منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر  Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر  Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر  Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر  Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر  Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدو مخلوف
عضو فعال
عضو فعال
عبدو مخلوف


تاريخ الميلاد : 28/06/1991
العمر : 32
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 153
نقاط : 447
تاريخ التسجيل : 08/11/2012
الموقع : abdouoppj@yahoo.fr
العمل/الترفيه : طالب + ممارسة الفنون القتالية

الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر  Empty
مُساهمةموضوع: الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر    الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر  Emptyالإثنين ديسمبر 03, 2012 9:51 pm

جامعـة المـديـة
معهـد الآداب و اللغــات
قـسـم عـلـوم الإعـلام و الاتصـال




عنوان المداخلة :


الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر

الأسس – الوظائف – الاستراتيجـيات



من إعداد الأستاذتـين :
- صفـرة الـهـام
- فـنـدوشي ربيعـة



مقــدمـــة

تعرف التنمية على أنها تلك الإجراءات و العـمليات المتتالية التي يقوم بها المجتمع للتحكم في اتجاه و سرعة التغيير الحضاري بهدف إشباع حاجاته من أجل الانتقال من مرحلة التخلف إلى مرحلة التقدم .
و لا يتسنى هذا إلا بعد أن يشخص أوضاعه الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية ... لتحديد ما يجب تغييره . و نـجاح الـمسار التنموي مرهون بتضافر الجهود الشخصية و الجماعية ، و تكامل مختلف المؤسسات على كافة الأصعـدة . و لعـل وسائل و مؤسسات الإعلام و الاتصال تعـد من أبرز عوامل الدعـم للسياسات و الخـطط التنموية .
فالدول التي تسعى إلى إرساء سياسات تنموية ناجعة و إحداث إصلاحات فعالة تعتمد على خطط إعلامية و اتصالية محكمة . فالعلماء و المختصون يرون أن دور الإعلام و الاتصال لا يبدأ فقط عندما تبدأ التنمية و إنما ينبغي أن يبدأ قبلها و هذا لقدراته على جمع المعـطيات اللازمة لبناء الاستراتيجيات و السياسات التنموية من قبل القادة السياسيين . سيما أن وسائل الإعلام و الاتصال تساهم في توضيح الصورة العامة للحياة في المجتمع و تبرز المشاكل التي تواجهه و تقترح سبل مواجهتها . كما يمكنها التعريف بالآراء و الاتجاهات السائدة بين الجماهير و في الأوساط الرسمية على حد سواء .
من هذا المنطلق يمكن تسليط الضوء على إشكالية التنمية في الجزائر ببعـدها الاتصالي ، من خلال إبراز دور وسائل الاعـلام و الاتصال في تحقـيق التنمـية بمجالاتهـا المختلفة ( الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية ...) و مدى الاستغلال الأمثل لهاته الوسائل من طرف الجهات الرسمية لدفع المسار التنموي في ظل التعـددية الاعلامية و التطور التكنولوجي في مجال الاعلام و الاتصال و توفر البدائل الاتصالية المختلفـة من صحـف ، و إذاعات ، و قنوات تلفزيونية و أنترنت ... ، مع تقديم تصور لنموذج اتصالي يساهم في اكتمال بناء النموذج التنموي التي تصبو الجزائر إلى تحقيقه .

ماهـية الإعـلام و الاتصـال

- الإعلام : هـو النقل الموضوعي للمعلومات من مرسل إلى مستقـبل قصد التأثير الواعي على عقل الفرد من أجل تكوين رأي عام، و بذلك فالعـملية الإعلامية تجري عبر مراحل متـتـالية تبدأ بالمرسل الذي يقـوم بإرسال مضمون معين( الرسالة) عبر قنـاة محددة (وسيلة الإعلام ) إلى المستقبل ( الجمهـور )


- الاتصال : هـو تبادل الأفكـار و المعلومات و المعـاني بين طرفين أو أكثـر وفـق منظومـة من الكلمات و الصـور و الرسومات و الرموز و الإشارات من خلال قنوات متعـددة (1)
إن مفهوم الاتصال أشمل و أوسع من مفهـوم الإعلام ، لأنه يتعـدى مجال تدفـق المعلومات في اتجاه واحد إلى الاتجاهيـن مع بعض في شكل أخذ و رد . كما أنه يتعـدى في مكوناتـه عناصر المضمون التبادلي و وسيلة النقـل و الجمهـور المستقبل إلى عناصر أخرى تتعلـق بالإنسان و ذاتـه و مجموعـته البشرية و الطبيـعة و المحيط بصفـة عامـة .
وبهـذا فالاتصال يخـدم عملية التنمية بشكل أوسع لأنه يشمل من الأساليب والوسائل والأشكال ما يجعـله أكثر فعالية بالإضافة إلى أن الإعلام هو جزء من الاتصال وبذلك يشكل عنصرا ضمنيا فيه .

أشكــال الاتصـال :
تتمثـل في :
- الاتصال الذاتي : يتـم في ذات الشخص من خلال التفكير و التدبر في الأمور عبر القيام بعمليات نفسية داخلية مثل الشعـور و التذكر ....
- الاتصال الشخصي : يتمثل في تبادل المعاني بين شخصين أو أكثر و يستعمل فيه الكلام و الإشارات و الإيـمـاءات لتوصيل الرسالة بين أطراف العملية الاتصالية .
- الاتصال الجمـعي : يتمثل في اتصال شخص مع جـماعة أو اتصال جماعة مع جماعة و هذا ما تجسده المحاضرات و التجمعات ، و يستعمل فيه المرسل قنوات مساعدة لتوصيل الرسالة للمتلقيـن مثل مكبرات الصوت أو الميكروفـونات ...
- الاتصال الجماهيـري : تكون فيه الرسالة موجهـة لجمهـور عريض باستخـدام وسـائل الإعـلام مثل: الصحف و الإذاعة و التلفزيون . ويكـون الاتصال هنا مصدره المؤسسة الإعلامـية أو الفرد الذي يعمل فيهـا .(1)
و بتطور التكنولوجيات الحديثة زادت العملية الاتصالية تعقـيدا خصوصا الاتصال الجماهيري الذي عرف انتعاشا بتضـاعف عدد محطات الإذاعة و التلفزيون، و زيادة ساعـات البث سيما مع انتشار الأقمار الصناعية التي كثفت من دائرة البث . كما ظهـرت وسائل اتصال حديثة مختلفة مثل: الأنترنت بخدماته المختلفـة ، و الفيديو تلكس ، والهـاتف النقـال ، و الأقراص المضغوطـة ....


(1)عبده ابراهيم الدسوقي ، التلفزيون و التنمية ، الطبعة الأولى، دار الوفاء ، الاسكندرية ، 2004، ص ص 38-39
الاتصـال و التـنـمية

مما لا شك فيه أن العالم يمر في السنوات الأخيرة بمرحلة تغيرات سريعة و عميقة ، و لعل التنمية تعتبر من أبرز القضايا التي يهتم بها الساسة و القادة في مختلف الدول . حيث وضعت الحكومات لنفسها خططا و برامج تنموية تتفق و فلسفاتها الاجتماعية و اتجاهاتها الإيديولوجية و ثقافتها الوطنية، من أجل القضاء على التخلف و الرفع من مستوى المعيشة .
و بما أن جوانب التنمية الشاملة تتعدد و تتسع لتشمل النظام المجتمعي بأسره بكل ما يتضمنه من نظم فرعية مثل الجانب السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و الثقافي و الاتصالي ...؛ فإن مسؤولية أجهزة الإعلام و الاتصال في أي مجتمع كبيرة جدا خصوصا أنها تملك من الإمكانات والسمات و الأساليب ما يجعلها تؤثر في محيطها بفعالية واضحة .
و من أجل رصد دور وسائل الإعلام و الاتصال في مجال التنمية فمن الضروري التعريف بالتنمية و مدى ارتباطها بعالم الاتصال .

تعـريف التنمية :

عرف مصطلح التنمية العديد من التعريفات و المفاهيم يذكر منها :
" التنمية هي محصلة الجهود العلمية المستخدمة لتنظيم الأنشطة المشتركة الحكومية والشعبية في مختلف المستويات لتعبئة الموارد الموجودة أو التي يمكن إيجادها لمواجهة الحاجات الضرورية وفقا لخطة مرسومة و في ضوء السياسة العامة للمجتمع " .
" التنمية تعني نقل المجتمعات من حالة أو مستوى إلى حالة أو مستوى أفضل ، و من نمط تقليدي إلى نمط متقدم كما و نوعا ، و تعد حلا لا بديل عنه في مواجهة المتطلبات الوطنية في ميدان الانتاج و الخدمات " .
و " تعني التنمية من الناحية الحضارية تغيرا أساسا في كل أنماط الحياة السائدة ، و يتبع هذا تغيير نوعي و كمي في صور العلاقات الاجتماعية في كافة مجالات النشاط البشري في المجتمع ...الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الثقافية و الإدارية ...و لهذا يعرف روجرز التنمية بأنها عملية تغيير مقصود نحو النظام الاجتماعي و الاقتصادي الذي تحتاجه الدولة " (1)

(1) محمد منير حجاب ، الاعلام و التنمية الشاملة ،الطبعة الثانية ، دار الفجر ، القاهرة ، 2000 ص ص 32-33
لقد بدأت التنمية كمفهوم نظري و تطبيق عملي يظهر على مسرح الفكر العالمي بوصفه إدارة أو كوسيلة من خلالها تستطيع الدول النامية مواجهة عوامل التخلف و السعي إلى تبني بعض خصائص و سمات المجتمعات المتقدمة . وعلى الرغم من شيوع المصطلح و الاهتمام به فإن مفهومه لا يزال محاطا بالالتباس لتعدد و تباين الاتجاهات النظرية الخاصة به . حيث اهتم بعض العلماء بالتنمية بناء على البعد الاقصادي و فريق آخر ركز على الجانب الاجتماعي و هناك من اعتمد في تحليلاته لهذا المفهوم على البعد الثقافي أو اللغوي ....
ويتضح من هذا أن مفهوم التنمية نال اهتمام الكثير من علماء الاقتصاد والاجتماع و السياسة و السكان و أصبح ينظر إليه الآن من الناحية الشمولية خاصة بعد التطورات و التغيرات التي تعرض المجتمع الدولي . و أن التركيز على بعد أو جانب واحد من جوانب التنمية لا يفيد المجتمع بالمعنى الشامل .
و على هذا الأساس اهتمت هيئة الأمم المتحدة بتحليل مفهوم التنمية بأنه عبارة عن :
" مجموعة الوسائل و الطرق التي تستخدم من أجل توحيد جهود الأهالي و السلطات العامة بهدف تحسين المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي في المجتمعات القومية و المحلية " (1)

دور الاتصـال الجماهيري في مجال التنمية :

تطورت وسائل الاتصال و الإعلام الجماهيري مؤخرا بشكل ملحوظ مؤثرا في حياة الأفراد و المجتمعات ، ليدرك المهتمون بالتنمية بأنه يمكن استخدام هذه الوسائل في دفع برامج التنمية لتحقيق أهدافها .
و يشير بعض علماء الاجتماع و الإعلام و السياسة إلى أن دور الإعلام و الاتصال لا يبدأ فقط عندما تبدأ التنمية ، و إنما ينبغي أن يبدأ قبلها. و قد حاول بعض علماء النفس و الاجتماع و الإعلام التركيز على دور وسائل الإعلام و الاتصال في عملية التنمية و ذلك من خلال إحداث تغيرات في اتجاهات الأفراد و سلوكهم و ميولهم . و تأتي أهمية استخدام وسائل الإعلام و الاتصال في تعبئة الجماهير من أجل التغيير و التنمية ، و هي حقيقة فطنت إليها منظمة الأمم المتحدة ؛ فأوصى المجلس الاقتصادي و الاجتماعي التابع لها بحل المشكلات التي تعترض طريق الجهود التي تبذلها الدول من أجل تقوية و تدعيم وسائل الإعلام المختلفة .



(1) الدسوقي عبده ابراهيم ، التلفزيون و التنمية ،مرجع سبق ذكره ، ص ص 174-180

فالدول النامية في حاجة إلى إعلام يواكب خططها الإنمائية و يعمل على خلق المشاركة من جانب أفرادها في العملية التنموية . فهو السبيل لنقل اهتمامات المواطن و مشاكله للمسؤولين و السلطات الحكومية كما أنه يمثل أداة لنشر المعرفة بخطط الدولة ، وهو الذي يجمع جهود الجميع ( حكومات و أفراد ) في تنفيذ المشاريع التنموية .
و قد أكد " والبر شرام " هذه الحقيقة في مقدمة كتابه " أجهزة الإعلام و التنمية الوطنية " عندما تحدث عن الدور المهم الذي يمكن أن تقوم به أجهزة الإعلام في التنمية ، و كيف أن الاهتمام بالنظم الخاصة بالاتصال هو ضرورة من ضرورات التقدم للمجتمع .
إن البلدان النامية و الناهضة يهمها بنوع خاص في تنمية إعلامها ناحية معينة تلك هي المساهمة التي يستطيع الإعلام القادر أن يؤديها في التنمية (1). و يمكن لوسائل الاتصال الجماهيرية أن تسهم بإيجابية كبيرة في التصدي للمشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية خاصة التي تعوق عملية التنمية مثل الأمية – أزمة السكن – تنظيم الأسرة...
و تستطيع وسائل الإعلام و الاتصال إحداث التغيير في اتجاهات الناس و إحداث علاقات بينهم و بين محيطهم من أفكار و موارد و وسائل و تكنولوجيات و يمكنها تحقيق أساليب إنتاج و استهلاك جديدة و إدخال مفاهيم علمية حديثة في السلوك و العادات و التقاليد لتبني أنماط مبتكرة في مجال العمل الفردي أو الجماعي و الإدارة و التنظيم .... . و هذا كله بواسطة رسالة ما تتخذ أشكالا و وسائلا مختلفة تتناسب مع موضوع الرسالة و الشريحة المقصودة بهدف إحداث التأثير اللازم تجاه المشكلات و القضايا التنموية في إطار أهداف و وظائف معينة تتمثل في الإخبار و التثقيف و التحفيز على المشاركة الإيجابية لتعزيز السلوك المحقق للتنمية المتواصلة . و هذه العمليات تندرج ضمن استراتيجيات مدروسة في إطار ما يسمى " بالاتصال التنموي " .
و للإشارة يمثل هذا المصطلح مفهوما واسعا و شاملا لمختلف العمليات و الأساليب و الوسائل الرامية لنقل المعلومات و الأخبار وكل ما يتعلق بمجال التنمية و مشكلاتها إلى الأفراد قصد المشاركة في التنمية و البحث عن أساليب التغلب على معوقاتها و هذا في إطار ما يعرف بالاتصال الإعلامي . و يجب أيضا الاستعانة بقدرات الاتصال في مجال إثارة اهتمام الأفراد بالسلوك الجديد و إقناعهم بممارسته من خلال الاتصال التأثيري . و لاكتمال الحلقة الاتصالية و الوصول إلى جدواها كاملة فمن الضروري الاعتماد على الاتصال الصاعد من الجماهير إلى القيادات المخططة من أجل التعرف على آراء الناس و اتجاهاتهم و التقويم المستمر و السليم للمواقف و وضع الخطط العلمية التي تكفل زيادة فاعلية التنمية (2).

(1) محمد منير حجاب ، المرجع السابق الذكر ،ص84
(2) علي عجوة ، الاعلام وقضايا التنمية، الطبعة الأولى ، عالم الكتب ، القاهرة ، 20004ص ص 3-4

الوظـائف الاتصاليـة في مجـال التنمية

إن الإعلام و الاتصال من الظواهـر الإنسانية و الاجتماعية المرتبطة بجـميع النشاطات اليومية ، و هما أيضا من الآليات الناجعة في التأثير على الأفراد . ومهما حاول الإنسان الابتعاد عن هذا التأثير في شخصه يجد نفسه في احتكاك دائم مع الآخرين يتواصل معهم ، كما يجد نفسه عرضة لما تقدمه وسائل الإعلام و الاتصال بدرجة أو أخرى ، فيتلقى مضمونها لأنه حتما يستمع و يشاهد و يتابع كل ما يتم تداوله عبرها . فيحدث التعديل أو التغيير أو التحفظ في تـفكيره و سلوكه . ولكن يكون هذا طبعا بمستويات مختلفة ترتبط بسنه و ثقافـته و تربيـته و محيطـه ….و ترجع الـقدرة على التأثير في سلوك الأفراد أيضا إلى الاستغلال الأمثل لقدرات وسائل الاتصال . فوسائل الاتصال الشخـصية و الجماهـيرية تملك من الامكانـات ما يؤهـلهـا للقـيام بـدور فـعـال لتوعـية أوساط المجتمعـات من أجل توحيد الجهود و التعاون بين السلطات العامة و الأهالي بهدف تحسين المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي... .
و تصنف وظائف وسائل الاعلام و الاتصال في مجال التنمية حسب المعطيات التالية :
1- من حيث الوظائف :
تحقق وسائل الاعلام و الاتصال وظائفها في المجتمعات من خلال :
- وظائف عامة : مهما تعـددت الوسائل الاتصالية و تنوعت فإنها تؤدي وظائفا معينة يذكر منها :
- الإخبار : تتمثل هذه العـملية في جمـع المعلومـات و البيانات و الصور و نقلها بعد معالجتهـا .
- التعليم و التكوين : بتلقين الخبرات للناس و تنمية المهارات المعرفـية لديهـم .
- الإقناع و التأثير : في آراء و معتقدات و اتجـاهـات الأفـراد
- تكوين الرأي العام : بتدعيم التوافـق و بناء إجـماع على بعض القضايا لدى الرأي العـام
- الارشاد و التوجيه لأجل اتخاذ القرارات المناسبة : من خلال تغـذية المناقـشات بالمعلومـات وإظهـار رأي القادة .
- نقل الثقـافات و القـيم : من خلال التواصل بين الأجيال
- التنشئة الاجتماعية : بتربية الأفراد و إعدادهم لكسب سلوكات ومعتقدات و اتجاهات معينة
- الترفيه و التسلية : بالترويح عن النفس و إنقاص التوتر لدى الأفراد .
- - و ظائف خاصة :

- تهيئة المناخ الملائم للتنمية بتوفير منتديات للمناقشة و وضع القرارات .
- إعـلام الناس بكل ما يـخص القضايا التنموية بجمـع المعلومـات المناسبـة و معالجـتهـا و نشرهـا بين الأفراد لاكتساب معـطيات جديدة تساعدهم على اكتشاف و فهم ما يدور بهم .
- نشر المعرفـة التنموية ، بتلـقين الفرد مجموعة من المعاني و المفـاهيم و المهارات للإلمام بالمشاكل التي تعاني منها الدولة ( سلطة و مجتمعا ) و إدراك كيفـية معالجتها .
- دعم التعليم و التدريب في المجال التتموي ونشر الأفكار المستحدثة .
- تكوين رأي عـام يلتـف حول مسار التنمية ، و يـؤازر الجهـود المبذولة من أجل تحسين الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية ... .
- التأثير في اتجاهـات و مواقـف الأفـراد و الجمـاعـات لجعلهـم أكثر استشعارا بالمشكلات التي تواجه عملية التنمية و أكثر استعـدادا للمساهـمة في حلهـا . و في هذا الشأن يمـكن لوسائل الاتصـال بأساليبـهـا و رسائلهـا تعديـل و تغـيير المفـاهيم و السلوكيات السلبية إلى مفـاهيم و سلوكيات إيجابية .
- تحسـيس القـيادات و السلطـات الحـكومية و أصحاب المشاريع بالمشاكل الفعلية و النقائص التي يعاني منها الوطن و المواطن .
- خلـق التواصل التنموي في أوساط المجتمع الواحد من جهة وبين الأجيـال المتعاقبة من جهة أخرى بنقل القـيم من المواطنين الحاليين إلى المواطنين القادمين من أجل استمرارية العملية التنموية .
2- من حيث المتغيرات :
هي مجموعة العوامل التي تؤثر على ممارسة وسائل الاتصال في مجتمعات معينة مثل :
- البعد البيئي :
يشمل الظروف السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية الخاصة بالبيئة التي تمارس من خلالها وسائل الاتصال لوظائفها . و التي وفقا لها تختلف هذه الوظائف من مجتمع لآخر بل و تختلف حتى في المجتمع الواحد من فترة زمنية لأخرى . و يتضمن البعد البيئي المتغيرات الدولية أو العالمية و كذا مقومات السياسة الاعلامية و التنموية ....
- البعد الحضري : حيث تختلف طبيعة وظائف الاعلام في المجتمعات الريفية عنها في المجتمعات الحضرية .
- البعد التنموي : يشتمل على الجوانب المختلفة للتنمية الشاملة أهمها : التنمية الروحية – التنمية الذاتية – التنمية الاقتصادية – التنمية الاجتماعية – التنمية النفسية – التنمية البشرية – التنمية البيئية – التنمية الثقافية – التنمية التكنولوجية و العلمية – التنمية السياسية - التنمية الادارية .....
- بعد الوسائل : تختلف الوظائف وفقا لطبيعة الوسيلة المستخدمة ؛ فالصحافة غير الاذاعة و غير التلفزيون ....
- بعد الجمهور : تختلف الوظائف وفقا للجماهير النوعية مثل العمال – المزارعين – المهنيين – الحرفيين – الموظفين - ....(1)
إن البحث عن تصور واقعي لوظائف الاتصال في مجال التنمية يحتاج إلى دراسات واعية لتحديد الملامح الأساسية للمجتمع بكل منظوماته و كذا إمكانة تفاعله مع العملية الاتصالية باستراتيجياتها و وسائله و أساليبها و تقنياتها ... .

العـملية الاتصالية في مجـال التنمية

إن معالجة الظواهر اتصاليا تتطلب تسخـير العديد من الجهـود و الوسائل من أجل التحكم أفضل في الأداء الاتصالي و تحقـيق النتائج المسطرة بكل كفاءة وفـعالية . و كل عمل اتصالي – على غرار النشاطات و المشاريع الأخرى – يحتاج إلى تخطيط محكم عن طريق جمـع المعلومات الوافية و تحديد الهدف ، و حـصر المتطلبات ، و توضيح كيفـية و أسلوب العمل .... و العملية الاتصالية في مجال التنمية تتطلب تحديد عناصرها على النحـو التالي :

عـناصــر العـمـليـة الاتصـاليـة :

1- القـائم بالاتصال : يتمثل المـرسل في العـملية الاتصالية الخاصة بقضايا التنمية في السلطات الحكومية - أصحاب المشاريع – المستثمرين - الإعلاميين –... ومهما كان هذا المصدر يجب أن يكون مستوعبا و مقتنعا و ملما بموضوعه أو يستعين بخبير في مجال الاتصال حتى تتم العملية في أحسن الأحـوال . و قد يكون المرسل هو المواطن الذي يعبر عن انشغالاته الخاصة بقضية تنموية معينة من خلال شكاوى أو تقارير أو عملية سبر آراء تنشر في الصحف و المجلات أو تبث من خلال الاذاعة و التلفزيون و حتى الأنترنت .
2- الجمهـور : هـو المتلقي للرسالة الاتصالية التنموية و الذي يجب معرفة معالمـه بدقـة بتحديد أبعـاده واتجاهاته و انتماءاته و مستواه الثقافي وموقـعه الجغرافي ... وهذا لصياغة الرسالة الاتصالية وفـقا للأهداف المسطرة . فمثلا في الجزائر يجب معرفـة الجمهور المستهدف إن كان من الريف أو المدينة ، من منطقـة صحراوية أو ساحلية ، هل غالبيته من المتعلمين أومن الأميين ...


(1) محمد منير حجاب ،مرجع سبق ذكره ،ص ص 144-149
وهـذا لمعرفة كيفية إعداد و توجيه له الرسالة المناسبة التي يفهـمهـا . و إن كان المستقبل يتمثل في الجهات الحكومية في إطار ما يعرف بالاتصال الصاعد فيجب تحديد من مهام و مجال اختصاص كل جهة أو مسؤول في قطاع معين لمخاطبته وفق اختصاصه .
3- الرسـالة الاتصالية : تتناول الرسالة الاتصالية في مجال التنمية الموضوع المقصود بعـدة أشكـال ، فتكون مكتوبة أو مرئية أو مسمـوعة ، مـختصرة أو مطولـة ، شفـوية أو مقروءة... و يجب إعـدادهـا وفـق حجـج و أدلـة و معـطيات مقنعـة مراعـاة للمتلقي بكل خصوصياته .
4- الوسائل الاتصـالية : هي القناة التي يستخدمها المرسل من أجل توصيل أفكاره، فهي تتنوع وتتعدد بشكل واسع . يجب اختيارهـا وفـق اعتبارات تناسب القـائم بالاتصـال و إمكاناتـه و طبيعـة الجمهـور المستهدف و مضمون الرسالة....كاستعـمال الإذاعة لمخاطبة الجمهور العام ، و استعـمال الاتصال الشخصي مع جماعات محلية قليلة العدد ، و إقامة المعارض مع الشباب أو الطلاب في المدارس و الجامـعات ....
5- رجـع الصدى : إن التغـذية العكسية هي دليل على وصول الرسالة إلى المتلقي وردود أفعاله في تبني سلوكات معينة واتخاذ مواقـف حيال المشاريع التنموية هي من الأهداف التي يرمي إليها المرسل لذا من المفروض فتح مجالات استقبالها عن طريق فـتح خطوط هاتف مجانية على مستوى المنظمات الحكومية أو المستثمرين ... لاستقبال مكالمات المواطنين للاستفسار أو إبداء الرأي أو بفتح مواقع إلكترونية عبر الأنترنت خاصة بمجال التنمية لتلقي الرسائل وفـقا للقدرات التفاعلية التي توفرها هذه الوسيلة ....وهذا لخلـق الشعور بالمشاركة في القضايا التنموية.
و لأن الوسيلة الاتصالية تقوم بالدور الأساسي في نجاح العملية الاتصالية التنموية فمن المهم التفصيل فيها فيمـايلي :

تصنيفـات وسائـل الاتصـال :

تتعـدد وسائل الاتصال و تتنوع و تتطور بشكل لايمكن حصره تماما ، و قسمها علماء الاتصال إلى أنواع كثيرة ، حسب التقنيات المعتمدة عليها أحيانا و حسب خصائصها الاتصالية أحيانا و حسب نوعية جمهـورها أو حسب الحاسة التي تخاطبهـا . لذا يمكن تقديم نماذج لهذه التصنيفات على النحو التالي :
1- حسب القـناة و الواسطة التي تربط المرسل بالمستقبل : مثل الحديث وجهـا لوجه أو الاتصال الهاتفي أو الاتصال عن طرق التلفزيون و الاذاعة و الصحف أو عن طريق لوحة الإعلانات أو التقارير الرسمية ....
2-حسب الحاسة التي تدرك بها هذه الوسائل : تتمثل في:
- وسائل اتصال مباشرة أوشخصية مثل المقابلة وجهـا لوجه حيث إدراك الرسالة يكـون بمشاركة جميـع الحـواس .
- وسائل اتصال بصرية : تعتمد على حاسة البصر مثل : الصور و الكتابات - الصحف – المجلات
- وسائل اتصال سـمـعية : التي تعتمد على حاسة السمع مثل الهاتف – الإذاعة – الأشرطـة ...
- وسائل بصرية سـمعية : هي التي تعتمد على حاستي السمع و البصر مع بعض مثل التلفزيون – السينما
3-حسب حجـم المتلـقي تنقسم إلى :
- وسائل شخصية : مثل المحادثة و الرسالة و الهاتف ...
- وسائل جمـعية : مثل الخطب و المحاضرات ....
- وسائل جمـاهيرية : مثل التلفزيون و الاذاعة ....
4- حسب الدعـامـات الخـاصة بنقـل رسائلهـا مثل :
- وسائل مطبوعـة : مثل المجلات – الصحف – الكتب – الملصقات .....
- وسائل كهرومـغناطيسية : مثل الراديو و التلفزيون ....
- وسائل إلكترونية : مثل الحاسبات – الهواتف النقالة - بنوك المعلومات – الوسائل المتعددة الوسائط

هـذا التنوع في وسائل الاتصال يجـعل مجال استعمالـها في مجال الاتصال التنموي أكثر ثراء و مرونة، و يسمح للقائمين بالعملية الاتصالية الخاصة بالقضايا التنموية أكثر سعة في التفكير و الجهد و الاختيار بين ما يلائم طرح الموضوع ، و ذلك باختيار الوسيلة المناسبة للجمهـور المناسب بقصد توصيل الرسالة المناسبة في الوقت اللازم . و من الوسائل المقترحة لأداء مهمة الاتصال التنموي على النحو الملائم يذكر :
1- وسائل الاتصال الجماهيري : يطلق عليها أيضا اسم وسائل الإعلام أو وسائل الإعلام و الاتصال كمفهوم أكثر شمولية وهي الوسائل الواسعة الانتشار في مجال تغطيتهـا . تشمل هذه الوسائل : الصحف المجلات ،الكتب ، الإذاعة ، التلفزيون ، السينما .......
تستطيع هذه الوسائل عبر قنواتها المتعـددة مخاطبة عقول الجماهير و تقديم معلومات لجمهور واسع في مجتمعات كبيرة ، لديها فرصة الوصول إلى نقاط بعيدة بفضل التقنيات الضخمة .
2- وسائل الاتصال المحلية : وهي مثلها مثل وسائل الاتصال الجماهيري من حيث الوسيلة لكن تختلف عنها في مجال التغطية ، إذ بإمكانها تقـديم المعلومات و وجهات النظر إلى جمهور المجتمعات المحلية . ومن سماتها أنها قريبة من هذه المجتمعات و هي بذلك تعبر عن مشاكله و قضاياه وهي تفيد كثيرا في تناول القضايا البيئية بتشخيص مواضيع معينة لمناطق بذاتها ، ليتسنى للمواطن المحلي أن يفهم ما يدور به هو ليتمكن من المساهمة بحلول ناجعة نابعة من واقـعه . ومن هذه الوسائل يذكر: الصحف و المجلات المحلية ، الإذاعات و التلفزيونات المحلية ، الأفلام التسجيلية و الأشرطة ، تسجـيلات الفـيديـو ، أشرطة الكاسيت ....
3- وسائل الاتصال الجمـعي : يذكر منها : النشرات، الكتيبات ، المحاضرات ، الندوات ، المؤتمرات المعارض ، الاحتفـالات ......
4- وسائل الاتصال الشخـصي : تنقسم بدورهـا إلى وسائل الاتصال الشخـصي المباشر مثل : المناقشات و المحادثات الرسمية و غير الرسمية ، الاجتماعات ،الزيارات ، المقـابلات ....و وسائل الاتصال الشخصي غير المباشر التي تتضمن الوثـائق المطبوعـة مثل: التقـارير و الرسائـل و لوحات الإعلانات... و الإلكترونية مثل: الهاتف و التلغراف و الفاكس و الحاسب الآلي ...

الأسس العلمية لاختيار وسائل الاتصال التنموي :

هناك العديد من الدراسات و البحوث الهادفة للوصول إلى الوسائل الأكثر فعالية في مجال الاتصال التنموي . و يقوم المسؤول عن التخطيط الإعلامي التنموي بدراسة جميع الوسائل المتاحة حتى يمكن تحديد الوسائل المناسبة على ضوء قدراتها الذاتية و قدرتها على حل المشكلات القائمة و على التأثير في الجمهور المستهدف أي في ضوء النتائج المتوقعة . ويتم اختيار الوسيلة الاتصالية في المجال التنموي وفقا للاعتبارات التالية :
1- الوسيلة الاتصالية المناسبة للفكرة التي قد تأخذ أشكالا مختلفة : لفظية أو فعلية أو تأخذ شكل أشياء أو لغة الإشارات ....
2- الوسيلة الاتصالية المناسبة للأهداف المتوقعة التي تتأثر إلى حد كبير بحاجات الجمهور المستقبل لهذه الرسالة .فهناك وسائل تحدث تأثيرات آنية أو طويلة المدى...
3- قدرة الوسيلة على إشباع احتياجات الجمهور ذي الاختلافات و الخصائص المتعددة : السن – الجنس – التوزيع الجغرافي – المستوى التعليمي – الميولات و السمات النفسية ....
4- مناسبة الوسيلة للقدرات الاتصالية للقائم بالاتصال من خلال توفر فيه بعض المهارات و الإمكانات الاتصالية و مدى إلمامه بأصول العملية الاتصالية ....
5- الخصائص العامة للوسيلة من حيث عمرها الافتراضي و مكانتها بين المتلقين و خصائصها الفنية و الإنتاجية و إمكاناته في التغطية الجغرافية و سرعتها في توصيل الرسالة و قدراتها التأثيرية.....(1)

















(1) محمد منير حجاب ، مرجع سبق ذكره ، ص ص 167-174
واقع الاتصال التنموي بالجزائر

تعبر وسائل الاعلام و الاتصال في الجزائر و لو نسبيا عن المشاكل التي يعانيها المواطن الجزائري في مجالات مختلفة . و ماتنشره الصحف العمومية و المستقلة خير دليل على ذلك من خلال الصفحات المخصصة لمواضيع تتعلق برصد القرارات و المشاريع الحكومية في مختلف المجالات و نشر المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية .... و تأتي هذه المواضيع في شكل روبورتاجات أو تقارير أو تحقيقات أو أي جنس إعلامي يعده الإعلاميون بأنفسهم بناء على معلومات و تصريحات تأتيهم من الجهات الرسمية أو من خلال تغطياتهم للظواهر و الأحداث المرصودة في المجتمع ، و قد تأخذ المادة الإعلامية شكل شكاوى أو كتابات يساهم بها القارئ من خلال الصفحات الحرة و المنابر الإعلامية المتاحة له فتكشف عن اهتمامات معينة في مجال أزمة السكن و البطالة و نقص المشاريع الفلاحية أو السياحية أو الصناعية ....

و نفس المنحى تأخذه الوسائل السمعية البصرية ( الإذاعة و التلفزيون ) . فعلى قلة القنوات الإذاعية و التلفزيونية و عدم وجود قنوات متخصصة ( ثقافية – اقتصادية - ...) فهناك بعض المواد الإعلامية المشيرة لعملية التنمية سواء من خلال الحصص الاقتصادية مثل : حصة المؤشر التلفزيونية أو حماية المستهلك ... – أو الإرشادات الفلاحية مثل : أو من خلال ما يعرض من أخبار و تعليقات في النشرات الإخبارية التلفزيونية و الإذاعية ....

سمات الاتصال التنموي بالجزائر

ينبثق الاتصال التنموي في الجزائر من الممارسة الاعلامية و الاتصالية ككل التي تعرف طابع المركزية الشديدة خصوصا في مجال السمعي البصري و هذا ما يؤثر على الأداء الاتصالي الجيد في مجال التنمية الذي يجب أن ينبني على جانبين يتمثلان في إعلام و إقناع الجماهير بأهداف الخطة التنموية من جهة و إتاحة الفرصة للجماهير لكي تعبر عن رأيها و طرح مشاكلها الفعلية بكل شفافية حتى يتم التفاعل بينها وبين القيادة . و قد أتاحت بعض الجرائد المستقلة هذه الفرصة من خلال صفحاتها مثل صفحات بريد القراء مثلا ( الخبر – الشروق – ليبرتي ...).
و يظهر التمركز أيضا في وجود المؤسسات الاعلامية في العاصمة أو المدن الكبرى مثل وهران – عنابة – بشار – ورقلة و هذا ما يحرم المناطق النائية و المعزولة الحصول على إعلام تنموي جواري بسبب عدم توفر الجرائد المحلية إلا نادرا . و بخصوص السمعي البصري فالقنوات التلفزيونية كلها وطنية و لايوجد قنوات محلية إلا بما يسمى بالمحطات الجهوية مما يجعل مجال الاهتمام الإعلامي التنموي سطحيا لا يتعمق في محليات المناطق المترامية الأطراف عبر التراب الوطني . و أما الإذاعة فهناك قنوات وطنية ( الأولى – الناطقة بالفرنسية – الناطقة بالأمازيغية ) بالاضافة إلى القنوات المحلية التي تكاد تغطي كل ولاية على حدا و هي بادرة ممتازة في الوصول إلى الاتصال التنموي الجواري الفعال إذا ما راعت فعليا اهتمامات و انشغالات المواطنين و منح الفرصة لتلبية الاحتياجات المتنوعة لكل قطاع أو منطقة من مناطق الدولة .
و من سلبيات التمركز هو توجيه و إعداد برامج خاصة للريف مثلا أو لمناطق صحراوية لكن بسطحية بعيدا عن الوعي الحقيقي بواقعها و متطلباتها الفعلية ...
إن القائم بالاتصال - سواء في التلفزيون أو الاذاعة أو الصحيفة - عندما يفقد الخبرة في مجال الاتصال التنموي فإنه يقدم رسالة تنموية لاتتسم بالجاذبية اللازمة ، فتقدم حصص تلفزيونية عن الواقع الاقتصادي مثلا دون الغوص في معالمه و لا بأساليب تحليلية معمقة و لا بالاعتماد على منشط ذي خبرة ليساهم في دفع عجلة الحوار نحو معلومات مركزة و لا تحضر أطراف معارضة لتقديم البدائل... و هذا ما لا يلبي احتياجات الجمهور المتنوعة التي تتحرك نحو التغيير .
و حتى هذا الانتاج لا يعتمد على بحوث و دراسات علمية أعدت سابقا للإحاطة بالاهتمامات الفعلية للجمهور ( قراء – مشاهدين – مستمعين ) .
يعرف الاتصال غالبا اتجاها واحدا من القمة إلى القاعدة . وعدم الاهتمام برجع الصدى من قبل المواطنين في إطار ما يعرف بالاتصال الصاعد . و إن كانت هناك مجالات للكتابة الحرة في بعض الجرائد لعرض بعض الاهتمام لكنها لا تلق الصدى المناسب و في الوقت الآني .
نقص التنسيق والتكامل بين الهيآت و المؤسسات المعنية بالتنمية ( سواء كان قطاع عام أوخاص ) و بين المؤسسات الاعلامية . فنادرا ما تقدم الصحف ( سيما المستقلة ) والتلفزيون و الاذاعة مع بعض حملات إعلامية مشتركة لتحقيق بعض أهداف التنمية الاجتماعية أو الثقافية ....
عدم توفر حرية التعبير بالشكل الكامل الذي يسمح بنقد المشاريع الفاشلة أو التي لا تتلاءم و طبيعة المجتمع الجزائري أو تشخيص السلبيات و الأخطاء التي قد تنجم عن البعض منها خصوصا إذا ما كانت الجهات الحكومية أو القيادات من ورائها . وهذا ما يجعل وسائل الاعلام تغيب أو تغيب عن هدفها الحقيقي في تنوير و خدمة الرأي العام .
نقص الخبر و التخصص للقائمين بالعملية الاتصالية التنموية فأغلبية الكتابات أو البرامج الاعلامية المتعلقة بمجال التنمية هي في شكل معالجات سطحية للواقع التنموي بعيدا عن التحاليل المعمقة و الدراسات المستفيضة لإيجاد الحلول المناسبة .


سـبل تفعـيل الاتصال التنموي بالجزائر :

من أجل التعامل مع قضايا التنمية بحكمة و رشد لابد من تفـعيل النظام الاتصالي لما له من قدرات . فالدراسات العلمية برهنت على الدور الفـعال لوسائل الإعلام و الاتصال التي لا يخـفى على أحد إمكاناتـها في التأثير على الأشخاص فكريا و تعليميا و نفسيا...
لذا يجب الاستغلال التام لهذه الإمكانات في إحداث نقلة نوعية في العمل الاتصالي التنموي للإسهام في دفع عجلة التنمية بمختلف مجالاتها ، و لا يتأتى هذا إلا بتضافر جهود الأفراد و الجماعات و المنظمات الحكومية و غير الحكومية في هذا الشأن .
و يمكن دعم و تعزيز مسار الاتصال التنموي بانتهاج السبل التالية :
1 - وضع استراتيجـية اتصالية حكومية واضحـة تتضمـن الاستغـلال الأمثل للإمكانات و العـناصر و الأساليب و التقنيات الاتصالية لبناء النمط التفكيري للفرد الجزائري و استثمار الوعي لديه ، بإشراك جميع المؤسسات الاتصالية و الاقتصادية و الاجتماعية بحيث ...يصبح الاتصال و الإعلام جزء من الخطة التنموية .
2- و ضع تخطيط إعلامي تنموي وفقا للأسس العلمية المتعارف عليها و التي يمكن ذكر أهمها :
- التعرف على الاستراتيجية التنموية للمجتمع و أهدافها في ظل تقديرات حجم و مصادر الثروة الموجودة في المجتمع مقابل الاحتياجات العامة للأفراد و متطلباتهم .
- تحديد أهداف الخطة الاعلامية المتصلة بقضايا التنمية
- تحديد الجمهور المستهدف من العملية الاتصالية ( عمال – فلاحين - ...) و التعرف على خصائصه بدقة و تحديد أوجه الاختلاف بين المناطق المختلفة
- اختيار الوسائل الاتصالية الملائمة للأهداف التنموية المسطرة و طبيعة الجمهور و نوع الرسالة المحضرة ...
- إحداث التكامل بين الوسائل الاتصالية المختلفة ( السمعي البصري – المكتوب ) من أجل تحقيق التأثير اللازم
- إعداد إجراءات التنفيذ و مراجعة الخطة و تقويمها
- التركيز على مقومات النجاح و هي الشمول ، التكامل ، المرونة ، الاستمرارية ، التكلفة ، و يسر الأداء (1)



(1) محمد منير حجاب، مرجع سابق ، ص 116
3- من الضروري توافر وسائل الاتصال الجماهيري المركزية و وسائل اتصال أخرى محلية و إقليمية . الأولى تخاطب الاهتمامات العامة و تعمل على بث روح الانتماء الوطني و الثانية توجه الجماهير في كل إقليم من خلال القضايا التنموية الخاصة بهذا الاقليم و ربطها بالقضايا العامة . و كلاهما يشجع الجماهير على التغيير و تعلم المهارات الجديدة و المساهمة بالرأي البناء في الشؤون العامة و القضايا الوطنية
4-التنويع في استخدام الاتصال الجماهيري و الشخصي لما لهما من مزايا في الوصول إلى الجماهير الواسعة و مخاطبة الأفراد في نفس الوقت ، فالاتصال الشخصي أكثر قدرة على إثارة التقبل للأفكار و الإقناع . عند تقديم المعلومات للمتلقي يجب أن تكون في شكل بسيط و سلس يفهـمه الجميع مع ضرورة استخدام الاتصال الشخصي المباشر في الأرياف أو في المجتمعات غير المتعلمة لضمان وصول الرسالة . أي الاعتماد على الاتصال الشخصي بقدر الاتصال الجماهـيري لأنه أكثر ملاءمة للمجتمعات المحلية .
التنويع في الوسائل المكتوبة و السمعية البصرية ، فالكلمة المقروءة من خلال مطبوعات ( كتيبات – ملصقات – جرائد – مطويات ...) تسمح بتقديم التفاصيل و الرسوم و البيانات ، و تسمح للقارئ بالقراءة المتأنية و المراجعة المتكررة . و الكلمة المذاعة تسمح بتجميع الجماهير و بث روح الاهتمام بالمسائل الهامة بما أنها تخاطب شريحة واسعة من الجمهور . و التلفزيون و باعتماده على الصورة و الحركة و الألوان بإمكانه تقديم مادة إعلامية واضحة يفهمها الجميع . و بالاعتماد على وسائل النقل المباشر ( الأقمار الصناعية ) و الوسائط السمعية البصرية و الالكترونية ( الفيديو – الأقراص المضغوطة... ) فيمكن وصول المعلومات و المواضيع التي تخدم التنمية إلى أي مكان و في زمن قياسي .
5 - استعمال التلفزيون لما له من إمكانات اتصالية خارقة بالتنويع في البرامج التلفزيونية من أفلام قصيرة و حصص إرشادية بلغة بسيطة حتى تفهمها جميع شرائح الجمهور مثل أفلام عن طرق الزراعة الحديثة أو كيفية الاهتمام بالنباتات فيستفيد الفلاح و المواطن العادي من معلومات قد يسخرها في تزيين المحيط .
6- فتح قنوات تلفزيونية و إذاعية متخصصة ( اقتصادية – تعليمية – تثقيفية ...)
7 - الاهتمام بالاتصال التنموي من قبل السلطات المركزية واللامركزية بإنشاء خلايا و لجان اتصال على مستوى الهيآت الرسمية و تفـعيل دورهـا للتقرب من المواطن أكثر من أجل تزويده بالمعلومات و المعارف. على أن تقوم بدورها بتنسيق تام مع نوعية المشاريع المنفذة .
8 - رفع مستوى الوعي لدى القيادات الإعلامية لخلـق الشعور بأهمية التنمية قصد تبني وسائل الإعلام القضايا التنموية بشكل دائم عبر مواد إعلامية قـارة . فالمواضيع الخاصة بالتنمية يجب أن لا تكون مناسباتية بل من المفروض أن تحضى باهتمام الإعلاميين دوما .
9 - التنسيق و التعاون بين الوسائل الاتصالية للعمل في اتجاه واحد من خلال خطة مدروسة ،و هذا بتكامل المحتويات و القنوات الاتصالية حتى يتمكن الفرد من الحصول على معلومات عن المشاريع التنموية المحلية و الوطنية بشكل دقيـق .
10 - إحياء المناسبات و إقامة النشاطات التحسيسية بأهمية المشاركة في مجالات التنمية على اختلافها مثل محاربة الأمية و التوعية البيئية و الحفاظ على المحيط في المناسبات أو بشكل دائم لإيقاظ الوعي لدى المواطن عن طريق المعارض المفتوحة ، إحياء الاحتفالات ، تنظيم الرحلات ( لاكتشاف أهم الانجازات و الحفاظ عليها )....
11 - الاستعانة بالحملات الإعلامية و الإعلانية - على الخصوص - في مجال التنمية بشكل علمي من أجل التأثير الفعال في المتلقين مع مراعاة خصوصية المجتمع عند إعدادها . فاتساق الرسالة مع النسق القـيمي في ضوء السمات العامة لفئات المجتمع أمر ضروري .
12- الاعتماد على أسلوب المسابقات العملية ( مثل حملات النظافة و خلق مساحات خضراء) أو الفكرية ( مثل الرسوم و الصور الفوتوغرافـية المقالات و البحوث العلمية الخاصة بإنعاش مجالات التنمية ... ) لفتح مجال التنافس بين المواطنين لتبني سلوكات سليمة مثل الوعي الادخاري و التأمين و الترشيد الاستهلاكي . وتقديم الجوائز و الهدايا على العلن ، و بإشراك وسائل الإعلام من إذاعات و صحف للترويج للحدث ...
13 - إقـامة مجسمات و لافـتات كبيرة على الطرقات في شكل رسومات أو صور للتزييـن و للتحسيس تحث على ضرورة تبني اتجاهات و سلوكات تخدم مجالات التنمية فلفت الانتباه إلى ضرورة المشاركة في عملية التنمية أمر في غاية الأهمية ( مثل التأكيد على قيمة العمل – تنمية الوعي الصحي – الاهتمام بالأرض ...) .

إلى أفـق بعيد و هذا طبعـا بالتنسيق و التكامل بين وسائل الاتصال على اختلافها و المؤسسات و الهيآت الأخرى ... فـقضايا التنمية تهم الجميع .








المراجـــع :





1- الدسوقي عبده ابراهيم ، التلفزيون و التنمية ، الطبعة الأولى ، دار الوفاء ، الاسكندرية ، 2004
2- حجاب محمد منير ، الإعلام و التنمية . الطبعة الثالثة ،دار الفجر ، القاهرة ،2001
3- عجوة علي ، الاعلام و قضايا التنمية ، الطبعة الأولى ، عالم الكتب ، القاهرة ، 2004




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاتصــال التـنـمـوي بالجزائـر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** فضاء جامعة 08 مــــــاي 1945 ******* :: قسم خاص بالملتقيات والمنتديات-
انتقل الى:  
1