايات القرن حيث ميز الجنرال الاسباني Richardo Burguete القطيعة التكتيكية - الحاصلة على جبهة المعركة نتيجة لهجوم قوي جدا-، القطيعة العملياتية- الحاصلة على آلية التنظيم بمجملها وذلك عندما نصل من خلال المعركة إلى تدمير هذه الآلية. في القطيعة العملياتية يجب، ومن خلال ضربات سريعة كالبرق ، التغلب على المجموعات القريبة الواحدة بعد الأخرى. يفترض الجنرال أن الأولى مستحيلة وان الثانية لا يمكن تحقيقها بإتباع طرق نابليون، إذن : النتيجة لا تأتي إلا من تجمع قطيعات وسطى بين التكتيكية و العملياتية.

يشير المفهوم حسب المدرسة السوفييتية إلى أن توسع الجبهات يجعل من المستحيل من الآن فصاعدا تدمير العدو من خلال معركة واحدة، هذا لايمكن حصوله إلا من خلال سلسلة متعاقبة من العمليات المرتبطة فيما بينها. الفن العملياتي يقيم الصلة بين التكتيك والإستراتيجية ( انظر الشكل في نهاية الفقرة)، كما يشرح Alexandre Svechin مخترع المفهوم : المعركة هي وسيلة العملية، التكتيك هو أساس الفن العملياتي. العملية هي وسيلة الإستراتيجية والفن العملياتي هو أساس الإستراتيجية . في سنوات السبعينيات، عرفت الأنسكلوبيديا العسكرية الروسية الفن العملياتي على انه نظرية وتطبيق التحضير وقيادة العمليات فيما بين الجيوش المجتمعة أو المستقلة، هذه العمليات تقاد من خلال تشكيلات كبيرة لمختلف أنواع القوى (بحرية، مشاة، فيالق...). يضيف: في عدد من البلدان الأجنبية نستخدم في النظرية العسكرية بدلا من الفن العملياتي مصطلحات من قبيل التكتيك الكبير أو الإستراتيجية الصغيرة.

الجيش الأميركي تبنى هذا المفهوم عام 1982 ، البحرية الأمريكية أخذت به في الوثيقة العقائدية المعنونة 2020 vision : A Navy for the 21st Century : هدف الخيارات الإستراتيجية كسر إرادة العدو أو تعديل نواياه؛ الخيارات العملياتية تهاجم البنية التحتية للعدو، المكونات العسكرية والصناعات المدنية التي تسمح لقواته بالقتال بفعالية؛ هدف الخيارات التكتيكية هزيمة القوات العسكرية للعدو على ارض المعركة. يتبين لنا أن التمييز بين الخيارات الإستراتيجية العملياتية يبقى مصطنعا أو بكلمة أخرى سطحيا.

في فرنسا ميز الجنرال Beaufre في كتابه- مدخل إلى الإستراتيجية- بين العمليات والقتال. الأولى هي مجموع التدابير والمناورات المخصصة للدخول في القتال وبشروط مثالية، لكنه لم يضف مستوى عملياتي بين الإستراتيجية والتكتيك؛ ظهر وكأنه يضع الخطوط العريضة لتمييز ثلاثي في عمله المذكور، لكن فيما يتعلق بالسلاح النووي التكتيكي. فيما بعد الجنرال Poitier دافع في كتابه- الإستراتيجية النظرية - عن المفهوم العملياتي opératique . أما الكولونيل Francart فيشير في مجلة Objectif 21 المتخصصة (عدد 2 ، الفصل الأول 1996) إلى انه في المستوى العملياتي العملية مخططة، مدعومة ومقادة ، من اجل الوصول إلى هدف استراتيجي على مسرح العمليات. هذا هو مستوى توحيد أفعال مختلف الجيوش وتحت مسؤولية القائد العسكري في مسرح العمليات.





الاتحاد السوفييتي- المجال العسكري

الفن العملياتي متعلق بكل أنواع الجيوش، من الإجباري التنسيق بين القوات البرية والجوية، أو الجوية والبحرية... مع ذلك أعد السوفييت فنونا عملياتية خاصة بكل نوع من القوات، بما فيها فنا عملياتيا لحماية الخطوط الخلفية وللدفاع المدني.



ـ التكتيك.
التكتيك هو أقل شأنا أو درجة من الإستراتيجية،يهدف إلى تنفيذ الالتزامات التي تم وضعها ضمن نطاق الإستراتيجية العملياتية وبغرض الوصول إلى الأهداف المثبتة بواسطة الإستراتيجية العامة. لكن التكتيك ليس بالضرورة يهدف إلى قيادة العمليات أو الصراع،بل يمكن أن يستخدم في العمليات التحضيرية. بعد الجنرال Lewal، الجنرال Iung اقترح تعريفا بقي صالحا لزمن طويل :" التكتيك العسكري يشكل مجمل الأحكام أو التنظيمات القادرة على تنظيم توظيف مهارات الإنسان،الوسائل و الأماكن، بهدف تحقيق هدف فوري".

وقد عرف السوفييت التكتيك في السابق " هو النظرية والتطبيق للتحضير ولقيادة الصراع بواسطة الوحدات الصغيرة، والوحدات الكبيرة من مختلف أنواع القوى، المسلحة أو القوى التابعة للعمليات الخاصة". في الواقع هذا التعريف يضم فكرتين قويتين :
ـ التكتيك،كما الإستراتيجية، لديه وجهين،نظري وعملي.
ـ التكتيك يظهر في المستوى الأساسي،بمعنى على مستوى الوحدات الصغيرة، ولكن يظهر أيضا في المستويات الأكثر ارتفاعا. حيث أن التكتيك السوفييتي تألف من :
ـ التكتيك العام.
ـ تكتيك القوى ( الإستراتيجية،المشاة،الدفاع الجوي، القوى الجوية، القوى البحرية).
ـ تكتيك الأسلحة ( كل نوع من القوة العسكرية ينقسم وفق الأسلحة المستخدمة).
ـ تكتيك الوحدات الخاصة ( كل سلاح يمتلك وحداته الخاصة).

إن نمو وتنوع الوسائل ساهم بشكل كبير بزيادة الاعتبار للجانب المتعلق بالتكتيك. الجنرال Poirier يعرف التكتيك بعد أن يشير إلى تعقيداته المتنامية :" فن التوفيق، أثناء العمليات، بين سلوك وأفعال جميع الوسائل العسكرية".



ت ـ تنظيم أو فصل المستويات.
ـ سياسة و إستراتيجية.
إن الصلة أو العلاقة التي وضعت من قبل منظري الإستراتيجية في القرن التاسع عشر أو قبل وبعده،بين السياسة و الإستراتيجية و الحرب و الإستراتيجية ،ظلت قائمة لم تتغير حتى من قبل كبار منظري هذا العلم في القرن العشرين. ولكن الإشكاليات التي يمكن طرحها في إطار العلاقة بين السياسة و الإستراتيجية (بمعنى علم الحرب) هي إشكاليات تتعلق بالسلطة المدنية وعلاقتها بالسلطة العسكرية. فالمدنية وبشكل طبيعي لها نزعة تجاوز مناخها أو بيئتها من أجل التدخل في قيادة العمليات،بينما الثانية تطعن في محاولة تجاهلها.

نجد هذا الشكل من الصراع بين السلطتين في جميع المجتمعات.وقد طرحه مسبقا " Sun Bin"، وهو من أهم مؤسسي العلوم الصينية الحربية،بطريقة ظلت تحتفظ بقيمتها حتى الآن : " لا نتعدى على حقوق أو سلطات الجنرال. أوامر الملك يجب ألا تتجاوز أبواب المعسكرات،وهذا ما يضمن حالة أو وضع الجنرال. وإذا الأوامر تجاوزت أبواب المعسكر ،الجنرال لن يخدم طويلا و الجيش لا يمكن أن يحافظ على بقائه".

ـ الإستراتيجية و التكتيك.
التمييز بين الإستراتيجية و التكتيك ليس سهلا كما تريد أن تقول الأدبيات الكلاسيكية حول هذا الموضوع.حتى المفهوم الغير منتشر كثيرا والذي يعرف الإستراتيجية "كمفهوم نظري" و التكتيك"كتنفيذ" لهذا المفهوم ليس دقيقا جدا، لأنه يعني بأن الإستراتيجية تأتي قبل التكتيك وثم تترك له المكان بعد وضع اللمسات الأخيرة على المخطط،ثم تتدخل من وقت لآخر لتوجيه التكتيك. هذا المفهوم لا يمكن مساندته كثيرا كما يقول Hervé Coutau Bégarie. ولكن إذا اقتربنا من المفهوم الذي يعتمده معظم الإستراتيجيين للتميز بين المفهومين،فأين يقع خط الفصل بينهما،بين الإستراتيجية والتكتيك ؟ مع Bülow و Jomini يمكن أن نفهم هذا، ومن خلال اقتراحهما معيارا سهلا هو المعركة. علما أنه ومن القرن التاسع عشر وجد من يتحدث عن ضبابية هذا المعيار. يقول Jomini:" يوجد عمليات مختلطة تشارك فيها الإستراتيجية من أجل القيادة والتكتيك من أجل التنفيذ،ويكون هذا مهما من أجل المفاجآت أو في الحروب الكبيرة.." .على الصعيد النظري، يمكننا أن نضع تمييزا وضاحا جدا في حالة أن الصراع يصل إلى ذروته أو أوجه paroxystique وهذه حالة نادرة: مثال على ذلك بعض الحروب النابليونية التي كانت تحسم بساعات أو بأيام فقط كما حصل في Leipzig.
بشكل عام، يمكن أن نقول بأن الإستراتيجية و التكتيك يتميزان من خلال توقعات أو رؤى مختلفة كما يشير على ذلك Antoine Grouard في عمله " اختيار نقاط هجوم حاسمة". حيث "الاعتبارات التكتيكية" تقود إلى مهاجمة النقاط الأكثر سهولة، و "الاعتبارات الإستراتيجية" تقود لوضع مواقف تعطي النتائج الكبرى والحاسمة. أما الجنرال Iung فقد شرح نفس الفكرة ولكن بمفردات أكثر شمولا:" التكتيك لا يختلف عن الإستراتجية إلا من خلال الهدف.وسائلهما متشابهة.فقط هدفها ليس واحد.في الإستراتيجية،لا يوجد نهائيا تصرف أو فعل فوري، بينما في التكتيك هو دائم فوري" .

ـ إستراتيجية ـ تخطيط عملياتي ـ تكتيك.
هذا الجدول الذي يبين التداخل في وضع وقيادة الخطط و الإستراتيجيات العسكرية وضعه الجنرال Foertsch قبل الحرب العالمية الثانية.

تحت قيادة
المسؤول عن
التبدل

ضباط الخط الأول




ضباط مرؤوسين





الضباط القادة
الوحدات من الصغرى وحتى الكبيرة فالجيش بأكمله.

تكتيك


تخطيط عمليات

إستراتيجية

التدخل البسيط

قطعات الجيش والجيوش.

معارك

الجيوش، أو جميع قوى الجيش

حملات


حروب
جميع قوى الجيش


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفهوم الإستراتيجية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** ماســـــتر (Master) ******* :: السنة الأولى ماستار ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1