[size=26.6667]حادي عشر: تكنولوجيا الاتصال والإعلام حولت الحرب النفسية إلى ناعمة [/size]
[size=21.3333]لا تشن الحرب الناعمة للتأثير والدعاية والتلاعب بالرأي العام والإقناع السياسي ولو بدون توفّر أدلة ذات صدقية كما كان يعرفها قسم الحرب النفسية والدعاية في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية [/size]CIA[size=21.3333] أثناء الحرب الباردة[33] فهذه من وظائف الدعاية الكلاسيكية التي انتهت صلاحيتها ولم تعد تجدي نفعا في عصر العولمة والمعلومات كما صرح جوزيف ناي، لأن توسع وسائل الإعلام وانتشارها بين أيدي الجميع وظهور لاعبين من غير الدول عدل مفهوم المصداقية في الخطاب السياسي للدول، ومنع احتكار الدول لسلطة المصداقية هذه، ما أدى إلى القفز نحو اتجاهات ووظائف جديدة أنتجت الحرب الناعمة بحيث أصبحت وظائفها تقوم على "تشكيل التصورات العامة" و "بناء البيئة السياسية الملائمة لترسيخ قواعد السياسات المطلوب تثبيتها وتمريرها والتسويق لها" و "نزع الشرعية والمشروعية والصدقية عن الخصم" و "تغيير شخصية النظام والقيادة لدى الخصم" و "قلب الحقائق وتحويل نقاط القوة إلى نقاط ضعف ومن فرص إلى تهديدات". [/size]
[size=21.3333]كل هذه الوظائف لم تكن معهودة بهذا التركيز والتكثيف كما هي اليوم، وهنا تفترق الدعاية والحرب النفسية عن الحرب الناعمة. [/size]
[size=21.3333]وقد ذكرنا في بحث سابق[34] أن الحرب الناعمة لا تعد منهجا جديدا في مناهج الحرب النفسية والدعاية، بل هي تطور في الوظائف ناجم عن التطور الكمي والنوعي الهائل في وسائل ووسائط الاتصال والإعلام، بل يمكن اعتبار الحرب الناعمة إفرازا طبيعيا وحتميا مرتبطا بسعة انتشار وتوسع الجيل الرابع من وسائط تكنولوجيا الاتصال والإعلام (الفضائيات / أجهزة الاتصال الخليوية الرقمية / مواقع وصفحات الإنترنت / شبكات التواصل الاجتماعي)[35].[/size]
[size=21.3333] فالحرب النفسية والدعاية تشترك مع الحرب الناعمة في الهدف لجهة قصد تطويع إرادة الخصم أو العدو (الدول والنظم والرأي العام والمنظمات والجماعات) ولكنهما يختلفان ويتعاكسان في الأساليب والوسائل. [/size]
[size=21.3333]في الأساليب تركز الحرب الناعمة على الاستمالة والإغواء والجذب بدون أن تظهر للعيان وبدون أن تترك أي بصمات، في حين ترتكز الحرب النفسية والدعاية على إرغام العدو وتدمير إرادته ومعنوياته بصورة شبه مباشرة وعلنية. [/size]
[size=21.3333]كما يختلفان في كمية ونوعية الوسائل المستخدمة، حيث تعاظمت وتوسعت الأدوات الإعلامية والاتصالية لدى الرأي العام في الوقت الراهن، بحيث إن الوسائط والأدوات المستخدمة في الحرب الناعمة أصبحت في متناول الجميع بلا استثناء ودخلت إلى كل البيوت 24 / 24 ساعة من خلال شاشات التلفزيون والإنترنت والهواتف الخليوية بحيث أغرقت الدول بالمقروئات والمسموعات والبصريات والأخبار والمنتجات الإعلامية بلا أي قيود رقابية في ظل عولمة إعلامية وثقافية ومعلوماتية فورية ومفتوحة ومتفاعلة ومترابطة بشكل لا سابق له وبأثمان وتكاليف مالية مجانية أو شبه مجانية، في حين كانت الحرب النفسية والدعاية توجه بشكل أساس نحو كتل منظمة ومتراصة ومتماسكة وصلبة مثل الجيوش والحكومات والمنظمات التي كانت تسيطر وتهيمن بصورة كلية على وعي وميول الرأي العام نظرا لامتلاكها الاحتكاري والفكري لوسائل الاتصال والإعلام والدعاية التقليدية (إذاعات وتلفزيونات حكومية محدودة / صحف حكومية وشبه حكومية / قنوات حكومية مع بعض أجهزة التلفزيون والشاشات محدودة العدد والتي كانت متوفرة بين الناس بحيث كان يمكن لأجهزة الدولة حصرها وإحصاؤها ومعرفة أصحابها بالاسم لأسباب أمنية سلطوية وإيديولوجية ونظرا لكلفتها الاقتصادية وندرتها في السوق).[/size]
[size=26.6667]ثاني عشر: أبرز أركان الحرب الناعمة / الخداع وتحين الفرص والحملات المنظّمة [/size]
[size=21.3333]إن تنفيذ وظائف الحرب الناعمة ذات الطبيعة الحساسة ووضعها موضع التطبيق يتطلب موارد وطاقات وجهودا بشرية كبيرة، وتخطيطا وتحليلا سياسيا لتوجيه الأحداث، ومراكز أبحاث وأجهزة توفر المعلومات والمعطيات، وإمكانات تكنولوجية واتصالية وإعلامية ضخمة، ومهارات وخبرات وصبرا إستراتيجيا - نفسا طويلا - وغرفة عمليات تتولى التنسيق لأجل تظافر مجموعة من العناصر والأركان كي تكتمل وتتوفر شروط نجاح هذه الحرب نلخصها بما يلي: [/size]
[size=21.3333]- مواد ورسائل وأفكار وشعارات سياسية وإعلامية وثقافية ودبلوماسية. [/size]
[size=21.3333]- بناء علاقات وتوفير وسطاء يقومون بوظيفة تسويق وترويج الأفكار والأخبار والتحليلات والتوجيهات السياسية والثقافية والإعلامية... [/size]
[size=21.3333]- تجهيز وتخصيص منافذ وبوابات وقنوات إعلامية وتواصلية وسفارات.[/size]
[size=21.3333]- بناء علاقات مع كوادر إعلامية ومنظمات وشبكات انترنت ونخب وقوى ومؤسسات عامة وقوى مجتمع مدني وشخصيات ذات تأثير عام. [/size]
[size=21.3333]- جمهور ونخب تتلقى وتستجيب لمضمون هذه المواد والرسائل. [/size]
[size=21.3333]- غرفة عمليات موحدة تنسق الأنشطة والاتصالات وتوزع الأدوار والشعارات وفقا لتخطيط سياسي عالي المستوى. [/size]
[size=21.3333]- ظرف ومناسبة وبالعموم فرصة ضمن سياق ملائم. [/size]
[size=21.3333]فالقوة الناعمة تعتمد على المعادلات الآتية " من يتواصل مع من وتحت أي ظرف"[36] ومن هي الرواية الفائزة بنظر الجمهور والرأي العام، لأن المنتصر في الحرب اليوم هو من تفوز روايته للأحداث"[37] وهذا ما نراه اليوم بقوة في أيام الثورات العربية، حيث يندر أن يأتي يوم لا نسمع فيه كلاما عن الشرعية ونزع الشرعية عن هذا النظام وذاك الرئيس، والرواية الرسمية الفلانية ورواية المعارضة المقابلة، وهذا جانب من جوانب الحرب الناعمة.[/size]
[size=21.3333]وقضية الظرف التي تحدث عنها جوزيف ناي هي جوهر الحرب الناعمة، لان الإعلام والثقافة والدبلوماسية وهي أهم أدوات القوة الناعمة تحتاج كي تتحول إلى عملية مؤثرة في البيئة السياسية للخصم إلى سياق ومناسبة خاصة وظرف خاص. [/size]
[size=21.3333]كما إن نوعية الطرف الذي يتولى عمليات الحرب الناعمة مهم جدا، فإذا كان طرفا مباشرا أمريكيا فحساسية الجمهور تجاهه أكبر، وبناء عليه فتمرير الرسائل بطريقة غير مباشرة أهم من الظهور المباشر الذي أصبحت تتحسس منه النخب والجماهير[38] ولهذا نرى منظر الحرب الناعمة قد ركز كثيرا على ضرورة العمل عبر "الوكلاء" فهذا أهم وأفعل من مباشرة التأثير العلني، وهذا جزء من الطبيعة المخادعة والماكرة للحرب الناعمة لأن "أفضل الناطقين باسم الأفكار والأهداف الأمريكية هم غير الأمريكيين أي الوكلاء المحليون وهناك مثال ممتاز على هذا الأمر هو ما يحصل بين لوس انجلس وطهران حيث يذيع المهاجرون الإيرانيون برنامجا تلفزيونيا برعاية خاصة موجها إلى الرأي العام الإيراني لأجل الإصلاح، وينبغي على أمريكا تفعيل علاقاتها مع محطتي الجزيرة والعربية"[39] فإذا كان بالإمكان الاستفادة من صوت معارض يلبس اللباس الوطني والقومي والديني في إيران ويشتم النظام ويفند ولاية الفقيه وينكر إنجازات النظام الإسلامي فالترويج له أفعل من قيام أي مسؤول أمريكي بهذه المهمة، وإذا كانت القناة التي تبث الدعاية المعادية هي قناة لها غطاء إيراني أو عربي أو إسلامي فهذا أهم بأضعاف مضاعفة من أن يقوم بهذا الدور قناة أمريكية، ويمكن لمن يريد اكتشاف خبث هذه السياسة مراجعة وملاحظة الفرق في تأثير القنوات التي تروج للسياسات الأمريكية بصورة مباشرة ورسمية كقناة الحرة الأمريكية والقنوات التي تعمل بغطاء عربي وإسلامي كقناتي الجزيرة والعربية!!. [/size]
[size=21.3333]وتحتاج الحرب الناعمة إلى عملية تنظيمية معقدة، لإدارة وتركيز وتنظيم الحملات ولأجل اختيار التوقيت وتنسيق الجهود وفق الظرف الملائم الذي تحدثنا عنه، وهذا يحتاج إلى قيادة وغرفة عمليات موحدة تتولى منع تضارب السياسات والتحركات والتنسيق بين مختلف الأنشطة والأذرع التي تتولى تنفيذ هذه العمليات، حيث أن هناك عشرات الجهات تتولى الحرب الناعمة على إيران وحدها، وقد أحصى منها وزير الاستخبارات الإيراني الشيخ حيدر مصلحي 80 مؤسسة وقناة[40]. [/size]
[size=21.3333]كما أن الحرب الناعمة تعتمد على رفع شعارات ومطالب الناس واستغلالها، فلا يمكن للحرب الناعمة أن تنجح إذا ما رفعت شعارات وتبنت سياسات معادية بالظاهر للمصالح الإيرانية أو الإسلامية أو اللبنانية أو السورية، فالقوة الناعمة بالعمق تقوم على رفع شعارات وقضايا مرغوبة ومحبوبة والبحث عن قيم مشتركة مع الطرف المستهدف مثل ( الديمقراطية / حقوق الإنسان / السلام / الحريات / الفرص / الازدهار / الاستقرار / الخ) وهذا ما أكده جوزيف ناي بقوله الخطير "لا يمكن لأي حملة تواصل استراتيجي مهما كبرت وتوسعت ولا لأي قوة ناعمة أن تؤثر وهي تروج شعارات ومطالب غير مرغوب بها شعبيا في ساحة الخصم"[41]. [/size]
[size=21.3333]إذا هذه هي أهم العناصر والأركان لنجاح عمليات الحرب الناعمة كما حددها كل من جوزيف ناي ومايكل آيزنشتات، فتأدية الوظائف التي ذكرناها سابقا يحتاج إلى "بناء حملات قد تستغرق أعواما وسنوات، وليس مجرد أياما أو أشهرا- فتكتيكات وأساليب الاتصال الاستراتيجي غير المباشر أي بواسطة الوسائل الإعلامية والالكترونية والدبلوماسية والخفية للتأثير في جدول الأعمال السياسي لبلد آخر تحتاج إلى تطوير مجموعة من المواضيع والشعارات على طريقة الحملات الإعلانية والانتخابية والسياسية في الغرب، ويستلزم ذلك تخطيطا وأحداثا رمزية وظرفية ومد اتصالات وبناء علاقات على مدى سنوات لا تقل عن سنة - كي نتمكن من إبراز هذه الشعارات والمواضيع المركزية والدفع بالسياسة المطلوبة من قبل أمريكا - قدما إلى الإمام"[42]. [/size]
[size=21.3333]وبعد تشكيل التصورات العامة والبيئة السياسية لساحة الخصم يتهيأ المسرح للكثير من الأحداث والأعمال والإجراءات اللاحقة من قبل الوكالات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية والسياسية وتبدأ النتائج بالظهور عادة خلال المناسبات والأحداث المؤثرة كالانتخابات مثلا حيث نشهد انعكاسات هذه التأثيرات والعمليات، لأن العدو لن يجد أفضل منها فرصة لاستغلالها والنفوذ من خلالها لتحريك عملائه وقواعده وسياساته وأجهزته، فالقاعدة التي تعمل عليها فلسفة الحرب الناعمة هي القدرة على اجتذاب الناس نحو البيئة والسياق والفخ السياسي المستهدف في إطار وغلاف وظرف ديمقراطي أو تحت شعار مطلبي أو إصلاحي ملائم وهذا أسهل من إرغام الناس على تنفيذ التوجيهات المباشرة بصورة فجة وصريحة وكخلاصة "إدارة دفة الأحداث بأسلوب ناعم وبدون أي بصمات"[43]. [/size]
[size=21.3333]وقد أفصح مؤخرا عن هذه المنهجية وزير الدفاع الأمريكي الجديد والمدير السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية ليون بانيتا في مقابلة تلفزيونية خلاله تعليقه على سؤال حول موضوع دعم أمريكا للمعارضة والثورة المضادة في إيران "ينبغي أن نحاول اتخاذ كل خطوة ممكنة لدعم تلك الجهود، لكن في الوقت نفسه علينا أن نحلل كل موقف للتأكد من أننا لا نفعل شيئا يثير ردود أفعال سلبية أو يقوض تلك الجهود"[44]. [/size]
[size=21.3333]ومن هنا إشارة سماحة السيد القائد اعزه المولى إلى حساسية هذه النقطة فقال "الحرب الناعمة ترفع شعارات ودعايات محقة بالظاهر ولكنها باطلة في الباطن وتخلط الحق بالباطل، وللآسف فإن البعض يكرر دعايات وشائعات العدو عن قصد أو عن جهل"[45].[/size]
[size=21.3333]كما شبّه سماحته في خطبة أخرى طريقة العدو في إدارة اللعبة عن بعد عبر صناعة كاريكاتور ثورة إسلامية مضادة من الداخل، ترفع شعارات مضادة، ويقوموا بتحريكها مثل الظلال التي تتبع وتقلّد حركة البطل، حيث يقوموا بتقليد دور الأبطال ودور الثوار[46].[/size]
[size=26.6667] ثالث عشر: استراتيجيات وتكتيكات الحرب الناعمة[/size][size=21.3333][47] [/size]
[size=21.3333]كما عرضنا سابقا فإن الحرب الناعمة كأي حرب لها إستراتيجياتها وتكتيكاتها وأسلحتها، بمعنى أنها ليست فكرة أو مذهبا أو مخططا تجريديا، وقد حاولنا جمعها وتلخيصها من مصادرها الرسمية وهي منقولة بصورة حرفية وشبه حرفية عن وثائق ومستندات أمريكية[48]: [/size]
[size=21.3333]أ ـ نماذج عن استراتيجيات الحرب الناعمة[49]: [/size]
[size=21.3333]1ـ الاستنزاف المتواصل لطاقات الخصم وسلب حيويته وإشعاعه وبالعموم ضرب وإضعاف موارده الناعمة. [/size]
[size=21.3333]2ـ الضغط والتشهير المتواصل على مرتكزات ورموز وملامح وصورة ونفسية وعقل الخصم بدون أي توقف بهدف تحقيق الإرهاق والإرباك وخلخلة الأركان. [/size]
[size=21.3333]3ـ الدعم العلني لتيار على حساب تيار آخر والتقييم الفئوي لساحة الخصم بهدف خلق بيئة من الاتهامات المتبادلة وإيجاد فرز واستقطاب يسمح بالدخول على الخط والتلاعب. [/size]
[size=21.3333]4ـ استغلال نقاط الضعف في بعض الشخصيات القيادية في جبهة الخصم لخلق توترات وحساسيات وعداوات مع الشخصيات المنافسة وتسعير حمى الصراع على المواقع عبر تسريب الإشاعات والأخبار وتضخيم صورة بعض الشخصيات وخاصة المعارضة وصناعة نجوميتها الإعلامية والجماهيرية. [/size]
[size=21.3333]5ـ خلق بيئة سياسية وشعبية وإعلامية متوترة من خلال الجدل والمناقشة في قضايا وموضوعات فكرية وسياسية حساسة تؤدي إلى إحداث تناقضات وحساسيات بين الفصائل المختلفة (في إيران مثلا يتم التركيز على موضوع ولاية الفقيه ومواصفات وصلاحيات الولي ومصدر شرعيته، ومدى أهلية الولي الحالي الإمام الخامنئي للقيادة). [/size]
[size=21.3333]6ـ استدراج التيارات الإسلامية إلى الملفات السياسة العامة بما يؤدي إلى توريطها بأزمات سياسية مع غيرها من التيارات وإبعادها عن هدفها المركزي في مواجهة الغرب ولإثبات فشل وقصور نظم الحكم والإدارة الإسلامية عن تلبية الاحتياجات والمتطلبات الدولية والسياسية المعاصرة. [/size]
[size=21.3333]7ـ ضرب وتشويه صورة علماء الدين والمؤسسات الدينية بهدف تقليص دورهم ولأجل العمل على إدخال تعديلات على المناهج الدينية وإضعاف الفكر الديني .[/size]
[size=21.3333]8ـ تعديل وظيفة المساجد وتحويلها من قواعد دعم للتشدد إلى قواعد لبث التسامح والاعتدال من وجهة نظر أمريكا والغرب. [/size]
[size=21.3333]9ـ إبراز مخالفة النظم والحركات الإسلامية لمواثيق ومقررات الأمم المتحدة ومنظومات الأمن والسلام الدوليين ومقتضيات حقوق الإنسان وقيم التسامح الديني وتبنيها للعنف والإرهاب كمنهج وإستراتيجية. [/size]
[size=21.3333]10ـ دعم تيار ما يسمى بالإسلام المدني المعتدل وإيجاد شبكة إسلامية دولية مرتبطة بالغرب تعمل وفق الضوابط الأمريكية والغربية وترويج إسلام أمريكي وغربي وعرفان وتصوّف مزيف أسماه الإمام الخامنئي بالعرفانيات الكاذبة البديلة للعرفان الحقيقي[50].[/size]
[size=21.3333]11ـ تقليص الوجود العسكري وزيادة الوجود المدني والإعلامي والاستخباراتي في العالم الإسلامي.[/size]
[size=21.3333]ب ـ نماذج عن تكتيكات الحرب الناعمة[51]: [/size]
[size=21.3333]1ـ تنويع مصادر البث الإعلامي وخلق ونشر قنوات ومؤسسات إعلامية شعبية وخاصة على شبكة الإنترنت حيث تقل إمكانيات الرقابة الحكومية، ويسهل استدراج جيل الشباب، وهذا ما اسماه جارد كوهين رئيس قسم التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأمريكية بسياسة "الديمقراطية الرقمية حيث أن الشباب والنساء في الشرق الأوسط قد أصبحوا ناضجين لتقبل تأثيرات السياسات والأفكار الأمريكية من خلال بوابات ومنافذ تكنولوجيا الاتصال والإعلام"[52]. [/size]
[size=21.3333]2ـ زيادة مصداقية الحملات الإعلامية من خلال البحث عن شخصيات لها نوع من التغطية والمصداقية الجماهيرية (خاصة مـن المعارضين والمنشقين عن النظم والحركات الإسلامية).[/size]
[size=21.3333] 3ـ إنشاء ودعم جمعيات ومؤسسات مدنية وشبابية ونسائية وثقافية تحت شعار قوى المجتمع المدني لإضعاف القوة المعادية وإيجاد بدائل لها على المدى البعيد، وذلك بموجب قانون أمريكي يدعم " المنظمات الديمقراطية والشبابية ".[/size]
[size=21.3333]4ـ فتح قنوات الاتصال السياسي والدبلوماسي مع الحركات الإسلامية المركزية بهدف استدراجها وبالحد الأدنى توريطها وتلطيخ سمعتها ونزع مصداقيتها في الشارع العربي والإسلامي عبر زيادة ورسم الشكوك حولها وتسعير الحساسيات مع نظرائها (تماما كما يدور الحديث الآن عن لقاءات بين الإخوان المسلمين وأمريكا لعقد صفقة شاملة لتسليمها الحكم في العالم العربي).[/size]
[size=21.3333]5ـ تركيز الضوء الإعلامي على الشخصيات ذات الأفكار المتطرفة بهدف بث التفرقة وإشغال المذاهب والفرق الإسلامية ببعضها.[/size]
[size=21.3333]6ـ استقطاب الشخصيات الإسلامية الليبرالية - ذات الأفكار الالتقاطية - ودعمها بهدف إضعاف تأثير الحركات الإسلامية المناهضة للقيم والسياسات الغربية.[/size]
[size=21.3333]7ـ تدريب أفراد وشبكات ومؤسسات للتحرك على شبكة الإنترنت بهدف رفد القنوات الإعلامية العالمية بالمادة المطلوبة - للتشهير والتشويه – وقد صدر قانون لكونغرس الأمريكي لتقديم الدعم "لضحايا الرقابة على شبكات الإنترنت".[/size]
[size=21.3333]8ـ توسيع الفرص الاقتصادية واستقطاب المهاجرين وتقديم المنح الدراسية لاجتذاب الشباب المسلم نحو المال والأعمال والتخصصات العلمية وصرفه عن الالتحاق بالشبكات والمجموعات الجهادية. [/size]
[size=21.3333]9ـ زيادة برامج تدريب الضباط المسلمين وتفعيل العلاقات مع قادة الجيوش الإسلامية. [/size]
[size=21.3333]10ـ تفعيل شبكة العلاقات مع أبناء الجاليات المسلمة والمغتربين المسلمين المقيمين في الغرب بهدف إشراكهم في برامج لزيادة التأثير في شعوبهم ودولهم . [/size]
[size=26.6667]رابع عشر: مؤشرات وعلامات تدل على وقوع الحرب الناعمة [/size]
[size=21.3333]وكي لا يقع الخلط بين مفهوم الحرب الناعمة وغيرها من العمليات الدعائية والنفسية والسياسية الشبيهة فإننا سنضع مؤشرات وعلامات إذا ما توفرت فإننا نكون بصدد وقوع حالة نسميها "الحرب الناعمة" وهي ثلاثة: [/size]
[size=21.3333]1ـ وجود اصطفاف وحشد دولي وإقليمي وداخلي ضد نظام أو جهة ما بحيث يستحيل في الأحوال العادية الطبيعية احتشادهم واصطفافهم بدون تنسيق وتدبير. تماما كما نرى حالة الاحتشاد الدولي القائمة حاليا ضد إيران وسوريا وحزب الله وقوى المقاومة. [/size]
[size=21.3333]2ـ تحرك القنوات الإعلامية في حملة يومية وأسبوعية متواصلة هذه القنوات توظف كل إمكاناتها وبرامجها وطاقاتها وكوادرها الإعلامية والالكترونية والصحفية دفعة واحدة وخلال فترة زمنية واحدة، وبالذات القنوات الدولية والإقليمية المعروفة بارتباطاتها المعادية، لتحويل وخطف أنظار الرأي العام وتحفيزه لتقبل التوجيه السياسي، بحيث يشعر المراقب بسهولة انه أمام غرفة عمليات موحدة تنسق الأدوار والشعارات والمواضيع والفلاشات والتوجيهات وحتى الخط والمنهج التحريري وعناوين نشرات الأخبار تصبح موحدة لدى الجميع، ويكفي أن نلاحظ مدى التشابه في الحملات التي تشن على إيران وحزب الله وسوريا وقوى المقاومة في المنطقة. [/size]
[size=21.3333]3ـ استغلال مناسبة وتحريك الأحداث بصورة فجائية لصناعة دراما إعلامية ونقصد بصناعة الدراما الإعلامية قابلية الأحداث للتوظيف كوقوع عمليات اغتيال لشخصيات سياسية أو قتل لمواطنين أثناء التظاهرات لأجل إراقة الدماء وإشعال الحماسة ولخلق الحساسيات والقصص الإنسانية والمثيرة وكارتكاب أعمال شغب وحرق وتكسير ممتلكات وبث الاضطرابات والاحتجاجات للإيحاء بمظاهر الانهيار والفوضى أو إطلاق مواقف طائفية أو سياسية أو فكرية شاذة تحدث عمليات تبادل للاتهامات وللتشهير وتلطيخ السمعة بين مجموعتين وفئتين، وغيرها من الأحداث القابلة للتوظيف. [/size]
[size=21.3333]ـــــــــــــــ[/size]
[size=21.3333][1] مقالة للباحث الإسرائيلي في مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي ميخائيل ميلشتاين تحت عنوان "صعود تحدي المقاومة وأثرها على نظرية الأمن القومي الإسرائيلي" جريدة السفير اللبنانية العدد 11495 الصادرة بتاريخ 18/1/2010 [/size]
[size=21.3333][2] منذر سليمان / مقالة بعنوان "أمريكا.انعطاف استراتيجي مؤجل. لكنه قادم" 2009 / موقع دراسات قناة الجزيرة [/size]www.aljazeera.net
[size=21.3333][3] تصريح لهيلاري كلينتون أمام مجلس العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي بتاريخ 13/10/2009 منشور على عدة مواقع انترنت منها موقع التجديد [/size]www.attajdid.info[size=21.3333] [/size]
[size=21.3333][4] يمكن فهم هذا المشروع بنموذج الحوار الذي تجريه جمعية الحوار الإنساني السويسرية مع جماعة الإخوان المسلمين وهو حوار بين الغرب وهذه الجماعة من خلال جهة ثالثة وبواجهة مدنية، وقد أفصح عن ذلك مرشد جماعة الإخوان المسلمين في سوريا في مقابلة مع جريدة الشرق الأوسط السعودية بتاريخ 9/10/2011[/size]
[size=21.3333][5] جارد كوهين، اختير في العام 2010 كواحد من بين 100 شخصية غيروا قواعد اللعبة [/size]game changers[size=21.3333] بحث منشور على موقع [/size]www.wikipedia.org[size=21.3333]...[/size]
[size=21.3333][6] مقالة للكاتب محي الدين الحليبي تحت عنوان "جارد كوهين..مهندس الثورات المخملية" منشورة على موقع شبكة أنا المسلم [/size]www.muslim.net[size=21.3333] [/size]
[size=21.3333][7] معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى من أهم المعاهد البحثية المؤثرة في صناعة القرار الأمريكي وهو يضم نخبة من الباحثين من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي.[/size]
[size=21.3333][8] دراسة منشورة في تموز 2010 تحت عنوان "دور القوة الناعمة في الحرب النفسية على إيران" للباحث مايكل آيزنشتات المتخصص بالشؤون الإيرانية والخليجية على عدة مواقع انترنت [/size]www.annabaa.org[size=21.3333]. [/size]
[size=21.3333][9] جوزيف ناي، القوة الناعمة، مكتبة العبيكان 2007 ص 12،ص20 و ص 27.[/size]
[size=21.3333][10] القوة الناعمة. مصدر سابق. ص. 27[/size]
[size=21.3333][11] مصدر نفسه. ص. 25 وص 33.[/size]
[size=21.3333][12] مقالة لسيمور هرش منشورة في مجلة ذي نيويوركر نقلناها عن بحث بعنوان "أمريكا تعد الميدان ضد إيران" للباحث محمد عبد الحليم منشورة في موقع إسلام اون لاين [/size]WWW.islamonline.net[size=21.3333]. [/size]
[size=21.3333][13] كتاب "إرث من الرماد تاريخ [/size]CIA[size=21.3333]" الصادر عن شركة المطبوعات للنشر والتوزيع ط. 2010.[/size]
[size=21.3333][14] ارث من الرماد. تاريخ [/size]CIA[size=21.3333]. المصدر السابق. ص 375 - 475[/size]
[size=21.3333][15] مقالة تحت عنوان "ثورة تويتر .... أحلام أمريكا في إيران" للكاتب الكندي ماكسيمان فورت إصدار 2009 منشورة على صفحات موقع قناة الجزيرة للدراسات [/size]www.aljazeera.net/studies
[size=21.3333][16] المصدر السابق. ص 21[/size]
[size=21.3333][17] القاموس العسكري، منشورة على موقع الموسوعة العالمية الحرة ويكيبيديا [/size]www.wikipedia.org[size=21.3333].[/size]
[size=21.3333][18] تصريح لوزير الإرشاد الإسلامي الإيراني في مؤتمر " دور وسائل الإعلام الداخلية في الحرب الناعمة " منشور على موقع وكالة أنباء الكتاب الإيراني [/size]www.ibna.ir[size=21.3333].[/size]
[size=21.3333][19] مقالة منشورة في صحيفة وول ستريت جورنال 21 يناير 2010 على صفحات موقع عراق المستقبل وهو موقع ذو توجه أمريكي بريطاني [/size]www.iraqfuture.net[size=21.3333] ترجم المقالة علي الحارس.[/size]
[size=21.3333][20] مقالة في صحيفة وول ستريت جورنال 21 يناير 2010 منشورة على صفحات موقع عراق المستقبل وهو موقع ذا توجه أمريكي بريطاني [/size]www.iraqfuture.net[size=21.3333] ترجم المقالة علي الحارس.[/size]
[size=21.3333][21] نفس المصدر السابق. مقالة منشورة في صحيفة وول ستريت جورنال 21 يناير 2010.[/size]
[size=21.3333][22] نعومي كلاين. عقيدة الصدمة. شركة المطبوعات للنشر والتوزيع ط. 2009. ص 31 وص42[/size]
[size=21.3333][23] مايكل آيزنشتات، متخصص في شؤون الخليج والشرق الأدنى، مقالة بعنوان "الحرب الناعمة على إيران" منشورة في الصحافة الأمريكية نقلتها بعض المواقع ومنها موقع النبأ [/size]WWW.ANNABAA.ORG[size=21.3333].[/size]
[size=21.3333][24] مقالة "القوة الناعمة في الحرب النفسية على إيران". مايكل آيزنشتات. المصدر السابق نفسه.[/size]
[size=21.3333][25] ومن هذه المنظمات مؤسسة البيت الحر [/size]FREDOM HOUSE[size=21.3333] التي كان يرأسها المدير السابق لـ [/size]CIA[size=21.3333] جيمس ولسي ومنظمة فريدريش نومان الألمانية الشهيرة وهي معروفة بارتباطاتها بالاستخبارات الألمانية.[/size]
[size=21.3333][26] قناة الدنيا السورية، و قناة الإخبارية السورية، وغيرها..[/size]
[size=21.3333][27] مقالة للصحافي المصري محمد ثروت بعنوان "منظمة أوتبور الصربية تتحرك بأجندة أمريكية" نشرت على موقع حزب الوفد المصري. [/size]www.alwafd.org[size=21.3333] وهناك عشرات المواقع تداولت هذه المعلومات.[/size]
[size=21.3333][28] خطاب لسماحة السيد القائد أمام النخب العلمية في البلاد بتاريخ 30 /10/2009[/size]
[size=21.3333][29] القوة الناعمة. مصدر سابق. ص 34 وص 70.[/size]
[size=21.3333][30] تقرير بعنوان "حقائق وفصول من الحرب الأمريكية الناعمة على حزب الله" منشور على موقع تلفزيون المنار على الانترنت [/size]www.almanartv.com.lb
[size=21.3333][31] القوة الناعمة. مصدر سابق. ص 20 – 33[/size]
[size=21.3333][32] تصريح للجنرال يحيى رحيم صفوي / منشور في وكالة الطاهرة للأنباء [/size]www.altahera.net
[size=21.3333][33] ارث من الرماد. تاريخ [/size]CIA[size=21.3333]. مصدر سابق. ص 792[/size]
[size=21.3333][34] للتوسع يراجع بحث الحرب الناعمة النشأة والمفهوم وسبل المواجهة. دراسة منشورة صادرة عن مركز قيم للدراسات. العام 2011[/size]
[size=21.3333][35] بروس بمبر. الديمقراطية الأمريكية وثورة المعلومات / دار الحوار الثقافي 2006[/size]
[size=21.3333][36] القوة الناعمة. المصدر السابق. ص 40.[/size]
[size=21.3333][37] المصدر السابق. ص 149.[/size]
[size=21.3333][38] المصدر السابق. ص 159[/size]
[size=21.3333][39] المصدر السابق. ص. 180 و181[/size]
[size=21.3333][40] وكالة تابناك [/size]Tabnak[size=21.3333] الإيرانية على الانترنت[/size]www.tabnak.ir[size=21.3333].[/size]
[size=21.3333][41] المصدر السابق. ص 164[/size]
[size=21.3333][42] القوة الناعمة. مصدر سابق 162[/size]
[size=21.3333][43] المصدر السابق. ص 40 و 41[/size]
[size=21.3333][44] خبر لوكالة رويترز للأنباء منشور في جريدة الأخبار اللبنانية بتاريخ 7/9/2011[/size]
[size=21.3333][45] خطاب لسماحة السيد القائد أمام حشد من الشباب والطلاب الإيراني في مدينة قم بتاريخ 26/10/2011[/size]
[size=21.3333][46] خطاب لسماحة القائد مع أهالي قم بتاريخ 9/11/2011.[/size]
[size=21.3333][47] اعتمدنا على دراستين لمعهد راند للأبحاث الدفاعية واحدة بعنوان "الإسلام المدني" صدرت العام 2004 والثانية بعنوان "بناء شبكات إسلامية معتدلة" صدرت عام 2007 منشورة على موقع راند على[/size]
[size=21.3333]الانترنت وقد ترجمتها مواقع إسلامية عديدة منها إسلام اون لا ين [/size]www.islamonline.net[size=21.3333] وغيرها.[/size]
[size=21.3333][48] مثل كتاب القوة الناعمة / مقالة "القوة الناعمة ضد إيران" لغلاسماتن ودوران / دراسة ماياكل آيزنشتات / كتاب ارث من الرماد الذي أرخ لتاريخ [/size]CIA[size=21.3333] / وغيرها من المصادر والوثائق.[/size]
[size=21.3333][49] الإستراتيجية تعني اصطلاحا البند الأساسي في الخطة أو الحملة وهو بند مؤثر على المدى الطويل والبعيد في مجمل الخطة.[/size]
[size=21.3333][50] يُراجَع للتوسّع بحث تحت عنوان "هل يكون التصوّف هو القوّة الناعمة لاختراق الإسلام" لسماحة الشيخ علي خازم. منشور على مدوّنته الخاصة.[/size]
[size=21.3333][51] نعني بكلمة تكتيكي طريقة تنظيم الجهود أو تقنيات تنفيذ استراتيجيات الخطط والحملات وهي ذات أثار جزئية ومرحلية.[/size]
[size=21.3333][52] مقالة تحت عنوان الانتخابات الإيرانية وأمن الطاقة، لسكوت ريتر منشورة في موقع شام برس [/size]www.champress.net
http://alwelayah.net/?p=12721