منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Ql00p.com-2be8ccbbee

 

 الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Empty
مُساهمةموضوع: الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي   الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Emptyالأحد نوفمبر 15, 2015 9:01 am

[rtl]الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي (1469ـ1527) Niccolo Machiavelli -1-[/rtl]
[rtl]الأحد 30 أكتوبر / تشرين الأول 2011 - [/rtl]
[rtl]قرطبة الظاهر[/rtl]


العصر الجديد: النهضة، العلوم الانسانية، النظام الجمهوري
إنطلقت مُفردة ما يسمى بالعصر الجديد لاول مرة في القرن التاسع عشر حيث تم اختياره من قبل الشاعر فرايليكراث وهو العصر الذي يمتد من القرن الخامس عشر حتى القرن الثامن عشر. أنه عصرُ مليءٌ بالاحداث كأي عصر من العصور التي تطبعت في اوروبا والقارة الامريكية واخذت قالبا متميزا عن غيرها من العصور الاخرى. يختلف علماء التأريخ على وضع بدايات هذا العصر فإنهم يعتقدون بانه قد يبدأ مع إنهيار القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية عام 1453 أو مع إكتشاف القارة الامريكية كما قد يبدأ مع بزوغ الليبرالية الاولى لتوماس هوبس والعلوم الحديثة في الفكر السياسي. بلا شك إنَّ ما هو جديد في هذا العصر هي الدولة ذاتها التي تأسست حديثا بعد الحروب الطائفية وارساء السلام من خلال اتفاقيات ومعاهدات دولية مثل اتفاقية وستفاليا الشهيرة عام 1448. جديد هو المجتمع البرجوازي الذي تخطى مراحل الطبقية الاقطاعية فأنبثقت منه الطبقة الاقتصادية المتميزة بالتجارة. لكن عوائل ارستقراطية مؤثرة حافظت على نظامها الملكي مثل ملوك اسبانيا وفرنسا وانجلترا بينما اصبحت ايطاليا والمانيا عبارة عن دوقيات وممالك ودويلات غير موحدة. جديد ايضا هو النظرة العامة للكون حسب نظرية كوبرنيكوس الفلكية التي اكدت على أن الارض ليست منبسطة كما أعتقد الاغريقيون القدماء وعلى راسمهم العالم بطوليموس بل انها كرة بيضوية وانها لا تتوسط الكون بل انها جزء من منظومة كواكبية. تبنّى هذه النظرية فيما بعد كلٌّ من جاليليو وكيبلر. بذلك تم تجاوز فكر الميتافيزيقيا لارسطو. كما أن اكتشاف الناظور والبوصلة وطباعة الكتب والرصاص هو من إنجازات هذا العصر. ولا ننسى بأن هذا العصر تميز ايضا بسقوط اخر معقل للحضارة العربية في الاندلس عام 1492 وهي غرناطة.
تنمو خلال عصر النهضة هذا في القرن الخامس عشر، ولادة جديدة لما كان يُسمّى قديماً (Renaissance) أو كما يسميه الايطاليون (Risorgimento): القديم هي الديانة المسيحية والفلسفة الاغريقية والجديد هو البحث في العلوم الانسانية لتجسيد الفكر الانساني المنبثق من الديانة المسيحية وكتب الفلاسفة الاغريق. العودة إلى نقطة البداية من اجل بناء عصر تكسوه معالم الحضارة الفكرية والفنية والعلمية بحلة جديدة بعد التحرر من قيود الكنيسة المسيحية والمحاكم (Inquisition). تتسع دائرة الابداع الفني والمعماري والفكري في المدن ومنها المدن الأيطالية وتتعدد المهارات والابتكارات لتبرز طبقات اجتماعية عائلية متميزة بثرائها وقدراتها على تمويل الفنانين والمبدعين والمتميزين مثل عائلة الميديشي في ايطاليا وعائلة الفوغر والويلزر في المانيا مؤثرة بذلك على انظمة الحكم وعلى ودائع الدولة في تكوين نظام المصارف. إنه عصر بداية الرأسمالية الاولى.
يتميز أيضا هذا العصر بالاصلاح (Reformation) المذهبي الذي تبناه مارتين لوثر لوضع حجر الاساس لمفهوم جديد في الديانة المسيحية. إنه عصر اعادة متمعنة في التأريخ القديم من اجل بناء مؤسسات جديدة وقوانين جديدة وقيم انسانية جديدة وقواعد علمية جديدة. يصف بوركهاردت عصر النهضة في كتابه "حضارة النهضة في ايطاليا (1860)" بانه "إكتشاف العالم والانسان". الانسان يُكتشف من جديد ويصبح فجأة في وسط حلقة العلم كما رسمه الفنان الشهير ليوناردو دافينشي (Humanism). ويصبح بذلك كل ما يدور في رأس الانسان من فكر وفلسفة ومنطق وابداع هو سمة العصر الجديد. تتنافس القيم القديمة مع الحديثة كما تتنافس العلوم القديمة مع اكتشافات حديثة وتتنافس نظريات في الفكر والفلسفة مع نظريات تختلف تماما عن مفهوم أفلاطون وارسطو للديمقراطية والانظمة المختلطة. في هذا العصر تولد التوتاليتارية: انه نظام لا يتطابق مع تكوين هذا العصر، ربما تكّون عبر خطأ انساني يعود إلى طموح المجتمعات الاوروبية في تكوين افضل الانظمة وتكاثف السلطة في مؤسسة واحدة. يؤكد المفكر ليو شتراوس بأن هذا العصر يعد التدمير لقانون الطبيعة دون أن يذكر الاسباب او حتى ان يقارن بين ما كتب عمانئيل كانت وهيغيل وتوكفيلل. بينما يعتبر أريك فوكلين هذا العصر هو عملية إبادة لله بعد ابادة البشرية. على كل من ينظر إلى هذا العصر بسلبياته او ايجابياته أن لا يجهل القول بأن حقوق الانسان ونيله لحرياته وتمتعه في الكثير من وسائل الحياة هي من عطاءات هذا العصر. كما أننا لا ينبغي ان نجهل القول بأن هذا العصر يسمى ايضا بالعصر الكوني، الشمولي (Universalism) فهو عصر كل ما يتعلق بالحياة العامة بالعولمة وبالقوانين الدولية بالرغم من انه لم يتوصل إلى تكوين نظام عالمي سياسي ولم يستطع طرح مسألة مصير العولمة. الشمولية في القيم والاخلاق العامة للناس تصطدم مع تمسك الفرد بقيمه البيتية والعائلية والاجتماعية كفرد. لم يستطع أحدٌ تحديد العلاقة في القيم الانسانية بين الفرد والمواطن عدا جان جاك روسو الذي جمع العلاقتين ووضع القواعد العامة للانسان كفرد وكمواطن في آن واحد. تكون في هذا العصر النظام الجمهوري في مدينة فلورنس الايطالية والذي اشار إليه بارون في كتابه "العلوم الانسانية البرجوازية". وهناك من يقارن النظام الجمهوري الايطالي بالنظام الجمهوري الامريكي. والسؤال الاول يطرح هنا: هل كان النظام الجمهوري الايطالي لمدينة فلورنس ارستقراطياً ام ديمقراطياً؟ ام أن هناك تباين في مفهوم الجمهورية لتوماس مدسن الفدرالستي ومنطق ماكيافيلي الفلورنتيني وجويكارديني البندقي [ البندقية ، فينيسيا ] للانظمة السياسية؟ لتتعدد الانظمة والتباينات في وضع الاسس السياسية لتأسيس الولايات او الدول لا يمكن أن نتجاهل الاوضاع والمعطيات التي تعامل كلُّ هؤلاء الفلاسفة في رؤيتهم الفكرية والتاريخية والسياسية. لم يستطع أحدٌ من علماء التأريخ والفلسفة تحديد مواصفات النظام الجمهوري وعلاقته بالمفاهيم الانسانية لمواطني هذا النظام (citizens‘ Humansism). لقد اعتمد النظام الامريكي الجمهوري في مفاهيمه الاولى على نظرية جون لوك ثم طورها مع الزمن واختلف في المنظور والرؤيا لما كانت تمليه عليه المعطيات السياسية من تيارات مختلفة متعددة التوجهات والايمان مثل التيارات الليبرالية. نمت الاخيرة مع الثورات والحروب واصحاب العقد الاجتماعي وتبلورت مع فكر النظام الجمهوري الحر بالرغم من وجود معارضين كثيرين في السياسية والفكر لليبرالية كنظام يعتمد حرية الفرد واختياره لحياته واحترام خصوصيته وفكره وكل حقوقه الانسانية في ظل دولة القانون التي تحرص على تأمين الحقوق والحريات. بمعنى اخر تحدد الليبرالية سلطة الفرد و سلطة الدولة. بينما ينظر النظام الجمهوري إلى الجماعة وليس إلى الافراد. المسؤولية العامة او الارادة العامة كما سماها جان جاك روسو volonté générale هي مجموع مصالح الافراد. المصلحة العامة تطغي على مصلحة الفرد وبذلك يفقد الفرد سلطته في قرار الجماعة. لكنه يتمتع بالحرية في مشاركته الفعالة مع الاخرين في نظام الحكم.
يلقي العصر الجديد الضوء على كل هذه المفاهيم لما تفرضه القيم والاديان والاكتشافات والنزاعات والاطماع الاقليمية والدولية على الدول وعلى الافراد لتتجسد رؤى جديدة وتنحصر العولمة في بوتقة الانظمة الشمولية الملكية وينتهي المطاف بالشعوب إلى الثورات في القرن التاسع عشر كما يقول الفيلسوف فريدريك نيتشه: "منذ كوبرنيكوس والانسان يتدحرج من الوسط إلى اللا معروف.."

نيكولو ماكيافيلي (1469 ـ 1527)
نيكولو ماكيافيلي رجل اشتهر كأول سياسي حرر السياسة عن مبدأ القيم. ومن يتطرق لذكر اسمه يتذكر الماكيافيلية وهي.." نظرية وتطبيق تمنح الأولوية للسياسة وتغض النظر عن القيم" (Duden 1966). لقد عبّد ماكيافيلي الطريق للحكام والدوقات من اجل عقد صفقات سياسية مربحة بعيدة عن القيم الانسانية والاخلاق. هل حقا كان ماكيافيلي ماكيافيليا أم انه كان رجلا واقعياً اراد ان يبين ويشرح كيفية ادارة السياسة؟ ام أن شعوره الوطني هو الذي دفعه لتقديم المشورة السياسية من اجل انقاذ ايطاليا من الغزوات الاجنبية؟ ام ان طموحه الجمهوري لتوحيد ايطاليا كان من اولويات اهدافه السياسية؟ لقد اصبح بلا شك ماكيافيلي نقطة تحدٍ للكثير من المحللين. فلا وجود في كتبه لأصحاب العلوم الانسانية الاولى مثل افلاطون وارسطو وسيزيرو. إنه يعود ليؤكد ما كان يمنعه الفلاسفة الاولون: النجاح يعتمد على المنفعة. يحقق ماكيافيلي ثورة في الفكر السياسي ويتنافس في وضعية هذا الفكر مع توماس هوبس معتمدا الحساب والمعادلات والامثلة في العلوم السياسية. يجسد فكره في كتابين شهيرين، الاول هو الامير Il Principe (1513) يضع فيه الأسس لكيفية سلوك الحاكم والاساليب التي يجب اتباعها في حكمه وفي غزواته من اجل ديمومة النظام الحاكم. بينما يشرح في كتابه الثاني المباحثات Discorsi (1519) كيف يتصرف الانسان الجمهوري في مباحثاته السياسية.
1.     حياته والمعطيات السياسية:
كانت ايطاليا في القرن الخامس عشر عبارة عن قطعة مرقعة من خمس قوى حاكمة: البندقية، ميلانو، فلورنس، نابولي والفاتيكان. كانت كل هذه القوى لا تختلف في قوتها العسكرية او السياسية عن الاخرى الامر الذي جعل هيمنة قوة على اخرى أمراً مستحيلاً. وبسبب ضعف ايطاليا الجيو استراتيجي كمركب من دويلات ودوقيات وممالك اصبحت التدخلات الاقليمية المتواترة على هذه القوى بشكل عسكري وحربي تسبب خطرا كبيرا على ايطاليا. فهناك اطماع فرنسا في نابولي واطماع اسبانيا واطماع القيصر الالماني في الدويلات الشمالية من ايطاليا. لم تكفِ جيوش هذه الدويلات لصد الهجمات العنيفة من الدول الاقليمية فاضطرت الدويلات الايطالية إلى شراء المرتزقة (condottieri) بعد ابرام عقد معهم (condotta) للدفاع عن اراضيهم. فكانت الحروب في ذلك الزمان سوق مربحة لمن يعرض سلعته على الدويلات والحكام. يشكل هذا الوضع برمته حقبة حياة ماكيافيلي في مدينته فلورنس حيث تعيش المدينة حالة من الزعزعة السياسية والاصدامات بين الفرقاء السياسيين الموالين للنظام الجمهوري والعوائل المتنفذة في هذه المدينة مما ادى في عام 1494 إلى سقوط عائلة الميديشي لتعود في عام 1512 إلى الحكم من جديد ثم تسقط مرة اخرى في عام 1527 لتعود إلى سدة الحكم عام 1530 وتنهي بذلك حلم الجمهورية في فلورنس. وبين النهوض والانهيار للسلطة والنفوذ يحاول الفلورنتيون تأسيس نظام حكم بعيدا عن الشمولية والتفرد بالسلطة. فتارة يكونون مجلساً يضم مائة نائب عام 1458 وتارة يضم فقط سبعين نائبا. بعد طرد عائلة الميديشي تمَّ تأسيس المجلس الكبير. وبين الادارة المصغرة govorno stretto والادارة الكبيرة govorno largo تضيع المواقف السياسية والقرارات وتصبح الدولة لقمة سهلة المنال لمن يتربص بها. إستطاعت فلورنس ان تؤسس نظاما تشريعيا لدورة كل سنتين عبر القرعة.
لقد عاصر ماكيافيلي كل هذه التخبطات والصراعات الدائرة على النفوذ والسلطة وساهم بشكل او بأخر في تحريك مسار الدولة السياسي. لكن يبقى السؤال مطروحاً: هل كان ماكيافيلي جمهورياً أمْ أنهُ كانَ مُجرَّد رجلٍ سياسي homo politicus لم يكن يهمه من يتّبع بل يهمه أكثر السياسة التي يصنعها؟
ولد نيكولو ماكيافيلي في فلورنس عام 1469 لأب حقوقي من الطبقة المثقفة. أقدم على خدمة الدولة في التاسع والعشرين من عمره. واصبح في عام 1498 مديرا للمجلس الاستشاري الثاني في الدولة إضافة إلى وظيفته كسكرتير في مجلس الأمناء العشر الذي كان مختصا بالشؤون الخارجية والعلاقات العامة. خدم في الدولة حتى عام 1512. خلال هذه الاعوام تمكن ماكيافيلي أنْ يكونَ سفيراً لدى فرنسا او لدى المانيا القيصرية وتسجيل كل ما صار ودار داخل بلاطات الدول من اتفاقيات ومباحثات. تعد مدوناته المصادر القيمة في التصرف والسلوك الدبلوماسي والتي تروي تأريخ نشأة الشأن الدبلوماسي. لم يكن ماكيافيلي دبلوماسيا فحسب، بل توجه إيضا إلى الشؤون العسكرية عام 1506 ليتقلد منصب آمرٍ للجيش. فقد أعدّ خطة لتكوين مليشيا حظيت بالتشريع لتكون قوة شرعية في الدولة استخدمها في الهجوم على بيزا ثم الانتصار وضم بيزا إلى فلورنس.
خدم ماكيافيلي 14 سنة في الدولة. في عام 1512 وعند عودة الميديشي إلى الحكم من جديد تم فصله من جميع مناصبه في الدولة نتيجة مؤامرة حيكت ضده وضد اتباعه وتمت محاكمته وأُدينَ بدفع تعويضات وغرامات طائلة. إنتهت بذلك حياة ماكيافيلي السياسية فقد عاد إلى بيته في ريف San Casciano آملا أن يعود مرة أخرى إلى احدى وظائفه في الدولة. لم يقطع الامل فقد قرر أن يكون محللا سياسيا بارعا مستمدا تحليلاته من خبراته السياسية والدبلوماسية. فأمضى الوقت من شهر يوليو/تموز وحتى ديسمبر/ كانون أول لعام 1513 في كتابة الامير Il Principe. كتاب من رجل ارستقراطي إلى رجل دولة ارستقراطي ومن امير سجين منفي من السياسة إلى أمير يصارع مرارة السياسة.
يحتوي الكتاب على 26 جزءاً. أما مغزى هذا الكتاب فيوضحه ماكيافيلي في احدى رسائله إلى فرانسيسكو فيتوري Francesco Vettori الذي كان يشغل منصب سفير فلورنس لدى روما. كتب هذه الرسالة في 10 ديسمبر 1513 يشرح فيها حياته العامة التي يقضيها في الريف اجباريا ويعيش أيامه بين الحانات ولعب الورق
بينما يرتدي الملابس الفاخرة ليلا ليجالس اصحاب الفلسفة القديمة. يوضح في الرسالة نيته في التراضي مع الميديشي وتقديم خدماته لهم على أمل الحصول على منصب حكومي والعودة للحياة السياسية هاديا بذلك كتابه الامير إلى جوليانو دي ميديشي Guiliano de Medici. عندما توفي جوليانو عام 1516 تحول إهداء الكتاب إلى حفيد لورينسو الكبير، لورينسو دي ميديشي Lorenzo de Medici. لقد كانت السنوات 1512/1513 من السنوات المصيرية في تأريخ حياة ماكيافيلي. ففيها تحول الموظف الدبلوماسي إلى باحث عن عمل في الدولة يقدم خدماته الاستشارية عبر كتاب الامير. لم تلقَ رسالة ماكيافيلي لفيتوريو الثناء بل اهملها الاخير ولم يرد عليها. ادرك ماكيافيلي في عام 1514 بأن لا بُدَّ من العودة للخدمة الحكومية وانصرف مع جموع المفكرين الانسانيين في الحوار والنقاش والتمثيل في مسرحيات ساخرة شارك في كتابة احداها وهي مسرحية الماندراغولا عام 1518. لم يكن يعلم ماكيافيلي بان في حلقة المفكرين الانسانيين جماعة متآمرة ومتفقة على قتل الكاردينال جوليو دي ميديشي. عندما أكتشفت المؤامرة تم إعدام بعضهم وتم ترحيل البعض الاخر. رَسُخ الفكر الانساني في ذهن ماكيافيلي ودفعه لكتابة عمل يعتبر الوحيد الذي تم نشره في تلك الحقبة عام 1522 وهو Dell’arte delle guerra ، عن تقنيات الحرب.
إستطاع ماكيافيلي اخيرا ان يقدم خدماته إلى احد اعضاء عائلة الميديشي عبر وساطة صديقه لورينسو ستروزي Lorenzo Strozzi وهو الكاردينال جوليو دي ميديشي. لم يقلده اي منصب في الدولة لكنه امره بكتابة قصة فلورنس والتي اتمّها عام 1525. بعد ذلك استطاع أن يحصل على وظيفة مشرف على بناء اسوار المدينة عام 1526. عندما انهار نظام الميديشي عام 1527 أعتُبر ماكيافيلي رجلاً انتهازياً ومتعاطفاً مع الاسرة الحاكمة. تم فصله من الدولة ومات عام 1527 دون أن يصل إلى هدفه وهو المشاركة الفعالة في السياسة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي   الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Emptyالأحد نوفمبر 15, 2015 9:09 am

ميكيافيلي أول من طالب بضرورة فصل الدين عن الدولة

بعد مرور 479 عاماً على وفاة مؤلف كتاب "الأمير" ومؤسس التنظيرالسياسي الواقعي

نوال العلي
  عمّان-  يعد كتاب "الأمير" لنيكولا ميكيافيلي" والذي نشر بعد موته صورة مبكرة للنفعية والواقعية السياسية، كما يرى الباحثون والمفكرون. انه من أشهر مؤلفاته على الإطلاق، والذي كان عملاً هدف ميكيافيلي منه أن يكون كتيب تعليمات للحكام .
وقد غدا مكيافيلي حسبما يرى الباحثون "الشخصية الرئيسية والمؤسس للتنظير السياسي الواقعي، والذي أصبح فيما بعد عَصبَ دراسات العلم السياسي".كما ألف العديد من "المطارحات" حول الحياة السياسية في الجمهورية الرومانية، فلورنسا، وعدة ولايات، والتي من خلالها برع في شرح وجهات نظر أخرى. فصفة أن فلاناً "ميكيافيلي" والتي ينظر إليها الباحثون على أنها تصف بشكل خاطئ ميكيافيلي وأفكاره، أصبحت تصف التصرف الأناني الذي تهدف له الجماعات الربحية.
  وُلِدَ مكيافيلي في فلورنسا، 3 أيار ( مايو) في العام 1469 لأبوين منحدرين من أسرة توسكانية عريقة. وتقلد منذ العام 1494 وحتى العام 1512، منصباً إدارياً في الحكومة مثل بلاده من خلاله في فرنسا، وألمانيا، وعدة مقاطعات إيطالية.
لكن مكيافيلي خسر منصبه. وحكمت عائلة مديتشي حتى العام 1527 وبعدها بقليل حُبسَ في فلورنسا العام 1512، ثم نُفي إلى سان كاساينو، لكنه عاد إلى مسقط رأسه وتوفي فيها في 21 حزيران (يونيو) في العام 1527 عن عمرٍ يناهز الثامنة والخمسين وقبل أن يسترجع منصبه في السلطة.
  يمكن تقسيم فترة حياته كما يراها المؤرخون إلى ثلاثة أجزاء كلها تمثل حقبة مهمة من تاريخ فلورنسا، حيث عاصر في شبابه وطور نموه ازدهار فلورنسا وعظمتها كقوة إيطالية تحت حكم لورنزو دي مديتشي، وسقوط عائلة مديتشي في العام 1494، حيث دخل مكيافيلي في الخدمة العامة،  تحررت فلورنسا خلالها وأصبحت تحت حكم جمهورية، التي استمرت لعام 1512،  الى ان استرجعت عائلة مديتشي مقاليد السلطة.
ويعطي كتابه، تاريخ فلورنسا، حسبما يؤكد الدارسون صورة عن الشباب الذين قضى معهم فترة شبابه، حيث يقول: "لقد كانوا أحراراً أكثر من آبائهم في ملبسهم وحياتهم، وصرفوا الكثير على مظاهر البذخ، مبذرين بذلك أموالهم ووقتهم طمعاً بالكمال، واللعب، والنساء. لقد كان هدفهم الرئيس هو أن يبدو الشخص فيهم بمظهرٍ حسن وأن يتحدث بلباقة وذكاء"، وقد عد "من يجرح الناس بذكاء أحكمهم".
  وحول فكر ميكيافيلي يقول الكاتب والصحافي موفق محادين "لم يعبر ميكيافيلي عن المدرسة الوقعية السياسية، بل عبر عن مدرسة الوضعية البراغماتية التي تختلف عن الواقعية السياسية تماماً. كما ساهم في التأسيس لدولة الرأسمالية الحديثة التي تقوم على المصالح النفعية من دون أدنى احترام أية معايير إنسانية واخلاقية".
ويضيف محادين"لقد شكل ميكيافيلي بهذا قطعاً مع التقاليد السابقة للدولة كما عرفتها أثينا وروما ونقصد بذلك دولة المدن اليونانية التي أقامها في عقله على الفلسفة والمعرفة، وكذلك دولة روما التي أقامها سيرسرون على القانون. كما يشير محادين إلى "دول الشرق الآسيوي والإسلامي التي قامت على الأخلاق والعدل وفكر كونفوشيوس في الصين وإلى المساهمات الهامة للمفكر الإسلامي الماوردي".
ومن جهة أخرى يرى محادين أن  بعدا آخر لم ينتبه له الباحثون في الوصايا التي تضمنها كتاب الأمير مبيناً إن "هذا الكتاب أسس لمفهوم الدولة الوظيفية كما جسدتها إسرائيل وهي دولة الاعتماد على الجاليات بدل الاعتماد على الحاميات العسكرية المباشرة".
ويخلص محادين إلى أن ميكيافيلي "انتقل من العداء لعائلة أو آل مديتشي إلى التحالف معهم بل إنه قدم هذا الكتاب لهذه العائلة بالذات مما يؤكد ويعكس الفلسفة النفعية الانتهازية".  
  من جهته يرى الناقد توفيق شومر أنه "لا يمكن النظر إلى الفكر بجمودية، فالفكر يخرج عن أن يكون ملك الفرد المفكر حال أن يضع هذا الفرد أفكاره على الورق ويعرضها على الملاء، حينها تتحول من أن تكون أفكاراً مجردة إلى أن تكون أفكار يمكن تشكيلها بالاعتماد على جملة الظروف السياسية والاجتماعية التي يتم التعامل مع الأفكار انطلاقاً منها".
ويضيف أن "جملة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية تضفي على الأفكار تأويلاً جديداً كل مرة. وبالتالي فمن يتعامل مع هذه الأفكار وبالرغم من أنه يقول محقاً أنها أفكار الشخص الذي قدمها أول مرة، إلا أنه يتعامل معها من خلال قراءته الخاصة ومن خلال الاحتياجات السياسية الاجتماعية التي يريد من خلالها أن يوظف هذه الأفكار. وكذا الحال أيضاً مع أفكار ميكافيللي".
  ويؤكد شومر أن "العالم الآن يتعامل مع فكر ميكيافيلي بتطورها وحراكها لا بالطريقة التي وضعها  في كتابه الأمير". مبيناً "إن مدرسة "الواقعية السياسية" المنتشرة بكثرة في السياسة الأميركية تحديداً وفي عالم السياسة اليوم مردها في نهاية النهايات أفكار ميكافيللي عن الأمير بعد أن تم تحويل صفات الأمير الميكافيللية إلى صفات الدولة الميكافيللية". 
كما يرى شومر أنه "وبغض النظر من الموقف من أفكار ميكافيللي إن بالتأييد أو بالمعارضة لها، يتفق الجميع أنه واضع لقواعد علم السياسة في العصور الحديثة. ولكن لا يمكن أن يعتبر فكره السياسي الفكر السياسي الوحيد. فالدولة الميكافيللية يجب أن تتحلى بالواقعية، وبتقديم مصالحها على أي مصالح أخرى وحتى لو كانت هذه المصالح بأتجاه مبادئ عليا، ويجب أن ترهب أعدائها وتشعر أصدقائها برهبتها وأهميتها، ولا يجب أن تهتم بمفاهيم الخير والشر، ولكنها يجب أيضاً أن تتمتع بمهارات تكفل تميزها وتكفل أن تتمكن من خلالها من فرض عظمتها على الآخرين".
  ولا يعد شومر ميكافيللي من الفلاسفة المهمين في فلسفة السياسة، إذ يوضح أن "إسهامه الأساسي كان بتعريف الدولة وبتحديد ضرورة فصل الدين عن الدولة في بناء الدولة الحديثة، لكنه لم يقدم نظرية فلسفية متكاملة في السياسة، فمفكرين مهمين كجون لوك، وجان جاك روسو، وجون ستيوارت مل، لهم أهمية فلسفية يعتد بها.
ورغم ذلك يقول شومر "يبقى أسم ميكافيللي من الأسماء اللامعة التي تذكر باستمرار عندما يتعلق الموضوع ببناء الدولة القوية. ويبقى منهج الالتزام السياسي بمواقف عليا المعارض الحقيقي لفكر ميكافيللي النفعي". 
  أما المفكر د. هشام غصيب فيرى أن أهمية ميكيافيلي تكمن في "أنه أحد مؤسسي علم السياسة، وليس في أنه أرشد الدول الى ممارساتها اللاإخلاقية وإنما أرسى علم السياسة والتفكير المنهجي في السياسة".
وعن مكانة فكر ميكيافيلي في الحراك الفلسفي العالمي المعاصر يؤكد غصيب أن "هناك أبعاد لم تنكشف بعد فلا زال مفكراً سياسياً حياً ولم يستنفذ تماماً، فهناك قضايا عديدة لفكره تحتاج لدراسة وعلينا أن لا ننسى الأثر الذي تركه على مفكري القرن الحالي وفي مقدمتهم غرامشي الذي وضع كتابه الأول تحت عنوان "الأمير الحديث" تمثلا  بكتاب ميكيافيلي "الأمير.
 ويشير غصيب إلى ألتو سير الذي اكتشف بعد وفاته عملا كاملا عن ميكيافيلي فيقول "اكتشفت في هذا العمل، أنه تأثر بمكيافيلي أكثر من ماركس واشتق منه فكراًً مادياً جديداً أسماه "المادية العشوائية". ويبين غصيب أن في هذا كله دلالة على "الأثر الذي لازال يتركه في الفكر السياسي الحديث".
أما عن ربط فكر ميكيافيلي بالسياسة الوصولية والنفعية فيوضح غصيب"إن كيفية استخدام هذه المعرفة التي بدأها ميكيافيلي يعتمد على طبيعة السياسي والدولة التي يعمل بها".
وحول تغير موقف ميكيافيلي إزاء العائلة الحاكمة في إيطاليا من معارض ومنفي إلى مفكر يهدي كتابه لهم يقول غصيب"لست متأكداً تماماً لكني أستنتج أن السبب مرتبط بمشروع ميكيافيلي للمجتمع الإيطالي ككل، فقد أدرك مبكراً ضرورة الوحدة القومية الإيطالية وعرف مأزق المجتمع الإيطالي مما ترك أثره على مجمل مشروعه وللدور السلبي الذي لعبته المؤسسة الدينية وكان يبحث عن قوة بديلة وربما ارتأى في الدولة قوة تساهم في تحقيق ما سعى إليه في هذا الشأن".    
Powered by: joos.co
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي   الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Emptyالأحد نوفمبر 15, 2015 9:13 am

الفلسفة السياسية عند نيقولا ميكافيلي

التاريخ يسجل الغايات ولا يتطرق للوسائل

الاثنين 14 شباط (فبراير) 2011
 
بقلم: المصطفى مرا


الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي Arton9251-a12f9

« si mon travail, ne parvient point à me mériter la gloire, il ne doit pas non plus m'attirer le mépris »
Nicolas Machiavel -Le Prince et autres textes p 14è

« Le Cardinal d' Amboise m'a dit que les Italiens ne comprenaient rien aux affaires de guerre, je lui ai répondu que les Français n'entendaient rien aux affaires d'État »
«LE PRINCE; chapitre 3 »  

التأطير الإشكالي للموضوع:
الفرضيات التي سننطلق منها في فحص موضوع الفلسفة السياسية لميكيافيلي، والتي نحسبها البذرة الأولى لما سيعرف فيما بعد بالفلسفة السياسية الحديثة هي :
•  هناك فرق بين ميكيافيلي كما يقرأه الساسة، من خلال كتابه "الأمير"، وميكيافيلي كما يقرأه فلاسفة السياسة، من خلال كل كتاباته ورسائله، وهذا الفرق يتعين علينا الانتباه إليه لتجنب مطبّ الاختزال والتجزيء.
•  ميكيافيلي هو بداية الفلسفة السياسة الحديثة، لكونه ينتمي لنسق ثقافي هو النهضة الأوروبية، وهو بالتالي لا ينتمي للماضي، بالمعنى الحصري للماضي، بل هو من مدشني صباح العقل الحديث إذا افترضنا أنّ المساء جنّ مع هيغل.
•  ميكيافيلي نظر للطبيعة البشرية كما هي بالفعل، وكما تتجلى في التاريخ الفعلي للمجتمعات، وليس كما ينبغي أن تكون، كما فعل فلاسفة السياسة منذ أرسطو.
•  ميكيافيلي أثر في كل فلاسفة السياسة في العصر الحديث، سواء باعتباره مصيبا ومحقا، كما فعل اسبينوزا بشكل صريح، أو باعتباره عدوا وخصما ينبغي دحضه، كما فعل روسو.

 انطلاقا من هذه الفرضيات يمكننا القول أنه إذا كان بعض محترفي السياسة يعتقدون بإمكانية تأسيس علم للسياسة بمعزل عن الفلسفة السياسية، مقتدين في هذا الادعاء، بالاستقلال المنهجي للفيزياء والكيمياء عن الفلسفة، فإنّ الحقيقة التي يسعفنا ميكيافيلي في الوقوف عندها، هي أنّ الفلسفة السياسية هي جزء من علم السياسة، ذلك لأنّ الفلسفة السياسية لا تظهر إلا حينما تكون هنالك حياة سياسية، ولا تكون الحياة السياسية إلا حينما تكون المدينة، من هنا نفهم لماذا كان كلّ فلاسفة السياسة على مرّ العصور يناقشون اليونان والرومان، ولا يناقشون من قبلهما، لأنّ الفلسفات السياسية التي انبثقت في هاتين الحضارتين، لم تكن لتكون لو لم تكن هنالك، حياة سياسية تجري أطوارها في مدينة "cité"، وإذا كان أغلب الظن لدى الباحثين في مجال الفلسفة السياسية، يتجه إلى اعتبار ميكيافيلي بداية الإرهاصات الأولى للفلسفة السياسية الحديثة، فلأنّ ميكيافيلي، كان سياسيا خبيرا بأحول "المدينة"، ذاق مجدها وعقابها، ورأى بعينيه ظهورها واندثارها، واستنبط بفهمه وذكاءه أسسها ومرتكزاتها، وكان وهو ينصح ويحلل ويقوّم ويبرهن، مؤرخا للمدينة الرومانية، مدركا لأسباب قوتها وعظمتها، وكذا أسباب عللها وأمراضها، فمن كل هذا كان ميكيافيلي من جهة، سياسيا لا يخفي طموحاته السياسية، في كل كتبه ورسائله، كما كان فيلسوف سياسة، له رؤيته الخاصة وقراءته الخاصة لتاريخ الفلسفات السياسية منذ القدم، من هنا تنبثق كل الإشكالات التي سنحاول مقاربتها في هذا القول :


1- كيف ينبغي أن نقرأ ميكيافيلي؟ هل باعتباره سياسيا خبيرا، أم باعتباره فيلسوف سياسة؟
2- بأيّ معنى يعتبر النسق الثقافي للنهضة الأوربية مفتاحا لفهم فلسفته السياسية ؟
3- ما هي أوجه الجدة في الفلسفة السياسية الميكيافيلية؟ هل في كونها أعطت إمكانية تأسيس علم السياسة باستقلال عن سلطة الأنساق المغلقة؟ أم في كونها البذرة الأولى لما سيعرف بالدولة الوطنية؟
4- ما هو تأثير ميكيافيلي على الفلسفة السياسة الحديثة؟ ومنه ما هو تأثيره على الساسة على مرّ العصور؟


ميكيافيلي والنسق الثقافي للنهضة الأوربية؟
النهضة الأوربية، علامة على مرحلة تمخضت فيها الحداثة الغربية، لتلد أنساقا من التفكير الجديد، في العلم والفلسفة والسياسة والثقافة والفن، فالنهضة ومقابلها الفرنسي هو la renaissance، وتعني في الترجمة العربية الحرفية، "الميلاد الجديد"، وهي تختلف عن مفهومي الإحياء والبعث العربيين، لأنهما يرتبطان بالميت، والميت مستريح في كفنه لا أظنه يبعث إلا في اليوم الآخر، أما الميلاد الجديد فهو مرتبط بتجدد الأجيال، وهذا نقاش آخر...


المهم في سياقنا، هو أنّ كلّ القرائن في نصوص ميكيافيلي، تشير إلى أن الرجل كان واعيا بالتحولات التي تشهدها الثقافة الأوروبية، والتي سماها هو نفسه، في نصه المعنون بـ"خطابات" « les discours »، حيث نجده في الفصل الأول لهذا الكتاب، يشبه ما سينجزه في السياسة، بما ينجزه آخرون في مجال الاكتشافات الجغرافية والفلكية، في إشارة واضحة لاكتشافات كريستوف كولومبوس في مجال الجغرافيا وكوبرنيك في مجال الفلك، فميكيافيلي كتب "خطابات" و"الأمير" على التوالي، سنتي " 1513 و1512 »، واكتشافات كولومبوس كانت سنة 1498، بينما النظرية الفلكية لكوبرنيك ظهرت سنة 1473، أي أربعين سنة قبل كتابة "الأمير"، وربط الفلسفة السياسية بالنسق الثقافي للنهضة، يتعدى هذا أيضا إلى ربطه بالتحولات السياسية التي اعتملت في إيطاليا، والتي كانت ممهدة بشكل مباشر، لظهور أشكال وتنظيمات سياسية، كالجمهورية مثلا، حيث لم يعد الدين مرجعا للأمراء والقادة، بدليل أن كل كتابات ميكيافيلي، لا وجود فيها، إطلاقا لمفاهيم طبعت الأدبيات السياسية الوسطوية، كالعالم الآخر أو جهنم أو الجحيم، بل لا ترد كلمة النفس في كتاباته إطلاقا، وهو بهذا يتجاوز النسق الأرسطي وورثته الوسطويين مفاهيميا، ويتجاوزه أيضا في الرهان السياسي وفي نظرته للطبيعة البشرية، وهذا عنصر ثوري إن شئنا، لا يمكن إلا أن يقاس في مجال المعرفة بثورة ديكارت على المنطق الأرسطي، فإذا كان هذا الأخير منهجا فاسدا، لأنه" يصادر بالمطلوب"، كما يؤكد ديكارت، فإن السياسة الأرسطية هي نفسها فلسفة لقيت حتفها، بتعبير ميكيافيلي، نفسه، لأنها "تنظر للبشر كما ينبغي أن يكونوا وليس كما هم"، يقول ميكيافيلي في الفصل 15 : « قصدي هو أن أكتب شيئا مفيدا للذين يعلمون، بأنه يبدو لي من الملائم أن أذهب إلى الحقيقة الواقعية بدل تخيلها، لأن كثيرين تخيلوا جمهوريات وإمارات لم يروها، إن هناك فرقا كبيرا بين كيف يعيش المرء وكيف ينبغي أن يعيش، حتى إن الذي يرفض ما يفعله الناس بالفعل مفضلا عنه ما ينبغي أن يفعلوه يسعى إلى حتفه بدلا من بقائه".


إذن نحن أمام فكر سياسي جديد، مرتبط بفلسفة سياسية جديدة، مرتبط بحياة سياسية جديدة، ومرتبط بتصور معين للدولة وللسلطة، وما يستتبعها من شخصيات مفاهيمية، كالحق والعدالة والسيادة والشعب، فمثلا لم يعد الشعب جمعا نمطيا ومتشابها من الغوغاء و"العامة"، ليس لهم حظ في الفضائل النظرية والعملية والمدنية، بل نحن أمام شعب له "شخصيته"، فهم يتصارعون وينقلبون ويثورون ويحبون ويكرهون ويخافون ويرجون...، وفي كل هذا تظهر السياسة، كفن لتدبير كل هذه الاضطرابات، وتظهر أيضا القوانين والمؤسسات، فالقوانين كما يقول ميكيافيلي في الفصل الخامس عشر من كتابه خطابات "هي ثمرة هذه الاضطرابات".


في مقدمة كتاب "الأمير"، والتي وجهها "لورنزو دي ميتشي"، نجد هذا الأمر واضحا، حيث يقول : "في عالم الخرائط الطبيعية يضع الجغرافي نفسه في السهول الواطئة ليرصد معالم الجبال والمرتفعات، ويضع نفسه على الجبال والمرتفعات ليرى السهول، وبالمثل فعالم السياسة، يجب أن يضع نفسه في الطبقات الشعبية ليفهم طبيعة الحكام، ومع الطبقة الحاكمة ليفهم طبيعة الشعب"، ومعنى هذا القول عند ميكيافيلي كما سبق الذكر، هو أن الحكام غير مستغنين عن الشعب، والشعب غير مستغن عن الحكام".

عناصر الفلسفة السياسية لميكيافيلي:
في كتابه "فن الحرب" يدعو ميكيافيلي الفلورنسيين إلى تكوين جيش وطني، للدفاع عن فلورنسا، وهو كلام جريء في عصره إذا علمنا أن فلورنسا كانت تحت حماية الجيوش الفرنسية، وأيضا عدم الاعتماد على جيوش المرتزقة، كما يوضح أيضا في كتاب "الأمير"، ومجمل التبريرات التي يسندها بها ميكيافيلي دعوته، تؤدي بنا إلى القول أن الفلسفة السياسية لميكيافيلي، احتضنت ما سيعرف فيما بعد بالدولة الوطنية، التي تبحث لها عن جذور تيولوجية، بل تعتمد على خصوصياتها القومية، لذلك نجد له كتابات عديدة، تناول فيها القضايا الخاصة ببلده "فلورنسا"، وهذا أيضا قد يجعلنا نقول إننا بصدد "مثقف" حقيقي، فمن كتاباته أيضا، "إصلاح حكومة فلورنسا".

وجه الجدة في الفلسفة السياسية لميكيافيلي، يتجلى أيضا في كونها تناولت بصورة واضحة عن شيء كان يسبب للساسة وخزات ضمير عندما كانوا يمارسونه، ونقصد "السياسة غير الفاضلة"، فالصراع في السياسة هو جزء من طبيعتها كما سبق القول، ومن الطبيعي أن يلجا المتصارعون لجميع الوسائل لحسم انتصاراتهم، وما فعله ميكيافيلي هو أنه خلص السياسيين من الشعور بالذنب، بل دعاهم إليه وحثهم عليه، واعتبره حقا لهم، وخاصة في كتاب "الأمير" كما سنرى، في العنصر الموالي.
ميكيافيلي أيضا وضع أسس علم السياسة، كعلم محايث للعلم الطبيعي، فإذا كانت غاية هذا الأخير هي تمكين الإنسان من السيطرة على الطبيعة، فإن علم السياسة هو العلم الذي يمكّن البشر من السيطرة على البشر، وهي فكرة التقطها سبينوزا في رسالته السياسية، وكذلك هوبز، فسبينوزا يهاجم الفلاسفة بكونهم، يعالجون الانفعالات بوصفها رذائل ويظهرون إيمانهم بطبيعة بشرية غير موجودة، وهنا يصف سبينوزا ميكيافيلي بـأنه مدافع عن الحرية بما هي انفعالات.


"الأمير"..التاريخ يسجل الغايات ولا يتطرق للوسائل:

"الأمير" من أشد الكتب تأثيرا في التاريخ السياسي للبشرية، فقد قرأه فلاسفة الأنوار وعندما تربع "نابليون بونابارت" على الإمبراطورية الفرنسية وهو المتأثر بالأنوار، لم يتردد في قراءته والاستفادة منه، وتأثر به فريدريك ملك بروسيا، وبسمارك، وقد اتسعت هذه الحلقة في القرون الحديثة، فقد اختاره موسوليني في أيام تلمذته موضوعا لأطروحته التي قدمها للدكتوراه، وكان هتلر يضع هذا الكتاب على مقربة من سريره ليقرأ منه كل ليلة قبل أن ينام، كما جاء في “كفاحي”، ولا يدهشنا قول ماكس ليرنر في مقدمته لكتاب "خطابات" إن لينين وستالين أيضا قد تتلمذا على يد ميكيافيلي..وكذلك فعل الزعماء العرب، فقد ذكر حسنين هيكل في كتابه "كلام في السياسة"، علاقة الملوك العرب بهذا الكتاب، ومنه فصل دال بعنوان “الحسن الثاني قرأ الأمير أميرا وطبقه ملكا”، وكذلك فعل الأمير حسين، بحسب ما يرويه هيكل دائما.

يضم الكتاب 26 فصلا، وما يعطي للكتاب هذه القابلية لأن يكون مرجعا للساسة في كل الأزمنة، هو اعتماده على حقائق تاريخية وأحكام التجربة، بالإضافة لشموليته، فلا يوجد موضوع يفكر فيه أي حاكم إلا وتجد "الأمير" يتناوله بطريقة مفاجئة وصادمة أيضا، كموضوع الولاء ومحبة الرعايا للأمير، وطريقة تدبير صورته لديهم، والمعايير التي على الأمير/الحاكم الحفاظ عليها، والأخرى التي عليه تجنبها، بالإضافة لموضوع تدبيره للولايات والممالك، سواء التي استولى عليها بقوة السلاح أو التي انضمت طواعية، وطريقة تدبيره للجيش والمرتزقة والوزراء والبرلمانيين والأحزاب..غير أن أهم الفصول في اعتقادي هي الفصول 15 و 17 و18 و19.
 
في الفصل 15 نجد ميكيافيلي ينصح الأمير بأن يحافظ على نفسه أولا، ويعطي نماذج من التاريخ لأمراء نجحوا في ذلك، والدين ضروري للحكومة لا لخدمة الفضيلة ولكن لتمكين الحكومة من السيطرة على الناس، فمن وجب الأمير أحيانا أن يساند دينا ما حتى ولو كان يعتقد بفساده، فليس أفيد للمرء من ظهوره بمظهر الفضيلة، كما لا يجدي أن يكون المرء شريفا وفاضلا دائما، بل كيف يستخدم الفضيلة والشرف، وليس المهم أن يكون رحيما بل عليه ألا يسيء استخدام الرحمة.
وفي الفصل 17 نجد أدلة يصعب محاججتها، بضرورة اعتماد الأمير على الترهيب والتخويف في الحفاظ على وحدة دولته، وألا يعتمد فقط على معسول كلام رعاياه، فبما أن الناس في العموم متقبلو الولاء، ويغريهم الربح ويطمعون إلى ما ليس في أيديهم، فإن تعويل الأمير على محبتهم هو طريق غير مضمون، بينما طريق التخويف كما يقول مكيافيلي "طريقة لا تفشل أبدا"، وفوائد معاقبة الأمير للأقلية هي أن العقاب لا يضرّ غيرهم، أما التساهل واللين معهم فيضرّ الجميع..والتاريخ لا يسجل أن فلانا كان رهيبا أو كان لينا ورحيما، بل يسجل إن كان فشل في الحفاظ على وحدة أمته أم فشل في ذلك، ويعطي أمثلة تاريخية عن النموذجين. يقول في الباب السابع عشر من الأمير: "من الواجب أن يخشاك الناس وأن يحبوك، ولما كان من العسير الجمع بين الأمرين فالأفضل أن يخشوك على أن يحبوك، هذا إذا ما توجب عليك الاختيار بينهما...ومصير الأمير الذي يركن إلى وعودوهم دون اتخاذ أي استعداد هو الدمار والخراب."

 وفي الفصل 18نجده ينصح الأمير بتقليد عالم الحيوان في المزاوجة بين القوة وهي صفة الأسد، "ليخيف الذئاب" بتعبير ميكيافيلي، وثعلبا ليتجنب السقوط في الشراك التي يسقط فيها الأسد، و"من يعول على أن يكون أسدا فقط، فهو لا يفهم الأمور جيدا"...، فالغاية تبرر الوسيلة، وهذه حقيقة لا تنقضها أية فكرة أخرى، فإذا كانت غاية الأمير هي الحفاظ على إمارته، فإن حكم عامة الناس على الوسائل التي يعتمدها في سبيل الحفاظ على هذه الغاية يبقى حكما سطحيا، فالفضيلة والرذيلة ليسا قيمتين ثابتتين، فإن تمكن الأمير من الحفاظ على وحدة إمارته، ذكر التاريخ إنجازه، وإن فشل سجل التاريخ فشله، وفي جميع الحالات لا يسجل التاريخ الوسائل..

 وفي الفصل 19، نجد ميكيافيلي يعرّف السياسة بأنها "فنّ الممكن"، ففي المجتمع هناك بشر يسيطرون على بشر، ومجمل الوسائل التي تجعل من السيطرة ممكنة ودائمة تسمى سياسة، وما يجمع هذه الفصول هو أن ميكيافيلي يعتقد بسوء نوايا البشر، وأنهم غالبا ما يركنون إلى الراحة والدعة والتملك بأقل قدر من الخسائر، سواء كانوا مواطنين أو حكاما، ولذا أوجدت الدولة والحكومات القوانين، وهي للحد من نفوذهم، هنا نلاحظ أن ميكيافيلي يتناول البشر كما هم، لا كما يجب أن يكونوا، وهذا هو روح الميكيافيلية كفلسفة سياسية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفلسفة الفكرية في السياسة والدولة نيكولو ماكيافيلي (1469ـ1527) Niccolo Machiavelli -1-
» التجزئة والدولة الوطنية
» نظريات الحكم والدولة
» مقدمة في علم السياسة علم السياسة كحقل من حقول المعرفة:
» التحولات الفكرية الكبرى للحداثة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: ******** لسا نـــــــــــــــــــــــس ******** :: السنة الأولى علوم سياسية ( محاضرات ، بحوث ، مساهمات )-
انتقل الى:  
1