منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
بسم الله الرحمن الرحيم .. أخي الزائر الكريم ..أهلآ وسهلآ بك في منتداك ( منتدى قالمة للعلوم سياسية ) إحدى المنتديات المتواضعة في عالم المنتديات والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة .. نتمنى لكم قضاء أسعد الأوقات وأطيبها .. نتشرف بتسجيلك فيه لتصبح أحد أعضاءه الأعزاء وننتظر إسهاماتكم ومشاركاتكم النافعة وحضوركم وتفاعلكم المثمر .. كما نتمنى أن تتسع صفحات منتدانا لحروف قلمكم ووميض عطائكم .. وفقكم الله لما يحبه ويرضاه , وجنبكم ما يبغضه ويأباه. مع فائق وأجل تقديري وإعتزازي وإحترامي سلفآ .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . المشرف العام
منتدى قالمة للعلوم السياسية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولصفحتنا عبر الفيسبوكمركز تحميل لكل الإمتدادات
منتدى قالمة للعلوم السياسية يرحب بكم
تنبيه:إن القائمين على المنتدى لا يتحملون أي مسؤولية عن ما ينشره الأعضاء،وعليه كل من يلاحظ مخالفات للقانون أو الآداب العامة أن يبلغ المشرف العام للمنتدى ، أو بتبليغ ضمن قسم اقتراحات وانشغالات
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2024م
 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Emptyمن طرف salim 1979 الثلاثاء يناير 16, 2024 8:08 pm

» عام ينقضي واستمرارية في المنتدى
 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Emptyمن طرف salim 1979 السبت مايو 27, 2023 1:33 pm

» الإقرار وفق القانون الجزائري
 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Emptyمن طرف salim 1979 الخميس مايو 11, 2023 12:00 pm

» امتحان تاريخ العلاقات الدولية جانفي 2023
 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Emptyمن طرف salim 1979 الجمعة يناير 20, 2023 10:10 pm

» امتحان تاريخ الفكر السياسي جانفي 2023
 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Emptyمن طرف salim 1979 الأربعاء يناير 11, 2023 9:15 pm

» كتاب : المؤسسات السياسية والقانون الدستورى
 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Emptyمن طرف ammar64 الثلاثاء نوفمبر 08, 2022 10:47 pm

» الفكر السياسي عند الرومان
 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:32 am

» الفكر السياسي الاغريقي بعد أفلاطون
 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:31 am

» الفكر السياسي الاغريقي
 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Emptyمن طرف salim 1979 الأحد أكتوبر 16, 2022 7:29 am

أنت زائر للمنتدى رقم

.: 12465387 :.

يمنع النسخ
 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Ql00p.com-2be8ccbbee

 

  رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Empty
مُساهمةموضوع: رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948     رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Emptyالسبت يناير 25, 2014 8:11 am

رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948
وما خلَّفت على الشعب الفلسطيني من نكبات ومصائب
 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Mohsenkhazendar328
محسن الخزندار
mohsen205@live.com
حتى يومنا هذا لم يرفع الستار عن أسرار نكبة عام 1948م ولكن وقائع نكبة عام 1948 وأحداثها تشير بأن مؤامرة عالمية وعربية تستهدف طرد الفلسطينيين من بلادهم وتسليمها للصهاينة انتهت الحرب العالمية الثانية بفوز الحلفاء على المحور وكان انتصار الحلفاء يعني بداية قيام الكيان الصهيوني ولكن الصهاينة في فلسطين حرصوا على أن يظهروا بمظهر قوة وطنية معادية للاستعمار مثل الشعوب العربية التي قاتلت ضد الفرنسيين والإنجليز منذ أول وصول لهم إلى الأقطار العربية لهذا فقد نفذوا بعض العمليات المحدودة ضد الجنود الإنجليز وقتلوا بالفعل عدداً من الجنود الإنجليز الذين كانوا على أتم استعداد لإبادة الشعب الفلسطيني كله خلال الأعوام الخمسة الدامية من أجل حماية الصهاينة وللحق أنه لولا الإنجليز لاستطاع الشعب الفلسطيني خلال عام 1936م أن يطرد اليهود من فلسطين بواسطة الحجارة.
 قام الإنجليز في 26/يونيو/1946م بمداهمة بعض المستوطنات اليهودية حيث عثر على بعض الأسلحة وبينما كان الإنجليز يحكمون بالإعدام على كل فلسطيني يقبض على السلاح في حوزته فإن إنجلترا لم تعدم يهودياً واحداً على الرغم من كثرة الأسلحة التي ضبطت في المستوطنات ومما لا شك فيه أن جميع الأسلحة التي صادرها الإنجليز قد أعيدت إليهم مع بدء العمليات العسكرية بين اليهود والفلسطينيين([1]).
انتهاء الانتداب: صوت مجلس العموم البريطاني في 10/مارس/1948 على إنهاء الانتداب على فلسطين اعتباراً من 15/مايو/1948كانت الوكالة اليهودية حكومة داخل حكومة الانتداب لها حق الإشراف على كل ما يتعلق باليهود من مسائل سياسية وعسكرية واقتصادية وإدارية وثقافية كما كانت اللسان الرسمي لليهودية العالمية في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين وهي التي حققت عملياً فكرة الوطن القومي وأشرفت على ولادة دولة إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة وقد جاء في البند الثالث من بيان الانتداب الذي أقره مجلس عصبة الأمم عام 1922م: تعترف سلطات الانتداب البريطاني على فلسطين بوكالة يهودية صالحة كهيئة حكومية لإسداء المشورة والمعونة إلى إدارة الانتداب في فلسطين في الشئون الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك من الأمور التي تؤثر في إنشاء الوطن القومي اليهودي ومصالح السكان في فلسطين وكما جاء في البند السادس من البيان نفسه: أن عصبة الأمم تطالب إدارة الانتداب البريطاني في فلسطين بأن تشجع بالتعاون مع الوكالة اليهودية نشر اليهود في سائر الأراضي الفلسطينية بما فيها الأراضي الموات وعرضت إنجلترا المشكلة على هيئة الأمم المتحدة واثبت المنظمات الدولية أنها العدو الثاني بعد إنجلترا فقد صوتت الأمم المتحدة على قرار التقسيم لصالح اليهود في 29/نوفمبر/1948م لو لم يحصل اليهود والصهاينة وحلفاءهم على قرار التقسيم وإنشاء دولة إسرائيل لحققوا ذلك بالقوة على الأرض فاليهود كانوا ومازالوا يريدون فلسطين كلها فهم يريدون أرض خالية من السكان واعتبار ما تبقى من الشعب الفلسطيني صاحب البلاد جالية صغيرة وتعيش على هامش السيطرة الفعلية لليهود([2]).
عملت الأمم المتحدة على إنشاء دولة لا وجود لها من قبل ورفض العرب قرار التقسيم ورضيّ به اليهود وبدأت الاشتباكات بعد صدور القرار مباشرة وكانت يافا هي السباقة إلى المبادرة واستطاعت قرية سلمة الواقعة بجوار تل أبيب أن تتصدى لليهود وأن تلحق بهم خسائر كبيرة أما في القدس فقد استطاعت جماعة الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني أن تنفذ سلسلة من عمليات النسف الموفقة التي أرهقت الصهاينة وذلك في شهري فبراير ومارس/1948 وتحركت جامعة الدول العربية وعقدت مؤتمراً في بلودان-سوريا وآخر في عالية-لبنان وقررت أن تسارع في تشكيل جيش أسمته جيش الإنقاذ ليقاتل في فلسطين وريثما يتم جلاء الإنجليز عنها في 15/مايو/1948م وبعدها تدخل الجيوش العربية فلسطين وتحررها من اليهود([3]).
عبر جيش الإنقاذ الحدود منذ شهر يناير/1948م وهاجم بعض المستوطنات الصهيونية رغم أن جيش الإنقاذ كان مرتجلاً وعدده صغير حيث بلغ ستة آلاف جندي وكذلك تسليحه خفيف ونظامه متدهور فقد ارتاب الفلسطينيون في أمر جيش الإنقاذ منذ البداية يوم اكتفى أديب الشيشكلي قائد منطقة الجليل بإرسال ثمانين جندياً إلى مدينة عكا المحاطة بالمستعمرات الصهيونية والأغرب من ذلك أن أديب الشيشكلي قد سحب هؤلاء الثمانين جندياً في 11/مايو/1948م وعبثاً راح أهل عكا يلحون على أديب الشيشكلي بأن تحتفظ مدينتهم بحفنة الجنود هذه وحين سئموا منه ذهبوا إلى بيروت يستثيرون نخوة الحكومة اللبنانية ولكننها الحكومة اللبنانية لم تصغ لهم ولم تنفعهم في شيء.
فتوجهوا إلى بنت جبيل وقابلوا ضابطاً كبيراً في جيش الإنقاذ وألحوا عليه بوجوب إرسال الجنود إلى عكا قبل ضياعها ومن أجل رفع معنويات المقاتلين الفلسطينيين داخل المدينة أرسل القائد خمسين جندياً إلى عكا وذلك تجنباً لضغط السكان الذين كانوا يرون الكارثة بأعينهم ولكن هؤلاء الجنود الخمسين غادروا المدينة بعد ليلتين فقط من وصولهم إليها ولم يشتركوا بأي قتال على الإطلاق والحقيقة أن ما جرى في عكا لا يمكن تحميل مسئوليته لضابط صغير فهو ليس أكثر من جندي يتلقى الأوامر وينفذها أما المسئولون الحقيقيون عن سقوط عكا في 16/مايو/1948 فهم أولئك القابعون في دهاليز السلطة داخل العواصم العربية.
كان سقوط يافا وحيفا وصفد وطبريا ونيسان قد تم بالطريقة نفسها على وجه الدقة ففي صفد بينما كان النصر يوشك أن يتحقق لصالح العرب وقد أخذ اليهود بالانسحاب من حيهم الخاص مع عائلاتهم في7/مايو/1948م أخذ الجيش الأردني بمغادرة المدينة على نحو مفاجئ كما أن أديب الشيشكلي أصدر أمراً بانسحاب جيش الإنقاذ من قلعة صفد دون أن يتعرض لأي هجوم من قبل الصهاينة في الوقت الذي لم يعرف اليهود أمر هذا الانسحاب إلا بعد يومين وقد صرح القائد الأردني أنه انسحب من صفد بناءاً على أوامر غلوب باشا ذلك الضابط الإنجليزي الذي كان يتحكم بالمملكة الأردنية كما يشاء.
أما في طبرية وبيسان فقد راح الجيش الأردني ينقل الناس منهما إلى خارج حدود فلسطين بسياراته الخاصة وفعل الجيش الأردني الشيء نفسه في حيفا وقد ساعده الجيش الإنجليزي على تهجير السكان بسفن إنجليزية وقد انسحبت السريتان الأردنيتان من حيفا على نحو مفاجئ في 16/يناير/1948 ولكن المدينة صمدت حتى 22/إبريل/1948.
أرسل جيش الإنقاذ ضابطاً عراقياً إلى يافا ومعه ثمانون جنديا وذلك في شهر فبراير/1948 وطلب الضابط أسلحة وذخائر ومزيدا من المتطوعين ولكن أحدا لم يسمع صوته فما كان منه إلا أن غادر المدينة مع جنوده .
هاجم اليهود حي المنشية وارتكبوا فيه مجزرة مروعة فانسحب جيش الإنقاذ وراح ينصح الناس بمغادرة يافا وقد خسر العرب في يافا سبعة آلاف وسبعمائة إصابة بين قتيل وجريح وأعلنت عصابة الأرجون الصهيونية أنها تكبدت أكثر من ألف وتسعمائة إصابة أما عصابة الهاجانا فأحجمت عن التصريح بخسائرها.
أدركت القيادة الفلسطينية خطورة الموقف فتوجه عبد القادر الحسيني إلى دمشق وهناك طلب من مكتب الجامعة العربية أسلحة وذخائر وألح في الطلب وكان الحاج أمين الحسيني يصرخ باستمرار قائلاً: سلحوا الشعب الفلسطيني أيها العرب ولن يكون هناك أي داع يدعو الجيوش العربية إلى القتال في فلسطين ولكن كان تسليح الفلسطينيين هو أول الممنوعات ما الذي قدمه مكتب الجامعة العربية لعبد القادر الحسيني قدم له عشرين بندقية أخذها وذهب إلى قطنا غرب دمشق ليشهد ضباط جيش الإنقاذ وهم من جنسيات عربية مختلفة على ما قدمته الجامعة العربية للفلسطينيين وكان قبل ذلك قد صرخ في وجوه المسئولين في المكتب بأنهم خونة متفقون مع الصهيونية والإنجليز على تسليم فلسطين ثم قال: فلنذهب ولنستشهد على أرض فلسطين.
عاد عبد القادر الحسيني إلى القسطل وهي قرية إلى الغرب من القدس وقاتل وسقط شهيدا على أرض القسطل ونزل نبأ استشهاده نزول الصاعقة على رؤوس الفلسطينيين وهناك رسالة بخط عبد القادر الحسيني تُحمِّل المسئولية للقادة العرب والجامعة العربية على عدم تسليح الشعب الفلسطيني بالأسلحة والعتاد ومطالبة الجامعة العربية فقط بالسلاح وقد نكب الفلسطينيون مرة أخري بعد مضي أقل من شهرين على استشهاد عبد القادر الحسيني حين استشهد حسن سلامة في رأس العين  وهو من أبرز قادة الثورة.
في ذلك الربيع المأساوي اقترف اليهود جملة من المجازر أبرزها مجزرة حي المنشية في يافا ومجزرة دير ياسين ومجزرة ناصر الدين قرب طبرية ومجزرة عين الزيتون في قضاء صفد([4]) وسقطت في أيدي اليهود جملة من المدن والقرى الفلسطينية تحت سمع الإنجليز وبصرهم وقبل انسحابهم من فلسطين يوم أعلن اليهود في 15/مايو/1948 قيام دولتهم إعلاناً رسمياً واعترفت بالدولة الجديدة جملة من الدول أهمها تلك المجموعة التي صوتت في الأمم المتحدة لصالح قرار التقسيم([5]) وجاء الآن دور الجيوش العربية التي أخذت بالتدفق على فلسطين ابتداءً من 15/مايو/1948م كان الإنجليز قد أسسوا ثلاثة جيوش عربية ممتازة في العقد الرابع والخامس من القرن العشرين وقد أعدوا هذه الجيوش بحيث تتمكن من مجابهة الألمان فيما لو نزلوا في مصر أو الهلال الخصيب فقد كانت ألمانيا في أمس الحاجة إلى النفط وكان النقص في الطاقة النفطية عاملاً هاماً من عوامل الهزيمة التي لحقت بالجيش الألماني أما الجيوش الثلاثة الممتازة فهي المصري والعراقي والأردني وأما بقية الجيوش العربية فكانت في طور التشكيل([6]).
أهم ما ينبغي الانتباه إليه هو أن الإنجليز كانوا يحتلون الأردن والعراق ومصر ولهم فيها جيوش كثيفة جداً فقد رابط مائة ألف جندي إنجليزي على ضفتي السويس وحدها إذ لو سيطر الألمان على القناة لوصلوا إلى منابع النفط في السعودية والخليج وبالطبع ما كان الإنجليز المتشبثون بوعد بلفور ليسمحوا للجيوش الثلاثة بالدخول إلى فلسطين إلاّ ضمن مقدار محدود و بأعداد قليلة يتمكن اليهود من مجابهتهم بعد تزويدهم بأسلحة أفضل من أسلحة الجيوش الثلاثة والغريب في الأمر أن العرب بعد دخول جيوشهم إلى فلسطين بأسبوع واحد وحسب قد أعلنوا عن استعدادهم لوقف إطلاق النار بناء على طلب مجلس الأمن الدولي مع أن الجيوش الثلاثة قد أحاطت بتل أبيب إحاطة السوار بالمعصم فالعراقيون من الشمال والأردنيون من الشرق والمصريون من الجنوب وأصبحت حقيقة الأمور واضحةً وضوح الشمس ،فالغرب يسعى لهزيمة الفلسطينيين وإنشاء الكيان الصهيوني على أرضهم شاءوا أم أبوا فتسليح الصهاينة أفضل بكثير من تسليح الفلسطينيين الذين فاجأتهم الحرب وهم على غير استعداد لها وإذا تدخلت الجيوش العربية تدخلاً جدياً بأسلحتها المتفوقة على أسلحة الصهاينة فإن الدول الأوروبية ومعها أمريكا سوف تتدخل علنا وتهزم العرب.
كان مجموع القوات العربية العاملة في فلسطين منذ أواخر شهر إبريل/1948 معادلاً لمجموع القوات الصهيونية فعدد العرب الذين تحت السلاح بالفعل بما في ذلك جيوشهم النظامية وجيش الإنقاذ والثوار الفلسطينيون لا يتعدى خمسة وثلاثين ألفاً وهو رقم ضئيل جداً حين يقاس بعدد سكان العالم العربي وقد حشد اليهود مثل هذا العدد تماماً في خريف سنة النكبة ولكنهم مع ذلك ظلوا يفتقرون إلى التدريب الممتاز الذي كانت تتمتع به الجيوش العربية الثلاثة وهي التي أعدها الإنجليز لمجابهة الألمان وبالطبع لم يكن الصهاينة قادرين على دحر هذا العدد الطفيف من الجنود في بداية أمرهم أي قبل الهدنة الأولى ولكنهم تمكنوا من ذلك بعد أن تزودوا بأحدث الأسلحة وبعد أن جندوا أكبر عدد ممكن من رجالهم ولهذا فقد توجب على العرب أن يحشدوا مائة ألف جندي في فلسطين ولكن الانجليز لم يسمحوا بذلك قط وهذا هو التفسير الوحيد والمعقول لضآلة حجم الجيوش العربية في فلسطين وعلى ذلك تم توقيع اتفاقية الهدنة مع الصهاينة وأصبحت الهدنة سارية المفعول ابتداء من 11/يونيو/1948م.
كان تسليح الصهاينة خفيفا وعدد قواتهم كان ضئيلاً تضخم بعد الهدنة الثانية فلو انقضت الجيوش العربية على تل أبيب في أواخر شهر مايو/1948 لاحتلتها قطعاً أما ما سوف يجري بعد احتلالها فشيء معروف أن مائة ألف جندي إنجليزي سينقضون على القوات العربية في فلسطين ويدحرونها إلى خارج الحدود, فمهما حاول الصهاينة أن يزيفوا الحقائق وأن يظهروا بمظهر البطولة الخارقة وأن يوهموا الناس بأنهم أقاموا دولتهم بفضل شجاعتهم النادرة وكفاءتهم القتالية العالية فإن الحقيقة أوضح من أن تختفي وماذا عساهم يقولون عن اتفاقية حماية الكيان الصهيوني التي وقعتها أمريكا وإنجلترا وفرنسا عام 1950؟([7])
إن السؤال التالي سيبقى بغير جواب إلى أجل غير مسمى مع أنه السؤال الحاسم بالفعل: لماذا لم تنقض الجيوش العربية على تل أبيب في أواخر شهر مايو/1948 على الرغم من أن الجيوش الأوروبية والأمريكية سوف تتدخل في القتال بكل تأكيد ماذا كان العرب سيخسرون فضلاً عن فلسطين التي لا بد من ضياعها في جميع الأحوال لو أنهم أقدموا على تلك الخطوة أما أن الجيش الصهيوني قد كان ضعيفاًً قبل الهدنة الأولى فهذا شأن تؤكده الوقائع والأحداث التي جرت خلال عام النكبة.
إن حرب السويس نفسها تؤكد تفوق الجيش المصري على الجيش الإسرائيلي فإثر تأميم قناة السويس اتفق الإسرائيليون مع الإنجليز والفرنسيين على أن يشن الجيش الإسرائيلي هجوما على سيناء وأن يدحر المصريين حتى الضفة الغربية للقناة وبذلك تتعطل الملاحة في هذا الممر الدولي مما يخول كلا من إنجلترا وفرنسا حق التدخل لإبعاد الطرفين المتحاربين عن ذلك الممر المائي وهجم الجيش الإسرائيلي في شهر أكتوبر/1956 يقوده موشي دايان وقاتل دايان في أبو عجيلة من الفجر حتى غروب الشمس ودحر في المساء على أيدي رجال قوة صغيرة لا تتجاوز ألف جندي ثم عاود الهجوم في اليوم التالي وقاتل من الفجر حتى الغروب ودحر مرة ثانية وكرر الفعل نفسه في اليوم الثالث ودحر كما دحر في اليومين السابقين وعند ذاك يئست إنجلترا وفرنسا من الإسرائيليين وأنزلتا قوات غزوهما في بورسعيد فما كان من الجيش المصري إلا أن انسحب إلى الممرات وبذلك اجتاح الصهاينة سيناء دون قتال.
إن الجيوش العربية الثلاثة كانت تقاتل على خير وجه حين تصدر إليها الأوامر بالقتال وأكبر دليل على ذلك هجمات اليهود على الجيش الأردني في اللطرون فقد وقعت خمس هجمات على اللطرون قرب القدس صدها الجيش الأردني ببسالة.
كان الهجوم الأول في 24/مايو/1948 أما الهجوم الخامس فحدث في 18/يوليو/1948 أما معارك القدس فقد برهنت بما لا يقبل الشك على أن اليهود كانوا عاجزين تماماً عن انتزاع أي شيء من تحت أقدام الجنود الأردنيين الشديدي الصلابة شريطة أن يكون غلوب قد أصدر الأوامر لهؤلاء الجنود بالقتال لا بالانسحاب وغلوب لا يصدر مثل هذه الأوامر إلاّ بناء على خطة مصممة سلفاً وكان عبد الله التل يقود الكتيبة الأردنية وقد برهن على قدرات قيادية استثنائية، وأما الجيش العراقي فقد هزم اليهود في مدينة جنين هزيمة منكرة بعدما احتلوا المدينة بالفعل وذلك نظرا لتفوق الصهاينة بالعدد والعدة على ثلاثمائة مقاتل فلسطيني كانوا وحدهم يدافعون عن مدينة جنين وبعدما احتل اليهود المدينة زحفت كتيبة عراقية لا يزيد عددها عن خمسمائة جندي وأحاطت بجنين ومشارفها وهرب الصهاينة بعدما خلفوا أكداساً من جثث قتلاهم واعترفوا بأنهم تكبدوا ألف ومائتين وواحد وأربعين إصابة في جنين وحدها ومع ذلك فأنهم يحاولون إقناع العالم بأنهم أبطال وبأنهم هزموا الجيوش العربية بفضل كفاءتهم القتالية العالية.
اعترف اليهود بهزائمهم أمام بعض القرى العربية ففي كتاب عنوانه حرب فلسطين 1947-1948 الرواية الصهيونية وتراهم يقرون بأنهم هزموا أمام لوبية والطيرة واجزم وجبع وعين غزال ولقد هزموا كذلك أمام قرية البروة في قضاء عكا والحقيقة أن معركة لوبية في قضاء طبرية هي دليل قاطع لا يدحض البتة على أن الصهاينة قد كانوا يفتقرون إلى العدد والعدة في ربيع عام النكبة إذا ما قورنوا بالجيوش العربية.
على الرغم من تفوقهم في العدد والعدة على الفلسطينيين فقد استطاعت مائتا بندقية عززتها نجدات من القرى الأخرى أن تدحر قوة يهودية لا تقل عن ألف جندي مسلحين بالسيارات المصفحة ومدافع الهاون والرشاشات([8]).
قدم الصهاينة في لوبية دليلاً على أنهم لا يصلحون للقتال تماماً على النقيض مما أشاعوا في العالم كله إذ لقد استطاع الفلاحون غير المدربين أن ينتزعوا المصفحات من أيدي الصهاينة فضلاً عن أسلحة أخرى وذلك قبل الهدنة الأولى بيوم واحد ومن المفارقات أن تخفق الجيوش النظامية الجيدة التسليح والتدريب حيث ينجح الفلاحون وحين يعلم المرء أن هذه الجيوش قد أعدها الإنجليز لمجابهة الألمان فإنه سوف يستهجن تماما أن تكون هذه الجيوش قد هزمت على أيدي عصابات قليلة العدد والعدة وفي الواقع أن الجيوش العربية أثبتت تفوقها منذ دخولها إلى فلسطين في شهر مايو/1948 وعندما اندلع القتال مرة ثانية بعد انتهاء الهدنة الأولى في 9/يونيو/1948 عادت الجيوش الثلاثة لتثبت تفوقها من جديد ومع ذلك فقد صدرت الأوامر لهذه القوات بالتراجع عن تل أبيب وضواحيها فتراجع الجيش العراقي عن الساحل باتجاه الشمال الشرقي وتراجع الأردنيون عن الرملة وسقطت اللد الفارغة من أية قوات عربية باستثناء حفنة صغيرة من المقاتلين وأخذ اليهود الرملة دون قتال أبداً وارتكبوا مجزرتين في اللد والرملة([9]).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948     رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Emptyالسبت يناير 25, 2014 8:12 am

أما في الشمال حيث لا وجود لأي من الجيوش الثلاثة على الإطلاق فقد تراجع جيش الإنقاذ عن الجليل الأدنى وتراجع ثوار القرى الفلسطينيون ضئيلو العدد والعتاد عن الناصرة وصفورية ولوبية وتوقف القتال صبيحة 19/يوليو/1948 ولم يبق للعرب في الشمال سوى الجليل الأوسط الذي لم يدخله اليهود طوال عهد الانتداب إذ لا وجود لهم هناك على الإطلاق وهو أرض جبلية لا تقل مساحتها عن ألف وخمسمائة كيلو متر مربع ويسكنها زهاء مائة ألف فلسطيني وفي وسطها يقع الجرمق الذي عجزت إنجلترا عن احتلاله في السنوات الخمس الدامية ويقينا أن ألف جندي وحسب كانوا قادرين على حماية الجليل الأوسط ولو وفَّر العرب الأسلحة للفلسطينيين لما عجز أصحاب الأرض عن حمايتها وهزم اليهود ولم لا ما داموا قد دحروا إنجلترا عن الجرمق وحين قام الصهاينة بالهجوم على الجليل الأوسط صباح 30/أكتوبر/1948 لم يستطع جيش الإنقاذ أن يقاتل أكثر من بضع ساعات وهكذا سقط الشمال كله.
بقي الجنوب حيث يسيطر الجيش المصري بكل ثقة بالنفس ومما هو جدير بالذكر أن اليهود قد ارتكبوا بعض المجازر في ثلاث من قري الجليل الأوسط أولاها مجزرة عيلبون وذلك انتقاما من تلك القرى التي أسهمت إسهاما ممتازا في صد اليهود عن لوبية عشية الهدنة الأولى وثانيتها مجزرة أخرى في كفر عنان الواقعة إلى الشرق من الرامة ومجزرة ثالثة في الصفصاف وهي قرية شديدة القرب من الجش وصفد وكذلك اعتدوا على بعض النساء اعتداء مشينا في أعالي الجليل وأما هزيمة المصريين في الجنوب عندما اندلع القتال بين الصهاينة وبين المصريين في 16/أكتوبر/1948 مثيراً للاستهجان وذلك بعد انتهاء الهدنة الثانية بأقل من شهر لم يكن لدى الصهاينة قبل الهدنة الأولى سوى أربع طائرات أما مدفعية الميدان والدبابات المجنزرة فلم يكونوا يملكون منها شيئاً ولكن الموقف تغير بعد انتهاء الهدنة الثانية في شهر سبتمبر/1948 ويبدو أن الأسلحة التي جلبها الصهاينة من تشيكوسلوفاكية قد اكتمل شحنها واكتمل التدريب عليها خلال الهدنتين وخلال الأيام العشرة التي تفصل بين الهدنتين.
تشكلت فرقة صهيونية معززة بالمدرعات المجنزرة والمدافع الثقيلة والطائرات القاذفة ووضعت تحت قيادة يغال آلون وكان هدفها السيطرة على النقب الذي من أجله اغتال الصهاينة الوسيط الدولي برنادوت ولا لزوم للدخول في تفاصيل القتال الذي بدأ مع بداية الخريف وامتد حتى قلب الشتاء فقد استطاع آلون أن يحتل النقب كله ومن ضمنه بلدة بئر السبع وأن يشطر الجيش المصري إلى شطرين الأول في الخليل والثاني في غزة والأراضي القريبة منها وكان شطر كبير من أسلحة الفرقة المصرية وذخائرها قد استهلك في القتال أثناء الصيف ولكن دون أن يتجدد وفقا للمطلوب وحين هوجمت مواقع المصريين إلى الشرق من غزة طلبت القيادة المصرية في فلسطين من الكتيبة المرابطة في بئر السبع أن ترسل إلى غزة جميع الأسلحة الثقيلة التي في حوزتها علما بأن الهجوم الصهيوني على بئر السبع كان وشيكاً وهذا دليل مقنع على أن الفرقة المصرية في فلسطين قد كانت تعاني نقصاً في الذخيرة والسلاح وبدلا من أن تبادر القاهرة إلى إرسال الذخائر والأسلحة إلى الجبهة بل عوضاً عن أن ترسل فرقة جديدة إلى فلسطين أو فرقتين فإنها راحت تستجدي من ملك الأردن أن يفتح النار من جهته ليخفف الضغط عن المصريين.
كان الجيش العراقي والجيش الأردني قادرين على فعل المعجزات وسافر رئيس وزراء مصر إلى عمان واجتمع بالملك وطلب منه أن يفتح الجيشان الهاشميان النار على المحور الذي يقوده يغال آلون والمؤلف من خمسة عشر ألف جندي أي ما يعادل تماماً عدد القوات المصرية وألح شكري القوتلي كذلك على الملك عبد الله كي يفتح النار من جهة الخليل ولكن الملك عبد الله ظل على عناده والنار لم تفتح قط من تلك الجهة وشاعت في الأوساط الشعبية عبارة "ماكو أوامر" التي كان يرددها الجنود العراقيون وحتى اللواء المصري في الخليل لم يتحرك لنجدة إخوانه المصريين في بئر السبع والفالوجة وسواهما وحوصر الجيش المصري في الفالوجة ثم وقِّعَت الهدنة الدائمة بين مصر واليهود ورُّفع الحصار عن الفالوجة وعاد الجيش المصري إلى بلاده وكذلك نقل لواء الخليل إلى مصر وبقي قطاع غزة في قبضة المصريين وقد ظل في قبضتهم حتى حرب يونيو عام 1967م.
أبدى الجيش المصري بطولات لا يستهان بها أثناء الحصار فقد كبد اليهود خسائر فادحة وقد استعصى عليهم أن يزحزحوه مترا واحدا في بعض المواقع وحتى اللواء المحصور في الفالوجة والذي أبى الاستسلام بأي شرط من الشروط كان ينقض علي مواقع اليهود وينتزع بعضها من تحت أرجلهم لماذا لم ترسل مصر ثلاث فرق جديدة إلى فلسطين؟ لأنها كانت سوف تصطدم بمائة ألف جندي إنجليزي يرابطون على قناة السويس ويتحكمون بكل حركة من غرب القناة إلى شرقها حسنا ولكن لماذا لم ينقض الجيش المصري على الإنجليز في قناة السويس يوم ذاك؟ لأن الجيش المصري سوف يباد قطعاً أو سوف تحل به كارثة مروعة ويصدق القول نفسه على الأردنيين والعراقيين فقد كان عليهم أن يقاتلوا الإنجليز في الأراضي الأردنية والعراقية نفسها وعند ذاك سوف تحل بهم كارثة رهيبة وهكذا آثر العرب السلامة مع ضياع فلسطين على الكارثة مع ضياع فلسطين أيضاً.
يبقى سؤال خطير لماذا لم يبادر اليهود بطرد الفرقة المصرية من قطاع غزة ؟ أو لماذا تركوا قطاع غزة في قبضة العرب مع أن الجيش المصري قد تفكك ولم يبق سوى بضع ضربات ليقذف ببقاياه إلى سيناء؟ لعل مما هو واضح بعض الشيء أن ثمة مركزا يربض في لندن أو ربما في واشنطن وأن هذا المركز هو الحائز على حق إصدار القرارات الحاسمة فهو الذي يمنح النصر في فلسطين لهذه الجهة وينزل الهزيمة بتلك واضح كذلك أن المركز قد صمم على تنفيذ نسخة مختزلة من قرار التقسيم ينال بموجبها عرب فلسطين شطراً صغيراً من بلادهم شريطة أن ينضم هذا الشطر إلى الدولة الأردنية وارتأى المركز أن هذه الدولة بحاجة إلى ميناء على البحر المتوسط وأن هذا الميناء لا يمكن أن يكون في شمال فلسطين ولا في أواسطها بل حصرا في الجنوب وهكذا ظل ميناء غزة جزءاًً من حصة العرب وبالفعل ضمت إلى الأردن جملة الأراضي التي سميت الضفة الغربية.
أما قطاع غزة فقد تطلب ضمه موافقة مصر التي ظلت معادية للأردن منذ حرب فلسطين عام 1947 وذلك لأن الأردن لم ينجد المصريين يوم كانوا يقاتلون في فلسطين وفضلا عن ذلك فإن تسليم غزة إلى الأردن لا يمكن أن يتم إلا في ظل حل شامل للصراع العربي الصهيوني وتريد إسرائيل أن تطمس هوية هذا الشعب بل يتنكرون لوجوده تنكراً أعمى بحيث لا يعترفون إلا بوجود اللاجئين المحتاجين إلى توطين وخلاصة القول أن الإسرائيليين الذين رفضوا الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني والذين صرحوا بهذا الرفض ابتداء من عام النكبة قد جاءوا بالبرهان المقنع والحاسم على أنهم كانوا يرفضون قرار التقسيم رفضاً مستتراً أو ضمنياً ومنذ صدوره عام 1947 بل و قبل صدوره بل منذ مطلع أمرهم([10]) وعلى أية حال هنالك سؤال آخر ما دام الصهاينة قد هزموا الجيش المصري فلماذا لم يقاتلوا ويهزموا الجيشين الهاشميين في الضفة الغربية علما بأن عدد جنود الجيشين الهاشميين معا في فلسطين لا يتجاوز البتة عدد أفراد الفرقة المصرية؟ الجواب عن هذا السؤال واضح لقد صمم المركز على أن يمنح الضفة الغربية للمملكة الأردنية ولو تعنت الصهاينة ورفضوا ذلك لسمح مركز الشرق الأوسط لندن–واشنطن للجيشين الهاشميين بالقتال بعد السماح لفرق أردنية وعراقية جديدة بالدخول إلى فلسطين وعند ذاك سوف تحل بهم كارثة مروعة.
من عادة الدول الكبرى أن تنحني أمام رغبات الصهاينة فإن في المعقول أن تكون الصهيونية هي التي اقترحت إبقاء الضفة الغربية وقطاع غزة في أيدي العرب وذلك لأن من شأن هذه الخطوة أن تخفف من وقع المصيبة على الفلسطينيين وأن تعجل بالتالي عملية الصلح بين العرب والصهاينة وقَّع الصهاينة هدنة دائمة مع لبنان وأخرى مع سوريا والحقيقة أن قوات الجيش اللبناني لم تتخط بلدة المالكية الواقعة إلى الجنوب قليلا من الحدود اللبنانية-الفلسطينية أما الجيش السوري الذي اتخذ من بلدة سمح مركزا لقيادة الجبهة فقد نفذ عدداً من العمليات العسكرية في منطقة بيسان ومنطقة الحولة وكانت أبرز منجزاته احتلاله لمستعمرة مشمار هيردن والحقيقة أن الجيش السوري قد كان في طور التكوين ولولا ذلك لكان في إمكانه أن ينجد المصريين في الجنوب من جهة الجليل الأوسط أما الهدنة الدائمة مع الأردن فكانت مشينة حقا فضلاً عن أنها تنطوي على مفارقة غريبة لا يسوغها الذهن وقعت هذه الهدنة في رو دس في 3/إبريل/1949م.
كان الجيش العراقي حينئذ لا يزال يسيطر على المثلث جنين-نابلس-طولكرم ويتحدى الصهاينة الذين ما عادوا يتجاسرون على الاقتراب منه بعد الدرس الذي تلقنوه في جنين وبموجب اتفاقية الهدنة الدائمة تنازل الملك الأردني عبد الله عن القرى التالية: أم الفحم وعارة وعرعرة وباقة الغربية وطيرة المثلث و جلجولية والطيبة وقلنسوة وكفر قاسم([11]) التي ارتكب فيها الصهاينة مجزرة مروعة أثناء حرب السويس وبيت صفافا وبتير والقبو والولجة ومعظم هذه القرى كان يسيطر عليها الجيش العراقي لأن الجيش العراقي قد انسحب منها بعد توقيع الاتفاقية وذلك في 27/إبريل/1949 إن هذه القرى تقع في أراض سهلية شديدة الخصوبة فحين ادعى الصهاينة أنهم يريدون العودة إلى أرض أجدادهم قد اكتشفوا حجة ممتازة لابتزاز الأرض من أصحابها الشرعيين فقد آلت إليهم جميع بيارات البرتقال التي غرسها الفلسطينيون قبل أول هجرة صهيونية إلى البلاد علما بأن جميع الأراضي الواقعة بين يافا وعريش مصر لم تدخل في أية دولة توراتية على الإطلاق ولكن لماذا انسحب العراقيون دون قتال؟.
لأنهم كانوا يعرفون ما يستطيع الإنجليز أن يفعلوا في أرض العراق نفسها فالإنجليز مصممون على تنفيذ وعد بلفور بأي ثمن ولقد قتلوا أربعة عشر ألف فلسطيني عدا الجرحى والمعتقلين والمنفيين خلال فترة تقل عن أربع سنوات 1936-1939 لأن الفلسطينيين حاولوا منع الإنجليز من تنفيذ وعد بلفور الذي ما كان في الميسور منعه إلا بوقف الهجرة الصهيونية إلى فلسطين الأمر الذي رفضه الإنجليز رفضا باتا على الدوام ولو حاولت أية دولة عربية أن تقاتل الإنجليز لتمنعهم من تنفيذ وعد بلفور لكان مصيرها أبشع من مصير الشعب الفلسطيني أعلن الصهاينة أن عدد قتلاهم طوال حرب النكبة وهم يسمونها حرب الاستقلال قد بلغ ستة آلاف وأربعة وسبعين بينهم ألفان من المدنيين والحقيقة أن هذا الرقم لا بد من مضاعفته إذا ما أراد المرء أن يقترب من الحقيقة ففي معركة صغيرة خاضها الصهاينة حول قرية لوبية ضد بعض الفلاحين الفلسطينيين ترك الصهاينة أربعاً وسبعين جثة عدا عن الجثث التي تمكنوا من إخلائها فلئن كان هذا هو حالهم مع قرية فكيف كان حالهم مع المصريين في الجنوب ومع الأردنيين في اللطرون ومع العراقيين في جنين وسواها؟.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948     رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Emptyالسبت يناير 25, 2014 8:13 am

أما خسائر الجيوش العربية فطفيفة قطعاً وهي لا تتعدى ألفي جندي أو نحو ذلك وأما الفلسطينيون فقد تكبدوا آلاف القتلى فضلاً عن أن تسعمائة ألف فلسطيني قد شردوا من ديارهم وصاروا مجرد لاجئين مبثوثين في جملة من الأقطار العربية وغير العربية ثمة مجموعة من الأسئلة شديدة الصلة بأسرار عام النكبة([12]) وأهم هذه الأسئلة هي:
1- ما دامت الدول العربية تعلم سلفاً أن الغربيين ما كانوا يسمحون لها بأكثر من حملة عسكرية فلماذا بادرت بالتدخل
2- لماذا زجت بجيوشها في حرب خاسرة سلفاً ؟
3- لماذا كان عدد الجنود العرب في فلسطين طفيفاً جداً إذا ما قورن بعدد سكان العالم العربي وإمكانياته الضخمة
4- لماذا تطابق مع عدد الجنود الصهاينة أو نقص عن عددهم؟
5- لماذا سارعت الجيوش العربية إلى القبول بالهدنة الأولى مع أن الصهاينة كانوا الطرف الضعيف يوم دخلت الجيوش العربية إلى فلسطين؟
6- لماذا لم يتدخل الجيشان الهاشميان عندما استعر القتال بين المصريين والصهاينة؟
7- لماذا لم ترسل مصر مزيداً من الأسلحة والذخائر والجنود إلى فلسطين عندما تفوق الصهاينة على المصريين؟
8- لماذا سمح الإنجليز لجيش الإنقاذ بالدخول إلى فلسطين قبل انسحابهم منها علما بأن الإنجليز كان لهم سبعة وسبعون ألف جندي في فلسطين عند بداية عام النكبة؟
9- لماذا أحجمت الجامعة العربية عن تسليح الفلسطينيين ولاسيما بعدما أبدوا بطولات نادرة في يافا والقدس ولوبية وسلمى والبروة والطيرة وجبع وعين غزال وسواها؟
وهناك أسئلة كثيرة أخري وتفاصيل قد لا يلمها إلا كتاب قائم بذاته وأخيراً للعقل أن يتساءل عن جدوى قيام الكيان الصهيوني وعن الدوافع التي دفعت العالم الغربي إنشائه على حساب العرب ثم عن مصير هذا الكيان والجهة التي تقرر هذا المصير لا مبالغة في القول بأن الكيان الصهيوني لا نفع فيه لأحد على الإطلاق بما في ذلك اليهود أنفسهم بل لعله لا يعادل الآلام التي ألحقها بالصهاينة وحدهم إذ لا ريب في أنهم قد تكبدوا عشرات الألوف من الإصابات خلال الأعوام الستين الأخيرة وفضلا عن ذلك فإنه مشروع باهظ التكاليف ولا مردود له على الإطلاق وأغبى ما في هذا المشروع أنه لا يريد من الفلسطينيين أن يفعلوا شيئا سوى الترحيب بأبناء شعب الله المختار العائدين إلى أرض أجدادهم وإن فعل الفلسطينيون أيما شيء أخر فهم المخربون المناهضون للحضارة والإنسانية معاً.
خلاصة ما قيل أن الكيان الصهيوني ما بني على أرض فلسطين إلا ليحقق ثلاثة أغراض: منع العرب من الاتحاد واستنزاف طاقات العرب في الصراع وعرقلة نموهم وتحولهم إلى قوة عالمية وحماية المصالح الإمبريالية في العالم العربي ولا مبالغة في القول بأن هذا كله لا يصمد أمام النقاش الجدي وذلك لأن الكيان الصهيوني يحث العرب على الاتحاد بدلاً من أن يرسخ التجزئة([13]) إذ من شأن الشعوب أن تتحد أمام الأخطار والتحديات المصيرية فالعرب يستنزفون طاقاتهم في الحاجات الاستهلاكية والترف وحماية المصالح الإمبريالية التى أوكلت إلى الطبقة الخائنة في العالم العربي إنها طبقة الفنادق الباذخة والسيارات الفاخرة والسجائر الأجنبية والمشروبات الروحية والمجوهرات وما إلى ذلك وأغلب الظن أن هذه الطبقة لن تغادر الفنادق إلى الخنادق في أي يوم من الأيام والأقرب إلى الصواب أن يقال بأن الكيان الصهيوني لم ينشأ لكي يحارب الوحدة العربية وإنما حوربت الوحدة العربية لكي ينشأ الكيان الصهيوني ولكي لا يزول من الوجود أما مصير الصهاينة فخاضع للاحتمالات أو قُل للمتغيرات التي سوف تطرأ على حركة العالم بوجه عام وعلى حركة العالم العربي بوجه خاص فأحسن دفاع يمكن أن يلجأ إليه العرب هو إغلاق حدودهم في وجه الصهاينة وعند ذلك لن يكون أمامهم إلا أن يتعفنوا في داخل هذا الغيتو الذي لم يتورعوا عن ارتكاب أبشع الجرائم من أجل إنشائه والحقيقة أن مصير الصهاينة سوف يحدده الشارع العربي وليس الجيوش العربية ولا الحكومات العربية فإذا أصر الشارع العربي على الرفض فإن الكيان الصهيوني سوف يتلاشى وينقرض على الرغم من إرادة الغربيين.
إن هذه الأرض لا مستقبل لها إلا إذا تكاملت بمصر وبقية الهلال الخصيب وصارت جزءاً من منظومة عربية متجانسة ويقينا أنها لن تصبح كذلك ما دامت في حوزة الصهاينة الذين جعلوا منها مجرد لاعب ثانوي للإمبراطورية الأمريكية ولمن له مصالح في المنطقة وعلى الرغم من مرور أعوام عديدة على ولادة الكيان الصهيوني المفتعل والمتطفل لم يحسم وجود هذا الكيان الموقوت بحكم الناموس الكلي الذي يتحكم بمسار التاريخ فما كانت فلسطين على الدوام إلا ممراً للغزاة وإلا واحدة من مناطق نفوذ القوى العظمى إن الشعب الفلسطيني رغم تضحياته لن يقبل بالتنازل عن حقوقه في العودة إلى أرضه ودحر الكيان الصهيوني من أرض فلسطين([14]).
الهيئة العربية العليا: بعد الحرب العالمية الثانية أعاد الشعب الفلسطيني ترتيب نفسه فتأسست الهيئـة العربية العليا في دمشق في 11/يونيو/1946م وكانت برئاسة المفتي الحاج أمين الحسيني وعضوية أمناء سر أهم الأحزاب الموجودة في فلسطين والأحزاب هي:
1-    حزب الاستقلال: تأسس عام 1932م برئاسة عوني عبد الهادي ومن أبرز أعضائه في غزة حمدي الحسيني وهو متعاطف مع الشيوعيين.
2-    حزب الدفاع الوطني: تأسس عام 1934م برئاسة راغب النشاشيبي ومن أبرز أعضائه في غزة عادل الشوا
3-  الحزب العربي الفلسطيني: تأسس عام 1935م برئاسة جمال الحسيني وهو مؤيد للحاج أمين الحسيني ومن أبرز أعضائه الحاج موسى الصوراني وقد شكل الحزب العربي فرقة الفتوة وهي فرقة شبابية شبيهة بفرق الكشافة وكان يرأسها كامل عريقات.
4-    حزب الإصلاح: تأسس عام1935م برئاسة الدكتور حسين فخري الخالدي ومن أبرز أعضائه فهمي بك الحسيني ومحمد أبو خضرة.
5-    حزب الكتلة الوطنية: تأسس عام 1935م برئاسة عبد اللطيف صلاح وأبرز أعضائه في غزة عبد الرؤوف خيال وطاهر أبو رمضان.
أما الأحزاب التي لم يتم تمثلها في الهيئة العليا نذكر منها: عصبة التحرر الوطني وهو الحرب الشيوعي الفلسطيني حالياً ومؤتمر الشباب العربي تأسس عام 1935م برئاسة يعقوب الغصين وأبرز أعضائه في غزة عاصم بسيسو الذي أصدر صحيفة الكفاح والنجادة وهي فرقة شبابية شبيهة بفرق الكشافة وكان يرأسها المحامي محمد نمر الهواري([15]).
قد حظيت هذه الهيئة العليا بدعم الهيئات والأحزاب والفئات الفلسطينية وبالتفاف الشعب الفلسطيني حولها واعترفت الدول العربية بها ممثلة للفلسطينيين غير أنها عانت من عدم قدرتها على العمل المتناسب مع خطورة المرحلة في داخل فلسطين بسبب استمرار الاستعمار البريطاني في حصار قيادتها حيث منع عدداً من قياداتها من دخول فلسطين وبالذات الحاج أمين الحسيني كما عانت اللجنة من خلاف رئيسها مع عدد من الأنظمة العربية وخصوصاً الأردن والعراق بسبب محاولة الأنظمة العربية فرض إرادتها على الهيئة وتجاهل قيادتها وتجاوزها بحجة أن قضية فلسطين قضية عربية وأن الأنظمة العربية هي من يناط بها عملية التحرير بينما كانت من الأنظمة العربية لا تزال تحت سيطرة النفوذ الاستعماري القوي لبريطانيا والنفوذ المتصاعد لأمريكا حيث يتم رسم سياسات هذه الدول وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
حتى عندما دخلت الجيوش العربية فلسطين في شهر مايو/1948 فإنها منعت الحاج أمين الحسيني من دخول فلسطين أو الوجود في الأماكن التي سيطرت عليها ولم تمكِّن الأنظمة العربية الحاج أمين ورفاقه من تولي تنظيم الشعب الفلسطيني وقيادته في المناطق المحررة بل باشرت بنفسها نزع أسلحة الفلسطينيين وخصوصاً جيش الجهاد المقدس الذي نظمته الهيئة العربية العليا.
 حكومة عموم فلسطين ولدت على فراش الموت
كانت الهيئة العربية العليا قد قررت إنشاء حكومة فلسطينية لملء الفراغ الناتج عن انسحاب بريطانيا من فلسطين وسعت خلال أشهر 3-4 والنصف الأول من 5/1948 لإقناع الحكومات العربية بذلك ولكن دون جدوى.
مؤتمر غزة: في 1/أكتوبر/1948 انعقد في غزة مؤتمر حضره عدد من أهل الرأي لفلسطين دعت إليه الهيئة العربية العليا لتنفيذ قرارها الذي أصدرته في القاهرة بتاريخ 5/يناير/1948 وهذا نصه:
كانت الهيئة العربية العليا قد اعتمدت إيجاد نظام سياسي في البلاد يقوم على تحقيق الرغبة العامة في التمثيل الصحيح فبدأت الخطوة الأولى من ذلك بتشكيل اللجان القومية وقررت اتخاذ الخطوات الأخرى لإقامة هذا النظام وذلك بتشكيل إدارة قومية عامة لفلسطين بأكملها على أن تتألف هذه من:
1-    رئيس أعلى.
2-    مجلس وطني عام.
3-    مجلس تنفيذي له رئيس مسئول ينال ثقة المجلس الوطني العام.
وستعمل الهيئة العربية العليا على تنفيذ هذا المشروع خلال الأشهر القادمة.
إعلان حكومة عموم فلسطين: اجتمع المؤتمرون في غزة وكان عددهم خمسة وثمانون عرف منهم ثمانية أعضاء في الهيئة العربية العليا وعشرة من رؤساء بلديات وأربعة عشر من رؤساء المجالس المحلية وواحد وعشرون من مندوبي اللجان القومية واثنا عشر من أعضاء الوفود التي انتدبت في الماضي للدفاع عن القضية الفلسطينية في أوروبا وستة من مشايخ العشائر وأربعة ممثلون لنقابات المهندسين والأطباء والصيادلة والمحامين عرف منهم الحاج أمين الحسيني وأحمد حلمي باشا وعلي حسنا وميشال أبكاريوس والشيخ حسن أبو السعود ورجائي الحسيني ويوسف صهيون وأمين عقل والدكتور فوني فريج وميشال عازر وأميل الغوري وحمدي الحسيني وواصف كمال وأديب الريماوي ومحمد علي الكيالي وأكرم زعيتر ومحمد العفيفي وفارس سرحان وخليل حليف وفيصل نابلسي وحسين أبو ستة وحسن جمعة الإفرنجي وحسن أبو جابر وتوفيق جبران وخليل السكاكيني وأحمد عبد العزيز مهنا ومحمد رجب أبو رمضان ورشدي الإمام الحسيني ومحمد علي الصالح وعبد الله سمارة ومحمد صبري عابدين وفائق بسيسو ويوسف الصايغ والسيد أبو شرخ وأحمد العكي وعلي رضا التحري رفيق التميمي ومحمد رفيق اللبابيدي وموسى عمران وعوني عبد الهادي وسعيد حمدان وفهمي الأغا وعبد الرحمن الغرا ومحمد عواد علي أحمد العطار وأحمد محمد حجة وعيسى نخلة وطلعت يعقوب الغصين ورشاد يوسف السقا وحسني خيال وكامل القاضي وعبد الرحيم أبو لبن وعبد ربه أبو شقرة وحسن محمد الزير ومحمد أحمد أبو عاذرة وزكي محمد عبد الرحيم وأنور نسيبة.
ألفوا مجلساً سمي المجلس الوطني([16]) انتخب هذا المجلس حكومة أسماها حكومة عموم فلسطين أصدر المجلس الوطني قراراً جاء فيه ما يلي:
بناء على الحق الطبيعي والتاريخي للشعب العربي الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
هذا الحق المقدس الذي بذل في سبيله زكي الدماء وقدم من أجله أكرم الشهداء وكافح دونه قوى الاستعمار والصهيونية التي تألبت وحالت بينه وبين التمتع به فإننا نحن أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في غزة هاشم هذا اليوم الواقع في الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة 1367 وفي 1/أكتوبر/1948 استقلال فلسطين كلها التي يحدها شمالاً سوريا ولبنان وشرقاً سورية وشرق الأردن وغرباً البحر الأبيض المتوسط وجنوباً مصر استقلالاً تاماً وإقامة دولة حرة ديمقراطية ذات سيادة يتمتع فيها المواطنون بحرياتهم وحقوقهم وتسير هي وشقيقاتها الدول العربية متآخية في بناء المجد العربي وخدمة الحضارة الإنسانية مستلهمين في ذلك روح الأمة وتاريخها المجيد مصممين على صيانة استقلالنا والذود عنه.
عهد برئاسة الحكومة إلى أحمد حلمي باشا عبد الباقي فتولى جمال الحسيني وزارة الخارجية وميشال أبكاريوس وزارة المالية وعوني عبد الهادي وزارة الشؤون الاجتماعية ورجائي الحسيني وزارة الدفاع والدكتور حسين فخري الخالدي وزارة الصحة والدكتور فوتي فريج وزارة الاقتصاد وعلي حسنا وزارة العدل ويوسف صهيون وزارة الدعاية وأمين عقل وزارة الزراعة وانتدب أنور نسيبة سكرتيراً لمجلس الوزراء.
أذاع رئيس الوزراء فور تأليف الحكومة بياناً جاء فيه ما يلي:
في 15/مايو/1948 زال عن بلادنا المقدسة الانتداب البريطاني الذي لم تعترف به الأمة في أي وقت من الأوقات وزالت بذلك العقبة الكأداء التي كانت تقف في سبيل ممارسة جميع الحقوق التي تمارسها الأمم المستقلة وصار من حقوقها ومن واجبها أن يتولى أبناؤها بنفسهم شؤونهم السياسية والإدارية والمدنية وأن يعملوا جاهدين على إنقاذ وطنهم وصيانة أبنائهم وذرياتهم ولئن حالت ظروف قاهرة فور انتهاء الانتداب دون أن يخطو الخطوة الإيجابية في هذا السبيل فقد ذللت هذه العقبات الآن ولم يعد هناك أي مبرر للتأخير.
لذلك قررنا بعد الاتكال عليه تعالى واستناداً إلى حقنا الطبيعي وإلى تأييد الحكومات ومؤازرة البلاد العربية حكومات وشعوباً وإلى قرارات الجامعة العربية تأليف حكومة لفلسطين بكامل حدودها المعروفة قبل 15/مايو/1948 لتضطلع بالمهام التي يطلبها الموقف واستكمال أسباب العمل باعتبارها حكومة ديمقراطية مسئولة أمام مجلس وطني تمثيلي إلى أن يتيسر القيام بانتخاب جمعية تأسيسية تضع دستور البلاد وتقرر نظام الحكم فيها على أن تكون القدس عاصمة البلاد وأن تستقر الحكومة مؤقتاً في مدينة غزة إحدى بلدان هذا القطر العربي الكريم.
في هذا اليوم التاريخي الذي نعلن فيه تأليف هذه الحكومة الفتية ندعوك باسم الوطن المقدس إلى توحيد الكلمة والعمل صفاً واحداً لصد العدوان الأثيم عن مقدساتك وتراث آباءك وأجدادك ومهد أبنائك وأحفادك وسجل مفاخرك وأمجادك وإلى التعاون الوثيق مع الجيوش العربية الباسلة التي تحارب في سبيل تحرير بلادك لتصل عالي الرأس إلى أهدافك أمدك الله بعونه وشملك بعنايته وأيدك بروح من عنده.
هذا وإننا لنرى من الواجب أن نرفع آيات الشكر والامتنان مشفوعة بالتعظيم والتكريم لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك العرب ورؤساء جمهورياتهم وأمرائهم ونزجي الشكر لجامعة الدول العربية ورجالات العرب والجيوش العربية وقوادها وللمناضلين الأبرار وللأمم الإسلامية والشرقية التي آزرت قضية فلسطين بما أبدوه من عطف سام وشعور نبيل على عرب فلسطين ولما بذلوه من مساعدات كريمة في سبيل إنقاذ البلاد المقدسة.
وإننا لنقف خاشعين لذكرى الشهداء الأبرار الذين سقطوا في ميادين الشرف والجهاد دفاعاً عن الدين والوطن والكرامة معاهدين الله تعالى والأمة العربية في فلسطين والوطن العربي الكبير على أن نواصل العمل بكل ما في قلوبنا من إيمان وما أوتينا من قوة إلى أن يتم بعون الله وعنايته سدد الله خطانا إلى أقوم سبيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948     رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Emptyالسبت يناير 25, 2014 8:15 am

استقبل معظم عرب فلسطين هذا النبأ بشيء كثير من الأمل والرجاء وكذلك فعل سكان بيت المقدس وفي 15/أكتوبر/1948 اعترفت ثلاث حكومات عربية عي لبنان وسوريا والمملكة العربية السعودية بحكومة عموم فلسطين.
امتعض عدد غير قليل وادعى هؤلاء أنه لا يحق للذين حضروا المؤتمر وهم قلائل بالنسبة إلى مجموع الأمة أن يزعموا أنهم يمثلون الفلسطينيين جميعاً إلا أن الوضع الراهن في البلاد كان قد ساء إلى درجة جعلت الأكثرين يرضون بمثل هذه الخطوة لعلها تبدد شيئاً من مخاوفهم وتزيل عن نفوسهم بعض ما ألم بها من جراء تخاذل الدول العربية وقال كثيرون أن حكومة كهذه كان يجب أن تتألف عندما نشأ النضال الحالي في فلسطين وفي كل حال كبرت الآمال عندما علم الناس أن الدول العربية التي يتألف منها مجلس الجامعة تؤيد هذه الفكرة واختفت روح الانهزام تلك التي بدت في الأوساط القومية إثر سقوط اللد والرملة وراح الشبان يتنادون إلى جمع الصفوف والتأهب للقتال وسرت أنباء الحركة الجديدة بين الصفوف بسرعة البرق فما كنت لتسمع أينما حللت وحيثما سرت سوى نغمة واحدة هي:
هيا بنا إلى ميادين القتال لنسترجع المدن والقرى التي اغتصبها اليهود منا ونسترد كرامتنا.
تألف مقر قيادة لإدارة شئون القتال في المنطقة الجنوبية من المقدم عبد الحق الفراوي قائداً للمنطقة والرئيس الأول محمد تراجازي ضابطاً للركن والرئيس الأول محمد حسن جراحي مساعداً للضابط الركن والرئيس محمود كمال مفتيش طبيب المقر والملازم الثاني جمال الصوراني ضابط الاستخبارات.
وقد تم تعيينهم بأمر من الحاج أمين الحسيني بوصفه القائد الأعلى وكان هناك في المقر عدد من الموظفين المدنيين نذكر منهم حفص عمر السقا رئيس الديوان وكاتب ومراسل وجنديان يعملان في اللاسلكي هما ناصر شكري وخليل الجاعوني.
أرسل أحمد حلمي باشا بوصفه رئيساً لمجلس الوزراء ووزيراً للخارجية إلى وزير للمملكة المصرية قال فيه أن وحدات جيش الجهاد المقدس التي مازالت تعمل في منطقتي غزة وعراق سويدان والفالوجة تحت إمرة المقدم عبد الحق الفراوي وبإشراف القيادة المصرية والتابعة للهيئة العربية العليا قد أصبحت اعتباراً من أول شهر ديسمبر/1948 تابعة لحكومة عموم فلسطين وقد أرسلنا التعليمات اللازمة إلى آمر القوة المذكورة كي يستمر على العمل وفقاً للترتيبات التي مازالت متبعة حتى الآن أي أن يظل من الناحية العسكرية تابعاً للقيادة المصرية العامة على أن يكون من الناحية الإدارية تابعاً لوزارة الدفاع لحكومة عموم فلسطين فكان مقرها في مصر الجديدة بالقاهرة 22 شارع رمسيس.
لكن سرعان ما انقلب رجاؤهم إلى يأس عندما علموا أن الحكومة الأردنية الهاشمية لم تعترف بها وكتب الملك عبد الله إلى محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزارة المصرية إلى زملائه أعضاء الجامعة كتاباً قال فيه أن دولتكم على علم من أن دول الجامعة العربية تدخلت لإنقاذ فلسطين منكرة للتقسيم والتجزئة عاملة على حفظ شرف العرب والإسلام التاريخي وتعلمون أيضاً أننا نخشى على سلامة بلادنا ومركزها من أي دولة ضعيفة قد تتكون في فلسطين تنتسب إلى العرب فتضعف عن البقاء أو يستحوذ عليها اليهود أو بمجرد تكيفها تعترف بها منظمة الأمم التي اعترف باليهود فيكون التقسيم أمراً واقعاً الأمر الذي حاربنا ضده وفي وقوع هذا أيضاً قطع الطريق على أهل فلسطين وعليهم أن يختاروا لأنفسهم ما يريدون بعد انتهاء المعضلة.
إننا تفادياً من تسبب هؤلاء بحركاتهم وأعني بهم الحاج أمين الحسيني ومن معه أن تشبثاتهم ستجر إلى ما فيه إخلال عصمة الجامعة العربية واتحادها أقول أنني سأحارب هؤلاء حيث ما كانوا كما أحارب اليهود أنفسهم ولقد حاول فريق من رجالات مصر أن يوفدوا إلى عمان وفداً لمقابلة الملك عبد الله وإقناعه في العدول عن معارضته وتألف الوفد بالفعل من بطل الريف الأمير عبد الكريم الخطابي والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا ورئيس جمعية مصر الفتاة الأستاذ أحمد حسين ورئيس جمعية الشبان المسلمين محمد صالح حرب باشا ولكن رئيس الوزراء محمد فهمي النقراشي باشا أمر إدارة الجوازات بعدم السماح للوفد بالسفر عندئذ 21/سبتمبر/1948 أرسل الأمير عبد الكريم إلى الملك عبد الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
salim 1979
التميز الذهبي
التميز الذهبي



تاريخ الميلاد : 27/05/1979
العمر : 44
الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 5278
نقاط : 100012160
تاريخ التسجيل : 06/11/2012

 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Empty
مُساهمةموضوع: رد: رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948     رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  Emptyالأحد يناير 26, 2014 9:58 am

 رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948  %252520%252527DAD37FJHF%25255B2%25255D
يتناول الكتاب بحثاً فى الإجابة عن سؤال مهم وهو كيف طرد الفلسطينيون من ديارهم عام 1948 ؟ ، حاول الكاتب أن يكون عادلاً ويبحث فى الموضوع بدقة مستنداً على تقارير رسمية ومستندات موثوق بها دون أن يحمل الذنب كله على جهة واحدة دون أدلة ، فقد كشف عن أن للمجازر والانتهاكات الفضل الأكبر فى هجرة الكثير من الفلسيطينيين من ديارهم .
فلسطين الأرض المحتلة ما تزال داخل الدائرة الحمراء ، الجاذبه لكل فرد فى العالم ليبحث عن خباياها وأصل الاحداث التى تحدث بها فكان مؤلف هذا الكتاب واحدا منهم ، ليطلع القرآء على أهم تفاصيل الأحداث التى حدثت فى مدن فلسطين قبيل عام 1948 ، ويخبر العالم من كان له النصيب الاكبر وراء دفع الفلسطينيون إلى طلب اللجوء السياسى للدول المجاورة وترك ديارهم .
مقدمة الكتاب :
كان الجو متوتراً لدى وصول أربعة من مراقبى هيئة الأمم المتحدة للاجتماع فى صحراء النقب بفريق ضباط الارتباط الاسرائيليين . لقد ترك وقف إطلاق النار الذى تمّ الاتفاق عليه منذ بضعة أشهر فى تموز (يوليو ) 1948 ، معظم صحراء النقب تحت السيطرة المصرية ، وتخلله خرق متواصل كما تخللته عدة معارك ضارية . فالمهمة الرتيسية لهيئة الأمم المتحدة على الجبهة الجنوبية كانت فى الحيلولة دون تجددّ الاشتباكات الحربية الشاملة على أوسع نطاق . ولكن فى صبيحة هذا اليوم الموافق 13 تشرين الأول ( اكتوبر ) ، فإن الضباط الأربعة من مراقبى الأمم المتحدة والتابعين لما يسمى ب " فريق التحقيق الخاص بالنقب " كانوا يقومون بزيارة القطاع الواقع تحت السيطرة الاسرائيلية للتفقد والاطلاع على اوضاع المدنيين العرب الذين ربما ظلَوا فى القرى التى احتلها اليهود .
وما ان وصل الاسرائيليون الى الاجتماع حتى سأل قائدهم الميجور ميخائيل هانغبى عما اذا كان فريق الأمم المتحدة قد حقق فى شكاويه من خروقات المصريين لوقف اطلاق النار . فأجابه رئيس وفد الامم المتحدة الكولونيل جيرالد دوغرير بانه لا يمكنه اعطاء جواب حول ذلك الموضوع ، وبادره بسؤال الاسرائيليين لماذا أقدموا على طرد هذا العدد الكبير من المدنيين الفلسطينيين . فجاء الرد من الميجور هانغبى : " افرغنا القرى حيث كان السكان يضمرون نحونا مشاعر العداء " .
وطلب مراقبو الامم المتحدة ان يُسمح لهم بزيارة عدد من القرى حيث أبلغ اللاجئون العرب عن ارتكاب الاسرائيليين للفظائع . واجاب الميجور هانغبى بأنه من غير الممكن دخول تلك القرى لانها محاصرة بحقول الالغام ، غير ان الضابط الاسرائيلى زعم بأن المدنيين العرب الذين ظلّوا تحت السيطرة الاسرائيلية عوملوا معاملة حسنة . وحين أعرب الكولونيل دو غرير عن رغبته فى مشاهدة قرية حيث يعيش أهاليها الفلسطينيون بسلام تحت الحكم الاسرائيلى ، وافق الميجور هانغبى على مرافقة المراقبين إلى قرية الخُسَيف ( القريبة من بئر السبع ) والتى تبعد ثلاثين كيلو مترا عن مكان الاجتماع .
فصول الكتاب :
الفصل الأول : أرض بدون شعب
الفصل الثانى : الخطة دالت ( دال )
الفصل الثالث : دير ياسين
الفصل الرابع : مآساة حيفا
الفصل الخامس : سقوط يافا
الفصل السادس : مدينة السلام : القدس
الفصل السابع : الطريق الى صفد
الفصل الثامن : مسيرة الموت من اللّد
الفصل التاسع : الهدنة المضطربة
الفصل العاشر : عملية حيرام
الفصل الحادى عشر : السلام الممكن ؟
الفصل الثانى عشر : أمّة سليبة
معلومات الكتاب :
اسم الكتاب : كيف طرد الفلسطينيون من ديارهم عام 1948
المؤلف : ميخائيل بالومبو
الناشر : دار الحمراء
الحجم : 7.36 ميجا بايت
تحميل الكتاب الأليكتروني مجاناً
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رفع الستار عن وقائع وأحداث النكبة عام 1948
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النكبة الاندلسية
» النكبة الفلسطينية
» كيف طرد الفلسطينيون من ديارهم عام 1948
» الإمام حسن البنا وثورة اليمن 1948

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قالمة للعلوم السياسية :: الملتقي الإسلامي :: نداء الأقصى وفلسطين-
انتقل الى:  
1